رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم آثر توفيق
رواية دماء على اوراق الورود الجزء الثامن والثلاثون
رواية دماء على اوراق الورود البارت الثامن والثلاثون

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة الثامنة والثلاثون
#الجزء_الثانى
الحلقة الحادية عشر
وصلوا الى الجهة المقصودة واطلق عسران صفيرا مميزا فبرز مجموعة كبيرة من الرجال من الشوارع الجانبية المظلمة واقتربت مجموعة منهم من السور فى نقاط محددة وبداوا فى التسلق بينما استعدت المجموعة الثانية ومنها مصطفى بقرب السور
رجل : ما تطلعش الا لما اديك اشاره علشان يقطعوا السلك ويفشوا الكهرباء
وقف الرجال رابضين اعلى السور لمدة نصف دقيقة تقريبا وبعدها قفزوا للداخل ثم سمع مصطفى بعض الانات المكتومة فى الداخل واعطاه الرجل الاشارة بالصعود وبدات المجموعة الثانية فى التسلق من نفس الاماكن وحين هبط للجانب الاخر وجد العديد من الحراس وكذلك كلاب الحراسة مقتولين فى الحديقة وتحرك مع عسران ورجل اخر باتجاه باب التراس المقابل لحمام السباحة وقبل ان يدخلوا لداخل الفيلا انطفات كل الانوار واقترب احدهم من عسران قائلا
الرجل : انا فصلت الكهرباء والمولد الاحتياطى لكن فيه وصلة انذار صامت مظبوطة على ربع ساعة
عسران : دى بتدى انذار للنجده معنى كده قدامنا تلت ساعه نكون بره بسرعه يا رجاله زى ما اتفقنا
دخل مصطفى وعسران واحد الرجال لداخل الفيلا ووجدوا حارسا عند السلم الداخلى يستعد لرفع سلاحه فاصابه الرجل بخنجره فى عنقه وارداه قتيلا فى الحال وصعدوا الى اعلى حيث اقتادهم مصطفى الى حجرة صغيرة قائلا
مصطفى : دى اللى كانت محبوسه فيها اختى واكيد مراتى حتبقى فيها
فتحوا الباب ودخلوا ليجدوا امراة جالسة على الارض اضاء المرافق كشاف طوارئ وسلط الضوء عليها ليجدها مصطفى هى زوجته وقد تم تقييد يديها وعنقها الى الحائط وكانت تنام فى وضع الجلوس مرغمة والدماء تسيل على وجهها فاسرع اليها يربت على خدها ويفك وثاقها ليجد ان الدماء تسيل من عينها اليسرى التى تم تغطيتها بضمادة متسخة بشكل سيء وكانت هناك اثار كدمات على كتفها العارى ووجهها وثيابها ممزقة فافاقت حين ربت عليها وراته فاخذت تبكى وتشير الى عينها ثم فتحت فمها لتشير الى اسنانها الامامية المكسورة
مصطفى : كفايه يا حليمه انا جيت علشان اطلعك غصب عنى سبتك فى ايديهم والله غصب عنى
حليمه : لا لا مش كفايه شوف
كشفت جلبابها الممزق عن ساقها فوجد اثار حرق سجائر واثار تعذيب على ساقها
حليمه : كسرت عينى يا مصطفى قالت لعشيقها اكسر عينها
فاسرع عسران يخرج الرجل المرافق لهما ويخلع قميصه ليناوله لها قائلا
عسران : تعالى معانا
ارتعبت حين فوجئت به واخفت وجهها فى صدر زوجها قائلة
حليمه : انت مين ؟
عسران : فاعل خير والله خير واول مره فى حياتى اللى باعمله يكون خير
ساعدها مصطفى على النهوض ووضع القميص على كتفها وخرجوا متجهين ناحية السلم فمروا امام احدى الغرف لتقف حليمة متسمرة ثم تبدا فى البكاء وتسقط على الارض ليحتضنها مصطفى بقوة ويحاول تهدئتها
عسران : فيه ايه ؟
مصطفى : اوضة بنت الكلب النجسه
مد يده ليمسك مقبض الباب ويديره فانفتح لتنبعث من الداخل رائحة خمر قوية وينظر الى الداخل ليجد رجل وامراة فى الفراش وهم عراة تماما فاشار لمصطفى وحليمة ان يتبعوه للداخل فى صمت وابقى المرافق فى الخارج واغلق الباب بالمفتاح ثم اخرج خنجره وناوله لحليمة قائلا
عسران : خدى حقك
كان الكشاف الذى يحمله عسران يسمح باضاءة معقولة فاخرج مصطفى هاتفه وبدا يصور بينما اقتربت حليمه من الفراش وجذبت المراة من شعرها بقسوة ايقظتها والخمر لا تزال تلعب براسها
نجاة : انتى مين ؟ انتى ؟ ايه اللى جابك هنا يا بنت الك…..
ولكن حليمه اخرستها بصفعة قوية نزلت بها على وجهها وجذبتها من شعرها بعنف لتسقطها من فوق الفراش وهى تقول بغل
حليمه : جايه ادور على عينى اللى فقعتيها
كانت نجاة تصرخ مستغيثة بينما حليمه تجذبها من شعرها حتى منتصف الغرفة واستيقظ عشيقها السكران فالقى بنفسه للجهة الاخرى خلف الفراش وجذب الغطاء يدارى عورته فجذبه مصطفى من شعره وجذب منه الغطاء وانهال عليه ضربا ثم القاه على الارض وداس بقدمه على صدره يثبته فى الارض وعاد يوجه الهاتف على نجاة وحليمه التى اخذت تكيل لها الصفعات ثم القتها ارضا على وجهها وجذبت ذراعيها خلف ظهرها وجثمت بساقيها فوق ذراعيها تكبلهما باحكام وهى تصيح بغل وتجذبها من شعرها بينما نجاة تصرخ
حليمه : صرخى يا ستى وتاج راسى صرخى ماحدش حيسمعك ولا يغيتك منى
نجاة : انتى عاوزه منى ايه ؟
حليمه : عاوزه ايه ؟ عاوزه حقى عاوزه ادوقك من اللى شربتيهولى . عاوزه عينك لا انا عينى اللى راحت تمنها عينيكى الاتنين
نجاة : ابوس ايدك انا فى عرضك
ضحكت نجاة طويلا ومالت عليها تهمس فى اذنها
حليمه : فى عرضى ؟ هو انتى خليتى لنا عرض ؟ انتى نهشتى عرضى ودوستى على شرفى برجليكى مش انا وبس انا وفاطمه الغلبانه ويمكن غيرنا كتير ما نعرفش عنهم حاجه انا بقى جايه دلوقت ادفعك تمن كل ده واول حاجه حتدفعى تمنها عينى اللى راحت
انشبت اظفارها فى عينى نجاة بقوة حتى فقاتهما ولم تهتم بصراخها بينما كان عسران الرجل الذى عاش محتضنا الموت طويلا وجلبه للكثيرين من قبل يشيح بعينيه بعيدا اما مصطفى فقد استمر فى التصوير وعيناه تتقدان غضبا وهو يشعل سيجارته يدخنها ولم يجد فى قلبه ذرة من شفقة على تلك العاهرة التى داست على زوجته واخته وهو يتخيل ما لاقتاه من عذاب فيما قدمه تزيد من الضغط على صدر العشيق العارى كلما حاول المقاومة حتى انتبه على صوت حليمه تهتف به بقوة
حليمه : سيجارتك يا مصطفى
القى اليها السيجارة المشتعلة فسقطت بجوارها والتقطتها واستدارت وهى لا تزال جاثمة على ظهر نجاة واطفات السيجارة فى فخذها وهى تضحك بهستيريا بينما نجاة تصرخ بالم
حليمه : صرخى صرخى كمان اشجينى خلينى اشفى غليلى قبل ما اخد تمن شرفى وعرضى انا واللى قبلى منك يا نجسه
ثم قامت من فوقها فاخذت نجاة تتلمس الارض وهى لم تعد ترى اى شيء حتى لمست يدها قدم حليمه فامسكت بها وقبلتها وقالت برجاء
نجاة : ابوس رجلك ارحمينى كفايه انا حاعمل اللى انتى عاوزاه خدى دهبى وفلوسى وامشى وانا مش حاقول لابويا اى حاجه
ضحكت حليمه بسخريه قائلة
حليمه : دهب وفلوس ؟ اشبعى بيهم انا حامشى غصب عنك وعن ابوكى وانتى مش حتقولى لابوكى اى حاجه عارفه ليه ؟ علشان الميتين ما بيتكلموش
ثم ركلت راسها بقدمها بازدراء لتبعدها قائلة
حليمه : دمك النجس وسخ رجلى يا بنت حامد دلوقت بقى انا حارحمك خلاص مش حاعذبك زى ما عذبتينى
عادت لتجثم فوق ظهرها وانتزعت خنجر عسران من نطاقها وامسكت بشعرها لتذبحها حتى سكنت حركتها وفارقت الحياة فقامت حليمه واتجهت نحو مصطفى واشارت الى العارى الملقى تحت اقدامه قائلة
حليمه : هو ده هو ده يا مصطفى اللى داس على شرفك
ناولها الهاتف ورفع قدمه من على صدره وانحنى عليه ليخنقه ويلوى عنقه حتى سمع صوت تحطم عظام عنقه وسكن جسده تماما فصاح عسران
عسران : يا مصطفى الوقت سرقنا يا مصطفى لازم نمشى
وعلى الفور هبطوا جميعا واتجهوا خارج الفيلا ليلاحظ مصطفى رائحة البنزين المنتشرة فى كل مكان ولقى عسران احد رجاله فساله
عسران : خلصتوا زى ما قلنا ؟
الرجل : كله تمام يا ريس بس الحكومه على وصول
وفى الشارع برزت العديد من السيارات السوداء ركب فيها الرجال وانطلقت فى اتجاهات مختلفة بينما تبقت سيارة ركب فيها مصطقى وزوجته واحد الرجال فى انتظار عسران الذى اخرج قداحته واشعل سيجارة والقى بالقداحة المشتعلة الى داخل السور وركب السيارة لينطلقوا بعيدا وهم يسمعون ابواق سيارات الشرطة تاتى من بعيد بينما الفيلا والحديقة تشتعلان ككتلة هائلة من اللهب
………………….
وصلت السيارة التى تقل مصطفى وزوجته ومعهم عسران الى حدود المحافظة فنزلوا ليركبوا السيارة التى تقل باقى عائلتهم واسرعت حليمه بالركوب فى المقعد الخلفى بجوار انعام والقت براسها على صدرها ونامت على الفور وفى الخارج كان مصطفى يودع عسران
عسران : انا اول مره فى حياتى اخلص على كل اللى فى مكان ما اسيبش فيه مخلوق حى ومع ذلك حاسس ان ضميرى مرتاح وربنا راضى عن اللى عملته
مصطفى : انت كنت بتنجى انسانه بريئه بس ليا عندك طلب
عسران : اؤمرنى
مصطفى : اللى شفته فى اوضة النجسه بنت الكلب دى انساه
عسران : نسيته ومش حالوم عليها لو عملت اكتر من كده انا كمان ليا عندك طلب يا مصطفى اوعى فى يوم من الايام تتخلى عن مراتك هى مالهاش ذنب
مصطفى : الذنب ذنبى انا يا ريس عسران انا اللى كنت ضعيف وما قدرتش احميهم ومراتى حتفضل تاج على راسى ليوم الدين ولسه حاجيب حقها هى واختى من الملعون ابو النجسه دى هو السبب فى كل ده
عسران : ربما معاكم وتوصلوا بالسلامه وابقى افتكر اخوك عسران بالخير
…………………
ركب مصطفى فى المقعد الاخير وكانت انعام تجلس بجوار النافذة وحليمه فى المنتصف وقد نامت وراسها على صدر انعام فخلع قميصه وغطى جسدها وسحبها لتنام على صدره وقبل راسها واحاطها بذراعه قبل ان يشرد متذكرا ما لاقاه هو واسرته على يد حامد منذ البداية وعيناه دامعتان ثم تذكر حاتم فاخرج الهاتف واتصل به
مصطفى : خلاص يا حاتم بيه احنا خرجنا من الاقصر وجايين فى الطريق
حاتم : توصلوا بالف سلامه انا حاكلم خالى علشان ماحدش يعترضكم فى الطريق ومستنيكم عند الحاج مهاب
اغلق حاتم الخط واتصل فورا باللواء
حاتم : الو صباح الخير يا سيادة اللواء الجماعه خلاص خرجوا من الاقصر
اللواء : جماعة ايه واقصر ايه يا حاتم ؟ ايه اللى حصل ده ؟
حاتم : حصل ايه ؟
اللواء : مش عارف حصل ايه ؟ دول نسفوا الفيلا وموتوا كل اللى فيها ده مافيش عود زرع واحد حى ناخد اقواله حتى الكاميرات قدروا يبطلوها ويمسحوا كل التسجيلات مين اللى عمل كده يا حاتم ؟
حاتم : يا باشا انا ما اعرفش حاجه من اللى بتقوله ده
اللواء : انا لازم اعرف يا حاتم هم دول عصابه وتصفية حسابات واللا زى ما قلتلى ناس فلاحين غلابه بيحاولوا ينفدوا بجلدهم من ظالم مفترى ؟
حاتم : والله يا باشا الموضوع زى ما حكيت بالظبط بس بصراحه الراجل ده كان ظالم زياده عن اللزوم بس انا ما اعرفش حاجه فعلا عن موضوع نسف الفيلا ده ولا موت كل اللى فيها الجماعه لسه خارجين من الاقصر واول ما يوصلوا حاعرف اللى حصل
اللواء : كده حامد ده ممكن يتصرف تصرف غير متوقع وعلشان نقدر نخلص منه لازم نعجل بكل حاجه ونتحرك واحنا مش بكامل استعدادنا قوللى هى نمرة العربيه اللى هم راكبين فيها كام ؟
حاتم : حضرتك عاوز نمرة العربيه ليه ؟
اللواء : ما تخافش انا علشان ابلغ عليها عدم معارضه ما يقفوش فى السكه
وبالفعل لم يتم استيقاف السيارة طوال الطريق حتى فى اللجان التى كانت تستوقف كل السيارات كانت تسمح لهم بالمرور .
وعند بزوغ الشمس افاقت حليمه لتجد راسها فوق صدر زوجها فلما شعر بافاقتها مس خدها برفق فرفعت قميصه تدارى عينها الشوهاء وقالت بحزن
حليمه : طلقنى يا مصطفى
مصطفى : بتقولى ايه يا حليمه ؟
حليمه : باقول طلقنى يا مصطفى
نظر اليها بدهشة ثم نكس راسه قائلا
مصطفى : انا عارف انى بقيت فى نظرك مش راجل وما قدرتش ادافع عنك لكن ……
حليمه : مصطفى كفايه انك جيت وطلعتنى وكان غصب عنك تسيبنى
مصطفى : والله كان غصب عنى
حليمه : عارفه بس انت راجل صعيدى يا مصطفى وعرفت اللى حصل معايا تفتكر حتقدر تكمل معايا من غير ما دماغك تودى وتجيب ؟
مصطفى : دماغى تودى وتجيب فى ايه وانا عارف انك كنتى مغصوبه ومش بايدك
حليمه : مش حتقدر تنسى يا مصطفى حتفضل دايما فاكر
مصطفى : عمرى ما حانسى ابدا وحياتك يا غاليه حارجع واجيب حقك وحق اختى فاطمه من الكلب حامد وموته يكون على ايدى وتعيشى رافعه راسك وتقولى ان جوزك الله يرحمه كان راجل واخد بتارك ولو ربنا كتبلى عمر وعد عليا ووعد الحر دين حاجيب راسه ارميها تحت رجليكى وبعدها لو صممتى على الطلاق حانفذ كلامك وانا عارف انى ما استاهلكيش
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
وصلت السيارة عند بيت الحاج مهاب باكرا بحملها الكبير رجلان وثلاث نساء والعديد من الاطفال !
اااااه من الحمل الثقيل الاطفال . ذلك الحمل الذى يرزح تحته الاباء ويضحون بكل نفيس وغالى لاجلهم حتى الكرامة تهون لاجلهم .
رحلوا خفافا تاركين خلفهم كل شيء ولم يكن ما تركوه كثيرا فى الواقع لا شيء اكثر من اسمال بالية واوانى مطبخ صدئة واطباق مكسورة او مشروخة هذا كل ما تركوه خلفهم ربما لا يساوى شيئا ولكنه كل ما يملكون .
نزلوا من السيارة لا يعرفون هل تركوا خلفهم نير حامد وظلمه لينعموا اخيرا بالحرية ام انهم كالمستجير من الرمضاء بالنار تركوا ظالما ليقعوا فى براثن من هو اشد ظلما ؟
لذلك كان خوف النساء طبيعيا حين وجدوا الحاج مهاب وابناؤه فى استقبالهم ولكن حفاوة الاستقبال بددت الكثير من المخاوف وان لم تنجح فى تبديدها كلها .
دخلوا اللى المضيفة وقدم لهم الافطار وهنأهم الحاج على سلامة الوصول ولكن وجه حاتم الغاضب العبوس اعاد اليهم مخاوفهم ثانية ( اهذا الذى قال عنه مصطفى انه رجل خير سيرعاهم ؟ يستقبلهم بوجه متجهم لا اثر فيه للترحاب )
وحين حاول مصطفى محادثته انفجر فيه غاضبا
حاتم : انتوا ايه اللى عملتوه فى الاقصر ده يا مصطفى ؟
رد مصطفى بوجه جامد لا اثر فيه لتردد او خوف
مصطفى : عملت الصح يا بيه فيه نجاسه تروح بالميه ونجاسه ما تروحش غير بالنار
حاتم : ايدك متعاصه دم يا مصطفى ايه الفرق بينك وبين عسران ؟
مصطفى : عسران المره دى ضميره مرتاح انما انا ضميرى لسه مش مرتاح ومش حيرتاح يا بيه الا لما اغسل ايدى بدم النجس حامد
حاتم : كفايه دم يا مصطفى سيب الحكومه تجيب لك حقك
مصطفى : وعملت ايه الحكومه لاحمد اخويا ومسعود جوز اختى واللا شلبى امام الجامع اللى اتقتل علشان قال كلمة حق ؟ عملت ايه الحكومه لفاطمه اختى واللا حليمه مراتى ؟ واللا غيرهم كتير يا بيه ؟ الحكومه تعمل اللى عليها وانا حاعمل اللى اقدر عليه علشان اخواتى وولادى يقدروا يرفعوا راسهم وانا لو عشت حيعدمونى بس لحد ما يتنفذ فيا الحكم حابقى رافع راسى
حاتم : بس بالطريقه دى الحكومه كلها مقلوبه والجرايد والنت دى وحشيه
مصطفى : انت شفت فاطمه يا بيه ؟ هى دى الوحشيه اللى على حق احنا بالنسبالهم ملايكه وكل اللى عملناه ده ما يجيش جنب عمايلهم شوية هزار تقيل سيبك من كل ده انا عاوز اشوف فاطمه اختى
مهاب : يابنى فاطمه نايمه دلوقت
محمد : معلش يا حاج احنا لازم نشوفها ضرورى ونتطمن عليها
مهاب : طيب تعالوا معايا بس خلوا العيال دلوقت
صعد بهم الى الطابق الاعلى وطرق الباب فخرجت له داليا محسن سريعا قبل ان يطرق ثانية
داليا م : ايه فيه ايه يا حاج ؟ فاطمه نايمه
مهاب : اخواتها عاوزين يشوفوها ويتطمنوا عليها
داليا م : معلش لما تصحى علشان واخده علاج وانت عارف اقل حاجه بتصحى وبتنام بالعافيه وانا ما صدقت انها نامت
مصطفى : معلش يا ست هانم نشوفها ولو دقيقه وبعدها حترتاح واعصابها حتهدى
دخلت لتعدل فوقها الغطاء جيدا ثم سمحت لهم بالدخول فوجدوا اختهم نائمة فى فراش وثير لم تحلم بمثله يوما وداليا جالسة بجوارها تهز يدها برفق لتوقظها ففتحت عيناها وحين ابصرت باخويها شدت الغطاء على وجهها وتشبثت بذراع داليا تحتمى بها فقلت تطمئنها
داليا م : ما تخافيش دول اخواتك عاوزين يتطمنوا عليكى
نظرت لهم بتوجس وقالت وهى تكاد تختفى تحت الغطاء
فاطمه : انتوا حتموتونى ؟ انا ما عملتش حاجه كان غصب عنى
مصطفى : نموتك ليه يا فاطمه انتى ذنبك ايه يا حبيبتى ؟
فاطمه : ماليش ذنب انا ما عملتش حاجه كان غصب عنى
محمد : احنا عارفين ان كان غصب عنك يا حبيبتى ما تخافيش يا فاطمه احنا اخواتك ومستحيل نأذيكى ابدا
فاطمه : ستى كانت بتكهربنى وتضربنى بالجزمه على راسى وتخليهم يدخلوا الاوضه و
قاطعتها داليا بسرعة
داليا م : خلاص يا بطه الموضوع ده خلص ونجاة دى مش ستك نجاة دى كلبه ولا تسوى انتى ستها وضفرك برقبتها
فاطمه : العبيد كانوا بيضربونى وانا ما عملتش حاجه كان غصب عنى
داليا م : يا حبيبتى كل ده راح ومش حيرجع تانى انتى دلوقت فى امان
محمد : فاطمه يا حبيبتى انتى مش عارفانى ؟ انا محمد اخوكى يا ورده
فاطمه : ورده ؟ انا ورده ؟
محمد : طبعا انتى وردتنا الجميله مش احمد الله يرحمه كان دايما يقول كده ؟ فاكره احمد اخونا الكبير ؟ مش كان دايما يقول فاطمه دى الورده اللى فاتهالى ابويا وامى علشان تعطر البيت وانا لا يمكن اسيبها تتجوز وتعيش بعيد عننا اللى عاوز يتجوزها يعيش معانا البيت من غيرها يبقى وحش
فاطمه : بس احمد مات ومسعود كمان مات
مصطفى : انا حاخد بتارهم يا فاطمه بس كان لازم اخد بتارك انتى وحليمه الاول واللى اتعمل فيكم عارفه انا خليت حليمه تاخد حقها من النجسه دى بايدها شوفى
اخرج الهاتف وقام بتشغيل الفيديو وعرضه عليها حتى نهايته وقال يطمئنها
مصطفى : شوفتى بقى اخوكى عمل ايه علشانك ؟ انا ولعت فى البيت كله وموتت كل الحراس العبيد الكلاب وموتت كمان الكلب عشيق النجسه وخليت حليمه تاخد بتارك وتارها من النجسه بايدها شوفتى حليمه عملت فيها ايه ؟ لو كان بايدى كنت جبتهالك تاخدى حقك منها بايدك
فاطمه : يعنى هى ماتت ؟
مصطفى : اه انتى مش شفتى بعينيكى ؟
شعرت فجاة بالذعر واخذت تتلفت حول نفسها قائلة
فاطمه : لا ما ماتتش اصل دى مش بنى ادمه دى شيطانه حترجع تانى وتعذبنى وتطلعلى من تحت السرير
احتضنتها داليا بقوة واخذت تمسح على شعرها برفق حتى تهدا وقالت
داليا م : ما تخافيش ما تخافيش من حاجه ابدا طول ما احنا حواليكى انا مش قلتلك انى مش حاخلى حد يلمس شعره منك ؟ لا نجاة ولا الف زيها يقدر يلمسك طول ما انا جنبك
نظرت لها فاطمه بامتنان ودفنت راسها فى صدرها تلتمس منها الدفء والامان ثم نظرت لاخويها بتردد
فاطمه : يعنى انتوا مصدقين انى مظلومه وكنت مغصوبه ومش حتموتونى ؟
هم مصطفى بقول شيء ما الا ان محمد اوقفه وقال برفق وهو يقترب منها
محمد : بطه يا حبيبتى انتى تصدقى ان اخوكى محمد اللى حافظ كتاب الله ممكن يلمسك باذى او يسيب حد تانى يلمسك ؟ اللى حصل كله كان غصب عنك وعننا ما كنناش قادرين على الظالم المفترى لكن خلاص اخواتك شدوا حيلهم وحيقدروا يحموكى ارفعى راسك يا غاليه ارفعى راسك يا وردتنا الجميله علشان نقدر نشوف حلاوة الدنيا فى عينيكى واديكى اهه فى حضن ناس طيبين واخدين بالهم منك ومش سايبينك ليل ولا نهار
فاطمه : فين عيالى ؟ عاوزه اشوف عيالى
مصطفى : نايمين اصلنا وصلنا من السفر تعبانين والعيال ناموا احنا ما قدرناش ننام ولا يغمض لنا جفن الا لما نتطمن عليكى
داليا م : اول ما يصحوا دودو حتجيبهم علشان هى حتجيلك دلوقت وانا حانام علشان اجى اقعد معاكى بالليل
احست فاطمه بالامان فاعتدلت ومدت يديها الى اخوتها فاندفعا نحوها يقبلان يديها وراسها وخرجا وتركاها لترتاح ولاول مرة منذ عام نامت فاطمة قريرة العين
…………………
حضر الدكتور ممدوح لزيارة المريضة وبصحبته زوجته الدكتوره نجلاء
ممدوح : انا فضلت ان دكتوره نجلاء مراتى هى اللى تقوم بالتمريض احسن من ممرضه وعندها خبره اكبر وكمان اضمن ولو انى مصر انها لازم تروح مستشفى
مهاب : طيب تعالى يابنى اقعد ده محمد وده مصطفى اخواتها
ممدوح : اهلا وسهلا يا جماعه انا قلت للحاج ان اختكم محتاجه علاج بدنى مكثف ولمده طويله ومحتاجه كمان علاج نفسى لانها تعرضت للتعذيب وحاجات تانيه كمان مش قادر اوضحها دلوقت
مهاب : معلش يا محسن انت ونادر خدوا حاتم واستنوا بره شويه
خرجوا من المضيفة فقال الحاج
مهاب : قول يا ممدوح يابنى كل حاجه يا جماعه ممدوح ده ابنى ودكتور شاطر
ممدوح : ربنا يخليك يا حاج يا جماعه انا اسف اختكم اتعرضت للاغتصاب فتره طويله وبعنف شديد وحملت واجهضت حوالى تلات مرات على الاقل وعندها تهتكات شديده فى الرحم واماكن حساسه وكانت بتاخد صدمات كهرباء وبتتعذب بالحرق والضرب بوحشيه ومحتاجه علاج مكثف طويل المدى ده غبر العلاج النفسى
مهاب : يا جماعه انا مش حابخل على واحده زى بناتى بالعلاج مهما اتكلف واديكوا شايفين بناتى هم اللى بيخدموها ويدخلوا عندها مافيش غيرهم هم والدكتور لكن انا خايف اللى اسمه حامد ده حيقلب الدنيا علشان يدور عليكم وممكن يدور فى المستشفيات ويعرف مكانها من سجلات المستشفى
مصطفى : اصل يا دكتور اختى اتخطفت حوالى سنه ونجيناها بالعافيه ومش لوحدها مراتى كمان اتخطفت ولما طلعتها لقيتها عينها راحت واخدت نصيبها من اللى شافته اختى وعاوزينك تكشف عليها بس مش حنقدر ندخلها مستشفى الا لما ربنا يخلصنا من الظالم المفترى ده
مهاب : الحكايه كلها يا ممدوح يابنى يومين تلاته بالكتير وبعدها ندخلها احسن مستشفى ولو احتاجت للعلاج بره انا مستعد
ممدوح : لا يا حاج مش محتاجه علاج بره انا كده فهمت الصوره كامله خلاص بالنسبه ليومين تلاته مش مشكله ومراتى دكتوره نجلاء حتكون معاهم باستمرار حتى مش مهم عيادة العزبه الكام يوم دول وبعدها اقترح المستشفى اللى انا متعاقد معاها فى اسكندريه امكانياتها ممتازه والطبيب النفسى فيها على اعلى مستوى
مهاب : شوف يا ممدوح عيادة العزبه مهمه جدا لاهل البلد وما ينفعش انها تتقفل اما مراتك حاخلى معاها عربيه بسواق واى امكانيات نوفرها هنا وفى وقت العياده حتبقى بناتى معاها المهم دلوقت تقوم علشان تشوف فاطمه وتشوف مراة مصطفى كمان بالمره
اصطحبه الحاج مهاب للطابق الاعلى واستبشر ممدوح خيرا لما راى حالة فاطمه المعنوية المرتفعة بعد رؤية اخويها ولكن حليمه رفضت الكشف عليها الا بعد الحاح شديد من داليا وانعام وسعاد وبعد الكشف نزل ممدوح ليقابل محمد ومصطفى قائلا
ممدوح : يا جماعه انا اسف عينها دى لازم طبيب عيون يشوفها ضرورى وباسرع وقت بس بصراحه رايى انا ان مافيش امل فيها
………………….
افاقت فاطمه من نومها بعد الظهر فوجدت داليا طلال تجلس بجوارها تداعب شعرها برفق
داليا ط : قومى بقى يا بطوطه كفايه نوم
فاطمه : صباح الخير يا ست داليا
داليا ط : قلتلك بلاش ستى دى انا مش ستك ومافيش واحده هنا ستك احنا اخوات
فاطمه : هو انا موتت ودخلت الجنه ؟
داليا ط : ليه بتقولى كده ؟
فاطمه : اصلى كل ما افتح عينيا اشوف ملاك
ضحكت داليا طلال وقبل ان ترد سمعوا اصوات اطفال تتصايح فى الحديقة
فاطمه : عيالى حبايبى
قامت داليا وساعدت فاطمه على الوقوف وخرجتا الى البلكون لتجدا الاطفال فى الحديقة يتصايحون ويدورون حول محسن الذى يوزع عليهم الحلوى والشيكولاته فقالت داليا طلال وعلى شفتيها ابتسامة كبيرة
داليا ط : طول عمرك حنين يا محسن
فاطمه : هو مين ده ؟
داليا ط : ده اللى ربنا خلق الحنيه وقسمها نصين وزع على الناس كلها نص وحط فى قلبه لوحده النص التانى ده بقى محسن ابن الحاج مهاب
فاطمه : هو ده جوزك ؟
احتضنتها وقبلتها قائلة
داليا ط : قريب قوى ان شاء الله تيجى ننزل للعيال تحت ؟ تقدرى تنزلى ؟
اومات براسها ونزلتا سويا وقبل ان تصلا الى الباب المفضى للحديقة سمعتا صرخة طفلة فاسرعتا تجريان وكادت داليا تصطدم بحليمه التى كانت عائدة من جهة الحديقة باكية فكادت حليمة تسقط لولا ان اسندتها داليا لتجدها تبكى بحرارة وهى تقول
حليمه : حتى بنتى خافت منى شافت عينى وخافت منى
مدت يدها تحاول نزع الضمادة ولكن داليا طلال امسكت بيدها تمنعها فاخذت تصرخ وشعرت بدوار وسقطت على الارض فاسرعت داليا طلال تحملها بمساعدة اختها التى وصلت لترى سبب الضوضاء وكانت تهتف
داليا م : هاتلى بطانيه بسرعه يا محسن
تعاونوا على ادخالها غرفة جانبية ومددوها على اريكة واحضر محسن البطانية فقاموا بتغطيتها وهى ترتعش رغم حرارة الجو واقتربت منها فاطمه وهى تبكى فجلست على الارض بجوارها وامسكت بيدها دون ان تنطق
وفجاة فتحت حليمه عينها المبصرة فرات ملاكا جميلا ! كان هذا الملاك الصغير ذو الوجه البريء والملامح الجميلة والعيون الزرقاء والشعر الذهبى يقترب منها وسمعت صوتا بريئا يقول مواسيا
آيه : انتى عينك بتوجعك يا تانت ؟ ما تعيطيش انا حانفخلك فيها علشان تخف ما تعيطيش بقى وما تزعليش من النونو اصلها لسه صغيره
كانت تلك هى ايه الصغيره التى ورثت الحنان عن اهلها وقد اقتربت لتنفخ برفق فى عين حليمه المصابه وتربت بيديها الصغيرتين على خدها ثم قبلت الضمادة بلطف فشعرت حليمه ان الالم زال من عينها ووجدت نفسها تبتسم وهى تحتضن آيه وحانت منها التفاتة نحو الباب لتجده هناك !
كان مصطفى واقفا عند الباب وفى قلبه تتلظى جمرات تطالبه بالانتقام
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)