روايات

رواية زهراء الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية زهراء الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية زهراء الجزء الثاني

رواية زهراء البارت الثاني

زهراء
زهراء

رواية زهراء الحلقة الثانية

فات اليوم ده عادي لكن سيرة زهراء كانت فى البيت عندنا طول اليوم، اختي تتكلم عنها شوية وهي صعبانة عليها، امي تتريق شوية وبرضو يصعب عليها حالها شوية، وانا بصراحة بسمع للأتنين وبسرح فيها وفى شكلها اللى صعب عليا، خلص الغدا ونزلت دكان ابويا اشوف الشغل ورجعت تاني بعد ما قعدت على القهوة شوية وطالع بيتنا لقيت حركة على السطح، اصل احنا فى اخر دور ومننا للسطح، يعني اطلع من باب بيتنا اللى عبارة عن اوضتين منفصلين وبينهم ممر كده له باب خشب برة اطلع منه على الحضير(الممر اللى بينزل منه للسلم) وفى نفس الممر ده كام سلمة منهم للسطح اللى كان من غير سور، وعلشان كده الحركة اللى على السطح بليل كانت ملحوظة بالنسبالي، ركزت علشان استغربت مين دلوقتي يبقى فى الضلمة دي على السطح فى الجو الهوا ده؟ فضلت واقف وانا شايف حركة ورا ملاية غسيل مستني اشوف طالع من وراها حرامي مثلا طالع يستقضى الكام حبل اللى فوق دول..لكن لقيتها هي طالعة من تحت الملاية ومتكعبلة فى نفسها وعمالة تبرطم بصوت عالي:
– يادي الحوسة عليا، انا هفضل اتكعبل فى نفسي كده لأمتى؟ ايه الدهولة اللى انا فيها دي؟
من غير تفكير ضحكت، طالعة لابسة جلابية بيت مليانة ورد وتحتها بنطلون كستور طويل عليها باين من تحت الجلابية لدرجة انها بتتكعبل فى رجليها كمان، صوتي طلع بالضحك لدرجة انها اتخضيت وصرخت صرخة مش عاليا جامد وهي بتقول:
– انصرف لا تأذيني ولا هأذيك.
ضحكت تاني وانا بقولها وانا مش قادر اكتم الضحك:
– عفريت ايه اللى يطلع ليكي يفجعك انتي؟ ده انتي تفجعي العفريت.
انا كنت قاصد حاجة لكن هي فهمت كلامي بطريقة تانية وعلشان كده قالتلي:
– خلقة ربنا ياخويا، وانت ليك حاجة فى نفسك علشان تتريق على خلقة ربنا؟ وبعدين ده انا جميلة وزي القمر اللي فى السما ده.
اضايقت انها فهمتنى غلط وفهمت اني بتريق عليها، وعلشان تكشيرتها اللى باين فيها الزعل بررت كلامي:
– لالا، لامؤاخذة مش القصد، انا بس كل الحكاية ان انتي فجعتيني بسبب طلعتك من تحت الملاية فى الوقت ده، لكن انتي جميلة وضحكتك اجمل.
وشوفي بقى على وشها الرفيع الاسمر ده..ظهرت غمزاتها الحلوة ومعرفش انا شوفتها ازاي؟ واسنانها بانت وعرفت برغم النور الضعيف اللى على السطح انها ضحكت ضحكة واسعة من قلبها وفرحت انها فرحت بكلمتي، قالتلي:
– ربنا يجبر بخاطرك، الجمال ده له ناسه، انا بس راضية بحالي، وبعدين فجعتك ليه؟ انا كنت بنشر الغسيل بس اتكعبلت فى البطلون فدخلت فى الملاية ومبقيتش عارفة اسلك نفسي من البطلون ولا من الملاية.
ضحكت تاني وانا بقولها:
– انتي ايه يا بت انتي؟ كل كلامك يهلك من الضحك كده؟ انتي علطول كلامك كله كده؟
ردت عليا بكل تلقائية وكأنها بتقول الكلام من غير ما تفكر فيه:
– ماله كلامي؟ هو انا قولت حاجة عيب؟ مش بقول حاجة استحي منها ياخويا.
ابتسمت ولقيت نفسي طالع على السطح وهي لسة واقفة فوق رأسها الملاية، ورجليها داخلة جوة رجل البنطلون، خافت مني وقالتلي وانا بقرب منها:
– عايز ايه مني يا جدع انت؟ والله اصرخ والم عليك بيت الجهيني كله.
مديت ايدي ناحيتها وانا بشيل الملاية من على دماغها وبقولها:
– ياشيخة اتنيلي، انا بفك الكعبلة اللى انتي فيها دي بدل ما تتقلبي على وشك.
ضحكت بسرعة واول ما اتفكيت من الملاية نزلت سلكت رجليها من البنطلون الطويل ده وابتديت تتنيه تانية صغيرة وهي بتقول:
– اهو تنيته علشان متدلقش على وشي وانا نازلة، يلا كتر خيرك بقى، بس الا هو انتم مين انا عارفة انتم لسه جايين البيت بس معرفش اساميكم.
ابتديت اتكلم انا واعرفها عن نفسي، وهي بتسمعني وساكته، مش عارف ليه لقيت نفسي بتكلم كتير، ده انا قولت اسمي واسم كل اللى فى حياتي كله نفر نفر، لقيت نفسي بحكي على اعمامي واللى عملوه فينا، كل حاجة اتكلمت فيها وهي بنت الايه بتسمعني وساكتة وبصالي بتركيز فى حياتي محدش ركز معايا بالشكل ده، وده خلاني اتكلم واتكلم لحد ما فجأة لقيتها بتقول بصرخة:
– يالهووووي، انا عوأت والاكل على الوابور، ابعد عن وشي.
سابتني وطلعت تجري نزلت على السلم الخشب وخطوات رجليها بترن فى ودني، مش عارف ليه خطفتني البت دي، مع اني لا ليا فى اللف ولا الدوران ولا بتاع حريم يعني، بس هي عندها قبول كده ومحبة تدخل قلبك من ناحيتها مجرد ما تبص فى عنيها، فضلت واقف سرحان فيها على السطح بعد ما سابتني ونزلت، ضحكت على كل حاجة حصلت من اول كعبلتها لحد ما صرخت علشان تنزل، ومش عارف ليه حاسس اني مبسوط اني اتكلمت معاها، المهم اليوم والليلة خلصوا وكانت زهراء معايا فى الحلم، مش بحلم بحاجة وحشة لا سمح الله، لكن حلمت بكل حاجة حصلت من وقت ما جابت المكرونة لحد ما سابتني وجريت، كل لحظة شوفتها فيها فى اليوم ده حلمت بيها، صحيت من نومي بكلم نفسي:
– جرالك ايه ياض يا وجدي؟ انت اتهفيت فى نفوخك ولا ايه؟ ايه البت دي اللى سرقت النوم من عينك؟
ملقيتش جواب ارد بيه على نفسي، ضحكت، هرشت فى شعري وانا مستغرب حالي، انا اول مرة اتسرق كده من واحدة، لاء والادهى من كده ان محدش يصدق ان بنت زي دي شاطرة فى سرقة العقول بالشكل ده، هتقولوا عليا مجنون اني اتشديت مع انها معملتش اللى يشد لدرجة ان النوم يروح من عيني، بس هرجع اقولك..هي برضو فيها حاجة بتشد.
سكت عم وجدي شوية وسرح، كنت مستنية الاحداث اللى خليتها حب حياته، لكن فضولي خلاني محترمش رغبته فى السكوت لحظات، قاطعت تفكيره:
– لاء يا عم وجدي، كمل بقى علشان هموت واعرف البنت اللى على الله حكايتها دي ازاي تسحر شاب زيك فى الوقت والزمن ده وبالسرعة دي؟
ضحك وقال:
– على الله حكايتها؟! هههههههههه، عليكم كلام انتم…يجن والله.
قولت له وانا بضحك:
– معلش كلمتين جداد اليومين دول، سامحنى بقى واحكيلي يلا بسرعة.
اتكلم وقال:
– البت بقيت مش بتطلع من بالي من الليلة دي، مع اني مشوفتهاش يومين تلاتة وببقى فى النازلة والطالعة رقبتي بتلف على قلاوظ علشان الاقيها فى اي مكان متكعبلة ولا بتعمل حاجة، لكن مش باينة ولا لاقيها ولا سامع لها حس، ومع اني فى حالي وبيني وبين الناس الكلمة الطيبة والسلام لكن حاسس ان اختفائها من البيت ده مضلم البيت كله.
قولتله بفضول:
– طيب وبعدين؟
ضاعت الابتسامة ولقيته بيقولي:
– بعد ما فات ايام من اختفائها ده، وانا نازل شوفت الست ام عادل اللى جارتهم، حسيت اني هشوف زهراء فى اللحظة دي وقلبي دق..رميت الصباح على الست ام عادل، ضحكت هي وقالتلي:
– يسعد صباحك يا وجدي، ازيك وازي امك واختك؟
معرفش انها عارفاني لدرجة انها تسأل عن امي واختي وحافظة اسمي كمان، تخيلت ان زهراء اللى كلمتها عني، وقولتلها:
– ده انتي عارفانا كلنا بقى يا خالتي!
ضحكت وقالت:
– الست والدتك بنت اصول، عارفينها من يوم ما وصلت بالسلامة، دي عليها فطير مشلتت زي السكر.
فضولي زاد وكنت مستنيها تقولي زهراء قالت حاجة عننا، لكن سألتها:
– وزهراء عاملة ايه دلوقتي بعد واقعة السلم؟ مش سامعين لها حس! معملتش مكرونة تاني؟
كنت بسأل وانا مطمن ان الست ام عادل مش هتفكر فى اي حاجة غلط، انا دين وهي دين تاني خالص فأكيد اللى هييجي فى بال الست ان بسأل من باب الجيرة مش اكتر، رديت الست ام عادل وقالت كلام صدمني:
– زهراء..ادعيلها يابني، غلبانة ربنا قادر يعفي عنها وينجيها.
اتخضيت وحسيت ان خوفي بان عليا وانا بقولها:
– مالها؟ جرالها ايه؟ هي فين اومال؟
بصيت ليا الست بأستغراب، وانا نفسي حسيت اني غريب وخوفي باين عليا بزيادة، اتكسفت شوية بس مش قادر امنع نفسي من اني ألح عليها فى السؤال تاني:
– معلش، اصل هي من يوم ما وقعت وهي صعبانة علينا، هي جرالها حاجة بسبب الواقعة دي؟
هزيت رأسها بحزن رعبني وقالت ليا:
– ياريت يابني الواقعة السبب، دى اللهم احفظنا عندها اللى ما يتسمى…
قاطعتها وانا مستغرب:
– ايه اللى ما يتسمى ده يا خالتي؟
ردت الست وقالت:
– المرض الوحش ياخويا اللى مفيش منه رجا، ادعيلها شفاها فى ايد ربنا مش فى ايد الحُكما.
حسيت بجرد تلج اتدلق فوق دماغي، وحسيت ان عقلي وقف وسألتها وكأني عايز اكدب نفسي:
– ايه المرض الوحش ده طيب؟ انا مش فاهم!
ضربت كف بكف الست ام عادل وهي بتقولي:
– المرض الوحش يا وجدي يابني، السرطان يكفينا ويكفيك الشر.
حسيت ان جسمي سخن وعرقت فجأة بعد جردل التلج، ودمعة فى عيني حسيت اني مش عارف احبسها نزلت اول ما ظهرت زهراء قدامي بتقرب بتعب وبتقف جنب الست ام عادل وهي بتقول:
– نينة انا علقت على الاكل…بس مش قادرة استنى يطيب، وديني الاسبتاليا.
فى اللحظة دي دموعي نزلت من غير تفكير وكنت عايز اخدها فى حضني

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى