رواية شط بحر الهوى الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الجزء الثامن والثلاثون
رواية شط بحر الهوى البارت الثامن والثلاثون

رواية شط بحر الهوى الحلقة الثامنة والثلاثون
تقدم يسبقها ليرى من ذا الذي سولت له نفسه أن يأتى إليها فى بيته و يطلب لقياها.
و هى كانت خلفه تسير متخبطه و بالفعل تسأل من سيأتى لها ببيت هاون ؟!
وصلا إلى البوابه الحديدية الضخمة التي تفصل بين الشارع العمومى و بين فيلا آل الصواف العتيقة لتتسع أعين غنوة الجميله بزهول و هى تبصر أمامها حسن.
كيف و لما جائها هنا و من اين عرف انها هنا تحديدا.
أما هارون فقد اشتغلت به نيران الغيره … تعصف به خصوصا و هو يرى ذلك الوسيم يقف أمامه عينه على امرأته و ينتظرها .
على ما يبدو أن أحدهم على وشك ارتكاب جريمه .
ما أن اوشكا على الاقتراب منه حتى تقدم حسن يردد : غنوة انا كنت ..
لكن قاطعه هاورن و هن يقبض على تلابيبه مرددا : أنت أتجننت و لا مش باقى على عمرك ؟ هى حصلت تجيلها لحد هنا .. ده انا هشرب من دمك.
بقوه و غضب مفض حسن يد هارون من عليه و قال : لم نفسك و اتكلم على أدك .
حاولت غنوة التدخل مردده : بس يا هاروم سيبه عيب كده .
نظر لها هارون بغيظ و حديثها لم يثنيه عن ما يريد بل زاد من حدة عضبه و غيظه يردد من بين أنيابه : انتى تسكنى خالص .. ليكى روقه .. بتدافعى عنه .. طب اصبرى بقا عليا
حسن : و لا انت عويل يالا و لا تقدر تعمل حاجه.
و هارون لم يكن ينقصه كلمات حسن المتحديه له ف بالأساس غيرته نار تحركه .
كور قبضة يده كى يسلم بها على وجه حسن الوسيم لكن صرخة غنوة : خلااااص.. كفايه يا هارون.. إيه هتضرب واحد في بيتك.
ذكيه .. بل مذهله… تستطيع اللعب و استغلال الظروف ملتفه الى أدق التفاصيل.
ف بالفعل كلمتها تلك كانت كفيله لأن يتراجع هارون عن لكم حسن الذى قال بغضب أكبر : مستنى ايه ما تضرب.
زجرته غنوة مردده بصوت يابس : جرى إيه يا حسن أنت عايزها مجزره هنا و لا ايه.
لكن و رغم خلو صوتها من اى نعومه او ميوعه لكن كل ذلك لم يرضى ذاك المتملك الغيور و نظر لها بغضب يردد من بين أسنانه : لا أتقصعى شويه كمان كده مش كفايه .. وايه يا حسن دى .. بتطقى إسمه ليه من الأساس .
لم تكن لتصدق ما تراه عيناها او تسمعه و لأى درجه قد وصل هو .
لكن حسن لم يسمح بهذه الفرصه او يعطيهم المساحه بل قطع عليهما كل ذلك حين ردد : غنوة .. أنا عايزك فى موضوع مهم.
تبا له .. الا يتعلم او حتى يتعظ .. لما يشعل ثورات ذلك البركان و هو بالأساس على وشك الانفجار و بجملته تلك فجره .
فنسى هارون أى شىء و كل شئ و انقض عليه كى يبرحع ضربا : غنوة ؟! غنوة ؟! إسمها ما يتنطقش تانى على لسانك انت سامع.
لكن حسن لا يقل عنه قوه و لياقه و تفادى الكثير من ضرباته و سدد له البعض فى مشاداه تحولت إلى شجار عنيف حاولت غنوة بإستماته فصله .
و هارون مازال يردد : غنوة و عايزك فى موضوع .. الأتنين فى نفس الجمله ؟ ده انت واخد حبوب شجاعه بقا.
جذبت غنوة هارون لعندها بأعجوبه و قالت : بسسسسسس.
كان هارون يتنفس بسرعه و غضب و هى تقول لحسن : قولى كنت عايز ايه و إيه جابك لهنا .
حسن : مش قبل ما اربيه و أعلمه الأدب .
تقدم هارون كى يلكمه مجددا: تربى مين ياض .. تربى مين ده انا..
قاطعته غنوة تحاول إنهاء تلك المهزله : قول يا حسن كنت ايه؟
تذكر حسن مهمته الأولى و الاهم من العراك مع ذاك التافه جدا من وجهة نظره فلمعت عيناه و هو ينظر لغنوة ثم قال : عايز عنوان بيت نغم .
بدأ هارون يستغرب نوعاً ما .. و غنوة صدمت لثوانى ثم تحدثت : ما أنت عارف.. دى رجعت ألمانيا .
تراقص الدمع في اعينه و قال بينما ينظر أرضا محاولا إخفاءه و إخفاء ضعفه المفضوح أمامهما : هسافر لها… هروح وراها إن شالله اروح الصين .. مش هسيبها يا غنوة… أنا.. أنا بحبها.. من يوم ما مشيت و أنا مش أنا.
نظرت له غنوة بضيق و غيرة ثم قالت : انت تعرف إن أنا مش طيقاك.
كام لا يزال ينظر أرضا لا يقوى على رفع عيناه بها خصوصاً بعد كلماتها تلك لكنه رد عليها : عارف … عارف إن نغم سافرت بسببى .
ردت عليه غنوة بضيق شديد : لولاك و لولا موقفك السلبى معاها و شخصيتك الضعيفه كان زمانها معايا دلوقتي .
حسن : عندك حق.. أنا غلطان و غلط كبير كمان .. بس صدقيني ناويت اصلحه .. أنا كلمت حد من صحابى يشوف لى فيزا و هبيع الى ورايا و الى قدامى و أسافر لها يمكن ده يعفر لى عندها شئ من الى عملته.
تراجع هارون عن غضبه و غيظه فى ظل كل ما سمعه للتو .. فقد اضحى من ظنه عدو ما هو إلا زميل .. كلهم واحد فى كار العشق .
حنى صوته قليلا و وجه حديثه لحسن : ولا… مش محتاج اى مساعده ؟ انا أعرف حد ممكن يخلص لك كل ح بسرعه.
لكن حسن سيظل حسن حيث رد عليه قائلا : كفى نفسك .
زم هارون شفتيه يحاول كظم غيظه ثم قال له : تصدق أنى غلطان و ابن كلب عشان فكرت أساعدك.
أوقفته غنوة بعدما بحثت فى هاتفها مطولا ثم قالت : أهو.. ده العنوان.
دونه حسن على هاتفه ثم قال لها : شكرا.
نظرت له غنوة بعدم تقبل ثم قالت : لو مش أد الخطوه دى الله يخليك بلاش تاخدها .. نغم مش ناقصه.
حسن و بعيناه إصرار شديد : مش هسيبها.. مهما يحصل يا غنوة .. نغم ليا أنا و بس .
هم كى ينصرف لكنها استوقفته مردده : أنت عرفت مكانى منين ؟
حسن : أهل الحارة كلهم تقريبا مالهمش سيره غيرك… سلام.
غادر سريعاً و غنوة تردد : يا مصيبتك يا غنوة اتفضحتى … عم صالح اتفضح وسط الحته كلها.
ألتفت لهارون كى تلقى على عاتقه كل التهم لكنها وجدته متيبس الوجه مظهره مخيف.
ثم قال بهدوء : ممكن افهم بقا فى ايه ؟
غنوة : زى ما سمعت..
هارون : قولت انطقى.
غنوة : انت كمان هتعلى صوتك عليا مش كفايه الى عملته … أنت ازاى يا بنى انت تعلم كده .
جذبها هارون من مرفقها و سار بها للداخل يردد : لااا ..ده انتى يظهر كده الادب مش نافع معاكى.. اتقضلى معايا بقا
كان يجرها خلفه و هى تتحرك بخطوات واسعه كى تجارى خطوات قدميه الواسعه رغما عنها حتى دلفا للداخل حيث كان كاظم يجلس مقابل أشجان.
و كانت الصدمه من حليف غنوة و حتى هارون حين وجد أشجان تجلس بجواره أرضا و هو يتحدث لها ز بيده صورة لشخص يحكى تقريباً لها قصته .
أشجان : لأ لأ يا اخويا لأ.. كفايه حاكم إن أنا دمعتى قريبه و مش بتحمل .. قطعت قلبى.
همست غنوة لهارون بذهول : هو فى ايه ؟
رد عليها هارون كذباً : ما أعرفش.. و مش مهم اعرف دلوقتي.. خلينا فيكى انتى يا هانم.. قدامى على فوق.
دفعها للأمام أكثر من مره يوجهها حيث غرفته الواسعه .
دفشها برفق للداخل ثم دلف هو الآخر و أغلق الباب من خلفه.
تراجعت خطوات للخلف تراه و هو يغلق الباب فتقول: إيه ؟ فى ايه ؟ أنت بتقفل الباب كده ليه ؟
كانت تتراجع للخلف بينما هو يتقدم منها بخطوات بطيئة مثيره حتى اقترب منها و بات كل منهما يتنفس انفاس الآخر .
أبتسم بإنتشاء و هو يشعر بتذبذب و توتر جسدها مما يدلل على تأثرها به .. بل تأثر شديد و ليس بعادى .
زاد من ضغطه عليها حين اقترب منها يلامس وجنتها اليسرى بشفتيه يمررهما عليها حتى وصل لأذنها ببطئ و إثاره ثم همس لها بنبره ساخنه : وحشتينى… إيه.. ما بتفهميش ؟ طب بلاش ، ما بتحسيش ؟
تلك اللحظات الفاصلة طوال طريق شفتيه من وجنتها لأذنها كانت كفيله لإذابة كل الجليد الذي حاولت التحفظ عليه ليكون سلاح رداع ضده و ضدها إذا لزم الأمر .
ذابت بين يديه و هو يشعر بإنصهارها الذى أثلج قلبه و أكد له كل ظنونه .
ضمها له و هو يردد : ليه بتبعدى و أنا عايز نقرب.. قولى ايه يريحك و أنا أعمله .
استمر فى همسه المثير بينما يده امتدت تفكك حجابها و يكمل : بس قولى أى حاجة ماتفرفنيش عنك .
ابتعد عنها ينظر لها نظره كامله بعدما حرر خصلاتها الغزيره يردد بوله : أنا مش هايب الموت .
كوب وجهها بين كفيه و أردف : و كنت يومياً بتعرض للقتل و لا مره فكرت أعين حراس .
أخذ نفس عميق و حرر وجهها يمد ذراعيه يضمها كلها لأحضانه و هو يهمس لجوار أذنها : بس دلوقتي غير.. كل حاجه فرقت لما دخلتى حياتى .
زاد من ضغط ذراعيه يضمها له و كأنه يطبعها على جسده يسحق عظامها : أنا عايز احافظ على حياتى على أد ما أقدر ،عايز اعيش كتير اوى ، عمر طويل .. عشان أعيشه معاكى .
كانت تتحرك طواعية بين ذاعيه يقلبها كيفما يريد و جسدها ينصاع لمالكه منفذاً.
إعلان غير مصرح لكنه الأقوى من نوعه .. لن يفيد ما سيردده اللسان منكراً .
هارون مالكها و مليكها و هى فقط تكابر .
أبتسم بخفه لشعوره بكل هذا و اقترب منها يقبلها و هو يبدأ فى فك أزرار قميصها و تتسللت يداه تدريجياً إلى مقدمة عنقها ثم إلى مقدمة نهديها.
___________ سوما العربي _____________
قبل قليل
كان كاظم يقترب من أشجان رويداً رويداً و هى تردد : إثبت مكانك لا تولع .
توقف على بعد أقل من خطوه يمد يده ناحية سرواله ف اتسعت عيناها بصدمه و ذهول تردد : أنت بتعمل ايه يا جدع أنت.. جرى لمخك حاجه و لا ايه ؟
لكنه كان مستمر و هى تصرخ: قسما بالله اصوت و ألم عليك الناس .
لتتفاجئ به يخرج هاتفه من سرواله يشهره فى وجهها على صورة إحداهن .
نظرت له بتذبذب ثم قالت : استغفر الله العظيم … شوف و أنا الى فكرتك….
بطرت باقى حديثها و هى ترى اختفاء العبث من عيناه و احتل مكانها سحابه من الحزن الصامت فرددت بخفوت : أنا مش عارفه آخرة دماغى القذره دى إيه… استغفر الله العظيم.
كان صمته غريب بالنسبة لها فنظرت له بتردد ثم سألت : مين دى ؟!
جاوبها على الفور بكلمه بحزن أكبر : دى تقى…. بنتى .
اتسعت عيناها بصدمه و ضربت على صدرها تردد : أنت عندك بت ، و عروسه كده إسم الله.
هز رأسه و هو ينظر عبر الهاتف لصورة تقى بينما يردد مؤكدا: أيوه … عندها عشرين سنه.
كانت تنظر له بذهول و ترقب فيما إلتف هو خارت قدماه فجلس أرضاً و مازال ينظر لصورة أبنته بحزن .
و أشجان تراقبه و هى لا تفقه شئ و تريد إشباع فضولها ، فتقدمت تجلس لجواره و بداخلها بعض من الشفقه ناحيته ثم سألت : و هى فين ياخويا.
جاوبها بصوت مهزوز : عايشه مع أمها.
أشجان: انتوا اتطلقتوا من كتير ؟
اغمض كاظم عيناه ثم جاوبها بعد أن زفر نفس عميق مثقل: من عشرين سنه بردو.
أشجان : هو انتو كده دايما ؟! ما بيعيشلكوش نسوان ؟!
نظر لها كاظم بطرف عينه ثم قال : هى الى ما تتعاشرش .
أشجان : شوف مين الى بيتكلم ؟!
كاظم : عندك حق.. أنا مافيش حاجه علمتنى الأدب غير رميتى فى السجن … هارون فاكرنى زعلان منه ، مايعرفش إن الود ودى أروح أبوس دماغه على عملته دى ، هى الى فوقتنى .
عاد لينظر أرضا بحزن ثم ردد : بس بعد فوات الأوان .. بعد ما كنت خسرت بنتى .
رغما عن أشجان تعاطفت معه و ظهرت طبيعتها التى لا تتخير عن سيدات حيها و بدأت تربط على كتفه و هى تردد : ليه بس بتقول كده كفا الله الشر ؟ هى جرى لها حاجه ؟
كاظم : اتجوزت غصب عنها.
شهقت أشجان سائله : أزاى و لا ليه ؟
كاظم : الى حازز فى نفسيتى إنها جت تستنجد بيا لأول مرة في حياتها و أنا خذلتها .
على الفور تشنج وجه اشجان و أبتعدت عنه لإنشات تردد فى وجهه بإمتعاض : إخص الله يخيبك .
زادت معالم الحزن على وجهه و هو ينظر لها بجانب عينه ثم عاود النظر لصورة تقى .
عضت أشجان باطن فمها من الداخل ثم قالت : طب هى اتجوزت مين ؟
رد كاظم بصوت مختنق : إلوريث .
أشجان : ايه ؟ وريث إيه ؟
عاد برأسه للخلف ثم قال بحزن : وريث إمبراطورية شديد … تسمعى عنها ؟
جعدت أشجان ما بين حاجبيها و هى تردد : بيتهيألى .
كاظم : ده يا ستى يبقى ضياء عاصم شديد .. إبن اخت طليقتى … و ابن خال تقى .
أشجان : طب ما حلو ده ، يبقى بيحبها
نظر لها كاظم بجانب عينه ثم ضحك مهموم و علق ساخرا : هههه و الله ضحكتينى ، لا بيطيقها و لا بتطيقه ، دول جوزوها له عشان يربطوه و يضمنوا رجوعه .
أشجان : إزاى الكلام ده ؟
تنهد كاظم ثم قال : كان بيتعلم برا و بعدها شبت فى العيشه هناك.. جت على هواه ، راح عشان ياخد الليسانس من هناك ، الأربع سنين بقوا عشره .
رمشت أشجان بأهدابها عدت مرات بتخبط ثم سألت : انت يا راجل انت عايز تجننى ؟! منين بقاله عشر سنين برا و منين اتجوزوا و امتى أصلا و بنتك كلها على بعضها عندها عشرين سنه ؟
كاظم : اتجوزوا من سنتين ، أبوه جوزها له بتوكيل منه و هو برا .
أدمعت عيناه و ردد بصوت مشروخ : مش هقدر انسى نظرتها ليا و الدموع فى عينيها و هى بتبص لى ، كانت مكسوره ، كانت بتبص لى تقولى الحقنى حتى لو على آخر لحظه بس انا ما عملتش أى حاجة، خذلتها ، لدرجة …. لدرجة إنها ماكنتش عايزانى أبقى وليها ، و طلبت جدها يكون و ليها مكانى .
أجهش فى بكاء مرير تراه أشجان لأول مرة و هو يكمل : إبن الكلب كسرها و رفض حتى يفتح فيديو يحضر كتب الكتاب و لا حتى يشوفها .
أشجان :لأ لأ يا اخويا لأ.. كفايه حاكم إن أنا دمعتى قريبه و مش بتحمل .. قطعت قلبى.
صمتت لثوانى ثم أكملت : بس ربك و الحق ماتواخذنيش يعنى … إنت غلطان .
رفع عيناه لها ثم أكمل : عارف و ماليش عين اتكلم… أنا حتى ماليش عين إشوفها ، بس.. بس هى طلعت أحسن منى و كانت بتيجى تزورنى فى السجن و المستشفى.
أشجان : بنت حلال و النبى… فيها الخير … بس أنت ماقولتليش يا خويا ، الوليه أمها مالهاش عين تشوف و تميز إن بنتها مش مياله للجوازه دى ؟! دول حتى بيقولوا البت سر أمها .
رد عليها كاظم بأسى : أمها ؟! ههههه ، دى خطتة عمرها و ما صدقت إن كل ده حصل .
لكزته أشجان فى كتفه و رددت : ما انت بردك غلطان ، إن ما كانش الأب هو الى ينجد بنته فى المواضيع إلى زى دى مين ينجدها ها ؟!
اسبل كاظم جفناه بتعب ثم قال : البت كانت داخله فى حوار كبير.. حوار كبير أوى .. و جوازها من ابن خالها هدى اللعب حبه.
أشجان : أنت بتتكلم بالألغاز كده ليه و .. صمتت فجأة حين استمتعت لصوت غنوة .
بالأعلى عند هارون و غنوة .
كانت بين يداه قطه نعمه تتسمح به و تطلب المزيد و هى مغمورة فى سيل قبلاته التى لم تتوقف .
لتنتبه فجأة مصدومه ، حين إنسدلت يداه على جلد بشرتها الغضه من صدرها إلى معدتها المسطحه .
لقد فكت أزرار قميصها و بقى مفتوح أمام ناظريه .
كارثه بكل المقاييس ، ابتعدت عنه مجفله تحرر نفسها منه لتدرك هيئتها المزريه .
لقد فُك حجابها و إنسدلت خصلاتها حتى تشعثت حول وجهها و عنقها و انخلع عنها المعطف و بقت بقميصها الذى لم يسلم من العبث و فتحت كل إزراره أمام عيناه الجائعه المتلهفه .
لتنتفض مذعوره تحاول لملمة مشاعرها المبعثره و هيئتها المزريه تغلق ملابسها بسرعه و عدم ترتيب .
و هارون يدرك موقفها يحاول إعادتها لما كانا عليه فيردد بلهفه : رايحه فين .
جاوبته بخوف و تخبط : أوعى يا هارون سيبنى .
لكنه تمسك بها و قال : مش هسيبك ،أنتى مراتى ، تعالى نكتب الكتاب و نتجوز .. انا بحبك يا غنوة.
لكنها كانت ما تزال تحاول لملمة شعرها بأناملها المرتعشه : انا لأ .
وثب سريعاً يقف أمامها بصدره العارى لتنتابها القشعريرة فى كل جسدها خصوصاً حين ردد : انتى كدابه يا غنوة… أنتى بتحبينى و أنا عارف .. أنتى ما شوفتيش كنتى ازاى بين ايديا.. ما شوفتيش لهفتك عليا ، انتى منى يا غنوة و أنا منك.
اخذت تهز رأسها بتوتر و خوف ، مصدومه من فداحة فعلتها و زاد عليها هو حين واجهها بالحقيقة فعلاً و قولا.
مما جعلها تفر هاربه سريعاً تهبط الدرج متخبطه فى الجدارن و هو يركض خلفها يحاول اللحاق بها حتى قبض على عضدها يجذها منه : إنتى ليه بتعملى كده ؟! إيه اتخضينى من نفسك ؟! و إنك أنتى عايزانى و بتكابرى ، عايزه قلب أبوكى ؟ تعالى و عيشى جنبه .
كانت بحاله مزريه جدا تردد بلا تركيز : أنا مش عايزاك و مش بحبك و يوم ما أفكر اتجوز مش هتجوز واحد زيك .. أنا مش ناسيه كل الى قولته عنى ، و إلى حصل ده غلط … غلط كبير أوى.. انا أستحق العقاب عليه.
شدد عليها يردد : أهدى.. أهدى و بلاش فى لحظة عصبيه تقولى كلام كله غلط .
لكنها صرخت فيه و قالت : إسمع .. اوعى تكون فاكر أنك هتكسر عينى عشان لحظة ضعف ، انا همشى من هنا حالا .. بلاش خيالك و غرورك يصورا لك حاجات مش حقيقيه .. أنت ولا حاجة أصلاً و لا حاجة و يوم ما إتجوز هتجوز واحد يليق بيا .
تفاقم الغضب بداخله و ردد : تتجوزى ؟ انتى عقلك فى مخك و انتى بتقولى الكلام ده ؟
غنوة : أيوه.. و مش بعيد اعزمك على الفرح و لا اقولك.. أنا هخليك وليي ، ما انت بقلب أبويا بقا .
انتهى الحديث العادى و الصبر كله و تقدم منها يردد بتهديد واضح : إلى قوليته ده أنا هحاول أعمل نفسى ماسمعتوش لمصلحتك و عشان ده يحصل إطلعى دلوقتي على اوضتنا أحسن.
و هل هى مجنونه كى تعود بنفسها ، و هى التى كلما تذكرت ما فعلت رغبة بدفن نفسها حيه .
نزعت ذراعها من قبضته القويه و همت كى تتحرك مغادره لكنه استوقفها بقوه أكبر يردد : انا سكت لك كتير و عديت كتير بردو بس لو خرجتى دلوقتي من الباب ده أنا مش عارف أنا ممكن أعمل ايه ،بلاش تعادى هارون الصواف ، ف بكل هدوء ارجعى اوضتنا و خلينا نتفاهم.
اخذت تهز رأسها بطريقه هستيريه أظهرت ضعفها الشديد بحضرته و التى لم تستطع إخفائها عنه كثيرا مما زاد من فرحته و إصراره على محاولة التفاهم معها .
أقترب منها يفتح لها أحضانه مرددا : بلاش مكابره يا غنوة إنتى عايزانى و الله ما مصبرنى على قلة أدبك و ظفارة لسانك غير كده .
ما أن تلامس صدره العارى مع جسدها حتى انتفض جسدها نتيجه لإشعار تلقاه من عقلها ينذرها ألا تفعل فهى بحضرته راضخه بالفعل .
دفشته بقوه ليبتعد عنها و فرت تهبط الدرج سريعاً هاربه و أشجان تهرول خلفها تحاول فهم ما حدث.
بينما هارون يردد متوعدا : لو خرجتى من باب البيت مش هيحصل خير .
لكنها لم تستمع له ترى أنها لو بقت لن يحدث خير أيضاً ، لذا أسرعت مغادره و أشجان خلفها تستوقف أول سيارة أجرى و تصعد فيها مع أشجان التى تريد الاستفسار عن ما جرى .
____________ سوما العربي _______________
تقدم ماجد يصعد الدرج بسرعه رهيبه و هو يستمع لصوت إستنجادها الصارخ الذى توقف فجأة مما زاد من رعبه عليها.
دفش الباب بقدمه و تقدم ليصدم بفلاديمر المسجى أرضاً و هنالك شق برأسه تسيل منه الدماء .
رفع أنظاره بلهفه ليبصر حبيبته تحمل بيدها شمعدان من النحاس و صدرها ينتفض من تسارع وتيرة نبضاتها و أنفاسها المتلاحقة.
اقترب منها كى يضمها له مشتاق قبل أن يكن إطمئنان و هو يردد : حبيبتى فيروز .. أخيراً رجعتى لحضنى تانى .
سكنت في أحضانه لثواني لا تعرف هل بسبب رعبها مما حدث منذ قليل ام إنه الإشتياق ، لا تعلم أو … لا تريد أن تعلم.
لكنها دفعته بعيداً عنها متجنبه عن عمد النظر داخل عيناه بعيناها ، مانعه الإلتقائهما كعقاب بسيط.
حاول جذبها مره اخرى يقول : حقك تزعلى منى ممكن لما نرجع مصر تعملى كل الى أنتى عايزاه بس نطلع من المصيبه دى .. إنتى عملتى فيه إيه ؟
قالها مشيراً إلى جسد فلاديمير الملقى أرضاً.
أنتظر إجابتها التى لم تكن لتخرج ، فيروز خصامها صعب جدا ، أصعب حتى مما يتخيله هو.
قطع كل ذلك صوت تأوه فلاديمير الذى بدأ يقف بتخبط بمساعدة من رجاله .
انتاب الخوف فيروز من جديد فيما صلب فلاديمير طوله بصعوبه يضع كفه موضع جرحه مرددا : أااااه … جيد … جيد جدا صغيرتى .. فقد كنت ثمل … أاااه لكن يبدو يدك ثقيله قليلا ؟! أرجو أن يقل ثقلها فى المستقبل ، لكن لا بأس ، عمل جيد.. جيد جدا … أاااه … أوه لقد حضر صهرى العزيز .
قال جملته الأخيرة و هو يبصر ماجد يقف أمامه بجوار فيروز .
ليتحدث من جديد : جيد أيضاً ، الآن نستطيع إنهاء كل مراسم الزواج .
إجتاح الغضب جسد ماجد كله لكنه حاول السيطره عليه و ان يتمسك بالصبر و الحكمه ريثما يستطيع الفرار بحبيبته من هنا على الأقل ، لذا اغتصب إبتسامة عريضه على شفتيه و ردد : لكن أعتقد أن لنا حديث طويل أولا سيد فلاديمير .
فلاديمير بأعين تلمع بالغموض : و أنا أيضاً اعتقد ذلك صهرى العزيز و لكن ، يخيل لى أن الحديث لن يكن بغرفة زوجتى ،أليس كذلك ؟
صك ماجد أسنانه فى الخفاء ثم قال مبتسماً : نعم.
فلاديمير : إذا .. عمت مساء الآن و فى الصباح لنا لقاء آخر.
قالها و هو يشير إليه للخارج كى يتقدم معه فسارا سويا و خلفهما رجال فلاديمير الذى التف برقبته يقول لفيروز : أغلقى عليكى الباب جيدا حلوتى .
ما أن غادر الجميع حتى ارتمت بثقلها على الفراش لا تعلم ماذا سيحدث معها ، لكن الشيء الأكيد هو أن خلاصها مع ماجد على الأقل سيعيدها إلى بلادها و هناك تستطيع التصرف على عكس التواجد ببلد غريبه كليا مع رجل العصابات هذا .
صباح يوم جديد على الجميع .
فى حى الغوريه
تقدمت أشجان و هى تحمل فى يدها صينيه مستديرة عليها كوبين من مشروب الشاى بالحليب لجواهما بعض المخبوزات المصنوعة من السمن البلدي.
وضعتها أرضاً لجوارهما فى الشرفه ثم جلست لجوارها تنظر على الماره ثم تنهدت تنظر لها مردده : بردو مش هتقوليلى حصل إيه ؟
اسبلت غنوة جفناها ثم قالت : مش كل حاجه ينفع تتحكى .
أشجان: يا بنتى انا بقالى ٣ أيام من ساعة ما خرجنا من عند الى ما يتمسى و أنا عماله أسألك مش بتردى .
ألتفت غنوة تنظر لها بحزن و كادت أن تتحدث لولا رنين هاتفها يعلن عن وصول رساله جديده فتحتها ليتحول وجهها من الهدوء للغضب .
فسألت أشجان : فى إيه ؟
غنوة : أمممم .. بدأ اللعب القذر أهو .
جعدت أشجان ما بين حاجبيه و سألت : لعب ايه يا بت و من مين.
لكن انتفضت كل منهما على صوت صراخ قادم من أحد البيوت .
أشجان: يا ندامتى.. ده صوت الوليه ام حسن … تعالى نروح نشوف فى ايه .
____________ سوما العربي ____________
فى قصر فخم و كبير أستيقظت تلك الصغيره على صوت رنين هاتفها.
أزاحت شرشرف السرير من على وجهها وجاوبت على الهاتف بخمول : ألو.
أتاها الرد من صوت انثوى غاضب : انتى لسه نايمه يا تقى هانم ، اصحى كده و فوقيلى ما أنا مش هيتحرق دمى لوحدى.
استقامت تقى بنصف جلسه على الفراش ثم قالت: إيه الى حصل على الصبح يا نادين.
نادين : إلى حصل يا بارده إن سيادتك نايمه و أنا عماله اتعارك مكانك.
هزت تقى رأسها باستغراب و قالت : عشانى أنا؟! مع مين ؟! و لا ليه اصلا ؟
نادين : مع باقى شلة النادى بسبب صور البيه إلى المفروض أنه جوزك .. منزل صورة ليه وسط مليطة حريم فى أسبانيا و كام واحده بقا نزلوا تريقه على جروب الواتساب.. انتى مش فاتحه و لا ايه .
ردت تقى بكلمه واحده : و مش هفتح … سلام يا نادين.
أغلقت الهاتف فى وجه نادين التى مازالت تصرخ فى وجهها و نظرت أمامها بأعين بارده او إصبحت تتقن البرود.
لتستقم بعدها واقفه تستعد لتبديل ملابسها .
بينما فى نفس القصر لكن بلأسفل حيث غرفة مكتب الجد جلس على مكتبه و بجواره إبنه الكبير يصرخون فى وجه حفيد تلك العائله عبر شاشة الكمبيوتر : مش هتتلم بقا .. و على الملأ يا وسخ .. طب راعى شعور مراتك … ده انت متجوز قمر .
ليجيب ضياء ببرود شديد : قمر ؟! ضحكتنى و الله يا جدى .. هههه هى تقى العجله ام حبوب شباب و شعر متنتف قمر.. دى بشعه.. حتى عشان كده مش حاطه ولا صوره ليها على اى تطبيق حتى الانتسجرام .
الجد : ده لما كانت عيله صغيره .. دلوقتي كبرت و أحلوت اوى.. انت بقالك عشر سنين ما شوفتهاش… أنت مسافر و هى لسه عيله و من يومها ماشوفتهاش .
ضياء بنفاذ صبر : جدى لو سمحت .. انا خلاص عملت الى طلبتوه مقابل الى أنا عايزه فخلاص ماحدش بقا كل شويه يقعد يعمل كده و تضايقونى .. و أه انا الى مش عايز أشوفها.. انا لازم أقفل دلوقتي عندى شغل … سلام.
اغلق هو المكالمه من جهته لينظر الجد ناحية ابنه ثم يقول : شكلنا غلطنا غلطة عمرنا يا عاصم .
قطع كل ذلك دقات خفيفه على الباب و بعدها دلفت تقى بجمالها الهادئ و شعرها الطويل يتحدى حديث ضياء عنها بتحدى سافر فتلك الطفله الصغيره هى الآن على النقيض تماماً بتلك الأنسه الحسناء … بشرتها بيضاء لامعه و وجنتيها منتفخة و قوام ممتلئ بمنحنيات مثيره يبرزه تناسق ملابسها العصريه .
أبتسم لها الجد و قال : تعالى يا تقى يا حبيبتي .
تقدمت بهدوء ثم قالت : جدو انا عايزه اتطلق.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شط بحر الهوى)