رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آثر توفيق
رواية دماء على اوراق الورود الجزء الثامن والعشرون
رواية دماء على اوراق الورود البارت الثامن والعشرون

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة الثامنة والعشرون
#الجزء_الثانى
الحلقة الاولى
اندفع سعيد داخل الكافيتريا متقطع الانفاس بعد ان قطع المسافة من العمارة الى الكافيتريا عدوا وهو يصيح
سعيد : وصلت وصلت يا حاتم بيه وصلت
سقط ارضا امام مائدة حاتم وقد تقطعت انفاسه وكسا وجهه العرق بينما وقف حاتم مذهولا وقبل ان ينطق اضاف سعيد وهو يبتلع ريقه ويلتقط انفاسه
سعيد : الست داليا وصلت
اندفع حاتم الى الخارج ووقف سعيد ليختطف كوب الماء ويجرعه دفعة واحدة ويندفع خلفه حتى وصلا امام عمارة داليا فتوقف حاتم بغتة وقد راى امام العمارة سيارة ليموزين وبجوارها تقف داليا وابراهيم وزوجته وعددا من الحقائب على الارض وشخصان ينزلان باقى الحقائب .
كانت هى اخيرا ولكنها لم تكن كما تركها اخر مرة منذ ثلاثة اعوام كانت تبدو كما لو ان ثلاثين عاما مروا عليها ولم يكن ممكنا عدم ملاحظة الحزن البادى فى قسماتها وقد غطت شعرها بحجاب لم تكن تعتاد عليه وقد كسا وجهها شحوب ينم عن حزن دفين دام لفترة ليست بالقصيرة ثم حانت منها التفاتة نحوه وهو يغالب نفسه الا يهرع اليها ويركع امامها طالبا الصفح فلما راته القت اليه نظرة تجمع بين اللهفة والشوق والحزن ثم سقطت من عينها دمعة حارة ونكست راسها ثم استدارت لتنقد احد الشخصين اجره وتدخل الى مدحل العمارة ليستقل السائق بعدها سيارة الليموزين ويرحل ويبقى الاخر وكان ….. كان ماذا ؟
لم يستطع حاتم ان يمنع شعوره بالتقزز عند رؤية هذا الشخص القصير الاصلع الراس كان بدينا نوعا مغبر الثياب يرتدى نظارة طبية سميكة ونصفه السفلى اكثر بدانة من نصفه العلوى تتهدل كتفاه ويبدو عليه الدناءة ولا يبعث فى النفس سوى النفور والغثيان .
هل هذا حقا ما يبدو عليه ؟ هل يراه كل الناس هكذا ام ان حاتم فقط يراه هكذا ؟
ثم سقط شيء ثقيل فوق راسه افقده الادراك والتمييز فصار يهذى لم يكن ما اصاب راسه حجرا او مطرقة او حتى عصى غليظة بل كان جملة مجرد جملة قالها سعيد بعد ان انصرف سائق الليموزين وبقى هذا الشخص الحقير وحده
سعيد : جوزها يا بيه
…………………
توقفت سيارة ليموزين امام العمارة رقم 7 فى الشارع الهادئ ونزلت منها سيدة باهرة الحسن ترتدى حجابا قاتما وتضع على عينيها نظراة شمسية سوداء كبيرة الحجم لم تنجح فى اخفاء جمالها فتطلع ابراهيم الى السيارة مستفهما ونظر للمراة الحسناء التى خلعت نظارتها وعلت شفتيها ابتسامة باهتة تحمل من الحزن اكثر مما تحمل من السرور وقالت بصوت انثوى رقيق
داليا م : ازيك يا ابراهيم
اربكته المفاجأة فتعثر على السلم ليسقط بجوارها ووقف يهتف بفرحة طاغية وهو لا يزال غير مصدق
ابراهيم : الست داليا ؟ يا الف مليون مرحب يا ست الستات يا احلام يا احلام نورتى الدنيا كلها يا ست الناس
حضرت احلام زوجته بسرعة تستطلع سبب نداءه عليها وفوجئت بداليا فاطلقت زغرودة قوية طويلة تنم عن فرحتها واندفعت اليها تعانقها بلهفة بينما هم ابراهيم بمساعدة الشخص المرافق لها فى رفع الحقائب لتعترضه داليا
داليا م : لا يا ابراهيم مالكش دعوه بالشنط
ابراهيم : ودى تيجى يا ست الناس ؟ احنا كلنا خدامينك
داليا م : كتر خيرك يا ابراهيم انتوا اهلى بس سيب الشنط هو يشيلها لوحده
اشارت باحتقار الى الشخص المرافق لها وفهم ابراهيم مرادها فوقف بجوارها صامتا بينما احلام تقبلها بين لحظة واخرى وتتلمس كتفها كأنما تريد ان تتاكد انها عادت وبدا على يرفع الحقائب حتى المصعد بينما داليا واقفة مع ابراهيم واحلام تسال عن اخبارهم وسالت اخيرا
داليا : هو اللى اسمه جوده ده فوق ؟
ابراهيم : لا جوده مين ؟ ده حاتم بيه طرده من المنطقه بعد موت الست والدتك والرجاله ما رضيوش يسيبوله حتى شنطه يلم فيها هدومه ورمينا الهدوم من البلكونه
داليا : يا نهار اسود طيب وبعدين انا حاعمل ايه ؟
قبل ان يجيب ابراهيم كان سعيد قد حضر اليها مسرعا
سعيد : ست الكل حمد الله على سلامتك يا نوارة الدنيا بحالها
داليا م : الله يسلمك يا سعيد اخبارك ايه وزينه والعيال عاملين ايه ؟
سعيد : بخير يا ست الكل بيبوسوا ايديكى وخلفنا بنت سميناها داليا على اغلى اسم فى الدنيا اسمك يا ست الناس
داليا م : تتربى فى عزك يا سعيد ابقى خلى زينه تجيب العيال وتجيلى اخر النهار علشان اشوفهم بس ارتاح شويه دلوقت يا ابراهيم ارجوك شوفلى نجار بسرعه علشان اشوف حل
سعيد : عاوزه نجار فى ايه يا ست الكل ؟ انا تحت امرك
داليا م : عاوزه افتح باب الشقه انا ما عنديش مفتاح
ابراهيم : المفتاح عندى يا ست الكل بعد ما طردنا المخفى اللى اسمه جوده حاتم بيه قاللى ده امانه فى رقبتك
حانت منها التفاتة الى بعيد فلمحت حاتم واقفا هناك يتطلع اليها وهو فى حالة ذهول واسرع سعيد يذهب اليه ويقف بجواره وشعرت بالرغبة فى ان تندفع نحوه لكنها تذكرت فعلتها مع منيع واحست بداخلها بالخزى والهوان فنكست راسها وسالت من عينها دمعة لم تستطع منعها فاستدارت لتنقد سائق الليموزين اجره وتدخل عمارتها وتتوارى عن انظاره وعند المصعد هم على بالركوب معها فنظرت نحوه باشمئزاز وصاحت
داليا م : انت حتركب معايا ؟ روح هات باقى الشنط علشان تطلعهم
ركبت مع ابراهيم واحلام وهمت بفتح الباب وهى تقول
داليا م : بعد اذنك يا ابراهيم انا حاحتاج احلام معايا تساعدنى اروق الشقه اكيد زمانها كلها تراب من قفلتها طول المده اللى فاتت
ولكنها حين فتحت الباب انبعثت من الداخل رائحة معطر الجو المنعشة ونظرت بالداخل لتفاجأ بالشقة نظيفة تماما فقالت بدهشة
داليا م : مين اللى روق الشقه ؟ اكيد انتى يا احلام
احلام : مش لوحدى والله انا كنت كل كام يوم اطلع اهويها واروقها لكن من اسبوع كده ابله سعديه اللى بتشتغل عند استاذ حاتم صممت لازم تيجى تروقها بنفسها وكنت باطلع معاها والنهارده بقى مش عارفه كنا طالعين واحنا مبسوطين وحاسسين انك قربتى توصلى ولقينا زينه شبطت تطلع معانا وهى اللى جابت معطر الجو
داليا م : هى ابله سعديه لسه بتيجى عند حاتم ؟ قصدى استاذ حاتم ؟
احلام : فى مواعيدها على طول ما بتفوتش يوم وحتى يوم اجازتها بتيجى تروق شقتك
داليا م : كتر خيركم يا جماعه انا دلوقت حسيت انى رجعت لبلدى ووسط اهلى
………………….
ذهب سعيد ليسلم على داليا وعاد يقف بجوار حاتم الذى كان يقلب نظره بين داليا وسائق الليموزين وعلى وبعد دخول داليا وانصراف سائق الليموزين كان حاتم ينظر لعلى بنفور واشمئزاز لا يدرى سببه حتى قال سعيد
سعيد : جوزها يا بيه شفت المصيبه ؟ ست البنات تتجوز قرد مالوش منظر
شعر حاتم كأن مطرقة ثقيلة ضربت جمجمته وانه اصبح لا يعى شيئا فصاح بغضب شديد
حاتم : انت بتقول ايه ؟ مين جوز مين ؟ ده ؟
سعيد : اه والله يا بيه انا كنت حاعيط لما عرفت المصيبه دى
حاتم : مصيبة ايه ؟ انت قلت ايه دلوقت ؟ الاول انت مين وعاوز ايه ؟
سعيد : انا سعيد يا بيه بواب عمارتك
حاتم : سعيد مين وعمارة ايه ؟ امشى من قدامى
اندفع حاتم بعيدا حتى وصل الى ناصية الشارع ووقف لا يدرى لاين يذهب ثم عاد ثانية حتى وصل الى مدخل عمارة داليا ووقف مترددا وهم بالدخول ولكنه عاد ثانية الى حيث كان يقف متاملا هذا الشخص الذى كان يحمل الحقائب ويدخل بها ثم يعود ليحمل غيرها وانتهبته هواجس وافكار شتى ولم يستطع التفكير فيها .
من يكون هذا ؟ هذا بالتاكيد عامل حضر لرفع الحقائب كلا ربما هو سائق الليموزين ولكن الليموزين رحلت بعد ان اوصلت داليا ومعها هذا ال …. ال ماذا ؟ هو لا يعرف هل يقول هذا الشخص ؟ ولكن هذا ليس انسانا ولا حيوانا حتى انه شيء لا يستطيع وصفه هل هو حيوان يبحث عن لقمة بين الحقائب ؟ ام انه احدى الحقائب وقد تمزقت اثناء الرحلة ؟ ام انه شيء وهمى لا وجود له ؟ انه حائر بشان هذا الشيء العجيب ولكنه ماذا يهمه من امره ؟ اما يكفيه ان داليا قد عادت ؟ وعادت معها الفرحة والسعادة وذهب الحزن الى غير رجعة ولكن اين ذهب الحزن ؟ لا يهم المهم انه ذهب ولماذا ذهب الحزن ؟ هذا سؤال غبى لقد ذهب الحزن لان داليا قد عادت هذه حقيقة مؤكده وهى الحقيقة الوحيدة المؤكدة فى الكون كلا بل هناك حقيقة اخرى انه يحبها ويجب ان يخبرها بذلك اذن هناك حقيقتان فى الكون وغير ذلك كلها امور تقبل الخطا والصواب الاولى انه يحب داليا والثانية ان داليا قد عادت اخيرا اما من جاء معها فهو ليس …. ليس من ؟ انه لا يذكر ولكنه ليس هو بكل تاكيد وربما كان هو لا يدرى حقا .
لقد سمع احدا ما يقول شيئا ما ولكنه لا يذكر من يكون هذا الذى قال …. قال ماذا لا يتذكر ولكنه قال شيئا عصيا عن التصديق شيء غريب لا يحدث ابدا فى الواقع ولكن ماذا قال ؟ هو لا يذكر ولا يعرف ولا يستطيع ان يصدق ولكن ما هو الشيء الذى لا يستطيع تصديقه ؟ لا يذكره لا يهم
لماذا يشعر انه عاجز عن التفكير ؟ لماذا يشعر ان راسه قد اصبحت مثل ماكينة صنع الفيشار وان مخه مثل حبات الذرة وانها تفرقع ليصنع منها …. ماذا يصنع منها ؟ لا يذكر هذا ايضا انه احساس مؤلم كلا بل هو احساس مبهج ولكن ما سر البهجة ؟ عجبا هل هناك سبب للبهجة بخلاف ان داليا قد عادت وانه يحبها ؟ هذه حقائق مؤكدة ولكن يا الله لقد اصبح يهذى ويشعر ان راسه مثل …. مثل ماذا ؟ لم يعد يعرف كلا بل هو يعرف ان راسه اصبحت مثل ماكينة صنع غزل البنات وهو يحب غزل البنات بل ويحب البنات كلا لم يعد يحب البنات انه يحب داليا فقط هذه هى الحقيقة الوحيدة فى حياته كلا ايها الابله هناك حقيقة اخرى انها قد عادت بعد طول غياب
من هو الابله ؟ انا ابله طبعا انا ابله واخرف واهذى ولا اعرف اى شيء فى الدنيا كلا بل انا اعرف شيئين اثنين بكل تاكيد الاول ان داليا قد عادت بعد طول غياب والثانى انى احبها اذن انا لست مجنونا انا فقط … ماذا ؟ لا اعرف اشعر ان مخى يغلى وانه …. لا اعرف ذلك ايضا ولكن ارغب فى الصعود لشقتى وان اضع راسى تحت الصنبور حتى لا يشتعل راسى من الغليان ولكن اين شقتى ؟ انها فى هذه العمارة كلا بل هذه عمارة داليا الم ترها ايها الابله تدخل منذ قليل ؟ اذن اين عمارتك انت ؟ انها هناك ربما كانت هذه او هذه بل هذه
استمر حاتم على تلك الحالة حتى دخل الى جاراج عمارته وهو يظنه مدخل العمارة ووقف هناك يتساءل ماذا اتى بكل هذه السيارات فى مدخل العمارة ؟ اذن هذا مدخل الجاراج وليس مدخل العمارة وماذا اتى به الى هنا ؟ بالتاكيد دخل هنا ليركب سيارته ويتمشى بها قليلا ولكن اين هى سيارته وهل عنده سيارة اصلا ؟ بالطبع عنده سيارة وهى سيارة فارهة نوعها …. انه لا يذكر نوعها ولكنه يذكر بالتاكيد لونها لقد كان …. لا يذكر ايضا لونها ربما ليس لديه سيارة اصلا ولكن كلا لقد اصطحب داليا فى سيارته كثيرا وهو لن يبيع ابدا سيارة ركبتها داليا معه يوما ما اذن هو بالتاكيد يملك سيارة ولكن اى سيارة هى سيارته ؟ فليضغط الريموت ويسمع صوت فتح وغلق السيارة وان لم يسمع صوتا فليس هذا جاراج عمارته ولكن اين المفتاح
وضع يديه فى جيوبه يفتش فيها فلم يجد شيئا هل ضاع المفتاح ؟ ام انه لا يملك سيارة اصلا ؟ او ربما نسيه داخل السيارة ؟ هذه مشكلة ولكن ربما نسيه فى شقته فليصعد اولا الى شقته بالاعلى ولكنه يريد ان يتاكد اولا ان هذه هى عمارته .
ووسط كل هذه الضوضاء التى تعبث فى عقله سمع صوتا يناديه
سعيد : يا حاتم بيه مالك واقف كده ليه ؟
حاتم : انت مين انت تعرفنى ؟
سعيد : يا نهار اسود سلامتك يا حاتم بيه انا سعيد يا بيه بواب العماره
سعيد : عمارة ايه ؟
سعيد : عمارتك يا بيه انت نسيتنى ؟ انا بقالى سنين هنا
حاتم : انت بواب عمارتى طيب فين عمارتى ؟
سعيد : ما هى دى يا بيه ايه اللى حصل انت عاوز تطلع فوق ؟
حاتم : قوللى يا … قلتلى اسمك ايه ؟
سعيد : سعيد يا بيه انا سعيد
حاتم : سعيد على ايه ان شاء الله شايفنى واقف محتاس وانت سعيد ؟
سعيد : مش قصدى انا اسمى سعيد سعيد والله ده اسمى من يوم ما اتولدت
حاتم : طيب يا سعيد هو انا ساكن هنا صح ؟
سعيد : لا حول الله يارب صح يا بيه حضرتك ساكن فى الشقه الدوبلكس اللى واخده التالت والرابع على بعض
حاتم : كويس واكيد عندى عربيه هى فين بقى ؟ دى واللا دى واللا دى ؟
سعيد : لا دى ولا دى ولا عربيتك هنا خالص
حاتم : اتسرقت ؟
سعيد : حد فى الدنيا يقدر يمد ايده على عربية حاتم فريد زهران ؟
حاتم : مين حاتم فريد ده ؟
سعيد : الطف بينا يارب ايه اللى حصل يا بيه ؟ حضرتك حاتم فريد يا بيه
حاتم : ما انا عارف بس عربيتى فين هى راحت فين ؟
سعيد : العربيه انت رحت بيها عند القهوه وسبتها هناك
حاتم : انا رحت بالقهوه عند العربيه ؟
سعيد : لا يا بيه رحت بالعربيه عند القهوه
حاتم : وانت مين بقى ؟
سعيد : انا خدامتك ام احمد يا بيه الطم على وشى ؟ انا سعيد البواب ابوس ايدك يا بيه ركز معايا حضرتك حاتم بيه زهران وانا سعيد بواب عمارتك وعربيتك عند القهوه تعالى معايا اوديك هناك
حاتم : حتودينى فين ؟
سعيد : عند القهوه يا بيه
حاتم : بس انا مش فاضى لقعدة القهاوى
سعيد : استغفر الله العظيم يارب يا بيه انا حاوديك عند العربيه
حاتم : هو انت كل شويه بكلام ليه ؟ مش قلت حتودينى عند القهوه ؟
سعيد : ايوه يا بيه انا حاوديك عند القهوه علشان القهوه عند العربيه انا لما اوديك عند القهوه حتلاقى العربيه
حاتم : طيب ما تقول كده من الصبح مالك متلخبط ليه ؟ ايه اللى حصل لك
سعيد : حصل لى ؟ انا متلخبط ؟ اه صح يا بيه انا متلخبط مش عارف انا حمار يا بيه
حاتم : انت حمار واللا سعيد انا ما بقيتش عارفلك حاجه
سعيد : سيبك منى خالص تعالى معايا حاجيبلك العربيه
حاتم : هو انت اسمك ايه ؟
سعيد : انا ماليش اسم اشق هدومى ؟ انا اهلى نسيوا يسمونى سيبك منى خلينا نشوف العربيه
وذهبا اخيرا الى الكافيه وكانت السيارة هناك
حاتم : دى عربيتى ؟ كويس فين بقى المفتاح ؟ واللا انت حرامى عربيات وعاوز تدبسنى ؟
سعيد : هو المفتاح مش معاك ؟
حاتم : لا طبعا اومال باسال عليه ليه ؟
سعيد : اكيد نسيته فى القهوه انا حادخل اجيبه
دخل سعيد وخرج يحمل المفتاح فى يده
سعيد : المفتاح اهه يا بيه سيبها هنا وياللا نروح
حاتم : انت مين وايه ده ؟
سعيد : يا مثبت العقل يارب انا مفتاح عربيتك وده سعيد البواب يا نهار اسود يا جدعان انا اتجننت خلاص ايه اللى باقوله ده ؟
حاتم : هات المفتاح ده يا حرامى
سعيد : اتفضل يا بيه حتروح فين ياللا نروح وسيبها هنا
حاتم : نروح فين انا ماشى بعربيتى
سعيد : طيب خدنى معاك ما تسبينيش
حاتم : اخدك معايا فين يا بارد يا حشرى هو انا اعرفك ؟
سعيد : اصل فيه ناس بتدور عليا عاوزه تقطعنى حتت ما تسبنيش
حاتم : الامر لله اركب اكسب فيك ثواب
ركبا السيارة واخذ حاتم ينظر للمفتاح والتابلوه فى حيرة واخيرا قال
حاتم : قوللى يا …. نسيت اسمك مش مهم هى العربيه دى بتدور ازاى ؟
سعيد : طيب ايه رايك تخلينى انا اسوق ؟
حاتم : انت بتعرف تسوق ؟
سعيد : اه والله يا بيه انا سواق بريمو
حاتم : اومال فين عربيتك ؟
سعيد : ما عنديش عربيه ربنا يبعت
حاتم : ما عندكش عربيه وبتعرف تسوق ازاى يا كذاب ؟
سعيد : يا نهار اسود يا جدعان انا نافوخى خلاص حيضرب
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
اخذت تتفقد شقتها بعيون دامعة ومعها احلام وابراهيم
احلام : تحبى اعمل غدوه حلوه على ذوقى واللا نفسك فى حاجه معينه
داليا م : لا انا نفسى انام وكويس ان الشقه نضيفه كنت شايله الهم
ابراهيم : بس فيه حاجه لازم تعمليها الاول قبل ما تنامى يا ست الكل لازم تغيرى القلب بتاع الباب علشان يمكن المخفى جوده ده يكون معاه نسخه تانيه
داليا م : عندك حق يا ابراهيم خد هاتلى قلب بسرعه
اخرجت من حقيبتها مبلغا كبيرا اعطته له فقال بدهشة
ابراهيم : ايه ده يا ست الكل دول كتير قوى دى اغلى طبله كامله ما تعملش نص دول
داليا م : معلش علشان تجيب حاجه حلوه للولاد وانتى يا احلام انزلى مع جوزك بس تبقى تجيبى عيالك وتجيبى زينه وعيالها وتطلعولى بعد المغرب اكون ريحت شويه
احلام : طيب افضل معاكى يمكن تحتاجى حاجه
داليا م : والله ما فيا حيل احتاج حاجه حتى انا حانام لحد المغرب
نزل ابراهيم وزوجته واخذت هى تتجول فى الشقة ودخلت الى الصالون ووقفت امام صورة ابيها دامعة وهى تنكس راسها قائلا
داليا م : انا اسفه انا عارفه انى غلطت وما يشرفكش انى اكون بنتك بس والله ندمت واتعذبت كتير قوى ودفعت تمن غلطتى غالى والله غصب عنى كلهم سابونى لوحدى حتى عمى سامحنى يا بابا ارجوك سامحنى
اخذت تتطلع للصورة وهى تتمنى ان ينطق ويريح قلبها بكلمة السماح ولكنها صورة من جماد لن تدب فيها الروح ابدا .
بعد ذلك رات صورة رجاء معلقة على الحائط فنزعتها والقتها باهمال خلف احد المقاعد وعادت الى الصاله لتجد على وقد ادخل كل الحقائب ووقف فى الصالة ساكنا
داليا م : انت واقف عندك بتعمل ايه ؟
على : انا طلعت الشنط كلها اعمل ايه تانى ؟
داليا م : تعمل اللى المفروض تعمله من زمان احنا خلاص رجعنا مصر طلقنى
على : بس احنا لسه واصلين ما لحقناش نتكلم فى حاجه اصبرى شويه
اقلقتها لهجته التى تغيرت وظهر فيها بعض الثقة فقالت بحذر
داليا م : نتكلم فى ايه ؟ قول انا سامعاك
على : مش دلوقت اصبرى اسبوع وبعدين نتفاهم
داليا م : لسه حاصبر واسبوع يجر اسبوع ؟ باقول ايه احنا هنا فى مصر مش فى السعوديه انا ممكن ابهدلك
ابتسم بسخرية وقال
على : معلش اصبرى شويه وبعدين حنتفاهم وترتاحى
داليا م : نتفاهم ؟ شكلك بتساومنى يا ابن الكلب
رفعت يدها لتهوى على وجهه بصفعة ولكنه للمرة الاولى منذ زواجهما امسك بيدها لم يكن يجرؤ على ذلك ابدا وكان صوته حادا وهو يقول
على : اسمعى اصبرى وخليكى عاقله لسه ماحدش فى البلد يعرف اننا وصلنا ومش عاوزهم يعرفوا دلوقت لمصلحتك
انتزعت يدها منه وشعرت بالقلق فاسرعت الى غرفتها واغلقت الباب عليها وانخرطت فى البكاء حتى غلبها النوم ولم تستيقظ الا فى المساء لتستقبل احلام وزينه واولادهم الذين حكوا لها كل ما دار فى السنوات الماضية
………………….
استيقظ حاتم بعد الغروب بقليل وهو يشعر بصداع قوى يفتك براسه ووجد نفسه ينام فى غرفته بملابسه كاملة وحين حاول الاعتدال سمع صوتا ياتى من ركن مظلم فى الغرفة
سعيد : حمد الله على سلامتك يا حاتم بيه
حاتم : سعيد انت بتعمل ايه هنا ؟ وانا ازاى نايم بهدومى كده
اسرع سعيد يعاونه ليعتدل فى فراشه قائلا
سعيد : انت حالتك كانت صعبه قوى يا بيه كنت بتهلوس وطلعتك لحد هنا بالعافيه ولولا انى عارفك كويس كنت شكيت انك لا مؤاخذه يعنى متعاطى حاجه
حاتم : انا مش فاكر حاجه خالص كل اللى فاكره ان داليا رجعت من السفر انا شفتها بس هى لما شافتنى دورت وشها ودخلت عمارتها ومش فاكر ايه اللى حصل بعد كده
قص عليه سعيد كل ما حصل بالحرف وحاتم مذهول وفى النهاية قال
حاتم : كل ده حصل منى ؟ ما تزعلش منى يا سعيد انا ما كنتش فى وعيى
سعيد : هو معقول انا ازعل منك ابدا يا بيه ؟ انا رقبتى فداك
حاتم : اصيل وابن اصول يا ….. قلتلى اسمك ايه ؟
هب سعيد مذعورا وقال
سعيد : يا مصيبتى السوده تانى ؟ لا انا ارمى نفسى من البلكونه احسن
ضحك حاتم قائلا
حاتم : استنى يا سعيد انا باهزر معاك والنبى يا سعيد اعمل قهوه على ما اتكلم فى التليفون
بحث عن هاتفه واتصل بالحاج مهاب ليخبره ان داليا قد عادت ولكن الرجل الكبير لم يتحمل الصدمة فسقط مغشيا عليه وحاتم يناديه حتى اتاه صوت محسن عبر الهاتف
محسن : ايوه يا حاتم انت قلت ايه للحاج ؟
حاتم : قلتله ان داليا رجعت
محسن : المسكين ما اتحملش الفرحه ووقع من طوله
………………….
اسرع يقود سيارته وانطلق مسافرا الى العزبة وحين وصل المدخل اتصل بمحسن فاخبره انهم فى البيت فاتجه الى هناك مباشرة ليجد نادر فى انتظاره على باب البيت
نادر : على مهلك على مهلك الحاج بخير الحمد لله الدكتور ممدوح جه وطمننا عليه
حاتم : يعنى هو صاحى دلوقت ؟
نادر : صاحى بس فى السرير وعمال يقول لبسونى وودونى عندها ويشتمنا
حاتم : طيب ممكن اشوفه ؟
نادر : اه طبعا اتفضل
اقتاده الى غرفة الحاج مهاب حيث كان الجميع هناك وبمجرد دخوله صاح الحاج مهاب
مهاب : هى جت معاك ؟
نكس حاتم راسه بحزن وقال
حاتم : لا يا حاج دى حتى لما شافتنى دورت وشها وما رضيتش تسلم عليا
مهاب : يعنى لو رحتلها مش حترضى تقابلنى ؟
حاتم : مش عارف بس بلاش تروح على طول كده انا بكره حابعت لها سعديه دى واحده معرفتى وداليا بتعزها
مهاب : طيب ايه رايكم لو نبعت داليا اختها بس انا خايف تزعلها واللا تقابلها وحش وخصوصا انها ما تعرفش انها اختها
داليا ط : انا حاروح لها طبعا حتى لو زعلتنى او طردتنى دى اختى مهما حصل لازم اشوفها وحافضل وراها لحد ما افهمها كل حاجه
امل : ما اعتقدش ان داليا ممكن ابدا تطرد ضيفه عندها انا لما عرفت انى من العزبه واحنا فى الجامعه زعلت شويه بس قالتلى ومناخيرها فى السما مش بنت محسن شركس اللى تطرد ضيوفها انتى فى بيت اصول
نادر : على فكره يا حاتم دى امل مراتى وكانت زميلة داليا فى الكليه وصاحبتها
حاتم : اهلا وسهلا بيتهيالى شفت حضرتك قبل كده
امل : اه يوم النتيجه
محسن : انا باقترح ان امل وداليا يروحوا مع بعض
حاتم : وانا كده كده حاخلى سعديه تروح لها الصبح
مهاب : خلاص يبقى تبات هنا وتسافروا الصبح على اسكندريه
نادر : وانا كمان مسافر معاكم علشان عاوز اروح الجامعه اسال على الدراسات العليا
………………….
مساء الخير خلينا نتفق اتفاق ضمنى علشان اللخبطه اللى عملها الدكتور محسن لما اقول ( داليا ط ) يبقى قصدى داليا طلال الكبيره ولما اقول ( داليا م ) يبقى قصدى داليا محسن الصغيره مش فاهم يعنى هو من قلة الاسامى ؟ الشراكسه دول عليهم عمايل غريبه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)