رواية دماء على اوراق الورود الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم آثر توفيق
رواية دماء على اوراق الورود الجزء الحادي والأربعون
رواية دماء على اوراق الورود البارت الحادي والأربعون

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة الحادية والأربعون
#الجزء_الثانى
الحلقة الرابعة عشر
نزل الحاج مهاب الى البدروم وهو يتوكا على عصاه للمرة الاولى فى عمره الذى تجاوز السبعين ووقف امام على المقيد كما هو يدق الارض بعصاه وهو ينظر اليه من اعلى باحتقار حتى احضر له نادر مقعدا وضعه امام على فجلس الحاج وادار العصا بين يديه فى صمت قبل ان يقول
مهاب : انا جاى ابشرك بشرى عظيمه الحكومه هاجمت بلد فى الاقصر اسمها حضن الجبل تعرفها ؟
شعر على بالقلق ونظر للحاج مهاب بتوجس فاضاف مهاب
مهاب : وفى الغاره دى قتلوا ناس كتير وقبضوا على ناس كتير من رجالة واحد اسمه ….. حامد الهوارى تعرفه ؟
اتسعت عينا على بدهشة ورعب قبل ان يكمل مهاب
مهاب : وكان معاهم ناس من بره البلد شغالين معاه ومن الناس اللى اتقتلوا واحد اسمه عمران سلامه اكيد ده بقى تعرفه مش كله ما تعرفوش
على : عمى ؟
مهاب : الله ينور عليك ما انت بتفهم اهه اومال مين اللى قال عليك حمار ؟ انت يا نادر ؟
نادر : يا حاج صدقنى ما يغركش انه فهم ان اللى مات واسمه عمران سلامه يبقى عمه دى جت معاه بالصدفه ده حمار وحاخليه ينطق بعضمة لسانه
امسك نادر بساق على وعدل مشط قدمه على الارض وداس بقدمه على سمانته وصرخ فيه قائلا
نادر : قول انا حمار
كان على يصرخ من الالم ويكاد مشط قدمه ينكسر وهو يصيح
على : اااااه انا حماااار انا حماااااااار ابوس ايدك رجلى حتتكسر
مهاب : خلاص يا نادر مصدقك سيبه
نزل نادر من فوق ساقه وهو يضحك ساخرا بينما قال على بخوف
على : طيب انتوا عاوزين منى ايه دلوقت ؟
مهاب : اختار لك موته على مزاجك علشان ما نغصبش عليك يا نرميك فى الجله ونحمى بيك الفرن يا نقطعك ونرميك للكلاب
على : انا فى عرضك يا حاج ابوس ايدك انا حاطلقها بس ادونى فلوسى بس
ركله مهاب بقدمه فى وجهه وهتف بغضب
مهاب : انت ما تتشرطش علينا يا ابن الكلب
انكمش على على نفسه ثم استجمع شجاعته وسال
على : هو انت حتعمل ايه مع داليا ؟ حتموتها زى ما حامد كان عاوز ؟
مهاب : وانت مالك ؟ اااه نسيت انك لسه جوزها نادى على داليا يا محسن
خرج محسن وعاد بعد قليل ومعه داليا واحضر لها نادر مقعدا بجوار عمها فجلست وهى تنظر لعلى باحتقار
مهاب : انتى حتروحى تفكى الوديعه امتى يا داليا يا بنت اخويا ؟
داليا م : بعد عيد ميلادى على طول اسافر انا وحد من ولاد عمى نروح البنك افك الوديعه واجيب فلوسها لحد عندك ولو عاوزنى ابيع شقة اسكندريه واجيب فلوسها تحت امرك انت عمى واللى تؤمر بيه انفذه
مهاب : شفت بقى اننا عيله مع بعض ؟ يعنى مش لازم اموتها علشان اخد فلوس الوديعه لو عاوزهم اقول لها وهى حتجيب الفلوس لحد عندى دلوقت يا داليا الكلب ده عاوزانا نعمل فيه ايه ؟
وضعت ساقا فوق اخرى ونظرت نحوه باحتقار قائلة
داليا م : مش انت بتبنيلى بيت لوحدى ؟ خلى نادر يرميه فى خلاطة الاسمنت ويحطه فى صبة القواعد بس يصبه فى الحته بتاعة الصاله علشان طول ما انا رايحه وجايه افضل ادوس عليه بالجزمه
صرخ على هلعا وقال برعب شديد
على : لالالا ارجوكم ابوس رجليكم ابوس رجلك يا حاج ابوس رجلك يا دا ….. قصدى يا ستى انا كنت عبد المامور انا فى عرضكم ارحمونى وحاطلقها من غير ولا مليم
مهاب : انا قلتلك ما باحبش كلمة مطلقة انا باحب كلمة ارمله اشيك وبعدين بنت اخويا امرت واوامرها لازم تتنفذ دى الغاليه بنت الغالى
على : فى عرضكم ارجوكم انا محوش فلوس تانيه من قبل الجواز مستعد اجيبها بس سيبونى اعيش ارجوكم
اخذ يبكى ويضع راسه فى الارض حتى قال مهاب
مهاب : انت صعبت عليا ولو ان قلبى ده حجر واول مره حد يصعب عليا بس ماشى حتطلق ومش عاوزين منك فلوس تانى بس حسك عينك تفتح بقك بكلمه واحده عن ستك داليا ولا تنطق اسمها بلسانك والا والله اقطعه واقطعك انت كمان حتت صغيره قد عقلة الصباع
على : حاضر حاضر تحت امرك انتى طالق طالق طالق
مهاب : خلاص فكه يا نادر وخلوه يستحمى ولبسوه هدوم نضيفه علشان نجيب الماذون ونخلص
حضر الماذون وانهوا اجراءات الطلاق وبعدها وقف على امام مهاب قائلا
على : انا خلاص طلقت عاوزين اعمل ايه تانى ؟
مهاب : زى ما نبهت عليك ولا تجيب اسم ستك داليا على لسانك فاهم ؟ ده مش خوف منك انت ولا تسوى اساسا انما علشان واحد شاذ ونجس زيك ما يصحش ينطق اسمها فاهم واللا مش فاهم ؟
على : فاهم حاضر اسمها مش حانطقه ولا حاجيب سيرتها على لسانى خالص
مهاب : ليكى اى طلبات تانيه يا داليا يا بنتى ؟
داليا م : انا حابقى افك الوديعه واجيبلك فلوسها وعاوزه تبيعلى حتة ارض هنا فى البلد
مهاب : وتفكى الوديعه ليه خليها للمستقبل وعلى الارض انتى عندك ارض كتير هنا ورثك من ابوكى كان كاتبه باسمى علشان احافظ عليه وايراد ارضك السنين اللى فاتت اكتر من الوديعه بكتير
على : يعنى ايه ؟
مهاب : يعنى ابو داليا الله يرحمه كتب الارض باسمى علشان احافظ على ارضها مش مهاب شركس اللى ياكل حق الغريب يبقى ازاى حاطمع فى حق بنتى وبنت اخويا لحمى ودمى ؟ امشى ربنا يكفينا شرك واعمل حسابك لو لسانك نطق اسمها اقسم بالله العظيم موتك حيبقى حلال بالنسبالى
هم بالخروج وهو يهذى بكلمات غير مفهومة فاستوقفته داليا صائحة
داليا م : استنى يا حيوان
غادرت المضيفة وعادت بسرعة تحمل حقيبة القتها على الارض امامه قائلة
داليا م : خد فلوسك على داير مليم اصل مش داليا شركس الى تطمع فى اى حد انا كنت باخدهم منك علشان اذلك واعرفك انى اقوى منك لكن انا طول عمرى فلوسى تحت رجلى ترفعنى وعمرها ما كانت فوق راسى
مهاب : خد فلوسك وامشى وما اشوفش خلقتك تانى
داليا م : اسمع بعد اسبوع تروح تلاقى هدومك عن البواب وبعدها حذارى اشوف خلقتك فى اسكندريه كلها
على : مش عاوزهم انا خلاص حاسافر اى دوله مش قاعد هنا خلاص عمى مات وخلصت منه ومش عاوز ارجع البلد دى تانى ابدا
انصرف على مهرولا حتى وصل للباب الخارجى ليجد سيارة حاتم مقبلة فتوقف ونزل من سيارته امام الباب الحديدى وامسك بعلى بعنف وعيناه تتقدان شررا
حاتم : انت خرجت ازاى ؟
فنادى الحاج مهاب من امام باب المضيفة قائلا
مهاب : سيبه يا استاذ حاتم احنا مشيناه خلاص الموضوع خلاص خلص
انسحبت داليا سريعا من المضيفة بعد سماع صوت حاتم الذى وقف عند الباب الحديدى لا يستطيع تحديد مشاعره هل يفرح ان مشكلتها قد انتهت ؟ ام يصب جام غضبه على هذا الحقير الذى اهانها واذلها ؟ ام ياسى على ما لاقته فى حياتها من عذاب وجراح كان اقساها بسببه هو ؟ والذى زاده ارتباكا وتخبطا اكثر من كل ذلك ما ناداه به الحاج مهاب لقد كان معتادا ان يدعوه ابنه والان يقول استاذ حاتم فهل هى صدفة ؟
مهاب : اتفضل يا استاذ حاتم واقف ليه ؟ بيتك ومطرحك
لا يوجد فى صوته اى ترحاب ويبدو ان هناك ما تغير .
تقدم الى داخل المضيفة ورغما عنه اجال بصره بحثا عنها ثم جلس ساكنا وجلس الحاج مهاب بجواره ونادر ومحسن امامه ومعهما محمد البدرى الذى وصل للتو وبعد قليل نظر نادر الى ساعته ووقف مستاذنا
نادر : انا عندى مشوار ضرورى بحرى البلد بعد اذنك يا حاج بعد اذنك يا استاذ حاتم بيتك ومطرحك
مهاب : طيب يا نادر روح وما تتاخرش . يا محسن اطلب لنا الشاى وخلى الجماعه يحضروا غدا للضيف
فعلا هناك ما تغير لم يعد واحدا من البيت بل صار ضيفا ولكنه يستحق بل يستحق ما هو اقسى من ذلك .
تنحنح وابتلع ريقه قائلا
حاتم : الحكومه هاجمت حامد ورجالته اول امبارح يا حاج وخلصوا على اغلب رجالته وقبضوا على الباقى
اتسعت عينا محمد الذى كان يجلس بعيدا فاقترب بسرعة ليسال ولكن مهاب سبقه وسال بلهفة
مهاب : وحامد اتقبض عليه واللا مات ؟ احنا سمعنا اخبار لكن مافيش تفاصيل كتير
حاتم : حامد مات . قدر يهرب من الحكومه وكان مرتب اموره يقدر يهرب لما الدنيا تضيق عليه كان حافر سرداب تحت الارض من اصطبل الخيل لحد ما يطلعه ورا الجبل على طريق تراب مش معروفه توصله بره المحافظه ومحضر عربيه دفع رباعى ومغطيها بخيش وشكاير رمل ومداريها ورا شجره
مهاب : الابليس اللعين كان عامل حسابه على كل حاجه واكيد كان مرتب اموره يقدر يهرب بره مصر ويعيش بفلوسه بره
حاتم : ماحدش يعرف وهو عموما ما لحقش لان مصطفى عرف بالسرداب وما اتكلمش عنه خالص وراح استخبى لحامد فيه وهو اللى خلص عليه
محمد : يعنى اخويا هو اللى قتل حامد واخد تارنا ؟
حاتم : بس مع الاسف مات معاه فى السرداب
مهاب : وانت عرفت كل ده ازاى ؟
حاتم : مصطفى صور كل حاجه على التليفون وبعتلى الفيديو اهه
اخرج الهاتف من جيبه ومد يده للحاج مهاب ولكن محمد اختطفه واخذ يشاهد الفيديو وهو مذهول وعيناه تتسعان اكثر فاكثر مع كل لقطة حتى انتهى الفيديو وناول الهاتف للحاج مهاب وسجد لله شكرا وقام وعيناه دامعتان فسمع الحاج مهاب يقول وهو يشاهد الفيديو
مهاب : والله اسد يابنى خساره فى الموت
محمد : ما تقولش كده يا حاج قول انه مات راجل ورفع راسنا
مهاب : البقيه فى حياتك يا محمد يابنى شد حيلك
محمد : فى حياتك الباقيه يا حاج انا خلاص كل ما حيلى يتهد واتعب حاشوف الفيديو ده علشان اشد حيلى واقول ان اخويا راجل بجد النهارده يا حاج اخيرا حاقدر اخد عزا التلاته احمد ومسعود ومصطفى بس دلوقت بعد اذنك عاوز اشوف فاطمه وحليمه
اصطحبه محسن للطابق العلوى واخذ محمد الهاتف معه ليشاهدوه وبعد قليل سمعوا اصوات الزغاريد تنطلق من الطابق العلوى وصوت حليمه تصيح قائلة
حليمه : يا ولاد يا ولاد تعالوا شوفوا ابوكم راجل وانتوا تعالوا شوفوا عمكم راجل وانتوا شوفوا خالكم راجل راجل وسيد الرجاله يا مصطفى سيد الرجاله يا حبيبى يا ابو عيالى
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
تناول حاتم الغذاء بدون شهية كان يجلس على المائدة شارد الفكر دون ان ياكل كثيرا ولم يكن نادر موجودا وبعد الغذاء طلب الحاج الشاى والتفت لحاتم قائلا
مهاب : احنا مش عارفين نشكرك ازاى يا استاذ حاتم انت تعبت معانا قوى الفتره اللى فاتت ومهما عملنا مش حنعرف نرد جمايلك
حاتم : يا حاج جمايل ايه ؟ انا باعتبر نفسى ابنك وواحد من العيله
مهاب : انت يا استاذ حاتم غلاوتك من غلاوة ولادى فعلا واى وقت حتشرفنا حتكون فوق راسنا ضيف عزيز
ردد حاتم بدهشة
حاتم : ضيف ؟ مش عارف يا حاج من امتى بتقول استاذ حاتم ؟ كنت الاول بتقوللى ابنى وكمان بقيت ضيف ؟
انتظر حاتم ان يرد الحاج مهاب ولكنه لزم الصمت ودخل نادر فسلم على الجميع وجلس لاقل من دقيقة ثم وقف قائلا
نادر : بعد اذنكم انا حاطلع اتطمن على الحاجه
احس حاتم ان نادر الذى يمتاز بالصراحة لا يرغب فى مجالسته وان اباه يعرف ذلك ولكنه قرر تجاهل الامر حتى تتضح الصورة فقال مترددا
حاتم : هو انتوا عملتوا ايه مع اللى اسمه على ده ؟
مهاب : خلاص يا استاذ حاتم الموضوع ده خلص كتر الف خيرك انت ساعدتنا فى الموضوع ده وعملت اللى ربنا قدرك عليه وخلاص على ده انتهى من حياتنا
ابتسم رغما عنه وقال وهو يقرب مقعده من الحاج
حاتم : طيب يا حاج انا عارف ان الوقت مش مناسب لكن انا ….
قاطعه الحاج مهاب قائلا بهدوء
مهاب : فعلا الوقت مش مناسب
حاتم : ايوه بس انا كنت عاوز اطلب ….
مهاب : خليها وقت تانى احنا دلوقت عندنا عزا
ابتلع ريقه وصمم على اكمال حديثه قائلا
حاتم : ارجوك يا حاج اسمعنى انا كنت عاوز اتقدم ….
ولكن مهاب وقف قائلا بحزم
مهاب : ما عنديش بنات للجواز يا استاذ ياريت ما تكملش
حاتم : انت اتغيرت من ناحيتى قوى يا حاج لكن انا عارف انى غلطان وانى …
مهاب : لا يا استاذ انا عمرى ما حاتغير من ناحيتك وحتفضل غلاوتك كبيره قوى فى قلبى زى ولادى لكن معلش ده نصيب وانا ما عنديش بنات للجواز
………………….
اقيم سرادق كبير للعزاء بعد المغرب وحضر كبار اهل القرية وصغارها لم يتخلف احد وبعض رجال القرى المجاورة ومن اهل المدينة لتقديم واجب العزاء لعائلة شركس ولم يكن محمد يبدو عليه الحزن وهو يتلقى العزاء كان يروح جيئة وذهابا وهو كمن يتمنى ان يضع لافتة يكتب عليها هذا عزاء اخى البطل مصطفى البدرى الذى خلص العالم من شر شيطان مريد استعبد اهل القرية طويلا .
وبعد العزاء استاذن حاتم فى الانصراف فلم يمانع مهاب وهو الذى كان يصر على مبيته ولم يكن يسمح له بالسفر ليلا ابدا الا هذه المرة .
خرج حاتم مودعا وخرج معه مهاب ومحسن لتوصيله حتى سيارته فحانت منه التفاتة الى شرفتها ثم عاد اليه بصره حسيرا كسيرا فنظر الحاج مهاب نحو الشرفة وامعن النظر ثم استاذن الجميع واتجه لداخل المنزل وصعد للطابق الاول عدوا كأنه يعرف ما سيلقاه هناك
فتح حاتم باب سيارته ووقف قليلا ثم ركب سيارته ومضى فى سبيله دامع العينين كسير الفؤاد لكم كان يتمنى البقاء هذه المرة ولكنه فى النهاية مضى .
خطا الحاج مهاب لداخل غرفة داليا المطفأة الانوار فراها هناك عند الشرفة تتستر بالظلام وتختبئ خلف الستائر المسدلة فخطا نحوها وسمعت هى خطواته فلم تلتفت حتى اصبح خلفها تماما ومد يده يربت على كتفها بعطف فاستدارت اليه وهى تنكس راسها بانكسار وعيناها غارقتان بالدموع ففتح لها ذراعيه لتلقى نفسها فى حضنه وتلقى براسها على صدره وتنفجر فى البكاء وهو يمسح على شعرها مرددا
مهاب : لا حول ولا قوة الا بالله
………………….
استيقظت داليا طلال مبكرا وخرجت الى الشرفة لتستنشق عبير الصباح ففوجئت بمحسن يقف اسفل شرفتها حاملا باقة من الورود وهو يبتسم فابتسمت بسعادة ودخلت لتبدل ملابسها وتهبط الى الحديقة
داليا ط : بتحسسنى انى جولييت تصحى من النوم تلاقى روميو تحت بلكونتها
مد يده اليها بالباقة وانحنى قائلا
محسن : حتى جولييت ما كانتش بالجمال ده
استنشقت عبير الورود وهى تدفن وجهها فى الباقة خجلا فقال
محسن : سبحان الله اول مره اشوف ورده بتشم الورد
داليا ط : وبعدين معاك يا محسن باتكسف
محسن : بتتكسفى من خطيبك وحبيبك اللى حيبقى جوزك ؟ اسمعى ايه رايك اخدك بالكارته الف بيكى البلد زى زمان واجيبلك شيكولاته
داليا ط : بس على شرط ناخد دوللى معانا يعنى نخرجها من الحاله اللى هى فيها
محسن : وماله ياريت اطلعى هاتيها
صعدت داليا طلال الى غرفة اختها فلم تجدها واتصلت بها فلم ترد وفى النهاية وجدت الهاتف فى غرفتها فذهبت تبحث عنها فى كل ارجاء المنزل فلم تعثر لها على اثر فنزلت مسرعة الى الحديقة
داليا ط : الحقنى يا محسن داليا مش فى البيت وسايبه تليفونها فى اوضتها
محسن : طيب تكون راحت فين ؟ هدومها موجوده ؟
داليا ط : كل حاجه موجوده والسرير زى ما هو كأنها ما نامتش عليه انا قلقانه عليها قوى
محسن : ما تقلقيش اكيد خرجت تشم هوا وتلاقيها فى جنينة الموز تعالى نروح نشوفها
انطلقوا بالكارتة الى حديقة الموز ولكنها لم تكن هناك فذهبوا للبحث عنها عند الساقية القديمة وعلى طول الترعة حتى وجدوها جالسة فى صمت فى الحقل القبلى وسط الزراعات كانت تجلس بشرود لم يزايلها حتى اقتربا منها ونزلا من الكارتة واسرعت اختها اليها تجلس بجوارها ورفعت شعرها المتهدل على وجهها بيدها ومسحت دموعها برفق وهى تقول
داليا ط : مالك يا حبيبتى قاعده لوحدك ليه ؟
لم ترد عليها فاقترب محسن قائلا
محسن : وادى ورده تانيه قاعده وسط الخضره انما ايه ورده سبحان الخالق المبدع فى جمالها
مد يده اليها بباكو شيكولاتة ولاختها بباكو مثلها فحاولت الابتسام قائلة
داليا م : جايبلى شيكولاته يا محسن ؟
محسن : ايه كبرتى على الشيكولاته يا بنوته انتى ؟ احنا كنا بندور عليكى علشان افسحكم بالكارته اصلى مفضى نفسى النهارده علشانكم مخصوص
داليا م : طول عمرك طيب وحنين يا محسن
داليا ط : طبعا دى الحنيه اتخلقت علشان محسن
نظر نحوها بحب وكاد يندفع لعناقها بينما هى تكاد تعانقه بعينيها وفى نفس الوقت حاولت داليا محسن ان تستمر فى الابتسامة الزائفة ولكن دموعها خذلتها
داليا ط : محسن سيبنا لوحدنا شويه معلش احنا حنقضى اليوم النهارده لوحدنا بس اعمل حسابك بكره حتفسحنا طول النهار
محسن : طيب خلوا الكارته ارجعوا بيها وانا حاتمشى بس ما تتاخروش على الغدا ولو احتجتونى اتصلى بيا
قبل ان ينصرف ارسل لحبيبته قبلة على الهواء ومضى الى سبيله فالتفتت لاختها
داليا ط : وبعدين يا بنت امى مش قادره اشوفك كده يا حبيبتى
داليا م : انا كويسه
داليا ط : لا انتى مش كويسه انتى بتعذبى نفسك على ذنب ما يستاهلش كل ده مين فينا مالوش ذنب ؟ فيه ناس عملت اكتر من اللى عملتيه بكتير دى غلطه واحده تستاهل تموتى نفسك وتدفنى شبابك وجمالك عليها ؟ لا طبعا ربنا ما يرضاش بكده ربنا اسمه الغفور الرحيم علشان بيغفر لنا ويرحمنا يبقى احنا ما نرحمش نفسنا ؟ انا مش ممكن احس بحلاوة الدنيا ولا بالسعاده وانا شايفه اختى الوحيده حزينه ومكسوره كده كفايه حزن يا حبيبتى وانسى اللى حصل ده ماضى وانتهى وربنا بيقبل التوبة
داليا م : تفتكرى عمى حيسامحنى ؟
داليا ط : يا حبيبتى عمك بيحبك ويموت فيكى انتى اغلى عنده من نور عينيه ده صعبان عليه يشوفك فى الحاله دى وكتر زعله ممكن لا قدر الله يجراله حاجه
داليا م : وولاد عمى اللى ما بقيتش قادره ارفع عينى فيهم تفتكرى احسن ارجع اسكندريه وامشى من هنا ؟
داليا ط : يا دوللى ايه اللى بتقوليه ده دول ولاد عمك بيحبوكى وفرحانين انك فى وسطنا ما شفتيش محسن عمال يغازلك ويقول عليكى ورده سيحان الخالق فى جمالها
داليا م : محسن طول عمره طيب انما نادر وماما عاليه
داليا ط : يا نهار ابيض هى حصلت تشكى فى حب ماما عاليه ليكى ؟ لا كله الا كده دى ماما عاليه بالذات بتحبك حب خلى بابا مهاب بيغير منك
ابتسمت لمزحة اختها فقالت
داليا ط : ايوه كده ابتسمى خلى الدنيا تنور والله ابتسامتك دى مش بتنور وشك بس دى بتنور الدنيا بحالها اما نادر بقى والله ما فيه حاجه فى قلبه واتكلمى معاه بصراحه ده ابن عمك
داليا م : ما اقدرش انا مش عارفه قلت ازاى الكلام ده ؟
رفعت يديها تدارى ذراعيها وجسدها وقالت
داليا م : كانت لحظة جنون ومن ساعتها وانا حاسسه انى عريانه وبردانه
اقتربت منها واحتضنتها وامالت راسها على صدرها ومسحت على شعرها لتشعرها بالعطف والحنان وتقول
داليا ط : يا حبيبتى يا داليا ليه تعذبى نفسك كل العذاب ده ؟ كفايه ايه يعنى غلطتى انتى ندمتى وتبتى طيب انتى كده احسن مننا على الاقل انتى عرفتى غلطتك وندمتى عليها يا عالم انا اكون غلطت فى ايه ومش عارفه ولا تايبه عن ذنبى واتحاسب عليه
قبلت جبهتها واضافت وهى تعيدها الى حضنها
داليا ط : يا حبيبتى احنا اهلك وبنحبك ونخاف عليكى خليكى فى وسطنا تنورى حياتنا لكن لو سبتينا حياتنا حتبقى ضلمه من غيرك
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)