روايات

رواية أنا وزوجاتي الفصل الحادي عشر 11 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الفصل الحادي عشر 11 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الجزء الحادي عشر

رواية أنا وزوجاتي البارت الحادي عشر

رواية أنا وزوجاتي الحلقة الحادية عشر

“أنا وزوجاتي”
الحلقة الحادية عشرة (كاستر)
_____________
_____________
مرت الأيام بشكل مختلف على جميع البيوت، كل بيت به ما يكفيه، منهم من يمارس حياته بطريقة اعتيادية، يكمن التغيير في تبادل الأيام فقط، فكل يوم يشبه الذي سبقه، ومنهم من تغيرت حياته ولكن للأسوأ، تداهمه ذكريات أليمة فلا يكُفّ عن التفكير بها، ومنهم من يخطط لما هو آت منتظرا مستقبلا مُرضيا بالنسبة له، وبين هؤلاء وهؤلاء كانت إحداهن تقف أمام المرآة تضع الإبر الحديدية تثبت به حجابها اللائق مع عبائتها الزيتوني، التفتت برأسها نتيجة انفتاح الباب فابتسمت بهدوء لمن دخل الغرفة، فقد قررت مسامحته على خدعته لأنه الوحيد الذي بيده مساعدتها، دخل بهدوء ووقف خلفها ثم قبّلها من وجنتها وهو يهتف بابتسامة:
-إيه الجمال دا؟
ابتسمت على إطراءه والتفتت لتكن في قبالته وهي تقول:
-غيّر هدومك وتعالى هنزل أحط معاهم الغدا.
استوقفها قبل أن تخرج وهو يطلب منها:
-استني ننزل سوا، حفصة وملك كانوا بيحطوه وأنا طالع.
أومأت بهدوء ثم جلست على الفراش تطالعه خلسة، لا تنكر انجذابها له خاصة بهذا الرداء الأبيض الذي عاد به للتو من صلاة الجمعة، أما هو خلع عباءته ثم ارتدى سترة باللون الرصاصي على بنطاله الأبيض الذي كان يرتديه تحت العباءة، انتهى وهو يعدل خصلاته الّتي تبعثرت وهو يرمقها بمكر قبل أن يهتف:
-عارف إني حلو بس براحة بنظراتك عليا شوية.
أدركت أنه لاحظ نظراتها فتطلعت إلى أماكن مختلفة بتوتر ثم قامت وهي تقول:
-أنا نازلة بقا أنت خلصت أهو.
أسرع بخطواته قبل أن تخرج ثم أمسك يدها وخرج بها من الغرفة، نزلا سويا على الدرج وكانت ابتسامتهما تُشعل الغيرة والحقد في قلب كل من ملك وحفصة بمجرد رؤيتهما وأيديهما متشابكة، تصنعت ملك الابتسامة وهي تجذب مقعد زوجها من أسفل طاولة الطعام وتنادي عليه هاتفة:
-تعالى يا حبيبي اقعد.
ذهب نحوها وجلس على الكرسي فأسرعت هي وجلست جواره ولكنه أمر آسية بهدوء دون أن ينظر لأحد:
-تعالي يا آسية اقعدي جنبي.
تطلعت آسية بحرج من كون جدته على رأس الطاولة جهة اليمين وملك على يساره فاختارت مقعدا بطريقة عشوائية وجلست عليه قائلة:
-هقعد هنا وخلاص.
أمرها دون أن يحرك عينيه من على طعامه:
-قلت تعالي جنبي، قومي يا ملك.
صدمة احتلت وجه ملك التي وجهت حديثها بغضب لزوجها:
-هو إيه اللي قومي يا ملك؟ هو أنا مش مراتك زي ما هي مراتك بردو؟ دا حتى هي اللي دخيلة علينا وخدتك مني.
التفت لها بهدوء وهو يخبرها:
-آسية لسة عروسة جديدة ومن حقها أعاملها زي ما كنت بعاملكم بالظبط.
أومأت ملك بسخرية وهي تنقل نظراتها بين زوجها وآسية قبل أن تقوم وتُبدّل مكانها وقالت بحنق:
-آه والحوار دا هيفضل لحد امتا إن شاء الله؟ ولا هي ست العرايس متعرفش أنه عنده زوجات تانية وأولاد ومسؤوليات غيرها؟ عاملة زي الكلـب اللي مسك عضماية ومصدق يـ….
ضرب مؤنس على الطاولة بغضب وهو يصيح باسمها:
-ملـــك، هتقعدي تاكلي باحترامك اقعدي مش هتحترمي نفسك روحي أوضتك.
جلست ملك بغضب بينما ذهبت آسية بحزن وإحراج بعدما نادى عليها زوجها للمرة الثالثة، حلّ الصمت على الجميع ولم يقطعه سوى صوت موسى الذي دخل للتو هاتفا:
-سلام عليكم يا أهل الخير.
أجابت جدته السلام وردّ الباقون دون صوت مما أثار استغرابه وسألهم:
-مالكم في إيه؟
نظرت له جدته بتحذير وهي تجيب بهدوء:
-اقعد كُل يا موسى.
جلس موسى يمط شفتيه باستغراب وبدأ في تناول الطعام وهو ينظر لوجوههم لعلّه يفهم شيئا، وعندما يئس من ذلك سأل مرة أخرى:
-إيه يا جماعة ما لو الأكل دا فيه حاجة قولولي قبل ما أكُل.
همست له حفصة بهدوء يتخلله الحزن:
-كُل يا موسى وأنت ساكت الأكل مفهوش حاجة خايف على نفسك أوي؟
بعد مرور ربع ساعة من الصمت انتهى الجميع من تناول طعامهم وحملوا الأطباق الفارغة إلى الداخل، دخلت آسية إلى المطبخ ثم قامت بفتح الثلاجة وجلبت منها عدة أطباق تحتوي على حلوى ووضعتهم على حامل بلاستيكي بيدين ثم خرجت وأعطتهم للجالسين في الخارج، في هذه اللحظة كانت ملك وحفصة في المطبخ يشاهدان ماذا تفعل الثالثة بغيظ وحقد وأول من تحدثت كانت ملك الذي قالت:
-البت دي هتكسبهم كلهم على قفانا، شوفتي عمايلها؟ عملالهم حلو، ولكن توسعت عينها بدهشة وهي تشاهد زوجها ومعاملته لها فصاحت:
-‏يا لهوي يا حفصة شايفة البت ومحنها؟ مؤنس بيأكلها بنفسه عيني عينك كدا قدام تيتا والعيال، هتخطفه مننا دا إذا مكانتش خطفته أساسا، طب ماشي أنا هتصرف.
قالت ذلك ثم ذهبت إلى غرفتها بغيظ بينما وضعت حفصة كَفًّا على الآخر بحسرة وهي تشاهد ما يحدث أمامها وتنتظر ملك لترى ماذا ستفعل، بينما في الخارج بمجرد أن قامت آسية بتوزيع الأطباق ثم أخذت صحنها وجلست بجوار زوجها تأكله ببعض الحزن، فاقترب منها بعد أن ترك صحنه على الطاولة الصغيرة أمامه ووضع ذراعه على كتفها وهمس بهدوء:
-متزعليش، أنا كان ممكن أزعلها على اللي عملته وأخدلك حقك بس كدا هيكرهوكِ أكتر، وأنا مش عايز يبقى في مشاكل بينكم، ويا عبيطة هي غيرانة منك، ومحدش بيغير غير من الحلو.
ابتسمت ثم التفتت تطالعه وهمست له في المقابل ببعض الحزن:
-أنا مش عايزة أكون سبب في مشاكل بين أي حد، وبصراحة بحس بنظراتهم كأنهم بيقولوا أني خدتك منهم، خدت حاجة مش بتاعتي، مؤنس أنا لو كنت أعرف أن في حد تاني في حياتك أنا مكنتش قبلت أني أخدك منهم أو أتجوز واحد ألاقي اللي بياخده مني.
أمسك ذقنها بمشاكسة وابتسامة أسرتها وهو يقول:
-مين دا اللي يقدر ياخدني منك؟ أنا ليكِ علطول ووقت ما تحتاجيني هتلاقيني، وخليكِ واثقة إنك مخدتيش حاجة مش بتاعتك، كله ليكِ وملك إيديك وكل حاجة في البيت دا من حقك زيك زيهم بالظبط، المهم قوليلي المهلبية دي بتقول إيه كدا؟
قال ذلك وهو يشير برأسه للطبق الذي تحمله في يدها فابتسمت وهي تملأ ملعقة لتضعها في فمه تلبية لرغبته وهي تقول:
-علفكرة دي مش مهلبية دا كاستر.
أمسك الملعقة منها وهو يرفع حاجبه بإعجاب ثم ملأها ودسها في فمها وهو يسألها:
-أنتِ اللي عاملاه؟
أومأت بخجل وهي تبتلع ما أكلته وعقّبت بابتسامة:
-اه وبعرف أعمل أكلات تانية كتير.
أبدى اعتراضه عن الأمر وهو يقول:
-لا لا مش عايز حاجة تانية، أنتِ اعمليلي كاستر وأنا أحبك أكتر.
توسعت ابتسامتها وهي تسمع ما يلقيه على أذنها ولكن قطع ابتسامتهما حضور ملك التي تقدمت منهما وهي تتمايل ثم صعدت على الأريكة بجوار مؤنس وجلست عليها بركبتيها ثم بدأت في تدليك رأسه بواسطة الكريم الذي أحضرته وهي تقول بدلع:
-أنا آسفة يا سوسو على اللي حصل بس أنت عارف أني عملت كدا عشان وحشتني.
رفع حاجبه بمكر وقبل أن يتحدث وجد حفصة تتقدم منهم وهي تحمل وعاء بلاستيكي به ماء ثم وضعته أمامه على الأرض وسحبت قدمه تضعها به وهي تدلكها وتقول بدلال لم يعتاده منها:
-لقيتك شقيان وتعبان قلت أريحك، ويا عيني رجلك مش بترتاح قلت الحل الوحيد المياه الدافية بشوية ملح.
نظر لها بعدم تصديق وهو يهتف:
-حتى أنتِ يا حفصة؟ طب أتوقعها من ملك إنما تيجي منك أنتِ؟
قرصته حفصة في قدمه وهي تهتف بشر:
-الحقّ عليا؟
أجابها بضحك:
-لا لا عداكِ العيب، ادعكي الحتة دي بس كويس.
قال ذلك وأشار إلى موضع في قدمه وأثناء ذلك أتى موسى من غرفته وهو يهلل ويصيح بضحك:
-الله الله وعاملين فيها زعلانين عالأكل؟ يعني واحدة بتأكلك وواحدة بتعملك مساچ وواحدة بتغسلك رجلك، فاضل واحدة كمان تقعد تقولك نكت عشان تضحك.
بادله مؤنس الضحك وهو يؤيده:
-أنا بقول كدا بردو.
أتاه صوت زوجاته الثلاثة اللاتي صممن أذنه بصياحه‍ن قائلات بغضب في وقت واحد:
-نعم؟
أشار بكفه دليل على رجوعه في الأمر وهو يقول بضحك:
-خلاص خلاص، أنا بقول كدا كويس.
هتف موسى بضحك:
-والله الجواز طلع حلو وآخر دلع، المهم كنت عايزك عشان الموضوع دا.
أسرعت ملك بقولها:
-لو هتاخد رأي حد في موضوع الجواز يبقى آخر واحد تسأله هو مؤنس.
رفع لها مؤنس حاجبه ولكن ابتسم بفخر بعدما سمع قول أخيه:
-دا هو أكتر واحد فاهم في الموضوع دا.
امتلأ المكان بالضحك بعد أن كان مشحونا بالحزن منذ قليل، بينما كانت الجدة تنظر لهم بابتسامة وهي تدعي لهم بصلاح الحال، أما البنات فذهبن نحو أبيهم الذي عانقهم بسعادة لتحوّل الحال.
______________
كان ينام على ظهره في غرفته المظلمة وهو يفتح عينيه ويغلقهما بتعب، مجرد التنهيدة التي تخرج منه تكاد تقتلع قلبه من شدة الوجع، آه..ما أقساه الوجع؟ خاصة إن كان وجع الفراق، فراق من أحببناهم بشدة وتعلقنا بهم، فرحيلها كان بمثابة خروج الروح من جسده، فهو الآن جسد بلا روح، ويشهد فراشه الذي لم يتركه على ذلك، فاق من شروده على دخول والدته وهي تنادي عليه بأسى:
-صالح، قوم بقا يا حبيب أمك من اللي عامله في نفسك دا.
أومأ لها بتعب فتخطته وذهبت تفتح نافذة الغرفة حتى يدخلها الهواء وأزالت الملابس التي أُلقيت على الأرض بعشوائية ثم أخذت الأكواب الفارغة وأعادتها للمطبخ، عادت للغرفة مرة أخرى ثم جذبت الغطاء الذي يحتمي به من نسمات الهواء الباردة وهي تهتف:
-قوم يلا خليني أغير الملاية وأروق الأوضة المكركبة دي، قوم بطّل كئابة.
تقلّب في موضعه بانزعاج وهو يحاول جذب الغطاء مرة أخرى وهو يقول:
-يامّا سيبيني بس دلوقت ابقي روقيها بعدين، حبكت تشيلي الملاية دلوقت؟
-اه هشيلها يا ابن بطني عاللي أنت عامله دا، بقالك أسبوع نايم في السرير زي الوالدة ولا بتخرج من الأوضة.
رد على قولها الذي أصابه بالذهول:
-إيه يامّا اللي بتقوليه دا؟
تنهدت وهي تضع إحدى يديها على الأخرى ثم قالت:
-أومال عايزني أقول إيه وأنا شايفاك عامل حداد عليها وحابس نفسك لا بتاكل ولا تشرب ولا تشوف نور ربنا، حتى الشغل مبقتش تطلعه.
ابتسم بتهكّم وهو يردد:
-شغل؟ شغل إيه اللي أطلعه هو أنتِ صدقتي إن اللي كنت بروحه شغل؟
جلست بجواره تواسيه بقلة حيلة:
-يا ضنايا بس أهو كان بيجيب اللقمة اللي بناكلها، معاش أبوك مبيعملش حاجة وبيتصرف أول بأول وقرب يخلص هناكل منين؟
انكمش حاجبيه بضيق وهو يسحب الغطاء على رأسه بعد أن أجابها:
-حاضر يا أمي حاضر هشتغل وهتمرمط ومش هخليكِ محتاجة حاجة بس سيبيني أنام دلوقت.
توسعت أعينها بذهول وهي تراه ينام مجددا فصاحت بغضب:
-تنام إيه نامت عليك حيطة، قوم شوف الدنيا اللي من ساعة ما جيت من عند المحروسة وأنت قافل على نفسك ونهارك انقلب ليل، العصر أذّن قوم صلي يا أخويا وفك الحداد اللي أنت عامله دا، هي البنات خلصت ولا إيه؟
نفض غطاءه بضجر وجلس على الفراش وابتلع غصة تكونت في حلقه قبل أن يهتف والدموع تتلألأ في عينيه:
-بحبها يامّا ومش حاسس بطعم الدنيا من غيرها، اعذريني عشان خاطري، أنا حسيت فجأة الدنيا ضلمت في وشي ومبقتش قادر أعيش، حسّي بيا بالله عليكِ أنا موجوع.
قال آخر كلماته وانهار بالبكاء فضمته أمه لصدرها وهي تربت على ظهره بحزن وتقول:
-طب اهدى يا روح قلبي متعملش في نفسك كدا، والله لأجبلك ست ستها وإن شاء الله ربنا يعوضك بالأحسن منها.
اعترض على كلامها بحزن:
-بس أنا مش عايز الأحسن منها، هي أساسا في نظري أحسن واحدة.
بينما في نفس التوقيت كانت تجلس في حديقة المنزل تقّلب في هاتفها وتتطلع إلى صورهما معا وقلبها يتقطع من الألم، أغلقت الهاتف ووضعته بجوارها ثم أسندت ظهرها على الكرسي الخشبي وربّعت يديها أمامها واسترجعت بعض ذكرياتها معه وهي مُغمضة العينين..كانت تجري في إحدى الحدائق بردائها القرمزي وهو يلاحقها قائلا بأنفاس سريعة:
-يا بت استني، كل دا عشان مخدش منك لحسة آيس كريم؟
ضحكت هاجر والفرحة تعلو وجهها وهي تقول:
-ما أنت جبت ألاه؟
وقف صالح ووضع يده في خصره وحدثها بحاحب مرفوع:
-متخُميش يا هاجر، أنتِ عارفة أن أنا بجيب بالفانليا وأنتِ بالفراولة وناكلهم سواء ودلوقت أنتِ خلصتي بتاعتي وجريتي هو دا اتفاقنا؟
أخرجت له هاجر لسانها وهي تقول قبل أن تجري مرة أخرى بضحكات مرتفعة:
-رجعت في كلامي أنا عيلة يا سيدي حد قالك تصدقني؟
توسعت أعينه وهو يراها تجري من جديد ففكر قليلا بمكر قبل يباغتها من جهة أخرى ويمسك بها وعلى حين غرة يختطف منها الحلوى المثلجة ولكن قبل أن يضعها في فمه كانت هي الأسبق في أخذها مرة أخرى بعنف مما جعل وجهه يتلطخ بالآيس كريم فارتفعت ضحكاتها بشدة على هيئته، أما هو فنظر لها بحنق وهو يردد:
-بقا كدا؟
تراجعت بهدوء وهي تبتسم:
-خلاص خلاص أنا آسفة ثواني همسحهولك.
أخرجت من حقيبتها عبوة تحتوي على قماش ورقي مبلل بالعطر ثم سحبت منها إحدى الأوراق وقامت بإزالة ما تسببت به على وجهه وهي تهتف بابتسامة:
-خلاص بقا متزعلش والله شكلك حلو كدا.
رفع حاجبه وتساءل:
-يا سلام؟
ضحكت وهي تجيب:
-اه والله.
أمسكها من يدها وهو يتوجه إلى مكان معين وهو يقول:
-طب تعالي نجيب واحد تاني بدل اللي باظ، بس أنا اللي هاكله ومش هدّيكِ.
-ماشي يا سيدي موافقة.
فاقت من شرودها وعلى وجهها ابتسامة حزينة عندما شعرت بالسخونة على وجنتيها نتيجة الدموع التي هبطت اشتياقا لمن كان يجففهم.
_____________
كانت تتأفف بانزعاج وهي تحاول الاتصال بابنة أختها للمرة السادسة ولكن يأتها نفس الإجابة “إن الهاتف الذي طلبته غير متاح الآن”، لم تيأس وكررت الاتصال للمرة السابعة وتحققت أمنيتها عندما تم الاتصال وبعد ثواني أتاها الرد:
-سلام عليكم.
ردت شوق بحنق:
-عليكم السلام، إيه يا أختي الشبكة دي عمالة برن من بدري غير متاح؟
ابتسمت آسية باشتياق وهي تهتف:
-روح قلبي اللي واحشاني واحشاني.
تهكمت شوق قائلة:
-دلوقت وحشتك عشان أنا اللي رنيت، لكن ترني أنتِ مبيحصلش.
توسعت أعين آسية بذهول وهي تتساءل:
-بقا أنا مش برن عليكِ؟ يا بت بطّلي كدب يا بت.
ضحكت الأخرى بصوت عال وهي تعترف:
-طب خلاص خلاص، بترني يا ستي بس مرنتيش عليا من زمان وأنتِ عارفة مش بيبقى معايا رصيد علطول.
-والله غصب عني وأنتِ عارفة من ساعة ما جيت البيت هنا وأنا مش فاهمة حاجة ولا عارفة أتصرف إزاي مع جوز الضراير دول، والنهاردة التليفون كان فاصل ولسة بحطه عالشاحن أهو وبفتحه وقلت هرن عليكِ وهكلمك وهو عالشاحن، لقيت كذا رسالة أنك حاولتي تكلميني، يدوب لسة هرن لقيت اتصال جديد منك.
سألتها شوق بهدوء يتخلله الحماس:
-طب احكيلي بقا إيه الأخبار عندك.
ردت آسية بحنق:
-ومالك بتقوليها بانشكاح كدا وكأني هحكيلك حلقة جديدة من مسلسل، بت هو أنتِ فرحانة باللي بيجرالي؟
علت ضحكات شوق مرة أخرى وهي تقول:
-لا والله بس بجد حساهم عيلة لطيفة خالص خاصة الجدة دودي قصدي فرح.
شاركتها آسية الضحك وهي تضيف:
-تيتا فرح دي سكرة، تخيلي بتعشق الخناقات وتقعد تتفرج علينا، ولو لقتنا كل واحد في حاله تقوم تدب هي خناقة مع أي حد على حاجة.
تبادلا الضحك والأحاديث المختلفة التي كان آخرها قول شوق لابنة أختها باطمئنان:
-المهم أنتِ عاملة إيه مع جوزك وهو عامل معاكِ إيه؟
لوّحت آسية بيدها بلا مبالاة وابتسمت بتهكّم:
-أهو هيبدأ الجدول من بكرة يا أختي.
ضيقت شوق بين حاجبيها باستغراب وهي تتساءل:
-جدول إيه؟
-جدول الأسبوع يا أختي، كل واحدة يومين في الأسبوع وهو عنده يوم أجازة يخرج فيه مع صحابه ولا يعمل فيه اللي هو عايزه.
-عيشي يا آسية وكبّري دماغك خلي أيامنا تعدّي على خير، محدش عارف إيه اللي مستخبيلنا.
-يلا أهو ضِلّ راجل.
-بس معقولة مش بتحبيه لحد دلوقت؟ دا الراجل قايدلك صوابعه شمع ومش مخليكِ محتاجة حاجة.
تنهدت آسية بحزن وهي تجيب:
-والله هو كويس وساعات بيصعب عليا إن مفيش في قلبي حاجة ناحيته بس غصب عني، يمكن لو كنا اتقابلنا في ظروف تانية كنت حبيته، بس هو نصيبي كدا لكن والله بعامله باللي يرضي ربنا وبحاول.
-ربنا يصلح حالك يا رب، وهو خلاص بقا جوزك يعني هو اللي ليكِ وأول واحد هيسندك ويساعدك لو حصل أي حاجة.
-ربنا يستر، المهم احكيلي أنتِ بقا عاملة إيه مع الست اللي عايشة معاها دي؟
ابتسمت شوق بحماس وهي تخبرها:
-اسكتي مش الست دي عندها أخ جنتل كدا وقمور أوي و…
قطع حديثها صوت أتاها من الخلف جعلها تدور بصدمة وفزع
-مكنتش أعرف أني شاغل البال وبقيت محور حديث بين البنات وبعضها.
أنهى كلامه بغمزة قبل أن يجلس قبالتها على طاولة موضوعة أمام المنزل.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا وزوجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!