رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم آثر توفيق
رواية دماء على اوراق الورود الجزء الثالث والثلاثون
رواية دماء على اوراق الورود البارت الثالث والثلاثون

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة الثالثة والثلاثون
#الجزء_الثانى
الحلقة السادسة
كانت داليا تجلس مع اختها على الارجوحة فى حديقة المنزل الريفى الانيق من الصباح الباكر وكانت تستنشق الهواء النقى المشبع برائحة الفل بنشوة حينما فوجئت بيدين حانيتين تغطيان عينيها وصوت دافئ يقول
مهاب : صباح الورد يا وردة البستان يا احلى ورده فى جنينة قلبى
تلمست يديه وازالتهما من فوق عينيها وقبلتهما قائلة
داليا م : صباح الفل يا عمى لا قصدى يا بابا مهاب
مهاب : الله الله الله حلوه قوى كلمة بابا طالعه من بقك مزيكا
وقبل جبهتها بحنان فقالت داليا طلال
داليا ط : ماشى يا عم الحلو ادينا اتركننا على الرف تانى
التفت اليها مهاب يقبل جبهتها قائلا
مهاب : ما عاش اللى يركنك على الرف يا حبة قلبى من جوه ده انتوا الاتنين احلى حاجه فى عمرى لا انتوا الاتنين احلى حاجه فى الدنيا كلها باقول ايه خدونى فى وسطكم واللا اقول لكم خليكم براحتكم وانا امرجحكم
اخذ يهز بهما الارجوحة وهما تضحكان معا بسعادة حتى جاء محسن
محسن : ايه الصباح الجميل ده ؟ الجنينه مالها اتملت ورد كده ليه ؟
داليا م : صباح الخير يا محسن رايح فين بدرى كده ؟
محسن : حاروح مزرعة المواشى علشان انقى العجول اللى حتتدبح النهارده علشان سلامة رجوع القمر بتاعنا لحضننا وبعدها اروح على الغيط البحرى شويه وارجع على العصر اقف على الدبيح واشوفكم بقى بالليل
داليا م : انا مروحه النهارده بعد الغدا
مهاب : مافيش مرواح انتى مش حتمشى من هنا الا بعد ما تاخدى عزايا
داليا م : ربنا يطول فى عمرك يا حبيبى بس عاوزه ارجع بيتى
مهاب : هنا بيتك يا روحى والله انتى ليكى نصيب فى البيت ده الدور التالت ده بتاعك لوحدك بس امك عاليه مصممه تقعدى فى الاوضه اللى جنبها
داليا م : ما انا عارفه اصلها افتكرتنى رجعت صغيره تانى طول الليل تدخل اوضتى تتمم على الغطا وتبوسنى من خدى وانا اعمل نفسى نايمه علشان تبوسنى يا سلام على حنان الام حقيقى كنت محرومه من حاجات حلوه كتير
محسن : خلاص عاوزه تسافرى وتتحرمى منها تانى ليه ؟ انتى لسه فيه حاجات حلوه كتير قوى كنتى بتحبى تعمليها وانتى صغيره ولسه ما رجعتيش تعمليها تانى
داليا م : خلاص يا محسن انا مستنيه
داليا ط : محسن باقول ايه هو انا لو رحت الغيط البحرى قصدى يعنى انا وداليا حنلاقيك هناك امتى ؟
محسن : لو انتى رايحه انا حاطلع هناك من دلوقت استنى قصدى انتوا الاتنين
داليا ط : فى جنينة الموز ؟
ابتسم محسن بخجل وانصرف دون ان يرد وبعدها التفت مهاب لداليا محسن قائلا
مهاب : ايه رايك بقى يا برنسيسه اطلعلك الفرس واسرجه واخرج معاكى نتفسح فى البلد ؟
نظرت داليا محسن الى اختها بخجل وقالت
داليا م : طيب ما تخلينا نخرج بالكارته احنا التلاته يا حاج
مهاب : لالا انا حاركبك الفرس وامسكلك اللجام زى زمان اما دودو بقى تروح تركب الكارته وتتفسح براحتها تروح مطرح ما يعجبها
داليا ط : اه سيبونى انا النهارده على راحتى انا عاوزه اتفسح لوحدى
قامت من فورها متجهة نحو الاصطبل لتسحب الكارتة فقال لها مهاب مازحا
مهاب : لسه بدرى
داليا ط : بدرى على ايه ؟ انت قصدك ايه يا حاج ؟
مهاب : لالالا براحتك يا روحى براحتك خالص
ابتسمت بحياء وانصرفت بينما همس هو بعد انصرافها قائلا
مهاب : يارب
داليا م : خد بالك يا حاج ان داليا بتحس انكم بتنسوها لما اجى
مهاب : عمرنا يا بنتى ما ننساها ابدا دى ربنا عوضنى بيها عن بنتى اللى ماتت ولو كانت عاشت ما كنتش حاحبها قد داليا انا فاهم قصدك ايه بس عمرنا ما حسبناها كده وممكن نكون غلط بس هى كل الحكايه انها كانت بيننا فى وسط اب وام واخوات وانتى كنتى يا بنتى وحيده مافيش غير ابوكى جنبك ولما كنتى بتيجى العزبه مع ابوكى كنا كلنا بنحاول نعوضك ونكون حواليكى فى اليوم واللا اليومين اللى قاعداهم من كل اسبوع انما ننسى داليا ده المستحيل انا انسى روحى ولا يمكن انسى اللى اغلى من روحى
داليا م : ودلوقت برضه عاوز تعوضنى عن الحرمان ؟
مهاب : لا المره دى مش كده كلام فى سرك انا حاسس انها مقربه شويه من محسن وبينى وبينك بعد جوازها عرفت ان محسن كان رايدها وكان مستنى لما تخلص دراستها انما النصيب بقى وانا نفسى ومنى عينى يتم المراد اقله اموت وانا متطمن عليها انها فى حمى راجل . محسن لحد دلوقت مش راضى يتجوز لان قلبه متعلق بيها وعنده حق مين تبقى داليا قدامه ويبص لغيرها ؟ انا قلبى حاسس وباتمنى تكون رايحه على جنينة الموز علشان كده اخدتك علشان اسيبها على راحتها يمكن ربنا يوفق يارب انتى عارفه انا مش باتمنى الجوازه دى علشان اجوز ابنى لواحده بنت حلال تصونه لا انا باتمنى الجوازه دى علشان اجوز بنتى لراجل ابن حلال يراعيها ويحميها ويتقى الله فيها ومش حالاقى احسن من محسن لبنتى قلتى ايه بقى يا سنيوره اروح اسرج الحصان ؟
نظرت نحوه باعجاب قائلة
داليا م : قلت يا بختنا بيك يا اجمل واحن اب فى الدنيا
………………….
صعدت لتغير ملابسها بثياب تصلح لركوب الخيل ومرت على حجرة الحاجه عاليه فوجدتها نائمة وآيه فى حضنها فهمت بالخروج ولكنها وجدت الحاجه عاليه تشير اليها فاقتربت منها وقبلتها وقبلت يدها قائلة
داليا م : انتى خلاص استوليتى على آيه ما بتناميش غير وهى فى حضنك ؟
عاليه : طبعا انتى عارفه زمان كنت بانام وانتى واختك فى حضنى ولما اتفطمتى وكبرتى شويه ورحتى تعيشى مع ابوكى بقيت بانام وداليا فى حضنى وبعد ما اتجوزت عينى اتحرم عليها النوم لحد ما آيه شرفت اصل اسيل بنت نادر لسه بترضع وامها ما بترضاش تسيبها بالليل وبتجيبهالى الصبح وهى رايحه الشغل بس النهارده الجمعه وامل هانم بتصحى براحتها
داليا م : انتى حتشتغلى على امل شغل الحموات واللا ايه ؟
عاليه : ابدا والله دى اموله دى حتة سكره وهى عارفه انى باحبها بس لو تسيبلى البت يوم وهى يوم حيجرى ايه ؟
داليا م : على فكره انتى صاحيه طول الليل انا كنت باحس بيكى لما تغطينى واعمل نايمه علشان تبوسينى كنت فرحانه قوى بس يا وليه غطا فى الصيف والحر ده ؟
عاليه : يوووه عليكى انتى واختك خايفه عليكم تاخدوا برد طول الليل من اوضتك لاوضة اختك
داليا م : ربنا ما يحرمنى من حنيتك يا امى ويخليكى لينا يارب
عاليه : ولا يحرمنى منكم يا فرحة عمرى كله انتوا كلكوا صبيان وبنات
………………….
نزلت الى الحديقة لتجد عمها قد اعد فرسا جميلا ابيض اللون فاقتربت من الفرس تربت على راسه قائلة
داليا م : بس ده مش الفرس بتاع زمان
مهاب : انتى لسه فاكره الفرس بتاع زمان ؟ ده عجز وراحت عليه خلاص انما ده لسه صغير واصيل مأصل ما تركبوش غير برنسيسات ماحدش ركب عليه قبلك غير اختك وانتى التانيه من يوم ما اتولد اصله مولود عندى هنا
شبك اصابعه ليساعدها على الركوب فامسكت بيديه ترفعهما الى شفتيها تقبلهما وتضعهما تحت ابطيها قائلة
داليا م : لا شيلنى ركبنى زى زمان
مهاب : عجزت يا بنتى ما بقيتش زى زمان
داليا م : فشر انت زينة الشباب
رفعها ليضعها على صهوة الجواد وشعر بتدفق العافية فى عروقه وادهشه انه لم يجد عناء فى رفعها برغم سنه التى تجاوزت السبعين ورغم انها كبرت وزاد وزنها ولكنه رآها كعصفورة رقيقة واحس ان الطاقة والشباب يتدفقان فى جسده حتى ظن انه اذا نظر الى المراة فلن يرى اثرا للشيب فى راسه ثم امسك المقود مازحا
مهاب : ياللا بقى يا سمو الاميره قولى لغفيرك بسطاويسى عاوزه تروحى فين ؟
داليا م : بسطاويسى ؟ ايه بسطاويسى دى ؟
مهاب : اسامى الغفر كده بسطاويسى عليوه حسنين اومال عاوزه غفير اسمه مهاب ؟
داليا م : لا مهاب ده ما ينفعش غفير مهاب ده سيد الناس
امسك بالمقود وخرج بها من باب البيت واخذ يتجول بها فى طرقات القرية والفلاحون فى الحقول يحيونهم حتى سمعوا صوت القرآن المنبعث من المسجد استعدادا لصلاة الجمعة
مهاب : تحبى ارجعك واروح اصلى واللا تكملى لوحدك ؟
داليا م : مش عارفه حاعرف امشى لوحدى ازاى حاخاف
مهاب : حتخافى من ايه ؟ دى بلدك وكل اللى فيها اهلك امسكى اللجام
ناولها اللجام واخذت تتمشى بالفرس حتى مرت بجوار بعض القرويات اللاتى خرجن لتوصيل الغذاء لذويهن فاشرن اليها مرحبات فنزلت من فوق صهوة الفرس وذهبت اليهن فاخذن يقبلنها ويحتضننها ويهنئنها على السلامة بينما يصدح صوت القران فى الفضاء الواسع وعيونها تلتمع بالدموع ورن هاتفها فنظرت لتجدها خديجه فاجابت على الفور
خديجه : داليا وحشتينى حبيبتى اخبارك ايه
داليا م : انا مبسوطه مبسوطه قوى يا خديجه وتليفونك ده فرحنى اكتر
خديجه : داليا انتى بتبكى ؟ مالك حبيبتى طمنينى
داليا م : ده من فرحتى يا خديجه انا اتصالحت مع عمى وفى العزبه دلوقت وباسمع قران الجمعه قصة سيدنا ايوب وسمعت الايه الكريمه 《فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم 》 بابص لقيت كل اهل العزبه حواليا فرحانين برجوعى كلهم اهلى يا خديجه عرفت ان من كرم ربنا عليا انه رجعنى لاهلى وقدهم عشر مرات
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
وصلت بالكارتة عند جنينة الموز ووجدت سيارة محسن هناك وعرفت انه بالداخل لا تدرى لماذا قررت ان تفاجئه لا تدرى اصلا لماذا جاءت الى هنا خلفه هل جاءت خلفه فعلا ؟ انها تعشق هذا المكان المبهج بكل ما فيه من انواع الفواكه واحواض الزهور وتاتى الى هنا كثيرا ولكن اليوم كان هناك نداء خفى بداخلها ان تاتى هنا اليه هو .
اوقفت الكارتة بعيدا عن المدخل ثم اقتربت ونظرت بالداخل لتجده منحنيا عند احدى الاشجار ربما كان يعدل وضع احد رشاشات الرى ولكنها حين خطت خطوتها الاولى فى الداخل وقف بغتة والتفت اليها وهرع نحوها بسعادة وامسك بكلتا يديها يضمهما الى صدره قائلا بهيام عاشق
محسن : كنت حاسس انك حتيجى
داليا ط : انا ما عملتش اى صوت وانا داخله وكنت عاوزه افاجئك انت شفتنى ازاى ؟
محسن : قلبى هو اللى شافك وانا باروى حسيت ان الشجره بتضحك فرحانه عرفت انك جيتى
تضرج وجهها بخجل وهى تسحب يديها منه فى رقة وقالت وهى تحاول الا تلتقى اعينهما
داليا ط : فرحان انى رجعت با محسن ؟
محسن : انتى اصلك مش عارفه لما يكون الولاد كلهم صبيان يبقى البيت كده ناشف ومالوش طعم وممل انما لما يكون ليهم اخت بنوته جميله وحنينه قوى زيك كده بتبقى الحياه جميله وتخلى كل حاجه حواليهم لها طعم جميل شوفى بقى لما يتعودوا انهم كل يوم يصطبحوا بالورده الجميله دى وفجاه تروح بعيد عنهم بيحسوا ان ناقصهم حاجه مهمه جدا لا دى اهم حاجه فى حياتهم ناقصهم البهجه والجمال والروح عايشين كده وخلاص منتظرين بفارغ الصبر رجوعها فى وسطهم تنور حياتهم انتى بقى ما كنتيش بالنسبالى …. قصدى بالنسبالنا كلنا ورده بتعطر حياتنا لا انتى كنتى شمس جميله دافيه بتنور الدنيا بحالها مش حياتنا بس انا من اول يوم دخلتى فيه البيت وانا حسيت … قصدى يعنى كلنا حسينا انك بقيتى اجمل واهم حاجه فى حياتنا من يومها وقلبى بقى … قصدى قلوبنا كلنا بقت هايمه حواليكى .
داليا انا عاوز اقول … انا قصدى … انتى عارفه انا باحب آيه جدا زى ما تكون بنتى من لحمى ومن دمى انا عاوز اقول هى كمان بتحبنى وما بتقولش غير بابا محسن رغم انها بتنادى نادر تقول عمو نادر لكن انا بتقول بابا محسن والله هى من نفسها بتقول كده ما حدش قال لها وحقيقى باسمعها منها بافرح وباقول ……
ارتج عليه القول فلم يدرى ماذا يقول فنظر الى ساعته وقال معتذرا
محسن : انا اسف انا …. لازم اروح اشوف العجول اللى حتتدبح
وهم بالانصراف الا انها امسكت بذراعه لتوقفه قائلة
داليا ط : محسن انا …..
محسن : انا نسيت كنت حامشى من غير ما اديلك ده
مد يده فى جيبه واخرج لها باكو شيكولاته من النوع الذى تحبه فلمعت عيناها بفرحة واختطفت من يده الشيكولاتة وقالت
داليا ط : عارف يا محسن انا على طول باجيب الشيكولاته دى هى حلوه بس مش عارفه ليه لما انت بتجيبهالى باحس انها احلى محسن انا من وانا صغيره كنت نفسى اسالك ليه بتدينى الشيكولاته بتاعتك بدل ما تاكلها انت ما بتحبهاش ؟
محسن : باحبها جدا من صغرى وانا باحب الشيكولاته بس من يوم ما جيتى وانا بقيت باحب الفرحه فى عينيكى وانتى بتاكليها ….. معلش ارجوكى انا اتاخرت ولازم الحق صلاة الجمعة
انصرف محسن على عجل حتى انه نسى اغلاق محابس المياة وكانت داليا طلال تجيد اعمال المزرعة لتربيتها فى العزبة فقامت باغلاق المحابس بعد انصرافه ثم جلست على دكة رخامية وشردت قائلة تحدث نفسها
داليا ط : طيب وبعدين معاكى يا دنيا يا ترى مكتوبلى فيكى الفرح واللا لسه حاشوف منك غدر ؟
…………………..
وصل مصطفى الى محطة الاقصر عصرا واتصل باخيه ليقابله فى بوفيه المحطة ودخل الى الحمام ليخلع ملابسه ويرتدى جلبابا قديما باليا كان يحمله فى كيس من البلاستيك وضع فيه الثياب التى خلعها وذهب الى البوفيه ليجد اخاه قد وصل
محمد : حمد الله على سلامتك يا مصطفى مالك ؟ شكلك مش ولا بد
مصطفى : لا اتطمن انا كويس الحمد لله بس للضرورة احكام اقعد وانا احكيلك
حكى مصطفى لاخيه كل ما حدث معه خلال العام الذى غابه عن القرية وما دعاه للعودة وختم حديثه قائلا
مصطفى : الراجل حيجهز كل حاجه فى اسكندريه ويشغلك شغلانه كويسه باقى بس نشوف طريقه ناخد بيها فاطمه اختنا من ايديهم بس لازم اقعد كام يوم فى خدمة الكلب اللى اسمه حامد والمهم زى ما وصيتك عاوز كل الناس تعرف انى راجع منفض وانتى اتمرمطت فى مصر وما لقيتش اللقمه الحاف وراجع على فيض الكريم خد يا محمد
اخرج هاتفه ونقوده ليناولهم لاخيه واضاف
مصطفى : التليفون ده خبيه فى وسط عدتك مش عاوز حد يشوفه وخلى الفلوس دى معاك وابقى هات لحمه للعيال وابقى قول ان ربنا كرمك بشغلانه كويسه او ان حد كان دابح وبيفرق وتعمل نفسك اتفاجئت انى رجعت وما تعرفش
محمد : يا مصطفى اللى انت حتعمله ده خطر ولو اتكشفت …..
مصطفى : ما تخافش انا عامل حسابى انى كده كده ميت المهم انت والعيال والاهم فاطمه المسكينه اختنا اللى اتاخدت مننا غصب وقلبى محروق عليها لحد دلوقت اسمع سجل عندك رقم حاتم بيه للضروره يا عالم ممكن اتكشف
محمد : طيب قوم اوصلك تركب للبلد
مصطفى : لا انا حاخدها للبلد ماشى علشان اوصل خلصان من الجوع والتعب انا ما رضيتش اكل من امبارح وعمال اديها قهوه وشاى وسجاير علشان لما اوصل ابقى خلصان وواقع من طولى بدل ما امثل التعب ما اعرفش او يبان عليا انا عاوز لما اروح للكلب ده اقول له انى اتمرمطت فى مصر وجاى واقع وبايعها يصدقنى
محمد : عمره ما حيصدق وحيبهدلك
مصطفى : مش مهم حاستحمل يعنى هو ما بهدلناش طول عمرنا ؟ ما جتش على كام يوم ومصيرى اخلص عليه بايدى
محمد : طول عمرك راجل يا مصطفى انا حافضل طول عمرى فخور بيك
نظر مصطفى الى اخيه وعلى شفتيه ابتسامة يدارى بها خوفه
مصطفى : ابقى احكى لعيالنا يا محمد وقول لهم انى شلت كفنى على كفى وضحيت بروحى علشان ارد كرامتنا اللى اتهانت ولما اموت قول لهم انى مت راجل وما تنساش تقول لهم انى اخترت اشيل الكوم الصغير وارمى على كتفك الكوم الكبير انا اخترت اروح فى سكة الموت وارمى حمل العيال على كتافك وانا عارف يا اخويا انك جبل وحتقدر تربيهم .
………………….
وصل حاتم الى العزبة بعد المغرب بعد ان اوصى سعيد على شقته واخبره بامر على
وفى المنزل الريفى وجد موائد كثيرة فى الحديقة الامامية للبيت وراى العديد من اهل القرية وبعض القرى المجاورة جالسين لتناول الطعام فى المادبة الكبيرة التى اعدها الحاج مهاب بمناسبة عودة ابنة اخيه من السفر بينما وجد محسن ونادر وكلا منهما يرتدى جلبابا ريفيا ويضع على كتفيه عباءة مطرزة ويقومان على خدمة الضيوف وحضر اليه الحاج مهاب وهو يرتدى الجلباب والعباءة ليصطحبه الى المضيفة قائلا
مهاب : تعالى بقى انت اقعد فى المضيفه مع الضيوف الكبار
حاتم : معلش يا حاج مكانى مش فى المضيفه
مهاب : اومال عاوز تقعد بره مع الفلاحين ؟ مش مقامك مش كبر ولا غرور بس الناس مقامات
حاتم : ولا مكانى بره يا حاج بعد اذنك انا مكانى اخدم على الناس زى اخواتى محسن ونادر مش انت قلت انى زى ابنك ؟
مهاب : لا يابنى انت مش زى ابنى انت ابنى وربنا العالم بمعزتك عندى على راحتك خلى نادر يجيبلك جلابيه وعبايه وزى ما يعجبك
اما فى الحديقة الخلفية فقد وضعت موائد للنساء جلست عليها نساء القرية وكانت الحاجه عاليه ومعها امل والاختان يقومون على خدمة النساء وجلب الطعام واباريق المياة وكانت داليا محسن تدور عليهم باباريق المياة وتحادثهم وتشكرهم على حفاوتهم بها وقد بلغت اقصى درجات السعادة وشعرت ان الله قد غفر لها فوقفت على باب المطبخ بجوار اختها وعيناها دامعتان من السعادة وهى تقول
داليا م : يا سلام على كرم ربنا وعطفه حب الناس خلانى احس ان ربنا رضى عنى وغفر لى ذنبى ياما انت كريم يارب يا غفور يا رحمن يا رحيم
انطلقت اصوات الزغاريد لتشق عنان السماء وتفيض اعين داليا محسن بالدموع فاسرعت الى الطابق الاعلى وتوضأت ولبست اسدال الصلاة ووقفت تصلى لربها ركعتين تعبر بهما عن شكرها وامتنانها ان من الله عليها بالغفران وردها الى اهلها وحين عادت للحديقة الخلفية وجدت النساء جميعا يغنين لها
سالمه يا سلامه داليا رجعت بالسلامه
سالمه يا سلامه الغاليه رجعت بالسلامه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)