روايات

رواية زهرة الأصلان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان البارت الثاني والعشرون

رواية زهرة الأصلان الجزء الثاني والعشرون

زهرة الأصلان
زهرة الأصلان

رواية زهرة الأصلان الحلقة الثانية والعشرون

لاحظت زهرة غياب السيدة نعمة عن المجلس و عدم وجود ضيافة قدمت للحاضرين حتى وقتهم .. مما جعلها تقوم بما هى معتادة عليه و هو الاهتمام بمن حولها خاصة من يتواجد فى بيت كبير العائلة زوجها الأصلان .. فاستقامت برشاقة جاذبة معها أنظار الكل ثانية و استئذنت برقة تاركة الجميع و متجهة للمطبخ .. و جدت السيدة نعمة تتمم على أصناف الطعام المعدة للغذاء مع أم أحمد و ورد و فاطمة .. نادت زهرة على السيدة نعمة بشىء من الجذع
– زهرة : ماما … ماما .
التفت السيدة نعمة تعلو وجهها بسمة لا تتكون عليه إلا مع زهرة و لكن سرعان ما انمحت بسمتها بعد أن رأت جذع كنتها و قبل أن تستفسر السيدة نعمة منها عن السبب ارتمت زهرة فى حضنها تحت استغراب الآخريات
– السيدة نعمة :
بسم الله عليكى .. مالك يا رورو ؟
– زهرة
” و قد أخافتها تحديقات الجميع بها ” :
مفيش يا ماما
– السيدة نعمة :
سلمتى على الجماعة ؟
– زهرة :
أيوة .
مما جعل السيدة نعمة تفطن لسبب جذعها .. فالأول مرة تتعرض زهرة لتلك التحديقات التى يكلل معظمها الحقد و الغيرة .. مما جعلها تجذع و تخاف .. فاشفقت السيدة نعمة عليها و فكرت أن تشغلها بأمر آخر .. فقالت
– السيدة نعمة :
سلمتى على الأصلان يا رورو ؟
رأت السيدة نعمة أنها أصابت فى تفكيرها بعد أن انتفضت زهرة من حضنها فرحة
– زهرة :
أصلان .. أصلان جه يا ماما ؟
– السيدة نعمة بحب :
أيوه يا رورو .. و كمان عاوز يشوفك بس
جه له واحد عاوزه فى شغل .. و راح معاه
أوضة المكتب .
– أم أحمد :
بسم الله .. إيه صوت الزعيق ده ..
الظاهر …………………………….
” لم تكمل جملتها إلا و أتت ورد التى
انسحبت فى وقت سابق من المطبخ
و معها فنجانين من القهوة لأصلان و
ضيفه و عادت بوجه متجهم آثار
استغراب الآخريات ” .
– السيدة نعمة :
إيه يا بت .. فى إيه ؟؟
– ورد :
سى الأصلان بيزعق جامد فى المكتب
مع الراجل الموجود معاه .. الظاهر فى
حاجة غلط فى الورق اللى معاه .
– زهرة التى خاف قلبها على حبيبها من
غضبه .. كما أنها لا تحب غضبه :
معلش يا ورد .. هو زعقلك ؟!
– ورد :
لأ يا ستى .. دا كان بيزعق فى الراجل
اللى معاه .
– زهرة بهدوء :
خلاص .. تلاقى فى حاجة مش مظبوطة
فى الشغل .. بلاش تدخلوا عليه عشان
و ميتدايقش إلا لو نادى على حد .
– ورد بخوف من غضب الأصلان :
حاضر .. حاضر .
– زهرة بمرح :
و يلا خلونى أجيب الضيافة للناس .
– السيدة نعمة بصدمة :
يوه .. دا أنا نسيت .. اتلاهيت فى الشغل
.. حتى البت سوما و لا الهبلة أسماء اتلهوا
فى الرغى و سابونى لوحدى .. الواحد
ميعتمدش عليهم أبدا .
– زهرة :
معلش يا ماما .. أنا معاكى أهوه ..
هو أنا قصرت فى حاجة ؟
-نعمة :
لأ يا بنتى .. ربنا يباركلى فيكى .
قبل قليل – أمام منزل الحج قدرى :
تقف بوسى و دودى أمام منزل جدهم الحج قدرى ..بوسى و هى تضرب أخيها عادل على معدته مما سبب تأوهه
بوسى : ولا يا دودى .
عادل :
آه .. إيه إيديك دى ؟! .. أنتى بتلعبى
كراتيه ؟
بوسى :
أمال هما فين ؟ .. مفيش حد يستقبلنا
ولا إيه ؟
دودى :
ليه .. وزيرة جاية .. الحق علينا ..
قولتلك استنى لما بابا و ماما يسلموا
على الناس .. قولتى لأ و نزلتينا من
العربية و أخدناها مشى لحد البيت
.. خشى ياختى .. خشى .
دخلت بوسى و عادل منزل الحج قدرى و فى نيتهم الاتجاه لغرفة الجلوس مباشرة لعلمهم باجتماع الكل بها خاصة بعد رؤيتهم لعدة سيارات مصطفة أمام منزل الجد و استنتجوا أن خالهم زاهر وأسرته سبقتهم فى الوصول .. عند توجه بوسى و عادل لغرفة الجلوس صادف خروج ملاك صاحب عود غض يغطيه فستان أزرق اللون و شعر طويل و متجهة إلى المطبخ ………………………………………..
…..صوت صفير طويل ……………………..
صادر عن دودى
عادل :
إيه الحلاوة دى ؟! .. شكلها هتلعب .
بوسى :
بس يا ولا .. مين دى ؟
عادل :
مش عارف .. بس شكل الأجنبى ده أكيد تبع
خالك زاهر .
صوت بوسى و دودى :
” السلام عليكم يا أهل الدار ”
رد الجميع بضحك على الثنائى بضحك :
” و عليكم السلام ”
الجد :
يا مرحب .. يا مرحب بالست بوسى
و الأستاذ دودى .. أمال فين سعاد و
محسن ؟
بوسى تقترب من الجد و تقبل رأسه :
بص يا جدى .. فى الانجاز كدا .. ناس
وقفونا يسلموا عليهم فى الشارع اللى
ورانا .. وعملين يرغوا كتير .. زهقت أنا
و دودى وقولنا ننزل من العربية ونتمشى
لحد البيت هما يحصلونا على مهلهم .
الجد :
حمدالله على سلامتكوا يا حبيبى .
بوسى و دودى :
الله يسلمك يا جدوا .
و انطلقوا فى السلام على الآخريين .. ثم استقر دودى بجانب الجد و بوسى بجانب سوما و أسماء وقالت
بوسى بدعابة موجهة حديثها ل رائد و منير على أساس ظنها أن زهرة من معارفهم .. فقالت بغمزة لرائد و منير :
أمال مين العيش الفينو اللى لسه خارج
دلوقتى.. وشعرها لحد هنا
” مشيرة إلى ركبتيها ” ؟
صمت المجلس بصدمة و رائد بحسرة .. و أجاب أسامة بضحك :
دى زهرة يا بوسى .. مرات الأصلان .
بوسى بصدمة و ضحك :
إيه .. الأجنبى دا مرات الأصلان .
دودى بصوت خفيض سمعه من بجانبه :
يا بخته .. يا ريت التار كان عندى أنا .
الجد ضربه على كتفه بخفة كتأنيب له .. أما عادل فرك كتفه متألما بدعابة و قال الجد :
آه .. يا جدى .. مش عدل ده على فكرة
.. طالما التار علينا كلنا طاب مخيرتوناش
ليه مين اللى يتجوز .. اشمعنا الأصلان ؟
إلا أن الجد لم يرد بعد أن استولى السؤال على انتباه الجميع .. السؤال الوحيد الذى يعرف البعض إجابته بأن الأصلان كان الخيار الثانى .. و يتحسر البعض الآخر من إجابته بل يكاد يتآكله الندم على عقليته العلمية البحتة التى تركت أمور الحب و الزواج فى يد الأم و أعاقته عن الوصول لتلك الحورية .. أفاق رائد على رد أسامة على دودى :
عشان حظك اللى ديما فى النازل .
رد دودى :
و الله حرام .. و الله حرام .
محمد :
حرمت عليك عشتك .. اصبر لما يجى
الأصلان و بعدين استحرم براحتك .
قطعت بوسى الكلام المتبادل بصوتها العالى الذى جذب انتباه الكل :
آه .. عشان كده .
فسألها الجد بفضول :
هو إيه ده ؟؟
فردت بوسى بصوتها العالى تحكى للجد :
أصل يا جدو الأصلان اتصل بيا امبارح
.. لأ و إيه آعد نص ساعة معايا على
التليفون كلها زهرة و زهرة
لما زهقنى ” ثم قلدت صوت ابن
خالها ”
بوسى متتكلميش كتير مع زهرة ..
بوسى متتعبيش زهرة ..
بوسى خلى بالك من زهرة ..
بوسى متزعليش زهرة ..
لما وجعلى راسى بالست زهرة .. لا بس
بعد مشوفتها ليه حق الصراحة يخاف
عليها .. دا أنا كبنت حبيتها اشحال هو ؟؟
ضحك الجد و الباقين على كلامها من قلبهم ماعدا شخص واحد كانت ضحكته من وراء قلبه لكن لا يريد لأحد أن يرى ألمه الذى تسبب به لنفسه .
الجد الذى ضحك من قلبه على كلام بوسى :
طاب حاسبى بقى .. لحسن الأصلان
بيخاف عليها جدا .
أسامة :
و بيغير عليها موت .
زاهر بفرحة لابن أخيه الذى حقق لنفسه
ما لم يححقه هو :
للدرجادى يا بابا ؟
الجد بغموض موجها رسالة لرائد الذى لم يرفع
عينيه عن زهرة :
فوق ما تتخيل يابنى .
صفصف بلا نفس و حقد زائد :
الله يهنيهم .
الجميع آمن الدعاء ماعدا رائد الذى خانه قلبه و لم يستطع التأمين على كلام أمه .. عادت زهرة بالضيافة جاذبة الإنتباه من الأغلبية فهم لم يعتادوا عليها بعد .. تعاونها فاطمة فى وضع الضيافة على طاولات صغيرة منتشرة فى أنحاء الغرفة من مشروبات ساخنة وباردة و قطع البسكوت و الكيك حتى وصلت فى التقديم إلى الجد ودودى الذى يتابعها بهيام فانتفض قائلا :
بنفسك أمال فين اللى هنا اتقطعت إيديهم .
خجلت زهرة ولم ترد ثم أكملت عملها و اتجهت للجلوس مكانها .. انتقلت بوسى بجانب أسامة ومحمد و قالت بصوت منخفض ولكن سمعها من كان قريب منهم مثل رائد و منير ونانى التى انسحب البساط من تحت قدميها و أصبح الاهتمام كله حول زهرة مما سبب حقد منها تجاه العائلة بوجه عام و زهرة تحديدا .
بوسى تلكم أسامة و لكن تحدق بزهرة :
ولا يا أسامة .. أسامة
” ثم أشارت لزهرة بعينيها ”
ودى الواحد يسلم عليها الأول ولا يخش
يبوس على طول .
أسامة معلقا :
فكرى تروحى تبوسيها عشان أصلان
يقطعلك بوقك .
و أكمل محمد :
دا الدادة عشان باستها .. أصلان بيبوصلها
و اكنها واحدة مهددة بالقتل .. متحوليش
.. أصلان مبيحبش حد يلمسها مش
يبوسها .
بوسى :
أممممم .. لأ و على إيه .. الأصلان إيده
تقيلة و أنا عارفاها .. الطيب أحسن .
فى نفس الوقت وصلت زهرة لأسامة و بوسى و محمد .. سلمت بوسى عليها و عرفتها بنفسها ثم اتجهت مع بوسى للجلوس بجوار أسماء و سوما .. و انضمت سلوى زوجة منير إليهن و التى أحبت زهرة بعد أن رأت جمال طباعها على الرغم من جمالها على العكس من نانى التى لا تصل لنصف جمالها من قريب أو من بعيد و تتعامل وكأنه لا يوجد من هى مثلها على الأرض .
استمرت الأحاديث اللطيفة تتبادل بين الجميع و انضمت نعمة للجميع كذلك .. و تتنقل بوسى بين الجميع بخفة دمها المعتادة ناشرة البهجة بين الجميع .. تابع عادل أخته بوسى بعينيه و عندما انتقلت من جانب زهرة قام سريعا من جانب الجد و رائد متجها لزهرة فهو الآخر يتميز بخفة دمه ولكن بشكل رومانسى
– عادل :
لأ مش قادر …. ” ثم انطلق لزهرة ”
– دودى أمام زهرة تحت نظرات رائد
و الجد :
أنا عادل .. أخو بوسى .
– زهرة بوجنتين محمرتين :
أهلا و سهلا .. ” ثم اخفضت نظراتها ” .
– دودى :
القمر ساكت ليه ؟!
” صوت ضربة على قفا دودى
طراخ “.
– صوت جهورى :
مفيش أصلك عمال تنكت و هى مبتحبش
الدم الخفيف يا خفيف .
التفت دودى لصاحب الصوت الجمهورى الذى لم يكن سوى أصلان
– دودى بابتسامة كبيرة مزيفة :
حبيبى الغالى … واحشنى لأ بجد
واحشنى .
– أصلان محكما قبضته على كتف دودى
مسببا ألمه :
روح أعد جنب جدك بدل ما انفخك .
– دودى قبل يد أصلان الممسكة بكتفه :
أؤمر يا سيدى .
ثم انطلق لمكانه بجانب الجد و رائد تحت ضحك الجميع و خاصة أهل المنزل الذين يعلمون بغيرة الأصلان على زهرة و التى لم يسلم منها أحد حتى دودى ذو الأربعة عشر عام .
تبادل الجميع الضحك على مواقف بوسى و دودى ماعدا أصلان الذى يقف مقابلا لزهرة و زهرة التى تجلس أمامه تحت نظرات رائد النارية و الجد الذى لم تفته نظرات رائد .. يتبادل العاشقان النظرات والتى جعلت من تلك الجالسة أمام أصلانها تتناول الماء بعد أن اظمئتها نظراته .. و لكنها لم تستطع أن تتحمل بعد أن زاد شغف نظراته و فحشها فاخرجت الماء من فمها بعد أن شرقت به فنزل أصلان مسرعا أمامها واصلا بجسده لمستواها يتناولها الماء مرة أخرى .. و ألتفت لبوسى المجاورة لها
– بوسى تحت نظرات أصلان النارية :
إيه ؟ .. فى إيه ؟
– أصلان بوجه متجهم :
أومى .
– نفذت بوسى دون مناقشة :
حاضر .
جلست بوسى جانب أسامة و محمد أما أصلان فجلس مكان بوسى بجانب زهرته و يديه على ظهرها يمسح عليه برفق و يمسك لها كوب الماء يحاول
أن يسقيها شيئا فشىء تحت نظرات الجميع المتعجبة لتغير الأصلان تماما عن طباعه مع تلك الفتاة التى تبدو أيضا عاشقة له .. أما بوسى الجالسة بجانب أسامة و محمد قائلة بصوت عالى نسبيا وصل لأسرة زاهر
-بوسى و نظراتها على أصلان و زهرة :
مين ده ؟!
” مشيرة على أصلان ”
– محمد بسخرية :
ده الأصلان .
– أسامة بسخرية مماثلة :
تؤ تؤ .. دا الأصلان بعد ما اتجوز زهرة .
– بوسى :
يا سلام .. لأ بس البت تستاهل ..
و المسلسل التركى ده شغال على طول .
– أومأ محمد و أسامة فى نفس الوقت
– ثم أكمل أسامة :
بس خلاص اتعودنا و مبقيناش نبحلق
فيهم زيك كده .
– بوسى معلقة على كلام أسامة :
لأ أنا لسه عاوزة وقت .. بعد إذنكوا
” اتجهت لأصلان و زهرة ثانية ”
– أسامة :
خدى يا بت .. البت هتروح فيها .
– محمد :
يلا بقى هى و نصيبها .
أثناء ذلك اقتربت نانى من رائد و سمعها بالتبعية منير الذى يجلس قرب خطيبة أخيه
– نانى ل رائد مشيرة على أصلان :
مين دا ؟؟
– رائد باقتضاب :
دا الأصلان ابن عمى .
– نانى مكملة بصدمة :
متقوليش إن دا متجوز دى .
” تشير ب دا على الأصلان و دى على زهرة ”
– لم يرد رائد متجهم الوجه ولكن منير أجابها
:
أيوه .. مستغربة ليه ؟
– ردت نانى على منير :
ليه إيه .. أنت مش شايفه عامل إزاى
.. دا أدها تلت مرات و شكله سنه كبير
عليها و هى أد العصفورة جنبه .
– منير الذى ينظر لأخيه متجهم الوجه
بتوتر :
عادى .. أنتى بس اللى مركزة معاهم .
– نانى التى تجاهلت تعليقه و أكملت :
هو عنده كام سنة ؟
– منير :
حوالى ٣٦ أو ٣٧ .
– نانى بصوت أعلى :
شفت .. البنت دى أنا مديهاش أكتر
من ٢٢ سنة .
– منير بتوتر :
طاب وطى صوتك لأحسن حد يسمع .
– بوسى التى ألتقتت آخر الكلام و انضمت لهم
بخفة دفاعا عن أخيها الأصلان .. و وجهت
كلامها ل نانى بشبه قرف :
لأ يا حلوة .. العروسة عندها ١٨ سنة
أدى يعنى رايحة أولى كلية .
– نانى تحت توتر رائد و منير الذين يعلمون
قربها من أصلان :
يالهوى يعنى بينهم أكتر من ١٧ سنة ؟؟
– بوسى بحنق منها :
أيوه يا حبيبتى .. و خدى دى بقى بتحبه
جدا لو غاب عنها شوية متاكلش و لا تنام
إلا لما يرجع و هو كمان بيموت فى التراب
اللى بتمشى عليه
” و قد استمدت بوسى معلوماتها من مكالمتها مع الأصلان و كلامها مع أسامة و
محمد و سوما و أسماء ” .1
– نانى بتدخل تحت سمع منير و رائد :
بس دا كبير عليها أوى .. أزاى أهلها
يوافقوا عليه .
– بوسى بصفاقة :
مع إنى مش عارفة إيه سر التدخل بتاعك
دا فى شىء ميخصكيش بس أنا هجوبك
.. لأن اللى أنتى عمالة تشاورى عليه بقالك
ساعة عليه و مستكبراه أوى ده كبير البلد
اللى أنتى قاعدة فيها دى بعد جدى و كمان
أغناهم .. و ألف واحدة تتمناه .. و زى ما
أنت شايفة لما حب إنه يتجوز مأخدش إلا
الكريم شانتيه اللى أدامك دى .
– نانى بغيرة :
أممممممم .
تركت بوسى نانى ورائد و منير و انضمت مرة أخرى إلى أصلان و زهرة بعد أن طردت سوما من جانب زهرة و جلست مكانها .. و أخذت فى تبادل
الحديث مع زهرة و أصلان ولم تلبث بوسى كثيرا إلا و شعرت بقرب زهرة لقلبها خاصة بعد رؤية حبها الشديد لأصلان و شخصيتها الطيبة فقد وجدتها جميلة قلبا و قالبا مما جعل بوسى تعدها أخت لها بجانب سوما .. أخرج بوسى من أفكارها ملاحظتها الإرهاق الواضح على زهرة مما جعلها تسألها مسرعة
– بوسى :
رورو .. أنتى تعبانة صح ؟!
– زهرة بقلق من غضب الأصلان :
لأ خالص .
و لكن تدخلت نعمة فى الحديث قائلة :
لأ إيه بس يا بنتى .. دى مانامتش من
إمبارح يا حبة عينى عمالة تشغل نفسها
فى تحضير الأكل .. و عمالين نقولها ….
………………………………………………
لم يستمع أصلان لباقى حديث والدته و الذى أخذ منه كفايته .. و أطلقت عينيه عتابا لتلك التى تجلس بجانبه و تنظر له برجاء ألا يغضب منها .. و لكن فات آوان ذلك و تجهمت ملامحه بشدة مما جعلها غير قادرة حتى على ابتلاع ريقها .. حتى أنقذتها السيدة نعمة بقولها :
أومى ريحى شوية يا بنتى على ما الغدا
يتحط .
و اقترب الأصلان من زهرته التى رق قلبه لخوفها فكان وضعهما و كأنه محتضنها :
رورو .. أومى نامى شوية على الغدا
ما يجهز .. أنتى لما تكونى تعبانة مش
بتاكلى كويس .. هممممم .
لم ترد زهرة على أصلانها سوى بكلمة واحدة
:. حاضر .
و استئذنت برقة منهم و اتجهت لجناحها تحت أنظار البعض .. كذلك انسحب أسامة و سوما و بوسى و عادل و محمد و أسماء للجلوس فى الحديقة كذلك تبعهم منير و زوجته سلوى و نانى و لم يتبقى فى المجلس سوى زاهر وصفصف والجد و السيدة نعمة و رائد و الأصلان يتبادلون الأحاديث العادية .. إلى أن سأل أصلان والدته :
الغدا هيجهز أمتى ؟؟
– السيدة نعمة :
الولاد عاوزينه على ساعتين كده ..
ليه جعان ياحبيبى ؟ .. احط لك تاكل .
– أصلان موجه حديثه الجد :
لأ بس استئذنكوا أريح شوية قبل الغدا .
– الحج قدرى :
روح يابنى ريح جسمك شوية عشان
تعد فايق بعد الغدا .
– أصلان :
إن شاء الله .
اتجه أصلان الى جناحه و عادت الأحاديث بين الكبار ثانية .. و لم يشارك فيها تلك المرة ذلك الذى يشعر باللهيب يحرق صدره للمرة الأولى .. و لا يريد أن يترك لأفكاره العنان تصور له ما يحدث فى الغرفة بينهما .. كذلك الجد الذى لم تفوته نظرات رائد و التى بدأت فعليا تتحول الى ما لا يعجبه .
فى جناح الأصلان :
أبدلت زهرة ملابسها الى بيجامة قطنية رقيقة بنفسجية اللون عليها رسمة أناناسة أسفلها بنطلون مرسوم عليه رسوم أناناس صغيرة فكانت تشبه رقة صاحبتها .. وجلست على حافة فراشها و أطرقت رأسها مما جعل شعرها يحاوطها من الجانب كستار يحجب الرؤية عنها .. و قد دب اليأس الى قلبها من صعود أصلان لجناحه حتى لتبديل ملابسه .. و لن تراه وحده إلا ليلا مما جعل النوم يتخلى عنها وتكون فى حالة بين الإرهاق الشديد يصاحبها أرق شديد .. إلى أن فتح باب الجناح واغلق من الداخل ورفعت رأسها متفاجئة .. فلم يكن أمامها إلا محور كل أفكارها الأصلان .
تقدم منها الأصلان و مازالت هى على نفس حالها .. تخونها قدمها فلم تساعدها فى النهوض و التقدم له و الاقتراب منه .. كذلك تخونها ذراعيها فلم تستطع رفعها و ضمه لها .. و لم يتبقى معها فى حربها ضده سوى عينيها التى تذرف دموعها اشتياقا لبطلها الذى غاب عنها عامين و لكن لا تعلم لما يراها الجميع يومين ؟؟ أحقا بعده يميتها و يهلك روحها لتلك الدرجة .. كذلك أصلانها لم يبعد ناظريه عنها و لم ينطق لها بشىء من عبارات شوقه المعتاد لها .. و لكنه استمر فى تقدمه إليها وصعد إلى الفراش متخطيا زهرته و متخذا من جهته من الفراش مكانا له .. أسند جسده على الفراش ضاما حبيبته بين ذراعيه ظهرها مقابل لصدره .. مقربا وجهه من شعرها مستنشقا عبير بات هواءه و سببا لعيشه يتشبع منه .. و يطبع على عنقها قبلات رقيقة لا تكاد تشعر بوقعها إلا أنها فى ذات الوقت شغوفة ساخنة رطبة و ذراعيه تعتصران صدرها بشراهة محببة لكل منهما و لا تكاد تكفى لتغطى شوقهما .. إلى أن شعر باهتزاز جسدها دلالة على بكائها .
– ليه البكا دا رورو ؟!
– أتأخرت أصلانى .
– أصلانك رورو ؟
– أصلانى حبيبى .
– أنا قلتلك هغيب يومين .. و جيت على
ميعادى .
– افتكرتك هتخلص أسرع و تيجى لحضنى
بدرى .. مش هتعود أصلان .. مش
هتعود .
– متتعوديش حبيبى .. عاوزك مشتقالى زى
ما أنا بكون مشتاق ليكى .. عاوز أوحشك
زى ما أنتى بتوحشينى .. عاوز نفسك
يضيق لما أبعد عنك زى نفسى ما بيضيع
منى و أنتى بعيدة عنى .. عاوزك تبكى
من شوقك ليا زى ما أنا هتجنن من شوقى
ليكى .
صمت كلاهما فى دوامة من المشاعر ليست جديدة عليهما إلا أنهما فى كل مرة تكون كالمرة الأولى لهما بعد فراق .. فتكون عنيفة تارة و هادئة تارة و ساخنة بشكل يلهب قلبهما و جسدهما تارة أخرى .. كان يتلمسها بشكل جنونى و لكن هادىء حتى لا يخدش زهرته .. وبشكل شره لكن بحرص حتى لا يؤذيها فى مرضها .. إلا أنه ككل لقاء يفقد نفسه فيها و يغمر وحشيته فى رقتها .. و هى ككل لقاء تطالبه بالمزيد و كأنها تتشبع منه و تتشبع له .. حتى علت آنات أصلانها من نشوته ورضاه و تآوهاتها من نشوتها و رضاها .. فيطالبها بشكل جنونى و صوت حنون :
– لأ رورو .. مش عاوز حد يسمعك غيرى ..
أنا بس رورو الى اسمع شوقك ليا ..
أجنن لو حد تانى سمعه .. هممم .
يرى قلة حيلتها فى عينيها فلا يجد ما يسكت آناته و تأوهاتها إلا بالقبلات .. قبلات شرهة .. تسرق الأنفاس .. تجعلهم يفقدون القليل المتبقى من إدراكهم
فيداعب بشفتيه ما لم تتحمله هى ثم يعود لعنقها و ترقواتها .. و تقبل هى برقة و حميمية كفيه التى تحاوط
وجنتيها و لما زاد من سخونته معها و فقد صبره لم يعى إلا و أصابعه التى تحاوط وجنتها داخل فمها تمتصها برقة لسبب لا تعلمه هى فأثاره ذلك و أرهق قلبه منها لسبب لا يعلمه أيضا حتى أنتهيا و أدخلها بين ذراعيه يضمها لصدره يبعد عينيه عنها و تبعد عيناها عنه خجلا .. شغفا .. عشقا كل منهما للآخر .. و ظلت قطته بين ذراعيه يشدد من أحتضانها لجسده كذلك هى تلتصق به أكثر دون حديث بينهما حتى تهدء مشاعرهما و رجفة جسديهما مما حدث بينهما .
أبعد أصلان زهرته برقة عن حضنه و استند بظهره على الفراش جالبا قطته فوق قدميه و أجلسها فى حضنه وجهها مقابلا لوجهه وتحاوط خصره بقدميها .. يتلمس وجهها بأنفه و تتلمس وجهه و عنقه بيديها .. يضمها بين ذراعيه أكثر ثم يقبلها قبلات متتالية طويلة يداعب بها شفتيها و وجنتها و أنفها و عينيها و جبينها .. ثم يتجه ل أذنها يهمس بها ما يجول فى خاطره كعاشق لها ثم يطبع قبلاته على عنقها و يعاود من حيث أتى إلى شفتيها .. و تفعل هى المثل معه دون ملل أو كلل و قد كسى شعرها الحريرى الطويل عرى جسدها .. حتى همس على غير رغبته لها بوجوب نزولهما للعائلة فقد اقترب وقت الغدا
تتذمر تارة. .. يقبلها تارة .. تتدلل تارة ..
يراضيها تارة ……………………….
حتى حملها و حممها كعادتهما .. غسل لها جسدها و شعرها ثم لفها بمنشفة
كبيرة و أجلسها معه حتى اكمل حمامه .. ارتدى جلباب كما تحبه ذو لون رمادى غامق تحته بنطلون من نفس اللون قد سبق وحضرتها له قطته التى لم تزل منشفتها وقد عاد لها تورد وجهها وإشراق ملامحها باقترابها من أصلانها .. أجلست أصلانها تمشط خصلات شعره و أغرقت يديها عطرا و تلمست وجنتيه و عنقه و صدره .. فأمسك كفى قطته قبل أن تثير فيه ما حاول جاهدا وأده منذ لحظات و قربها لنابضه ملتهما شفتيها عدة مرات ثم قبل جبينها و سبقها للنزول طالبا منها سلفا ارتداء ملابسها حتى تأتى سوما تساعدها فى شعرها ككل مرة لم يسعفه وقته و يفعلها هو .
قبل قليل أمام منزل الحج قدرى :
صوت سيارة تقف أمام المنزل ولم تكن سوى
” سيارة سعاد قدرى و زوجها محسن “.
.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى