روايات

رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل الثالث 3 بقلم حياة محمد

رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل الثالث 3 بقلم حياة محمد

رواية دموع الياسمين وابتسامتها الجزء الثالث

رواية دموع الياسمين وابتسامتها البارت الثالث

دموع الياسمين وابتسامتها
دموع الياسمين وابتسامتها

رواية دموع الياسمين وابتسامتها الحلقة الثالثة

الساعه تخطت الثانية بعد منتصف الليل والقلق قد استبد بحبيبه فياسمين لا تتأخر فى العمل حتي هذا الوقت أبداً لذا فخرجت مسرعه من البيت تبحث عن بنتها حتي وصلت إلى المطعم فوجئت بالعمال ينظفون المكان استعدادا لغلقة وهذا ما جعل قلبها يخفق برعب شديد على بنتها.فسألت عن حسن ليخبرها العمال أنه رحل من أكثر من ساعة فتوجهت مسرعه إلى بيت حسن.وبيد مرتعشة ضغطت على الجرس ليفتح لها حسن الباب ويتفاجا برؤية الخالة حبيبه تبكي فظن أن عمه سعد زاد عليه المرض ويحتاج الى دخول المستشفى.لكنه صدم عندما سألته: بنتي فين يا أستاذ حسن ؟
فقال بدهشة: إنتي بتسألى عن ياسمين هيا لسه ما روحتش ؟
الخاله روحيه: لا لسه ما جتش هيا فين !؟
فيقول حسن بقلق: المفروض تكون فى البيت من ساعتين أو أكثر أنا طلبت منها توصل الفلوس للمعلم……………. يا خبر أسود.
فترتجف الأم من شدة الخوف: فيه إيه ؟ إيه اللى حصل بنتي حصل لها حاجه أنا كان قلبي حاسس طول اليوم مقبوض وبيوجعنى طمنى يابنى أبوس إيدك.
فتقول الخالة روحية: ما تخافيش يا حبيبه هاتبقى بخير إن شاء الله.
فيجرى حسن إلى الهاتف ويتصل بالمعلم قدرى الذي أخبره أنها خرجت منذ أكثر من ساعتين بعد أن أوصلت المبلغ كاملا.ليصمت المعلم قليلا ثم أخبره أنه سمع بعد خروجها بقليل أصوات الشرطة والإسعاف يبدو أن هناك مشاجرة كبيرة لذا فمن الأفضل أن يذهب إلى قسم الشرطة ويسال عنها.
فأخذ حسن الخالة حبيبه واتجه إلى قسم الشرطة وقلوبهم تقول ربنا يستر.
فى الحجز الإحتياطى تجلس ياسمين على الأرض بشعر مغبر ودموع متحجرة في مقلتيها أما ملابسها فتفوح منها رائحة الدماء المقززة حتي أن المسجونات شعروا بالقرف والتقزز منها ومن شكلها فقد كانت كمن خرجت من قبر.
لم تتحرك من مكانها حتي عندما سمعت صوت قريب من القلب ينادي عليها صوت أمها ثم بعدها سمعت صوت الاستاذ حسن يستفسر عن سبب حبسها لتسمع صرخه أمها ليليها أصوات تتداخل مع بعضها لتسمع من يقول: كوبايه ميه الست داخت ووقعت على الأرض.بالرغم من ذلك لم تتحرك من مكانها بل لم تغير من جلستها على الأرض إلا أن خطين من الدموع إنحدرا من مقلتيها المتعبتين ………………………….
***********************************
أما فى الناحية الأخرى فقد دخل أحمد بيته مسرعاً ليسأل عن أمه فتخبره الخادمة أنها خرجت بعده بعشر دقائق فهى مدعوه لحفل زفاف إبن الوزير.فشعر بالأسى فأمه كعادتها تركته من أجل واجهتها الاجتماعية.
لكنه لن ينتظر فالوقت ضيق وكل لحظه تمر فيها خطورة عليه فأسرع بحجز تذكرتين سفر لأمريكا له ولأمه فلم يجد إلا رحلة متجهة إلى المكسيك ومن المكسيك إلى نيويورك بأمريكا فوافق عليها ثم أعطى كل الخدم والعاملين بالقصر أجازه مفتوحة ليخرج الجميع من القصر ليسرع بالتخلص من ملابسه وحرقها بعد ذلك أسرع بتجهيز حقيبه ملابسه وملابس أمه وجمع كل ما له قيمة له ولأمه .
بعد فترة دخلت أمنية هانم القصر فوجدته خالى ومظلم لتطلق صرخه عاليه حينما رأتة جالس في الظلام ليسرع إليها.ليطمئنها.ثم يخبرها بضرورة السفر وأن رحلتهم بعد ساعة لتصعد لغرفتها لتستعد للسفر.
فى الساعة الرابعة فجرا ( تعلن الاذاعه الداخلية لمطار القاهرة عن إنطلاق رحلتها المتجه إلى المكسيك.بوجود بين المسافرين رجل ترك خلفه قصر مظلم وشركات مفلسة وضحيه بريئه ستدفع ثمن أخطاءه.
***********************************
فى الصباح أمر المحقق بإحضار الفتاة المتهمة بقضية القتل.
فخرجت من محبسها جسد بلا روح.لتدخل غرفة التحقيق فيدير وكيل النيابة وجه واغلق أنفه بتقزز ليأمر بتحويلها إلي الطبيب الشرعي ليفحصها ويفحص الدماء الموجودة على ملابسها وجسدها ويحدد إن كانت لها أم للقتيل.
فوضع الشاويش القيد الحديدى( الكلبشات)فى يدها وربط نفسه فى الطرف الآخر ثم سحبها وهي بلا حول ولا قوه جسد بلا روح.فأوقفته أمها وهي تترجاه أن تكلم بنتها وتطمئن عليها لكنه رفض وقال: يا ست أنا كده هنضر لكن اسمعى نصيحتى هاتى هدوم لبنتك وحصلينا على المستشفى الحكومي عشان هياخدوا الهدوم إللى عليها.
فى المستشفى الحكومي تعرضت ياسمين لكل أنواع الإهانات فلم يكن الأمر مجرد فحص بل كان هدر للكرامه فقد سمعت أحقر الألفاظ وهي تتنقل بين أيدى الممرضات حتي دخلت غرفة الطبيبة التي أمرتها بخلع ملابسها حتي ترسلها للمعمل الجنائى وبعدها فحصتها الطبيبة فحص شامل حتي تكتب تقريرها.. عن شكل الدم في ملابسها والأماكن التي تلوثت من جسدها مثل وجهها وساقيها وزراعها وأماكن قد تلوثت مثل مقدمة صدرها ونحرها ثم فتحت الطبيبة الباب واعطت الشاويش التقرير ثم سألته: مين إللى مع المتهمة؟
فأشار الشاويش إلي أم ياسمين الجالسة على الأرض بجانب الباب .فنادتها: تعالى يا أمى أدخلى.
فقال الشاويش بصرامة: ممنوع يا دكتوره مش عندي أوامر أدخل حد على المتهمه.
فتقول الطبيبة بغضب: أوامر أيه دى فيه حاجه اسمها إنسانية اسمها رحمه خشى يا ست وابقى أقف أحرس الباب .لتغلق الطبيبة الباب بقوة.
فتبكى حبيبه وتقول: أنآ بنتي بريئه والله العظيم بنتى بريئه.
فتقول الطبيبة: ياست يارب تطلع بريئه.بس أنا مش وكيل نيابة أنا دكتوره مهمتى أكشف واكتب تقرير وبس.
ثم أشارت ناحية باب وقالت: ده الحمام خدى بنتك.ونظفيهاوغيرى لها لبسها .فاقتربت حبيبه لتجد ياسمين نائمة على سرير الكشف بملابسها الداخلية.فأخذتها إلى الحمام. لتخرج بعد فترة وقد اغتسلت وبدلت ملابسها لتجلس ياسمين وظهرها لأمها التى فرقت شعرها لثلاثة مجموعات لتبدأ بجمع شعرها في ضفيرة طويلة أما ياسمين فقد كانت مغيبه عن الدنيا لتشعر باليد الحانيه التى تسحبها لحضنها وكأن هذا الحضن هو الشرارة التي أخرجت ياسمين من كهفها المظلم فظلت تصرخ وتبكي بصوت عالي وشاركتها أمها بالبكاء حتي أن الطبيبة بكت معهم.ٕ………………. ………………………………..
***********************************
الشعب المصري فريد في نوعه وجنسه وصفاته نمتلك من الطيبه والحنان قدر ما نملك من القسوة ونوزعهما بالتساوي في موقف واحد..
فقد إلتف الجيران حول حبيبه ليواسوها والكل يشهد على براءة ياسمين وحسن خلقها حتي أن إمام الجامع دعى لها فى صلاة الجمعة وردد المصلين من وراءه ٱميييييييين وجمع البعض مبلغ من المال لمساعدة هذه العائلة حتي الجارات إتفقن أن تتكفل كل واحدة بإرسال الطعام لهم كل يوم.فى نفس الوقت إنتشرت بينهم الشائعات حول ياسمين ليصبحوا القاضي والجلاد في نفس الوقت لنفس الشخص..
فقد إنتشر أن ياسمين سرقت خمسين ألف جنيه من خزينة الحاج مرزوق لتكبر الإشاعة بأنها تعمل بسرقة الزبائن في المطعم لتكبر الشائعه بأنها تعمل مع عصابة لاستدراج السائحين وسرقتهم وقتلهم في الخرابه والشرطة عثرت على جثتين لاثنين من الأجانب.لتأخذ الشائعات منحنى أصعب فقد إنتشرت شائعة أن ياسمين ساقطة تستدرج الرجل لقضاء المتعة المحرمة في هذه الأماكن وأنها قتلت الرجل لأنه لم يعطيها أجرتها.لتأتى واحده تقسم أنها رأت ياسمين في أحد العيادات النسائية وأن الطبيبة طردتها وفضحتها لأنها لا تقوم بعمليات مشبوهة.
الكل يتحدث وكأنهم لايعرفون عظم الخوض في أعراض الناس ولا يعرفون عقوبة قذف المحصنات ولو قال أحد : حرام عليكم الكلام ده إنتم بتخوضوا في عرضها .
تسمع الإجابة النموذجية: إحنا مالنا دى الناس كلها بتتكلم ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.
وهكذا أصبحت أعراض الناس وسيلة للترفيه وفاكهة المجالس ولأنهم فقراء ضعاف لايملكون القوه للدفاع عن أنفسهم.
فحبيبة تسمع قذف الناس بعرض إبنتها فتقتلها الدموع ولا تملك إلا الدعاء .
أما محمد فتوقف عن الذهاب الى المدرسه بسبب معايرة الاولاد له فيسبهم مره ويتعارك معهم مرات.
وكعادتنا أيضا بعد مرور الوقت برد حماس الناس وتخلى الجميع عنها وخاصة بعد إنتشار الاشاعات فأصبحت ياسمين شبهه يتنصل عنها الجميع.فتوقفت الجارات عن إرسال الطعام وتوقف إمام المسجد عن الدعاء لها بعد الصلاة
أما حبيبه فقد إنشطر قلبها إلى نصفين نصف مع زوجها الذي يحتاج إلى رعاية خاصة فبسبب حالته أخفت عليه وضع ياسمين وبررت غيابها أنها في معسكر تابع للجامعه أما نصفها الأخر مع إبنتها المسكينة.
أما ياسمين فبعد عودتها من المستشفى فقد تم إستدعائها للتحقيق ولمدة ثلاث ساعات متتالية إنتهى بصراخها وإنهيارها.وتكرر التحقيق معها مدة أسبوع كامل وانتهى بنفس النهايه فعقلها رافض أن يستوعب كل ما مرت به ونتج عن ذلك عدم تذكرها لمعظم الاحداث.فهى للأسف لا تذكر إلا أنها تسير في طريق مظلم وفجأة شعرت بمن يسحب ملابسها وصوت يترجاها أما باقي الاحداث فلا تذكرها.فإضطر وكيل النيابة مد فترة الحبس مع إرسال من يتحرى عنها في المنطقة لمعرفة حالتها وظروفها الاجتماعية وبالتأكيد سيتحرى عن سمعتها.
بعد أسبوع خرج للنور التقرير الخاص بالطب الشرعي والمعمل الجنائى لتوجه النيابه رسميا تهمة القتل العمد لياسمين.
فى حين كانت أمها بالخارج تحلم بخبر البراءة لكنها صدمت بالشاويش يقول لها: شوفى محامي لبنتك البنت تهمتها خطيرة وأخرها حبل المشنقة فإلحقى ببنتك.
لم تتمالك الأم من الصراخ والصراخ والاستجداء بالناس ولكن الكل مشغول بحاله.
أما الأستاذ حسن فعندما علم بالتهمه الموجهه لياسمين وما إنتشر من إتهامات مست شرفها فما كان منه إلا أن أخرج رزمه بألف جنيه ووضعها في يد أم ياسمين ثم طلب منها أن تبتعد عنه هى وابنتها ويكفيهم ما مس المحل بسببهم وتركها لتظلم الدنيا من حولهم أكثر وأكثر…………… ……………………..
************************************
سائر في أروقة القسم وهو ممسك ببعض الاوراق لا يصدق ما أل عليه الحال فبعد أن ترك المحامي الشهير الذي يعمل معه وقرر فتح مكتب خاص به ظانا ان القضايا ستنهال عليه ليصبح من أشهر المحامين في البلد لكن ما حدث غير ذلك.
فلم تصله أى قضية حتي الأن ستة أشهر كاملة لم يصله فيها أى قضية وكأن العالم يعيش في سلام ومحبة.وهاهو يسير في القسم لينهى بعض الأوراق لأحد المحلات مقابل خمسين جنيهاً ابتسم بسخرية على حاله ويحمد الله أنه فتح مكتبه في شقته الصغيرة فهو عاجز عن دفع الإيجار أو حتي دفع راتب السكرتير.
بعد أن أنهى معاملته سمع بكاء هستيرى وصوت إمرأة تستجير بالله وقد إجتمع حولها عدد من الموجودين بالقسم فسأل الموظف عنها فقال الموظف: دى يا أستاذ عبدالله واحده بنتها محبوسه في جريمه قتل والنهار ده هتترحل للحجز الاحتياطي حتي موعد محاكمتها.
فشعر بالأسى على هذه الأم والضيق من هذه الفتاة المستهترة ويدافع الفضول أقترب فسمع الأم تبكي وتقول: البنت هتروح منى ومافيش حد في قلبه رحمه يعطف علينا البت في الحبس وأبوها هيروح منى أعمل إيه بس يا ربي.
فسألها أحد العساكر: ليه ما شوفتيش محامي لبنتك يا حاجه.
حبيبه: مافيش حد راضي يساعدنا وكل واحد عاوز عشرة ألاف جنيه قبل ما بستلم القضية أجبهم منين يابنى.
فإبتسم عبدالله بسخرية فما قالته المرأة حقيقى فكل محامي يحتاج على الأقل خمسة ألاف جنيه تحت الحساب وقبل أن يغادر ناداه الموظف: يا متر عبدالله أنا خلصت لك الاوراق فارتفعت عيون المرأة إليه ليلمح في عيونها نظره متوهجة بالأمل للحظة وفي اللحظة التالية كانت أم ياسمين عند قدميه تتوسل إليه وتقول: إلحق بنتى وأنا أخدمك طول عمري.
فينحنى عبدالله ليوقف هذه المرآة على قدميها ويقول: أستغفر الله يا أمى ما يصحش ده.
فإستمرت أم ياسمين في توسلها بدون كلل حتى شعر عبدالله بالخجل منها فقال: خلاص هاتى ملف القضية وأنا ها شوف……
قبل أن يكمل كانت حبيبه ( أم ياسمين)تسحبه معها إلى غرفة وكيل النيابة ليقف أمام وكيل النيابة ليكتشف أنها لم تجهز أي أوراق للقضية.
طلب من وكيل النيابة رؤيه المتهمة.ليرى إبتسامة ساخره من وكيل النيابة قبل أن يعطيه الإذن بنصف ساعة فقط.
فى المكتب جلس عبدالله ينتظر المتهمة وفي عقله صور سيئة عنها لكنه عاهد الله أن يساعدها قدر المال الذي سيأخذه من أمها ثم يترك القضية.
ليفتح الباب ويدخل العسكري وهو يجر فتاه ما أن وقفت أمامه حتى إرتعش كيان عبدالله كله فأمامه شابه صغيره تكاد تكون طفله بعيون زرقاء مليئة بالدموع وجسد ضئيل يرتعش.ما رأه نسف كل ما كان في مخيلتة وقبل أن يتحدث معها وجدها تقول بصوت خائف مرتعش: والله العظيم أنا ما قتلت حد والله العظيم أنا بريئه والله بريئه والله أنا ما قتلت حد.
أفقدته كلماتها الخائفة القدرة على الكلام فقد كانت صادقة لدرجة شديدة.وأشعلت بداخله رغبة عجيبه أن يضمها إلى صدره حتى يوقف إرتجافها فبدون شعور مسك يدها الباردة وقال: أنآ مصدقك بس عايز أعرف إيه اللى حصل بالضبط.
لم تعرف لما توقفت الدموع في عينيها وهي تقول: مش فاكره والله العظيم مش فاكره إلا إني كنت في مشوار عند المعلم قدرى وأنا مروحه الدنيا كانت ضلمه قوى بس مش فاكره حاجه والله العظيم ما فاكره حاجه تانى وأجهشت في البكاء.
فإبتسم لها إبتسامة مطمئنة ليهدء من روعها مع وعد بالمساعدة.
وفي نفس الوقت دخل عليهم الشاويش يحمل نسخه من أوراق القضية ففتحه عبدالله بدافع الفضول ولكنه صعق ودارت الدنيا من حوله عندما قرأ
إسم القتيل.
************************************
فى الغرفة المجاورة جلس المحقق. المسؤل عن القضية وهو مبتسم يرتشف من قهوته يتلذذ ويضيف إلى متعته بعض أنفاس سيجارته.
فما حققه اليوم يعد إنجازاً فقد أنهى القضية في وقت قياسي وسيسهل الأمر هذا المحامي فهو قليل الخبرة ومبتدأ.لم يمنع إبتسامته وهو يتوقع ترقية أو حتي مكافئة إستثنائية فالقضية منتهيه فتقرير الطبيب الشرعي أوضح أن البصمة الكاملة على السكين هى بصمة المتهمة لكن المحقق أخفى أن هناك بصمات أخرى مجهولة ومنها بصمة القتيل نفسه كما همش أيضا أن المكان الذي وجدوا فيه القتيل لم يكن الموقع الأساسي للجريمه وأن الطب الشرعي والجنائى تتبعوا مسار الدم حتى وصلوا إلى عمارة تحت الانشاء يمتلكها القتيل كما همش وجود أثار لمعركة .كما تعمد تشكيك المعلم قدرى في موعد خروج المتهمة من عنده وكتب ميعاد مختلف لأن المدة التي ذكرها المعلم قدرى لا تكفي للقيام بالجريمة.كما أكد وبشدة إعترافها فى مسرح
الجريمه أنها السبب في موت القتيل كما أصر على أن يشهد كل الموجودين في مكان الجريمة على إعترافها والتأكيد بأنها أعترفت بدون أي ضغط أو إكراه.كما أبرز وأكد ما قاله الجيران عن سوء سمعة الفتاة وهو يعلم جيدا كمية الشائعات التي تنتشر بعد كل جريمه لتصبح الصورة النهائية مجرد ساقطة سيئة السمعة تستدرج الرجال من أجل المتعة المحرمة ولما إختلفت معه في أجرتها قتلته.،*
********************************
*** بعد ثلاثة أشهر******
جالس في مكتبه وقد إفترش أمامه أوراق القضية والخوف مسيطر عليه فالقضية كبيرة وصعبة لا ينكر والخوف أن يخسرها فيكون السبب فى هلاك ياسمين.هو واثق في برائتها بنسبة مائة في المائة حتى قبل أن يدرس القضية فبمجرد أن قرأ إسم القتيل ( عماد الهادي) المحامي لم يصدق أن تكون نهاية عماد الهادي أسطورة القانون الحلم الاول لكل محامي أن يكون مثله كل طالب يتمنى أن يتدرب تحت يديه ياخذ من خبرته ويشرب سر الصناعه منه ويبني إسم كإسمه فعماد هو الوحيد القادر على قتل القتيل والسير في جنازته بدم بارد بل ويطالب من أهل القتيل التعويض لا يعرف الرحمة لا يعرف العدالة والحق لا يعرف إلا المال…………. لكن ما فائده المال وقد قتلته فتاة صغيرة…………… لكن لا مستحيل فياسمين ضئيلة وضعيفة كيف تقتله بدون أى مقاومة من عماد وخاصة أنه عملاق بالنسبة لياسمين فهو ضخم جدا وممتلئ وقوى البنيان حتى ولو كانت تمسك السكين فمعروف عن عماد مهارته الشديدة في قتال الشوارع فهو قادر أن يقسمها نصفين بيدبه العاريتين……فكيف تقتله ياسمين بدون أى خدش في جسدها وهذا ما أكده الطب الشرعي الأمر فيه سر غريب….
أه لو وافقته هذه الفتاة لكانت إنتهت القضية فما عليها إلا أن تتدعى أن عماد خطفها وحاول الاعتداء عليها وأنها قتلته للدفاع عن شرفها لأخذت برائه فوراً وخاصة أن معظم المنطقة ملك لعماد الهادي أي أنه خطفها في أملاكه وما سيساعد أيضا أنها لم تدلى بأقوالها عما تذكرته لكنها رفضت وأصرت أنها لن تتهم هذا الرجل بهذه التهمة البشعة فهو بريئ منها وهو بين يدي الله الأن.
مسكينه لا تعلم من هو عماد الهادي فلو كان حيا وطلب منه الدفاع عنها لكان هذا الاتهام هو أول أفكاره وتليها أفكار أخرى تنتهي بالبرائه الأكيده مع التعويض
لكن ياسمين محقه فلن أدنس سمعتها بهذه الوصمه يكفيها ما نالها.
************************************
خرجت حبيبه مسرعه من البيت فقد إقتربت جلسة محاكمة ياسمين تاركه أبنائها يرعون أبيهم ولأنهم أطفال فقد إنشغلوا باللعب ونسوا طلب أمهم ألا يزور أحد أباهم فقد شغلهم اللعب ولم ينتبهوا للضيف الكريم صابر الحلاق الذي دخل ليطمئن على عم سعيد وبالمره يسأله عن القضية ولم يعلم أنه سيذبح عم سعيد.
فقد سمع أهل الحارة صوت صرخات عاليه تأتى من السطح ليجتمع الجيران وهم يشاهدون عم سعيد وهو يصرخ ويقول هاتولي بنتى أنا عاوز بنتي كان قلبي حاسس بيقولوا ليا فى معسكر وأنا قلبي كان حاسس إنها في مصيبه .
فحاول البعض تهدئته: وحد الله يا عم سعيد بنتك إن شاء الله هتخرج براءة.
لكنه كان كالأسد الذبيح يحرك يديه في كل مكان ويتلفت بوجهه في كل إتجاه أما عينيه الغير مبصره فقد كانت تفيض بالدموع على إبنته وعلى عجزه .
نظر الجميع باللوم لصابر الذى قال: وأنا مالي إيه عرفنى إنهم مخبيين على الراجل فضايح بنته .
ليهيج سعيد أكثر ويدفع بنفسه من على السرير ليسقط على الأرض وهو يصرخ وينادي على حبيبه زوجته وياسمين إبنته وكلما اقترب منه أحد ليساعده دفعه بيديه ليزحف بيديه ويجر جسده ليحاول فتح الباب وهو يقول: أنا إللى هجيب بنتى… أنا إللى هاحميها من الناس كلها …..بنتى مش بتعمل فضايح…. كتر خيركم كلكم ..
ليؤلمه جسده المتعب فالمجهود والحركة ممنوعه عليه لينهار جسده ويقول يارب ليفقد الوعى ويسرع الناس باستدعاء الاسعاف . فتدخل حبيبه الحاره لتجد أبنائها يبكون بانهيار ورجال الاسعاف يحملون جسد زوجها للمستشفى وتدور الدنيا من حولها .
،**★******بعد فترة وفى المحكمة*********
وقفت ياسمين في قفص الاتهام بعيون زائفة لم تهتم لوكيل النيابة الذي وقف يتحدث عن القضية واتهمها بأسوء الاتهامات ولا بوصفه لها بالفجر وسوء الخلق وهو يؤكد اعترافها بالقتل بدون أى ضغوط فهى إعترفت بنفسها كما أكد الشهود أعترافها لم تنتبه لنص القانون ولا لطلبه بتطبيق أقصى عقوبة وهي الإعدام شنقا بسبب القتل العمد.
فعيونها كانت تدور بين وجوه الناس لم تبحث عن حسن ولا حتى عم مرزوق والده أو حتي زملائها في العمل فهى لا تتذكرهم لأن الأهم الأن أمها أين هي.لم ترها منذ وقت طويل منذ أكثر من أربعة أشهر كاملة قلبها يؤلمها بشدة .
كانت تجيب على أسئلة القاضي وممثل الادعاء بصوت مرتجف لا يقويها إلا عيون عبدالله الحانيه ونظراته المشجعة لها حتى تذكر أدق التفاصيل.وتحكى كل شيء للقاضى
فى الجلسة التالية عادت عيونها تبحث عن أمها بخوف أشد فأمها لن تغيب عنها إلا لسبب قوي..
لم تركز بدفاع عبدالله المستميت عنها وهو يشكك فى شهادة الشهود ويؤكد أنها لم تكن في وعيها عندما إعترفت.
جرحتها نبره الفخر وهو ينفي عنها صفة الانحلال والفجر
وهو يرفع بفخر شهادة الطبيب الشرعي الذي أكد أنها لا تزال عذراء .
هل شرفها يحتاج إلى شهادة هل لأخلاقها أوراق رسمية مختومة ما عرضه ليس براءتها ولكنه تدنيس لبرائتها.لكن ليقول ما يريد.فكل ما تحتاج إليه هو أمها هل هذا مطلب صعب لهذه الدرجة.
أما عبدالله فما زال في دفاعه المستميت عنها مؤكدا وجود بصمات مجهولة وأن هناك دليل قوي فالسكين ملك للقتيل . والدليل الأقوى أنها من إستنجد بالناس حتى ينقذوا الضحيه فكيف تقتله وتحاول إنقاذه.
أما هى فإختفت الأصوات من حولها إلا صوت يقول لا حول ولا قوة الا بالله البت مات أبوها وأمها وإخوتها ضايعين ويتزامن ما سمعته مع صوت القاضي الذي يعلن الحكم النهائي على المتهمة ياسمين سعيد بالحبس لمدة عشر سنوات بتهمة القتل الخطأ.لتغلق القضية وتسقط ياسمين مغشى عليها.
************************************
قالوا أن أيام السجن كلها متشابهة فالنهار واحد والليل واحد لكن السجين لا يتذكر إلا يومان هما الأطول في حياته أول يوم حبس واليوم الأخير قبل
الافراج.
أما ياسمين فأول يوم كان الاصعب على الاطلاق ففي هذا اليوم خسرت القضية وخسرت حريتها وخسرت عائلتها ومات أبوها وحبست ظلم وما أطول ليل المظلومين فكانت كالجثه الهامده تدفعها السجانات حتى وصلت لعنبرها فى السجن والذي ستقضي فيه فترة العقوبه ولأن الضرب في الميت حرام فقد تنازلت المسجونات عن إقامة حفلة الاستقبال الشهيرة وتركوها فما أن وجدت سريرها حتى إنفجرت بالبكاء وظلت تنتحب وتصرخ فلم تشعر إلا وهي تُسحب من على فراشها وتُلقى على الأرض ويد قوية تسحبها من شعرها بقوة وتوالت الصفعات على وجهها حتى دارت بها الدنيا وسالت الدماء من أنفها وفمها ثم سمعت صوت قوي خشن يقول: شوفى يابنت الكلب إن سمعت لكى نفس واحد هامسح بيكى أرض العنبر فهمانى يا بت.ياللا إتخمدى وحسك عينك أسمعلك نفس واحد ومن بكره هتقومى تنضفى العنبر كله وتمسحى الحمامات سمعانى يا روح امك ياللا إتخمدى.
هكذا قضت ياسمين أول لياليها في السجن لأتيها الصباح وقد تعلمت أول درس لها في السجن فإما أن تكوني قوية شديدة سليطة اللسان فتصبحى من الكبار أصحاب الكلمة المسموعة أو ضعيفة رقيقه فتكونى من الخدم ولأن ياسمين هشه رقيقه فقد صنفت من الخدم تنظف الحمامات وتمسح الارض وتغسل الملابس.
فى الماضى كانت تقوم بنفس الأعمال لكنها كانت ترى نظره الإمتنان من أمها وتسمع دعوات أبيها أما الأن لا ترى أي إمتنان ولم تسمع أى دعوات بل شتائم واهانات لتعلم ثانى درس لها في السجن فما يحدث داخل العنبر لا يخرج منه أبداً وكل شيء بيد الريسه فلا تنتظر من سجًانهً مساعدتها ولا من مأمور السجن حمايتها.
**********************************
لقد رحلت ياسمين ركبت سيارة الترحيلات ورحلت بعد أن ألقت إلىً نظرة وداع أخيره لتُهيج بداخلى نفس الرغبة الشديدة في أن أضمها إلى صدري لكنها رحلت ورحل معها أخر أمل لى فى مهنتى كانت أول قضية وأخر قضية من سيوكل محامي فاشل خسر أول قضية له وموكلته محكوم عليها بالسجن عشر سنوات كاملة.
هذا ما إعتقده عبدالله وهو يودع ياسمين لكن المفاجأة التي حدثت له بعد عودته بيوم واحد حينما زاره من يوكله فى قضية ضرائب وبعدها بيومين يجد من وكله في قضية مخالفة بناء وفى نفس اليوم تأتيه قضية الدفاع عن سائق في حادث تصادم.
ثم تأتيه المفاجأة الكبرى عندما وكله أكثر من مائة وخمسين عامل في إحدى الشركات التي بيعت حسب قانون الخصخصة وقد تم تسريحهم من العمل و يبدو أن صاحب الشركه كان على الاستعداد للتفاوض فتم الاتفاق من أول جلسة ليحصل العمال على التعويض المناسب ويحصل عبدالله علي مبلغ مالي كبير هو نسبته في القضية ليتحول من محامي معدم إلى محامي مشهوره وخاصة أن وكله عمال آخرين من أجل الحصول على تعويض لهم.
ولما تعمد الحديث معهم بصورة وديه واستدرجهم وجد أن إجابة الكل تقريبا واحدة.عندما سألهم لماذا إختاروه بالذات للدفاع عنهم كانت الإجابة أنه أنقذ الفتاة من الإعدام المؤكد وحول القضية من القتل العمد إلى القتل الخطأ لتنتهى بالسجن عشر سنوات فقط.
الكل يراه رابح في هذه القضية إلا هو ليعرف أن السبب الرئيسي لتحسن وضعه هو القضية الأولى وأن لياسمين دور كبير ومهم في حياته
*********************************
السجن عالم خاص بذاته تحكمه قوانين عامه وهو ما يطبقه مأمور السجن والحراس أما القوانين الحقيقية التي تطبق داخل العنابر المغلقه فهى قوانين يصدرها القوى ليطبقها الضعيف وعلى قدر مكانتك في السجن تضع قوانينك الخاصة.
ففي عنبر ( ٣١) توجد ياسمين ضعيفة فعليها الطاعة وهناك ( سوكه) زعيمه العنبر وهي من تشرفت بتلقين ياسمين أول دروسها في أول ساعاتها في السجن ولم تتركها إلا وقد إمتلأ جسدها بالكدمات وشفاهها وارمه بعد أن نزفت وسال الدم منها.
************************************
بعد ثمانية أشهر
وصل الاستاذ عبدالله إتصال خاص من مأمور السجن يطلب منه بصورة وديه زيارة ياسمين بناء على طلب منها.
فى اليوم التالى كان عبدالله جالس في مكتب مدير السجن ينتظر دخول ياسمين يعلم أنه قصر في حقها وأنها ستلومه بشدة فقد نسيها ستلومه بالتاكيد على خيانته لوعده فقد وعدها ألا يتركها أبدا لكنه إنشغل بالقضايا والموكلين وقد نسى أن كل ما وصل إليه بسببها.
بعد دقائق فتحت السجانه الباب لتدخل ياسمين ب
ملابس السجن البيضاء وتضع على رأسها شال أبيض
ليتركهم المدير فنظر إلى وجهها مطولا ثم سألها: إيه أخبارك إيه يا ياسمين؟ عامله إيه هنا؟ فتقترب منه وتنزل على ركبها أمامه وتقول بصوت باكى متوسل: أبوس إيدك نفسى أشوف أمى أنا بموت والله بموت ومش عايزة أى حاجة غير إنى أشوفها ولو لمرة واحدة وجميلك هيكون على راسى طول عمري بس أشوفها ولو لمرة واحدة.
ليفوق من صدمته ويمسكها من زراعيها ويجلسها على الكرسي وقدم لها كوب ماء لتشرب وتهدأ.ولم يتركها إلا بعد أن وعدها أنه سيأتى بأمها.
جالس في مكتبه وأمامه بعض الأوراق والمتعلقات الشخصية وهو يتذكر زيارته البائسة إلى الحاره حتى يسأل عن والدة ياسمين ويطلب منها زياره إبنتها ليتفاجأ أن صاحب البيت طرد العائلة من الشقة البائسة بعد موت عم سعيد باسبوع واحد.
هل تتخيل عائلة حزينه مات رجلها.وأرمله فقدت زوجها وابنتها في السجن وتطرد من البيت الذي يأويهم.إن إعتبرناه بيت بل مكان متهالك عشة الفراخ أفضل منه وبالرغم من ذلك طردوا منه هى وأطفالها الصغار في الشارع.
كاد أن يجن وهو يصرخ في صاحب البيت: إزاي جالك قلب ترمى عيلة (عائلة) كاملة في الشارع مش كفايه الراجل إللي مات والبنت إللى إنحبست هو ما فيش في قلبك رحمه.
فيرد الرجل بصوت عالي لا يخلو من السخريه: سبتهم شهرين ما دفعوش الإيجار وكفاية لحد كده وأنا أولى بالبيت ولو صعبانين عليك قوي وقلبك كبير روح دور عليهم في الشوارع.ولما تلاقيهم إبقى إصرف عليهم إنت يا حنين.
ليرد عليه عبد الله بألم: ياريت ألاقيهم بس ربنا أحن عليهم منك هو إللي هيتولاهم برحمته مادام الرحمه إتشالت من قلوب الناس.
فيقول الرجل بإستهزاء: طيب يا بتاع الرحمه إستنى خد شوية الزبالة إللي سابوهم.
يتنهد بحزن وهو يقلب فى الأوراق التي أخذها من صاحب البيت.بعض الوصفات الطبيه والشهادات المرضية والفواتير وصور لشهادات الميلاد.لكنه وجد من بين الاوراق صوره عائليه .ظل يتأمل الصورة الكل فيها الأب بعيونه الزرقاء وشاربه الاشقر أكيد ورثة ياسمين ملامحها من أبيها لأن أمها ملامحها عادية بعيون سوداء وبشرةبيضاء.
ثم ينتقل بنظره لياسمين يبدوا أن الصورة قديمه لأنها كانت صغيرة تقريبا في الخامسة عشر من عمرها ذات ملامح طفوليه تبتسم إبتسامة جميله أما شعرها فهو كالعادة مجموع في ضفيرة كعادتها.ترتدى فستان أحمر بسيط وأخوها الصغير في الثامنة بملامح تشبه أمه.وأختها الصغيرة في الخامسة أو أصغر تحملها الأم على ذراعها.
صوره ظريفه لعائلة بسيطة.أظنهم إلتقطوها في أحد الاعياد.مسكينه ياسمين لا أعرف كيف سأبلغها بهذه الكارثة.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
تحتضن الصورة بكلتا يديها ودموعها تسيل في صمت.فهذا ما تعلمته في السجن الصمت وعدم الاعتراض ثم أمطرت الصورة بمئات من القبلات فتنظر إلى صوره أبيها وسامته وقوته قبل أن يهده المرض وعيونه الجميلة قبل أن تسرق الحادثة نورهما .ثم إلى وجه أمها البشوش .وأخيها الصغيرة.
والبرائه الشديدة في عيون أختها الذهبية وشعرها الاسود الجميل فقد كانت مها مزيج لطيف بين أمها وأبيها.ثم تقول بين دموعها: كنا صغيرين قوي فى الصورة دى كانت ماما لسه في أول حملها بٱيه.
ليصدم عبدالله ويسألها: عندك أخت تالته.
فتهز رأسها وتقول مبتسمة: بيقولوا نسخه مصغرة منى.لكن كنت يشوفها أجمل بنت في الدنيا.وبدعى ربنا إن يكون حظها أحسن من حظى .
عبد الله : يا ياسمين كل شيء بامر الله.
عارف انك في حالة من الحزن الألم ولكن الصور واخبار العائلة ليست كل ما تريد أن أحدثك عنه.
ياسمين :هو فيه حاجه تانيه.
عبد الله طبعا يا ياسمين فيه دراستك و مستقبلك
ياسمين: مستقبل إيه يا استاذ عبد الله انا خلاص انتهيت.
عبد الله: لأ يا ياسمين ما إنتهتيش لازم تنهى دراستك عشان نفسك وحياتك إنت مش هتبقى في السجن طول عمرك.على العموم أنا قدمت طلب لمدير السجن إنك تكملى دراستك هنا.
ياسمين بحماس: بجد ينفع إنى أكمل بجد.
عبدالله ،: أكيد وخاصة إنك في خدمة إجتماعية يعني دراسة نظرية ومدير السجن وعدنى إنه يساعدك في الكتب والمراجع المتوفرة في مكتبة السجن أما الدراسة الميدانية فا هتكون هنا في المؤسسات التابعة للسجن.
✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️
قالوا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب لكنهم لم يذكروا أن الانصات فن وموهبة نادره أن تجد من يستمع إليك يترك لك المجال بأن تخرج ما في قلبك دون إحتقارك أو تهميش كلامك دون محاولة فرض السيطرة عليك أو المقاطعة لإظهار مدى جهلك.فن وموهبة فذه إكتشفتها ياسمين في السجن.أعطت لكل سجينه المجال أن تتحدث فمسموح الكلام مسموح البكاء وإن كان في الصراخ راحه فمسموح الصراخ قد أتقبل أيضا القليل من السباب مادامت النتيجة النهائية هى الراحة.
من يظن أن وراء هؤلاء المسجونات المتحجرات قصص حزينه تدمى القلب.
كانت تستمع إليهم في إيطار دراستها ولكنها تخطت مرحلة الدراسة فقد نجحت في الصف الثالث بتقدير جيد وفي الصف الرابع بتقدير جيد جدا.
لم تصدق عبدالله عندما أخبرها بالنتيجة فقد كانت تنجح وهي راسبه في ماده أو مادتين.
الأعوام تمر وقد تخرجت من الجامعه وحصلت على شهادة التخرج وفرحت جدا عندما لم يذكر السجن في في شهادتها فقد حرص مدير السجن بلمسه إنسانية ألا يذكر السجن إلا كمؤسسة تدريب فقط حتى يعطي لها الفرصة الحقيقية في العمل والبدء من جديد.
بالرغم من إنتهاء دراستها إلا أنها ظلت تعمل كأخصائية إجتماعية ومساعدة أطفال المسجونات في دور الحضانة التابعة للسجن وهذا من حسن حظها فقد توقفت المسجونات من مضايقتها بل وأحبوها.ومن حسن حظها أنها تبقى في هذه المؤسسات طول اليوم فلا تدخل العنبر إلا للنوم ولا تلتقى بالمسجونات إلا في حصص الطعام أو يأتوا إليها ليتحدثوا وهي تسمع لهن.
إبتسمت بسخرية عند ذكر أغرب من زارتها في عملها أكيد (سوكه الجباره) كما يطلق عليها من يصدق أن هذه المتوحشه المحكوم عليها بالمؤبد وأكثر إمرأة أهانتها وضربتها ودائما ما تترك علامات زرقاء في وجهها.هذه الجبارة يكون في حياتها جانب حزين مؤلم فقد سجنت في قضية إتجار بالمخدرات وقضت حتى الآن سبع سنوات كاملة.
فقد بكت سوكه من شدة شوقها لأبنائها السته فأخر مره زاروها من حوالي أربعة أعوام.
وتحدثت عن الفقر واليتم وعن الليالي التي قضتها تعتصر من شدة الجوع قبل أن يصطادها أحد المروجين ليغريها بالمال والطعام لتصبح مروجه معه ثم تتزوجه بعد فترة تصبح تاجره ومروجه لهذا السم.
استمعت لها ياسمين بانتباه ولم تمنع دموعها من النزول وهي تسمع من سوكه مقدار إشتياقها لأبنائها فقد إشتاقت بشدة لأمها وأخوتها لكن بعد لحظه تلقت صفعة قوية على وجهها كادت أن تخلع فكها من قوة الصفعه.فقد سالت الدماء من شفاها.فقد تحولت سوكه إلى وحش وهي تقول: أوعى وحسك عينك أصعب عليكي وإياك أشوف دموعك دى أنا مش مسكينه محتاجه شفقتك.إنت مجرد خدامه في السجن ده حتى لو إترقيتى ففي النهاية إنت مجرد خدامه كنتى بتغسلى لى لبسى ويتمسحى الارض فاهمه.ثم تتركها لتعود لعنبرها بكل قوه وتجبر.
إبتسمت ياسمين في أسى فلم يزورها في السجن إلا عبدالله هو الوحيد الذي يزورها بصورة متكررة مره كل شهر يأتى لها بالضروريات ويترك أموال فى ( كانتين) السجن.
تغير كثيرا عن أول مرة رأته فيه فقد أصبح أنيق شديد الوسامة بملامحه المصرية السمراء وقد زادته النظارة الطبية وسامه وهيبه.
هو الوحيد الباقي لها سبحان الله هذا الغريب يحن عليها ويزورها أما جيرانها ومن عاشت وتربت بينهم فلم يسأل عنها منهم أحد حتى من ظنت أنها تحبه وبكت عليه ليالى طويلة لم يسأل عنها أبدا وحتى أبوه عم مرزوق أيضا.
✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️✖️
دخلت غرفة مدير السجن فاليوم موعد الزيارة الشهرية.ليستقبلها عبدالله كالعادة بالابتسام لكن هذه المرة إبتسامته مختلفة جدا كانت واسعة وعيونه لامعه بشدة والحماس واضح في وجهه ليقول بفرحه: عندى لك خبر بمليون جنيه.
عبدالله: عندى لك خبر بمليون جنيه
ياسمين بفرحه: أكيد عرفت مكان أمى وأخواتى صح.
فتختفى إبتسامة عبدالله للحظه: للأسف لا .
لكن الابتسامه تعود وهو يقول بحماس ،: خلاص يا ياسمين هتخرجى من السجن.
فتنظر له بدهشة واضحة وتقول: إزاي مستحيل أنا محكوم عليا بعشر سنين لسه كتير قوى.
فيجيبها بابتسامة: أصدر الوزير العفو عن ألف مسجون بمناسبة الاحتفالات بعيد التحرير بشرط حسن السير والسلوك وأن يكون قضى ثلاثة أرباع مدة الحبس.
فتفكر قليلا وهي تحسب ثم تقول: أنا هنا من خمس سنين لسه كتير على سبع سنين ونص مدة ثلاث أرباع مدة الحبس.
فيجيب عليها شارحا: يا ياسمين السنه في السجن ٩ شهور مش ١٢ مدت العشر سنوات تسعين شهر مش مائه وعشرين شهر ولو حسبنا ثلاث أرباع التسعين حوالى ستة وستين شهر يعنى حوالى خمس سنوات ونصف تقريبا وأنت إتحبستى خمس سنوات هنا وحوالى سبع أشهر في الحبس الاحتياطي وتم دمج المدتين فأصبحت حوالي……
فتقول مقاطعة: مش فاهمه أي حاجه.
فيضحك عبدالله: مش مهم المهم إنى إتأكدت إن اسمك ضمن المسجونات الحاصلين على العفو وبمجرد الانتهاء من الإجراءات ستخرجين.يعنى بعد عشرة أيام أو خمسة عشر يوم.
كانت تستمع له وهي تبكي لكن هذه المرة كانت دموع مختلفة كانت دموع فرح وسعاده أخيرا هذا العذاب سينتهي.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
فى العنبر الكل يحتفل بخبر الافراج عن ياسمين بالغناء والرقص وسلسة من التوصيات من المسجونات لياسمين
_ أوعى تنسينا يا ياسمين
_ زورينا دايما يا ياسمين
والبعض الآخر حملها رسائل إلى أهلهم ومنهن من طلب منها زياره أبنائهم أو أزوجهم.
وهناك من طلب منها زياره زوجها في سجن أخر وتعطيه رساله خاصه.
أما ياسمين فقد كانت تعد الكل بتلبية طلباتهم.لم يوقفها إلا نداء من سوكه لها.فعرفت ياسمين أن سوكه ستطلب منها معرفة أخبار أولادها.
لكن ما أن إقتربت من سوكه حتى تلفت كالعادة صفعة قوية جدا من سوكه ربما كانت أقوى صفعاتها وبعدها أخذت الرسائل والعناوين ومزقتهم جميعا ثم ترمى بالرسائل الممزقة في وجه ياسمين وقالت: يا مرة منك ليها كل واحدة عايزه تبعت رساله تبعتها عن
طريق إدارة السجن البت دى مش هتودى لحد حاجة وإللى عايزه تعارضنى تقوم تورينى وشها عشان يبقى أخر يوم في عمرها.فهمانى يا مره منك لها.
الكل صمت وخاف.
ثم وجهت كلامها لياسمين: إحنا مش أهلك وإنتى عمرك ما كنتى واحدة مننا.إنتى مجرد خدامه هنا أوعى تنسى ده.بس إنسينا أخرجى من هنا وإبعدى دورى على أمك وعيشى خدامه تحت رجليها ولو جالك واحد (بيمسح الجزم) إتجوزيه وبوسى إيديه كل يوم إنه إتستر على واحدة زيك رد سجون.سمعانى.
فتهز ياسمين رأسها بالايجاب.
فتكمل سوكه بتهديد: ولو عرفت بس إنك عتبتى باب قسم أو قضيتى يوم واحد في السجن تانى هجيبك وساعتها مش هرحمك فهمانى يا بت.
فتهز ياسمين رأسها بالايجاب.
فتتركها سوكه وتوجه حديثها للكل.: يالا إتخمدى منك لها ومش عاوزه أسمع حس أى وحده فيكوا.
وهكذا أنهت ياسمين أخر يوم في السجن كما بدأته مضروبة بوجه وارم وكدمه زرقاء على خدها.
❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️
إقتربت إحدى المسجونات منها وقالت بهمس: أنا عارفة إنك لسه صاحية ليه عملتى معاها كده؟
أنا عارفة إنك بتحبيها ليه بتقسى عليها وتخليها تكرهك ؟
فاعتدلت سوكه ونظرت في عيون صاحبتها وقالت بصدق: مش عاوزاها تتعلق بنا لو ماعملت كدا كانت هتضيع إنت مش عارفه نوايا كل واحدة من المسجونات حولنا لو سبتها لهم كانوا ضيعوها من زمان.كنت بضربها وجعلتها خدامه هنا لكن كانت عينى عليها طول الوقت.دى طيبه وعلى نياتها ومش لها حد وبتوع المخدرات وبتوع الأداب يحبوا النوع ده سهل يورطوها وسهل ياخدوها فى سكنهم لكن طول ما هيا تبعى كانوا بيخافوا يقربوا منها.
فتكمل زميلتها: عشان كده طلبتى من مدير السجن إنها تستمر في عملها مع أولاد المسجونات عشان يقل إحتكاكها بيهم.
فترد سوكه:أنا حميتها هنا وأنتهى دورى خلاص لكن بره السجن هيا حره تحافظ على نفسها أو حتى تضيع.
فتسألها زميلتها: طيب ليه مش بتحكي ليها كل ده ليه سبتيها تكرهك ؟
فتستلقى سوكه على فراشها وتقول منهيه الحديث: ده إللي أنا عاوزاه تكره كل حاجه هنا عشان ما تفكرش ترجع تانى لا زايره ولا مسجونه.
بعد عشرين يوم من العذاب قضتهم ياسمين في حجز القسم التابع لها حتى تتم إجراءات الإفراج عنها لتخرج أخيرا من القسم مع رفيقها الذي لم يتركها.هو طبعا الأستاذ عبدالله المحامي بالتاكيد.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع الياسمين وابتسامتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى