رواية زهراء الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل
رواية زهراء الجزء الثامن
رواية زهراء البارت الثامن

رواية زهراء الحلقة الثامنة
ظهورها كان مختلف عن كل مرة، اول ما ظهرت قدامي كانت مش لواحدها..
سألت عم وجدي:
– اومال مين كان معاها؟
رد عم وجدي وقال:
– انا سألتها نفس السؤال، ردت عليا ولقيتها بتقول..
– قبل ما اعرف مين اللى ظهروا معاها وقعت من طولي، مش عارفة فات وقت قد ايه؟ لكن لما رجعت لوعيي لقيت نفسي لسة فى الحمام والدنيا ضلمة، وعيون بتبرق فى الضلمة وصوت بيهمس..( متصرخيش، هتتأذي لو صرختي)..وساعتها عيطت وكتمت صوتي والخوف اللى جوايا لدرجة اني حسيت بوجع فى قلبي من الرعب، لكن اتكلمت انا وقولت:
– ليه يا امي تفجعيني كده؟ هو انا زعلتك فى حاجة؟ ده انتي حتى وحشاني!
ردت هي عليا فى اللحظة دي وقالت:
– متخافيش انا مش جاية علشان هأذيكي، انا جاية اكون جنبك زي ما عودتك، وهعرفك على اهلي..واهلك..عشيرتنا.
استغربت الجملة وقولت:
– عشيرتنا؟! يعني ايه؟
قبل ما ترد عليا سمعت صوت خبط على الباب، وصوت من برة جاي من نينة ام عادل وهي بتقول:
– فى ايه يا بت يا زهراء؟ انتي بتكلمي نفسك فى الضلمة ولا ايه؟ اتجننتي؟
معرفش ليه اللى كان معاها حسيت انه ظهر قدام عنيا فى الضلمة وكان شكله يخوف، شهقت بصوت عالي، ووقعت من طولي تاني، وفى اللحظة اللى سمعت فيها نينة ام عادل صوت هبدتي على الارض تقريبا صوتت واتلم البيت كله على صواتها، ومن اليوم ده وهما اتوهموا ووهموني بأني عيانة..مش عارفة ايه اللى حصل لحد ما طلعت ورجعت اوضتي وفوقت تاني، لكن كل اللى عارفاه ان الحكيم بتاع الاسبتاليا طلب منهم اكون تحت المُعاينة عندهم، وبعد كام يوم نفس الحكيم قال لاخواتي:
– عارف ان اللى هقوله ده مش هتتحملوه، بس بنتكم عندها سرطان.
رد احمد اخويا بخوف:
– سرطان ايه يا دكتور؟ جالها ازاي وامتى؟ دي مش بتشتكي من حاجة!
رد الدكتور:
– ده مرض لعين، ولا له وقت ولا سبب ولا انذار، ربنا يصبركم.
سألتها انا كوجدي فى اللحظة دي وقولت:
– وايه حصل يخليهم يشخصوا الحالة بمرض خطير زي ده؟
ردت زهراء..او عفريتها، او ايا كان مين اللى قدامي دي:
– لأن بقيت كل ما تظهرلي امي..بيظهر قبلها حد شكله، وكل مرة بيظهر لازم اول ما عيني تقع عليه اقع من طولي، ولازم كل ما يظهرلي يبقى فى الضلمة، ولما الموضوع اتكرر كتير..ابتدوا يصدقوا اني..اني عيانة بجد، والعيا بتاعي مش بسيط.
سألت انا عم وجدي وقولت:
– بسهولة كده يشخصوا من غير تأكيد؟
رد عم وجدي وقال:
– يابنتي فى الزمن بتاعنا كان الطب مش زي على ايامكم كده، انتم دلوقتي بقيتوا بتعرفوا تشخصوا الحالة والمرض بتحاليل واشعات وعينات وحاجات كتير مكانتش موجودة على ايامنا، برضو كنا متأخرين احنا مش زي دلوقتي فالحين فى كل حاجة.
قولت بفضول:
– طيب كمّل يا عم وجدي.
فعلا كمّل وقال:
– كملت كلام وقالتلي يا وجدي كان اللى بيظهر معاها ده جني من تحت الارض، حبني واتمناني، لكن امي رفضت حبه ليا، عرفت ده لما هي قالت ليا بنفسها:
– (زهراء، عايزاكي تتعودي على ظهور كيظم، تتعودي وتبطلي تخافي علشان انا مش عايزاه يأذيكي)
ردت زهراء عليها وقالت:
– هو مين كيظم يا امي؟
ردت وقالت:
– كيظم اللى بتشوفيه معايا، فرد من افراد عشيرتي، حبك وعشقك، خوفي عليكي خلاني امنعه يمسّك او يقرب منك، لكن اللى مش هقدر امنعه منه هو انه يشوفك وتشوفيه، دى رغبته وارادته علشان يكون قريب منك بعلمك…من غير مسّ او لمس، ومتخافيش انا معاكي وجنبك، بس متخافيش منه.
زهراء:
– طيب وهيستفاد ايه؟
ام زهراء…العفريتة:
– الجن مش زي الانس، مش معنى انه يقرب منك يبقى لازم يستفاد، الحب فى عالمنا اسمى من انه يبقى وراه هدف، اقبلي حضوره واتعاملي معايا فى وجوده زى ما كنا بنتعامل قبل ظهوره، مش هيأثر عليكي فى اي حاجة.
ردت زهراء:
– بس انا كل ما بشوفه بخاف، بحس ان روحي بتتسحب مني، بترعب من شكله ومن عنيه المرعبة.
ردت الجنية وقالت:
– لو اتجسد فى هيئة غير هيئته هيكون مطلوب منك الموافقة على دخوله حياتك بكل تفاصيلها، لكن طول ما هو على هيئته مش هيكون مطلوب منك غير انك تقبلي وجوده اثناء وجودي مش اكتر…فكري وردي عليا.
لقيت عم وجدي بيقول ليا:
– مش عارف ليه حسيت بالغيرة عليها؟ لكن قبل ما اتكلم او اسأل عن ردها او موافقتها ولا قبولها…لقيت شكلها اتحول تاني للست العجوزة السمرا وبصيت ليا بأبتسامة مريبة وقالت:
– عارفة انك عايزها هي، عارفة ان مش انا اللى مطلوب تشوف شكلي، هي مش هتفضل موجودة وقت طويل لما تحضر، دي روح والروح ضيفة خفيفة.
طبعا انا سألته:
– هي بتظهرلك ليه اصلا؟
رد عم وجدي وقال:
– لا عارف، ولا كنت عرفت، ولا سألت، انا بس اللى سألت فيه…اسمك ايه؟ وبتعلقيني بيها اكتر ليه؟ مدام هي مش هتكون موجودة علطول يبقى ليه تزودي وجع قلبي بغيابها؟
ردت وقالت:
– اسمي ظافرة، بظهرلك لانك من بين كل جنس البشر انت اللى حبيتها وقلبك اتعلق بيها، وانا حبيتها وكأنها من عشيرتي والعالم بتاعي، علشان كده حبيت استدعيها، تحس بحاجات كتير نفسها كانت تعيشها وملحقتش، واخليك تشبع منها لانك ملحقتش..وهي هتفضل موجودة علطول طول ما ده بينا وبينك، لكن مش طول الوقت وطول اليوم، ساعات محددة هتكون هي اللى معاك وهي اللى بتحكيلك وهي اللى حاسة بيك.
رديت عليها وسألتها:
– بس دي ميتة!
ظافرة:
– الارواح البريئة فيه طرق فى العالم الاخر سهلة فى استدعائهم، وده سهل علينا لأن استدعائها مفيش منه اهداف خبيثة، هي بس روحها مسكينة، مفرحتش، حسيت بالكسرة كتير، وكان لازم تحس بالراحة علشان ترتاح فى العالم اللى راحت له.
رديت عليها:
– هتأذي حد؟ يعني اللى زعلوها ممكن تأذيهم؟
ظافرة:
– لو هتأذي حد يبقى مكانتش هتحضر، لكن انا اللى هريح روحها بأنها تشوف كل اللى وجعوها موجوعين.
قولت:
– زهراء قلبها طيب، حنينة، مش بتحب الاذى، سيبي كل حد زعلها ربنا هياخد حقها منه، هي هترتاح لأن اكيد ربنا احن عليها مننا.
ظافرة:
– كيظم مش هيسكت، مش قادر يتحمل اي حد اذاها بحرف حتى لو يوم واحد.
حسيت بالغيرة تاني من سيرته، حسيت انه بينافسني على حبها، واحدة ميتة ومش موجودة، كل اللى انا فيه ده وارد يكون اوهام وتخيلات، لكن برضو حاسس بالغيرة عليها منه، سألت ظافرة:
– وهيستفاد ايه هو من اذية الناس؟ هي كده كده مش موجودة!
ظافرة:
– عايز قبل استقرار روحها تتأكد من انها متأذتش من حد فى حياتها.
رديت عليها:
– وهو الجني هيحاسب البشر بعد ما كان اللى له الحق الوحيد فى الحساب هو خالق الجن والانس؟
سكتت ظافرة، لكن انا قولت:
– لو فعلا عايز روحها ترتاح، يبقى خليها ضيفة تحس بأنها بتعيش كل اللى فاتها وكل اللى ملحقتش تعيشه، خليها تحب وتتحب بس، خليها تفرح حتى لو كان مجرد وهم، بلاش الاذى لأنه لا هيقدم ولا هيأخر حاجة، ومش هيرجعها لوش الدنيا من تاني.
ردت ظافرة بحدة:
– هنكمل بكرة، لسه الحكاية مخلصتش، ومش هتخلص دلوقتي.
سألتها:
– هتجيلي انتي؟ ولا زهراء؟
ردت ظافرة وقالت:
– لازم احضر قبل وصولها، هاجي الاول وانا هجيبها بعد وصولي.
اختفت ظافرة من قدامي، سابتني لواحدي وانا مكنتش حاسس بالوقت اللى فات فى وجودي وكلامي معاها هي وزهراء، كل اللى بفكر فيه، هو ازاي بنت فى سن زهراء محدش حس باللي هي فيه؟ محدش حس بوجود عفاريت فى حياتها؟ ازاي استسلموا لحقيقة مرضها اللى كانت خدعة من غير ما يحاولوا يتأكدوا؟ من غير ما ياخدوا بالهم منها؟ من غير ما يركزوا فى تفاصيلها؟ ازاي بالسهولة دي عاشت وماتت وهما مش حاسين انها عايشة فى وهم وجود امها معاها طول الوقت ده؟ حاجات كتير حسيت انها فورت دمي من اهلها واللى حواليها والمفروض انهم قريبين منها، برضو كل ده وانا مكنتش اعرف حاجة عن البيت وعن حقيقته، وعن العالم المبني تحت البيت ده واهل العالم اللى بيقرروا ويختاروا مين اللى هيكونوا راضيين عنه وهيساعدوه، ومين تاني هيكون مغضوب عليه منهم وهيأذوه ومش هيسيبوه يعرف يعيش؟! لكن ظافرة..و زهراء…وكيظم، هيعرفوني كل اللى مكنتش عارفه فى حياتي، ولا حد ممكن يصدق اني عرفته، وكان اولهم لما اخدوني فى زيارة للعالم بتاعهم اللى كان غير المكان اللى ابتدت زهرة تتكلم معايا فيه، لان كل مرة المكان بيكون غير اللى قبله…هحكيلكم واكمل بس مش النهاردة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهراء)