روايات

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) البارت الثلاثون

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الجزء الثلاثون

سهم الهوى (امرأة الجاسر)
سهم الهوى (امرأة الجاسر)

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الحلقة الثلاثون


#سهم_الهوى امرأة الجاسر
السهم الثلاثون
❈-❈-❈
بمكتب فراس
رفعت ليان يديها تُهلل بظفر قائلة:
أخيرًا فوزت، الليڤل ده كان صعب أوي… أما أشوف اللى بعده، عشان أسبق الواد أخويا.
سُرعان ما نهضت واقفه تشهق تلتقط أنفاسها لم تكُن تنتبه الى فراس الذى دخل للمكتب وظل لوقت يُراقبها يشعر بالدهشة من تصرفاتها الطفولية، ثم رفع حاجبه مستفهمًا بسخرية:
بتلعبي ولا بتشتغلي يا آنسة ولا دي وسيلة جديدة لحساب الأرباح.
ارتبكت ليان، وابتلعت ريقها قبل أن تُغلق اللعبة بسرعة، محاولة تبرير الموقف بعناد :
اه كنت بأخد استراحة سريعة بس، الليڤل الأخير كان حماسي.
نظر لها بسخط قائلًا:
استراحة سريعة والشغل المتكوم إيه نظامه معاكِ… الشغل اللى قولت يخلص ويتبعت لى لندن ومفيش حاجه إتبعتت… إنتِ بطلتي نوم فى الشركة ودلوقتي مقضياها لعب.
نظرت له بارتباك، بينما هو كز على أسنانه قائلًا:
الملفات اللى قولت عليها تنتهي قدامگ لبكرة الملفات دي تكون منتهية،دلوقتي عندي إجتماع مهم و….
توقف ثم فكر للحظات ولمعت عيناه بخباثه ومرح قائلًا:
بعدين إنت مردتيش عليا فى العرض اللى عرضته عليكِ.
نظرت له بتذكُر سائلة بتنهيد:
عرض إيه كمان؟.
تبسم بخباثه وإقترب من أذنها هامسًا:
عرض جوازنا،لحقتي تنسي.
رفعت رأسها تنظر له بدهشة،بصعوبة أخفي بسمته وتركها لحيرتها وهو يضحك.
بينما هي وقفت عيناها تنظر فى أثره بدهشة وحيرة قائلة:
جواز مين من مين،هو مش كان قالي دي تهيؤات…
وقفت للحظات قبل أن تفوق من دهشتها حين صدح هاتفها، نظرت له كان فراس إلتقطت الهاتف سريعًا ثم قامت بالرد بإستغباء:
إنت مش كنت بتقول تهيؤات.
ضحك قائلًا بخباثة:
تهيؤات إيه يا آنسه، أنا نسيت ملف عالمكتب عندك هاتيه لى أوضة الإجتماعات فورًا.
بإستغباء منها لم تنتبه وسألته:
هو إنت قولت عرض جوازنا صح ولا تهيؤات.
ضحك قائلًا:
يا آنسه هاتي الملف مش وقت تهيؤات.
قال ذلك واغلق الهاتف، حدثت نفسها كأن عقلها يكاد يشت قائلة:
أنا مبقتش عارفه افرق بين الحقيقة والتهيؤات المستبد ده هيطير عقلي، أنا أكمل الليڤل بتاع اللعبة أحسن.
كادت تجلس لكن دخلت إحد الموظفات ونظرت لها قائلة:
فراس بيه بيقولك بلاش توهان وتهيؤات وخدي الملف لأوضة الإجتماعات.
زفرت نفسها قائلة:
مستبد كنت مرتاحه منه هو والتهيؤات.
❈-❈-❈
بغرفة الإجتماعات
قبل نصف ساعة تقريبًا…
نظر جاسر خلفه، رأي فايا تنظر له بصمت للحظات ثم قالت:
تاج فى الطريق لهنا، نص ساعة وتوصل، كمان فى حاجه، المشروع أنا اللى وقفت الشغل فيه بسبب تعليمات وصلت لى بكده.
نظرت لها ميسون بغضب قائلة:
وإيه هي التعليمات دي، كمان وصلت لك منين.
ردت فايا بثبات:
دلوقتي تعرفي التعليمات وصلت لى منين.
بالفعل مر حوالي نصف ساعة
جلس جاسر ينتظر بقلبه شوق رؤية تاج، بينما ميسون بين لحظة وأخري تنفخ بضجر
حتى دخل فراس أولًا، القي السلام ثم دقائق ودخلت تلك المعتوه ليان بذلك الملف أعطته ل، فراس اومأ لها ثم غادرت، زفرت ميسون بغضب قائلة:
هننتظر مدام تاج أكتر من كده…
لم تُكمل ميسون بقية إستهجانها وفُتح باب الغرفة وطلت تاج قائلة:
لاء أنا وصلت.
نظر جاسر نحوها خفق قلبه بشدة كذالك هي رغم عدم نظرها نحوه… لكن تمعن بها جيدًا تبدوا بحال أفضل عن آخر لقاء بينهما، رغم مازالت تتكئ على تلك العصا الطبية، تنهدت ميسون بإستهجان، بينما آسر كان هادئًا لحد كبير، نظرت ميسون بغضب واستهجان قائلة بسؤال:
فايا بتقول إن وصلها أمر بتوقيف الشغل فى المشروع بتاع مرسي مطروح، التوقيفات دي بتكلف الشركة خسارات كبيرة، أنا رأيي نلغي المشروع ده أفضل.
نظرت لها تاج باستهزاء وإحتقار قائلة:
لا أنا ولا إنتِ نملُك سُلطة الغاء المشروع.
تهكمت ميسون قائلة:
ومين بقى اللى له سُلطة، إحنا شُركاء.
تبسمت تاج وهي تجلس على أحد المقاعد قائلة:
للآسف فى معلومة جديدة لازم تعرفيها، أنا مبقتش شريكة فى الشركة، وجودي هنا النهاردة مش عشان احضر اجتماع المساهمين، أنا هنا عشان أسلم إدارة الشركة للعضو المنتدب بإدارتها.
تغضنت ملامح ميسون باستهزاء من جلوس تاج على مقعد جانبي ليس مقعد الرئيسي كعادتها، لكن ساءلت باستعلام:
مين بقى العضو الغامض ده كمان مش فاهمه هتسلميه الادارة بناءً على أي أساس.
رمقتها تاج بثقة قائلة بتوضيح:
انا بيعت كل الأسهم بتاعتي، لشركة GFTالإنجليزية، وهما إختاروا عضو منتدب يستلم الإدارة هنا.
جحظت عيني ميسون بذهول حتى أنها فقدت النُطق للحظات،بينما جاسر،نظر لـ تاج نظرة إعجاب وعشق،يعلم مدى ذكاء تاج وحِنكتها،كذالك هنالك سر آخر يعلم ان تلك الشركة الإنجليزيه ملك لـ تاج وأخواتها من الباطن والدليل أنها تحمل حروف أسمائهم الأولى ومعهم والدتهم، لكن لن يبوح بذلك، ولم يتفاجئ حين قالت تاج:
العضو الغامض، قصدي المنتدب اللى أختارته الشركة الإنجليزية هو….
…. هو فراس فريد مدين.
-مستحيل
قالتها ميسون بذهول غير مستوعبة، ازدادت دهشتها حين جلس فراس على مقدمة طاولة الاجتماع ونهضت تاج تستند على عصاها، قائلة:
كده أنا سلمت ادارة الشركة للعضو المنتدب وأصبح وجودي مفيش منه داعي.
غادرت تاج تبتسم لـ فراس الذى نظر لهم بثقة قائلًا:
أنا أخدت من المهندسة فايا ومعاها المهندس صهيب معلومات كافية وصلتها للشركة الإنجليزية، وبناءًا عليها الشركة قررت إستئناف المشروع وضخ الاموال الازمة له، كمان معايا تفويض بشراء أسهم من المساهمين فى حالة عدم رغبة بعض المساهمين في الاستمرار، هاشتري أسهمهم لصالح الشركة، وده هيضمن السيطرة الكاملة على المشروع… كل التفاصيل جاهزة، وما فيش أي عقبات تمنع التنفيذ.
نظرت له ميسون وتحدثت نبرة صوتها الناعمة لكن تحمل في طيّاتها خبثًا خفيًا:
مبروك يا فراس… واضح إنك ما بتضيعش وقتك. لكن سؤال صغير، هل تفويض شراء الأسهم هيكون باسمك الشخصي ولا باسم الشركة.
نظر فراس لها بابتسامة جانبية، نبرته هادئة ولكن حازمة:
التفويض باسم الشركة الإنجليزيه، يا مدام ميسون… إحنا بنشتغل لمصلحة المجموعة مش لصالح شخصي.
رفعت حاجبها باستغراب مصطنع:
طبعًا… بس كنت حابة أتأكد. على كل حال، إن كنت أنا كمان حبيت أبيع جزء من أسهمي.
لم يفقد ابتسامته ثباتها، لكنه ضيّق عينيه قليلًا، يعلم حقيقة نواياها:
طبعًا حقك يا مدام ميسون… بس توقيت البيع مهم جدًا… الشركة الإنجليزية مهتمة بتوسيع استثماراتها، والأسهم قيمتها ممكن تزيد خلال الفترة الجاية.
قاطعته بابتسامة ماكرة:
وده بالضبط اللي خلاني أفكر… أوقات المكسب السريع بيكون أفضل من الانتظار الطويل.
نظر إليها بحدة قائلًا:
بس أوقات الانتظار بيكون هو القرار الأذكى… خصوصًا لو المساهم واثق من نجاح المشروع.
ميسون ردّت بنعومة لكن بنبرة ساخطة:
وجهة نظر، … لكن دايمًا لازم نفكر في الخيارات المتاحة.
فهمها فراس قائلًا بترغيب:
عالعموم زي ما قولت معايا تفويض من الشركة الانجليزية، وأكيد مش هنختلف، لان الشركة عاوزه تدخل مجال الاستثمار فى مصر بتوسع.
رمقت فراس بنظرة أخيرة وأضافت:
لو قررت أبيع، أكيد هتكون الشركة الإنجليزيه وأكيد هيبقي بأعلى سعر
أومأ لها فراس بثقة باردة:
أكيد طبعًا فى حدود قيمة السهم فى السوق، بس ممكن أجيبلك أعلى تمن منهم.
نهضت ، تنوي المغادرة،استدارت بهدوء قبل أن تخرج، قائلة:
أتمنى أن المشروع يمشي زي ما متوقعين…إنت عارف دايمًا الواقع بيحمل مفاجآت.
ابتسم فراس بثقة قائلًا:
المفاجأت دايمًا موجودة ولازم يكون عندنا استعداد لها.
تهكمت ميسون قائله:
والأذكى هو اللي يعرف إمتى ينسحب قبل ما يخسر كل حاجة… أوقات ممكن حركة واحدة تقلب الموازين… حركة محدش يتوقعها.
نظر لها بتحدي قائلًا:
ممكن، السوق مش مضمون، بس انا معايا دعم من الشركة الإنجليزيه، وجاهز لأي مفاجات.
رمقته هو وفايا التي تجلس تستمع مثل جاسر وآسر، كأنهما يوافقون على هراء ذلك الثرثار،بداخل راسها سؤال،كيف تواصلت تاج مع تلك الشركة وكيف وصل ذلك المعتوة لهذا المنصب بتلك السهولة وهو مازال شابً صغير.
❈-❈-❈
بالمزرعة
إستقبلت جنات تاج باللوم قائلة:
وصلتِ من لندن إنتِ واخوكِ ومفكرتوش تقولولى، كمان روحتوا عالشركة، مش شايفه وشك أصفر، الدكتور قال المفروض تاخدي فترة راحة لكن إنتِ مقضياها شُغل وسفر من هنا لهنا.
إبتسمت تاج قائلة:
خلاص يا مامي أنا هاخد اجازة عشان ترتاحي وهقضيها كلها هنا فى المزرعة،فترة نقاهه.
نظرت لها جنات قائلة:.
أما أشوف فى الأخر بعد يومين مش أكتر هتقولى مليت وترجعي للشغل من تاني.
إبتسمت تاج،وغيرت مجري الحديث:
فين أونكل خليل.
سمعت صوته من خلفها قائلًا:
انا هنا يا تاج،كنت منتظرك بس متحملتش طبعًا قلق جنات المبالغ قولت أقطف شوية ورد من الجنينة.
نظرت له جنات بـلوم
فضحك هو وتاج.
بينما جائت رجاء رحبت بـ تاج قائلة:
شوفتك من التراس وانتِ داخلة للمزرعة قولت أكيد هلكانه ومجتاجة شاور دافي يشيل تعب السفر.
اومأت لها تاج بإبتسامة… وبالفعل ذهبت معها، بينما نظرت جنات فى إثر تاج وشعرت براحة قائلة:
تاج راجعة مبسوطة عكس وقت سفرها.
ضم كتفها قائلًا:
متأكد تاج قويه وهتتخطي المرحلة پأقل الخساير، كمان متأكد جاسر مش هيتخلى عن تاج، إهدي إنتِ وإرتاحي وكفايه تفكير فى كل اللى حواليكِ خليكِ أنانيه مرة واحدة يا جنات… وفكري فى نفسك.
إبتسمت له قائلة:
تمام هبقي انانيه والورد اللى إيدك ده هاخده لنفسي.
❈-❈-❈
بإسطبل الخيل التابع لجاسر، كان واقفًا يتأمل الخيل بعين شاردة، ممسكًا بلجام إحد الخيول دون انتباه… ما زال إعجابه واشتياقه لتاج يسيطران عليه، يمر كطيف ، يعبث بتركيزه.
مرر يده على رقبة الفرس بخفة وهمس وكأنها تسمعه:
تاج.
تنهد بعمق، ثم شد اللجام بحزم كمن يحاول السيطرة على مشاعره، لكنه يعلم جيدًا أن قلبه ما زال أسيرًا لها، رغم كل شيء.
فاق من شروده على صوت جمال الذي نطق بإسمه ثم سأله:
سرحان فى إيه.
أجابه:
ولا حاجه.
إبتسم جمال قائلًا:
وتاج.. صحيح، بس إنت بطل في التحكم في الخيل… أكيد هتعرف تتحكم في قلبك كمان.
شعر بغصة لكن حاول إخفائها، بينما جاء أحد العاملين عليهم قائلًا:
الفيديو ده فيه تسجيل الكاميرا بتاع المكان فى اليوم اللى حضرتك طلبته.
أخذ من يده ذلك القرص، غادر العامل بينما تسائل جمال:
فيديو إيه ده.
اجابه:
ده فيديو لكاميرات الاستطبل.. لوهله سئم وجه جمال لكن تبع جاسر الى الاستراحة ودخل خلفه يترقب، حتى وضع القرص الصلب بمكانه فى الحاسوب، إنتظر بعض الوقت حتى بدأ يعمل إعتدل جاسر بجسده تتسع عينناه وهو يرا التسجيل، بوضوح تاج حقًا لم تقترب من الحصان، بل كانت تنقذ أخته ثم ماذا، ما هذا البريق الذي يتلألأ أمام عيني الحصان يجعله يتشتت ويثور ويجرف تاج عنوة معه، لاحظ ذلك الضوء وعلم سببه إنها مرآة من يوجهها لعين الحصان، هي…. هالة!
صدمة كبيرة اصابته وتذكر إدعائها ذلك اليوم على تاج، شت عقله لما فعلت ذلك بـ تاج بعد أن أنقذت طفلها من خطر، الهذا الحد تكره تاج، كان من المُمكن أن يقتل الحصان تاج لو تمكن منها، تاج كانت صادقة وهو ماذا فعل إتهمها ببساطة دون إنتظار لتبريرها، الخطأ الوحيد الذي إفتعلته تاج هو إخفائها حملها عنه، لكن هل كانت هالة تعلم بحمل تاج، نفي عقله ذلك، أغلق الحاسوب، رفع وجهه نظر نحو جمال الذي أخفض وجهه، تعجب من ذلك قائلًا:
إنت شوفت الفيديو ده قبل كده.
صمت جمال كان جواب… تنهد جاسر بغضب هالة كان ممكن تتسبب فى قتل تاج، لدرجة دي وصلها عقلها المريض وإستسلمت للحقد يتمكن من قلبها إنها ممكن تقتل.
صمت جمال لحظات ثم قال:
أنا قولت لـ هالة تروح لدكتور نفساني إنت عارف إن اللى حصل لها لغاية دلوقتي مأثر عليها، كل اللى فى دماغها إن تاج السبب، أنا حاولت معاها، لكن هي عقلها الباطن متخكم فيها، أنا فعلًا شوفت الفيديو قبل كده، لكن كان فى نيتي السوء كان سهل أخفي الجزء ده من تسجيلات الكاميرات يا جاسر، واجهت هالة صرخت فى وشي، أنا بدأت أحس بتصرفات غريبة منها من يوم ما إنت إتجوزت تاج، لكن مكنتش أتوقع إنها الحقد يوصل للحد ده.
غص قلب جاسر، وهو يتذكر كل لحظة ظُلم ظلم فيها تاج، عقله يسترجع ما حدث بينهما منذ ذلك اليوم، بدل أن يُساندها كان يتهمها، ولحظة تذكر أنه كاد يغتصبها، وتاج تتعذب وتتألم أمامه وهو يشفق قلبه لحظات ثم يعود للجمود معها، وهي تحملت كل ذلك، تذكر مساومتها للطلاق، كل لحظة عاشها مع تاج تمُر أمام عيناه كان قاسيًا وهي تنتظر منه كلمة واحدة تُبرهن على أنه مازال يُحبها، حتى حين واجهته صمت، عقله كيف إستسلم وصدق أن تاج بتلك القسوة، لو حقًا أرادت إخفاء حملها عنه كي تتخلص من الجنين، وهل كان ذلك صعبًا أخطاء، وأخطاء، تمُر وتاج كانت تحاول البدء وهو يضع الماضي ستارًا مُعتمً بينهم، غِيرة بلا سبب وهي تظنها تحكُمات منه، لحظات عشق كانت تشتاق فقط لكلمة منه…
ماذا كان ينتظر أن تظل تتحمل ذلك
كانت مُتحملة لكن الخوف منها جعلها تتحدث وتخبره ان حياتهم تنجرف الى النهاية
النهاية… هل حقًا إنطلق سهم النهاية.
❈-❈-❈
بعد يومين
بروضة الأطفال
دلف آسر، كان الوقت باكرًا لم يكن هنالك أحد وصل من العاملين، أمينه فقط ومعها إمرأة … ذهبت حين إقترب من مكان جلوس امينه
كانت تجلس بين بعض ألعاب الاطفال أرضًا، جلس جوارها، بعدما تبسمت له، لمعت عيناهم بوميض برئ عادا كأنهما طفلين حين كانا يلهوان باللعب، لحظات دقائق ساعات، وقت مُستقطع بصفو حركات طفولية
آسر الطفل، وأمينه الطفلة المُدللة، وقت لا بأس به مضى لم يشعران به، لكن عاد الى الواقع
الطفل والطفلة أصبحا شباب، كل منهما مر بتجربة كان الفشل عنوانها من البداية والسبب كان معلوم قلوبهم لم تجد وليفها، زيجات كانت فاشلة بسبب عدم التكافؤ سواء المشاعر أو حتى تناسب الفِكر العقلي… نظرا لبعضهما، وكل منهما تبوح عيناه ينتظر أن يبوح بالإحتياج
تنهد آسر سائلًا:
قولت لى إن جوزك طلب يرجعك، بس مقولتيش قرارك إيه.
إنتهي صفوها وعادت لغصات قلبها وباحت:
لما إتقدم لى كنت يادوب مخلصه جامعه، انا كنت وحيدة ماما وبابا
أهل بابا إنت عارف إنهم مكنوش بيحبوا ماما بسبب خب بابا لها وإنه مرضاش يسيبها ويفكر يتجوز تاني عشان يبقى عنده أكتر من طفل وهو عارف إن مفيش منها عيب، أهل ماما كانوا أقرب لينا، خالتي رغم إنها أوقات كتير كانت بتقسي على ماما بس ماما مكنتش بتعاملها بنفس المعاملة، بعد وفاة بابا بقيت أنا وماما لوحدنا فترة طويلة حتي أهل بابا كانوا شبه مقاطعينا، لغاية ما اتقدملى أبن خالتي، فكرت أنه بيحبني او زي هو ما كان بيقول، الغربة الوشوش بتنكشف بسرعة، كنت متحملة مش عاوزه أبقي السبب فى القطيعة بين ماما وخالتي، لكن ضعفي خلاها يستقوي لحد ما بقتش قادرة اتحمل بكلم ماما صدفة سمعت زعيقه الجامد، كنت متحملة لحد ما زاد فى قسوته ومد إيده عليا، لحد هنا وعرفت إني مش هتحمل، لان اللي بيمد إيده بضرب مراته بيتعود على كده، وأنا مش هتحمل، طلبت الطلاق ساومني فكر انه هيفرق معايا شئ قصاد كرامتي، واقفت واتطلقت ونزلت مصر، شهور وهو أول ما نزل جاي طالب نرجع تاني، فكرني هوافق عليه، عندي أفضل من غير جواز ووحيدة بقية عُمري ولأني أرجع له ويرجع يسترخص فيا، أنا الحمد لله معاش بابا بيكفيني أنا وماما وعندنا الشقة اللى عايشين فيها تمليك، مفيش حاجه تخليني أسمح إني أضيع كرامتي تاني.
رغم غصة قلبه على عذابها مع زوج حقير، لكن إنشرح قلبه حين علم بعدم رغبتها بالعودة، كذالك لم يخفق قلبها له كما ظن، بل كان زواج عائلي فاشل بلا مشاعر…
نظر لها وبلا مقدمات قال:
تتجوزيني يا أمينة.
❈-❈-❈
بـ مرسي مطروح
بمجرد أن رأي فايا تقترب من مكان المشروع إنشرح قلبه، وإقترب منها، إبتسمت له قائلة:
خلاص كل مشاكل المشروع إتحلت، والمشروع مش هيتوقف تاني.
إبتسم لها، سارا معه يتجولان يتبادلان الحديث لكن
أثناء تفقُد فايا لذلك الموقع الذي تحت الإنشاء تسمع لحديث صهيب…وهما يسيران بحذر فى الأروقة الفارغة بالموقع ، فجأة تعرقلت قدمها بأحد الحصوات الكبيرة الموجودة في المكان حاولت أن توازن نفسها فرفعت يدها وتمسكت بمعصم صهيب، لكن هو الآخر لم ينتبه في نفس اللحظة، فسقط على الأرض بظهره، بتبعية سقطت فايا فوقه.
تبادلا النظرات للحظات قبل أن يتوه الاثنان في تلك اللحظة الغريبة، لكن فاقت فايا حين شعرت بملمس شفاه صهيب فوق شفتيها، يُقبلها اجتاحها شعور من الهلع، فدفعته سريعًا، نهضت واقفة تلهث تنظر إليه بعينيها الواسعتين حالة من الذهول إنتابت صهيب ، نهض أيضًا ولكنه كان غاضبًا يلوم ذاته ربما تسرع وإستغل الموقف، بينما لم تفكر فايا كثيرًا وكآن عقلها إنسحب ، انطلقت نحو صهيب وصفعته صفعة قوية فوق وجهه وإستهجنت قائله بعنف:
إزاي تفكر تعمل كده..عقلك راح منك.
كادت تصفعه مره أخري، لكن صهيب أمسك يدها
ينظر إليها بصدمة،حقًا لم يتوقع رد فعلها العنيف،نظر لها بقوة وثبات إنفعالي فى تلك اللحظة كانت فايا تتنفس بسرعة، تشعر بتدفق الغضب والخجل معًا
بينما شعر صهيب بقسوة تلك الكلمات، وكان حائراً بين الاعتذار أو الدفاع عن ما حدث..
قاطعته بغضب وهى تحاول سلت يدها من يده قائلة بإستهجان:
لازم تتعلم احترام حدودك معايا.
أغضبته طريقتها الحادة والغاضبه أكثر من الازم، تجاهل صدمة صفعتها وقبض على يدها بقوة قائلًا بتحذير وإحتداد:
فايا متنسيش إني جوزك.
❈-❈-❈
بالمزرعة
ابتسمت تاج لـ فراس الذي يحكي لها:
ميسون خلاص متأكد على تكه وهتجي تقولى إشتري الاسهم بتاعتي، هي طماعة وأكيد فكرت إنك بيعتي اسهمك للشركة الإنجليزية بمبلغ مبالغ فيه، أنا اتعمدت أوصل لها كده، وجات امبارح مكتبِ قعدت تلف وتدور، وأنا قولت لها إن الشركه الإنجليزية لغاية دلوقتي بتستثمر فى المضمون مش عاوزه تجازف فى السوق المصري قبل ما تتأكد إن السوق نشط ومش هتخسر، حسستها إن ممكن لو عرضت أسهمها إن الشركه الإنجليزية ممكن ترفض، كمان ضغطت عليها بحكاية نسبة المُستثمر الأجنبي اللى حددها القانون المصري، وطبعًا اسهمك تغطي النسبة دي، مستني تجي لى، وهعرض عليها، ان الشركه الإنجليزية ممكن أضغط عليهم بثقتهم فيا والأسهم تبقي بإسمي كنوع من التحايُل، ومتأكد هتوافق.
تبسمت تاج قائلة:
ياريت وقتها نبقي إرتاحنا منها ومن مقالبها القذرة.
نظر فراس بثقة قائلًا:
مسألة وقت….
قبل أن يستكمل حديثه صدح رنين هاتف تاج، نظرت له، تفاجئت بـ جاسر هو من يتصل، رفعت الهاتف نحو وجه فراس الذي تبسم قائلًا:
ردي عليه يمكن عاوز يبيع أسهمه هو كمان.
تهكمت تاج، لكن فراس يتمني أن يخلف جاسر ظنه ويكون السبب هو إستراد عشق تاج له.
بالفعل قامت بالرد، تشعر بتوتر وخفقان قلب من سماع صوت جاسر، الذي تفوه مباشرةً:
تاج ممكن نتقابل فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه.
بتوتر ردت عليه:
ممكن تقولي الموضوع المهم عالموبايل.
حدثها برفض:
مش هينفع…. أنا فى المزرعة فى الكوخ مستنيكِ.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر))

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى