رواية رحلة عذاب الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء العذب
رواية رحلة عذاب الجزء الثاني عشر
رواية رحلة عذاب البارت الثاني عشر

رواية رحلة عذاب الحلقة الثانية عشر
“جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا” ﷺ
فتحت عيونها لاقت عاصم واقف وبيبصلها من فوق
عاصم ببسمة:
يلا هنخرج
مروه بصتله وعرفت انه بيتريق عليها وبيغيظها
بصتله بكسره نفس ونزلت عيونها تاني لما دموعها
بقت تنزل وشفايفها اتقوست بعياط
عاصم نزل لمستواها واتكلم بنبره اول مره تسمعها
: بتعيطي ليه انا بقولك يلا هنخرج
مروه رفعت وشها اللي غرقان بالدموع واتكلمت بشهقات
:عشان انت بتتريق عليا
:بس انا مش بتريق عليكي..انا بتكلم جد ..مش انتي نفسك تخرجي تعالي هخرجك
مروه اتعدلت وبصتله لاقت ملامحه كلها جديه
مروه بزهول:
انت..انت بتتكلم جد ..يعني انت هتخرجني
عاصم ابتسم بقله حيله وكلام ابوه وأمه بيرن في ودانه لما كان صغير
:كل بني آدم يستاهل يكون مبسوط وفرحان يوم العيد يا عاصم ..ربنا خلق اليوم ده عشان كل اللي في قلبه غمه تروح وتزول بمجرد بس ما يسمع التكبيرات
عشان كده لما تلاقي واحد فرحان زي العيال الصغيره بالعيد اعرف انه شاف كتير وما صدق الفرح يزور قلبه عشان يرويه من عطش الحزن والغم ويبدل حاله والضحكه تترسم علي وشه
فاق من ذكرياته علي نظرات مروه وكأنها بتسأله
بصلها وهز رأسه بحنين لما افتكر أهله
اتكلم بهدوء:
روحي البسي عبايتك عشان ننزل ونلحق اليوم من أوله
مروه ما صدقتش نفسها ونطت من مكانها بسرعه ومن غير تفكير كانت بتقلع العبايه اللي لبساها قدامه وبقيت بالقميص وجريت علي الكيس اللي فيه هدومها وطلعت الملحفه بسرعه ولبستها
وجابت طرحتها ولفتها بسرعه وخرجت الجزمه ومسكتها في ايدها وفي اقل من دقيقتين بقت جاهزه
عاصم بأستغراب:
اومال بقولو الستات بتطول علي ما تجهز ليه
شاور بأيده ليها عشان تمشي وراه
لكن قبل ما يخرجوا وقف وبصلهى واتكلم بتحذير شديد اللهجة وهو بيرفع صباعه
:اسمعي كويس اللي هقوله ..انتي هتنزلي الاول وتستني جنب عربيتي وانا هنزل وراكي بدقيقة واركب العربيه واسوقها براحه خالص لحد ما نبعد عن المكان هنا ..بعدها هوقف وتركبي معايا عشان محدش يعرف اني اعرفك وكده فاهمه
مروه بلعت ريقها وهزت رأسها بسكات وعاصم كمل
:ولو حد سألك جايه هنا لمين تقولي انك غلطتي في العنوان ..ولازم تحفظي شكل اللي هيسألك ده كويس اوي ..والاحسن اصلا مترديش علي حد وتمشي ساكته ..وملكيش دعوه بحد و إوعي إوعي حد يعرف اني اعرفك ولا اقربلك بأي شكل ..فاهمه
مروه اتنهدت وهزت رأسها بمعني فاهمه
عاصم :
طب يلا انتي انزلي قبلي واعملي زي ما قولتلك..استني عند العربيه اكيد عارفه شكلها مش كده
هزت راسها بسرعه بمعني ايوه
عاصم بهدوء:
طب كويس ..انزلي يلا وانا هحصلك
مروه عملت زي ما قال ولبست جزمتها اللي كانت قديمه وفي قطع بس الملحفه مدارياها
…..
مروه نزلت من السلم وخرجت بره العماره زي ما عاصم قالها
خرجت بره وبقت تبص يمين وشمال بفرحه طفل صغير علي اجواء العيد
نسيت اللي قاله عاصم وبقت تتفرج علي الشارع والناس والألعاب والجو المليان فرح لحد ما فاقت لنفسها وخافت حد يسألها هي مين ولا يتكلم معاها وتوقع بالكلام
بصت حواليها عشان تشوف عربيه عاصم لحد ما لاقتها مركونه بعيد شويه عن العماره
اتمشت ووقفت تحت شجرة وبقيت واقفه
دقايق وكان عاصم نازل وركب العربيه وبقي يتحرك بيها براحه خالص ومروه وراه من غير ما حد ياخد باله
لحد ما بعدوا شويه عن المكان اللي ساكنين فيه ووقف
ومروه ركبت
كانت فرحانه زي عيل صغير وناقص بس تتنطط من كتر فرحتها
عاصم بصلها وبص علي السعاده اللي هي فيها وميعرفش ليه بس فضوله خلاه يسألها
:انتي مكنتيش بتخرجي يوم العيد ولا ايه
مروه بتلقائيه وبسمه
:لا كنت بخرج ..بس مكنتش بعرف اتفسح كويس زي الناس عشان كنت براقب ولاد علي ..واشوف طلباتهم
عاصم بتشنج:
وهو علي ده مش عارف ياخد باله من عياله هو ومراته اومال مخليفينهم ليه
مروه بطفوله:
اصل علي ومنال كانوا بيحبوا يقعدوا مع بعض ويتكلموا كلام حب وحاجات من بتاعه الناس الكبيره
ومش بيكونو فاضيين للعيال وبيخلوني انا اخد بالي منهم وارعاهم في الجناين
عاصم بقرف وهمس :
هم عندهم مراهقة متأخره دول ولا ايه ..مش فاهم انا كل واحد بيحب التاني علي ايه ..ده الاتنين انيل من بعض ..ده انا مش طايقهم ومقعدتش معاهم غير مرتين ولو حسبتها هلاقيها متكملش ساعتين ..صحيح ما جمع إلا أما وفق
مروه بصتله بهدوء وما اتكلمتش لانها خافت تكتر معاه في الكلام يغير رأيه ويبطل يفسحها بعد ما اخيرا ربنا هداه عليها
عاصم حمحم وسألها
:وعلي كده كنتي بتعملي ايه في العيد انتي واخوكي وعياله ومراته
مروه بتلقائيه:
كانو هم بيلعبوا وانا اخد بالي منهم وأفضل مرقباهم عشان ما يضيعوش ولا يتوهو
وعلي ومنال بيكونو قاعدين علي جنب ..بس لوحدهم
وساعات كانوا بيخلوني العب معاهم
بصلها وكرر الكلمه
:تلعبي معاهم؟
مروه بتأكيد:
ايوه بلعب معاهم .. بجري وراهم وامسكهم..وساعات لو موجودين في مكان مقفول بنلعب استغمايه بس كل مره بكون انا اللي بغمي عيوني وهم يستخبوا بس ..كان نفسي استخبي زيهم
خلصت كلامها وهي بتمد شفايفها زي الأطفال بالضبط
كانت كل حركاتها وردات فعلها بتقول انها ما عشتش طفولتها ولا شافت حنيه في يوم
وغصب عن عين عاصم قلبه رق ليها وشفق عليها
مروه كملت :
بس يوسف ابنهم كان كويس اوي معايا ..ساعات بحس انه ابني انا ..مع اني ربيت التلاته وكنت معاهم من لحظه نزولهم للدنيا لحد ما مشيت من البيت ..لكني دايما بحس ان يوسف حاجه تانيه خالص ..ودايما بيعاملني كويس ويقسم معايا الحاجه اللي يشتريها
حتي يوم العيد كان بيجيب ليا حاجات بالعيديه بتاعته ..بس كان لازم ياكل منها الاول عشان يقدر يديها ليا وإلا ياسين ممكن يروح يقول لمنال ومنال تقول لعلي واتضرب واتحرم من الاكل ..عشان كده بيديها ليا قدام الكل كأنها بواقي أكله..بس انا عارفه ان دي مش نيته خالص
عاصم بأستغراب:
مين ياسين ده
:ده ابن علي الصغير ..بس دايما بينقل اي حاجه بتحصل قدامه لمنال وعلي
عاصم بسخريه :
عصفوره يعني
مروه كملت :
واصلا هو مش بيحبني ولا بيطيقني..وساعات ممكن يكدب ويألف قصص عشان علي يضربني .. ساعات مش بصدق انه عنده خمس سنين
عاصم بصلها بتفاجأ واتكلم بسخريه
:يا ما شاء الله..خمس سنين وعصفوره ومحرض وفيه العبر السودا..اومال لما يقفلهم عشره ولا خمستاشر هيعمل ايه ..هيترأس الما فيا
الاتنين فضلوا ساكتين لحد ما العربيه وقفت
…..
منال وعلي وعيالهم التلاته كانوا هم كمان خارجين عشان يتفسحوا في العيد
منال كانت متبته في ياسين ويوسف وعلي ماسك مصعب عشان خايفين يتوهو منهم او واحد منهم يضيع او يتخطف في الزحمه
علي بأمر:
إوعي واحد منكم يفلت ايدي او ايد امكم يا حبايبي ..ولو كنتو عاوزين تشتروا حاجه او تعملو اي حاجه قولو قبلها عشان ناخد بالنا منكم
منال كملت:
وادعي حد يقول لواحد منكم تعالي معايا ولا يديكم حاجه وتاخدوها غير لو احنا موجودين وشايفين ده كله ووافقنا كمان
علي كمل:
وبلاش وانتو بتلعبوا تبعدوا عن عنينا ابدا ابدا …حتي لو كنتو عاوزين تروحو الحمام تاخدوا حد مننا معاكم سواء انا او مامتكم
منال كملت:
وفلوس العيديه متتصرفش كلها ولو لاقيتو شحات ولا شحاته إوعو تدوهم جنيه دول ناس نصابين ..واوعو تروحو مكان من غير ما تقولو وو
مصعب اتأفف بملل واتكلم بضيق
:في ايه يماما دي اول مره تدونا الأوامر دي كلها ..ما كل عيد بنخرج عادي من غير كل الحاجات دي
منال بضيق:
عشان دي غير كل مره ..المرات اللي فاتت كان فيه مروه وبتاخد بالها منكم ..إنما المره دي مفيش..يعني ممكن تتوهو وتضيعو عادي
يوسف بصلها بزعل واتكلم
:هي عمتو مروه خلاص كده يا ماما مش هتيجي تاني عندنا ولا هنشوفها
رد عليه علي بحده:
لا يا حبيبي خلاص مشيت ومش هترجع تاني ..عشان كده اتعود علي الوضع الجديد
يوسف بدموع:
مش عارف يابابا مش عارف دي وحشتني أوي…كنت متعود انها هي اللي بتعملي كل حاجه..دي حتي من ساعه ما مشيت و كنت كل يوم بتأخر علي المدرسة حتي هدومي بتكون مش مكويه زي ما متعود ..ومحدش بقي يشجعني عشان اذاكر وابقي دكتور لما أكبر
ياسين اتكلم بطريقته المستفزه كالعادة
:قولتلك قبل كده خاف ان حد يعرف انها تقرب لينا..وانا اصلا بشجعك علي طول عشان تبقي دكتور
يوسف بضيق:
انت بتقعد تشتم في عمتو مروه وتقول اني لو ما ذاكرتش وبقيت دكتور هكون خدام زيها ..بس هي مش خدامه دي عمتنا ..وعادي يعني لما تشتغل ما بابا بيشتغل في شركه عند واحد غني يبقي كده هو شغال عنده خدام ..لا طبعا يبقي عمتو مروه مش بتشتغل خدامه ..والبعدين الخدام خدام ربنا والباشا ريحته معفنه
:يووووسف بطل الكلام ده واتكلم كويس ..وبطل تجيب سيره الزفته دي ما صدقنا خلصنا منها وارتاحنا
علي قال كده بحده في ابنه
علي اخر كلامه منال حركت شفايفها يمين وشمال بتريقه واتكلمت بهمس
:مين اللي ارتاح يا حسره ..
ده انا وسطي اتقطم من الخدمه ..ولا الفلوس ..الفلوس الكتير اللي اتحرمت منها..فرخه بتبيض دهب وفرطنا فيها جتنا خيبه
علت صوته واتكلمت بضيق
:ممكن نتحرك بقي..احنا لسه هنروح عند ماما وبابا عشان نعيد عليهم..يعني يادوب نتحرك ونأجل اي كلام لبعدين..وانت يا يوسف بطل كلام في الموضوع ده
خلاص خلصنا
سابته وشدت علي وراحوا للعربيه سابو العيال التلاته
مصعب بص ليوسف واتكلم بتحذير
:متجبش سيره مروه تاني يا يوسف عشان بابا بيضايق
يوسف بغضب طفولي :
ملكش دعوه انت..انا حر احب اللي عاوزه او اكره ..
بص لياسين واتكلم بتحذير:
وانت يا ياسين بطل تقول علي عمتنا خدامه وإلا مش هكلم تاني وشوف مين هيذاكر ليك بعدها عشان تبقي شاطر وتنجح
ياسين بسخرية:
مش مهم ماما تذاكر ليا..ولو هس مش فاضيه هتأمرك وانت مش هتقدر ترفض وهتذاكر ليا غصب عن عينك
يوسف بص لاخواته بغضب طفولي وهو ضامم شفايفه وسابهم ومشي
….
الاتنين وصلوا جنينه كبيره جدآ جدآ وفيها من كل الوان واشكال الزرع والورود..والناس هناك بكل أشكالها واعمارها متجمعين علي الفرحه بيوم العيد
مروه بصت حواليها علي الجو الجميل الي خلاها تنسي اي زعل مرت بيه واخدت نفس عمييق وطلعته براحه كأنها بتقول انا اخيرا حيه وبتنفس
عاصم اخدها وقعدوا علي جنب قدام بحيره فيها وز وبط بيعوم
كان فيه بياع ايس كريم وغزل بنات وبياعين كتيييير بحاجات اكتر
عاصم شاور لبتاع الايس كريم وجاله
بصلها واتكلم:
عاوزه الايس كريم بتاعك بطعم ايه
مروه فضلت باصه حواليها بفرحه وما اخدتش بالها من عاصم لانها افتكرت انه بيكلم حد تاني
لكنها اتفاجأت لما لاقيته بيهزها من أيدها وعاد سؤاله
مروه بصتله زي ما تكون مس مصدقه وده كان حالها فعلا
مروه بزهول:
انت .. انت ..انت بتتكلم جد ..هو انت هتشتري ليا حاجه
عاصم بص للبياع ولاقاه مركز معاهم ..حمحم واتكلم بالنيابه عنها
:انا عاوز الايس كريم بتاعي شوكولاته..وهي اممم ..هاتلها شوكولاته برضوا
هز راسه واداهم طلبهم واخد حسابه ومشي
عاصم مد ايده ليها عشان تاخد اللي اشتراه لاقاها لسه بصاله بأستغراب وعدم تصديق في نفس الوقت
نزلت عيونها علي ايده ورجعت بصت لوشه من تاني وسألت بحيره
:انا مش فاهمه…هو المفروض ان ده ليا انا
هز راسه وهو باصص عليها بأستغراب
مره واحده مروه ابتسمت بفرحه وعيونها لمعت بطريقه غريبه…لما ركز فيها لاقي في دموع في عيونها
مدت ايدها واخدته منه وهي بتتكلم بسعاده وتلقائيه
:بجد ده ليا انا ..ربنا يخليك يا رب ويوفقك ويكتر من امثالك..انا..انا عمري ابدا ما حد اشتري حاجه ليا خالص ..
عاصم بصلها بعدم استيعاب وسأل
:ابدا ..محدش جابلك حاجه خالص زي أيه مثلا ..يعني قصدك هدايا
مروه اخدت قطمه من الايس كريم وسكتت شويه علي بال ما تبلع لانه كان ساقع اوي بعدها جاوبته وهي بتهز رأسها بنفي
:لا ولا حاجه ابدا ابدا …ولا هدوم ولا هدايا ولا حتي اكل ..كل حاجه في حياتي كانت من بواقي الناس اللبس والجزم والاكل حتي امشاط الشعر والتوك..كله بتاع ناس بس بقي قديم عليهم عشان كده بيدوه ليا
وانا باخده عشان معييش غيره ..حتي الصابون بيكون بواقي صابون متكسر بتاع البيت باخده استحمي بيه واغسل بيه هدومي
عاصم بصلها بعدم استيعاب للي قالته وكأنه مش قادر يصدق ان في انسان عايش كده وراضي عادي
بصلها مره تانيه وبقي يتامى فيها وهي بتاكل الايس كريم بسعاده حقيقه لمجرد سبب تافه زي ده ..لكنه ميعرفش ان اللي عمله لمروه ده كان أكبر من كل طموحها وتخيلاتها ..هي كان كل اللي في بالها انها هتخرج معاه وتتمشي بس وتشوف الناس ..حتي قعاد كانت هتقعد في الارض علي النجيله
رجع سألها تاني وهو حاسس ان فضوله هيمو ته
:طب واخوكي علي ده كان راضي بكده وساكت
مروه اول ما سمعت سيره علي ايدها ارتجفت وبصتله ولمعه عيونها انطفت وتكلمت بمرار
:علي ؟ وهو في ايده ايه عشان يعمله ..اذا كان هو بنفسه بيعمل فيا اوحش من كده بكتير
دمعتها نزلت وافتكرت حدث حصل معاها من حوالي عشر سنين واتكلمت بشرود
:تعرف انه لما كنت صغيره وهو اتجوز منال ..كان ..كان عاوز يرميني في الشارع ..بس منال مرضيتش وقالت إني هفيدها ..عشان كده بقت تشغلني خدامه ليها بلقمتي ونومتي..حتي البيت انطردت منه وبقيت انام في اوضه في بير السلم ..كنت بكون خايفه اوي وانا نايمه هناك عشان بتكون ضلمه ومفيش نور ..وبسمع أصوات طول الليل خارجه من الحيطان ..روحت وعيطت لمنال عشان تخليني ارجع ابات جوه معاهم بس ..بس هي سخنت عليا علي وضربني جامد ..كنت بحسه ما بيصدق يلاقي سبب عشان يضربني عشانه ..وحتي لو ملقاش كان بيضربني كده من غير سبب ..إللي من باب تفريغ الطاقه السلبيه زي ما منال بتقول
عاصم بصلها وزعق بزهول
:هم دول بشر زينا عادي..ده حتي المفروض اخوكي من لحمك ود مك ..ازاي يعمل فيكي كده… طب مفيش حد قريبك كان ساعدك ولا مد ايده ليكي ولا نجدك من الحوش دول
مروه بقله حيله :
لا مليش غير علي بس هو اللي اخويا..وعيله امي معرفش منهم حد خالص ..اصل انا وعلي اخوات من نفس الأب بس ..يعني عيله أمه غير عيله امي خالص ..
عاصم بتشنج:
انتي بتشرحي ايه انتي التانيه ما انا عارف المعلومه دي
…اوووووف انتي حكاياتك نكد خالص ..
بصلها وكمل بزهق
:كولي الايس كريم بتاعك هيسيح من الحر
هزت راسها وكملت اكل لحظات سكوووت عدت عليهم وكل واحد سرحان في حاطه مختلفه وعيون الاتنين متابعه الجو حواليهم لحد ما مروه التفت ليه وسألت بتوتر
:وانت
بصلها بأستغراب وسأل
:وأنا؟
مروه بتوتر:
قصدي وانت معندكش أهل او أب وأم ..او اخوات
عاصم بتنهيده:
لا معنديش..بابا وماما الله يرحمهم ومعنديش اخوات ..معنديش غير خاله واحده وساكنه في الكويت
هي وجوزها وعيالها ..ومش بينزلوا غير كل كام سنه و..
سكت وبوصلها واتكلم بنرفزه
:انتي مالك اصلا بتسألي ليه ..انا بس اللي أسأل هنا فاهمه
هزت راسها بسرعه بخوف من تحوله المفاجيء
دقايق عدت وهم ساكتين لحد ما عاصم وقف وطلب منها
:تعالي نتمشي شويه بدل القعده دي
مروه هبت من مكانها بسرعه وهي بتهز رأسها بفرحه ومش مصدقه انه طلب منها كده
فضلوا يتمشو ومروه عماله تعبر عن فرحتها بضحكتها وهي عماله تشاور علي كل حاجه بفرحه
بينما عاصم كان بيراقبها ببسمه وهو حاطك ايديه في جيوبه
لحد ما جه وقت الغدا
اتمشو وراحوا مطعم قريب لاصحاب الطبقه المتوسطة والفقيره لانها مرضاش يروح مطعم كبير احسن يشوف واحد يعرفه هناك او من الشركه
لكن رغم كده المطعم كان حلو شيك رغم بساطته
مروه وقفت علي جنب بعيد عن المطعم وقالت لعاصم قبل ما يدخل
:أنا هستني هنا لحد ما تخلص
عاصم ادور وبصلها وهو بيسأل بأستغراب
:هتستني هنا ازاي..احنا داخلين ناكل..ايه هتاكلي في الشارع
مروه بصتله بعدم فهم وقالت بتوضيح
:انا قصدي هستني هنا لحد ما حضرتك تخلص اكل وتخرج ..مش هروح في حته
عاصم بنرفزه:
وانتي مش هتدخلي ليه .. عليكي تار مع صاحب المطعم
مروه بخفوت:
اصل علي ومنال مكنوش بيخلوني ادخل معاهم لما يدخلوا مطعم ولا كافيه زي كده ..وكنت بستني بره زي كده عشان بيقولو ان شكلي يعر وهم هيتكسفوا لو انا دخلت معاهم ..و و
سكتت وكملت بخجل
:عشان انا بقعد اكل بطريقه مش حلوه ..ومش بعرف اكل زيهم ..وكده
عاصم اتنهد بملل وهو تقريبا بقي متوقع كل حاجه من الثنائي ده ..من غير شعور مسكها وشدها ودخل بيها المطعم وهو بيتكلم
:ده كان ايام زفت وزفتان..إنما انتي دلوقتي مع عاصم ..وعاصم غير ..عشان كده اسمعي كلامي من سكات مش عاوز وجع راس
مره واحده لاقت نفسها قاعده علي طربيزه علي جنب في المطعم اللي كان نفسها تدخله من قلبها وتعمل زي ما منال بتعمل وتقعد تدي رأيها في الاكل وتطلب الاكله اللي نفسها فيها
ثواني وجاهم الجرسون وسأل عن طلباتهم
عاصم بصلها ومسك المنيو واختار اللي عاوزه وسأل مروه عن طلبها وكانت النتيجه انها تنحت وكأنها بتساله اذا كان ده كله
حقيقي وانه بيتكلم جد ومعاني كتير من نظراتها قدر يقراها
بص للجرسون واتكلم بهدوء
:هي هتاخد زيي ..
الجرسون هز راسه ومشي ومروه لسه برضوا مش مصدقه اللي هي فيه لحد ما جه الاكل وبقت تاكل علي طبيعتها مع انها بتحاول تاكل بطريقه أرقي شويه
وهي حرفيا مش مصدقه انها بتاكل مع حد ومش اي حد ..ده واحد زي عاصم..وفي مطعم فيه ناس باين عليهم انهم اغنيا او دي كانت نظرتها ليهم
خلصوا اكل واكلوا الحلو وخرجوا وركبوا العربيه ونزلو علي الكورنيش وبقو يتمشوا..
بس رغم ده كله عاصم حاسس انه متكتف لانه طول الوقت خايف حد يعرفه يشوفه مع مروه وسأله مين دي
حتي الأماكن اللي متعود يروح عليها لغاها وراح أماكن تانيه ..اهم حاجه محد يعرف هو مين
بص علي مروه اللي مسنوده علي السور وبتبص للنيل بفرحه والهوا بيحرك حجابها ويجيبه علي وشها وهي تشيله
بصتله هي التانيه واتكلمت ببسمه سعيده وقالت
:النهارده احلي يوم في حياتي كلها ..شكرآ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحلة عذاب)