روايات

رواية سمائي الفصل الخامس 5 بقلم جنة جابر

رواية سمائي الفصل الخامس 5 بقلم جنة جابر

رواية سمائي الجزء الخامس

رواية سمائي البارت الخامس

سمائي
سمائي

رواية سمائي الحلقة الخامسة

– هاي يا رسيل… محتاجين نتكلم!
إستغربت نبرتها اللي إتحولت عن آخر مرة كلمتني فيها في الفون، بعدها دخلت أوضتي تتفرج عليها بنظرات بطيئة وهي بتقول:
– حلوة مش بطــاله.
إتنهدت بضيق:
– جاية ليه يا سـما؟
بصتلي ببرأة نجحت في إصطناعها:
– كانوا محتاجين مساعدة من الشغل، فجيت…
وكمان عشان وحشتيني خالص يا رسيـل.
رفعت حاجبي:
– وحشتك؟
قربت وخدتني في حضنها:
– أيوه طبعاً وحشتيني، إنتِ صاحبتي وأختِ يا رسيـل.
عيوني إحتـارت.
– إزاي وإنتِ مزعقـة فيا آخر مكالمة بينا، ومزعلاني؟
بعدت عن حضني وقالت بإبتسامة واسعة:
– سوري متضايقيش مني، كانت ساعة شيطان وراحت لحالها…
كنت هتكلم لكنها قاطعتني بتقول:
– شكلك لسه مفطرتيش تعالي نفطر سوا،
هستناكِ تحت يا سيلو..
إتحركت خطوتين ناحية الباب ولفت شاورتلي وهي بتقول:
– بــاي!
فضلت حبة متنحة في أثـرها وأنا بقول لنفسي إن مخها جراله حاجة مش طبيعي أبداً اللي بيحصل ده!
جهزت، وكلمت ليث وقالي إنه سبقني للميتنج ومستنيني هناك،
لبست لبس فورمال، سوت كحلي، سيبت شعري بحرية، وحطيت كحل في عيوني يبرز جمالها..
قررت أتجاهل سما مؤقتاً لحد ما الميتنج ده يعدي على خير ضروري إن تأجيله المرة دي هيضيع فرصة كبيرة من شركتنا.
نزلت ووصلت للمكان اللي هنفطر فيه، لقيتها بتشاورلي من بعيد، فروحت قعدت قصادها،
وعيوني واسعين من الأصناف الكتير اللي سما طالباها..
سما في العادي بتاخد بالها من أكلها جداً، وبتاكل بالعافية!
– إيه كل ده؟
مسحت بوقها بمنديل وحطته على جنب وهي بتقول:
– عشان تتغذي سمعت إن عندك ميتنج مهم كمان ساعة.
هزيت راسي، وكنت هحط الأكل لنفسي، إتفاجئت بيها بتحطلي أكلي في طبقي، أصناف مختلفة لحد ما الطبق إتملى..
وبعدها رجعت لأكلها بهدوء وثبات مريب.
– رسيل أوعي بجد تكوني زعلانه مني على أخر مكالمة.
هزيت راسي بإيجاب وأنا بشرب العصير، وبعدين قولت:
– متشيليش هم يا سما، أنا كويسة.
ضحكت:
– حبيبتي وأُختِ والله.
حاولت أبتسملها بتوتر وبعدين بصيت لساعتي لقيت مر ربع ساعة، وقفت عشان أتحرك لكن حسيت بدوخة شديـدة..
غمضت عيوني بقوة، وفتحتها تاني، بس مفيش فايدة، كل حاجة حواليا بتلف وأصوات كتير دخلت في بعض.
وآخر حاجة حسيتها كان ألم في راسي أثر إرتطامها في الأرض، وبعدها سواد…
– ألـو..
– إنتِ إنسانة مهملة، حقيقي مشوفتش في إهمالك يا رسيل، ولا فاهم ليه بتندميني إني أخدتك معايا.
بصيت حواليـا لقيتني في أوضتي، والدنيا ليل، شهقت بعنف، وبعدين قولت لليـث:
– ليث الميتنج!
ضحك بسخرية:
– ياه هو إنتِ لسه فاكرة إن إحنا هنا بنشتغل أصلاً،
ولا لسه فاكرة تردي عليـا، إنتِ حطتيني في موقف محرج جداً إنهادرة يا رسيل.
حاولت أتكلم:
– ليث أرجوك إسمعني..
قاطعني بضيق:
– لولا سمـا إتدخلت على آخر لحظه كانت الصفقة هتضيع مننـا.
سكتت والصورة بدأت توضح قدامي، إتنفست بعنف وغضب بدأ يملاني…
قفلت مع ليث، وقمت إتجهت لغـرفة سـما، خبطت بعنف.
وأول ما فتحت البـاب زعقت فيها:
– إنتِ اللي عملتي فيـا كدا صح؟
هزت كتافها ببرود:
– عملتلك إيه معملتلكيش حاجة.
وجهت صباعي بإتهام في وشها:
– إنتِ اللي حطيتيلي حاجة في الأكل خلتني أنام كل ده وأضيع اليوم.
– تؤتؤتؤ يا حرام خيراً تعمل شراً تلقى، بقا هي دي شكراً بتاعتك يا رسيـل إني شلتلك اليوم، أنا ذنبي إيه إنك مهملة.
صوتت فيها بإنفعال:
– إنتِ اللي إنسـانة حقودة، وأنا واثقة إنك السبب في اللي حصلي إنهاردة.
كملت وأنا ببصلها بقرف:
– إيه كمية السواد والغل اللي جواكِ إتجاهي دي، عملتلك إيه لكل ده.
ضحكت بإستفزاز:
– روحي إلعبـي بعيد يا شاطرة.. وإبقي عبريني لو ساعدت أشكالك تاني.
كُنت هجيبها من شعرها على آخر جملة، لكن لقيت شخص بيجرني من إيدي لبعيد وهو بيقول بإنفعال:
– إنتِ إتجننتِ رسمي بجد، إيه الجنان اللي بتعمليه ده يا رسيـل.
– إنتَ متعرفش حاجة يا ليث، متدخلش بعد إذنك.
همس بعصبية:
– الأوتيل كله بيتفرج على خناقتك معاها، لمي الدور.
زعقتله:
– إنتَ بتقولي أنا لمي الدور، طب تمام أنا هوريك الدور اللي على حق.
هجمت على سما وجبتها من شعرها بغيظ، وللغرابـة سابت نفسها تماماً تضرب مني، وليث بيحاول يخلصها من إيدي لكن لا حيـاة لمن تنادي!
الموقف منتهاش غير وليث شايلني من فوقيها بيمشي بيا لبعيد، لحد باب الأوتيل ووقف نزلني وقال:
– راجعي حساباتك وتصرفاتك يا رسيـل،
أنا مصدوم فيكِ أوي!
ولف ضهره، وسابني ومشى، أكيــد راجعلها الضحية.
طلعت على شط البحر، والهوى بيصفع وشي كأنه بيزود وجعي، وساعتها بس دموعي نزلت…
كل اللي كتمته انفجر.
قاعدة على الرمل، ضهري منحني، وقلبي مكسور، جالي صوت مألوف، وإتفاجئت بزميلتي في الشغل من زمان بتقعد جنبي، شالت السماعة من ودنها وقالت:
– مين اللي مزعلك أوي كدا يا رسيـل؟
– حنين!
إبتسمت وهي بتطبطب على كتفي:
– بتعيطي ليه؟
رجعت أعيط وأنا بقول:
– أنا عيشت حياتي مخدوعة في صاحبة كنت فاكراها أختِ فهمتي، والشخص اللي بحبه مش قابل يصدقني مش قابل يشوفها جانية مش ضحية..
فضلت أحكيلها، تحت ريأكشناتها المتزنه، والحزينه، وبعدين قالت بضيق:
– الله أكبر على الغل والسواد، البت دي عينها من أستـاذ ليـث خلي بالك.
مسحت دموعي بإدراك متأخر:
– إزاي وأنا قيلالها إني معجبة بيه!
إتنهدت:
– تصرفاتها واضحة أوي، عموماً فيه ناس تحب أحلام غيرها وحياتها.
إتعدلت وهي بتمدلي إيدها بإزازة ماية بتقول بشجاعة:
– لو عايـزة أنا ممكن أساعدك نبعدها تماماً عن حياتك الفترة الجاية.
شربت الماية، وبعدين قولت بإستغراب:
– قصدك إيه؟
– قصدي إن البت دي بتلعب من تحت لتحت، وعايـزة تتربي وأنا العبـد لله بعون الله هربيهالك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سمائي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى