روايات

رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثلاثون 30 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثلاثون 30 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الجزء الثلاثون

رواية دماء على اوراق الورود البارت الثلاثون

دماء على اوراق الورود
دماء على اوراق الورود

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة الثلاثون

#الجزء_الثانى
الحلقة الثالثة
كانت السيارة تنطلق على البحر تنبعث منها الموسيقى العالية لاغنية Bloose للمطرب ستيفى واندر Steevy Wanderr والثلاث نساء يغنين معها فى مرح بينما آيه تحاول تقليدهم وهى تخرج نصف جسدها من فتحة السقف وتفتح ذراعيها وشعرها يتطاير مع الهواء
sooo long it was soooooo long go
but i stell gut a bloose for you
امل : عاوزين نروح نتغدى فى مطعم غالى علشان نغرمك غرامه تقيله
داليا م : المكان اللى يعجبكم قولوا عليه وانا رقبتى سداده
كانت امل تشاكسها فهى تعرف جيدا ان داليا لا تعبا كثيرا بالمال ولا تنظر اليه اكثر من كونه وسيلة للمتعة
امل : انا نفسى اشوف المطعم اللى كنتى بتحكى عليه ايام الجامعه
نظرت اليها داليا محسن بحزن وقالت
داليا م : انا نفسى اروحه بس خايفه اجدد ذكريات كانت اجمل ذكريات
داليا ط : طيب اجمل ذكريات خايفه تجدديها ليه ؟ الواحده دايما بتدور على الذكريات الجميله علشان تساعدها تنسى مرارة الايام الصعبه
داليا م : على رايك ياللا نروح بس … واللا خلاص حنروح
اتجهوا الى المطعم الراقى وهناك قلبت داليا طلال شفتها قائلة
داليا ط : انتى قصدك على المطعم ده ؟
داليا م : اه هو ده اجمل واشيك مطعم فى اسكندريه
داليا ط : انا بقى ليا فيه ذكرى هباب بس علشان خاطر الذكرى دى لازم ادخل
دخلوا الى المطعم واستقبلهم الجرسون بحفاوة بالغة وبعد ان اجال بصره بين الاختين وجه حديثه لداليا محسن
كامل : حمد على سلامة حضرتك يافندم بقالك مده طويله مش بتشرفينا
داليا م : انت لسه فاكرنى يا عم كامل ؟
كامل : الناس اللى زى حضرتك ما تتنسيش يافندم
داليا ط : ويا ترى فاكرنى انا كمان يا كامل ؟ انا جيت هنا مره واحده بس كنت مغطيه وشى
كامل : الحقيقة يافندم لولا المدام شرفتنا كنت قلت انها حضرتك الحقيقه انتوا شبه بعض جدا اكيد اخوات
داليا م : وانت قدرت تفرق بينى وبينها ازاى يا عم كامل ؟
كامل : انا بقالى تلاتين سنه فى المهنه دى يافندم واقدر اميز من الاسلوب وحضرتك الوحيده اللى بتقولى عم كامل ولحد ما رديتى عليا كنت حاسس لكن مش متاكد انما واثق انكم اخوات
داليا ط : فعلا احنا اخوات لكن انا لما جيت كنت لوحدى او معايا حد صغير كده فاكر الشحاته اللى دخلت هنا من مده قريبه وانت طردتها ؟
كامل : طبعا فاكر انا مش ممكن انسى دى بالذات
داليا ط : انا بقى الشحاته دى ودى بنتى الصغيره اللى كانت معايا
داليا م : شحاته ؟ ازاى ؟
ولكن كامل رد ببساطة دون ان يظهر عليه الاندهاش
كامل : حضرتك يافندم ؟ الحقيقه حاتم بيه قال يومها انك لا يمكن تكونى شحاته وانك اكيد من مستوى راقى بتمرى بظروف صعبه انا اسف جدا يافندم بس انا كنت بانفذ التعليمات وبرضه انا ما عنديش بعد نظر حاتم بيه
داليا م : وايه حكاية حاتم كمان يا عم كامل ؟
اشارت لها داليا بالصمت وقالت
داليا ط : بعدين حاحكيلك كل حاجه اصل اليوم ده اللى اتعرفت فيه على حاتم
داليا م : وانتى تعرفى حاتم كمان ؟
داليا ط : يا حبيبتى الحكايه دى اصلها طويله حاحكيلك كل حاجه
ثم نظرت الى الجرسون وقالت وهى تخرج من حقيبتها مبلغا من المال
داليا ط : انا مش زعلانه على فكره من الموقف ده كفايه انه كان بداية خروجى من محنتى ورجوعى لاهلى وانت كمان صحيح مشيتنى بس بذوق خد يا كامل
كامل : ميرسى يافندم واسف مره تانيه استاذنكم علشان الطلب ما يتاخرش عليكم
سجل طلباتهم وذهب الى المطبخ ليوصى ان تنفذ طلباتهم بسرعة وجودة فقالت داليا محسن
داليا م : شحاته يا داليا ؟ معقول وصلت بيكى الحاله للدرجه دى ؟
داليا ط : انا شفت ايام سوده بس الحمد لله على كل حال انا عشت فتره وجوزى فى المستشفى بعت كل العفش ما سبتش غير سرير صغير لآيه وبعد ما مات كنت بابيع الحلل والاطباق والهدوم لبياعين الروبابيكيا علشان نلاقى اكل وكل اكلنا كان عيش وجبنه واحيانا ما نلاقيش الجبنه بس الف حمد وشكر ليك يا رب كل ده عدى بالصبر
داليا م : وحاتم … انتى تعرفى حاتم منين ؟
داليا ط : كنت نازله الشارع وفكرت ادخل المطعم اشحت قلت يعنى الناس فيه مش حتشحت بالجنيه لقيتهم طردونى اول ما دخلت وهو لمح ايه قال لهم هاتوها وقعد كام شهر ما يعرفش اى حاجه عنى ولا حتى سال على اسمى اكتر من انه يقول ام آيه وكل اللى يهمه ان آيه شبهك وانتى صغيره ومش عاوزها تتبهدل وكنت طلبت منه يشوفلى شغل واديته صور اوراقى وبعد ما راح لعمك مهاب وسمع منه اسمى ولقى الاسم فى الورق لقيته جاى الصبح بدرى يخبط عليا
ثم ضحكت واضافت
داليا ط : ههههههه لا وعامل نفسه بيعاكسنى لحد ما كنت هاطرده ههههههه
لم تستطع ان تمنع شعورها بالغيرة وهى تسال اختها
داليا م : يعنى هو ما حاولش يعاكسك قبل كده ؟
داليا ط : تصدقى بالله ؟ قاللى بعد ما عرف اننا اخوات انه كان بيشوفنى يبص فى الارض ويشوف الشبه بيننا يفتكر نفسه بيتهياله وانه بقى بيشوفك فى كل الوشوش
ثم امسكت بيدها برفق واضافت
داليا ط : صدقينى يا داليا حاتم كان فى منتهى الانسانيه معايا وكل اللى بيفكر فيه آيه وحمايتها من البهدله وبس هو حكالى بصراحه انه قبل ما يعرفك عرف بنات كتير لكن من يوم ما عرفك بقى انسان تانى خالص كل اللى عاوزه انك تكونى فخوره بيه
نكست راسها وقالت بحزن
داليا م : لكن للاسف هو ما يقدرش يفتخر بيا
…………………
فى اخر السهرة جلست داليا طلال متربعة على الاريكة فى غرفة المعيشة بينما دخلت داليا محسن تضع آيه فى الفراش بعد ان نامت ثم عادت لتتمدد على الاريكة وتضع راسها على ركبة اختها التى اخذت تعبث بشعرها وتدلك فروة راسها
داليا م : هى ماما كانت حلوه ؟
داليا ط : زى القمر كانت شبهك بالمللى لما ارجع العزبه ابقى اجيبلك البوم صورها
داليا م : قوليلى هى كانت حنينه عليكى ؟
داليا ط : زى الملايكه الله يرحمها لكن برضه هى ماتت وانا ما كملتش خمس سنين وما شفتش حنان بجد اكتر من ماما عاليه
داليا م : ماما عاليه الوحيده اللى حسيت معاها ان كلمة ماما ليها معنى جميل لكن الوليه اللى اسمها رجاء دى عمرى ما حسيت انها امى واحساسى كان فى محله
داليا ط : دى ما كانتش تنفع ام اصلا انا كل ما افتكر يوم ما طردتنى وهانتنى كان يوم عيطت فيه عياط تصورى تقوللى لو شفت وشك حاضربك بالجزمه
داليا م : لا عاشت ولا كانت اهو فى الاخر انتى اللى قاعده هنا وفى بيتك مش ضيفه وهى فين ؟ زمان الدود اكلها واخرتها جنهم ان شاء الله
انحنت داليا طلال على اختها تقبل خدها برفق وتربت عليها فامسكت بيدها تقبلها وتغمض عينيها قائلة
داليا م : عارفه يا دودو ؟ انتى بتفكرينى بخديجه صاحبتى السعوديه كانت حنينه عليا زيك كده اول واحده فى سنين الغربه احس معاها بالامان
وفجأة وبدون مقدمات اخذت داليا محسن تحكى لاختها كل ما مرت به طوال سنين غربتها بينما داليا طلال تستمع لاختها فى صمت وتحرص على الا تقاطعها حتى تستطيع افراغ كل ما بداخلها وتخلص نفسها من كل ما يؤرقها وبدات دموع داليا محسن تسيل حتى تساقطت على ركبة اختها التى مدت يدها تمسح دموعها وتمسح شعرها حتى اذا وصلت داليا محسن لسرد علاقتها بمنيع توقفت يد داليا طلال وشعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها الما على ما مرت به اختها وبدات دموعها هى الاخرى تسيل فى صمت حتى وصلت اختها للقائها بخديجه واجهاض الحمل واخيرا عودتها الى مصر وكانت داليا طلال تشعر ان ما مرت به هين يسير مقارنة بالعذاب الذى مرت به اختها التى ختمت قصتها قائلة
داليا م : وادينى نزلت اللى فى بطنى ورجعت لكن حاسسه ان العار ساكن جوايا وكل شويه احس انه بيتحرك فى بطنى وان الناس كلها شايفه وعارفه وبتقول من ورايا الزانيه السافله اللى مرغت اسم اهلها فى الوحل
اجهشت بالبكاء ودفنت وجهها فى ساق اختها التى استجمعت شتات نفسها وقالت بهدوء
داليا ط : ربنا غفور رحيم انتى غلطتى لكن كان غصب عنك انما انا مش حابرر الغلط شوفى انتى مش بتصلى وعارفه ومؤمنه ان لا اله الا الله ؟
داليا م : بصراحه انا ما كنتش باصلى لكن ابتديت اصلى من اول معرفتى بخديجه وبادعى ربنا يغفر لى بس مش عارفه اكفر عن ذنبى ازاى ؟
داليا ط : ربنا بيقول فى حديث قدسى 《 اذا جاءنى عبدى بملء قراب الارض خطايا ثم جاءنى لا يشرك بى شيئا غفرت له 》 صدقينى فى اللى حاقوله ده انا واثقه ومتاكده ان ربنا بيحبك وحيغفر لك لانه بعتلك ناس زى خديجه صاحبتك اللى وقفت جنبك ورجعتك لربنا وسترت عليكى وربنا هو اللى ستر بيها عليكى وبعتلك ناس تانيه زى جوز خديجه وابن عمها اللى ساعدوكى لحد ما قدرتى ترجعى بلدك ولو ربنا مش راضى عنك كان فضح عملتك 《اتدرون ما النعمة التى لولاها لزالت كل النعم ؟ الستر 》 فيه حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول 《رفع عن امتى الخطا والنسيان وما استكرهوا عليه 》 وانتى كنتى ضعيفه ووحيده ومكرهه ومافيش حد جنبك بصيلى
داليا م : مش قادره خايفه ارفع عينى فى عينك بعد ما حكيتلك كل ده
داليا ط : لا قومى وبصيلى انتى لازم تكونى قويه وتحطى عينك فى عين اى حد انتى غلطتى ؟ طيب وماله هو فيه بشر معصوم ؟ كلنا خطائين المهم التوبه النصوحه وان الخطا ده ما يتكررش تانى قومى وبصيلى
اعتدلت داليا محسن وجلست بجوار اختها منكسة الراس فمدت اختها يدها تمسك بذقنها وترفع وجهها اليها قائلة
داليا ط : افتكرى دايما الحديث ده 《كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون 》 انا قلبى حاسس ان ربنا غفر لك وستر عليكى وقبل توبتك ورجعك لبلدك ادعى واستغفرى وصلى كتير وانا كمان حاصلى وادعيلك انا باصلى من وانا اكبر من آيه بحاجه بسيطه لكن دلوقت حاصلى اكتر وادعيلك فى كل صلاه انتى اختى ولو اتكسفتى من الناس كلها انا لا انا لحمك ودمك ومالناش غير بعض . لا لينا احنا لينا اهل حتى لو انا مش من دمهم انما هم اهلى وانا بنتهم انتى بقى لحمهم ودمهم وصدقينى كلهم يتمنوا يفدوكى بروحهم من اصغر واحد لحد اكبر كبير فى العيله عمك الحاج مهاب
داليا م : ارجوكى يا داليا بلاش السيره دى تانى
داليا ط : لا لازم تسمعى الكلام بيوجعك ؟ استحملى اصل الوجع ده مش حيكون اكتر من الوجع اللى شفتيه فى الغربه لازم تفهمى ان عمك ما اكلش حقك ولا طمع فى ذرة تراب من ارضك
حاولت داليا محسن ان تقوم من جانبها وادارت وجهها بعيدا وهى تبكى فامسكت بيدها باحدى يديها وباليد الاخرى ادارت وجهها اليها وصاحت
داليا ط : ما تدوريش وشك واسمعى وافهمى ابوكى وعمك عملوا العقود دى علشان يحمولك ارضك من رجاء دى واخوها وكان عامل حسابه يفهمك كل حاجه لما تكبرى انما ارضك كلها ماحدش اخد منها شبر واحد.
انتزعت يدها منها وقامت باكية
داليا م : مش عاوزه … مش عاوزه ارض ولا فلوس
احست انها تختنق فزفرت بحرارة وقالت بدموع
داليا م : انتوا فاكرين انى زعلانه على الارض ؟ ازعل علشان شوية طين ؟ عمى لو كان اخد الارض بجد بس اخدنى فى حضنه وحمانى منهم ما كانش حصل كل ده انا زعلانه علشان فجاه بقيت وحيده واستفردوا بيا الكلاب ورمونى الرميه السوده دى فجأه حياتى كلها اتقلبت وبعد العز والامان لقيت نفسى تايهه لوحدى فى صحراء لا ليها اول ولا اخر
مسحت دموعها وقالت بغل
داليا م : لو كان حامد ورجاء اللى رمونى الرميه السوده دى برضه يبقى عمى هو السبب لانه سابنى لوحدى فى ايديهم لو كلامك صح ليه ما قالش اى حاجه
داليا ط : حاول يفهمك لكن كان خايف لانك كنتى صغيره وخاف تتكلمى ولما راح عند المدرسه انتى رفضتى تقابليه لدرجة انه ….
قاطعتها بحدة قائلة
داليا م : هو السبب كان لازم يعرف ان بعد بابا ماليش غيره هو السبب
بدات تهيج وتزيد انفعالاتها واخذت تصرخ
داليا م : هو السبب هو السبب
فهبت داليا طلال اليها وامسكت بيدها ومددتها على الاريكة واخذت تدلك يديها الباردتين وتربت عليها حتى نامت وبقيت بجوارها حتى الصباح
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
حاولت معها كثيرا ولكن داليا محسن كانت ترفض مطلقا الحديث عن عمها وكانت تثور وتتهيج ثم تفقد وعيها فى النهاية وقررت داليا طلال انها لن تستطيع ان تتركها ابدا وكان حاتم يتصل بها يوميا اكثر من مرة ليطمئن
داليا ط : انا مش عارفه اعمل ايه يا حاتم داليا اعصابها تعبانه ونفسيتها متحطمه انا حكيتلها موضوع الارض لكن برضه مش قادره تسامح بابا وشايفه ان هو السبب فى كل اللى حصل لها لانه كان المفروض يكون جنبها وهو حيتجنن وخايفه يجراله حاجه
حاتم : يعنى هى اقتنعت ان الارض لسه بتاعتها واللا لا ؟
داليا ط : ولا فارق معاها الارض خالص الحكايه بالنسبالها مش حكاية ارض وميراث دى حكاية سند وضهر راح وسابها وحيده فى وسط غيلان واللى زعلها اكتر انه كان عارف انهم مش اهلها وبتقول ده المفروض يخليه يتمسك اكتر يكون جنبها وباحلف لها انه حاول كتير لكن مافيش فايده
حاتم : حاولى تكلميها تانى خديها بالراحه
داليا ط : لا راحه ولا اى اسلوب نافع وكل ما اكلمها تهيج وتتعصب وتقعد تشد فى شعرها وفى الاخر تقع من طولها واضطر اشيلها انيمها على الكنبه انا شايفه ان عندها بوادر العصب السابع ولازم تروح لدكتور لكن حتى ده لما اكلمها فيه ما تردش
زفر حاتم بحرارة حتى شعرت بحرارة انفاسه فى هاتفها وصمت لثوانى قبل ان يسالها على استحياء
حاتم : انتوا اتكلمتوا عنى ؟
داليا ط : معلش يا حاتم خلى الموضوع ده شويه انا خايفه من ردة فعلها
حاتم : طيب وجوزها ده ايه ظروفه ؟
داليا ط : بنى ادم حقير جه مرتين وطردته زى الكلب مش طايقه تشوفه وحالفه توريه ايام سوده ساعة ما بتشوفه بتبقى واحده تانيه خالص غير داليا بنت الناس المؤدبه الهاديه بتبقى واحده الشر بينط من عينيها والفاظها حاجه صعبه جدا
حاتم : للدرجادى ؟ طيب ليه ما طلبتش الطلاق ؟
داليا ط : طلبت الطلاق وبتشتمه وتهدده لكنه بارد وجبله يقول لها بعدين وتشتمه يسكت ما عندوش دم وهى بتقول انها مش مستعجله على الطلاق بس لازم توريه الويل والذل وتدفعه تمن الايام السوده اللى شافتها فى الغربه بصراحه يا حاتم هى شافت مرار ماحدش يتحمله
حاتم : وحياتها وغلاوتها عندى انا اللى حادفعه تمن كل دمعه نزلت من عينيها انا حاخليه عبره واعمله مرمطون الشارع كله وبكره تشوفى بس خليها ترجعه هنا وياريت تقوليلها انى نفسى اشوفها واتطمن عليها وقوليلها انى باحبها ونفسى اقول لها انى باحبها حتى لو نسيتنى مش مهم انا حاعيش علشان خاطرها وبس
………………….
عاد على ليلا الى لوران فوجد رجلين يستوقفانه وكان الشارع كالعادة هادئا تماما
سعد : انت رايح فين يا استاذ ؟ انت ساكن هنا ؟
فوجئ على بهم وقال بخوف
على : انا ؟ اه والله انا ساكن فى العماره دى رقم سبعه شقة مدام داليا محسن
سعد : اه انت جوز مدام داليا ؟ مدام داليا على راسنا من فوق لكن انت بالنسبالنا جديد
على : يعنى ايه ؟
محمود : يعنى لازم تدفع اصلنا هنا المسئولين عن الامن
على : ادفع ايه ؟ مش فاهم
محمود : تدفع فلوس علشان الحمايه عاوزين خمسميت جنيه
على : ما معاييش خمسميت حنيه
سعد : طيب ولو طلع معاك اعمل فيك ايه ؟ ما تطلع بالذوق احسنلك
تردد على ونظر يمينا ويسارا ولكن الشارع كان خاليا تماما وقال احدهما بنفاذ صبر
محمود : يظهر مافيش فايده مش حتيجى بالذوق
جذبه من ثيابه والصقه بالحائط وقال بحدة
محمود : ارفع ايدك فوق
على : حتعمل ايه
رد الاول ساخرا
سعد : ما تخافش احنا حنقلبك بس طالما قلت مافيش يبقى اللى نلاقيه حناخده
على : لالا بلاش استنى انا حاطلعلك خمسميت جنيه
محمود : كان من الاول يا ….. امك حتتفتش يعنى حتتفتش علشان تانى مره لما نقول طلع تطلع من غير ما تفتح بقك
قام بتفتيش جيوبه فوجد مبلغا يتعدى الخمسة الاف جنيه فامسك بالنقود ولوح بها امام عينيه قائلا بسخرية
محمود : ايه ده كله ؟ وتقول مافيش خمسميت جنيه ؟
ضربه الثانى على مؤخرة عنقه قائلا
سعد : مش قلنالك ادفع بالذوق يا ابن ال…. ورينى التليفون ده
حاول على التشبث بالهاتف ولكن سعد صفعه بقوة جعلته يتخلى عن هاتفه واخذ سعد يتامل فيه قائلا
سعد : حلو التليفون ده اصلى حلال عليا
ثم مد يده يخنق عنقه بازدراء وينظر الى عينيه مباشرة قائلا
سعد : علشان تتعلم الادب وتانى مره لما نقول طلع وادفع تدفع وانت زى الجزمه فاهم ؟
فجأة ظهر حاتم قادما من بعيد بهدوء وحين رآهم اسرع الخطى حتى وصل اليهم وقال بحدة
حاتم : ايه اللى بيحصل ده ؟ انتوا بتعملوا ايه ؟
سعد : خليك فى حالك يا جدع انت
محمود : لا مؤاخذه يا حاتم بيه اسكت يا سعد مافيش حاجه يا باشا
حاتم : انطق باقول فيه ايه اتكلم
محمود : ده ساكن جديد يا باشا
صاح على مستنجدا بحاتم
على : انا مش جديد انا جوز مدام داليا محسن اللى فى عماره 7
حاتم : طيب اهدى عملوا معاك حاجه ؟
محمود : ولا حاجه يا باشا احنا ….
حاتم : اخرس انت ما اسمعش صوتك
على : اخدوا منى فلوسى وتليفونى
نظر لهم حاتم بحدة ومد يديه نحوهم فى صمت فمد محمود يده بالنقود بينما مد سعد يده بالهاتف وهو يقول بخوف
سعد : انا اسف يا حاتم باشا انا ما اعرفش حضرتك احنا كنا فاكرينه جديد والله
على : انا قلتلهم انى جوز
قاطعه حاتم صائحا
حاتم : خلااااص خد امسك حاجتك وانتوا مش عاوزها تتكرر تانى
محمود : تحت امرك يا باشا اخر مره
حاتم : لا قديم ولا جديد طالما ساكن هنا يبقى تحت حمايتى مفهوم ؟
ولم ينتظر منهم ردا وامسك ذراع على قائلا
حاتم : تعالى نشرب قهوه فى الكافيه
على : معلش خليها وقت تانى علشان …
حاتم : انت ما تعرفنيش انا لما اقول تعالى تقول حاضر لو عاوز تبقى تحت حمايتى
…………………
وفى الكافيه جلس حاتم واضعا ساقا فوق الاخرى واشار لعلى على كرسى مجاور له فجلس واضعا يديه بين فخذيه كعادته
حاتم : هو انت اسمك ايه ؟
على : على عبد الرحيم سلامه انا متشكر على وقفتك جنبى
نظر له حاتم بكبرياء وقال
حاتم : وطول ما انت بتسمع الكلام حافضل احميك لكن لو لقيتك حتتنمرد عليا حارفع حمايتى عنك وساعتها ….
على : لا … لا انا تحت امرك انا من ايدك دى لايدك دى
نظر اليه حاتم يتفحصه وشعر بالغثيان فاشاح بوجهه ومد يده ياخذ كوب القهوة من فوق المائدة ورشف رشفة قبل ان يدخل جابر
جابر : مساء الفل والياسمين يا حاتم باشا حضرتك سهران النهارده
حاتم : ازيك يا جابر اصلى ماليش مزاج اروح ولا عاوز اخرج ما تيجى نلعب عشرة طاوله اقعد
ثم اشار لعلى وقال آمرا
حاتم : روح هات طاوله يا على
ذهب على لاحضار الطاولة فقال جابر هامسا
جابر : الناس تمام ؟
حاتم : ما تتصورش انا متطمن قد ايه لما الاقى رحاله زيكم فى ضهرى خلاص علشان الزفت ده جاى
اقبل على وهو يحمل الطاولة فصاح حاتم بحدة
حاتم : ما جبتش طقطوقه صغيره ليه يا حمار
ارتبك على ووقف ساكنا فهتف حاتم
حاتم : انت حتفضل واقف متنح كده ؟ اجرى هات طقطوقه اتحرك يا حمار
على : يعنى ايه طقطوقه ؟
حاتم : يووووه انت غبى قوى ترابيزه صغيره تتحط عليها الطاوله اتلحلح
اسرع على باحضار منضدة صغيرة ووضعها بين حاتم وجابر ووضعوا عليها الطاولة وبدا اللعب وكان حاتم متفوقا وفى كل لعبة كان يمزح ويسخر ويستهزئ بعلى
حاتم : شوف اللعبه دى ؟ اتعلم يا بهيم
وكان على يتحمل اهاناته بخوف ويبتلعها دون اعتراض حتى القى حاتم الزهر وضحك بقوة قائلا
حاتم : شفت اللعبه دى يا حمار ؟ بص كده
نظر له على بنظرة خاوية ولم يرد فصاح حاتم
حاتم : انت بتبصلى انا ؟ بص هنا فى الطاوله
مط على عنقه لينظر فى الطاوله فهوى حاتم بكفه على قفاه ضاحكا
حاتم : بص كويس يا حمار وقوللى ايه رايك حلوه ؟
وقف على وقد بدا عليه الضيق وقال
على : انا حامشى اصلى اتاخرت
فنظر حاتم بحزم قائلا
حاتم : اترزع اقعد مكانك انا ما سمحتلكش تقوم
جلس على بخوف ونظر حاتم نحو جابر قائلا
حاتم : راحت يا جبوره برضه غلبتك مافيش فايده عمرك ما حتعرف تغلبنى
جابر : ده شرف ليا انى اتعلم من معاليك واتغلب منك يا باشا كفايه عليا ان سعادتك بتسمحلى باللعب معاك
فاعاد حاتم ظهره للخلف ووضع ساقا فوق الاخرى واشار لجابر بيده بكبرياء قائلا
حاتم : تقدر تمشى تشوف اللى وراك
انصرف جابر وهو ينحنى امام حاتم باجلال وبعدها نظر لعلى قائلا
حاتم : مالك قالب وشك ليه ؟
على : ولا حاجه
حاتم : لما اسالك ترد فيه ايه ؟
على : اصلك عمال تشتمنى وضربتنى على قفايا قدام الناس
ضحك حاتم قائلا
حاتم : طيب قوم رجع الطاوله مكانها
قام على فى صمت وحمل الطاولة والمنضدة الصغيرة وعاد بعد قليل فاشار حاتم الى المقعد المجاور له ليجلس عليه
حاتم : انت بقى زعلان ليه ؟ فيها ايه يعنى وانا بالعب ومبسوط لما اشتمك واللا اديك على قفاك ؟ دى ما تزعلش انا هزارى كده عاجبك واللا مش عاجبك ؟
لم ينتظر ردا من على وانما مد يده يمسكه من ياقته ويقربه منه قائلا
حاتم : الايد دى لما تضربك ما تزعلش المفروض تفرح لانها بتحميك ولو الايد دى مش حتحميك حتلاقى الف جزمه تنزل على وشك مفهوم ؟
رد على بخوف
على : مفهوم
حاتم : ما تزعلنيش منك علشان انا زعلى وحش ياللا قوم روح وبكره الساعه اتناشر تكون هنا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى