روايات

رواية شط بحر الهوى الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوى الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوى الجزء الخامس والثلاثون

رواية شط بحر الهوى البارت الخامس والثلاثون

شط بحر الهوى
شط بحر الهوى

رواية شط بحر الهوى الحلقة الخامسة والثلاثون

كان يجلس و هو ينظر إلى إنعكاس صورته فى مياه النيل ، كل شيء يذكره بها و بطيفها كانت خفيفه فى كل شىء ، روحها ، ظلها ، حتى فى جمالها كان خفيف لم يكن ذلك المبالغ فيه مطلقاً .
بفقدها فقد طعم الحياة الحلو هو بيده من فعل ذلك لا أحد غيره ، من يلوم و اللوم كله عليه فقط .
لكن يوجد خطأ عليها .. نعم ، بل و خطأ كبير أيضا ، فهى من ظهرت من العدم ، هى من جاءت تهز عرش قلبه حتى عقله زلزلته دون مجهود يذكر.
لا مخطئ بل قد فعلت.
دفن وجهه بين راحتيه و هو يتذكر كم من مره كانت تتودد له و تطلب قربه بكل لطف ، كم كانت مراعيه و هادئه متقبله كل غضبه و ثوراته الغير مبرره حتى تقلباته المزاجيه تحملتها.
تحملته حتى و هو فى صراع مع نفسه يحدد ان كان يميل لها أم لا .
بل هى حتى من بادرت بإظهار حبها له ، بل و عرضت الزواج عليه و كان موافق … المصيبه تكمن هنا….
لم يصدها يوماً و لم يمنعها أن كان لديه ألف سبب و سبب كما ذكر .
لم يكن تفكيره وحده بل نفس كل تلك الأفكار كانت تتوارد إلى خاطر نغم فى نفس التوقيت .
تتذكر كل ما حدث معها كأنه شريط عرض سينمائي و هى تجلس على مقعدها فى الطائره التى ستغادر بها هذه البلاد نهائيا بلا رجعه .
تأمل ذلك و ستحرص على ان يكن ذلك … و كان كل ما سبق يدور بخلدها هى الأخرى .
فتحت نافذه الطائره لجوارها بينما تشعر بإهتزازها و إقلاعها عن الأرض تستعد لكى تحلق بعيداً عن تلك الاراضى التى لم تجلب لها سوى مشاعر الحزن و الحسره .
أبصرت أمامها معالم القاهره فشعرت بأن كل معلم منهم و كأنها يودعها معتذرا عما فعله ابنهم بها .
اغلقت النافذة بحده و كأن الإعتذار غير مقبول و أستراحت برأسها للخلف تتكئ به على ظهر مقعدها السياحى تغمض عيناها تتذكر كيف أتت إلى تلك البلاد و بأى حاله غادرتها .
فقد أتت شعله من النشاط و الشغف بداخلها طاقه كبيره و حب أيضاً .
كانت متتوقه لرؤية شقيقتها مشتاقه ، شددت من إطباق جفناها تمنع نفسها من البكاء فهى الآن أكثر إشتياقا و حبا.
تتفق مع غنوة فيما قالت فياليتها لم تأتى و لم تراها و تتعلق كل منهما بالآخرى ، فقبل ذلك كانت غنوة لها مجرد سيره تثير فى نفسها مشاعر حلوه كون لديها شقيقه قد تكون رائعه و حنونه ، تتذكر لليالى كم جلست تتمنى ذلك .
لكن ها هى قد أتت و جلست معها استشعرت فيها حنان أمها الذى لم تراه منها ، غنوة ما هى إلا صوت و صوره لأمها لكن الشخصية مختلفه.
أنه المزيج الرائع ، فزواج العم صالح الرجل الطيب الحنون من إمها الهيفاء المثيرة كام نتاجه غنوة من الخارج هى” ڤيولا ” أمهما و من الداخل هى العم صالح بطيبته و أخلاقه .
رغماً عنها شبح ابتسامه تكونت على زوايا شفتيها و هى تقر أنه ليس الأمر كذلك تماماً ، ليس بتلك المثاليه و أن غنوة هى شقيقتها و تحبها جدا و هى بالفعل طيبه و حنونه جدا لكن هذا لا ينفى أبدا انها تمتلك لمحه من بعض خصال ڤيولا السيئه كالخبث و الدهاء و انها بارعه جدا فى التمثيل ، تفعل بمهاره شديدة .
فهى نفسها صدقت صدقا تاما أنها تعشق ذلك الأقرع ، ليتضح فى النهاية أن كل ذلك ما هو إلا خطه كبيره كانت معتمده على الذكاء و التخطيط و سياسة النفس الطويل الذى هو بالضرورة صفه متوارثه لها من صالح ، لكن عبثا فأخيرا غلبت صفة ضيق الخلق و قلة الصبر التى تملكها ڤيولا و قررت إختصار المسافات فقد سئمت و جلبته لبيتها كى تقتله.
فتحت عيناها بحنين ، فالطائره لم تكد تجتاز الغلاف الجوي لمصر و ها هى قد اشتقاقت شقيقتها بجنون.
و أيضا إشتاقت لذلك الحسن معدوم الحس و الضمير تبا له بكل لغات العالم ، عليه لعنة الله لما فعله بقلبها ، لن تسامحه ما حيت .
________ سوما العربي __________
كان يقترب منها رويداً رويداً بداخله جنون و إشتياق لا يوصف ، و لا تسعه حتى الكلمات .. هو عاجز عن وصفه ، لكن عيناه فعلت بجداره .
يفكك أزارار قميصه زر زر ، مع كل زاد يزداد الرعب داخلها تصرخ فيه لكنه لم يكن يبالى صراخها او اعتراضها ، القى قميصه أرضاً بإهمال و اقترب منها أكثر يخلع عنه ساعة يده الثمينة ذات الفصوص الماسيه .
إلى هنا و لم تتحمل ، لقد خلع ساعته .
صرخت فيه بقوه أكبر : أنت بتقلع الساعه لييه .
كان قد أصبح إمامها تماما ، بل ملتصق بها و هو عارى الصدر و ساعة اليد.
إبتسامة عابثه ناتجه عن الشعور بلإنتصار بعد صبر طويل تكونت على جوانب فمه و لم يجيب بعد بل فرد ذراعيه و ضم بخفه كتفيها كدفعه جعلتها تدخل فى أحضانه العاريه مرغمه ليقول : أصلها غاليه أوى ، أخاف عليها من المدعكه إلى هتحصل.
نعم .. كان حدسها صحيح.. كانت محقه .
حاولت ان تبتعد عنه و قالت بقوه واهيه : أبعد عنى يا جدع انت ، أنت فاكرها لحمه عند جزارين و لا ايه .. لو خلاص مش قادر روح شوفلك واحده من الى بالساعه .
هارون : تبقى مادرستنيش كويس يا غنوتى .. و أنا الى قولت إنك معاكى ماجستير و دكتوراه في هارون الصواف .. أنا ماليش فى الرخيص يا حبى .. و لا السهل.
صمت و هو يغمز لها بعبث ثم إكمل سريعاً : أنا أحب الصعب الى زيك كده ، و بعدين بقا حد يسيب مراته و يروح يرمرم من برا ده انا حتى أبقى عبيط .
جاوبت عليه بقوه تهوى رويداً رويداً كلما طال قربه منها و جلده يقابل جلد بشرتها و تشعر به : أنا هعتبر نفسى ما سمعتش كلامك ده و دلوقتي حالا أبعد عنى .. و إلا..
قاطعها و هو يقترب منها يميل عليها يقبل وجنتها قبلاات صغيره متقطعه يردد بصوت أجش : و إلا ايه .. هممم.. يعنى الحق عليا .. هو انا فى منى.. أنا قولت أساعدك.
شعر بقوتها تنهار بالفعل و كما توقع ، جسدها يخونها و يستجيب بخبث لقبلاته .
أبتسم بحب شديد و هو يستمع لصوتها الذى حاولت أن يخرج صارماً لكنه كان لين إلى حد كبير يظهر فيه تصنع الحده و هى تسأله : تساعدنى ازاى بالى بتعمله ده .
غض على شفته السفلى و قال بابتسامة عابثه : إنتى مش كنتى عايزه قلب ابوكى.. يالا.. اتفضلى.. مدى ايدك خديه .
اتسعت عيناها بصدمه منه و من حديثه لتزداد ابتسامته يقول : مدى ايدك ماتتكسفيش .. أنا زى جوزك بردو يعنى نعتبر قرايب .
غنوة : و كمان بتسخر و تستخف بألامى .
هز رأسه يمينا ويسارا و هو يضحك ثم اقترب الخطوه التى قد ابتعدتها هى و قال بأنفاس ملتهبه : غنوة ، أنا بحبك ، و عايزك و انتى كمان يا غنوة ، إنسى الى فات و ليكى عليا يا ستى انى هحاول أنسى .
غنوة : تحاول.. الله على كرم أخلاقك.
هارون : شوفتى.. و لعلمك دى أحلى حاجة فيا .
حاولت إبعاده حتى و لو إنشات و قالت : قولت لك ابعد عني.
لكنه كان مستمر فيما يفعل يمد يده إلى حجابها ينزعه عنها برفق و تمهل شديد كأنها لم و لن تعترض .
انتهى من فك حجابها يفكك خصلاته الكثيفه حول وجهها المستدير ينظر لها متأملا بوله : قمر .. حبيبتى قمر و لو إن لسانها طويل شويه.
لم تيأس رغم خيانة جسدها لها و ظلت تحاول المقاومه تردد بصوت لين مهزوز : إبعد عنى يا هارون .
لكن هارون لم يبتعد و إنما زاد قربه بعدما استمع لنبرة صوتها التى تنافى ما رددته .
حديثها يأمر بشئ و جسدها الذى يشعر به منصاع له ينفذ شئ أخر .
ضمها له بذراعيه لتلتحم بجسده العارى فتشعر بقشعريره لذيذه انتقل مداها إليه يشعر بها مستلذه تحاول الإعتراض
تنهد بحراره و بعدها ردد بصوت رخيم : انتى بتحبينى و أنا متأكد ، أنا عمرى ما ضحكت على نفسى ، بعرف الى قدامى من نظرة عينه بس .
كلماتها أثارت غيظها و ابتعدت عنه بحده تقول : انت هتعيش ، ده انا لفاك فى جيبى من أول يوم قابلتك فيه ، فاكر يوم الاسانسير ، و لا فاكر الى قبله .
إبتسم بإتساع و ثقه يردد : لا طبعا مش ناسى ، انتى إلى شكلك ناسيه يومها أنا قولت إيه .
تذكرت على الفور و اشتعلت عيناها تردد : فاكره لما عرضت عليا اكون عشيقتك.
هارون : براڤو عليكى ذاكرتك قويه .
غنوة : يا بجاحتك .
هارون : هو أولا لما تحبى تضايقينى او تشتمينى ما تقوليش يا بجح او بجاحتك لأن ده وسام على صدري أساساً ، أنا هارون البجح و ليا الشرف.
غنوة : أنعم و أكرم .
هارون : ثانياً يا مراتى يا حلوه دى مش بجاحه منى أنا بس بضربلك مثال حى لأنك و أنتى واقفه معايا ساعتها كنت شايف فى عينك إنك مش بتحبينى ولا حاجة و انتى ساعتها ماكنتيش بتحبينى .. تنكري ؟
غنوة : لأ
هارون : براڤو .. فينا بجاحه من بعض
غنوه : لم نفسك و أحفظ أدبك .
زم شفتيه و هز كتفيه مستنكرا يردد: أنا مش عارف ليه شايفه البجاحه وحشه .. دى حاجة لذيذه أوى.
صكت أسنانها بغيظ فقال : ما علينا .. أنا مبسوط انك ما أنكرتيش … ساعتها انتى كان فى ف دماغك خطه ، بصراحه و بجاحه ببجاحه يعنى أنا كنت فاكره طمعانه فيا ، بس طلعتى طمعانه فى قلبى .
قال الاخيره بنبره لعوب ماكره و هو يغمز لها بعينه اليسرى .
و استطرد فى الحديث : هدف سامى و هدف نبيل كمان .
إحتضنها له يقول : بس بعدها انتى حبتينى يا غنوة و أنا عارف حتى أنا نفسى بدأت أغير نويايا ليكى و مابقتش الحكايه مجرد لعبه لأ ، انا بقيت فعلاً بحبك و عايز اتجوزك .. لما نظرت عيونك ليا اتغيرت غصب عنك و أنتى مش واخده بالك أنا كمان الى جوايا اتغير و اتبدل .. و هو ده الى حصل فعلا لو مهما حاولتى تقاوحى و تنكرى .
أبعدت نفسها عنه و قالت بكل ما تملك من قوه : بس انا مش بحبك يا هارون يا صواف.
مد يده يداعب خصلات شعرها ثم قربهم من انفه و استنشق عبيرهم و ردد بوله : لأ.. و الله بتحبينى يا حرم هارون الصواف .
صرخت فيه : فوق بقااا… أنا مش مراتك
فردد كى يسايرها : ماشى يا حبيبتى مش مراتى و لا حاجة كده حلو.
حديثه البارد أثار عصبيتها فصرخت فيه : انت بتاخدنى على أد عقلى .. شايف انى عيله صغيره و لا عبيطه ؟
قبلها قبله خفيفة و سريعه يردد : أحلى عيله صغيره و عبيطه شوفتها ف حياتى .
اهتز فكها العلوى من زيادة استفزازه لها و قالت : أممم.. طب أحب أصدمك و أقولك انى مش مراتك و لا حاجة يا باشا.
هارون : بجد .. أمال المأذون و كتب الكتاب إلى أنا جيت عشانه بيتك ، يا بنت اللذينا عرفتى تجرجرينى صح.
أخذت نفس عميق تبتسم بإنتشاء و شعور رائع يتسللها كلما شعرت انها غلبته فى أى أمر مهما كان تافه و قالت بحبور : كتب كتاب إيه الى بتتكلم عنه ، يا حبيبي هو عيي تانى ؟
رفع حاجبه بتوجس و قلق ، نيرتها اللعوب الواثقه أثارت حفيظته و سأل : كتب كتابنا ، أنا مش جيت لك و جبنا المأذون .
غنوة : يا خساره يا هارون ، كنت زينة الشباب.
هارون : انا مابحبش الهزار بتاعك ده .
غنوة : و أنا ههزر معاك بتاع إيه ؟ تكونش جوزى مثلا و أنا ماعرفش ؟!
زادت عصبيته و أوشك صبره على النفاذ يصرخ فيها : بطلى أسلوبك ده و قوليلى قصدك ايه ؟ مافيهوش هزار الموضوع ده .
غنوة : و أنا قولت لك أنى مش بهزر .. إحنا ماتجوزناش أصلاً .
هارون : نعمم ؟ ده انا أروح فيكى فى داهيه.
غنوة : تؤ تؤ تؤ .. مش عايزاك تستعجل على الداهيه و لا تشغل بالك بيها أنا هوديك بنفسى بعد ما اخد قلب أبويا .
لكنه لم يبالى كثيرا ، تركيزه منصب على شئ واحد : ردى عليا .. قصدك ايه .. مش عايز اتجنن عليكى … يعنى ايه مش مراتى و ما اتجوزناش ؟!
غنوة : زى ما سمعت .. ما إتجوزناش .. أنت مضيت على حاجه ؟ شوفت المأذون حتى ؟
عاد بذاكرته للخلف يحاول أن يتذكر و هى ساعدته حين قالت : أنا خدرتك قبل ما يحصل أى حاجة بالشربات بتاع أشجان… فاكر؟
اتسعت عيناها بصدمه و غضب يتذكر أن ما تقوله قد حدث و هو بالفعل آخر ما يتذكره عن ذلك اليوم و لا يذكر أنه قد وقع أى عقود او شئ من هذا القبيل .
نظر لها بغل و غيظ .. شعور انه مغفل يوصله الى قمة الجنون.
أبغض شعور لديه و قد أوصلته له غنوة لاكثر من مره و ليست واحده .
فأقترب منها بخطوات ثابتة يردد بأعين مشتعله : بقى انا تضحكى عليا و تستغفلينى كل ده .. و كمان فى الآخر يطلع مافيش كتب كتاب .
كان كلما تقدم منها خطوه تعود هى بذعر للخلف خطوات ترى الشر منبثق من عيناه و قد نجح فى إثارة رعبها بينما يردد: براحتك.. كتب الكتاب ده كان عشانك .. لكن أنا بكتب كتاب او من غيره معتبرك مراتى فمش فارق معايا كتير يعنى .
ردت عليه بينما تحاول الهرب منه : قصدك ايه ؟
أجابها و هو مستمر في الاقتراب منها محدد الهدف : يعنى أنا عايزك من اول يوم شوفتك فيه و انتى دلوقتي فى بيتى ، تحديداً في اوضتى و ثانيه واحده و هتبقى على سريرى.
اتسعت عيناها بصدمه و رعب فأبتسم بظفر و قال : عايزك تنسى الدنيا بقا و تغمضى عينك و لا ماتتعبيش نفسك و تحاولى تنسى أنا هنسيكى يا روح هارون.
حاولت الفرار من بين يداه سريعا لتذهب ناحيه الباب تقبض على مقبض الباب تحاول فتحه لتكتشف انه مغلق بالمفتاح .
التفت برعب لتجده قد حاصرها بين جسده و الباب و ذراعيه حولها يلفها بهما يردد : هتروحى منى فين بس يا روحى… أنا مش ناوى اعتقك من إيدى النهاردة ، و ما صدقت اليوم ده جه .
غنوة : لو قربت منى هصوت و ألم عليك الناس .
هارون : ناس مين الى هتلميهم بس يا حبيبتي مافيش هنا غير كاظم و أراهنك أنه بيحاول يتصنت علينا دلوقتي .
غنوة : يا عيلة قذره.
رد عليها هارون و هو يداعب خصلات شعرها : أوى.. إحنا فى عيلة فى القذراه و البجاحه إيه ما قولكيش .
حاولت ان تتوسل له مردده : لو سمحت عشان خاطرى … إلى انت عايزه ده حرام
هارون : مين قال كده .. أنتى مراتى
غنوه : يا دى النهار الابيض .. هو انا مش قولت لك الى فيها لحقت تنسى.
هارون : تؤ.. أنتى الى نسيتى إننا اتجوزنا عرفى و أنتى مضيتى على العقود بكامل إرادتم و هو الجواز إيه غير إيجاب و قبول.
غنوة : و إشهار.
هارون : ما أنا جيت لك.. جيت لك يا بنت الناس عشان نعمل الإشهار و انتى الى ماعجبكيش و عارضتى .. يعنى العطله من عندك شوفتى بقا هارون حبيبك طيب أد ايه و نيته صافيه و خير .
صرخت فيه بجنون : ما تقولش حبيبى .
أبتسم و التصق فيها أكثر يردد : لأ حبيبك.. أنتى بتحبينى.. و أوى كمان .. غنوة انتى مش شايفه نفسك عامله ازاى قدامى دلوقتي .. و مش شايفه جسمك الى بيقرب منى لوحده .. طبيعه .. ربنا بيخلق كل زوجين فى الدنيا دول بيدوروا على بعض.
ضمها له بهدوء شديد و هى استكانت بين أحضانه مستسلمه رغماً عنها فكل ما يقوله صحيح و هى فقط تقاوم مقاومه واهيه و مكشوف حتى أنها واهيه.
زاد من ضمها له مبتسماً و هو يشعر بها تعشقه لكن تقاوم يردد بجوار أذنها : شششش … أنسى كل الى فات و كفايه تفكير و سيبى نفسك ليا.
أغمضت عيناها إثر همسه الذى اثار فيها قشعريرة قويه و قد خارت قواها و خانها كل شيء فيها حتى عقلها و ذكريات والدها و العهد الذى اتخذته.
تتتخدر بين ذراعيه و هى تشعر به يفكك أزارار قميصها و يده تتسلل بخبث إلى بشرتها الغضه من الداخل يردد فى أذنها عبارات تذيب الحديد.
هو كذلك كان مخدر كليا و مغيب عن الواقع .
و بينما هو مازال مستمر في فك قميصها جعد ما بين حاجبيه و هو يستمع لصوت جلبه قادمه من بعيد من الخارج .
. أصوات متداخله تقترب شيئا فشيئا يستمع أحدهم يردد إسمه .
أقترب الصوت أكثر و بصوره أقوى جعلت غنوة تستفيق على فداحة ما فعلت و أنها كادت تستسلم له .
أبعدته عنها بعزم قوتها و هرولت ناحية شرفة غرفته لترى ماذا هناك و هو الأخر يتبعها .
لتتسع عينا كل منهما بصدمه كبيره ، أخر شئ توقعه ، بالفعل آخر شئ .
فهو حرفياً على شفا الجنون و هو يبصر امام بيته تلك السيده التى تدعى أشجان و هى تتقدم جيش من رجال و نساء الحى واقفه فوق إحدى عربات النقل الصغيره بيدها مكبر صوت تردد فيه هتافات و عبارات كثيره و يردد كل رجال الحى من خلفها.
ظلت أشجان تردد سبابها و الجمع من خلفها يردد.
خرج إليهم حارس البيت يقول : انتو مين و عايزين إيه.
ردت عليه أشجان فى مكبر الصوت كى يسمع الكل : عايزين الى مشغلك.. عايزين بنتنا ..مش هنمشى من غيرها … مش كده يا رجاله .
رد عليها الجميع : كده
تولت أشجان المهمه و رددت : أنت يالى ما تتسمى يالى أسمك هارون.. أطلع لنا هنا.. بت يا غنوة… أنا جيت لك اهو.. عملك حاجه يا بت ؟
بينما هارون يقف يحاول فقط أن يستوعب ، لم يحاول إبداء أى رد فعل بل هو حالياً فى مرحلة محاولة الإستيعاب … أن ما يراه يحدث بالفعل على الحقيقه و ليس بفيلم عربى .
صرخت غنوة عالياً كى تجذب أنظارها و هى تلوح بذراعيها: أشجااااان.. أشجاااان .. انا هنا يا أشجان .
تعالت دقات على باب الغرفه فذهب سريعاً و فتح وجد كاظم هو من كان يدق ، يقف و هو لا يستطيع تمالك نفسه من الفرحه يردد و هو يتراقص : غزال مصر القديمة جه برجليه … عندنا تحت .. عاااا.
نظر له هارون بإستياء و ردد : عاااا ؟! دى بتصيح لابن أخوك ؟ هو ده الى مخليك مش عارف تقف على بعضك و مسيب مفاصلك ؟ ده بدل ما تروح تشوف الفضيحه الى هى بتحاول تعملها و توقفها.
رقص كاظم فرحا يصفق بيديه مهللا و هو يردد : ما أنا جايلك عشان كده .. قشطه يا ولا .. مربااا.. مربا يا واد يا هارون.
صك أسنانه ورد عليه بينما كور قبضتيه : أبعد من سكتى يا عمى أحسن بلاش ترجعنى هارون القديم معاك.
رد عليه كاظم سريعا لكن و هو يتحرك امامه بهروله : ابعد ايه .. ده انا قتيل الليله دى.. و هسبقك كمان .
تحرك سريعاً و من بعده هارون تلحقهم غنوة التى جلبت حجابها و ذهبت سريعا فبالتأكيد ستسطيع الفرار من هنا
خرج ثلاثتهم ليهلل أهالى الحاره حينما ابصروا غنوة أمامهم و رددت أشجان فى مكبر الصوت : الواد ده عملك حاجه يا بت .. قولى ما تخافيش .
هارون : هو انا مش قدامك اهو ما تكلمينى عادى هسمعك على فكره إيه لازمته الكلام فى البتاع إلى فى ايدك ده حد قالك عليا اطرشيت .
ردت عليه أشجان فى مكبر الصوت من جديد عند عمد مادام يضايقه و قالت : لأ لسه بس ما تقلقش .. هطترش و تخرس كمان و تنشل عن قريب و على يدى بإذن واحد أحد.
هارون ساخرا : على يدك ؟ طموحه اوى
أشجان : و قسما بالله ما حد هينول الشرف ده غيرى.
عض كاظم شفته السفلى و ردد : أموت أنا .
اشجان : سكت الراجل الكهنه ابو ركب دايبه الى جنبك ده .
كاظم : لاااا.. انا ركبى مش دايبه.. ده انا جامد اوى.
هارون : استنى انت يا عمى دلوقتي
كاظم : لأ مش هستنى .. لازم اوريها إن ركبى مش دايبه و انى مش كهنه .
أشجان : بقولكوا إيه.. كل ده مش قصتى.. إحنا عايزين بنتنا عشان نروح.
غنوة : خلاص يالا … أنا جايه معاكوا.
خطتت بقدميها كى تتحرك لكنه جذبها من ذراعها بقوه و قال : تعالى هنا انتى رايحه فين .
غنوة بقوه : ايه هروح .
هارون : قلبك قوى اوى .. فاكره إن التجمع الحلو ده فى صالحك ؟
جعدت ما بين حاجبيها تنظر له بترقب بينما هو زم شفتيه بإستياء مصتنع و قال : للأسف يا زوجتى الجميله التجمع ده ضدك .
غنوة : نعم ؟
هارون : أمممم .. ف بكل أدب و هدوء كده تدخلى بيتك مش عايزين شوشره .
غنوة: بيتى إيه أنا بيتى هناك.
رفع هارون حاجبه الأيسر و قال بتهديد واضح : بيتك هنا .. بيت جوزك يا روحى إلى هو انا .. انتى بنت بلد و عارفه تفكير ولاد البلد مش هيبقى حلو ابدا لما أطلع الورق العرفى الى معايا … هتبقى فضيحه يا روحى .. طب انتى يرضيكى ؟! يرضيكى سمعة عم صالح تتمرمغ فى التراب .
كان يقولها بتبجح شديد يتصنع حرصه الشديد عليها.
و غنوة تقف متسعة العين مصدومه بالفعل غير قادرة على اتخاذ أى رد فعل من الصدمه فما قاله هو ما لم تحتسب له حساب أثناء وضع خطتها الذكيه تلك..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شط بحر الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى