رواية سمائي الفصل الثالث 3 بقلم جنة جابر
رواية سمائي الجزء الثالث
رواية سمائي البارت الثالث

رواية سمائي الحلقة الثالثة
– إنتَ كويس يا ليث؟
بَصـلي شويـة بعدين ساب إيدي، وخرج من جيبة منديل بيحاول يوقف النز_يف.
– تعالى نروح المستشفى طيب يشوفوا حالتك دي.
بصـلي بطرف عيونه وبعدين قال بضيق:
– ما هو كلـه بسببـك.
تكشيرتي إتحولت لإستغراب، وشاورت على نفسي:
– أنـا ليه هو أنا اللي ضربتك لا سمح الله!
زعق بإنفعــال:
– لاء عشـان إنتِ مستفزة.
شهقت بصدمه من كلامه وزعقت قصاده:
– إنتَ بتغلط فيـا يا ليـث،
وبعدين أنا مقولتلكش تضربه، ولا تتدخل أصلاً، مطلبتش منك ده، لكن شكل الضربة قصرت على عقلك.
رمى المنديل بعصبيه في الأرض:
– يعني كنتِ عيزاني أستنـى إيه، بيقولك يا قـمر، إلهي يارب أسد يب_لعـه!
مناخيره رجعت تن_زف تاني بشكل أغرز، فغمضت عيوني بضيق من عصبيته وزعيقه اللي غير مبررين بالمرة، وبقول لنفسي أسيبه لحد ما يقع، مليش دعوة..
مشيت خطوتين بعيد عنه، عشان أوقف تاكسي،
بس قلبـي الرهيف أبى إني أسيبه يحتـار من غيري.
– بقولك إيه إستـحمل وإنتَ سـاكت.
مسك خده مكان ما حطيت تلج بألم:
– براحـة خدي هيورم يا شيخـة.
ضحكت بسخريـة:
– أحسـن عشان تبقى تزعق فيا كويس.
حطيت كيس التلج على الطربيزة، وقعدت أكـل الأيس كريم اللي إشتريته عشان أتسلى قصاد البحر.
جالنـا صوت راجل عجوز من ورانا بيقول:
– ربنا يخليـكم لبعض يا ولاد.
لويت بوزي ولفيتله بضيق:
– لا حضرتك فاهم غلـط يا عمو، ده Hulk مش ممكن بجد شبهه إزاي.
– صلي على النبي يا بنتي، ربنا يهدي سركم.
– عليه الصلاة والسلام، حضرتك مش عارف ده زعلني إزاي..
قمت من على الكرسي بإنفعال عشان أحكيـله لكن ليث شد إيدي أقعد مكاني ولف للراجل:
– خلاص يا عمي هنحل الأمور بينـا.
الراجل هز راسه وضرب كف على كف وهو بيحوقل وبيبعد عننا، لفيت لـ ليـث بعصبية:
– ما كنت تسبيني أشكي للراجل، بدل ما أنـا مكتومة كتمه العدس والرز!
مسك راسه بوجع، ف إتخضيت:
– ليث دماغك بتوجعك؟
مردش عليـا، فقولت:
– يلهوي أنا قولتلك نروح المستشفى، لكن إنتَ مبتسمعش الكلام.
لفلي وقال:
– أجيبلك أيس كريم تاني وتسكتِ..
– أهــه يعني إنتَ قصدك إنك صدعت مني عشان كده ماسك دماغك مش تعبان يعني، عارف أنا غلطانه إني وافقت أسافر معاك من الأول.
وبعدين كملت وأنا برمي التلج في البحر:
– مش إنتَ بقيت كويس وبتعرف تسوق يلا وريني شطارتك وروحني.
ضحك وقال:
– إنتِ كدا تمام يعني، طب يلا بينا يا عم سيمبا.
مش قادرة أوصف قد إيـه كنت فاكرة السفريـة دي هعرف هكتشف أفكاره، وهنقرب لبعض ونفهم شخصيـات بعض،
لكن تم بحمد الله، إتقفلت من ليـث بسبب عصبيته عليا الفترة اللي فاتت، وأنا إنسانه مبحبش حد يزعقلي على الفاضي والمليان!
– حضرتي الورق؟
هزيت راسي بـ أه، فقال:
– طيب روحي إجهزي يلا.
حطيت النضارة على عيوني وقولتله:
– أنا جاهز.
بَصلي من فوق لتحت، وبعدين إستغفر ربنا،
ترا والله ما أعرف شو هاد الكائن، وبشو عم يفكر!
– يعني إنتِ هتروحي الموقع بميكي ماوس.
– مالـه ميكي ماوس بحبه، وبعدين إحنا هنقف ساعات كتيرة في الموقع وسط العمال، والطوب والزلط، فمحتاجـة حاجة مُريحة.
كان هينفعل بعدين مِسـك نفسه، وقال بمسايسه:
– يعني إنتِ كدا مرتاحة.
قولت بتأكيد ولماضة:
– أه، فيه حاجة؟
ضحك بسخرية:
– لاء طبعاً هو أنا أقدر أتكلم، قدامي يا أخرة صبري!
– رسيــل إنتِ كويسـة؟
– جعانه.
قولتها تلقائي، بعيون حزينه.
– طب ساعة وهنخلص ونروح ناكل.
هزيت راسي بتزمر:
– لا يا ليث أنـا جعانه أوي دلوقتي.
رفع إيده بإستسلام:
– خلاص هاخد ريست، إستنيني دقايق وجايلك.
– حـابة تاكلي إيه؟
– طــاجن رز معمر، ولحمة.
إبتسم وقال للويتر:
– إتنين طاجن رز معمر باللحمة،
وإتنين وعصير برتقال فريش.
بصيت من الشباك اللي بيطل على البحر، وخرجت تليفوني أصور المنظر، بعدين قعدت أشوف الصور لحد ما وصلت لصور يوم الحفـله فضحكت وويته الصورة.
– هو أنا مطلع لساني ليه؟
– خليك معترف إن صحتك العقلية كانت في تدهور يومها.
ضحك بعلو صوته، وبعدين قال:
– ما أنا واخد معايا واحدة مجنونة ليـا حق أتجنن رسمي!
رفعت حاجبي بدهشه:
– والله يا ليـث؟
ضحك بهدوء:
– بهزر متاخديش على خاطرك البونية لسه مخفتش..
– لا متقلقش أنا إيدي صغنونه خالص ومبعرفش أضرب حد.
إبتسم وبعدين حمحم:
– رسيـل..
– نعم؟
– أنا بعتذر أوي على زعيقي ليكِ الفترة اللي فاتت،
ممكن تصفـي من إتجاهي.
إبتسمت وبصيت بعيد، وبعدين بصيتله:
– أنا مبشيليش من حد يا أستاذ ليث.
– ياه هو إنتِ لسه فاكـرة بعد كل المرمطة دي إني مديرك؟
– شوفت إزاي، It’s the rules.
– يا شيخة بجد والله؟
قولت ببساطة:
– أه والله.
– طب صافي يا لبن..
غمزتـله:
– حليب يا قشطة.
الأكـل وصل، ولسه هقول بسم الله لقيت تليفوني بيرن، حطيت المعلقة على جنب بإحبـاط، وبصيت في تليفوني، لقيت سـما.
كشرت بإستغـراب وسخريـة هي لسه فكراني يعني!
– ألـو يا رسيـل.
لهجتها كانت مندفعه فقولت بهدوء:
– أيوه يا سـما عامله إيه؟
– هو سؤال واحد إنتِ سافرتِ معـاه؟
ضحكت وأنا بشرب من العصير، وبعدين قولتلها:
– مش إنتِ شايفه إني مش موجودة في مكتبي بقالي تلات أيام.
– أه.
– لسه فاكرة بقا تسألي عليا، إفرد كنت تعبانه، عادي يعني؟
إتنهدت وقالت بصوت مكتوم:
– يعني سافرتي معاه.
– أيوه يا سما إنتِ إيه مشكلتك.
صوتها عِلي بشكل خلى عيوني توسع بذهول.
– مشكلتي إني قولتلك ملكيش دعوة بيه، وبردو مفيش فايدة فيكِ، إنتِ فاكرة نفسك إيه؟
– لا إنتِ شكلك إتجننتي يا سمـا وأنا مينفعش أتقبل إسلوبك ده.
قفلت السكه في وشها، وأنا بتنفس بوتيرة سريعة،
دقات قلبي عنيفه، وأنا بفتكر زعيقها فيـا بالشكل الهمجي ده..
ليث بصلي بتساؤل:
– إنتِ كويسه؟
هزيت راسي بـ أيوه، فقال:
– طب كلي يالا الأكل هيبرد.
مسكت المعلقة لقيت إيدي بتترعش بشكل ملحوظ، كان هيرجع لأكله لكنه بصلي بإستغراب:
– هي المكالمة كان فيها حاجة؟
قولت بتلعثم:
– لاء أنا كويسة.
حاولت أثبت إيدي، وأوقف توتر، لكن الأمر إتقلب معايا لعياط..
– رسيـل، إهدي متعيطيش.
قولت وسط دموعي:
– أنا مبعيـطش.
حاول يسايسني:
– طيب تمام أنا اللي بعيط، ممكن متضايقيش نفسك بقا.
مسحت دموعي، وأنا بقوله:
– أنا كويسـة بجد متقلقش.
الحقيـقة إن زعلت وصعبت عليا نفسي من جوايا، إن صاحبتي اللي توسمت فيها خير تعاملني بالشكل ده، والأسلوب ده بدون ما اكون عملتلها اي حاجه.. إفتكرتها أختِ اللي هتقف جنبي، لكنها الفترة اللي فاتت كانت بتزعلني مره ورا مره وأنا كنت بتغافل وبعدي بمزاجي على اساس انها ممكن تكون بتمر بحاجة مش عايزة حد يعرفها..
لكن المكالمة دي اللي تسببت في ان دموعي تنزل، خلتني أحس ان هي دي القشة التي قسمت ظهر البعير!
– بتعملي إيه ياللي منك لله؟
– منك لله إنتَ يا ليث.
– تمام خصم نص شهر على المسبة التي لا أقبل بها دي.
وقفت وسط البحر بالعوامه الفلامنكو:
– ما إنتَ اللي بدأت الأول.
مسح وشه بإنهيار:
– يا ستِ إنتِ أنا المدير هنـا.
– ست في عينك، أنا مدموزيل رسيـل.
– لا هو أنتِ فاكرة عشان لبستي العوامة الفلامنكو ونزلت تعومي عوم كلابي ف إنتِ كدا عديتي يعني!
– أه طبعاً أنتَ عارف العوامه دي بكام.
– طب أخرجي يا رسيـل ورانا شغل الله لا يسيئك.
– الماية حلوة يا ليـث أجل الشغل يوم تاني.
دخلت البحر لجو أكتر وإستجميت، شوية وسمعت صوته جنب ودني بيقول:
– أ أجل إيه يا عنيا!
إتخضيت منه، ولفيتله:
– وه إنتَ نزلت البحر.
– شوفتِ إزاي يلا قدامي زي الشاطرة كدا عشان نلحق الميتنج.
هزيت راسي بتزمر:
– لاء لاء مش هطلع.
رشني بالماية بغيظ:
– هو أنا واخد معايا بنت أختِ.
رفعت حاجبي:
– عندك مانع يعني؟
– أنا أقدر ده إنتِ أحلى بنت أخت في الكوكب والكواكب المجاورة.
– طب روح شوف الميتنج بقا ربنا يسهلك أمرك.
بصلي بزهول، فبعدت عنه حبه حلوين، لقيته قالي:
– طب متزعليش لما أخصملك بجد، وأقطعلك تذكرة رجوع للقاهرة، وخلي بالك بقا عشان الحته دي غريق.
ضحكت على كلامه، ومهتميتش غير باللحظة اللي بعيشها ولكن…
ثواني، وحسيت إن رجلي سابت الأرض… العوامة إتزحلقت من تحتي، وإيدي ما مسكتش حاجة.
جسمي نزل بسرعة، والمية دخلت بقوة في مناخيري ووداني، حاولت أطلع، أصرخ، ألوح، بس الصوت مكتوم، وحركة إيدي بقت ضعيفة.
عيني بتتفتح وبتقفل، وكل اللي كنت شايفاه هو ضلمة… ضلمة مرعبة بتلف حواليا من كل ناحية،
وبعدها… مافيش بعدها.
تفتكــروا ليـث هياخد باله وهيلـحقها، ولا اللحظة دي هتغير كل حاجة بينهم؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سمائي)