رواية سمائي الفصل الرابع 4 بقلم جنة جابر
رواية سمائي الجزء الرابع
رواية سمائي البارت الرابع

رواية سمائي الحلقة الرابعة
– رسيل إنتِ سمعاني؟
ليث كان ماسكني بإيدين بتترعش على رملة الشط تحديداً، حوليا وشوش كتير بتبصلي بنظرات كتيرة شفقه، وحزن، وإرتياح إني بقيت بخير..
طبطب على خدي وقال:
– إنتِ معايا شيفاني؟
هزيت راسي بإيمائه ضعيفة، بعدها كحيت وحسيت بالبرد وبدأت أترعش، حاول يقومني وهو بيقول:
– أنا مش ضد العوم والإستمتاع بالبحر، بس يكون في الوقت المناسب ويكون حد بيعرف يعوم معاكِ.
قوست شفايفي بحزن وقولت بنبرة خفيضة:
– كنت بجرب العوامة الفلامنكو.
حط إيده على راسه بنفاذ الصبر:
– كانت بتجرب العوامة أه.
تابع بسؤاله:
– المهم إنتِ عارفة تتنفسي؟
هزيت راسي بأه:
– بس بردانه أوي.
بص حواليه وبعدين شهقت لما لقيته شايلني بين إيديه، وماشي ناحية الأوتيل، همست بتوتر:
– ممكن تنزلني أنا بعرف أمشي.
بصلي بغيظ:
– اسكتِ إنتِ..
فضلت ساكتة وأنا بين إيديه، مش عارفة أنطق ولا حتى أبصله، كنت عايزة أقول حاجة، أي حاجة، بس لساني كان تقيل وكأني مش قادرة أجمّع جملة مفيدة.
هو كمان ساكت، لحد ما بصلي بنص عين وإحنا على باب الأوتيل:
– كنتِ هتضيعي يا رسيل والله قلبي وقف!
عيوني وسعوا على آخرهم من تعبيره، ودقات قلبي صوتها حسيته مسموع جداً، بصيت بعيد عنه بهروب.
– مساء الخيـر،
بما إن يوم باظ، إيه رأيك نخرج؟
كنت بسرح شعري قصاد المراية، وأنا بكلمه في التليفون، وبعدين قولتله بتردد:
– نخرج؟
– ايوه مش إنتِ بقيتي كويسة؟
– الحمدلله.
– خلاص إجهزي يـلا هستناكِ في اللوبي.
هزيت راسي بذهول، وآخر حاجة قالها:
– متتأخـريش باي.
لبست لبـس كاجول تيشرت بيبي بينك، على بنطلون جينز غامق، وشنطة بيضا، لميت شعري في تسريحة ديل حصان، وحطيت آيلاينر رقيق.. ونزلت.
سندت راسـي على الشبـاك بتفرج على الطريق، والقمـر والنجوم بصمت قطعه ليـث.
– جعانة؟
هزيت راسي بالنفي بس الحقيقة إني كنت جعانه ومكسوفة أقول.
– شكلك بيقول غير كدا.
وقفنا عند مطعم بيعمل بيتـزا، وقبل ما ينزل سألني:
– إيـه رأيك في تشيكن رانش تيك آواي؟
– ملوش لزوم..
– يبقى مبتحبيهوش، أجيبلك تشيكن باربيكوا ولا نبعد عن التشيكن وأجيبلك مارجريتا.
إبتسمت بهدوء:
– هات على ذوقك يا ليـث كله جميـل.
دقايق ورجع بعلبة كبيرة مشكل كل ربع بنوع معين، تشيكن باربيكوا، مارجريتا، رانش، سي فود..
و ركن بالعربية قدام البحر، فنزلنا قعدنا على كراسي على الشط وبدأنا ناكل، كل شوية نناقر بعض.
إمتنيت من جوايا للحظة، وللفرصة اللي خلتني أسافر معاه وأتعرف على إنسـان جديد تماماً غير اللي بشوفه في الشركة، وأعتقد تيقنت إن إعجابي بيه كان مش من فراغ.
لما وصلت بتفكيري للنقطـة دي سيبت الأكل وبصيتله بهدوء على ملامحه بحاول أقرئها، وبعد ما كان قلبي بيدق بسعادة، دق بخوف، خوف أفــارق اللحظة دي!
وعشان عقلي بيحب العكننـه سألته:
– عمرك حبيت؟
هز راسه بـالإيجاب فحسيت بنَفسي بيتسحب مني،
بصيت للبحر اللي مش باين من الليل، لكن سامعة صوت أمواجه، وشايفة القمر فوقه..
رجع إتكلم تاني بعد ما شرب رشفة من العصير:
– بس إنتِ محددتيش أنهي حُب.
قولت بنبرة مهزوزة:
– الحـب بين طرفيـن، اللي بيكون خطوبة، و جواز، هيكون إيه يعني؟
– أنا الحب بالنسبالي مش كدا وبس،
أنا بحب والدتي ووالدي، بحب زمايلي، بحب البحر ده مثلاً فَـ سؤالك كان عام مش محدد.
بصيتله بضيق:
– يلهوي على روح الفيلسوف اللي بتظهر في الوقت الغلط.
ضحك ضحكة طويلة توهتني بعدين قال:
– خلاص يا ستِ مبحبش، عمري ما حبيت قبل كدا.
– ما كنت تقول كده من بدري لازم نتطرق للفلسفة وعلم النفس في سؤال مباشر زي ده.
– أنـا غلطـان ولا تضايقي نفسك يا مولاتي،
المهم إيه رأيك نعـدي على الملاهي؟
– ملاهي؟!
قومنا وإتمشينا في إتجاه العربية تاني.
– أيوه ملاهي مش إنتِ كنتِ عايزة تركبي دوامة الخيول.
هربت بعيوني:
– كنت بهزر سـاعتها.
– يا ستِ وأنـا خدت الهزار بجد.
روحنـا الملاهي زي ما قال والأنوار كانت مزغللة عنينا، صوت الضحك، والصريخ، والأغاني طالع من كل ناحية، والهوى دافي كأنه بيحضننا.
– نلعب إيـه يا سيلو؟
حطيت إيدي على دقني بتفكيـر:
– تيجـي نلـعب الصــاروخ؟
– قلبك جامد بقـا.
بصيتله بعيون طفولية:
– أبداً ده قلبـي قلـب خساية!
وقفنا تحت لعبة الصاروخ، وبصيت لفوق بذهول:
– هو إحنا هنطلع فوق أوي كدا؟
ضحك وقال وهو بيشد إيدي ناحية الطابور:
– ما هو ده التحدي الحقيقي، يلا يا رسيـل.
العد التنازلي بدأ…
3… 2… 1
وفي ثانية، الصاروخ طار لفوق، حرفياً طار!
صرخت بصوت عالي وأنا مغمضة عيني:
– لييييييث!
ضحك هو وهو ماسك إيدي:
– فتحي عينيكِ يا جبانة، شوفي المنظر!
– مش عايزة أشوف، أنا حاسة قلبي وقع!
وفجأة… نزل الصاروخ بكل سرعته، صرخت وأنا بتعلق فيه بزيادة،
ولما وقف أخيراً، ضحكت بصوت عالي وأنا مش مصدقة إني لسه عايشة.
بصيتله وأنا متشبثة في إيده:
– عمري ما هركبها تاني!
إتجـهنا للعبة أقل هدوء بكتيـر، وهي لعبـة دوامـة الخيول، قعدت على حصـان لونه أبيض، وليث وقف يصورني بإبتسامة عريضة، بعدين إتصورنا سوا.
آخر حاجـة روحناهـا كانت لعبـة القناص بنصـوب فيها على لوحة وبنكسـب لعبـة..
قررت ألعب أنـا وليث، لحد ما خسـرت وزعلـت.
– يـارب تخسـر يا ليث.
– أما إنك بنت غيورة بصحيح، هو أنا لو كسبت هكسب لنفسي يعني؟
كتفت دراعي بضيق:
– يعني إيـه، قصدك إيـه؟
رجع ركز، وصوب بدقـة على آخر لوحة، وكِسب أكبـر دبدوب، شاله وإداهولي وهو بيقول:
– يعني بكسب عشـانك يا رسيل.
إتأثرت بالجملة وقولت بتلقائية وحنين:
– أوه، بحبـك بجد يا ليـث، إنتَ فرحتني أوي.
إبتسم بهدوء:
– إنتِ اللي خلتيـني أشوف الدنيـا من منظور مختلف، خلتيـني أضحك من قلبي.
روحنا وأنا حاضنة الدبدوب بسعادة، تغمرني حالة من الحُب، الحنين، الغرام…
لكن صحيت تاني يوم بشهق بعنف، لما إفتكرت إيه آخر جملة أنا قولتهاله.
“أوه، بحبـك بجد يا ليـث، إنتَ فرحتني أوي.”
صوتت بإحـراج وأعتقد الأوتيـل كله سمع صوتي.
– يا غبية يا رسيـــــــــــــل!
قاطع وصلة عتابي لنفسي، صوت خبط على الباب،
قمت من على السرير بتأفئف، وفتحت، توقعت ليث زي كل يوم..
لكن متوقعتش إن اللي بتخبــط تكون ســما!
– هــاي يا رسيل… محتاجين نتكلم.
ملامحي إتشنجت، وجسمي تجمّد في مكانه.
سما؟ هنا؟ دلوقتي؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سمائي)