روايات

رواية سلطان الهوى الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية سلطان الهوى الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية سلطان الهوى البارت الثالث

رواية سلطان الهوى الجزء الثالث

سلطان الهوى
سلطان الهوى

رواية سلطان الهوى الحلقة الثالثة

أصابتها صاعقة كهربائية، نطقه لإسمها وضعها بنقطة اللاشيء.
هيف كلمة لطالما تمنت سماعها من بين شفتيه الرجولية من جديد، مشاعر ما بين الوجع واللذة، جسدها يصرخ لكي يسقط بداخل أحضانه ليروي عطشه، ارتجف فكها بطريقة ملفتة تعلم أنه يهددها فقط ولن يفعلها.
من الواضح نسي أنها تعرفه وتحفظ تصرفاته أكثر من نفسه.
علمها الصلاة، حفظت على يديه القرآن، وهو أول شخص يضع على رأسها الحجاب، كيف يأخذها كجارية أو يفتح جناح الجواري بعد يوم واحد من زواجه.
جملة خرجت من نيران قلبه المشتعلة إلا أنه لن يفعلها خصوصًا من أجل شكران زوجته المطيعة.
عاد إلى الخلف، الخروج من هذا المكان أفضل حل، أصابته لعنة عشق ستأخذ روحه.
صوتها الذي يشبه قطرة الندى بصباح يومٍ مشرق أوقفه مكانه متحجر وهي تنطق حروف اسمه:
– بدر.
أروع من هذا لا يوجد، بلهجة مميزة أثارت أشواقه الأكثر من مشتاقة لها، عاجز عن الرحيل كما هو عاجز عن النظر إليها، يخشى إظهار ضعفه أمامها من جديد.
بات يتألم بقربها أكثر من بُعدها، لحظات عمره معها تسير أمام عينيه مثل شريط السينما.
دار لها ليقابل عينيها الزرقاء الواسعة، أنفها الذي لا يظهر من معالمه سوى فتحتين صغيرتين، شفتيها الساحرتين.
من خصلاتها علم هويتها، من نظراتها المتلهفة على رؤيته علم هويتها، من نبضات قلبه الصاخبة تيقن من عودته إلى الحياة من جديد.
هو كما هو مع الجميع… سلطان، معها طفل مقسم جزء معها وجزء معه.
أين صوته؟ بين سحرها حاول إثبات القوة بنبرته مردفا:
– خير… هتكذبي و تقولي إنك مش هيف؟!
حركت رأسها بنفي مردفة:
– لا مش هكذب، بس مش متوقعة إنك أول ما تشوفني بعد السنين دي كلها تدي ليا ضهرك، للدرجة دي مكاني في قلبك بقى مش موجود.
تلعب بمشاعره مثلما تريد وهو مثل الأحمق يترك لها زمام الأمر.
مكانها بقلبه أحرقته ليالي الفراق الطويلة وأيام الحرمان الكريهة.
لماذا دائمًا تضغط على وجعه وتعطي له المزيد؟!
بوجه جامد ونبرة خالية من التعبير مشيرًا بأحد أصابعه إلى شرفة غرفتها المقابلة لهم.
– من يوم ما أديتي ليا ضهرك ومشيتي مش عامل حساب أي حاجة حلوة كانت بنا ومكانك في قلبي ملوش وجود، عايزة تفضلي هنا… قصر السلطان مش بيطرد حد من شعبه، عايزة تمشي للمرة التانية هقولك الباب مفتوح.
دموعها دائمًا تكون ضلع القوة بأي خلاف بينه وبينها.
يحث نفسه على الاستسلام، يكفي وجع وفراق إلى هنا، الأكبر من غفرانه لها امرأة حملت إسمه وقلبه متعلق بها سيضع قلبه تحت سيفه ويكمل طريقه.
اختارت الخروج من دائرة ظله لتبقى بمفردها، ماذا تريد منه الآن؟
بكف يد مرتجف أشارت على نفس الغرفة مردفة:
– بعشقك ومتأكدة من عشقك ليا، الجناح ده عشت فيه أجمل أيام حياتي، حبي ليك خلاني أهرب بعيد عنك سنة وأكتر بس مقدرتش رجعت وفضلت جنب الفرس ده خيط بيربط بين حب عمره وأمان خايف أبعد عنه، وقت لما عرفت الحقيقة كل حاجة بقت باللون الأسود، أنا بقيت من غير أهل بسيفك وسيف ووالد، دمي… أغلى الناس عندي ريحته في كل دقة قلب ممكن تجمعنا سوا، أهرب وأبعد أو أغدر وآخد تار اللي ماتوا، طفلة مش فاهمة حاجة مطلوب منها القتل، واحد من غيره بتكون ناقصة بنته وأخته وحبيبته، اخترت الهروب بس مقدرتش.
اعتراف مهلك لقلبه المسكين الذي تسكنه متربعة بكبرياء.
لو بوقت غير الوقت لكان أعلن زواجه منها بنفس اللحظة.
بهمس خشن سألها:
-لقرارك الأخير إيه؟! فين الفرق بين زمان ودلوقتي عشان تفضلي قصاد مني، دم أهلك برد ولا قلبك انتصر.
للمرة الثانية تنفي صحة كلماته يا ليتها بتلك القوة لتأخذ قرار يريح أوجاعها.
أعطت بعض الطرواة إلى شفتيها الجافة قائلة بغصة تملأ حلقها:
– لا ده ولا ده، أنا مش قادرة أبعد ولا عارفة أكون معاك.
– المرة دي أنا صاحب الكلمة الأخيرة، وبقولك مفيش أمل عشان تكوني معايا.
أغلق الباب خلفه وتركها وحيدة تخوض حرب اليتم بمفردها.
دمعاتها تتساقط، جسدها أصابه حالة من الارتخاء، قلبها ينقر آلامًا مبرحة.
لحظة الفقدان ما أبشع تجربتها وأصعب التأقلم عليها.
أبوها يبغض وجودها مثله مثل أي رجل عمى عينيه الجهل، حلمه وهدفه الوحيد صبي يحمل إسمه، حتى لو إبن عاق.
اعتادت على الإهانة منه حتى لو بنظرة عابرة، كانت والدتها سندها ومركز قوتها، وضعت بداخلها عشق يسمى مصطفى، زواجها من مصطفى خطة رسمتها والدتها منذ طلقات الولادة.
أحبته بالفطرة تخيلت ملامحه بأحلامها ليأتي الخط الفاصل وترحل حياة، بكت… إلا أن وجعها تضاعف مع كل دمعة خائفة من القادم.
اشتاقت إلى وجهها وابتسامتها بعد ساعاتٍ قليلة من الرحيل كيف سيكون حالها بعد عدة أيام؟!
لو وقع عليها حائط لن تشعر بهذا الألم الذي يركض بانحائها يعتبرها بيته.
ضمت ساقيها إلى صدرها ساحبة وسادة الفراش تكتم بها صرختها، رائحته بالوسادة أدلفت الأمان بين صدرها لتتنفس بهدوء.
شتان بين رجولته وأفعال والدها المشينة، ظل يقهر بهما حتى انتهت حياة والدتها.
أغلقت عينيها براحة نفسية مصحوبة بلذة تشعل الأجواء، استسلمت لسلطان النوم بعدما نال منها اليأس ما ناله، ساعة والثانية فالثالثة أعطى القمر ابتسامة حلوة قبل أن يسلم مهمته إلى الشمس.
دلف إلى الغرفة بثقل ليس له مثيل أصبح عمره أضعاف، لا يشعر بموت حبيبته لأن قطعة طبق الأصل منها تزين فراشه، ابتسم من بين بحر أحزانه على مظهرها الطفولي، ماذا يريد من فتاة بالتاسعة عشر من عمرها.
خصلاتها الطويلة تغطي معالم وجهها، لعن بداخله هذه الخصلات الموروثة عن خصمه لأول مرة يراها من تحت الحجاب، إنذار قوي يضعه أمام الحقيقة، ليست حبيبتك، هى ابنتها.
لا يهم سيعيش معها كل تجربة أراد أن يخوضها مع حبيبته لو على لون الخصلات سيغيرها.
هشة ناعمة أتت إليه بوقت تغلب به على كل الصعاب، ليس بطريقه أي عائق حتى يعيش سعادته المفقودة.
ضمها إلى صدره لتقوم الحلوة من غفوتها خائفة مع شعورها ببعض الدفء على رؤية مقيدها.
ما بين الحلم والحقيقة ابتسمت له بسحرها المسيطر عليه، تصلب جسده وانحبست أنفاسه مع كلمة خرجت من بين شفتيها المهلكة بلا وعي.
– بحبك.
ملامح حياة مع كلمة بهذا العمق أخذته وذهبت به إلى أبعد مكان ممكن، ألصقها به يتمتع بنعومة أنثى صافية ببراءة طفل يُلقي على العالم أول نظرة.
– وأنا بعشقك يا حياة.
فاقت هي، فاقت من حلمها الوردي على كابوس مرعب، فتحت عينيها على وسعهما ماذا فعلت بكل غباء وإلى أي موقف وضعت نفسها، لو انشقت الأرض وأخذتها من أمامه سيكون أفضل شيء حدث له.
غصة مريرة ابتلعتها بحلقها رغما عنها مبتعدة عنده مردفة بنبرة منكسرة أهانت نفسها بنفسها:
– أنا خديجة مش حياة يا باشا.
خديجة! أهو بقسوة مميتة إلى هذة الدرجة ليقتل فتاة بعز شبابها، وردة صغيرة جميلة تتفتح بين يديه منتظرة كلمة بسيطة تشعرها بأنوثتها إلا أنه وبكل غباء قطفها قبل الأوان.
وضع خصلة شاردة خلف أذنها مردفًا بابتسامة متوترة:
– عارف إنك خديجة، لكن غصب عني بشوفك فيها، أنا وهي اتولدنا في نفس اليوم ماتت هي وادتني هدية جميلة تكمل معايا المشوار هو أنتي يا خديجة.
يكذب، يحاول تجميل الحقيقة بأنها مجرد دمية تشبه حلم لم يستطع تحقيقه إلا أنها راضية.
صعب على أي شخص الوقوع بالحب بهذه البساطة خصوصًا لو كان أفنى شبابه بعشق سراب.
احترمت عطفه عليها وإحترامه لمشاعرها التي جرحها دون قصد.
رفعت كفها المرتجف ثم وضعته أسفل ذقنه تضم وجهه إليها وهي تنظر إليه من بين أحضانه مردفة بهدوء:
– مشاعرك وصلت ليا من أول مرة وقعت عيني عليك لما اتجمدت وتخيلت أن أنا هي، الحب اللي جواك ليها بنام عليه كل يوم من حدوتة منها وعندي احترام كبير لمشاعرك دي، كل اللي بطلبه منك فرصة ليا وليك نبدأ فيها من جديد كل واحد فينا يدور على نفسه في التاني يمكن يكون ليك مكان جوايا وليا مكان جواك.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سلطان الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى