رواية شط بحر الهوى الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الجزء الرابع والخمسون
رواية شط بحر الهوى البارت الرابع والخمسون

رواية شط بحر الهوى الحلقة الرابعة والخمسون
للآن لم يعودا للبيت مازال يتجول بها في شوارع المدينة.
نظرت له بترقب تسأل : يوسف ، أمال فين نور ، مش كان المفروض تيجي معانا ؟
أبتسم بجانب فمه ثم إلتف لها و عيناه تقطر خبث و مكر ثم قال : و تيجي معانا ليه ، ما ينفعش .
زاد إرتباكها فسألت بتلعثم : ليه ؟
توقف بسيارته يصفها على جانب الطريق و قال: عشان هي أختي .
فرحت بداخلها قليلاً و شعرت أنها ها هي قد أتت اللحظه المنتظره فسألت : طب و أنا أيه ؟
كانت تنتظر إجابته بشوق و لهفة ، لهفة فتاة منعدمة الخبرات أمام أستاذ و رئيس قسم .
ليباغتها بصوت قهقهته التي علت فى الأرجاء ثم قرص خدها بيده و هو يحدثها كأنه يحدث قطة : زي أختي .
نظرت له بصدمه فزاد من قهقهاته لثواني حتى أبتسم و قال لها : طيب ليه مكلضمه بس كده .
زينب : مافيش .
يوسف : مافيش ؟ اوووه .. مش شايفه أنه لسه بدري على جو مافيش ، ماليش و ما أنت لو مهتم كنت عرفت لوحدك.
نظرت له زينب بجانب عينها ثم قالت : أنا عايزة أروح.
رفع أحدي حاجبيه بأستنكار ثم ضغط على مقود السيارة كبداية منه في تلبية طلبها ثم قال : أوكي زي ما تحبي ، نروح .
ظلت صامته جامده إلى أن قال بمكر : أنا بس كنت حابب أجيب لك أيس كريم من هنا .
ألتمعت عيناها و أعوجت رقبتها تنظر له يمينا ثم تلتف بسرعه و لهفه تنظر على المحل .
تردد : ايه ده ، ده انا بحب الآيس كريم أوي.
يوسف : لأ بس أنتي عايزه تروحي ، يبقى يالا .
تشبثت بذراعه بسرعه و قالت بترجي : لأ لأ ، رجعت في كلامي ، نجيب أيس كريم.
يوسف : لأ ما هو أنا مش على مزاجك مره عايزه أروح و بعدها رجعتي في كلامك.
زينب : عشان خاطري يا يوسف.
عض على شفته السفلى و ردد : أحلى يوسف سمعتها في حياتي .
نظرت لاصابعها و هي تبتسم خجلاً لتنتبه عليه و هو يقول : بس دي مش كفاية ، لازم رشوة و أعتذار .
نظرت له زينب بترقب فوجدته يشير بأصبعه على خده فاتسعت عينيها بصدمه و قالت : نعم ؟!
يوسف : الله ، ده انا زي اخوكي .
زينب: أنا وحيدة أمي و أبويا .
رفع أحدي حاجبيها لها و سأل: أمال أنا أيه ؟!
نظرت له بضيق ، للحظه كرهته و ضاق صدرها منه ، ف الباشا بدلاً من أن يعترف هو لها أعتراف خيالي خاطف للأنفاس ، يتلاعب بها و بمشاعرها و يجرجرها لأن تعترف هي.
الأمر كان مثير للنفور حقاً ، طماع لأقصى حد ، و أناني كذلك ، لم يستغل الفرصه و بدلاً من أن يعمل على تغيير تلك الصورة السيئة التي أخذتها زاد الأمر سوءاً.
للحظة رق عليها حالها ، جعلها تشعر بشعور سيئ ، تلاشت كل الانفعالات عن وجهها و نظرت له بتجهم ثم قالت : إبن عمو يحيى و أنا عايزة أروح دلوقتي.
شعر بتغيرها ، حتى نبرة الصوت نفسها ، فأعتدل في حديثه و أبتعد عن التلاعب .
ثم سأل بقلق: مالك يا زينب ، شكلك زي الي بتتكلم بجد .
كتفت ذراعيها حول صدرها و قالت بينما تنظر للماره من زجاج السياره الامامي : و أنا ههزر معاك بتاع إيه ؟ إحنا حتى مش من نفس السن عشان نكون صحاب ، و أنا عايزة أرجع ، و لو أنت مش حابب أنا ممكن أخد تاكسي عادي .
نظر لها بترقب و قال: ليه القلبة دي يا زينب ما كنا كويسين و بعدين يعني ايه مش من نفس السن ؟ تقصدي ايه ؟
إلتفت بوجهها الذي كونت عليه إبتسامة رسمية مجاملة ثم قالت : هتروحني يا دكتور و لأ؟
يوسف: و كمان دكتور ؟ طب مش هروحك .
قالها بعند فردت هي بعناد أكبر : أوكي .
ثم خرجت بسرعه البرق من السيارة ليصدم يوسف من سرعة تصرفها و يترجل خلفها من السيارة بسرعه يناديها بغضب : زينب.. زينب ، إيه الى بتعمليه ده ، أقفي عندك حالاً و إلا مش هيحصل كويس.
زاد غضبها ، بدلاً من الاعتذار يهدد ، فأسرعت تبتعد بخطاها بينما تنظر على سيارات الأجرة توقف واحدة و قد توقفت بالفعل فأسرعت تفتح الباب و تجلس داخلها .
أسرع هو الآخر في خطاه ناحيتها يناديها : زينب ، أنتي بتعملي إيه ، أنزلي حالاً .
ردت عليه من بين أسنانها : مش هنزل أوعى كده ، أطلع يا كابتن لو سمحت .
فأنصاع لها سائق السيارة يتحرك بينما يوسف قد زادت ذروة غضبه يصرخ فيها : قولت لك أنزلي بدل ما أنزلك أنا بالعافيه .
أشعل حديثه زينب أكثر و أكثر لتسرع بغلق الباب بقوه وغضب كي يتمكن السائق من الإنطلاق ، فيغلق الباب على إصبع يوسف الذي صرخ متألما : آااااااااه .
كان الألم قوي و عاصف زاد من غضبه أضعاف مما جعله يستشيط و أستقل سيارته خلفها بسرعه جنونيه متهوره يرغب باللحاق بها فقط ليهشم رأسها هذا .
ظلا طوال الطريق هي تبكي على ما فعله و كيف أستهان و تلاعب بمشاعرها و ظن أنه سهل التلاعب بها ، تسأل حتى لو أوحى كل شئ بها أنه يسهل خداعها كيف فعل ، كيف طاوعه قلبه ، بالأحرى كان خطئها من البداية ، تحمد الله أنها لم تسلم قلبها له تسليم كلي ، مازالت في بداية القصه ، تعتبر نفسها محظوظه كونها أكتشفت تلاعبه بها من البداية و أنها بالنسبة له مجرد فتاة ساذجة ، تتمنى لو تستطيع نسيانه .
و تسأل .. كيف ستفعل و هي تعيش معه في نفس البيت ، متى يأتي والدها .
تشكلت غصة مؤلمه بحلقها متصله بقلبها مباشرة ، شعور أن أحدهم تلاعب بك و بمشاعرك بينما أنت تراه حبيب القلب و الروح شعور موجع بل قاتل .
أغمضت عيناها و هي تعود برأسها على ظهر الأريكة الجلدية بينما تردد داخلها : أمتى هترجع بقا يا بابا ، يا رب يكون قريب أنا ما بقتش مستحمله ، نفسي ألاقي حضن أعيط فيه .
أما يوسف في سيارته فهو للآن مازال يقود و عقله لا يستوعب فكرة تمردها عليه و عصيانها له ، بل هو رافض وجود إحتمال واحد و لو نسبة بسيطة يدل على أن زينب قد تبخرت من بين يداه.
رغم تذكره إلحاح والده الشبه يومي عليه كي يطلب يدها له من صديقه عبد العزيز و هو من يرفض دوماً و يطلب التأجيل للحد الذي وصل بوالده لأن قالها صراحة وجهه ( أنت بتلعب بيها و أنا مش هسمح بده) حتى انه قد خرج معها اليوم بدون علم والده و طلب من نور ألا تخبره .
و أخيراً وصل للبيت يراها و قد وصلت أولا و ترجلت كذلك من السياره ، فصف سيارته بأهمال يود اللحاق بها كي يلقنها درساً معتبراً
و هي بدأت تسرع في خطاها ناحية الداخل باكية ترغب بشده في الوصول بأقصى سرعة لديها لغرفتها كي تنزوي و تختبئ بها عنه و عن رؤيته ربما تمكنت من نسيانه .
و ما أن فعلت حتى زاد من سرعت خطواته يناديها و هو يصرخ عليها بغضب جم : زينب .. زينب ، أقفي عندك بقولك و إلا مش هيحصل كويس .
ظلت تدق جرس الباب و هو قادم من خلفها حتى فتحت لها الخادمه و لم تستطع إخباها بأي شئ و الفضل في ذلك لصوت يوسف المفزع و هو يناديها : زينب قولت لك أقفي عندك مش عايز أتعصب عليكي .
ليصدم كل منهما بصوت قوي يردد : تتعصب على مين يا أبن يحيى ؟
أشرق وجه زينب من شحوب شخص أوشك على الغرق في مياه المحيط و قد وجد طوق نجاته بآخر لحظه و أخر نفس لديه ، فأسرعت ترتمي بأحضان والدها تبكي و تشهق بينما يوسف يردد بصدمة كبيرة: عمي عبد العزيز؟؟؟
يحاول الاستيعاب.. كيف و متى عاد و الآن تحديداً !
__________________________
في مركز الأسنان الخاص بالدكتور هاشم .
كانت نور ممدة على السرير المخصص بكشف الأسنان و هاشم يجلس على مقعده يميل عليها بحجة أنه يقم بالكشف عن سبب ألم أسنانها لكنه للحقيقة كان يستغل الفرصة كي يصبح قريب منها بتلك الصوره ، سحب نفس عميق به رائحتها ثم أبتسم بإعجاب مردداً : ريحتك تجنن .
ابتسمت له بتوتر ، الوضع كله عامة يرهق الأعصاب و لا تعلم هل هذا هو العادي ام لا
و قالت بتلعثم : شكراً ، ده بيرفيم جايبهولي يوسف.
مط شفتيه و ردد : تؤ ، أنا مش قصدي البرفان ، أنا عارف البرفان ده ، خفيف .
نظر داخل عيناها بنظره عميقه خبيره ثم أبتسم بكياسة و مشط بعينه معظم جسدها تحت أنظارها و ملاحظتها لذلك عن عمد منه ثم قال : أنا أقصد ريحتك أنتي ، ريحة جسمك .
أتسعت عيناها بصدمة ، كلامه لا يمكن السكوت عنه و بنفس الوقت لا تمتلك رد سريع و حالي بسبب إنعدام خبرتها ، هل يعد هذا تحرش ؟
كانت تسأل بإلحاح بينما أنتفض جسدها منصاع لأشارات عقلها و قالت مباشرة : هو أنا عندي حاجه يا دكتور و لا كده خلصت كشف .
نظر له بهدوء شديد ، نفس تلك النظره المرعبه ، نظرة رجل خبير يعرف ماذا يفعل و لديه توقع لكل ردات فعلها بل يملك رد لكل ردات فعلها ، فما كان منه إلا أن أبتسم بثقه و هدوء ثم و برفق شديد دفع جسدها بأصبع يده للخلف كي تستلق على السرير من جديد و هي متشعة العين مصدومة.
فتح فمها يضع فيه مرآة الأسنان يردد بينما يهز كتفيه ببساطة و هدوء : لسه ما خلصتش ، و إنتي لسه ما حكتيليش عن الولد إلي ضايقك النهاردة.
اشاحت بعينها بعيداً عنه و حاولت التحدث برسميه : مش مهم أنا نسيت ، و مش حابة أدوش حضرتك .
أبتسم هاشم و قال: بس أنا حابب تدوشي حضرتي ، و حابب نكون صحاب و لا هترفضي عشان أكبر منك شويه ؟
نظرت له سريعاً بحاجب مرفوع تسأل مستنكره : شويه ؟!
قهقه عالياً بشموخ ثم قال : شوية كتير ، همم ، كده حلو ، بس على فكرة أنا من الجيل بتاع أنا مهما كبرت صغير أنا مهما عليت مش فوق ، ده غير أني هسمعك و أديلك من خبرتي و أنصحك تعملي إيه و تتصرفي إزاي من غير ما ألومك أو أعنفك زي ما يوسف ممكن يعمل لو عرف ، مش كده و لا إيه ؟
نظرت له منسحره بسبب حديثه الهادئ تقارن سريعاً بين طريقته الآن في شرح الأمر و بين طريقة أخيها منذ ساعات حين بادرت فقط بفتح الحديث معه بهدوء تخبره عن ما فعله أحد زملائها معها ، و كيف تحول شكله تقسم أن سامر لو كان أمامه لبادر يوسف بالاشتباك معه فوراً قبلما تقص حتى عليه التفاصيل.
أستعجل هاشم ردها ،يضغط عليها بإلحاح و لكن يظهر بمظهر لذيذ و هو يقول: هممم ،انا مستني تحكي لي على فكرة .. و لا بلاش هنا عشان المرضى ، أنتي لما تروحي تتصلي بيا فون تحكيلي .
وقف عن كرسيه و أبتعد حتى وصل لمكتبه و قال : هاتي رقمك .
صمتت ثواني و بدأت تملي عليه رقمها فاتصل عليها ثم قال : ده رقمي ، سجليه عندك ، و على فكره ده رقم خاص جداً مش مع أي حد .
نظرت له بتشوش ، كانت بالفعل مشوشة للغايه فحاولت التركيز و سألت : طب أنا عندي إيه و هحتاج علاج إيه ؟
هاشم : دلوقتي هكتب لك على مسكن ، بس أنتي عندك تسوس في كذا ضرس و ده هيحتاج شغل و جلسات كتير لينا مع بعض .
صمت و مازالت إبتسامته الغير مريحه تملأ وجهه ثم قال: بس المسكن هيريحك .
تناولت منه الورقه التي دون بها أسماء الأدوية و قالت: شكراً.
ثم تحركت كي تغادر فاوقفها صوته : نور .
إلتفت منتبهه فزادت إبتسامته و قال : لما توصلي طمنيني .
هزت رأسها بارتباك و غادرت سريعاً بينما هو أرتمى على كرسي مكتبه يتنهد عالياً بتأوه و يبتسم في نفس الوقت.
________________________
وقف ألبير في منتصف الغرفه أمام فتاه لطيفه جدا تنظر له بعينان لامعتان ثم قالت بترقب : موبايلك أهو يا باشا ، كده إحنا حبايب.
شمل جسدها الملفوف بنظره واحده يوئد أي نظرة إعجاب داخلها ثم قال بالانجليزية : ما أسمك ؟
ضربت جبتها بيدها و هي تردد : أااه صحيح ، ده مش بيتكلم عربي .
حمحمت بارتباك ثم قالت : ماري .
همهم بصمت ثم قال : هل تعلمين على أي فعلة حمقاء قد أقدمتي .
ابتسمت بتوتر ثم قالت : أعلم سيدي ،أعلم و لكن.. لقد كان مجرد تحدي مع أصدقائي على تيك توك ، كنت مطالبة بسرقة هاتف أحدهم و قد صادف حظي العثر بك أنت ،أعتذر بشده و ها أنا قد أرجعت إليك هاتفك.
رفع أحدي حاجبيه و قال بأستنكار : تتحدثين الإنجليزية بطلاقة!
ماري : و الفرنسية أيضاً سيدي .
ثم تنهدت مكملة : هيييح ، سبع صنايع و البخت ضايع.
ضيق عيناه يسأل : ماذا ؟
أبتسمت له بسماجة مكمله : لا عليك سيدي فأنا ثرثارة و أهزي كثيراً .
شملها من جديد كلها يركز بعيناه على أماكن معينه ثم سأل : و هل تعملين ؟
ماري : نعم ، أو بالأحرى كنت .
قطب جبينه بإستفهام فقالت موضحه : كنت للأمس فقط أعمل مترجمة في شركة كبيرة جداً و لمدة ثلاثة أعوام من بعد تخرجي مباشرة إلى أن تغير مديري المباشر ، آه عليه لقد كان رجل في قمة الإحترام و الذوق الرفيع لكن و كما تعلم سيدي أن الأوقات الحلوة تنفذُ سريعاً و لكي لا أطيل عليك الحديث تغير مديري لآخر زائغ الأعين يستحق الضرب بالرصاص الحي فى وقت الظهيرة ، حاول .. مجرد محاولة منه للتحرش بي .. هو فقط حاول مد يده لخصري فقمت بمد يدي على وجنته ، و للحق أنا لا أعلم لما تضايق ، قل لي أنت بحق الرب لما تضايق ؟ هاا ؟
أقترب منها عدة خطوات و قال : أنتي ثرثارة جداً ،كيف تحملك؟
رفعت كتفيها و قالت بفخر نابع من داخلها و كلها ثقه : يكفيه العمل معي و مع حسي الفكاهي بل يكفيه الصباح كل يوم بوجهي الذي ينافس القمر هذا
أبتسم ألبير لأول مرة منذ فتره و قال : إذن أنتي حالياً تعانين من البطالة .
زمت شفتيها بضيق و قالت : نعم .
فقال : جيد .
شملها من جديد بعيناه ثم قال : ما رأيك بالعمل لدي .
لاحظت نظراته لها و قالت بحاجب مرفوع و صوت حاد : لديك ؟ و أي عمل قد يكون هذا ؟
أبتسم لفطنتها ثم قال : مترجمة فأنا لا أفقه العربيه و ربما تطول إقامتي هنا و قد أحتاجك .
حكت فروة رأسها تفكر في عرضه ثم سألت برسمية شديدة : و الراتب ؟
ألبير : كما تطلبين.
أتسعت عيناها و شعرت أنها فرصتها فقالت: أربعة ألاف.
أبتسم و قال : موافق .
أنبهرت ماري و أضافت: دولار.
ضحك مجيباً : موافق .
عادت حديثها كي تؤكد له و لها : أربعة ألاف دولا في الشهر.
جاوبها بثقه و ترفع : نعم ، موافق.
فقالت بلهفه : أين العقود لأوقعهم حالاً ؟
فقهقه ألبير عالياً و هو ينظر لها بإستمتاع رهيب .
___________________________
توقف يوسف مباشرة يواجه عبد العزيز الذي نظر ليحيى يسأل بضيق : أنت ليه ما قولتليش إن يوسف رجع يا يحيى ؟ و رجع من أمتى و أنا مش عارف.
يحيى : لو كنت قولت لك كنت هتطلب من البنت تمشي و مش معقول هسيبها تتلطم في الفنادق و أنا بيتي موجود.
بينما يوسف لا يفهم كل هذا و لا يهمه كل ما يعنيه هو زينب النختبئة منه في أحضان والدها و هتف : لو سمحت يا عمي سيبها خليني إكلمها
زاد غضب عبد العزيز و غيظه فنظر لصديقه و قال : ده لسه بجح زي ما هو ما أتغيرش .
نظر يحيى أرضاً و قال ليوسف : أسكت خالص يا يوسف .
يوسف: هو ايه اللي أسكت خالص .
عبد العزيز : يالا يا زينب هاتي هدومك و يالا عشان نرجع بيتنا
يوسف : يعيني ايه ترجعوا.
في تلك اللحظه توقف يحيى بوجه أبنه و قال : هو إيه اللي يعني إيه ، البنت كانت عندنا ضيفه لحد ما أبوها يرجع و أهو رجع و هياخدها ، ما فيهاش كلام دي .
إلتف ينظر لصديقه ثم قال : روح أنت يا عبد العزيز مع زينب على العربيه إلي هتوصلكم و أنا هخلي الشغاله تجيب لكم شنط زينب على العربيه.
تحرك عبد العزيز و هو يحتضن زينب و التي لم تكلف خاطرها لأن تنظر على يوسف و لو نظره أخيرة حتى اختفت من أمامه نهائيا.
فهتف يوسف عالياً : إزاي ؟ إزاي تسيبها تمشي ؟
ليصرخ يحيى في وجهه و يقول : وطي صوتك يا ولد ، و بطل بجاحه أنا مش عارف اودي وشي فين من صاحبي بسببك ، أنا عندي ولايا و ما ارضاش عليهم عمايلك دي ، سبتك تتكلم و تتنحنح و تسبل و تخرج على أمل أنك تاخد أي خطوة و بقالي أسبوع بتحايل عليك أفاتح أبوها رسمي و انت بتقول لأ ، أنت تتتسلى يا حبيب أبوك ، و أنا أول ما أتاكدت أنك واخد البت تسليه قولت أتدخل
يوسف : يعني إيه ؟
يحيى: يعني من النهاردة زينب بح ، مافيش ، شوفلك واحده من عينتك ألعب عليها زينب مش كده
قال أخر كلماته و تركه و غادر حيث وقف يوسف بقلب يؤلمه شاعر بالعجز لأول مرة ، يبدو أنه قد تورط ..
________________________
توقفت أمامه متخصره تهز قدميها بعصبيه و غضب يزداد بينما ترى إلتصاق تلك الفتاه به كملابسه بالضبط.
و ذلك السافل المتبجح يتركها تفعل ما يحلو لها و تقترب .
و على ما يبدو انه لا يفطن ما تقوله ، يعرف بعض الكلمات التي تعد على الاصابع يحاول من خلالها تكوين جملة مفيدة.
إلى أن أبصرها أمامه ليتهلل وجهه و يتحرك سريعاً ناحيتها فيتصادم بجسد تلك الصهباء التي كانت تحاكيه فيترنح جسدها و يتعثر لولا إستنادها على المنضدة من خلفها لسقطت أرضاً.
أقترب منها بلهفه و شوق يردد : نغم ، أخيراً خرجتي من بيتك.
نظرت له و النار تقدح في عينها ثم قالت : و أنت مالك بيا ، مستنيني مثلاً ؟
هز رأسه بقوه يردد : أمال أنا هنا عشان مين ، سبت أهلي و بلدي و جيت هنا ورا مين ؟
هزت رأسها مكابرة و قالت : مش عارفه.
حانت منها نظرة جانبيه لتلك الفتاه ثم للأخريات الواقفات عند الباب و قالت: شكلك كنت جاي تجري ورا البنات .
أشار على نفسه يردد ببراءه : أنا ؟ ابداً ، ده هما .
نغم: هما إيه ؟
تنهد حسن و مد كفه الخشنه يسمح لنفسه بملامسة خدها ثم ردد : و أخرتها أيه يا نغم ، أرجعيلي ، أنا غلطان و الله غلطان، أنا بعترف ، و مستعد لكل انواع العقاب بس أبقى حتى عايش على أمل ، أمل يخليني أستنى بكره و أعد الأيام ، قوليلي يا نغم ، هتسامحني ؟
ظلت تستمع له بصمت تام إلى أن أنتهى و بقى ينظر لها و اللهفه تقفز من عيناه ينتظر أي إجابة.
إلتفت ببطئ كي تغادر لكنه تمسك بها يمنعها مردداً : أنا تعبت يا نغم ، ردي عليا و قولي إن في حل أو معاد حتى .
منعت يده عنها و استعدت لتنسحب تسمعه من خلفها يردد دون يأس : هفضل مستمي يا نغم لحد ما تستكفي ، لحد ما تشبعي تجريح و إهانه فيا و طرد كمان ، أنا أستاهل ، اي حد يستاهل يتعمل فيه كده لو رفس النعمه برجله زي ما أنا عملت ، بس عندي أمل في رحمة ربنا.
ادارت ظهرها تنوي المغادرة و تحركت عدة خطوات ليصرخ بلوع : أنا بحبك ، بحبك أوي يا نغم .
إلتفت له و بلحظه تقدمت مهرولة ناحيته ، فاتسعت عيناه و تهلل وجهه ، علت وتيرة أنفاسه و بدأ صدره يعلو و يهبط بصورة ملحوظة يفتح لها ذراعيه على أمل و رجاء لم تخيبه فقد أسقطتت نفسها بين ذراعيه تشدد على أحضانه و هي تردد : حيوااان و قليل الذوووق .. عديم المشاعر.
سحق عظامها داخل أحضانه و رد عليها : بس بيحبك و الله.
تقدم العجوز صاحب المحل يصفق بيديه مردداً : جيد ما فعلتي ، هو وغد ، فطنت ذلك من إذلالك له و صبره عليكي ، لكن السماح بين المحبين هو أفضل شيء ، فراق الأحبه مؤلم جداً صغيرتي.
أبتسم لها ثم ردد : أااااه و الأن سأخسر نصف زبوناتي الآتي كن يأتين فقط كي يبتاعوا الورود منه .
ضحكت نغم و معها حسن الذي أخرجها من أحضانه يسأل : هترجعي معايا مصر ؟
هزت رأسها إيجاباً بتبسم ثم تسأل : تفتكر غنوة هتسامحني .
ضحك و جاوبها : ما أعتقدش .
ضربته في معدته و قالت: أنت السبب.
رفع أحدي حاجبيه و قال: أنتي أخدتي عليا أوي ،لا بقولك ايه إحنا اتصالحنا خلاص يعني هرجع حسن الحمش و انتي نغم البسكوته أه ، ياكلوا وشي في الحاره ما عندناش أحنا الكلام ده .
كان يردد كلامه الأخير و هو واقف بشموخ منفوخ الصدر يعدل من هندام شاربه.
و نغم تنظر له مذهوله حقاً
__________________________
خرج من جناحه سريعاً و ذهب لغرفتها يفتح الباب وجدها تجلس على حافة فراشها تنظر لحقائبها الممتلئة بشرود فقال : يالا يا حبيبتي ما فيش وقت ، الطياره قربت من سطوح الفيلا.
رفعت رأسها تنظر و سألت: تفتكر الي بنعمله ده صح ؟
تقدم لعندها ببوادر غضب و قال: هو ده وقته يا فيروز ، يالا.
فيروز: لأ يا ماجد .
جذبها من ذراعها لتقف أمامه و سأل بجنون: هو إيه إلي لأ ، إحنا لازم نمشي من هنا في خلال عشر دقايق ، أنا حياتي في خطر.
فيروز : خلاص أمشي أنت.
أتسعت عيناه بصوره مرعبة و بدأ يدق بأصبعه على عقلها و يهتف عالياً : و هو أنا أيه و أنتي أيه ، ما أنتي حياتي و لو مشيت من هنا و سيبتك هبقى سيبت حياتي بردو .
حاولت فيروز التراجع بسبب خوفها من حالته تلك التي دوما تتلبسه ما أن يتعلق الأمر بها و قالت: ما هو عشان كده ، أنا بخاف منك يا ماجد ، أنت بتغير أوڤر و أقل موضوع بتعمل منه حكاية ، أنا مش قادره لسه أتخطى إلي أنت عملته.
شدد ماجد على ذراعها و قال من بين أسنانه: و أنا مش بخيرك يا فيروز ، أنتي معايا مكان ما أكون .
إلتف يتحرك بها و هي بيد و حقيبتها باليد الأخرى يرغمها على التحرك .
فيروز: هتخطفني يعني يا ماجد ؟
ماجد بحزن و أسى : أعتبريها كده يا فيروز.
وصل لسطوح بيت الذهبي حيث وقفت الطائره و ترجل منها أحد الرجال يحمل في يده كيس أسود من القماش.
أوقف ماجد فيروز و أشار للرجل كي يذهب معه.
ماجد: تعال معي لبعيد فهي لن هتتحمل
أستغربت فيروز كثيراً و بقيت مكانها تنظر لهما بأستغراب .
فقد وقف ماجد بأحد الأركان مع ذلك الرجل الذي فتح له الكيس الأسود و لم يكن يحوي سوي رأس فلاديمير التي ما أن رأها ماجد حتى تنهد أخيراً بارتياح و قال : عمل جيد ، تعال لتأخذ باقى أموالك .
تقدم ناحية حقائبه يخرج منها كيس أسود من البلاستيك و أعطاه للرجل الذي حياه ببرود و أنصرف.
بينما ماجد تقدم ناحية باب الطائرة كي يصعد إليها مع فيروز التي أوقفته معترضه و سألت : هو في ايه ؟
ماجد : أركبي بس عشان نتحرك لأن نص ساعه و مصطفى الدهبي راجع .
فيروز : طب و كتب كتاب غنوة ؟
ماجد : نبقى نحضر الفرح لما كل حاجه تظبط ، يالا مافيش وقت.
ظلت واقفه بتوتر تود التراجع لكنه لم يسمح لها و جذبها لعنده بقوه فحرك قدميها طواعية لما يريد فصعدت للطائرة الهيلوكوبتر و التي أقلعت على الفور .
جلس في الطائره و هو يتنفس أخيراً بارتياح يضمها له بقوه.
حاولت الخروج من أحضانه تسأل: أيه إلي كان مع الراجل ده و ليه أخدت بعيد .
ماجد : راس فلاديمير.
شهقت فيروز برعب فقال : شوفتي .. عشان كده اخدته بعيد عشان ما كنتيش هتتحملي .
صمتت لثواني تعمل عقلها ثم سألت : يعيني خلاص حكاية فلاديمير خلصت ؟
أبتسم ماجد و يعلم أن مخها الذري بدأ يعمل ، فسألت بسرعه كما توقع: و لما هو كده ، ليه بنهرب ؟ ما خلاص ما فيش أي خطر على حياتك أو حياتي
ألتمعت عيناه و قال بثبات : عشان أجبرك تتجوزيني .
أتسعت عيناها بصدمه و هو ضمها لأحضانه عنوة رغم تمنعها .
__________________________________
في حديقة بيت الصواف
وقف هارون سعيد سعاده قاتله و هو يراها تتقدم لعمده بثوب أبيض لامع يحدد منحنياتها و قد ظللت عيناها اليوم بلون غير الأسود الذي تتعمده دوماً لتظل عيناها هي أجمل و أكثر ما يجذب انتباه أي شخص لها ، كما رآها أول مره في مرفق السيارات
كانت أشعة الشمس مسلطة عليها و الخضره من خلفها كأن الطبيعه بكل صورها قد اتحدت متفقه على خدمة تلك الجميله بيوم مهم كهذا .
أقتربت منه و هي تبتسم بسعادة كبيرة ، عيناها تضحك تلقائيا ، تتقدم لعنده و هي ترقص فرحاً .
وقف أمامها يقبل جبهتها قائلاً : أنا قولت هتهربي .
همست في أذنه مردده : أهرب فين ده انا ما صدقت .
ضحكت له ضحكه رقيعه لكن بصوت منخفض و أضافت: مبروك مقدماً يا ولا .
أتسعت عيناه من تصرفاتها المتهوره و قال: يخربيتك أسكتى ، إنتي مفكره نفسك على ناصية حارتكم ، أنا عازم كريمة المجتمع هنا .
ضحكت ساخره و قالت: هما يطولوا ؟ ده البلدي يوكل.
غمز لها عابثا و قال: و أنا أموت في البط البلدي .
وقف الشيخ الذي على ما يبدو كان يجلس على كرسيه أمامها و هما بعالم آخر لا يدرون و قال: أنا بقول نكمل كتب الكتاب الأول و بعدها لو عايزين تجيبوا عيال أبقوا جيبوا .
حمحم هارون بحرج يستدرك حاله ثم قال : ايوه ايوه صح .. يالا يا شيخنا ، أكتب الكتاب .
المأذون : فين ولي العروسه ؟
تقدم الحاج محمد يردد : أنا يا شيخنا ، دي وصية صالح الله يرحمه ، كان صديق عمري
المأذون: على بركة الله ، نبدأ.
بدأت مراسم الزواج ، و الكل سعيد يبتسم ، لا أحد يشعر بها ، هي غريبه ، تائهه .. في دوامه .
تنظر على الجميع ، الكل موجود إلا الشخص الوحيد الذي تمنت لو وجدته هنا ، أن يضع يدها بيد زوجها و يزوجها له ، أن تدمع عيناه بحرقه على ذهابها من بيته ، قلبها يؤلمها حقا ، تنظر على هارون بنظرات مشوشه مذبذبه و هو يبتسم لها بحنان و حب تحول لأستغراب و هو يرى تحول نظرات عيناها لمشاعر متداخله غير مفسرة .
كانت ما زالت تبكي حين أستمعت للمأذون يردد : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .
توقف هارون من كرسيه و أتجه إليها يحتضنها له و هو يردد : مبروك يا حبيبتي.
هزت رأسها في أحضانه و قد سيطر عليها البكاء فسأل: في ايه بس يا روحي ؟
هزت رأسها تردد : كان نفسي يبقى معايا أوي.
جذبها لأحضانه بقوه و قال: أنا معاكي يا روحي ، مش كفاية يعني ؟
أبتمست له فقال: ده انا حتى أتنين في واحد .
ضحكت من بين دموعها فعاد ليأخذها لأحضانه تحت أنظار لمى الواقفه بين الحضور و أعين الكل منقسمة ما بين النظر لهارون الذي يعقد زواجه على أخرى بصورة مفاجئة و بين لمى التي من المفترض أنها كانت خطيبته من أشهر قليله.
فلا يزيدها ما يجري إلا غلاً و حقداً.
جذب هارون غنوة لوسط الحفل لترقص بين ذراعيه على أنغام موسيقى هادئه و هي تبتسم له
تقدمت اشجان التي كانت ترتدي فستان من الأحمر و عليه وشاح شعبي تنظر لها بغضب شديد و ضيق.
بادلتها غنوة بنظرات تمني و رجاء ثم قالت: مش هتباركي لي يا أشجان ؟ مش ده إلي كان نفسك فيه.
انفدفعت اشجان كعادتها و قالت: كان نفسي تتجوزي و تعملي عيلة بس مش من الواطي حرامي القلوب ده .
كبت هارون سبه نابيه كانت ستخرج من بين شفتيه و قال: و لما أشتمها بقا .
غنوة : خلاص يا حبيبي مش وقته
أشجان: حبيبك ؟
صمتت غنوة بعيناها الكثير من الحديث الغير مباح لتتنهد أشجان ثم تقدمت منها تردد بإذعان و هي تقبلها من كلتا وجنتيها : و ماله يا ختي ، ألف مبروك ، يغلبك بالمال و تغلبيه بالعيال .
تهلل وجه غنوة بينما هارون مذهول حقا يسأل غنوة : هي باركت لنا بجد ؟
هزت غنوة رأسها و قالت : أيوه ، لعلمك اكتر واحد بتبقى حاسه شرير ده بيكون غلبان و على الله بس هو الي مدب .
هارون: حصل ، شوفت بعيني ماحدش قالي.
تقدم كاظم يردد يصفاقه : و أنت يا غزال مصر القديمه مش ناوية تغلبيني بالعيال و لا ايه ؟
نظرت له بإستحقار حقيقي ثم قالت: بقا مانتش مكسوف على دمك ، عايز تخلف تاني ، مش لما تعرف تربي بنتك و تعوضها الأول ، سايبها لكلاب السكك يتحكموا فيها ، أنا عارفه أنا إيه إلي كان واقعني فيك و لا طلعت لي من انهو داهيه ، يا راجل يا عرة .
تقدمت و تركته يقف حزين مصدوم من حقيقته المخزيه و التي واجهته بها ربما يستفيق .
ليتوقف كل ما يحدث بصدمه أثر الإستماع لصوت عيار ناري يعلم وجهته .
________________________________
كانت نادين تتجهز تماماً للمغادرة و قد عادت للتو من الخارج بعدما تأكدت أن المركب الصغيرة تنتظرها و هي و الوفد المتخلف عن إستكمال الرحله لتعود بهم إلى شواطيء الإسكندرية.
فتحت الباب و دلفت للداخل لتصدم مما تراه ، فقد وقفت تقى و هي في كامل زينتها تصفف شعرها الذي فردته على طول ظهرها العاري و هي تبتسم في المرآة بثقه و فرحه .
فسألت نادين بفم مفتوح : يخربيتك ، إيه الى إنتي عاملاه ده ؟
إلتفت لها تقى تردد بسعادة متسائله : حلو ؟
نادين : جداً ، بس إنتي رايحه فين بقميص النوم ده ؟
جاوبتها تقى بسعادة : رايحه لضياء ، كفايه كده.
شهقت نادين بصدمه و قالت: إيه ؟ ضياء ؟ أنا كنت حاسه و الله كنت حاسه إنك وقعتي .
تقى : طب و فيها إيه ، ما هو جوزي .
همت نادين لتتحدث لكن قاطعها صوت أحدي الفتيات من الخارج تخبرها أن الجميع يستعد للرحيل .
الفتاه: يالا يا نادين.
نادين: حاضر ، جايه ، ثواني .
أقتربت نادين من تقى تردد : جوزك ما قولناش حاجه بس مش دي كانت خطتنا خالص ، إحنا اتفقنا نسويه على الجانبين ، مش كده خالص يعني ، رايحه بقميص النوم تقولي له هيت لك يا تقى ؟ و هتعملي كده و أنا ماشيه خلاص .. أفرضي حصل حاجه.
أبتمست تقى و قالت بثقه : مش هيحصل حاجه إن شاء الله ، ضياء شكله أتغير ، و أنا أتأكدت من حبه ليا لما ما رضيش يطلقني ، هنقضي مع بعض هنا شهر عسلنا و لما نرجع مصر نعلن إننا تممنا الجواز ،كده كده مكتوب كتابنا .
تحركت سريعاً ناحية المرأة تنثر عطرها الأنثوي على جسدها العاري ثم تغطيه بشال طويل من الصوف .
ألقت لنادين قبله في الهواء ثم خرجت مهروله سعيده جدا.
نظرت نادين عليها و هى تغادر بقلق ثم أستمعت لرنين هاتفها يواصل الدق فنادتها : تقى ، موبايلك .
لكن تقى كانت قد غادرت من كثرة إستعجالها
همت لكي تذهب و تجيب هي على الهاتف لكن صوت الفتاه صدح من جديد : يالا يا نادين ما فيش وقت .
لتخرج نادين سريعاً تاركه هاتف تقى الذي يلح بإتصال من الجد .
_____________________
وصلت لغرفته و هي تقف مبتسمة ،تحمد الله كثيراً أن الكل منشغل بتلك الحفله التي سبق و أن دعاها عليها رائف ، تتمنى لم يحضرها هو الآخر و أن تجده الآن في غرفته.
دقت على الباب بخفوت ليفتح لها سريعاً و تتسع عيناه بصدمه و هو يراها أمامه ، عند باب غرفته لأول مرة.
جذبها لأحضانه يدخل بها للغرفه و هو يردد: وحشتيني ، وحشتيني اوي يا حبيبتي.
جاوبته بخفوت تردد : أنت كمان وحشتني أوي.
علت وتيرة أنفاسه و هو يسمعها تعبر عن أشتياقها له ، أخرجها من أحضانه ينظر لها قائلا : لو ما كنتيش جيتي كنت هجيلك أنا.
أبتسمت بهدوء و بدأت بنزع شالها الطويل عنها ليتصنم مكانه و هو يرى كل ذلك الجمال ظاهر أمام عيناه ، ترتدي غلاله سوداء من الحرير عارية الظهر و الصدر تظهر جسدها الغض بسخاء مفرط و قد تركت شعرها الأسود ينسدل فوق كتفيها بإنحلال
لم يكن مصدق لعيناه ، أن كل هذا الجمال متجمع في شخص واحد متجسد أمامه ، إنها مذهله ،مُسكره .
رأت الأنبهار واضح في عيناه مما عزز لديها شعور بالثقة فقالت بصوت مغوي : أنا ليك من النهاردة يا ضياء.
حاول السيطره على دقات قلبه و تلك النيران التي نشبت داخله تطالب بها لتطفئه .
تقدم منها و تحسس ذراعيها يسأل بجنون : معقول كل الجمال ده عشاني ؟
أبتمست له إبتسامة ساحره و قالت : و ليك لوحدك من دلوقتي.
ضمها له بمجون كأنه مختل و بدأ يردد : أنا بحبك.. بحبك أوي ، فوق ما تتخيلي ، أنا عشانك عملت مشاكل كتير اوى و خسرت فلوس كتيره اوي عشان أعملك إلي إنتي عايزاه.
قطبت جبينها و سألت: فلوس أيه و مشاكل أيه ؟
ضمها له أكثر و همس في أذنها : أنا النهاردة الصبح طلقت تقى عشانك .
هي من تصنم جسدها هذه المره بين يديه و بقت صامته يابسه تماماً.
و قد شعر هو بكل هذا فسأل بخوف : چيچي ، حبيبتي ، مالك ، أنا عملت كل ده عشانك أهو .
نظرت له بصدمه و مدت يدها تسحب الشال الملقى على الفراش تغطي بيه جسدها عنه و مازالت الصدمه متمكنة منها و من قلبها الصغير الذي لم يفرح طويلاً.
فسأل من جديد و هو يحاول إزاحة وشاحها من على صدرها : بتخبي نفسك عني ليه يا حبيبتي ، أنتي خلاص بقيتي من حقي .
نظرت له بأعين دامعه ، يملؤها اللوم و العتاب ثم قالت : كنت ليك و فرت فيا .
هز رأسه بإستغراب و سأل : إزاي ده ، شيلي البتاع ده عنك ، عايز أخدك في حضني و أحس بيكي.. أنتي بردانه ؟
صمتت بكره شديد تفاقم داخلها ، شعور بالخزي الشديد.
فردد بصوت حنون و مثير للغايه و هو يحاول كشف جسدها له من جديد : حبيبي، ساكته ليه ؟
تمسكت يالوشاح عليها يغطيها و بدأت تبكي ثم تضحك من وسط البكاء و حالتها مزريه للغايه فقد انخرطتت في مزيج من البكاء و الضحك الهيستيري و قد سقطتت أرضاً و لم تعد قدميها تحملانها .
أنحنى يميل عليها يسأل : مالك يا روحي ؟ طب أجيب لك مايه .
لم تجيب فتحرك سريعاً يجلب لها الماء من الداخل و ما أن عاد لم يجدها ، كانت الغرفه خاويه تماماً فركض يبحث عنها كالمجنون .
_____________________________
في بيت الصواف
كان الوضع متأزم للغايه بعدما حاوطت الشرطه و رجال الأمن كله المكان و بدأو في مسحه و تمشيطه.
و هارون يقف بأعين حمراء أمام غنوة التي تقدمت تسأل بلهفه : حبيبي ، جرى لك حاجه؟
نظر لها بنظره جديده كلياً عليه بها من الاستحقار ما يكفي لأن يقرأه الجميع و صرخ فيها وسط الحضور : ماجتش فيا كمان المره دي ، يظهر أنك ما دفعتيش كويس بردو.
غنوة : هارون ؟ أنت بتقول ايه ؟ أنت سامع نفسك ؟
صرخ مجدداً : أيوه سامع ، أنا كنت شاكك طول الوقت و مستني الغدر في أي لحظه بس كنت بكدب نفسي بقول لأ بتحبني بجد ، المره دي باين الحب في عينيها مش تمثيل زي المره إلي فاتت .
تقدم منها تلك الخطوة الفاصله و ما زال يصرخ امام كل الموجودين : إنتي أييه ؟ معموله من أيه ؟ إزاي بتعرفي تمثلي كده ، كل الحب و الحنان و الدلع ده معقول كان تمثيل ؟ و معقول دخل عليا تاني ؟ أنتي عارفه أنتي أستغفلتيني كام مره ؟
هز رأسه بمجون و قال : طب و كتبتي كتابك عليا عليا ليه ، أستنيتي لحد ما تبقي مراتي ليه ؟ عشان الفلوس صح ؟ المره إلي فاتت عديتها و كمان أحترمتك عشان كان طار أبوكي هو إلي بيحركك ، قولت البت دي تمام التمام ، بس دلوقتي إنتي نزلتي من نظري كل ده ليه عشان الفلوس ؟أنا مش هسيبك ، هدمرك ، المره دي غير كل مره .
مد يده في جيبه و اخرج حفنه من المال ألقاها في وجهها ليشهق الكل و هو يصرخ : عايزه فلوس ، خدي أهو.
أغضمت عيناها بألم تشبع نفسها من إهاناته فقال : حبيتك لما فكرتك مختلفه بس للأسف طلعتي رخيصة.
أستمعت له بصمت تام لم تدافع عن نفسها و لو بكلمة واحدة فصرخ فيها: ما تنطقي ، ما تردي ، ولا مش عندك كلام قولي أي حاجة بجملة البجاحة و الرخص .
دارت بعيناها على كل الحضور و عدسات المصورين ، مصر كلها تقريباً تشاهد ما يحدث ، هم ليصرخ فيها من جديد يوبخها : أنتي واحده زباله ،اخرك شوية فلوس و…
قاطعه أحد رجال الشرطه و هو يقف وبيده يقبض على أحد الرجال ثم قال : هارون بيه ، قدرنا نقبض على الي ضرب النار ، كان فوق الفيلا إلي قدام بيتك.
ركل الرجل بقدمه وقال: أنطق و قول قدام البيه كل حاجه و لا عايز تاخد تاني نفس العلقه.
صرخ الرجل مكتفياً و قال : هقول ،هقول و الله ، الست لمى هي إلي أجرتني و أنا ما اقدرش أقول لأ أنا حتة فرد أمن عندها.
تخشب جسد هارون و هو يطالع غنوة التى أستطالت رقبتها أكثر و أكثر و أكتفت بالنظر له بالنصر و الإستحقار ليكمل الرجل : قالت لي أضرب نار بس ما اسيبوش مش مطلوب أموته و ما اعرفش غير كده و الله ، سيبوني الله يخليكم أنا عندي عيال و عملت كده عشان جبرتني .
لم يهتم له هارون كل تركيزه مع عالمه الذي ينهار حالياً و هو يرى غنوة تلتف لكي تغادر بكبرياء و رأس مرفوع و هو يناديها يدرك أن كل الحضور قد شاهدوا ما حدث.
ظل ينادي و هو يحاول الوصول لها لتعترض أشجان طريقه مردده : عندك يا إبن الصواف ، أنت كده جبت الناهيه بأيدك .
هارون: أوعي من طريقي بقولك سيبيني ألحقها .
ضحكت أشجان ساخره و قالت: مش هتلحقها و لو لحقتها مش هتشوفك ، أنت ما تعرفش غنوة ،عشان كده ما عرفتش تفهم كل تصرفاتها معاك و كنت شايف إن تغييرها ده وراه مصيبه بس إلي ما تعرفوش إن هي دي غنوة ، هو ده طبعها و دي شخصيتها لما بتكره ممكن تقتل و لما بتحب بتتدلق عشان كده كانت مستعدة تعمل أي حاجة عشان ترجع قلب أبوها لأنها بتحبه أوي أوي أوي ، مافيش شخص عادي يفكر يعمل إلي هي كانت بتعمله بس هي دي غنوة لما بتحب حد بتكرس له حياتها كلها وهي قبل كده كرست حياتها عشان ترجع حق أبوها لحد ما قابلتك و بعدها اتغيرت لما حبتك و أنا عشان حفظاها كنت عارفه إن الدلقة دي حب زي حبها لصالح كده ، غنوة في حياتها ما حبتش الحب ده غير لصالح أبوها و أنت و عشانك قررت تتنازل عن حق أبوها بس أنت بقا ضيعتها من أيدك .
كان يستمع لها و عيناه تدمع يستوعب شخصية غنوة التي لم يفهمها إلا الآن و قال بإصرار: هرجعها ، لازم هرجعها ، خصوصاً و هي المره دي مراتي شرعاً و قانوناً .
نظرت له أشجان بجانب عينها ثم تركته يغرق في ندمه و غادرت .
أما ضياء فقد كان يهرول في السفينه كلها من فوق و من أسفل ، في كل الطوابق .. لم يجدها ، حتى أنه بلغ إدراة السفينه ليخبروه أنها قد أختفت
فوقف بالسفينة في عرض البحر يناديها بجنون و هو يزأر كالأسد الجريح …..
★★★★★★
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شط بحر الهوى)