روايات

رواية سفينة القدر الفصل الاول 1 بقلم شمس العمراوي

رواية سفينة القدر الفصل الاول 1 بقلم شمس العمراوي

رواية سفينة القدر البارت الاول

رواية سفينة القدر الجزء الاول

رواية سفينة القدر
رواية سفينة القدر

رواية سفينة القدر الحلقة الاولى

كانت تسير بجوار والدها وهي وتضع يدها في راحت يده مثل الطفلة الصغيرة التي تحتاج إلي من يقودها.
فنظرت إلي راحت والدها و ابتسمت برقةٌ ثم أغمضت عينها تتخيل مشاهد إلي روايتها ،لكن فتفتح عيناها بتفاجئ وهي تشعر أنها تقع علي شيء لزج فعلمت انها وقعت في بركة من الوحل لم ترها بسبب انها أغمضت عينها ؛قهقهت ضاحكة علي حالها ثم عدلت من نفسها و نظرت إلي والدها وقالت :-
-مش قولت لك يا بابا أن حظي السيء مربوط بيا والله لو أخذتني للمريخ هو في ديلي.
قهقه والدها قائلاً وهو ينظر إلي ابنته:-
– انا الي سبت ايدك عشان تتعلمين انك تفتحي وأنتِ بتمشي، وقومي عشان تبدلِ هدومك.
هزت مودة رأسها ثم وقفت و همهمت قائلة بحزن:
-بابا هو انا وحشه أو كدا؟
نظر والدها إليها ثم قال بهدوء:-
-لم أري بجمالك يا حبيبة والدك.
ضحكت عينها بحزن وسألت قائلة :-
-طيب ليه مافيش حد راضي يصاحبنِ؟
ليه الكل بيبعد عني،والله يا بابا انا بحبهم كلهم ،لكن فيش ولا واحده حبتني.
نظر إليها والدها ثم ابتسم بهدوء و رفع يده يمسح علي وجنتيها الحنطية وقال بهدوء: –
-المشكلة مش فيكي يا حبيبتي المشكلة فيهم هما،..هما إلي مش قادرين علي أنهم يشوفوا قد ايه أنتِ نقية و تتحبي،مش قادرين يشوفوا قلبك؛ عشان كدا متزعليش نفسك يا حبيبتي بكره هما إلي هيجروا وراكي عشان تكوني صحبتهم ،عرفه ليه؟
-ليه؟
سألت بهدوء وعينها الغريبة التي تتجمع بها بعض الألوان فلا تعلم لونهم من كثرتهم.
اتسعت ابتسامته وقال وهو يمسك أنفها الصغير :-
-عشان بنوتي الحلوه هتكون احسن كاتبة في العالم كله ،لكن محتاجه شوية ثقه عشان تظهر إسمها الحقيقي بدل المزيف إلي عيشه بيه، وبعدين هو في وحدة عقلة في الدنيا تسمي نفسها عتمة الليل؟
ارتفعت شفتيها بابتسامة عريضة وقالت بهدوء وهي تنظر إلي داخل عين والدها الذي محى حزنها كما تمحي الرصاص من علي الورق.
-شوف يا حاج عتمة الليل معناه عندي، أن حياتي زي الليل الخالي من أي قمر أو نجوم تنور الطريق ،لكن منظرة الشمس تطلع عشان بعد كل عتمة ليال ،يوجد صباحاً مُشرق.
قالت وهي تمسك يده مرة أخرى وسارت بجواره و علي وجهها بسمةٌ هادئة تشبة قطرة الندي علي اوراق الأشجار المثمرة في فصل الربيع.
وصلوا إلي الميناء ثم نظروا إلي السفن، فنقل والدها نظره وقال بهدوء :-
-مودة أنتِ عرفة مكان الغرفة روحي بدلي هدومك و استني هناك.
هزت مودة رأسها ثم قادتها قدميها إلي غرفة والدها ثم فتحت الباب و أخرجت بعض الملابس ففي بعض الأحيان تقف في المشاكل التي تلاحقها و تبتل ملابسها فحضر والدها البعض في غرفة تبديل الملابس حتي لا يدعها تعود إلي المنزل و تبقي فيه وحدها.
بعد أن انتهت من تبديل ملابسها أخرجت هاتفها ثم كتبت في مدونتها الشخصية:-
“يوماً آخر والوحدة تقتلني
#البائسة_عتمة_ليل”
وبعد أن أنهت المنشور خرجت من الغرفة فوقع نظرها علي سفينة كبيرة جدا ،اقتربت منها بتروٍ ثم صعدة عليها ونظرت الي جمال السفينة فأخرجت هاتفها ثم أخذت بعض الصور لها وهي تقف بها لكن أوقفها أحد قائلاً بهدوء : –
-مودة انزلي من عليها عشان السفينه دي مش مصرية .
هزت مودة رأسها ثم قالت بلطف :-
– وهي بتعمل أي في الميناء؟
قال العامل بهدوء:-
– بتحمل شوية مون زي المية و الاكل.
هزت مودة رأسها ثم نظرت علي المرسات و اقتربت منها وقالت :-
-هنزل قبل ما يمشوا متقلقش.
كانت مودة معروفة في الميناء بسبب تربيتها به ،فقد كان والدها الذي يعمل مصلح سفن كان يحضرها معه منذ وفاة والدتها، فأصبح كل من بالمكان يعلم من هي وأصبح لها بعض الحقوق في السير و النظر الي السفن من الداخل غير أنها أصبحت تتقن مهنة والدها وتعمل معه أحياناً فقد اخرج لها والدها رخصة لدخول الي الميناء و توظفت به كمصلحة سفن مثل والدها .
سارت علي السفينه وتنظر إلي كل شيء بها ثم اقتربت من مكان منعزل لا يراه أحداً ثم نظرت إلي الشمس التي تظهر في منصف السماء .
ابتسمت بحماس و أخرجت من حقيبتها
مذكراتها و بدأت في كتابة رواية خطرت علي بالها وهي تنعزل عن العالم و تذهب إلي علمها الخاص ،عالم من الخيال ينير قلبها الذي تنهش الوحدة بداخله.
في إحدي ارقي الفنادق في المحافظة كان هناك الكثير من الضجة الإعلامية التي تتجمع حول اشهر الممثلين العالمين وهم يسألون عن فلهم القادم و يأخذون منهم بعض المعلومات الشخصية.
جاء المخرج الذي قال إلي أحد رجال طاقم العمل :-
-حان وقت العودة.
هز الراجل رأسه ثم أخبر طاقم الإنتاج و الممثلين علي أنهم سوف يعودون إلي السفينة.
خرج الجميع من الفندق ثم ركبوا سيارتهم و اتجه الي الميناء.
كان يجلس في مكانه المناسب وهو يتصفح
هاتفه ولم يهتم بأي معجب من الذين يهتفون باسمه.
نظرت اليه الممثلة التي سوف تكون بطلة الفلم الذي يمثل فيه.
قالت بهدوء:
– مارتن ما رأيك بالمكان؟
قال مارتن بهدوء ولم يبعد عينه عن الهاتف:-
-ممل.
هزت راسها ثم نظرت امامها و عندما وصلوا الي الميناء نزل الكل من السيارة الكبيرة التي كانت لطاقم العمل.
دخل الكل الي الميناء ثم اتجهوا الي السفينة الخاصة بهم ثم مر بعض الوقت و خرجت السفينة من الميناء وكانت مودة لا تزال تنغمس في عالم الخيال الذي يُمحى الواقع و جميع حواسها.
في السفينه كان الجمع ملتف حول احد وهم يوجهون اسلحتهم في وجهه،فنظر اليهم بلامبالات وهو يحرك التمثال الفرعوني للملك توت عنخ آمون
ثم ابتسم بخبث و فجأة أختفي الشخص.
صرخ أحد الرجال بصوت مرتفع قائلاً بغضب :ابحثوا عنه في الحال.
بدأ الكل في البحث علي الملثم داخل السفينه ولم يجدوا له أي أثر.
كان يركض داخل السفينه وهو يبتسم بخبث ثم وقف فجأة عندما وقع نظره علي فتاة تجلس علي سور السفينه و تكتب شيء.
نظر حوله ثم وقف بعض الوقت يُرمقها بهدوء ،لم يدوم وقوفه كثيراً حتي اقترب من الفتاة التي لا يظهر أي شيء من وجهها ،ثم سند يده التي تحمل التمثال الفرعوني للملك توت عنخ آمون وهو يدحرجه ببرود وسأل مستفسراً:-
-من أنتِ و ماذا تفعلين هنآ؟
صرخت مودة بتفاجئ ووقع الكتاب الذي كانت تكتب به في ماء البحر فنظرت إلي الكتاب وهي تشعر أن روحها تخرج من جسدها لكما ابتعد عنها الكتاب.
نظر إليها الملثم وقال بهدوء وهو ينظر إلي الكتاب : -عفواً هل جاءت في وقت خطأ ؟
لم تجب عليه مودة التي تشعر أن عينها تحرقها وتريد البكاء من شدة حزنها علي الكتاب الذي به اغلب أعملها الكتابية غير رسالة والدتها المتوفى.
نظرت إلي الكتاب ثم مدة يدها بهدوء و خلعت عنها حقيبتها ثم قفزت في الماء.
فتح الشاب عينه باندهاش ثم بحث بعينه عليها عندما لم يجد لها أي ثر في الماء.
وكذلك جاء الكثير من الرجال و نظروا إلي الماء يبحثون علي الفتاة وهم يشعرون بالاندهاش عندما قفزت.
سأل المخرج مستفسراً إلي الشاب الذي بدأ في خلع ملابسه للاستعداد للقفز في الماء:-
-ماذا أخبرتها حتي تجعلها تقفز في الماء؟
لم يجب عليه مارتن بل قفز في الماء يبحث عن الفتاة.
في الميناء خرج والد مودة من إحدي السفن ثم قال بهدوء إلي أحد رجال طاقم العمل :بقولك أي يا مصلحي روح لي مودة في غرفة بتاعت وقلها تجي .
قال مصلحي وهو يبتسم:-
-متجوزني بنتك دي يا عم صابر.
رفع صابر حاجبه ببرود ثم قال :غور من وشي يا مصلحي مش نقصه ام كلامك،اصل انا مش لقي غيرك عشان أجوزك البيت إلي حلتي.
-ليه يا عم صابر هو انا وِحش ولا ايه؟
قالها مصلحي بنفاعل وهو ينظر إلي صابر بضيق.
نظر إليه صابر ثم تنهد به هدوء وقال :-
-انت مش وحش يا مصلحي لكن بتني صغيره عليك و كمان مودة مش من توبك ولا هتستحمل طباعك إلي زي الزفت.
-اتغير عشنها يا عم صابر.
قالها مصلحي بتفائل وهو يهم بالوقوف.
-والله الي فيه داء عمره ما بيغيره يا مصلحي، وقفل علي الموضوع انا مش موافق ،وبطل تكاسل وروح نادي لها.
قالها صابر بهدوء وهو ينظر إليه بحزم .
نفخ مصلحي الهواء بضيق ثم تمتم وهو يبتعد :-
-قال يعني هيلقي في جمالي و لا خفت دمي فين ،عالم وش فقر صحيح.
أستمع صابر إلي تمتمت مصلحي ثم هز رأسه بيأس منه و أكمل ما كان يفعل .
دق مصلحي علي باب الغرفة بهدوء وهو ينادي بصوت مرتفع علي مودة :-
– يا ست البنات ابوكي عاوزك.
لم يجد أي رد فقرر أن يعود إلي والدها فمن المستحيل أن يفتح الباب فقد نبه عليهم صابر قبلاً ومنعهم من دخول تلك الغرفة مهما حدث بها.
عادي مصلحي إلي صابر وقال بهدوء:
-بقولك أي يا معلم انا ملقتش ست البنات في الغرفة.
نظر إليه صابر بغضب و سأل مستفسراً:-
– أنت فتحت الباب ولا اية ؟
نظر إليه مصلحي وقال بضيق :-
-يعم خلي فيه شوية ثقه ،وبعدين هو انا هفتح عليها باب الحمام ؛انا لما ملقتش رد جيت هنا علي طول.
نظر إليه صابر وقال وهو يبتعد عن المكان : –
خليك هنا و إياك تتحرك لحد ما ارجع و إياك ثم إياك يا مصلحي تلمس حاجه.
نظر إليها مصلحي بضيق وصرخ بصوت مرتفع :-
-جرى أي يا عم صابر ما تخلي شوية ثقه من ناحيتي شوية يا عم.
نظر إليه صابر وقال ببرود وهو يبتعد :-
-في الشغل اثق في كلب من الشارع ولا اثق فيك يا مصلحي.
نفخ مصلحي بضيق ثم صرخ يتوعد له :-
– ماشي يا عم صابر ماشي.
نفخ الهواء بضيق ثم نظر إلي الماطور ثم نظر إلي المكان الذي أختفي فيه صابر ثم انحني ونظر عليه ثم بدأ بالعبث به وهو يمدح في نفسه قائلاً:-
-الله عليك يا واد يا مصلحي انت معلم احسن من المعلم نفسه.
وصل صابر إلي غرفته ثم فتح الباب وهو ينظر داخل الغرفه و يبحث علي مودة و ينادي عليها :-
مودة في حاجه في….!
نظر في الغرفة بتعجب من عدم وجودها ثم مشى يده علي وجهه و قرار أن يبحث عنها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفينة القدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى