رواية سراج الثريا الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الجزء الثالث
رواية سراج الثريا البارت الثالث
رواية سراج الثريا الحلقة الثالثة
﷽
السرج الثالث «بداية العاصفة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
رغم أن ضوء النهار كان قد بزغ بشعاع الشمس
لكن ذلك الكهف الذى بحُضن الجبل كان شبة مُظلمًا هنالك ضوء شُعلة نيران متوهجة فوقها ركوة شاي وبصيص أرجيلة يتنفس دخانها بإستمتاع ينسي كل شئ الا هي من سلبت قلبه منذ سنوات يُراقبها مثل الثعلب الذي يُراقب عُش الدجاج ينتظر إصطيادها، لكن لم يتوقع أن يراها ثعلب آخر ويخطفها من أمامه يتزوجها
تجمرت عيناه بإحمرار لهيب تلك النيران يُزفر نفسه ساخنًا بل مُلتهب وهو يُعيد الى رأسه تباهي غيث بما كان يفعله بـ ثريا وهي قابله بل وراغبة فى ذلك، ذُلها أسفل أقدامه كُل ليلة تلتمس منه قُبلة رضا يُعطيها لها بعد مذلة، تهكم بداخل عقله لو كان ذلك صحيح لكانت حزنت عليه بعد خبر مقتله التى إستقبلته ببسمة كآنها تحررت من قيود نارية لم تنتظر طالبت بحقها من أملاكه، قطعة الأرض التى أخذتها لا تساوي واحد فى المئة من حقها، لكنها تُحارب سطوة العوامريه تود هز قيمتهم أن هنالك من إستطاع أخذ شئ منهم ولو كان صغير، والأصعب أنها إمرأة عاشت بينهم وإختارت الهروب من نعيم كاذب بينهم، لا سطوة ولا أموال عائلة العوامري إلتزمت بهم، بل إختارت الهروب، لا بل النجاة كما قالت، شت عقله فيما يُصدق كذب غيث بشأن غرام ثريا به، أم ما فعلته ثريا بعد مقتله كآنها كانت تود الفِرار لكن بالتأكيد جبروت غيث كان أقوي منها.
حاد بعينيه وتنبة الى من يُحدثه قائلًا:
قابيل بيه الفحم بتاع الأرجيلة إنطفى أرص لك حجر تاني.
نظر قابيل الى حجر الآرجيلة الذى إنطفأ وهج فحمها زفر نفسه ونهض يترنح قائلًا:
لاه أنا مزاجي مش رايق هعاود لداري، كمان عندي شُغل تسليم بضاعة كتان ولازمن أبجي فايق، هعاود أتحمم.
وقف الآخر له بإحترام واهي فهو مثله ثعلب جائع لا يشبع من الدم…. ولو بيده لفعل مثله وقتله لكن يخشي ذلك، يود فرصه ولن يتردد بسكب فحم منقد النار فى حلقِ جوفه يحرقه.
سار قابيل يترنح بين زوايا الجبل الذى يحفظها جيدًا، حتى وصل الى ممر مفتوح سار به الى أن وصل الى سيارته المركونه بمكان قريب، ترجل السائق من السيارة وفتح له الباب، صعد الى داخل السيارة إضجع برأسه على مسند المقعد تعود له هلاوس وإشتياق لنيل إمرأة واحدة، عكس تلك المعتوة التى إبتلى بالزواج بها ضمن قيود عائلية، كم يود أن يسحقها وتختفي من عتمة حياته، وتُضئ أخري مكانها بالغرام.
❈-❈-❈
بمنزل ثريا
سكين توضع على رقابتها وضحكة غليظة تصدح بشرر.. عيون شريرة تنظر لها كُل ليلة، تقترب من وجهها فى الظلام الحالك، أنفاس مُلتهبه رائحة كريهه تُشبه رائحة الموت تقترب منها، وقلب جحود يهوى الشر،وكلمة تخرج من فمه قادرة على سلب روحها
وجملة واحدة تتردد بعقلها
“تحبي أجتل(أقتل) مين الأول أمك ولا أخوكِ”
وإجابة معروفة هي من تُهدر كرامتها كُل ليلة.
نهضت بفزع كالعادة إستغفرت نظرت حولها كانت الشمس قد غزت بنورها الظلام
تنهدت براحه وهي تنظر نحو ذاك الشباك التى تركته مفتوح كي يُدخل نسمة هواء تُرطب حرارة الغرفه مع تلك المروحه الهوائيه القريبه من فراشها، عادت تتمدد على الفراش تنظر الى سقف الغرفة ودمعه سالت من عينيها حسرة على ما مازالت تحلم به رغم أنه رحل، تذكرت ضعيفة كانت فقط تود أن تشعر بأنها إنسانه ومن حقها أن تجد ما يسُر قلبها، لم تكُن تتطمع بإسم
“غيث العوامري” المُخادع
مثلما تطمعت فى وجود سند يقويها، وذكري أخري تمُر امامها
لطفله بالثامنة من عمرها، ترا مشهدًا للضعف والهوان من والدتها
ب[العودة قبل حوالي عشرون عام تقريبًا]
بمنزل والد والدتها
وقف خالها بجحود يقول:
البنات مش بتورث فى الأرض، وكرامة مني عشان مفيش واحده منيكم تجول إنى أكلت عليها ورثها هو ده حقكم عندي.
نظرت كل من نجية وسعديه الى ذلك المال الذي ألقاه فوق منضدة، كان مبلغًا ضئيل، نظرت له نجية بدموع عينيها وقالت بتوسل:
إنت عارف يا “مختار” أنا ولادي أيتام وعايشين فى أوضة فى دار العيله اللى قايل للهدد.
نظر لها بلا مشاعر قائلًا بجحود :
وأنا كنت أكلت عليكِ حقك، حقك جدامك أهو، لكن ورث فى الأرض، بعرفنا البنات مش بتورث فى الأرض.
نظرت نحو والدتها الجالسه نظرة توسل ربما يحن قلبها وتضغط عليه، لكن حتى تلك لا تستطيع الإعتراض بل وشجعت مختار قائله:
كيف ما جال أخوكم هو ده حق كل واحده منيكم.
نظرت سعديه الى ذاك المال وإستقلت به قائله بإستغناء:
ده مش حقنا وانا مش مسامحه فى حقي وهاخده منك إنت وأمي اللى بتشجعك يوم الله، يلا بينا يا نجية خليه يشبع هو وامه بأكل حق الولايا.
نظر لهن بإستخفاف ولم يهتم،لكن نجية فكرت
فى حال طفلين يحتاجان الى أبسط الأشياء
حيطان تسترهم حتى لا تنهشهم الاعين،كذالك قوت يسد رمقهم، وهذا ليس إحتياج بل إنحواج فكرت
هنالك فرق بين الإحتياج التى تستطيع الاستغناء عنه طواعيه حتى لو كنت مُرغمًا، وفرق بين الإنحواج التى يُجبرك أن تتنازل عن كرامتك من أجله مُرغمًا بطواعية، نظرت نحو طفلتها الواقفه امام باب الغرفه تهز رأسها كآنها قرأت أفكار والدتها، كادت تنطق وتقول لها لا تنحني وتقبلي بأقل من حقك، لكن سبقتها نجيه وإنحنت بهوان تلتقط بعض تلك النقود ثم إستقامت، نظرت لها سعديه وسالت دموعها لم تستطيع أن تقول لها لا تذلي نفسك وتأخذي ذلك المال تعلم أنها فى إحتياجه، ربما هي حالها أفضل من أختها لديها زوج وله وظيفة حكوميه ثابته عكسها هي ترملت بوفاة زوجها الذى كان يعمل غفيرًا لأحد مصانع عائلة العوامري ، بوفاته إنقطع مرتبه،ومعاش الحكومه لا يكفي لسد رمق طفلين لايام معدودة،لم تنحني مثل نجية وظلت واقفه بشموخ ذهبت نحو ثريا التى تبكي قهرًا،طفلة ترا ذل وهوان والدتها بسبب الإنحواج، تمنت لو كانت فعلت والدتها مثل خالتها وما أخذت تلك النقود، حتى لو كانت ماتت هي وأخيها جوعًا كان أهون وأفضل لهما من ذاك الذُل والهوان اللتان رأتهما بعينيها،وظل مُرافق لهما.
[عودة]
على صوت ذاك الطائر الطنان عادت من ذلك تشعر بدموع تسيل فوق وجنتيها، لما تلوم والدتها على خنوعها، ألم تقبل ذلك،
لا
هي إعترضت لم تقبل بالخنوع وكاد ذلك يتسبب فى موتها، وليتها ماتت ربما وجدت الثري أحن من قسوة البشر…تعلمت ان من يقبل الضعف والهوان يهلك قلبه،وهي تحجر قلبها وأصبح صلدًا كمثل عقلها.
❈-❈-❈
بمنزل عمران العوامري
فى حوالي العاشرة صباحً
بغرفة المعيشة
كانت تجلس ولاء معه يتحدثان ببعض شؤون العائلة، الى أن دخل عليهما سراج يرتدي سروالًا خاص بالفروسيه فوقه قميص أبيض، ألقى عليهما التحية، تبسمت له ولاء بمحبة مُزيفة قائله:
تعال إجعد معانا هبابه يا سراج.
جلس سراج بينهما، وضعت ولاء يدها على فخذ سراج وتبسمت قائله:
الحمد لله إنك رجعت لأصلك إهنه فى الوجت المناسب، عشان ترجع هيبة العوامريه.
نظر لها بإستفسار قائلًا بكبر:
ومين يقدر يقلل من هيبة العوامريه، يبقى إختار نهايته.
إنشرح قلب ولاء برد سراج القوي والشامخ، بداخلها أكثر إنشراح وأمل ها قد عاد من سيجعل هيبة العوامري تعود بقوه أقوي عن ذي قبل، أملها لم يخيب سراج هو الوحيد القادر على إرجاع سطوة العوامري، رغم أنها لم تخفت لكن إهتزت بسبب “لقيطة” تظن أنها أصبحت ذات شآن،تتحدي سطوتها،لا سطوة العوامريه لابد أن تعود لمكانتها السابقة مجرد شحاذة،غباء ورغبة غيث بها ظنت أن لها ثمن،لولا أن خافت من أن تنال أكثر من تلك الأرض حين هددت باللجوء الى القضاء يفصل بحقها بميراث زوجها لما كانت وافقت عُمران حين إقترح إعطائها تلك القطعه الصغيرة من الأرض،فعلت ذلك ظنًا انها لن تتركها تجني منها ثمرة واحده،مجرد وقت فقط كي لا تُظهر جبروت العوامريه، لكن مضي عامان وهي من تُسيطر على تلك الأرض،وذلك كثير عليها…
تنهدت بغضب قائله:
“ثريا”
لوهله من الأسم خفق قلبه وهو يتذكر ذاك الإسم الذى رن بأذنيه قبل أيام،لكن تسأل:
ثريا مين؟.
أجابته ولاء:
مرات…قصدي أرملة “غيث”إبن عمتك”بدرية” وجوزها “عبد المقصود” إبن عمنا كمان يبجي سلفي،
وثريا مُحتالة إستغلت ضعف عمتك بدرية هى جوزها ومكفهاش حُزنهم وحرقة جلبهم على ولدهم الوحيد اللى إتجتل وضاع شبابه، وخدت منِهم الأرض بإحتيال إنها مُحاميه والقانون لعبتها بعد ما هددت إنها هتلحأ للقضاء عطناها الأرض دي نسد حنكها بيها غلطة مفكرناش كان الخزن مأثر علينا كلياتنا
الأرض دي أرض وِرث العوامري ولازمن ترچع لهم من تاني، طول ما الأرض مِلك ثريا هيبة العوامريه فى خطر… بالك ياريتها حتى كانت مرياحاه، كانت بتعصى عليه عشان ما تسحب عقله وتتلاعب بقلبه كيف ما تريد،وكان عاشجها كانها سحراله، كان جدمها (قدمها) جدم النحس علينا قبل يتم اربعين يوم على جوازه منيها رجع للدار سايح فى دمه… لا صانت حُرمة موته ولا حِزنت عليه كانه كان شوبة مايه وإتكبوا، بالتوكيد لها غرض من إكده، بأرض العوامريه هتزوغ في عين الرجال كفاية كانت بتستغل ضعف غيث معاها،وكانت مشقلبه حاله عالأخر .
شعر سراج بغضب قائلًا:
قصدك إيه بكانت بتستغل ضعف غيث معاها.
تنحنحت ورسمت الحرج، فسر عمران له قائلًا:
كانت بتغويه زي الغوازي، وهو كان بيضعف جدامها.
نظرت ولاء بإحتداد قائله:
ياريتها كانت كيف الغوازي، دي كانت زي العاهرات بتسحبه بكلمة منيها، يلا مبجوزش عليه غير الرحمه ياما حاولت أجول له بلاش البت دي چعانه والچعان لما يشبع بيطمع.
فهم سراج حديثها شعر بغضب جم وهو يقبض قبضة يداه يزداد فى قلبه شعور أن يقوم بتحطيم تلك المدعوة “ثريا”.
حاول كبت غضبه ونهض قائلًا:
تمام أنا هعرف أرجع الأرض دي من تاني، بس بلاش حد يدخل فى الموضوع ده.
نهضت ولاء ببسمة أمل مُشرقه وربتت على كتفه قائله بتصميم:
لاه محدش هيدخل، بس جولي كيف هترجع الأرض دي، إحنا عرضنا عليها ضعف تمنها وهي طبعًا طمعانه، وهدفها هز كرامة العوامريه، خايفه يكون شكي صحيح ويكون لها هدف تاني عاوزه توصله.
ضيق سراج عينيه وسالها بإستفهام:
وإيه هو الشك اللى عندك، هدفها إيه؟.
أجابته:
راجل تاني من العوامريه.
لم يفهم قولها وطالب بالتفسير اجابته بتوضيح:
تتجوز راجل تاني من شباب العوامريه، تنصب عليه شباكها كيف ما فعلت مع غيث وياريتها صانت عِشرته.
إشتد الغيظ والغضب بقلب وعقل سراج وزفر نفسه بسخونه قائلًا:
تمام الموصوع ده أنا هحله فى اقرب وقت الارض هترجع لسيطرة العوامريه، دلوقتي أنا رايح الإستطبل بتاع الخيل.
تبسمت له بإنشراح وهو يغادر بعدما حصل على مديحها وانه هو الأمل بعودة هيبة العائله، بينما نظرت الى عُمران قائله:
شوفت فى الآخر عاد سراج لعِشه من تاني، جولت لك هو مش هيسيب الجيش الا لو إنتهم فى جضية متفبركه، وجتها هيعرف إن إهنه هو المكان اللى له مكَانه فيه….” كبير العوامريه” رجع لداره من تاني.
تبسم لها عُمران موافقًا يشعر بزهو.
❈-❈-❈
بمنزل السعداوي
فتحت عينيها على صوت مزعج لبعض أغاني عشوائيه، أو مثلما يقول أخيها”أغاني مهرجانات”
تبسمت تعلم طالما الصوت عاليًا هكذا فإن والداها ليس بالمنزل،نهضت من فوق فراشها خرجت الى الرُدهه تبسمت على أخيها الذى يقوم ببعض حركات الرقص العشوائيه مثل مُغنين تلك الأغاني،سرعان ما جذبها من يدها كي تُشاركه،ضحكت على أفعاله تبسم له بأخوه،بينما فجأة إنقطع الصوت،توقف عن الرقص ونظر نحو تلك التى تقف بيدها ذاك الهاتف قائله بتوبيخ:
لو أبوك اللى دخل دلوك وشافك بترقص إكده مش بعيد يطُخك.
شعر بتذمر وذهب نحوها أخذ الهاتف منها قائلًا:
هو حرام الواحد يفرفش شويه عن نفسه،أنا داخل على ثانوية عامه كفايه دي تنكد عليا.
تنهدت والدته قائله:
فرفش بس بلاش بالرقص بالشكل ده،كمان ناسى إن عمك مريض فى المستشفى.
تنهد بإستياء قائلًا:
عمي فى المستشفى،كفايه حزن أبوي عليه،وبعدين حزننا عليه هيفيده فى إيه مكنتش كسرة رجل اللى مكبرينها أوي دي،كلها كام يوم ويعاود من تاني يمشي كيف الحصان،أنا رايح أوضتي فى ماتش هينذاع هروح أشوفه.
تنهدت والدته ونظرت الى حنان قائله:
شايفه أخوكِ معندوش إهتمام.
تبسمت حنان قائله:
صحيح هو هيعمل إيه لعمي،كفاية بابا أهو معاه طول اليوم يطيب خاطره ويخفف عنه،ده عمره ما عملها معانا وحد فينا مريض.
نظرت والدتها لها بعتاب قائله:
إنتِ عارفه إن بوكِ حنين و…
وماذا هل تكذب على إبنتها أم على نفسها هو لا يُظهر أي مشاعر حقيقيه نحوهم كآنهم مثل أي شئ بحياته،حتى كلمة مدح لها منذ ان تزوجته لم يقولها على سبيل الجبران
كآن كلمة جبران الخاطر ثقيلة على لسانه.
شعرت حنان بالإستياء مهما كان بالنهايه والدها حتى إن كان ذو قلب قاسي.
تنحنحت حين سمعت صوت رنين هاتفها داخل غرفتها نظرت نحو والدتها التى سألتها:
مين اللى بيتصل عليكِ دلوك.
ردت ببساطه:
معرفش هروح أشوف مين عن إذنك.
دلفت حنان الى غرفتها توجهت سريعًا نحو مكان هاتفها وجذبته لكن كانت مدة الرنين إنتهت نظرت الى هوية المُتصل خفق قلبها،كذالك إنخضت لوهله حين عاود رنين الهاتف لكن هذه المره كان بصوت وصول رساله،سُرعان ما فتختها وقرأت فحواها
“أنتظرك بـ المكتبه بعد ساعه ونصف لا تتأخري”.
خفق قلبها بشده وهي تحذف تلك الرسالة كذالك تلك المكالمة،وضعت الهاتف على الفراش تتنهد بترقب،لابد أن هنالك سبب لإرساله تلك الرسالة،على عُجالة إرتدت ثيابها وخرجت من غرفتها توجهت الى المطبخ نحو والدتها المشغوله بتحضير الطعام قائله:
ماما أنا رايحه قصر الثقافة اللى فى المركز.
تركت والدتها ما كانت تفعله وسألتها:
ورايحة دلوك ليه.
أجابتها:
الكتاب اللى كنت بدور عليه عشان رسالة الدراسات العليا،كنت موصيه أمين المكتبه لما اللى كان واخده إستعارة يرجعه يقولى، وهو اللى كان بيتصل عليا، هروح بسرعة أجيبه وارجع قبل ما حد غيري ياخده.
تنهدت والدتها بسوء قائله:
المفروض كنتِ تاخدي الاذن من أبوكِ، مينفعش تتصلي على أمين المكتبه يخليه معاها لبكره.
زفرت حنان بضيق قائله:
لاه يا ماما ممكن حد غيري يروح وياخده منه وهو ميقدرش يحوشه منه، المشوار كلها ساعه ونص رايح جاي ومش هتأخر هجيب الكتاب وارجع مش هتأخر قبل ما بابا يرجع من المستشفى من عند عمي أرجوكِ يا ماما مش هتأخر.
بتردُد وافقت والدتها تخشى بطش وجدي لو علم بخروجها…قائله:
تمام بس بلاش تتأخري إنتِ عارفه باباكِ.
تبسمت قائله:
متقلقيش يا ماما مسافة السكة رايح جاي مش هتأخر.
تنهدت والدتها بقلة حيلة.
بعد وقت قليل بحديقة ذاك القصر الثقافي،مد آدم يده بذاك الكتاب أخذته منه حنان،ثم وقفت قريبه من ذاك السياج المُطل على النيل،نظر آدم الى تدفق مياه النيل قائلًا:
أنا خلاص قررت هفاتح سراج فى موضوع جوازنا لازم نكسب وقت.
نظرت له بذهول قائله:
آدم….
قاطعها قائلًا:
مش هستني صدف يا حنان،المره دي الحظ لعب وعمك وقع على رجليه إتكسرت واتأجل موضوع إنه يتقدم لكِ رسمي،لازم نسبق قبل ما يخف وقتها هيرجع تاني فى طلبه،والواضح إن والدك موافق ومرحب بيه،ومتأكد لو أنا إتقدمت ليك دلوقتي والدك مش هيرفض،وكمان لازم نجازف مش لازم نعتمد عالظروف والصدف كفايه إكده، هفاتح سراج وهو هيعرض الامر على أبوي ومتأكد هيقنعه،تار الدم إتوقف من كذا سنه بالصلح اللى تم،دلوك معتقدش والدك هيعترض،وكمان خليني أجازف ومتأكد هنوصل ونكون لبعض.
نظرت له رغم الخوف الساكن بقلبها لكن بداخلها أمل،تبسمت بإيماءة موافقه على المجازفة.
❈-❈-❈
بالمشفى الذى يعمل بها إسماعيل
بعد أن انتهي من كتابة إحد التقارير الطبية
شعر ببوادر صُداع طفيفة
تبسم بمكر ونهض يعلم الى أين يتوجه ما هى الا دقائق ودخل الى الصيدليه الخاصه بالمشفى عيناه تتجول الى أن سقطت عيناه على ما يسُر قلبه، لكن إدعي الإجهاد والارهاق وتمثيل المرض قائلًا:
صباح الخير يا لصيادلة مصر، تبسم كل الموجودين له عدا تلك التى نظرت له بلا مبالاة رغم خفقان قلبها.
وقفت إحد الصيادله قائله:
دكتور إسماعيل شرفت صيدلية المستشفى، خير جاي زائر ولا.
تبسم وهو يقترب من مكان جلوس تلك التى تشعر رغم حرارة الطقس لكن صقيع يدب بأوصالها وهو يتعمد أن يقف خلفها مباشرةً بإدعاء قائلًا:
ولا، حاسس بصداع جامد قولت مفيش غير صيادلة مصر هما اللى هيداوني، ولا أغني لكم
جرحوني وقفلوا الاجزخانات.
إنحني قليلًا جوار أذنها قائلًا بهمس لم يُلاحظه أحد:
صباح الخير يا قسمتي.
إهتز جسدها ونظرت حولها بترقُب أن يلاحظ أحد ذلك أو يسمع همسه، لكن نهضت واقفه.تقول:
عاوز إيه يا دكتور.
تبسم قائلًا بإيخاء وقح بالنسبه لها:
مختاج مُسكن آلام، بس يكون للصداع.
شعرت بخجل من غمزة عيناه وقالت بإرتباك:
لو فى نوع معين قول إسمه وأشوفه موجود فى الصيدليه عندنا ولا لاء.
غمز بعينيه قائلًا بهمس:
المسكن هو عيونك يا قسمتي؟.
زفرت نفسها بغيظ تجز على أسنانها من وقاحته،ثم همست بخفوت:
إتلم بدل ما أجيب لك مُسكن يقضي على حياتك وتروح تنام فى أكتر مكان رومانسي عارفه.
ضحك وهو يهمس قائلًا:
أكيد عارف المكان ده،قلبك صح،قدامك نص ساعه ونبطشيتك تخلص كمان ساعه هستتاكي،هبعتلك اللوكيشن عالواتس…ودلوقتى هاتي لى مسكن لوجع الراس.
بسبب خجلها صمتت لكن لن تترك له فرصه.
❈-❈-❈
قبل العصر بقليل
بإستطبل الخيل
أثناء ترويضة لذاك الفرس الذى
شعر بحرارة الشمس القاسيه، كذلك زمجرة ذاك الفرس الذى يحاول السيطرة عليه، كآنه شعر ببوادر إرهاق… توقف سراج عن ترويض ذاك الفرس الجامح، جلس قليلًا يرتشف بعض المياة، ثم فكر فى آخذ ذاك الفرس بجوله ربما يهدأ ويعاود ترويضه، خرج من الإستطبل يسير بين الحقول برتابه يحاول عدم الضغط على الفرس، لكن أثناء سيره لمح تلك التى تقف بتلك الأرض، يعلم جيدًا أن تلك الأرض هى ملكهم، لكن كانت الارض خاويه لا يوجد سوا تلك الفتاة التى تنحني بالأرض سريعًا خمن هويتها، شعر بحرارة تغزوا جسده غضبًا وتذكر حديث عمته ووالده عن تلك، من بعيد رأها حين إستقامت واقفه
كانت تضع عمامه من فروع شجر الصفصاف فوق راسها، من بعيد من يراها يظنها ملكه بتاج إغريقي، سُرعان ما تعصب ووجه الفرس أن ينزل الى تلك الأرض قصدًا منه
بينما هى كانت تنزع بعض الحشائش الضارة من بين شتلات الأرز، كانت تنحني قليلًا لكن
رفعت وجها سُرعان ما إستقامت واقفه حين سمعت صهيل ذلك الفرس ورأته ينزل الى الارض يقترب منها بهوجاء، بالتأكيد سببها ذلك الذي يمتطي الفرس، شعرت بغضب وبضيق من ذلك هو يقصد أن تدهس أقدام الفرس الأرز كي يُفسد الشتلات ويتسبب فى ضرر لها….
لوهله ترك توجيه الفرس بتعمد وهو يقترب من ثريا، كاد الفرس أن يُصيبها لولا عودتها للخلف، تمسك بلجام الفرس وأوقفه عنوة ونظر الى ثريا التى إختل توازنها وكادت تسقط لكن بصعوبة تمالكت وظلت واقفة رفعت نظرها تنظر له لثواني بإحتقان وغضب قبل أن تحول ذاك الغضب الى عدم إهتمام
وتهكمت بسخرية قائله:
إيه اللى نزلك أرضي بالحصان يا سراج.
تضايق من نُطقها لإسمه بتلك الطريقة التى تدنو من شآنه لكن إرتسمت بسمة سخريه وتكبُر على وجهه قائلًا بزهو:
كويس إنك عارفه أنا مين.
إلتوت شفتيها ببسمة سخريه وإستقلال لشآنه أكثر وقالت بإمتعاض:
نازل أرضي ليه يا سراج.
جالت عينيه على قطعة الارض ثم عاد ينظر لها قائلًا بتأكيد :
قصدك أرض العوامري اللى لازم ترجع لهم.
تهكمت بضحكة سخرية قائله:
ده كان زمان يا سراج، دلوك بقت أرضي ومش هفرط فيها
قبل أن يتحدث سراج بعصبيه كآن عصبيته إنتقلت للفرس، وإنتفض وكاد يدهس ثريا، لكن عادت للخلف إختل توازنها سقطت هذه المرة بالارض الضحلة إلتصقت ثيابها على جسدها بسبب تلوثها بالطين، نظر لها سراج بإستعلاء وهو يحاول السيطرة على عنفوان الفرس قائلًا بتهديد مباشر:
بلاش تتحديني يا ثريا
إنت عارفة مقامك كويس، وأنا أقدر أخد الأرض غصب عنك.
فهمت ثريا تهديده وإستبيعت بتحدي قائله:
منها وإليها نعود يا سراج يا عوامري… ودلوك إطلع بره أرضي، عيب حد يشوفك واقف معايا يجولوا إيه عنك مش صاين إنى كنت فى يوم مرت واد عمتك وإبن عم أبوك، إكده هيطلع علي شباب العوامريه صيت إنهم بلا نخوة، بس أنا بأكد فعلًا إن رجال العوامريه بلا نخوة.
إغتاظ من حديثها الفج ونظر لها بغضب ود لو دهستها أقدام الفرس لولا أن عانده وإبتعد عنها بإتجاة آخر نحو الطريق لكن قبلها رمقها سراج قائلًا:
أنا لو معنديش نخوة كنت دفتنك مكانك تحت رجل حُصاني.
تهكمت ساخره تقول:
هو إكده طبع العوامريه مش بيشطروا غير عالحريم، أصل حُرمه هى اللى بتوجههم، إبجي سلملي على عمتك ولاء، وجول لها إنى مش هفرط فى الأرض
الأرض زي العِرض، يا سراج.
نظر لها بغضب قائلًا:
الأرض هي اللى تهمني يا ثريا، ومسألة العِرض دي متفرقش معايا.
إحتدت النظرات بينهم بمشاعر ثائرة غاضبة من كلا الطرفين للآخر
لكن كان للفرس رأي حين عاود السير وترك له سراج الزمام يدهس ما يشاء من الأرض، بينما شعرت ثريا بغضب سحيق لكن سُرعان ما تهكمت بلا مبالاة، فماذا ستفقد لا شئ أكثر من ما فقدت سابقًا
فقدت روحها، والآن عليها التشبث أكثر عن قبل فيبدوا أن هذا اللقاء
“بداية العاصفة”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)