روايات

رواية شط بحر الهوى الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوى الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوى الجزء السابع والثلاثون

رواية شط بحر الهوى البارت السابع والثلاثون

شط بحر الهوى
شط بحر الهوى

رواية شط بحر الهوى الحلقة السابعة والثلاثون

الصدمه تمكنت من كل أطرافها سواء أن هى او أشجان التى أخذت تردد بصوت كله نحيب و عويل : يانهار مدوحس.. غفلنا إبن آل “***.
كادت أن تخرج من فمها الطاهر ، انبل أنواع السباب و الطفه و لم يمنعها سوى صوته الصارم حين ردد: كملى خلى يومك يسود أكتر و أكتر .
التزمت الصمت تماما على الأقل حالياً تقف و هى تضم كتفيها كالتلميذ المذنب كذلك غنوة التى فكرت فى الإنحناء حتى تسكن الريح .
فغنوة ربيبة أشجان و لا تفرق هذه عن تلك كثيرا فى الصفات سوى أن غنوة متعلمه و حرباء تستطيع التلون بأى لون على عكس أشجان فهى عصبيه جدا و كما يلقبها أهالى الحى ” تروبش ”
لكن المكر واحد و التفكير واحد و إن وجد فرق فهو رد الفعل .. لكن على ما يبدو أنهما قد اتفقا دون حديث على نفس رد الفعل و التزمت كل منهما الصمت .
نظر لهما هارون و قال : إيه ده إيه ده إيه ده… أنا مش مصدق عينى.. مالكوا ساكتين كده إيه الادب ده يا حلوين.
ردت غنوة بكل تهذيب و أدب بل و طواعية أيضا و هى لم تحد بعيناها عن ارضيه الغرفه المصقله ب “الباركيه” تردد بخنوع تام : و هى العين تعلى عن الحاجب بردو يا سى هارون.
چلچت ضحكه عاليه من القلب خرجت من هارون و هو يردد بذهول : الله … حلو ده.. عجبتنى أوى سى هارون دى منك .. لأ و جديده.. حرشه صحيح على رأى كاظم… بجد فرحت من قلبى.
لتجيب رغماً عنها بغيظ و غل : قلب أبويا… اللى هخلعه منك بأمر الله.
هارون بحاجبان يتراقصان : ما خلعتيه و الى كان كان .
أنهى حديثه بغمزه عابثه أثارت غيظها و عصبيتها أكثر و أكثر و تداعى معها كل ثباتها الذى حرصت عليه من البدايه.
همت لفتح فمها ترد له القول بأقذر ما التقطته أذنها من شباب الحى لكن لكزتها أشجان فى جانبها سريعاً تذكرها بضعف موقفهم و إصبعهم الذى اصبح بين أنيابه.
ليردد هارون : الله… بجد بجد منظروكوا يشرح القلب .. انا بجد بجد نفسي تشوفوا نفسكوا عاملين أزاى قدامى دلوقتي هموت بجد و يحصل كده.
أشجان : من ناحية الموت ما تقلقش هيحصل و عن قريب و يبقى لى أنا الشرف ده.
هارون : أشجاااان.. شيجو .. لأ لأ ماحبتهاش منك ابدا .. عايزه تقتلينى .. طب بذمتك أنا لما اتقتل مين يضايقك و يعصبك .
أشجان : شيجو مين يا بن آل.
هارون : بنت.. عييييب.. عيب.. أنا من ساعة ما شوفتك و أنا عايزة استفتسر ليه ست زيك يبقى لسانها زفر كده.
أشجان : عشان تعرف تعامل ال …
هارون: بننت عييب.. قولت عيب.. و بعدين أنا من ساعة ما عرفت الحقيقة و أنا عايز أقولك على حاجه.. دلوقتي طول ما أنا عايش و رايح جاى قدامك أنتى عايزه تقتلينى.. يعني عندك تارجت.. فى هدف عايشه عشانه .. لو انا موت تعيشى تعملى إيه ؟! شوفتى أنا قلبى عليكى إزاى و انتى الى وحشه و عايزه تخلصى منى .
رددت أشجان بنفور : أيه ياض السكر ده يخربيت دم اهلك.. سمج.
نظرت لغنوة و قالت : سبحان الله .. أصل القبول ده هبه من الرحمن بردو.
هارون : بمناسبة القبول صحيح و بمناسبه لحظة الخضوع و الأدب الى مش بتتكرر معاكى كتير يا شيجو فكرتينى بحاجة مهمه.
أشجان : ايه انت هتسوق فيها… شيجو شيجو… هتصاحبنى و لا ايه يا ابن آل..
بطرت حديثها مرتده عن ما كادت تقوله ليقهقه عالياً ثم يقول : لأ مش هصاحبك و لا حاجة أنا أن جيتى للحق مش طايق أبص فى وشك.
أشجان : من القلب للقلب يا حبيب والديك.
هارون : بس ده لا يمنع الى بفكر فيه.. أصل كاظومه.. عمى.. كان واخد على خاطره منى فتره و أنا قررت ادلعه.
استقام من جلسته يفتح الهاتف و يتصل بعمه و لم يقل سوى بضع كلمات : أنزل لى تحت المكتب محضرلك مفاجأه حلوه.
أنهى المكالمه لتقول غنوة : بقولك ايه يا ابن الصواف خلص و قول اخرة الليله دى إيه.
دار هارون من حولها و هو يردد باسى مصطنع : تؤ تؤ تؤ ، ماحبتهاش منك خالص يا غنوتى فى بنوته حلوه و رقيقه و بعيون دباحه زيك كده تكلم جوزها بالطريقة دى
انتهى بحديثه و هو بالفعل ينظر لها و لعيونها بإفتنان يضع يده أسفل ذقنها.
لكنها نفضت يده من عليها و قالت بصوت مكظوم الغيظ من بين أسنانها : أنا مش مراتك و مش غنوة حد قولت لك ألف مره قبل كده.
سحب هارون نفس عميق ثم قال بثبات : خليها الف ميه و واحد ياحبيبتي.. خلى بالك أنا مطول بالى عليكى لآخر لحظه و مراعى إلى فيه و إلى انتى عشتيه و الى خلاكى واصله لمرحلة قتل شخص و انتى أصلا تخافى تحضرى دبح خروف العيد.
ليصدح صوت أشجان المتذمر : ماتخلصنا ياض أنت ، هنفضل متذنبين كده كتير قدامك.
هارون : لأ صوتك بدأ يعلى.. صوتك بدأ يعلى و أنا كده هبدأ أزعل.. يرضيكى هارون يزعل؟
أشجان : ما نتفلق يا أخى .
هارون : أنا شوفت كتير و قليل لكن فى بجاحتك ما شوفتش.
أشجان : لا ما تقولش على نفسك كده و أنا أروح فيك فين.
نظر إلى غنوة و قال بينما يشير على أشجان: لأ اصيله.. ما إحنا بردو بينا عشره و مستشفيات
سكت قليلا ثم أكمل بغل : و فراخ شامورت.
أشجان : أهى غليت على حظك الدكر و من يومها و إحنا مقضينها سمك مقلى.
صمتت هى الأخرى لثوانى ثم أكملت بنزق : خلينا واقفين منذنبين على كعابنا لحد ما أبو ركب بايشه يحرك العضمتين و ينزل.
هارون : لأ لأ ما تقوليش كده ده احنا عيله ما قولكيش يعمى ساعه السفاله و قلة الأدب الصحة فجأة بتبقى حديد.. اراهنك ثانيه كمان و هتلاقى كاظم جه.
ليطل وجه من خلف الباب فى التو يردد بعبث : مين بينده .
فأشار عليه هارون مرددا : شوفتي مش قولت لك.. عمى و أنا حافظه يبان عجوز بس نينجا .
اقترب هارون سريعاً و عينه لم تحد عن فاتنة مصر القديمه يردد و هو بشيح بيداه بجنون : يالهوى يالهوى يالهوى.. ده حلم ده و لا علم يا واد يا هارون.
هارون : علم يا عمى علم.
كاظم : هى مالها واقفه و مؤدبه كده .
هارون : ممكن إخليها تبوسك دلوقتي.
كاظم : حقيقى.. أنت ولد بار.
أشجان : ما تخلص أنت و هو ، هو إحنا هنفضل متذنبين كده كتير ، جرى اييييه.. انت سوقت فيها أوى .
قفز كاظم كطفل صغير يهلل بسعاده : الله.. حرشه..ولا بقولك ايه.. ما تستغل أنها ف وضع السكون ده و تجوزهالى.
أشجان : تتجوز مين يا راجل يا كهنه.
هارون : لأ لأ لأ.. ما حبيتهاش.. ما عجبتنيش.. كلميه كويس.
زجرته أشجان بعينها و هارون يبادلها بتحدى و حاجب مرفوع لتجد نفسها مرغمه على ذلك فقالت من بين أسنانها: حقك عليا يا سى كاظم
هارون : مش حلوه.. ماعجبتنيش.
لكن كاظم قفز فرحا يردد بجنون : لا لأ عجبتنى أنا.. حلوه اوي.. انا طول عمرى نفسى أبقى كمال.
رفعت أشجان حاجبها الأيسر و قالت : كمال ؟!!
كاظم : أيوه… و انتى روقه .
نظرت أشجان لهارون و قالت : عمك لسع.
صرخت غنوة بجنون : بااااااااااس .
صمت الكل فجأة لتقول بصوت حاد : ايييه.. واقفه فى مورستان .
التفت إلى أشجان تردد : إيه يا أشجان نسيتى إلى إحنا فيه.
ثم التفت إلى هارون تقول بغضب و نفاذ صبر : و أنت يا الصواف.. يا ريت لو خلصت حبت التهريج و شغل العيال بتاعك ده تنجز و تختصر و تقول عايز ايه .
هارون : عايزك أنتى يا غنوة.
وضحه أربكها و زاد من توترها بينما قالت اشجان : بجح بصحيح.
أقترب منها كاظم يردد بينما يندم ياقة منامته الحريريه : انا اوقح منه.. أصل المنبع واحد .
نظرت له أشجان بنفور و قالت : أى و الله صحيح على الأصل دور.
و هارون تركيزه لا يحيد عن غنوة التى جذبها من ذراعها ثم قال : تعالى معايا.
جرها خلفه قصراً رغم تمنعها ، رافضه بصوت عالى و هو لا يبالى.
فى حين بدأ كاظم يقترب من أشجان خطوه بخطوه و كأنها فريسه يخطط للإنقضاض عليها.
و أشجان تعود خطوه بخطوه للخلف و هى تراقب أقترابه منها المثير للقلق مردده بخوف : يا نااس.. يا هاروون.. هارون بيه.. أنت نسيت بنى آدم هنا.. يا نااس.
لكن كاظم مازال يقترب منها و عينه يقفز منها العبث
_________ سوما العربي ____________
جلس فى الطائره التى ستقله إلى حيث البلاد الباردة الموجودة بها حبيبته يعود بذاكرته و هو مغمض عينيه للخلف يتذكر لقاءه يذلك الشاب حين عاد إلى بيت الدهبى لأخذ بعض الأغراض قبل السفر و وجده يقف خارج أبواب البيت يطلب الدخول و الحارس يمنعه .
ترجل من سيارته و صفق الباب خلفه بقوه و عنف ثم قال بغضب : أنت إيه الى جايبك لحد هنا يالا.
التف له نظيره يجيب عليه بصوت عالى : أنت ما لكش كلام معايا .. انا جاى أقابل فيروز… أنت مالك أنت.
اصطك ماجد أسنانه و تقدم منه يلكزه فى كتفه بعنف و مهانه بينما يردد : أسمها ما يتنطقش على لسان الى خلفوك يالا… و لما الكلام يبقى على فيروز يبقى مالى و مالى و مالى كمان … و أحسن لك تاخد بعضك و تمشى من هنا على رجلك.. حظك انى مش فاضى دلوقتي و لا فايق لك ، بس و عهد الله لا أخلص كل الى أنا فيه ده و افوق لك و ساعتها هطلع على جتت أهلك كل الى حصل و الفيديو المتفبرك الى عملته ده قسماً بالله لاعملك واحد زيه بالظبط و مع راجل مش مع ست إيه رأيك بقا.
زوى “على” ما بين حاجبيه و نظر له بغضب مرددا : فيديو ؟! فيديو إيه الى بتتكلم عنه ده .. ااااه.. ده أكيد حوار أنت عامله عشان تبعدها عنى مش كده ؟
جاوب ماجد من بين أسنانه : لأ ده انت وسخ أوى.. و عايز تاخد فوق دماغك يمكن تتعدل.. هى حصلت كمان هتعمل العامله و عايز تقيفها على مقاس غيرك .
على : عاملة إيه أنا مش فاهم منك حاجه .. أنت أصلا شكلك بتحور لو فى حاجه كنت هتقول على طول و تيجى دوغرى.
فرد ماجد صدره و صلب ظهره يردد بقوه : أوى أوى.. عايزنى أجيلك دوغرى ؟ أجيلك يا حلو.
و على حين فاجأه باغته بلكمه قويه فى وجهه لم يحدد موضعها تأوه إثرها على بقوه و ما لبس أن قبض ماجد على تلابيب قميصه يهزه للأمام و للخلف فيما يردد : الفيديو القذر الى عملته لها يا قذر عشان تهددها بيه و مبكسل وشك فيه عشان ما تبانش بروح أمك.
بكل قوه و غضب نفض على يد ماجد من عليه يردد : أنت بتهلفط تقول إيه.. أنا مستحيل أعمل كده .
ماجد : قالوا للحرامى إحلف .
على: براحتك لو مش عايز تصدق مش مهم ، المهم عندى فيروز ، بس انا فعلا ما عملتش كده ، إفهم يا بنى آدم أنا بحبها و عايز اتجوزها مافيش واحد بيعمل فيديو للبنت إلى ناوى أنها تشيل إسمه مهما وصل الخلاف ما بينهم و مهما حبيت أربطها بيا او أضغط عليها .
تراجع ماجد خطوتين للخلف يستوعب ثم نظر له بتقييم و قال : أمال مين الى عمل كده ؟!
رد عليه على بغضب و حسم: ما أعرفش بس مش هسكت على إلى حصل ده و الى عمل كده هجيبه بلبوص و ساعتها مش هرحمه و هخليه يندم على اليوم ال……
قطع حديثه حين لاحظ إختفاء ماجد من أمامه و قد تعدى أسوار بوابة بيت الدهبى العاليه تاركه يحدث نفسه كالمجاذيب .
و دلف ماجد للداخل يصرخ بإسم فريال عاليا و قد تحكم فيه الغضب.
أستمع لصوت خطواتها تتهادى على درج السلم تهبط و هى تتبختر فى زهو مردده : حبيب ماما.. أخيرة عرفت أن مالكش غيرى و انك من غيرى و لا حاجة.
اقترب منها ماجد يردد بفحيح : انتى الى من غيرى مش هيبقى ليكى وجود.. أنا بكلمه منى انفى وجودك جوا العيله دى كلها .
نظرت له متفاجئه من تهوره ثم قالت: إيه ؟ بنت الخدامه لحست مخك خلاص.. مستعد تضحى بكل الثروه و النفوذ و الجاه عشانها .
أبتسم لها بإتساع بينما يهز رأسه إيجاباً و يردد : لحسته خالص و أكلت بيه حلاوه و بقيت لعبه فى إيدها كمان و لو قالت لى إخلص منك هعمل كده يا فريولا .. الوضع اسوء مما تتخيلى .
كانت تستمع لما يقوله و عيناها تتسع بصدمه ليقترب من أذنها و يردد بصوت متشفى ليزيد من قهرها : أنتى صعبانه عليا أوى يا فريال ، زمان حتة الخدامه دى خطفت قلب و عقل جوزك و جت بنتها دلوقتي أخدت الكتكوت الى ربتيه و بقى فرخه بتبيض بيض دهب بس مالحقتيش يا حرام تاخدى منه كتير أصل بنت الخدامه خلاص بقت متحكمه فيه.
نظرت له فريال تحاول التحلى بالتماسك و القوه و قالت له : و مش مكسوف و انت بتقول على نفسك كده.
ماجد ببرود : تؤ… أنا من زمان كان طموحى أبقى أراجوز أصلا.. إلعبى غيرها.
هم ليتركها و يغادر لكن عاد لها و قال : و أه.. بالنسبة الفيديو اللطيف إلى عملتيه.. عايزك تجهزى بيبى دول شيك عشان هتظهرى فى واحد زيه قريب .
شهقت بخوف و هلع ليهز رأسه مؤكداً و يكمل ببرود : انا همى شكلك و برستيجك ، أصل ما ينفعش تطلى على الناس بحاجه مش سينيين ، وان بيس يا فريال و أوعدك مش كتير هيتفرجوا على الفيديو ، لسه جوايا جتة أصل ، تربيتك بردو.
عاد من شروده و هو يشعر بإهتزاز الطائره نتيجة إحتكاكها بالأرض ليتنهد بتعب لا يعلم من اين يلاحق على كل تلك المشاكل و لا تلك الجميله التى اينما ذهبت ظهر لها معجبين ، فلم يكد ينتهى من ذلك العلى حتى ظهر المدعو فلاديمير و على ما يبدو أن الأمر معه لن يمر مرور الكرام.
___________ سوما العربي ___________
بقصر فلاديمير ليلا.
كاد الليل أن ينجلى و هى غارقه فى ثبات عميق منذ ساعات طويله بينما فلاديمير قد عاد لتوه من الخارج يترنح يمينا و يسارا و على ما يبدو قد حجب عقوله نتيجة إسرافه فى الخمر الليله.
يسير و هو يدندن لحن عربى قد دار بالصدفه فى المكان ليعجب به فقد ذكره بحبيبته العربيه النائمه فى قصره ليصر على إعادة غناءه عشرات المرات حتى انقضى الليل و قرر العوده الى قصره .
فلما يفكر بها فقط بينما هى الآن فى احد أسرة بيته و يمكنه الظفر بها بدلا من جلسات الغرام هذه التى لا تليق بشخص مثله.
و على الفور عاد للقصر و هو يدندن نفس اللحن يسير بتعثر ثم من بعدها يصعد الدرج حتى وصل لغرفتها .
فتح الباب بتخبط يقترب منها بخطوات مترنحه حتى وصل إلى فراشها يمد يده يكشف عن ساقها ثم يمرر يداه من أسفله لأعلاه و قد جن جنونه لرؤية جمالها المخفى هذا و الذى تخفيه عن أعين الجميع تحت ملابسها.
انتفضت من نومها بخوف و هى تشعر بيد أحدهم تسبيح حرمة جسدها و قد تمكن منها الهلع و قد أبصرت ذلك البغيض أمامها يفترسها بعينيه فتصرخ به : إنت بتعمل ايه.. إبعد عنى.
ليردد بمجون : اه حبيبتى كنت اتوقع ذلك جسد رائع و بشره غضه ، كم أنتى جميله ، تصيبيننى بالجنون… هيا أقتربى منى حلوتى ، دعينى اتذوقك و أتنفس أنفاسك.
لك تفهم كل حديثه الذى قاله بلكنته الإنجليزية أثناء سُكره لكن المراد واضح للأعمى
ف حاولت الثبات و أن تلجأ لعقلها كما فعلت منذ أن جاءت لهنا كى تستطع كسب بعض الوقت فقالت بصوت مرتعش مهزوز : فلاديمير حبيبى مش قولت إننا هنتجوز ؟ و لا رجعت فى وعدك ليا ؟
جاوبها بصوت فقد كل اتزانه و تمكنت منه شهوته : نعم حبيبتي نعم ساتزوج و أنجب منكِ سبعة أطفال و لكن دعينى استمتع بكِ الان فأنا أريدك بجنون و هذا لا يمنع ذاك .
على ما يبدو أن حيلتها لن تفلح فى كل المرات ، فذلك المتمثل أمامها الآن ليس بوعيه مطلقاً و عيناه مظلمه برغبه جامحه .
حاولت القفز و الركض بعيداً عنه لكنه أسرع يغلق باب الغرفه و يوصده بالمتاح ثم فتح أحضانه لها قائلا : أنا لكِ و انتى لى الليله صغيرتى ، تعالى إلى أحضانى كى أنهل منكِ .
صرخت فى وجهه : إبعد عنى… إبعد عناااى.
على باب القصر وصل الرجال بماجد و دلفوا به للداخل فورا و تو وصوله إستمع لصوت صرخة حبيبته تستنجد من أحدهم فهرول بكل قوه يتتبع الصوت غير مبالى بإعتراض الرجال المرافقه له و لا محاولتهم اللحاق به .
___________ سوما العربي __________
سار بها حيث الحديقه و ترك يدها التى جرها منها مرغمه إلى أن وصل لهنا فترك يدها و قال : ممكن نقعد نتكلم زى أى اتنين كبار و عاقلين لو سمحتى ؟
كتفت ذراعيها حول صدرها ثم قالت : أول حاجة تدينى قلب أبويا الأول و بعدين نتكلم ، تانى حاجة أنا مافيش كلام بينى وبين واحد زيك.
صك أسنانه بغضب ثم قال بفراغ صبر : يا مثبت العقل و الدين يا رب ، هو فى كده يا بنت الناس ده انا لو بكلم عيله فى إعدادى هيكون الحوار بينا منطقى أكتر ، أديكى قلب أبوكى و أعيش انا بأيه و ابقى ساعتها أجى أكمل كلام معاكى أزاى ؟
غنوة : مش قصتى انت قارفنا بعيشتك ليه ، و بعدين قولت لك قبل كده إنت مش هتغلب ، شوف لك قلب حد تانى مانت عندك فلوس إكوام إكوام.
هاورن : يا ستار يعنى جايه تاخدى قلبى و كمان بتقرى عليا.
غنوة : حيلك حيلك .. انت صدقت نفسك و لا ايه. ده قلب أبويا أنا.. و أنا عايزاه دلوقتي.
فتح لها أحضانه يقول لها بعبث و تلاعب : تعالى خديه.. تعالى ده انا حتى زى جوزك و مش هتاخدى فيا ست أشهر.
صكت أسنانها بغيظ ثم قالت : يا أخى أفهم ، انت مش جوزى ، و أنا مش بهزر هنا عشان شكلك واخدها على سبيل الدعابه انا مش هسكت غير لما أخد قلب أبويا و أدفنه مع جثته فى نفس القبر عشان يرتاح فى مومته .
هارون : طب و أنا ؟!
غنوة : يا سيدى نشوفلك أى قلب و لا أقولك بيقولوا دلوقتي فى تقنية زراعة أعضاء خنازير ، حلوه دى و مناسبه ليك .
هارون : هى حصلت ، خنزير يا بنت….
لجم لسانه هلى طول الفور من سبها و أكمل : طيب .. خلينى معاكى للأخر .. و انتى متضايقه عشان الى حصل مع أبوكى.. حقك و أنا حاسس بيكى ، بس قوليلى أنا مالى ، ذنبى ايه ، أنا واحد كنت بين الحياة والموت و نايم على سرير المستشفى مش واعى أصلاً و الدكاتره هما الى اتصرفوا روحى انتقمى من الدكتور الى عمل كده مش منى.
غنوة بغضب و غل : و تفتكر انا ما فكرتش فى كده ، بس على ما قدرت أعرف هو مين بالظبط كان هو مات ، و سبحان الله مات بالقلب ، ف مش فاضل قدامى غيرك أفش غلى فيه ، ثم إن مين جاب سيرة إنتقام انتقم منك بتاع إيه أنا كل الى عايزاه قلب أبويا ماليش دعوه بيك تتعذب او تتهنى الله معك بس أخد قلب أبويا.
هارون : طب و دى اقولها ايه دلوقتي …
أخذ نفس عميق ثم قال : بصى يا غنوة أنا….
قطع حديثه صوت الحارس يقول : عدم الامؤاخذه يا بيه .
هارون : فى ايه يا يا عم كرم ؟
العم كرم : فى جدع برا طالب يقابل الست غنوة ضرورى.
هارون و قد أندلعت داخله الغيره : نعم ؟! جدع مين ده ؟؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شط بحر الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى