روايات

رواية دماء على اوراق الورود الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الجزء السادس والعشرون

رواية دماء على اوراق الورود البارت السادس والعشرون

دماء على اوراق الورود
دماء على اوراق الورود

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة السادسة والعشرون

قال حاتم وهو يشعر بالصدمة
حاتم : انت قصدك ايه يا حاج ؟ قصدك ان داليا مش بنت الدكتور محسن ؟
كاد مهاب ان يرد ردا غاضبا الا ان الحاجه عاليه ضحكت بسخرية وهى تقول لحاتم
عاليه : سلامة عقلك يا استاذ حاتم انت يابنى مش بتقول انك مولود فى نفس الشارع وعارفها من يوم ما اتولدت ؟ انت مالك تهت مننا واللا ايه ركز شويه
مهاب : وحيركز ازاى وهو عمال ينط فى الكلام يابنى انا خلقى ضيق اللى عاوز يفهم لازم يسمع اكتر ما بيتكلم
حاتم : انا اسف يا حاج كمل
مهاب : كنت باقول ايه ؟ اه كان محسن اخويا قاعد يتغزل فى ميساء اللى حكيت عليها دى وحسيت انه واقع فيها ولقيته اتكسف وحس انه مفضوح قدامى وقاللى
Flash back
محسن : انا مش باقول كده علشان انا باحبها او معجب بيها انا والله باساعدها لوجه الله من غير غرض لكن …
ضحك مهاب بشدة وقال
مهاب : لكن ايه يا دكتره ؟ من غير غرض وعمال تقول فيها شعر ؟
محسن : الله يا مهاب جرى ايه ؟ انت مش بتسال حلوه واللا لا ؟ عاوزنى اكدب واللا اديها حقها ؟
مهاب : لا اديها حقها ياخويا اديها حقها تالت ومتلت يعنى قصر الكلام نويت تتجوز ؟ على بركة الله
محسن : لالا انا لسه باخد رايك ولا فكرت ولا نويت
مهاب : لا نويت وعقدت العزم وباين فى عينيك طيب انا حاعمل نفسى مصدقك انك جاى تاخد رايى وباقول على بركة الله
محسن : ايوه بس فيه مشكله انا عديت الاربعين والبنت يادوب عدت العشرين يعنى فرق حوالى عشرين سنه
مهاب : عديت الاربعين ؟ والله شكلك لسه شباب ده محسن ابنى اللى فى اعدادى شكله اكبر منك باقول ايه انت فاتحتها فى حاجه ؟
محسن : لا انا ما كلمتش حد غيرك
مهاب : خلاص لو عاوز تفاتحها الاول ماشى عاوز نروح انا وانت على اساس اننا جد ولو وافقت ننهى الموضوع على طول نتوكل على الله الاسبوع الجاى
محسن : اسبوع ايه اللى جاى ؟ لا انا باقول نروح مع بعض بس بكره الجمعه اجازتى وانا كنت رايح عندهم باقول ابات هنا ونطلع مع بعض
مهاب : بكره انت مستعجل قوى هاهاها ماشى يا دكتور على بركة الله فيه حاجه تانيه ؟
محسن : ايوه فيه مشكله تانيه بس اهم مش عاوز رجاء تعرف حاجه
مهاب : بس ده حقك انت من حقك تتجوز واحده تانيه وتخلف وده لا عيب ولا حرام
محسن : ايوه بس انا مش عاوز اجرح مشاعرها دى مهما كان عشرة عمرى
مهاب : اصيل وابن اصول خلاص ماحدش حيعرف الموضوع ده غير انا وانت وعاليه
محسن : طيب عاليه ليه ؟
مهاب : انا عمرى ما خبيت حاجه على عاليه لكن انت عارفها كويس عاقله وكامله وعمرها ما تطلع سرنا بره وطول عمرها بتعاملك زى اخواتها بالظبط
محسن : بس بلاش تقول لعاليه دلوقت خليها بظروفها
………………….
تزوج محسن من ميساء واشترى لها شقة انيقة فى حى رشدى الراقى القريب من منزله واتفق معها ان يكون الزواج سرا لفترة مؤقتة حضره مهاب وعبد العزيز محامى الاسرة وزميل محسن حتى الدراسة الثانوية وصديق الطفولة وبعد اشهر قليلة حملت ميساء وكانت فرحة محسن طاغية اخيرا سيصبح ابا وان كان قد نعم باحساس الابوة مع ابنة زوجته الطفلة الجميلة داليا التى كان يحنو عليها اكثر مما يفعل الاباء الطبيعيين على ابنائهم ولم يكن يبخل عليها باى شيء مهما غلا مقابل ان يسمع منها كلمة بابا التى كانت تنعش روحه وتبهج قلبه وكان يتمنى ان ينجب ولدا جميلا فى مثل وسامته وعائلته او بنتا بجمال الصغيرة داليا وامها ميساء .
وشاء القدر ان تعانى ميساء فى حملها وتسوء حالتها فى الاشهر الاخيرة فاضطر محسن الى ادخالها مستشفى خاص لرعايتها فى الشهر الاخير للحمل ودأب على زيارتها يوميا والبقاء معها اطول وقت ممكن فاختلفت عاداته واصبح يتغيب كثيرا بعيدا عن المنزل ويضطر للمبيت احيانا بصحبة الصغيرة داليا حين تتغيب المربية عنها مما خلق شكا فى نفس زوجته رجاء دفعها لمراقبته والبحث خلفه فعرفت بسر زواجه من ميساء وانتظرته ليلا لمواجهته وحين حاول الانكار هاجت وصاحت فى وجهه قائلة
رجاء : ما تكدبش عليا انا عرفت كل حاجه متجوز من واحده فلسطينيه اسمها ميساء وحامل وفى المستشفى دلوقت تحب اقول على رقم اوضتها كمان ؟ دى اخرتها يا محسن بتتجوز عليا ؟ انا رجاء الهوارى تتجوز عليا واحده صايعه وجربوعه زى دى ؟
محسن : احترمى نفسك انا صبرت عليكى كتير لكن حتغلطى فيها مش حاسكت
رجاء : وكمان بتدافع عنها بنت الكلب دى ؟
اغتاظ محسن ورفع كفه ليهوى على وجهها بصفعة قوية قائلا
محسن : قلتلك ما تغلطيش فيها الست دى مراتى وكرامتها من كرامتى انا ما عملتش حاجه غلط ده حقى
رحاء : حقك ؟ وكمان بتمد ايدك عليا علشانها ؟ طيب والله لاكلم حامد اخويا وادفعك تمن القلم ده غالى انا حاحرق قلبك عليها
امسك ذراعها بقسوة غير معتادة فيه
محسن : انتى بتهددينى ؟ بتهددى محسن شركس ؟ انتى شكلك ما تعرفيش حاجه عننا انا لو غضبت وجبت اخرى حاولع فيكى وفى اخوكى وفى بلدك كلها فكرى بس تمسى شعره منها وانا اقسم بالله اعرفك معنى الندم الحقيقى كفايه متحمل اتحرم من كلمة بابا عشرين سنه ومش عاوز اجرحك لكن انتى ما تستاهليش انا باحافظ على مشاعرك وانتى عمرك ما حافظتى على مشاعر حد عملتلك كل اللى انتى عاوزاه وانتى عمرك ما فكرتى فى اللى انا عاوزه اسمعى يا بنت الهوارى لمى هدومك وسافرى لاخوكى انتى خلاص مش لازمانى انتى طالق ولو فكرتى فى يوم تقربى من مراتى اقسم بالله ادبحك بايدى انسى بقى دكتور محسن الطيب المحترم دكتور الجامعه ان الاوان اعرفك بمحسن شركس اللى يقدر يحمى مراته ويهد الدنيا على دماغك انتى واخوكى
اتجه نحو باب الشقة لينصرف وقبل خروجه قال بحدة
محسن : انا خارج وعاوز لما ارجع ما اشوفش وشك ورقتك حابعتها على بيت اهلك فى الاقصر وكل حقوقك حتاخديها
………………….
اتصلت رجاء باخيها طالبة منه الحضور ولكنه نصحها بالتزام الصبر ومصالحة محسن وقبول الامر الواقع وحين عاد محسن ليلا وجدها بانتظاره فى صالة المنزل باكية
محسن : انتى لسه هنا ؟ مش قلت ارجع ما اشوفش وشك ؟
قامت بهدوء واتجهت نحوه وهى تنكس راسها وتقول بحزن
رجاء : يعنى خلاص يا محسن هانت عليك العشره ؟ نسيت حبنا ونسيت رجاء اللى كانت كل حاجه عندك فى الدنيا ؟ معقول كل ده بسبب غلطه واحده ؟ انا معترفه بغلطتى ومستعده لاى عقاب لكن الطلاق قسوه قوى عليا ارجوك يا محسن سامحنى واعمل فيا اللى انت عاوزه ان شالله تقطع من لحمى مش حافتح بقى
محسن : انا لا عاوز اقطع من لحمك ولا عمرى مديت ايدى عليكى قبل النهارده بقالنا عشرين سنه جواز عمرى ما ضربتك
رجاء : بس ده حقك لما مراتك تغلط من حقك تربيها وتعلمها الادب وانا غلطانه ولو عاوز تضربنى تانى تحت امرك
ركعت امامه وقبلت يده قائلة
رجاء : ارجوك يا محسن ما تطلقنيش انا اسفه ابوس ايدك انا ماليش غيرك فى الدنيا انا عارفه انى مش حاخلف وانت بالنسبالى جوزى وحبيبى وابويا وابنى انا مستعده ابوس جزمتك واعيش خدامه تحت رجليك بس ارجوك بلاش الطلاق
محسن : الطلاق خلاص وقع وانا مش حانكر يمين ربنا
رجاء : دى طلقه واحده وتقدر تردنى انا عارفه ان قلبك كبير انا طول عمرى معاك عمرك ما زعلتنى ردنى وعمرى ما حاكرر الغلطه دى تانى ولو حصل اضربنى بالنار زى الكلبه انما تطلقنى وانا فى السن ده ؟ يعنى اى انسان بيغلط وربنا بيسامح واحنا البشر برضه لازم نسامح بعض
امسك بذراعيها ورفعها عن الارض وقال بحزم
محسن : طيب ومراتى وبنتى او ابنى اللى جاى ؟
رجاء : انت ليك عذر ومن حقك تتجوز وتخلف وانا مستعده اعيش معاها زى الاخوات ولو عاوز انا مستعده اعيش معاها خدامه تحت رجليها وتبقى ستى وتاج راسى
محسن : انا مش مصدق رجاء اللى مناخيرها فى السما تقول كده ؟
رجاء : صحيح انا كانت مناخيرى فى السما لكن ده علشان انا زوجة الدكتور محسن ممتاز شركس انما طلاقك ليا خلانى حسيت انى وقعت على جدور رقبتى
رق محسن لتذللها ولكنه كان حائرا فاستدار واعطاها ظهره قائلا
محسن : خلاص انا حاسال شيخ على موضوع انى اردك ازاى وانتى بكره الصبح تسافرى تقعدى كام يوم عند اخوكى لحد ما نفسيتى تهدى من ناحيتك
رجاء : مش حاقدر اسافر الا لما تردنى انا خايفه وحاسسه بالوحده
احتضنته من الخلف وقبلت كتفه فانتزع نفسه منها قائلا
محسن : رجاء ما ينفعش احنا دلوقت متطلقين استنى لبكره لما اسال الشيخ
………………….
قام محسن برد رجاء الى عصمته وسامحها على ما بدر منها وهى من ناحيتها ابدت له كثيرا من الطاعة واللين ولكن لم يمضى وقت طويل حتى جاءه اتصال من المستشفى فاسرع الى هناك وصحبته رجاء وحين وصل اخبره الطبيب ان الحالة الصحية لميساء انتكست بشدة وانه يجب ادخالها غرفة العمليات وتوليدها باسرع وقت والا ماتت هى والحنين .
ووضعت ميساء طفلة جميلة ولكن شاءت ارادة المولى ان تموت ميساء اثناء الوضع ولكل اجل كتاب .
بعد الوفاة اكتشف محسن ان هناك خطا فى الاوراق الثبوتية لميساء وانها قد دخلت لمصر بطريق التهريب وانه لا توجد شهادة وفاة باسم زوجها السابق ووسط كل تلك الصدمات اقترحت رجاء وحامد ان يتم تسجيل الطفلة باسم رجاء ولكن محسن ومهاب رفضا ذلك تماما الا ان حامد نجح فى اقناعهم بذلك تفاديا لما ستتعرض له الطفلة من مشاكل بسبب الجنسية الغير مثبتة لامها وبعدها ذهب محسن ومهاب لتسجيل الطفلة فى مكتب المواليد باسم ( داليا محسن ممتاز شركس ) واسم الام ( رجاء عبد السلام الهوارى )
وبعدها طلب منها محسن ان تسافر مع اخيها
محسن : ده افضل حل لازم تسافرى تقعدى فتره لحد ما البنت تكبر شويه
رجاء : لكن يا محسن انا عاوزه اربيها علشان احس بالامومه ناحيتها صدقنى انا اتغيرت وبمجرد ما اخدها فى حضنى حاحبها
محسن : طيب وبالنسبه للبنت التانيه
رجاء : لا ماليش دعوه بيها دى مش بنتى ومش ممكن احبها ابدا وبعدين كل ما اشوفها حافتكر امها وجوازك عليا
محسن : يعنى عاوزانى ارميها فى الشارع ؟ يظهر انى غلطت لما كتبت بنتى باسمك منين حتحبى دى وتكرهى دى والاتنين اخوات ؟ ايه دى مش حتفكرك بامها ؟ طيب انتى عارفه انى سميتها داليا على اسم اختها ؟ اول واحده تقوللى يا بابا
رجاء : انت ليه بتخلط الامور ؟ دى بنتك انت وعلشان كده قلبى انفتح لها ولما اشيلها بين ايديا حاحس بيها انما دى بنت مين قصدى ابوها مين وايه علاقتى بيه ؟
محسن : طيب ربيها علشان خاطر ربنا على الاقل تكون مع اختها
رجاء : لا طبعا ولا تدخل بيتى وان كان علشان خاطر ربنا احنا ممكن نصرف عليها واى حد يتكفل بيها ونديله شهريه محترمه انما انا مستحيل المسها بايدى
محسن : ليه هى جربانه ؟ انا فعلا اتاكدت انى غلطت ولازم اصلح غلطتى انا بكره حاروح مكتب الصحه واصلح الغلطه دى
حامد : المشكله انك حتودى نفسك فى سين وجيم وتزوير لا قدر الله الموضوع خلاص تم وما ينفعش يتصلح
محسن : اسكت من فضلك ماحدش طلب منك تتدخل فى شئون بناتى
حامد : كده يا دكتور ؟ كتر خيرك انا بانصحك علشان ما تعملش حاجه يكون اخرها السجن لا سمح الله عموما بنتك انت حر فيها والاسم ده مجرد ورقه ولا انا ولا اختى رجاء لينا دعوه ببناتك من هنا ورايح سواء الكبيره او الصغيره
محسن : خلاص يبقى وانت مسافر ابقى خد اختك معاك
رجاء : كده يا محسن ؟ تهون عليك العشره ؟
محسن : ما تخافيش مش حاطلقك لكن لازم تبعدى شويه لانى بصراحه مش طايق ابص فى وشك اليومين دول واعملى حسابك تقعدى مده طويله مش اقل من سنه علشان حتى نقدر نقول للناس انك ولدتى فى الاقصر بس عاوزك لما تسافرى تتعلمى ما اسمعكيش تقولى بيتى تانى البيت ده بيتى انا وانتى فيه لانك مراتى واقدر اجيب البنت فيه غصب عنك لكن مش حآمن عليها معاكى
رجاء : طيب وانت حتعمل ايه مع البنت
محسن : ولو ان مش شغلك لكن حاخدها لعاليه مراة اخويا
انتفضت رجاء وقالت بحدة
رجاء : عاليه ؟ مش لاقى غير عاليه دى ؟
قال محسن بغضب
محسن : الست عاليه مراة اخويا ست عندها انسانيه ورحمه وحتربى البنت احسن تربيه وكمان هى لسه مخلفه من قريب والمولود مات وحترضع البنت الصغيره ويبقى الاتنين مع بعض ولو مؤقتا
back
التمعت الدموع فى عيون عاليه فقامت قائلة
عاليه : انا حاروح بعد اذنكم علشان احضر ال …
ولكن خنقتها العبرات فلم تستطع ان تكمل عبارتها ووارت وجهها عنهم واعطتهم ظهرها ولكن مهاب امسك بيدها ونظر نحوها بعطف فربتت على كتفه تطمئنه على نفسها فقبل يدها بحنان وتركتهم ومضت وحاتم ينظر اليهم مذهولا ولا يصدق كل هذا الحب
حاتم : شكلى قلبت عليكم المواجع يا حاج وصحيت جواكم جراح قديمه
مهاب : عمرها ما ماتت يابنى الجراح عايشه جوانا بنضحك علشان نداريها لكن عمرنا ما نسينا
حاتم : هو فيه حاجه حصلت للبنت التانيه ؟ ماتت ؟
مهاب : بعد الشر بنتى عايشه قلبى حاسس انها عايشه وحاشوفها
حاتم : هى تاهت وهى صغيره ؟
مهاب : لا يابنى دى اتجوزت وسافرت مع جوزها وحرمتنى انى اشوفها مش عارف ليه ؟ ايه الغلطه اللى عملتها علشان اتحرم من نور عينيا مش عارف ؟ وباقول يارب لو عندى ذنب افقرنى وذلنى واحوجنى للناس وشلنى لكن خلينى اشوفها ولو مره واحده قبل ما اموت
لم يتمالك مهاب نفسه من البكاء وهو يقول
مهاب : انا خلفت ولدين غاليين عليا وباحبهم وهم زى ما شفتهم رجاله يفرحوا ويشرفوا لكن انا وعاليه كان نفسنا فى بنت ولما اخدنا داليا الكبيره علشان نربيها حسينا انها بنتنا وان ربنا بعتها لينا علشان يعوضنا عن بنت لينا اتولدت ميته حبيناها وكبرناها وربيناها على الغالى وبعدين اتجوزت وسافرت مع جوزها بره وكل اللى فاضل لنا منها جواب سابته مع مفتاح شقتها ومن يومها ما نعرفش عنها حاجه .
زاد بكاء مهاب حتى شعر باعياء وسقط ارضا فاتصل حاتم بمحسن ليحضر هو ونادر ويحملوه الى غرفته
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
دخلت الحاجه عاليه الى غرفتها دامعة العينين وجلست على مقعدها بجوار النافذة وامالت راسها الى الخلف وعادت بها الذكرى الى سنين مضت تذكرت حينما وضعت طفلة كانت تتمناها بعد ولدين اكبرهما فى الثالثة عشر والاصغر فى الثامنة من عمريهما ولكن ارادة الله ان تولد ميتة ليتحطم لها قلب عاليه فتلزم حجرتها لا تغادرها الا لتقابل اولادها حين عودتهم من المدرسة وخلاف ذلك لا تغادر حجرتها لاى سبب تبكى ليل نهار حتى جاء يوم كان اسعد ايام حياتها
Flash back
دخل الحاج مهاب اليها باسما وقبل راسها قائلا
مهاب : الدكتور محسن معايا بره وعاوز يشوفك
عاليه : طيب حاضر
قامت لتخرج معه فقال بسرعة
مهاب : لالا خليكى حاجيبه هنا بس هو على فكره مش لوحده معاه ضيوف حتفرحى لما تشوفيهم
عاليه : ضيوف مين دول اللى حتجيبهم اوضة النوم ؟
قبل راسها وابتسم قائلا
مهاب : حتشوفى
دخل محسن وهو يحمل بين يديه لفافة بها رضيعة وتمسك بملابسه طفلة فى نحو الخامسة من عمرها كانت اجمل ما رات عيناها كانت طفلة بيضاء الوجه جميلة الملامح لها شعر ذهبى ناعم وعينان زرقاوتان تميلان للاخضرار فقامت اليها كالمسحورة ولمحت نظرات الوجل فى عينيها وهى تضع اصبعها فى فمها وتختبئ خلف ساق محسن فامسكت بذراعها برفق وجذبتها اليها وانثنت على ركبتيها امامها قائلة
عاليه : انتى …. انتى اسمك ايه ؟
داليا : داليا
قبلتها واحتضنتها بقوة ثم التفتت لمهاب تساله
عاليه : مين دى ؟
مهاب : هديه من ربنا يعوضنا بيها عن اللى راحت
مدت يدها تمسك بيده وتقبلها قائلة
عاليه : ما انحرمش منك طول عمرك بتجيبلى الحلو والغالى ربنا يخليك ليا
ثم نظرت الى الطفلة بفرحة وقالت
عاليه : انتى عارفه انا مين ؟
هزت الطفلة راسها بالنفى فاضافت
عاليه : انا ابقى ماما … ماما عاليه
داليا : انتى حلوه قوى
جذبت اليها لتحتضنها فارتج جسد الطفلة واخذت تبكى بحرقة فسالتها عاليه بجزع
عاليه : مالك بتعيطى ليه ؟
داليا : اصلى خايفه
عاليه : خايفه من ايه ؟
داليا : اصل بابا طلال سابنى وجه بابا محسن وماما ميساء سابتنى وجيتى انتى ماما عاليه وبعدين بابا محسن بقى عمو محسن مش عارفه ليه وعمو مهاب بقى بابا مهاب مش عارفه ازاى وانا دلوقت خايفه تسيبونى ومش عارفه حاروح لبابا وماما تانيين واللا حاقعد من غير بابا وماما خالص انا تعبت ونفسى اعيش مع بابا وماما يفضلوا معايا على طول
عاليه : يا حبيبتى انا حافضل معاكى على طول ومش حاسيبك ابدا
ثم ابعدتها عن حضنها قليلا لتتمكن من مسح دموعها واخذت تقبل وجهها ويديها حتى قال مهاب بحرج
مهاب : يا عاليه احنا قاصدينك فى معروف للدكتور محسن
عاليه : من عينيا الاتنين اؤمر يا دكتور
مد محسن يده بالرضيعة قائلا
محسن : دى بنتى داليا
وقفت عاليه لتتلقف منه الرضيعة وهى تسال
عاليه : هو انت خلفت يا دكتور ؟ الف مبروك اومال يعنى رجاء كانت مخبيه انها حامل هو احنا حنحسدها ؟ احنا نفرح علشانك يا دكتور
محسن : معلش يا ست الكل اصل …..المهم اننا عاوزين نسيبها امانه عندك تربيها وترضعيها لحد ما تتفطم
عاليه : وهى رجاء ما رضعتهاش ليه ؟
محسن : رجاء ؟ رجاء مستحيل حترضعها
عاليه : ايه هو ربنا زى ما نزع من قلبها الرحمه نزع من صدرها اللبن ؟
اشاح محسن بوجهه بضيق بينما قال مهاب
مهاب : مالوش لازمه الكلام ده يا عاليه
عاليه : لا مؤاخذه يا دكتور انا اسفه بس ايه ده ؟
قالتها وهى تنظر للرضيعة بدهشة وتجيل نظرها بين البنتين
عاليه : البنتين دول شبه بعض بالتمام زى ما يكونوا اخوات
اشاح محسن بوجهه بينما قال مهاب بارتباك
مهاب : علشان كده الدكتور محسن سمى بنته على اسم اليتيمه دى
عاليه : ما تقولش يتيمه دى حتبقى بنتى وعمرى ما احسسها باليتم ابدا على العموم مش مهم كفايه عليا انى حاعيش فى حضن حبايبى دول يا سلام على كرم ربنا
بكت الرضيعة فقال محسن
محسن : بقالها كتير ما اكلتش واكيد جعانه ياريت ترضعيها وانا حاطلع بره
حملت عاليه الرضيعه باحدى يديها وامسكت الصغيرة باليد الاخرى واتجهت نحو فراشها وجلست عليه والرضيعة فى حجرها والاخرى بجوارها وهى تطوق عنقها بذراعها وهى تكاد تطير من الفرحة وقالت
عاليه : يا سلام على عوض ربنا وكرمه عوضنى عن اللى راحت باتنين مره واحده بس مين يصدق ان شيطانه زى رجاء تخلف ملاك زى دى ؟
قالتها وهى تنظر لمهاب الذى ارتبك امام نظراتها وخرج من الغرفة متعللا بالبحث عن اخيه
back
استمرت الحاجه عاليه تهيم مع ذكرياتها وتذكرت عندما اخبرها زوجها بقصة داليا وتعهدت له بكتمان الامر حتى عن اولادها خوفا عليها بسبب مشاكل دخول والديها لمصر فاقسمت ان تربيها كالاميرات والا تدع للحزن عليها سبيلا وتذكرت كيف ارضعت داليا الصغيرة حتى فطامها وذهابها لابيها وترك لها تلك الوردة التى عطرت حياتها وكبرت يوما بعد يوم امام ناظريها وتحت رعايتها لتصبح الشمس التى تضىء حياتها وتمنحها دفئا ونورا وتغمرها بالسعادة حتى قطع عليها حبل ذكرياتها دخول اولادها عليها يحملون ابيهم ويضعونه فى الفراش فهرعت اليه وجلست بجواره تدلك صدره وتمسح دموعه قائلة
عاليه : الف سلامه عليك يا سيد الرجاله سلامتك يا جبل
مهاب : فاتونا الغاليين يا ست الستات راحوا والفرحه معاهم وسابوا الحزن فى قلوبنا
عاليه : راجعين يا حبيبى بمشيئة الله والله راجعين وقريب انا قلبى حاسس بيهم وكأنه شايفهم كانوا فى ضيقه واتفكت وخلاص زمانهم فى السكه على هنا تصدق ممكن الباب يخبط دلوقت تلاقيهم داخلين علينا
مهاب : يسمع من بقك ربنا يا غاليه يا بنت الاصول
…………………
استاذن حاتم فى الاطمئنان على الحاج مهاب عند المغرب فادخله محسن اليه ووجده ممددا فى فراشه يمسك بيده خطابا يقرأه فلما دخل قال له
حاتم : الف سلامه عليك يا حاج ان شالله تكون احسن
مهاب : احسن الحمد لله يابنى انا كويس بس افتكرت البنات
حاتم : ربنا يجمع شملكم عن قريب ان شاء الله دلوقت انا حاستاذن وارجع لحضرتك وقت تانى
مهاب : اقعد يابنى انت مش حتمشى من هنا الا لما تعرف حكاية محسن اخويا وبنته وارضها
قرب حاتم مقعدا من فراش الحاج مهاب وجلس
مهاب : اسمع انا حاختصر ولو انى كنت عاوز احكيلك كل حاجه بالتفصيل
Flash back
محسن : قلبى مش متطمن يا مهاب يا اخويا
مهاب : من ناحية ايه بالظبط ؟
محسن : من ناحية داليا بنتى انا حاسيبها تحت وصاية رجاء وانا حاسس انى غلطت غلطه كبيره قوى لما سجلت بنتى باسمها ودلوقت لو انا حصللى حاجه يبقى عليه العوض فى ارض البنت
مهاب : ربنا يطول فى عمرك يا دكتور انت لسه فى عز شبابك
محسن : هو الموت بالسن يا مهاب ؟ واللا القبر مكتوب عليه للكبار فقط ؟ وبعدين انا مش صغير انا قربت على الستين ولازم اعمل حاجه اضمن بيها حق بنتى
مهاب : ايه رايك تكتب لها كل حاجه بيع وشراء ؟
محسن : وايه الفايده ورجاء هى الوصيه عليها ؟ اه لو ربنا طول فى عمرى لحد ما توصل لسن الرشد وتبقى حرة نفسها
مهاب : طيب ايه الحل ؟
محسن : الحل الوحيد انى اكتب كل حاجه باسمك انت ولما تكبر تبقى تديها حقها انت الوحيد اللى اقدر اثق فيه واضمنه
مهاب : ايوه يا محسن بس دى مسئوليه كبيره
محسن : ومين قد المسئوليه دى غيرك ؟ اذا كنت انت شلت مسئوليتى انا وانا صغير مش حتشيل مسئولية بنتى ؟
مهاب : انت عارف ان داليا دى بنتى واغلى عندى من نور عينيا
محسن : يبقى على خيرة الله وفيه حاجه كمان انت عارف انى اشتريت شقة رشدى علشان المرحومه ميساء ودلوقت عاوز اكتبها باسم داليا بنتها علشان البنت ما عندهاش حاجه امان من غدر الدنيا واحنا مش ضامنين اعمارنا
مهاب : تصدق انت اخدتها من على طرف لسانى انا كمان كنت عاوز اكتبلها حتة ارض تأمنها البنت دى هى اللى خلتنى احس بحلاوة الدنيا وباحبها زى ما تكون من صلبى
محسن : طيب وماله زيادة الخير خيرين انا حاجهز الاوراق مع الاستاذ عبد العزيز
وبالفعل حرر محسن العقود وحرر توكيلا لاخيه لاتمام الاجراءات وبعد ان اتما كل شيء كما خطط له محسن تماما فتح حسابا جديدا باسم داليا فى فرع احد البنوك فى ايتاى البارود وحرر توكيلا داخليا لاخيه على الحساب واودع كافة الاوراق لديه وسافر على ان يعود مع البنات ولكنه تعرض لحادث سير اثناء عودته الى الاسكندرية وتوفاه الله قبل ان يخبر ابنته باى شيء
End flash back
حاتم : يعنى معنى كده ان الدكتور محسن كتب العقود دى علشان يستامنك على ارض داليا علشان خايف من مراته تاخد حقوقها
مهاب : الله ينور عليك وحقوقها كامله حتفضل محفوظه وامانه فى رقبتى لحد ما اسلمهالها انت عارف انى كل سنه باجيب محاسب من القاهره مخصوص يراجع الحسابات ويحسب نصيبها وابعت منه الشهريه بتاعتها والباقى احطه فى الحساب اللى ابوها فتحه هنا باسمها ما بارضاش اجيب محاسب من البلد ولا حتى من ايتاى علشان ما يجاملنيش رغم ان مراة نادر محاسبه وشغاله فى البنك اللى فيه كل حساباتنا وطبعا يعنى انا مش عاجز انى اصرف على بنت اخويا من جنيه لمليون لكن انا بابعت الشهريه من فلوسها علشان ما يكونش فيه مخلوق ولا حتى انا له فضل عليها تبقى عايشه وبتصرف من مالها انت عارف انى شايل فى الخزنه نسخ من كشوف الحسابات لحد ما تيجى تراجع وتتطمن ان كل مليم من حقها فى امان داليا دى يابنى غاليه عندى قوى
حاتم : طيب ليه ما حاولتش تشرح لها
مهاب : حاولت كتير لكن هى رفضت تقابلنى او تسمع منى وكنت خايف عليها علشان لسه صغيره لسانها يفلت بالكلام قدامهم يعملوا معاها حاجه وهى بعيد عنى اكتفيت انى اتابعها من بعيد عن طريق مراة نادر اصلها كانت صاحبتها بس ما كانتش معرفاها انها من ايتاى بس برضه انا غلطان كان لازم احاول تانى وتالت وعاشر لكن اخر مره رحت عندها المدرسه قالتلى انا عمى مات وكانت تعبانه قوى وانا كمان تعبت وقعدت فتره فى المستشفى فى حاله خطره ولما خرجت لقيت بنتى سافرت وسابتنى وسابت مفتاح شقتها عند البواب
حاتم : لا احكيلى كده انا مش فاهم سافرت ازاى من غير ما تقول او تودعك ؟
مهاب : اصل بنتى جالها عريس كويس وهى لسه بتدرس كان شاب طيب ومؤدب وابن حلال ومستقيم ومحسن كان مستعجل على الجواز علشان يتطمن عليها لانها كانت بتسافر وترجع كل يوم علشان كليتها وفى نفس الوقت هو حاسس ان اجله قرب المهم اتجوزوا فى شقة امها فى رشدى وبعد العزاء جاتلى وقالتلى انها مسافره مع جوزها الامارات قلتلها اصبرى كام يوم وحاجيلك اسكندريه نتكلم لكن اتلهيت فى حكاية داليا وتعبت وعلى ما خرجت لقيتها سابت الجواب ده وسافرت ومن ساعتها مش عارف هى فين لسه بره واللا رجعت والدنيا عامله فيها ايه ؟ قلبى واكلنى عليها وبيقوللى انها بتعيش ايام مره حاسس بمرارة ايامها فى حلقى لكن باقول يارب اشوفها قبل ما اموت ولو بتعانى انا اخفف عنها واعوضها عن اللى شافته ومخى بيودى ويجيب يا ترى العريس ده كان اخلاقه غير ما شفناه واللا فيه حاجه تانيه حصلت ؟ مش عارف
عاليه : اتطمن يا حاج انا شفت بشاره فى المنام ان ربنا فرج كربهم وفك ضيقتهم وانهم راجعين قريب لحضننا يدفونا ويتدفوا بينا
مهاب : داليا دى يابنى كانت الورده اللى بتعطر بيتنا كانت حتة السكر اللى بتحلى ايامنا الاتنين يابنى مش دى ولا دى كانوا هم اللى بينوروا الدنيا كلها حوالينا بلاش تسالنى ولا تسال الحاجه بلاش تسال محسن ولا نادر اطلع لف على العزبه بيت بيت واسالهم واحد واحد من الكبير للصغير يقولولك ان كانوا هم فرحة الدنيا لكل العزبه كانت اللى تخرج منهم تتفسح بالكارته تنور السكه وتلاقى الفلاحين بيجروا عليهم فرحانين بيهم ومن يوم ما غابوا والشمس غابت والدنيا بقت ضلمه وبرد يارب يارب ردلى روحى ونور عيونى يارب

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى