رواية شط بحر الهوى الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث والثلاثون
رواية شط بحر الهوى البارت الثالث والثلاثون
رواية شط بحر الهوى الحلقة الثالثة والثلاثون
كان ينظر لها بصدمه ممزوجة بالإستهجان و الإستنكار ، عما تتحدث و عن من ، و ذا الذى قتل والدها .
من أين او حتى منذ متى يعرفه ؟! هو لا علاقه له به من قريب او بعيد.
و تقول انه قتله ؟! فعل الصح و الخطأ لكن بعمره لم يقترف تلك العمله ، ان يقتل شخص ؟! ينهى حياته ؟! كيف له ذلك؟! لا يستطيع .. بل مستحيل .
هو متأكد من ذلك بشده لكن ؛
نظرة القوه و الغضب التى تصرخ دون صوت من عيناها تؤكد إنها الأخرى متأكدة.
يكاد يجزم أنه يرى النيران مشتعله بعيناها تود الفتك به حيا… رغم خيانة جسدها لكل ذلك يشعر به يهفو إليه يميل ناحيته أحياناً كأنها تود إحتضانه.
كانت هذه حالتها حتى لو أنكرت بشده ، عقلها يصرخ غيظا و قلبها ملتاع يطلب الراحه بأن تلتحم به و يخبئها عن العالم .
هز رأسه بعدم إستيعاب و سأل : قتل إيه ده الى بتتكلمى عنه ، أنا أصلاً ماعرفش أبوكى و لا عمرى شوفته ، ده غير انى مستحيل أقتل.
اهتزت شفتها العليا بنفور و قالت : طبعاً.. أنت ماتوسخش إيدك أبدا .
صرخ فيها بنفاذ صبر : أنا بتكلم جد .. أنا عمرى ما اقتل أبدا … ماعرفش أبوكى أصلا هقتله ليه ؟! ده انا ما عملتهاش مع مختار الى بينافسنى و كان يجبنى تحت عشان ابقى تحت رحمته و لا مع أى حد فى بينا منافسات شغل بملايين ، أقوم أعملها مع راجل زبال م…..
قطع حديثه يعض لسانه و يغمض عيناه مما تفوه به لحظة تهور و غضب .
إبتسمت بألم ساخره ثم أكملت : سكت ليه ما تكمل ، راجل زبال مش لاقى ياكل مش ده قصدك ؟!
احتقن بقلبه ألم لأجلها فقد جرحها بكلامه و ردد بتروى يعتذر : غنوة أنا مش قصدى ما تزعليش أنا بس ..
قاطعته مجددا و قالت : بس إيه ؟! و ما أزعلش على إيه ؟ هو انت قولت حاجه غلط ؟ فيها شتيمه يعنى ؟!
هزت كتفيها و قالت بحيادية و تقبل شديد : ما أنا أبويا فعلاً كان بيشتغل فى البلديه ، زبال يعنى ، و كان فعلاً مش لاقى ياكل ، و بيصرف على تعليمى بالعافيه و كان بيستخسر فى نفسه الدوا عشان أجيب كتب ، طب أقولك بقا التقيله ؟
كان يستمع لها و الدموع بدأت تتكون فى عيناه ، كأنه يبكي بدلا عن حبيبته مادامت تتكبر على البكاء ، يهز رأسه إيجاباً على سؤالها فتسقطت على وجنته دمعه ثقيله .
أغمضت عيناها و كأنها تحلم حلم جميل ، لكن صدمته حين رددت بحالتها تلك : أمى ، سابتنى و أنا حتت لحمه حمرا عشان أبويا مش قادر يعيشها و رجعت لأهلها تانى و خلعته ، و من يومها و المرض ركبه و مع العمر كان بيزيد .
لو كان أحدهم غرس سكين بقلبه الآن لكان وقعه سيكون أقل ألما مما إستمع له ، مازال يدمع هو عوضاً عنها و هى تكمل : طب تعرف أنى كنت بتنقل من البيت ده للبيت ده طول اليوم لحد ما أبويا يخلص شغله و ياما سمعت كلام وحش ، ماهو بردو الناس بتتحمل قرف عيالهم عشان هما عيالهم ، لكن يتحملوا قرف عيله لا بنتهم و لا من دمهم ليه ؟! معذروين بردو … هههه إذا كانت أمى نفسها رمتنى .
أغمض عيناه بألم لا يستطيع التحكم في دموعها ألما عليها و بدأ هو يردد : أنا أسف.. أسف على كل يوم وحش عشتيه …. أنا هعوضك عن كل يوم وحش عدى عليكى و أنتى مش معايا .
مسحت أنفها و عينها سريعاً تمنع نفسها من الإنخراط فى البكاء و قالت بجمود : فى الجنه إن شاء الله يا روح قلبى .
هارون : طب مش قبل ما تقتلينى تعرفينى أنا عملت ايه في أبوكى ؟! حتى أعتبريها امنية ما قبل الموت .
اخذت نفس عميق تنظر لأعلى تتصنع التفكير ثم قالت : يا برئ يا غلبان يا مظلوم ، عاش يا فنان … إنزال بقا من على المسرح ، خلاص الجمهور سقف.
صبره ينفذ كل فتره و يحاول بالفعل تجديده لكن هذه المره فشل و ظهر غضبه على صوته حين ردد : أنا مطول بالى و مش عايز اتعصب من الصبح ، أوعى تكونى مفكره ان البتاع الى مكلبشانى فيه ده مانعنى او مخوفنى ، ده حظاظه فضى يا ماما ، أنا إلى متعمد اطول بالى و استحملك .
غنوة : لسه فيك حيل تكابر يا هارون .. لأ عاش .
انخفض معدل غضبه قليلا و أبتسم يردد : شوفتى … إسمى لسه بيطلع منك حلو ازاى … هو انا مطول بالى عليكى من فراغ يعنى .. انتى منى و أنا منك.
لكن غنوة أشاحت بوجهها بعيداً كأنها تتحاشى حديثه كى لا يخترق فؤادها بالصميم .
فتحدث مجددا بلهفه : طب كملى و قوليلى أنا قتلت أبوكى إزاى لانى فعلا مش عارف و عايز اعرف .. شكلك موجوعه و بتتكلمى بجد و فى حاجه زى كده حصلت فعلاً .
التفت تنظر له بغل و رددت بغيظ : ما تبطل بقا.. بطل تمثيل بقااا.. أنت فاكرنى مصدقه كوكتيل الحنيه بتاعك ده .
اقتربت منه أكثر تهمس امام وجهه من بين أنيابها : عامل نفسك برئ مش عارف ، عنيا … أعرفك يا نن عين غنوة من جوا… تحب تسمع من أول فين ،من أول تعب أبويا ؟ و لا من أول جلسات غسيل الكلى و الطوابير إلى تقصف العمر لوحدها و تجيب المرض و لا من العمليه إلى ماكنش عارف يعملها عشان الفلوس و بعد فتره أصلاً مابقتش نافعه لأن الكبد كان باظ خالص و هو فضل عايش على الغسيل ؟ و لا لأ لأ.. كل دى صعبانيات متعبه و انت صراحه مالكش دخل بيها .. ده أمر الله.
هز رأسه مؤكدا بشده لتومئ هى الاخرى برأسها مؤكده ثم أكلمت تردد : بس ربنا ما قالش ابدا إننا نقتل حد عشان إحنا نعيش .. و نقول ماهو كده كده جسمه خربان و كان هيموت.
صدم هارون و ردد : أنا ما عملتش كده .
التفت تنظر له و قالت : من خمس سنين الساعه ١٢ و نص الضهر كان عندى امتحان ميد ترم ، روحت عشان امتحن و اضطريت اسيب ابويا يحضر الجلسه لوحده ، فى نفس اليوم و الوقت ده ابن وزير كبير فى البلد عمل حادثه خطيره و طبعاً الناس على الطريق مش عارفين ده مين و لا إبن مين فطلبوا إسعاف مستشفى حكومه ، و الإسعاف جت و أخدت الشاب و طيران على المستشفى ، و هما بيدوروا معاه على أي حاجه توصل لهويته أو أهله اتصدموا إنه ابن وزير .. و اتصلوا بأهله … جم أهله الاغنيه صحاب البلد يجروا بسرعه و بعد كام ساعه كان لازمه عملية نقل قلب .
كان يستمع لها مصدوم يراقب تعابير وجهها و هى تسرد أحداث ليست بجديده عليه .
ضرب كفيها ببعض و هى تكمل بمرح يخفى سخريه من شدة الألم : يعملوا إيه يعملوا إيه ؟ ده إبن الوزير هيموت و لازمه قلب حالا ، و لو مات مش بعيد ابوه هيشمع لهم المستشفى و لا يشطب إسم كل واحد فيهم من النقابه ما هى بلد الى خلفوه بقا ، ففكروا بسرعه و كان مافيش غير حل واحد … إنهم يشوفوا له قلب يناسبه .. بس ده مش سهل أبدا .. قام دكتور محترم و بيخاف ربنا و ذو خلق قالك نشوف حد ناخد قلبه بسرعه مافيش وقت المرضى هنا في المستشفى أكتر من الهم على القلب ، فضلوا يدوروا و يدورا ، بس كل واحد كان بيكون فيه على ، لحد ما لاقوا الحاج صالح و قالك باااااااس.. ده راجل مخوخ و أيامه معدوده كده كده .. و لو مات و لا راح فى داهيه ماحدش هياخد باله أصلاً .
أدمعت عيناها تقول بغصه مؤلمه : أصل إيه يعنى ، هيروح و لا حدش هيحس بيه .
كان جسده مثل الثلج و هو يستمع لما تقوله ، يقطر قلبه دما عليها خصوصاً و هى تكمل بصوت مختنق متحشرح تستخدم كفيهل فى الشرح : تخيل ، أخدوه و كان صاحى مشى معاهم و دخلوه اوضه عمليات ، خدروه و فتحوا قلبه .. فتحوا قلبه من غير رحمه و خلعوه منه .. عشان إبن الوزير ياخده و يعيش ، ما حسوش بأى ندم و لا للحظه ، أنا.. أنا.. أنا كل ما أتخيل.. طب..طب تصور أنت كده.. تاخد واحد.. بنى آدم.. حى يرزق .. تسوقه معاك و أنت خادعه و هو يا قلبى طيب و مش مدى خوانه و تخدره و تفتح صدره بمشرط و تدب إيدك فى قلبه تغرسها فى وسط دمه و شرايينه و تخلع قلبه تاخده عشان و تديه لواحد تانى ، عشان شايف إنه راجل كبير و كده و لا كده كان هيموت و إبن الوزير هو الى يستاهل يعيش.
أطبق عيناه بقوه يكبى… الآن فقط فهم كل شيء .. و هى انهارت باكيه .. تبكى بكاء متواصل.
بعد مدة ليست قليلة حاولت التوقف عن البكاء تتحدث بشرود و ألم : مات و ماحدش حس.. اتصلوا بيا قالو لى تعالى أستلمى أبوكى.. بين ساعه و التانيه بقيت لوحدى فى الدنيا ، لا أم و لا حتى أب … ما كنوش حتى خايفين و عارفين إن ماحدش لا هيحس بيه و لا بيا.
نظرت له بأعين ضائعه ضعيفه و قالت : عارف.. أنا نفسى مستغربه.. أزاى ؟! ابويا مات و الدنيا مشيت.. بعد ما دفنته و خرجت من المقابر كنت ببص على الدنيا حواليا زى المجنونه و أنا شايفه الشمس طالعه عادى و الناس رايحه جايه على شغلها و مصالحها عادى .. كنت بسأل نفسى و أنا فعلاً مستغربه ، إزاى الكون مكمل و لا حاجة أتغيرت .. ده انا أبويا مات .. عم صالح مات .. إزاى ماحدش حس و لا الأرض اتزلزلت… كل ده و أنا فاهمه كمان إنه مات موتت ربنا .. ماكنتش اعرف لسه.
هارون : و عرفتى منين ؟
كادت أن تجيبه لولا صوت من الخارج جذب انتباهها ، ينبئها أن أحدهم أصبح يتشارك معهما الشقه و قد دلف إليها .
وقفت سريعاً منتصبه بعدما كانت جالسه أرضا على الارض بجوار السرير.
مسحت دموعها بكفيها سريعاً لترى من هنا .
________ سوما العربي ________
طوال مدة قيادته للسيارة و هو يحاول الاتصال على نفس الرقم لكنه مغلق.
ضرب بقبضته عدة مرات على مقود السيارة فشعور العجز يخنقه.. لكنه لن يكل و لن يمل … بل لن يجلس مكتوف اليدين ينتظر.
أمام عقار من طابقين فى أحد أحياء المنيل توقف بسيارته و ترجل منه سريعاً يدلف للداخل حيث حديقه متوسطة الحجم لبيت عتيق لكنه جميل و مريح ، دق جرس الباب لتظهر له سيده بسيطه لكنها أنيقة رددت بلباقة : Bonjour
إبتسم لها بصعوبه و قال : بنچور مدام .. ممكن أقابل مهند لو سمحتى .
إبتسمت بلطف و قالت : اها.. إتفضل إتفضل.
دلفت للداخل و هو معها تهتف مناديه أبنها : مهند .. مهند .
صدر صوت من الداخل يردد :Oui Maman.
خرج سريعاً ليرى من هنا ، صدم كليا و تخشب جسده و هو يرى ماجد الدهبى هو الماثل أمامه .
حمحم باضطراب و قال : ماجد … أهلا أهلا وسهلا .. إتفضل.
ضغط بيده على نظارته و ردد : إحمم .. تعالى معايا جوا أحسن.
أبتسم ماجد إبتسامة عابثه تحوى فى طياتها التهديد خصوصاً حينما قال : ليه جوا فى أوضتك أنا بقترح كافيه لاتيه فى التراس مع طنط .
ألتفت له تلك السيدة و إبتسمت معجبه بذوقه مثنيه عليه : إقتراح هايل ، فعلاً الجو النهاردة تحفه.
سارع مهند بالحديث يقول : لأ لأ.. هو هييجى معايا جوا … تعالى يا ماجد يا حبيبي تعالى .
جذب ذراعه بعنف يجره لداخل غرفته و يغلق الباب غير مبالى بهتاف والدته المعترضه .
أغلق الباب و جذب ماجد من ياقة قميصه يرد من بين أسنانه بطريقة سوقيه : هى حصلت ياد.. جايلى لحد بيتى … إيه .. فاكرنى هخاف من الدكن ده.. لأ يابا.. ده انت شكلك رافع ستر و العمليه مشعشعه ، بس شكلها جالت منك و الحته طلعت فستك ، مش أنا الى يتحط عليه خلى بالك.
بكل برود و ثقه تحدث ماجد : شششش … وطى صوتك يا مهند يا حبيبي .. و لا انت يعنى عايزنى أعلى صوتى و أعرف سيدة المعادى إلى برا دى حقيقة إبنها .. طب إنت يرضيك.. يرضيك تبقى عايشه على إن ابنها إسمه مهند و هو أصلا بيتقاله يا “دونجل ” .
صك دونجل أسنانه و قال : ولااا.
لكن ماجد لم يصمت و أكمل : و لا تخيل لما تتصدم بالباقي.
دونجل : ماااجد.
ماجد : بقا من قدرك مفهما انك موظف في بنك و أنت أصلا ضارب شهادة بكالوريوس التجاره بعد ما سبتها و روحت حاسبات ، قولى أنت هيحصل لها ايه لما تعرف إن أبنها عايش عيشه برا و معاها فى بيتها مفهمها حاجه تانيه .. دى تجيلها جلطه فيها.
دونجل : انت جاى تهددنى يالااا…
ماجد : إستغفر الله… أنا بس صعبان عليا امك
دونجل : ولا .. سكة و طريق كده قول عايز ايه .. بس تعالى لى دوغرى و على السخان عشان هابئ عليا حوار و فيه كام بلبل حلوين و أنا النحتايه دى تلزمنى.
مط ماجد شفتيه و قال ساخراً : هابئ و بلبل و نحتايه.. تؤتؤتؤ.. كلمات مش مناسبه خالص لعفش بيتكوا ، و لا وى ماما إلى كانت من شويه.
دونجل : دى داخليات مالكش خلطه بيها ، ماتبقاش بكت و قول جاى فى ايه أنا مش فايق لك.
ماجد : ما انت عارف ، بكلمك من الصبح و انت ناطر إيدك
دونجل : أنت عايز تغرزنى وسط شغل مافيا و تهريب و تقولى ناطر إيدك.
ماجد : مش عاملى فيها الهاكينج الجامد ، ما تورينا أماره يا قمور .
دونجل : و اهكر حساب أى حد ، لكن مافيا و قتل و سلاح ، لأ ، برا عنى .
نفد الصبر هو من البدايه قد اطال باله كثيرا ، انقض عليه يقبض على ثيابه و قال : انت دلوقتي لو ما عملتش الى بقوله و جبت المعلومات إلى أنا عايزها ، إحنا الاتنين هننقل الست الوالده لجهاز رسم القلب ، أصلها هتحتاجه بعد ما تعرف حياتك عايشها أزاى.
دونجل : أنت بتهددنى يا أبن الدهبى ؟؟
القاه ماجد من بين يديه بعنف و حاول أن يهدأ يسحب نفس عميق ثم حدثه بألم و خوف شديد : يا دونجل أنا فى مصيبه كبيره ، الناس دى خاطفه أختى و عايز أى حاجة توصلنى ليها مش هستنى لما هو يكلمنى لازم ابقا سابق و بأكتر من خطوة كمان .
رمش دونجل بأهدابه حرجاً و قال : أحمم.. طب مش تقول كده من البدايه.. كله إلا الولايا.
ماجد : أصيل يا دونجل.
اعتدل دونجل من على ارصية الغرفه و قال له : نجيب أمه ، بس اما ترجعها أمانه عليك تجوزهالى .
صرخ فيه ماجد بغيره : ولاااا … هى هبت منك على المسا و لا إيه ؟
دونجل : و فيها إيه يا كبير ، أنا طالب حلال ربنا.
مد يده يقبل يد ماجد قائلا برجاء : أبوس ايدك يا شيخ ،أمانه عليك تجوزهالى .. ده انا من ساعة ما شوفتها و هى معششه جوا نفوخى مش عايزه تطلع.
إحتدت أعين ماجد و صرخ فيه بغضب : أخرس بقولك.
دونجل : خساره فيا يعنى ؟ فكر بس .. حياة الغاليين عليك يا شيخ لأحسن دى مجننه دماغ أمى بعيونها الرهيبه دى .. فكر بس .. فكر.
أغمض ماجد عيناه بقوه يخفى رغبته الواضحه فى قتل ذلك الماثل و هو يجلس بكل أريحيه يتغزل فى جمال حبيبته و على ما يبدو انه عاشق سرى لها من فتره و هو لا يعلم.
تنهد على مهل فهدف التوصل لأى شئ يوصله بها هو الأهم الآن .
لذا أبتسم بسماجه و قال : ربنا يسهل.. هبقى أفكر.. بس نرجعها الأول.. هاا مش يالا بقا تساعدنى نرجعها .. أقله تبقى ثبت أماره تخلينى اختارك انت.
دونجل : لأ أوام أهو.. دى هتبقى المودام حتى .
صك ماجد أسنانه فى الخفاء يتمنى الوصول إلى حبيبته سريعاً و من ثم يفكر في أكثر الطرق بشاعه للتخلص من ذلك الذى نظر لفيروزته بإعجاب..
و بهمه منقطعة النظير بدأ دونجل أو “مهند” فى محاولة الايقاع بتلك الشبكه.
__________ سوما العربي _____________
وقف على باب الغرفه التى تركها بها بغضب يحاول كظمه .. رأسه مضمدة بلفافه من الشاش الابيض بعدما داواه الطبيب من ضربتها الشديدة له .
لا يصدق ما حدث معه حقا ، لن يستطيع تمرير الموقف حقا ، على الأقل لحفظ هيبته أمام رجاله .
و أيضاً لتفريغ غضبه و كى لا تكررها ثانيه ، لابد من رد فعل قوى يشفى غله و غيظه .
فتح الباب و خرجت تلك السيدة الاربعينيه فقال لها : هل انتهت ؟
السيده : نعم سيدى ؟
فلاديمير : إذا لما لم تخرج .
السيده : أنها أتيه خلفى .
فلاديمير : إذا إذهبى أنتى.
غادرت سريعاً تنفذ الامر و هو بقى مكانه يقف يرفع رأسه بغضب و نفور ينوى تلقينها درساً قاسياً .
فتح الباب من جديد لتتباطئ به اللحظات ، تتسع عيناه انبهارا شيئاً فشيئا و هو يراها تخرج من الغرفه بذلك الفستان المرصع بفصوص من الماس فضى اللون يحاكى لون عيناها الآسره.
تتقدم ، لا بل تتبختر فى هدوء و ثقه ، يبدو جلياً بوضوح أنها تعلم قيمة نفسها و درجة جمالها متأكده أنها أكثر بكثير من المقبول بل هى جيد مرتفع.
بحث بداخله عن ذلك الذى اقسم بأغلظ الإيمان أن يعنفها بقسوه على فعلتها لكنه لم يجده .. على ما يبدو قد ذهب مع الريح.
و بقى أسير جمالها يتحدث داخلياً : اووه بربك فلاديمير .. كيف تُعنف هذه ؟! إنها ڤينوس بجمالها المتفرد .. نحن رجال عصابات لكن نسائنا مدللات لا حرج عليك فى ذلك يا رجل .
إقترب منها و قد صرف نظر تماماً عن تأديبها ، بالأساس لن يطاوعه قلبه خصوصا بعد كل هذا الجمال الذى يراه .
بينما هى تنظر له بريبه و ترقب بعد ما صنعت به تدعو أن تأتى العواقب سليمه.
ارتجفت بخوف و هى تراه يمد يده كى يقترب و يملس يديها.
شعر بها فنظر لها بوله و هو يتحسس كفيها بين كفيه : شششششش … لا تخافى ڤينوس.
جعدت ما بين حاجبيها و قالت : فيروز.. إسمى فيروز .
أخذ نفس عميق ثم قال : ده قديم ، قبل ما أقابلك حد غيرى سماه ليكى ، لكن أنا قررت أن أسميكى من أول و جديد .
نظرت له بتقبل و بداخلها تصرخ بجنون : يا روح النونه … عبيط ده و لا ايه ؟!
لكن إبتسمت له إبتسامة حلوه و قالت : لكنى أحب فيروز.
فلاديمير : و هتحبى ڤينوس.. زى ما هتحبينى.. أنا متأكد من ده.
منعت ببراعه تحسد عليها سيل من السباب النابى و ابتمست له يطريقه تذيب الحديد ثم قالت بدلال : حقك بصراحه تتكلم بالثقه دى.. وضعك يسمحلك.. و وسامتك كمان.
إبتسم بإتساع و قال بشعور عظيم بالإنتعاش بعد كلماتها تلك : شيفانى وسيم حبيبتى ؟
فيروز : حبك برص.
فلاديمير : إيه ؟؟
صححت سريعا : دى كلمه مصرى… Something Good… حاجه كده بتتقال بين العشاق .
تأوه فلاديمير بوله عاشق و ردد : أووه.. يعنى انتى بتعشقينى.
فيروز : لسه بصراحه.. إنت و شطارتك .
فلاديمير : بمعنى ؟!
فيروز : يعمى أنا أصلا مش عارفاك و لا عارفه انت مين و لا بتعمل ايه .. تعرفنى منين أصلاً و عايز منى إيه .. ياريت تعرفنى يعنى.
فلاديمير : أوكى.. هقولك كل حاجه على العشا.. يالا بينا.
سحبها معه و مازال ينظر لها بوله لا ينظر حتى للدرج كأنه يحفظه .
يبتسم لها مردداً : الفستان حلو اوي عليكى.. بس.. كان هيبقى أحلى لو لبستيه زى ما هو و من غير حجاب.
فيروز : من غير حجاب إيه انت عبيط ؟
فلاديمير : إيه ؟
فيروز : something Good.
فلاديمير : اها.
اقترب بها من الطاوله الممتده لأمامها عليها اصناف مختلفه من الطعام أعدت بعنايه و بصوره جذابه و مرتبه.
سحب لها معقد وثير و قال لها : إتفضلى حبيبتى.
إبتسمت له بصعوبه مضطره لأن تتقبل حتى تعلم ما النهايه.
إلتف و جلس على رأس المائده و قال : إنتى عارفه أنا كنت ناوى أعمل فيكى إيه على عملتك دى .
حمحمت فيروز تحاول أن تجلى صوتها و قالت بخوف : إيه ؟
فلاديمير بهدوء : ماكنتش لسه حددت ، كنت بفكر لك فى أكتر من حاجه ، مش سهل حد يمد إيده عليا و لا مره بتعدى عادى كده.
فيروز سريعاً رددت بصوت به الكثير من الحده : و أنا كمان مش سهل حد يحاول يلمسنى أو يفضل يدينى فى أوامر و تعدى عادى كده.
إرتخى على مقعده و ارتشف القليل من نبيذه و قد نمت على جوانب فمه إبتسامة معجبه فردد بلكنته : أوووه ،صغيرتى تصلح زوجة لرجل مافيا .
تتمنى لو لم تكن كلماته التى رددها بالانجليزيه غير مفهومة أو معلومه لها لكنها تعلم ترجمة معظم كلمات الجمله التى تفوه بها ،خصوصاً أنه نطق كل كلمة منها بتمهل على حدى، و معناها وحده كارثى .
اهتز فكها بابتسامة تردد بعقلها : يا رب كل ده يطلع خيال و أنا فى الاخر أطلع عنقود عنب.
جذب انتباهها و تحدث سريعاً يقول : بتفكرى فى ايه ؟
فيروز بابتسامة سمجه : فى حظى الحلو إلى وقعنى فى طريقك… أحمم مش هتقولى بقا أنت مين و عايز منى إيه ؟
فلاديمير : هجاوبك على كل أسئلتك بس.. عندى سؤال شاغلنى.
فيروز : إيه هو ؟
فلاديمير : يعنى.. توقعت تكونى اشد عنف من كده و مش مستسلمه بالطريقة دى .
نظرت له بهدوء بينما تحدث نفسها : امال انت مفكر إيه .. ده انا تربية شوارع .. و المثل بيقول لما الريح يكون عالى تاطى له.
جعد فلاديمير ما بين حاجبيه و قال بإستهجان : ماردتيش عليا.. و لا مش عندك رد ؟
كادت أن تتحدث لولا ارتفاع رنين هاتف فلاديمير يعلن عن إتصال عبر (سكايب).
نظر للهاتف بإستغراب من إسم المتصل الغريب و فضوله جعله يرى من.
فتح الاتصال ينظر بإستغراب تحول لذهول أعقبه الغضب و هو يبصر ماجد أمامه على شاشة الهاتف يجلس على مقعده ثم ردد : إيه رأيك سيد فلاديمير.. عرفت أجيبك أنا .. و دلوقتي لازم نتفاوض.
على أثر صوته الذى لا يوجد له مثيل انتفضت بلهفه و قلب ملتاع تتقدم حتى أصبحت لجوار فلاديمير تنظر لماجد بأعين تشابكت فيها المشاعر ، و فلاديمير مازال يسلط أنظاره على ماجد بغضب.
__________ سوما العربي __________
تحركت سريعاً لترى من فتح الباب إن كانت نغم الوحيدة التي تملك مفتاح قد سافرت و قبلما تتحرك بوغتت بدلوف ذلك الشخص لعندها.
اخذت أنفاسها براحه و هى تبصر أشجان أمامها متذكره أنها أيضاً تمتلك نسخه من المفتاح.
أشجان : هو لسه حى؟!
صعق هارون حد الصدمه لم يكن يتخيل أن أشجان على علم بكل شيء و ردد بذهول : إنتى كنتى عارفه كل حاجه ؟!
إبتسمت له بسماجه و استهزاء ثم قالت : امال كنت مفكر إيه يا ضنايا
صك هارون أسنانه و ردد من بينهم : يعنى كل الى كنتى بتعمليه ده عن عمد ، و كل ما أقرب منها خلاص الاقيكى فوق دماغى بتصوتى و مناكفه و صداع و لا.. ولا الفراخ الشامورت..
قال الاخيره بغيظ كبير فقالت بإستهزاء : غيظاك اوى الفراخ الشامورت.
هارون : اه يا بنت ال ….
أشجان : لأ لأ لأ.. انا عايزاك تلم لسانك بلاش أخر أعمالك يبقى شتيمه انت مش ناقص ذنوب و عذاب القبر وحش… يالا يا با.. يالا عندك طلعه.. منكر و نكير بإنتظارك .
هارون : اه يا بنت ال
أشجان : بقولك ايه انت هتعصبنى عليك و تخلينى أعمل فيك زى ما عملت فى سواق التاكسى الغبى إل …
قاطعها صوت صراخ و عراك قادم من الخارج و أصوات تنادى أشجان فهرولت للخارج و خلفها غنوة .
حاول هارون فك قيده يصارع الواح الفراش القديم متأكد أنه يستطيع تكسيره حيث لن يقدر على فك الأصفاد.
لكن دخلت فى تلك اللحظة نغم التى قالت : هارون بيه ؟ مين عمل فيك كده .
هارون : أختك.
نغم : ليه ؟
هارون : انتى لسه هتسألى.. هاتى المفتاح من الدرج الى هناك ده.
فتحت سريعاً و جلبت المفتاح تحل وثاقه بينما يردد : ماشى يا غنوة .. أقسم بالله لاوريكى.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شط بحر الهوى)