روايات

رواية دماء على اوراق الورود الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الجزء السابع والثلاثون

رواية دماء على اوراق الورود البارت السابع والثلاثون

دماء على اوراق الورود
دماء على اوراق الورود

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة السابعة والثلاثون

#الجزء_الثانى
الحلقة العاشرة
تسلق الجبل بخفة واقترب من المغارة الاولى يسترق السمع لينتهز فرصة لتغفيل الحارس حتى ذهب الى الخلاء لقضاء حاجته فتسلل للداخل وقام بتصوير الحراس النيام وبعض الصناديق المفتوحة والمغلقة وتسلل خارجا الوقت يمر بسرعة ويبدو ان الساعة لن تكون كافية لابد ان يسرع اكثر او سيضطر للاتصال بهم ليطمئنهم عند مرور الساعة .
استطاع ان يصور المغارة الثانية والثالثة واتجه للرابعة فلمح ممرا خفيا تذكر انه كان يلعب فيه الغميضة مع اخوته وجيرانه وهم صغار ولكنه لم يذكر لاين يؤدى
اجتاز الممر ليجد نفسه خلف الجبل بعيدا عن طريق التهريب القديمة على طريق ترابية غير معبدة ووجد شجرة كثيفة الاغصان تتدلى اغصانها الى الارض لتشبه الايكة وحين اقترب منها لمح سيارة دفع رباعى مخباة بمهارة وفتحة سرداب !!!!!
حاول ان يتجاهل الامر ولكن شيئا ما يدفعه دفعا لاجتياز السرداب ومعرفة اين يؤدى فدخل واجتاز السرداب حتى اخره ليجد اعلى راسه فتحة مغطاة بقضبان حديدية ولوح من الخشب فوقها حاول ازاحته ولكنه لم يستطع النظر واضطر ان يدخل يده يالهاتف ويصور ليعرف ما بالداخل وكانت المفاجأة انه بداخل اسطبل الخيل الخاص بحامد !!!!
عاود الخروج من السرداب وهو يفكر فى الامر .
( اذن هذا السرداب معد للهروب اذا تعقدت الامور حسنا يجب ان اسرع بتصوير المغارة الرابعة او امضى بدونها )
نزل على المغارة من اعلى ولكنه تعثر نتيجة تسرعه فى انهاء مهمته بعد ان تجاوز الساعة ليسقط داخل المغارة وقبل ان يقف وجد سلاحا مصوبا الى راسه والحارس يقول بصرامة
الحارس : حركه واحده وافرتك دماغك قوم اقف بالراحه ووشك للحيط
اغمض عيناه بالم لقد فشلت مهمته قبل نهايتها ونظر الى السلاح الذى يحمله الحارس الضخم فادرك انه لا داعى للمقاومة فليحاول اضاعة الوقت حتى يتمكن اهله من الفرار
قام باستسلام ووقف مواجها للحائط وظهره للحارس منتظرا ان يفتشه وبالطبع سيجد الهاتف والطبنجة ووقتها ……
لحظات قليلة مرت طويلة جدا على قلبه وهو ينتظر حتى سمع صوت اهة مكتومة وصوت عظام عنق يتحطم التفت خلفه ليقاجأ بالحارس ميتا على الارض وامامه اخر شخص يتوقعه ….. محمد اخوه لم يظن ابدا ان اخاه الطيب قادرا على القتل
اشار له محمد بالصمت وقال هامسا
محمد : اكيد فيه غيره نايمين وده اللى عليه النوبه
مصطفى : طيب ايه الحل دلوقت ؟ اكيد موتة الحارس ده حتلخبط الدنيا لازم نصور المغاره وناخد العيال ونهرب واللا ايه رايك ؟
محمد : رايى اننا ناخد جتة الحلوف ده وناخد صندوق من البضاعه وندفنهم مع بعض فى اى داهيه يبقى حامد حيفتكر الحارس طمع فى شوية بضاعه وهرب
مصطفى : تفتكر حتخيل عليه ؟ ممكن يشك ويدور ولو لقى جتة الحارس تبقى ….
محمد : انت ناسى حليمة ؟ لو هربنا حيموتوها وانت بتقول كل حاجه حتخلص بكره يبقى نكسب وقت لحد بكره ياللا بسرعه من غير صوت
حمل مصطفى جثة الحارس وحمل محمد صندوقا ثقيلا ونزلا من المغارة لاسفل الجبل وقام محمد باخراج هاتفه ليرن منه ويغلقه ثم قاما بحفر حفرة عميقة القيا فيها جثة الحارس والصندوق قبل ان يهيلا عليها التراب ويخفيا اثارها تماما ويعودا الى القرية ومحمد يخرج هاتفه ليرن كلما مر بعض الوقت
محمد : انا كان لازم اجى اساعدك انا طلعت لعادل عملت نفسى باصالحك لحد ما قام معايا قدام الناضورجى وعدينا العيال والحريم عند ام شلبى وعادل معاهم واتفقت معاه انه يستنى منى رنه كل ربع ساعه ولو ما كانش ياخد العيال ويهرب وجيت على هنا لقيتك داخل الممر قعدت استناك لحد ما لقيتك بتنزل من فوق الجبل وبتقع فى قلب المغاره وسمعت صوت الحلوف ده وهو بيرفعك دخلت خلصت عليه
مصطفى : تسلم ايدك انا اتكتبلى عمر جديد على ايدك دلوقت عاوز اطلب منك طلب تقيل بس تهاودنى فيه
محمد : خير
مصطفى : الصبح لازم نروح انا وانت للكلب حامد تستسمحه وتبوس ايده علشان نعدى اليوم ده على خير
محمد : ابوس ايده ورجله كمان اهى ليله وتعدى المهم نخلص منه ونرتاح
………………..
دخل نادر بخطى رتيبة الى الحجرة الصغيرة التى افرغها حاتم من كل الاثاث حتى السجاد ليلقى على فيها مقيدا على الارض فوجده نائما فتقدم منه بهدوء وركله فى وجهه بمقدم حذائه ليصحو مفزوعا
على : ااااه انت … انت مين ؟
نادر : انا واحد من اهلها انت مش كنت بتعايرها باهلها ؟ ادينى جيت علشان اوريك اصغر عينه فى اهلها
على : اهل مين ؟ مش فاهم انت قصدك على مين ؟
نادر : قصدى على مين ؟ قصدى على ستك وتاج راسك يا كلب يا ابن الكلاب قصدى على داليا انا ابقى اصغر واحد فى اهلها
قالها وهو يضغط على اسنانه ويدوس بحذائه كف على بقوة يهرسه فى الارض بينما على يصرخ من الالم حتى بكى من شدة توجعه ونادر يقول ساخرا
نادر : عيط . عيط يا مره مش حارحمك بس عاوز رايى ؟ لسه بدرى على العياط انا ما عملتش حاجه ده مجرد تعارف
على : ابوس ايدك صوابعى حتتفتت
نادر : ورقبتك كمان تتكسر مش مهم انت كلك على بعضك مش مهم بس حاول تمسك نفسك لحد ما تقابل اخويا اللى اكبر منى عدوك ده بقى مشكله ابويا جابله طبنجه هدية نجاحه فى الابتدائيه وكل ما ينجح يموت حد من الفلاحين فرحة نجاحه وده بقى بيحيب العياط قوى لو عيطت قدامه يفترى عليك وكل ما تعيط اكتر يفترى اكتر مشكلتى انى طيب
قبل على حذاء نادر واخذ يلهث ويصرخ راجيا
على : ابوس جزمتك انا فى عرضك ايدى حتتفتت تحت رجليك
نادر : اومال بقى لو ربنا كرمك وعديت من كل ده ووصلت لانك تقابل الحاج الكبير ده بقى قصه تانيه خالص ما عندوش رحمه تصدق اخويا الكبير اللى بيخوفنى انا شخصيا بيترعب من الحاج لما يغضب
دخل حاتم وقال ساخرا
حاتم : بتعمل ايه ؟ احنا قلنا مش حنعمل فيه حاجه تانى هنا لما نوديه هناك
نادر : هو انا عملت حاجه ؟ انا باعرفه بنفسى
حاتم : هو التعارف بتاعك كده ؟ سلام قولا من رب رحيم
نادر : ايه يا حاتم سديت نفسى هو انا عملت حاجه ؟ اومال لما تشوف ابويا واخواتى ده انا بالنسبالهم ملاك دول بيقولوا مش عارفين طالع طيب لمين مافيش فى عيلتنا كده وبعدين انت عمال تقوللى ما تعملش وانا دخلت اصلا لقيت جسمه كله وارم ده طبيعى واللا منك ؟
حاتم : لا والله مش منى ده من الجزمه اصلى ما باضربوش غير بالجزمه
نادر : المهم دلوقت ده حيقدر يمشى واللا نشيله ؟
حاتم : نشيل مين ده نربطه من رجليه ونسحبه على الارض
على : ابوس ايديكم انا حامشى معاكم اروح مكان ما تقولوا
نزلوا به الى الجاراج فقيدوه وكمموه والقوه فى مؤخرة السيارة وانطلقوا عائدين الى العزبة وفى الطريق وصلت لحاتم رسالة عبر الواتس فتحها واستبدت به الدهشة فقال لنادر
حاتم : انا حاوصلك واكمل على القاهرة
ثم ناوله الهاتف ليشاهد نادر صور المغارات والحراس وصناديق الاثار والاسلحة والممرات ومداخل ومخارج الجبل وصورا وفيديو من اعلى الجبل يوضح كل المداخل اليه والى القرية وبعدها بعض الرسائل النصية التى توضح كل شيئ
وصلوا الى العزبة وكان محسن بانتظارهم بصحبة بعض القرويين عند البيت القديم المجاور لبيتهم
محسن : اهلا اهلا بنسيبنا الغالى
امسكه من قفاه وهو فاقد للنطق من الرعب والذهول وجره خلفه قائلا
محسن : وضبتلك بقى حتة جناح حيعجبك قوى حاجه تليق بمقامك يا غالى
حاتم : طيب انا حاطلع على القاهره
محسن : مش حتستنى تشوف الحاج ؟ ده خلاص حيصحى علشان يصلى الفجر
حاتم : حاروح صد رد على عشره اكون هنا
ركب سيارته وانطلق بينما اصطحب محسن ونادر على الى بدروم البيت القديم حيث اعد محسن باحدى الغرف حفرة عميقة القوا على فيها وقاموا مع القرويين الموجودين معه بالقاء روث البهائم ليغطوه حتى عنقه واغلقوا عليه الباب
………………….
وصل حاتم الى القاهرة مبكرا جدا وانتظر عند بيت خاله القيادى الكبير فى وزارة الداخلية حتى خرج من منزله فى السابعة تماما ليفاجا بحاتم امامه
اللواء : حاتم ؟ ايه اللى جابك بدرى قوى كده ؟ انت بايت فى القاهره ؟
حاتم : لا يا خالى انا لسه واصل جيت مخصوص علشان عندى معلومات عن الموضوع اللى كلمتك فيه
اللواء : طيب اركب نتكلم فى العربيه وحابقى اخلى السواق يرجعك تاخد عربيتك
ركب مع خاله سيارة الشرطة التى يقودها سائق خاص
اللواء : انت قصدك على موضوع الراجل الصعيدى بتاع الاثار اللى قلتلى عليه ؟ انا حاولت كتير اجيب اى معلومات كل عيونى فشلت تجيب حاجه
حاتم : انا وصلتنى معلومات كويسه شوف كده ؟
شاهد اللواء صور مداخل ومخارج القرية والمغارات والجبل والطريق الخلفى المسمى طريق التهريب وعيناه تتسعان شيئا فشيئا
اللواء : ازاى الراجل ده قدر يصور الحاجات دى ؟ احنا كده نقدر نعمل ماكيت للموقع ونعمل خطه كامله للهجوم بس لحظه واحده ايه كل السلاح ده ؟ وايه كمية الاثار دى كلها ؟ انت متاكد من كل الاعداد دى واعداد الحراس والسلاح بتاعهم وكل ده ؟
حاتم : كل الكلام ده صحيح والراجل بتاعى لسه فى البلد
اللواء : وبالنسبه لاخته حتعملوا ايه ؟ اصل طه بدران ده مش سهل ده وباء من مخلفات الثوره وبقى عضو مجلس شعب كمان بس علشان الحصانه مش حنقدر نعمل حاجه
حاتم : الموضوع ده حيتحل لوحده من غير ما تسالنى انا ما عنديش فكره بس باذن الله الست دى حتكون بره البيت النهارده
اللواء : ما تعرفش وما عندكش فكره واللا مش عاوز تقول ؟
سكت حاتم ولم يرد فتابع اللواء
اللواء : يا حاتم مش عاوزك تورط نفسك فى مشكله قانونيه
حاتم : لا انا بره الموضوع خالص انا بس باساعدك بالمعلومات ولو عاوز اى معلومات تانيه احاول اجيبها بس النهارده اخر فرصه
اللواء : لا المعلومات دى كفايه قوى كلمنى لما البنت تخرج بره البيت ولما الراجل بتاعك يخرج بره البلد ضرورى ساعتها حتى لو الفجر
حاتم : بس ادعى ربنا انهم يخرجوا بالسلامه
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
قبل ان تنسج اول خيوط النور عباءتها معلنة بداية يوم جديد كان يقف قلقا على باب بيته بصحبة ابنه الاكبر وقد ترك البوابة الخارجية مفتوحة على مصراعيها ولم يطل انتظاره قبل ان تجتاز البوابة سيارة سوداء زجاجها معتم وتتوقف امامه وينزل سائقها اليه قائلا وهو يفتح الباب الخلفى
السائق : الامانه اللى طلبتها يا حاج
اسرع الحاج مهاب ينظر بداخل السيارة ليجد امراة نائمة وقد تغطت ببطانية ثقيلة وحاول ايقاظها فلم يفلح
السائق : انا اضطريت اديها حقنه علشان تنام حالتها كانت صعبه قوى وكانت حتفضحنا وعماله تترعش فى الحر ده شكلها شافت بلاوى يا حاج بس على فكره قربت تفوق بالكتير ربع ساعه
مهاب : كتر الف خيرك يابنى دايما سداد تعالى يا محسن شيلها طلعها فوق
اسرع محسن يحمل المراة النائمة ويسير بها خلف ابيه الى الطابق الاول حيث طرق الحاج مهاب غرفة داليا محسن ثم اتجه الى غرفة داليا طلال ليطرق الباب فخرجت بسرعة تستطلع الامر وهى ترتدى ملابس النوم فكاد محسن يتعثر بحمله الا انه تماسك وقال ابوه مازحا
مهاب : امسك نفسك يا ولا ايه النداهه ندهتك ؟ وانتى يا بت طالعاله كده قدام ابوكى ؟ ايه مافيش لا حيا ولا خشا خلاص ؟
ولكنه ابتسم رغما عنه حين وضعت يديها على كتفيه بدلال قائلة
داليا ط : ايه يا بابا مش خطيبى ؟ مين الست دى ؟
مهاب : ضيفه يا بنتى بس عاوزين نراعيها محتاجه شوية حنيه منك انتى واختك
داليا ط : طيب دخلوها اوضتى
خرجت داليا محسن لتتبعهم لتستطلع الامر فقالت اختها
داليا ط : تعالى يا داليا وانتوا بقى اتفضلوا علشان نغير لها هدومها
مهاب : طيب بس بالراحه عليها وانا حاتصل بالدكتور ممدوح ييجى يكشف عليها
خرج مهاب وابنه وبقيت الاختان واحضرت داليا طلال ثوبا نظيفا من دولابها وبدآ فى نزع ملابسها عنها حين بدات تفيق وتفتح عيناها لتصاب بالهلع وتقفز من فوق السرير وتجرى متجهة الى ركن الغرفة لتجلس القرفصاء وهى تدارى جسدها بينما داليا محسن تقترب منها تحاول تهدئتها فصاحت
فاطمه : والنبى ما تضربينى انا حاعمل اللى انتى عاوزاه
داليا م : ماحدش حيضربك انتى خايفه ليه ؟ انتى اسمك ايه ؟
اخذت تجيل نظرها بخوف بينهما دون ان ترد فاحتضنتها داليا محسن قائلة
داليا م : طيب اهدى ما تخافيش قومى علشان تلبسى هدومك
داليا ط : مالك مش عاجباكى الجلابيه دى ؟ تعالى شوفى اللى يعجبك البسيه
فاطمه : هى ستى نجاة اللى باعتاكم ؟
داليا م : ستك نجاة مين ؟ مافيش نجاة هنا وما فيش ستك انتى هنا ضيفه نشيلك على راسنا وما حدش حيضربك ولا حد حيقربلك خالص
فاطمه : انتوا حتحرقونى بالنار ؟
داليا ط : يا حبيبتى ماحدش حيحرقك بالنار ولا حد حيلمس شعره منك خالص
فاطمه : ستى نجاة كانت بتحرقنى بالنار وتكهربنى بصوا
رفعت ملابسها الداخلية ليجدوا اثار تعذيب بشعة على كل جسدها المشوه تماما فاغمضت داليا طلال عينيها باشمئزاز بينما قالت داليا محسن بهدوء مطمئن
داليا م : نزلى هدومك يا حبيبتى وتعالى خدى حمام وغيرى هدومك واحنا حنجيب الدكتور علشان يخفف كل ده وماحدش حيلمس شعره منك تانى
فاطمه : يعنى ماحدش حيضربنى ولا حد حيدخل عليا الاوضه بالليل ؟
داليا م : مين اللى بيدخل عليكى الاوضه بالليل ؟
فاطمه : الباشا والراجل صاحب ستى لما الباشا يسافر والعبيد كلهم كلهم كانوا بيدخلوا الاوضه يعذبونى ويطفوا السجاير فيا ويعملوا …..
داليا ط : بس .. بس يا حبيبتى ما تكمليش ماحدش حيعمل حاجه من دى تانى انتى هنا فى امان واللى حيلمس شعره منك حناكله بسناننا ياللا تعالى احنا حندخل معاكى الحمام ونغير لك هدومك احنا اخواتك واللى فى البيت ده كلهم اهلك مش كده يا داليا ؟
نظرت الى اختها فصدمتها دموعها الغزيرة وادركت انها تذكرت ما مر بها فربتت على كتفها ولكن اختها تماسكت سريعا ومسحت دموعها وقالت
داليا م : شوفى انتى عملتى اى حاجه بمزاجك واللا كان غصب عنك ؟
فاطمه : غصب عنى والله غصب عنى ما عملتش حاجه
داليا م : خلاص ما تخافيش ماحدش حيلومك ولا حد حيعرف حاجه غيرنا واحنا اخواتك ومش حنجيب سيره لحد ولو مش عاوزه الدكتور بلاش لكن علشان صحتك
قامت معهما مترددة ودخلوا للحمام وخرجوا بعد قليل ووضعوها فى الفراش وغطتها داليا بغطاء خفيف وجلستا الى جانبيها تحاولان التسرية عنها حتى طرق الباب فارتعبت فاطمة وتشبثت بذراع داليا محسن بينما ذهبت اختها تفتح الباب للحاج مهاب والطبيب فافسحت للطبيب ليدخل بينما خرج مهاب لينتظر فى الخارج وبعد الكشف خرج ممدوح وعلى وجهه علامات الضيق
ممدوح : ممكن نتكلم كلمتين على انفراد يا حاج ؟
اشار مهاب لابنائه بالابتعاد قليلا فاسر اليه ممدوح ببعض كلمات هامسة تغير على اثرها وجه الحاج مهاب للضيق وقال
مهاب : يا ممدوح يابنى انت راجل حالف القسم فى الكليه وربنا حليم ستار
ممدوح : بس يا حاج دى لازم تروح مستشفى ولازم نعمل محضر علشان ….
مهاب : مش لازم محضر ولا مستشفى شوف لنا ممرضه كويسه واى طلبات نجيبها هنا
ممدوح : يا حاج محتاجه علاج مكثف ورعايه
مهاب : معلش حنعمل كل حاجه هنا وبناتى حيقوموا بالواجب
ممدوح : يا حاج باقول الست دى حملت وسقطوها تلات مرات وعندها التهابات فى الرحم ومناطق حساسه غير الحرق والكهرباء وكل ده اثر على مخها يعنى محتاجه علاج عضوى مكثف وعلاج نفسى كمان ورعايه لمده طويله ولازم تعمل فحوصات كامله اشعه وتحاليل كامله
مهاب : بعدين يا ممدوح ترتاح يومين تلاته لحد ما نرتب امورنا
ممدوح : اللى تشوفه يا حاج انا اخر النهار حابعت ممرضه وافهمها تعمل ايه وهى حتيجى كل يوم الصبح وتمشى بالليل
مهاب : وانا بناتى مش حيسيبوها لا صبح ولا ليل والممرضه حاخلى عربيه تجيبها وتوديها واللى حتطلبه بلسانها حتاخد ضعفه بس المهم لسانها
ممدوح : اتطمن يا حاج مش حابعت غير واحده ثقه واضمنها
………………….
ذهبت داليا محسن الى غرفة عمها وعلى وجهها علامات الاستفهام وقد اثار اسم نجاة ريبتها وكوامن الغضب فيها فوجدته يقرا بعض ايات الكتاب الكريم فانتظرت حتى انتهى وصدق ووضع المصحف جانبا
داليا م : مين يا حاج البنت دى ؟ ومين نجاة اللى بتقول عليها دى ؟
مهاب : البنت دى يا بنتى واحده من اهالى حضن الجبل الغلابه اللى حامد الكلب افترى عليهم ونجاة دى بنته انتى ما تعرفيهاش ؟
داليا م : اعرفها شيطانه شر زى ابوها والعن وهى اللى عملت فى المسكينه دى كده ؟ دى متبهدله
مهاب : يومهم قرب يا بنتى يوم الحساب خلاص قرب
داليا م : يعنى المسكينه دى ضحية حامد زيى ؟ حسبى الله ونعم الوكيل يارب انت المنتقم الجبار
سالت دموعها فاحتضنها عمها قائلا
مهاب : وغلاوتك يا بنتى حيجيلك حقك منه قريب كلها ايام وتسمعى اخبار هايله تعرفى ان حاتم دلوقت رايح وزارة الداخليه يبلغ عن حامد ؟ اصله طلع شغال فى الاثار واخو المسكينه دى جاب معلومات وصور كتير قوى يعنى خلاص هانت
داليا م : وحاتم ايه دخله مع حامد ؟ هو يعرفه ؟
مهاب : ولا عمره شافه كله علشان خاطرك انتى عارفه انه اول يوم يجيلى هنا كان جايلى يطالب بحقوقك ؟ حاتم بيحبك يا بنتى
نكست راسها ودموعها تغرق وجهها فامسك ذقنها ورفع وجهها اليه ومد يده يمسح دموعها قائلا
مهاب : الراجل عنده استعداد يموت علشان ترضى عنه وانتى سامحتينى انا مش قادره تسامحيه هو ؟ والله بيحبك وانا عارف انك انتى كمان بتحبيه
داليا م : ياريت يا عمى كان ينفع انا خلاص انكسرت حاتم لازم ينسانى
مهاب : فشر . مش بنت عيلة شركس اللى تنكسر انتى اقوى من كل اللى شفتيه وبكره ترجعى تفتحى تانى يا ورده واديكى شفتى بعينك ورده سال على ورقها دم ودموع اكتر منك وشافت ويل اكتر منك دبلت ؟ ابدا بكره حترجع تفتح تانى وتبقى اقوى واجمل من الاول . خدى وقتك يا بنتى وخلى ايمانك بربنا كبير وحاتم مستنى لو مية سنه مش حينساكى ابدا
………………….
عند منتصف الليل تماما اقتربت سيارة دفع رباعى سوداء مطفاة الانوار من مدخل القرية ليستوقفها شاب ظهر فجاة فى الظلام مطالبا السائق بالتوقف فاسرع السائق يضع يده على سلاحه الموضوع بجانبه ويفتح الزجاج بحرص ولكن الشاب طمأنه قائلا
عادل : ما تخافش انا اخو مصطفى اللى انت جاى علشانه كنت بآمن الطريق افتح الباب
فتح الباب وركب عادل بجواره ليقتاده عبر الممرات الضيقة حتى بيت ام شلبى فاطلق عادل صفيرا خافتا وبرزت مجموعة من الاشخاص والاطفال كان اخرهم مصطفى الذى اسرع اليه عادل قائلا
عادل : انا خلصت على الناضورجى اللى فى المدخل القبلى والسكه امان
مصطفى : تسلم يا صاحبى
ثم ذهب الى ام شلبى التى خرجت معهم لتوديعهم ووقف امامها وقبل يدها مودعا
ام شلبى : حتهرب وتسيب التار يا ولدى ؟
مصطفى : لا عشت ولا كنت يوم ما اسيب تارى يا امه انا بافك ايدى اللى بتوجعنى وراجع وحاخد تارى واموت وانا رافع راسى
ام شلبى : الامانه معاك ؟
اخرج من بين طيات ثيابه سلاحا عرفته المراة
مصطفى : حلفتلك اخد بيها تارى وتار شلبى يا امه وحانفذ مش حارجع فى حلفانى ادعيلى اعيش لحد ما احنى كفى بدم الظالم يا امه
ام شلبى : بادعيلك يا ولدى مع السلامه يا مصطفى مع السلامه يا شلبى
ركب مصطفى وعادل وانطلقت السيارة وبعد خروجهم من الممر نزل عادل ليعود ادراجه
عادل : انا حاستناك وحابلغك باى حاجه تحصل اول باول
مصطفى : انا مش حاغيب عليك يا صاحبى اوصلهم بر الامان وارجع علشان نخلص البلد من الظالم المفترى وناخد بتار اهالينا بس مش عاوزك تخاطر وتكشف نفسك علشان لما ارجع الاقى حد جنبى
عادل : العمر واحد والرب واحد والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين مع السلامه يا صاحبى حاستناك
مصطفى : مع السلامه خلى بالك من الخاله ام شلبى
……………………
على بوفيه محطة قطار الاقصر جلس خمسة اشخاص على موائد متفرقة وكان احدهم ينطر لساعته بقلق بين الحين والاخر لقد تجاوزت الساعة الواحدة والنصف ولم يحضر المطلوب . القى سيجارته بعصبية واشعل غيرها ونظر الى ساعته مجددا ورن هاتفه فاجاب على الفور
مصطفى : الريس عسران ؟
لم يكن الصوت صادرا من الهاتف ولكن من شاب اسمر نحيف ظهر امامه فجاة يمسك بهاتفه فى يده ويتصل فنظر نحوه بحذر وضيق بين عينيه فاضاف الشاب
مصطفى : انا صاحب المظلمه اللى انت مستنيه انا مصطفى
عسران : اتاخرت كده ليه ؟ الوقت كده حيسرقنا
مصطفى : على ما خرجت بعيالى من العزبه واخدنا سكه بعيده عن الاسفلت وسط الغيطان ويادوب وصلونى وراحوا يستنوا على حدود المحافظه
عسران : طيب ياللا بينا احنا جاهزين
مصطفى : بس انا مش شايف حد من الرجاله معاك كل اللى شايفهم خمسه
عسران : رجالتى ماحدش بيشوفهم بالساهل والخمسه دول مش تبعى

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى