روايات

رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثامن عشر 18 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الفصل الثامن عشر 18 بقلم آثر توفيق

رواية دماء على اوراق الورود الجزء الثامن عشر

رواية دماء على اوراق الورود البارت الثامن عشر

دماء على اوراق الورود
دماء على اوراق الورود

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة الثامنة عشر

انتظر حاتم ثلاثة ايام قبل الذهاب لزيارة ام آيه ليمنحها فرصة كافية للسؤال عنه والاطمئنان من ناحيته وحين ذهب اليها كانت صدمته شديدة عندما فتحت الباب !
كانت ام آيه تشبه داليا تماما ام انه يتخيل ذلك ؟
فى المرة الاولى كانت ترتدى نقابا فلم يرى وجهها ولكنها الان ترتدى حجابا بسيطا ليرى نفس العيون الزرقاء والملامح ولكن باختلاف بسيط فعيونها تميل للاخضرار
كلا هو واهم بالتاكيد هو اصبح يرى داليا فى كل الوجوه لذلك اطرق براسه ارضا وسمحت له المراة بالدخول لتكون الصدمة الثانية له حين يرى شقتها الخالية تقريبا من الاثاث
ام آيه : اتفضل يا حاتم بيه
اشارت الى مقعد بلاستيكى وحيد فى غرفة الصالون جلس عليه مدهوشا وهو لا يستوعب امكانية الحياة هكذا ويفكر فى الاسباب التى اوصلتهم لذلك
داليا : دقيقه واحده اعمل لحضرتك قهوه بتحبها مظبوط ؟
حاتم : لا زياده لو سمحتى
ذهبت لاعداد القهوة والفضول يقتله ولكنها لم تتاخر كثيرا وعادت لتضعها امامه فوق مقعد حمام صغير فرفع الكوب ووضع الصينية على الارض قائلا
حاتم : اقعدى يا ام آيه
جلست على المقعد المنخفض وسالها مباشرة
حاتم : انتى عايشه ازاى كده من غير عفش ؟
ام آيه : الحمد لله يا بيه ده قضاء ربنا واحنا راضيين ومتحملين لحد ما ربنا يحلها من عنده
حاتم : وبقالكم كتير على الوضع ده ؟
داليا : مش كتير حوالى سنه
حاتم : يعنى عدى عليكم الشتا اللى فات وانتم على الوضع ده ؟
ام آيه : لا مش قوى يعنى كان لسه فيه شوية عفش بس قضا ربنا بقى
حاتم : طيب احكيلى ايه اللى حصل ؟ لو مش حيضايقك تتكلمى يعنى
ام آيه : حاحكيلك يا بيه
تنهدت بحرارة وقالت
ام آيه : ان يا بيه كنت متجوزه من شاب محترم قوى واخلاقه الناس كلها تحلف بيها كان خريج سياحه وفنادق زيى وكان شغال فى الدش وبيكسب كويس وسافرنا مع بعض الامارات فتره ورجعنا اشترينا الشقه دى وفرشناها وفتح مكتب صغير للدش وكان فى حياته عمره ما بخل بحاجه كان كل يوم يدخل البيت شايل ومحمل وكان بيجيبلى احسن لبس واحسن اكل ومعيشنى احلى عيشه وكنا اتاخرنا فى الخلفه كام سنة لحد ما ربنا اكرمنا بآيه ولما خلفناها كانت هى نور عينينا وفرحة الدنيا كلها ليه وليا وكان بيجيب لها احلى لبس وحلويات وشيكولاتات ولعب وكل حاجه وكنت اقول يا عبد الله نمسك ايدينا شويه نسيب قرش للزمن بكره البنت تكبر وطلباتها تكتر يقوللى يا ستى سيبى بكره على ربنا وبكره ييجى برزقه انا نفسى طول ما انا عايش ما يبقاش نفسكم فى حاجه
دمعت عيناها ومسحت دمعتها واكملت
ام آيه : لحد بداية الشتا اللى فات وكان فيه نوه جامده وفى يوم اسود كان عنده فيه شغل كتير قوى يطلع يركب اطباق طارت من الريح ويصين اطباق وينزل من سطح يطلع سطح وكان من الصبح بدرى لحد بالليل متاخر وهلك من التعب وبيركب طبق على سطح عماره فى ميامى والهوا طيره من فوق السطح وقع من عشرين دور وحظه انه وقع على كوم رمل خفف الصدمة شوية وكلمونى جريت على المستشفى لقيته بيخلص وجسمه كله متكسر والدكاتره قالوا الامل شبه معدوم قلتلهم اعملوا المستحيل انا وبنتى مالناش غيره قالولى العمليه حتتكلف كتير قوى قلتلهم مستعده اقطع من لحمى وابيعه واعمل كل اللى انتوا عاوزينه بس اعملوا اللى تقدروا عليه دكتور العظام الرئيسى فى المستشفى قاللى حتى مع العمليه الامل شبه معدوم قلتله ولو واحد فى المليون .
التقطت انفاسها واضافت
ام آيه : المهم رحت فكيت وديعه باسم آيه وبعت دهبى ودهب آيه حتى الحلق اللى فى ودنها وسحبت كل الفلوس اللى فى البنك وبعت الصالون والسفره واغلب الاجهزه وعرضت الشقه للبيع وجمعت كل اللى جمعته ورحت للدكتور وقلتله اعمل العمليه وانا حابيع الشقه واجيب باقى الفلوس قاللى مالوش داعى تبيعى الشقه انا حاتكفل بالباقى وعملوا العمليه وقعد اسبوع فى العنايه وفى الاخر ربنا استرد امانته ورحمه من عذابه وسابنى انا وبنتى لوحدنا فى شقه على البلاط الهم لا اعتراض
كفكفت دموعها واضافت
ام آيه : انا مش ندمانه هو اكيد بين ايادى رحيم رحمن وفى مكان افضل بس ما كنتش حاسامح نفسى لو سمعت كلامهم واستسلمت فداه كل حاجه .
سمعوا صوت الصغيرة من الداخل تنادى على امها فاسرعت اليها وصحبتها للحمام والبستها ثوبا نظيفا وجاءت بها الى حاتم فاقبلت نحوه كملاك صغير وديع مد يديه اليها يرفعها اليه ويضمها لحضنه فشعر كأن كل همومه انزاحت عن كاهله ثم عاود الجلوس ووضعها على ركبته قائلا
حاتم : تعالى بقى يا ست داليا انا مستنيكى تصحى من الصبح
ام آيه : ايه حكاية داليا دى يا استاذ ؟ بنتى اسمها آيه
حاتم : معلش لا مؤاخذه اصلها …
ام آيه : معلش حصل خير طيب على ما تلعبوا مع بعض انا حاحضر لآيه الفطار تحب حضرتك تفطر ؟
حاتم : لو مع آيه افطر طبعا
دخلت الى المطبخ وتركت حاتم يلاعب آيه ويمازحها قائلا
حاتم : انتى مش بتروحى المدرسه ؟
آيه : انا عاوزه اروح بس انا لسه صغيره
حاتم : لسه صغيره ازاى ؟ انتى بقيتى عروسه تيجى نلعب الحصان ؟
آيه : ماشى
قبلها ونزل على الارض على اربع وركبت فوق ظهره واخذ يتجول بها فى الغرفة وهى تضحك بسعادة حتى عادت امها تحمل صينية الافطار وابتسمت بسعادة
ام آيه : فكرتنى يا استاذ حاتم بذكرى جميله وغاليه عندى بس يا خساره راحت زى ما كل حاجه حلوه راحت ومش حترجع تانى
حاتم : ان شاء الله الايام الحلوه حترجع تانى لازم يكون عندك ايمان بالله
ام آيه : الحمد لله يا استاذ حاتم انا مش مصبرنى غير انى دايما باقول يارب اتفضل الفطار جاهز
كان الافطار بسيطا من الفول والجبن والجلوس كان ارضا ولكن حاتم اكل بشهية كبيرة كما لم يفعل منذ غياب داليا وكان يطعم آيه فى فمها ويمازحها وبعد الافطار قال لامها
حاتم : تقدرى تكملى يا ام آيه
ام آيه : طيب اعمل شاى واللا انزل اجيب حاجه ساقعه ؟
حاتم : ولا اى حاجه كملى الاول وبعدين اعملى اللى انتى عاوزاه
تنهدت قائلة
ام آيه : بس يا بيه مافيش حاجه تانيه تتقال انا دورت على شغل كتير وانا معايا بكالوريوس سياحه وفنادق بس المشكله ما اعرفش اودى آيه فين فضلت ابيع اللى باقى حته حته لحد ما بقت الشقه زى ما انت شايف كده وفى الاخر اضطريت امد ايدى بس كنت بابقى مكسوفه وحاسسه انى عريانه وكل الناس بتبص عليا وكنت بالبس نقاب علشان ماحدش يعرفنى وكنت لو نزلت وحد ادانى خمسه جنيه اجيب رغيفين وحتة جبنه وناكل انا وآيه ونحمد ربنا وماعداش يومين على كده الا وقابلت حضرتك وادتنى اللى اديتهولى ويومها كان اول يوم من يوم ما عبد الله مات آيه تدوق الشيكولاته اللى ما كانتش تنقطع ابدا من البيت وجبتلها لحمه وبطانيه وبقيت طول التلات ايام دول اصلى وادعيلك ربنا يسترك زى ما سترتنى انا وبنتى ورحمتنى من ذل السؤال
انسابت دموعها فاسرعت اليها طفلتها تحتضنها وتمسح دموعها بيدها الصغيرة وحاتم يحاول تهدئتها قائلا
حاتم : هدى نفسك يا ام آيه انا ما عملتش غير الواجب واللى المفروض على اى بنى ادم مسلم يعمله المهم دلوقت خلينا فى الحاضر انا عاوز اعمل لك شهريه تقدرى تعيشى منها انتى وبنتك
ام آيه : كتر الف خيرك لكن لو عاوز تساعدنى اربى بنتى ياريت تشوفلى شغل اقدر اروحه والبنت معايا
حاتم : انا حاشوفلك شغل ان شاء الله لكن اصبرى شويه لحد ما آيه تدخل المدرسه ولحد وقتها انا متكفل بيكم وملزم بكل طلباتكم
ام آيه : وحضرتك ذنبك ايه ؟ حضرتك اكرمتنى مره كتر خيرك اكتر من كده يبقى طمع
حاتم : ما تقوليش كده انا مستنى الثواب من ربنا وزى ما انتى بتدعيلى بالستر انا فعلا محتاج دعواتك لكن مش علشانى انما علشان ناس قريبين منى ومش عارف اى حاجه عنها صدقينى دعاكى ليها اكتر من اللى ممكن اديهولك شكلك ست محترمه ومؤمنه وباذن الله ربنا يستجيب لدعاكى
ام آيه : انت عارف ان آيه لسه حتدخل المدرسه كمان سنه وشويه ؟
حاتم : لا طبعا آيه لو دخلت مدرسه خاصه يبقى كلها كام شهر وساعتها حاشوف شغلانه كويسه ومواعيدها مناسبه للمدرسه
ام آيه : لا مدرسه خاصه ايه مش ممكن يا بيه دى مصاريفها كتير
حاتم : انا متكفل بكل حاجه ما تشغليش بالك
ام آيه : ليه يا بيه ؟ ما تزعلش منى بس ليه بتعمل معايا كل ده ؟
حاتم : مش قلتلك محتاج منك دعوة مؤمن بظاهر الغيب لواحده ما تعرفيهاش ؟ يمكن دعوتك دى تكون سبب سترها
نظرت اليه بتفرس وهى تمعن التفكير فى امر ما فاسرع يقول
حاتم : اتطمنى يا ام آيه عمرك ما حيصيبك شر من ناحيتى انا مش عاوز اضيع الثواب لكن انتى مش الوحيده اللى باعمل معاها كده
ام آيه : انا متاكده يا استاذ حاتم فى اخلاقك ونبلك بس كنت عاوزه اسال هى الست دى اسمها داليا ؟
حاتم : انتى تعرفيها ؟
تم آيه : ابدا لكن انت على طول تغلط فى اسم آيه وتقول داليا
حاتم : فعلا عندك حق اصلها شبه آيه قوى وهى صغيره لدرجة باحس انى شايفها هى
حدد حاتم لام آيه مبلغا شهريا يكفيها لحياة كريمة ثم استاذن فى الانصراف ليعود بعد قليل حاملا معه بعض اللعب وفستان انيق لآيه واخيرا قال لامها
حاتم : فيه حاجه كمان انا عندى شوية عفش قديم مش هلكان هو كويس لكن انا جددت العفش واحتفظت بيه فى مخزن فى الجاراج حاجيبه علشان العيشه كده مش حتنفع
ام آيه : ربنا يقدرنى على رد جمايلك يا استاذ حاتم ويسترها معاها ويسترها مع كل ولايا المسلمين يارب
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
رقم غير مسجل يدق هاتفه الامر معتاد وليس غريبا بالنسبة لحاتم فهو يتلقى مكالمات كثيرة بخصوص العمل ومن الطبيعى ان يرد
ياسمين : الو حاتم ازيك
حاتم : الحمد لله يافندم مين معايا ؟
ياسمين : اخص عليك يا حتومه مش فاكر صوتى ؟ نسيت ياسمين حبيبتك ؟
تذكرها اخيرا فهو لم يلتقيها منذ زمن بعيد
حاتم : ياسمينا ازيك اخبارك ايه ؟ معلش اصلى سايق مش مركز بس ده مش رقمك
ياسمين : لا ده رقمى الجديد اصلى غيرت الرقم المهم انا فى اسكندريه انت فين ؟
حاتم : فى اسكندريه معقول ؟ يبقى لازم نتقابل
ياسمين : غريبه اومال انا مكلماك ليه ؟ اسمع انا عندى شغل مع شركة ملاحه فى محطة الرمل حاخلص الساعه اتنين تقريبا
حاتم : تمام وانا قبل الساعه اتنين حاكون فى محطة الرمل حاستناكى عند تريانون
التقيا فى الموعد فى كافيتريا تريانون الشهيرة واحتضنته ياسمين وتقبل منها ذلك ببساطة ودعاها للركوب
حاتم : اومال فين عربيتك ؟
ياسمين : العربيه جيت ادورها لقيتها عطلانه جيت بالقطر
حاتم : طيب انتى وراكى حاجه تانيه واللا نروح نتغدى ؟
ياسمين : لا مافيش انا خلصت النهارده حتغدينى فى المطعم اللى بتروحه على طول ؟
تردد حاتم فهو لا يرغب فى اصطحاب احد هناك سواها هذا المطعم هو مكانها المفضل وهو يرغب فى الاحتفاظ بتلك الذكرى خاصة بها فقط
حاتم : لا بلاش المطعم انا اصلى النهارده نفسى اكل سمك ايه رايك نروح ابو قير واللا بحرى ؟
ياسمين : لا خليها ابو قير ونروح المطعم بكره
حاتم : هو انتى حتيجى بكره تانى ؟
ياسمين : جرى ايه يا حاتم مالك انت عاوزنى اسافر وارجع تانى ؟ انا حابات هنا لسه عندى شغل بكره وبعده كمان
بدا القلق على وجه حاتم ولم يرد فنظرت له ياسمين بدهشة قائلة
ياسمين : مالك يا حاتم متغير ليه ؟ انت عندك حد بايت فى شقتك ؟
حاتم : انا بطلت اى حد ييات فى شقتى معلش انا اسف لكن انا اتغيرت يا ياسمين انا مش حاتم بتاع زمان انا واحد تانى
ياسمين : والتانى ده بقى مستشيخ واللا ايه الحكايه ؟
حاتم : لا مش مستشيخ لكن التانى ده بيحب وبيخلص لحبيبته ومش عاوز ….
ياسمين : مش مصدقه ودانى حاتم بيحب ؟ اهى دى بقى تبقى المعجزه الثامنه
اخذت تضحك حتى دمعت عيناها وحاتم ينظر لها بضيق فقالت معتذرة
ياسمين : معلش انا اسفه يا حاتم بس ما كنتش اتصور ابدا انك ممكن تحب وحتى لو حبيت الحب يغيرك بالشكل ده ؟
حاتم : فعلا يا ياسمين الحب غيرنى وخلانى شخص تانى مختلف تماما
ياسمين : طيب بجد يا حاتم انت عارف انى حبيتك من كل قلبى وعشت معاك فتره من اجمل فترات حياتى لكن ده ماضى بالنسبالى وصدقنى مش حاغير وفعلا والله انا فرحانه علشانك وعاوزه اعرف كل حاجه من طأطأ لسلام عليكم
حاتم : حاحكيلك يا ياسمين حاقول لك على كل حاجه لانى محتاج اتكلم لكن الاول عاوز اعرف اخبارك طول السنين اللى فاتت
ياسمين : طيب اسمع يا حاتم انت مش لسه عامل اوضتين ؟ ينفع ابات عندك كاصدقاء بس ؟ واوعدك انى اكون مؤدبه طبعا انت مش مصدقنى بس اوعدك
حاتم : احكيلى اخبارك الاول وبعدين نشوف
ياسمين : انا اخبارى سهله وبسيطه اتخطبت لواحد فتره ولقيته ما يستاهلش فسخت الخطوبه ورميت الدبله فى وشه وكان مدير الشركه بتاعتى مشيته وباباشر شغلى بنفسى وخلاص على كده
حاتم : خساره يا ياسمين هو ايه يعنى زعلك فى حاجه ؟
ياسمين : مش راجل يا حاتم عيل مش بتاع مسئوليه وما يصونش ولا يعرف يبنى بيت ولا يشيل مسئوليه ولا عنده دم ولا كرامه
حاتم : لا يبقى سيبك منه ان شاء الله تلاقى احسن منه انتى رغم جنانك الا انك بجد انسانه جميله وتستاهلى كل خير
كانا قد وصلا الى مطعم الاسماك واختارا مائدة وطلبا الطعام
ياسمين : وانت بقى اخبارك ايه ؟ خلاص حبيت وحتتجوز ؟
حاتم : انا حبيت اه لكن اللى حبيتها بقالى سنتين ونص ما اعرفش عنها حاجه
ياسمين : سنتين ونص ليه ؟ انت زعلتها ؟
حاتم : حاحكيلك كل حاجه احنا النهارده وبكره مع بعض بس الادب فاهمه ؟
ياسمين : فاهمه انا حاقعد فى اوضه واقفل على نفسى بالمفتاح او انت اللى مفروض تقفل على نفسك لو خايف منى هههههههه
حاتم : هاهاها طيب يا ستى حاحكيلك
حكى حاتم لها كل شيء من البداية للنهاية منذ طفولته وبداية تعرفه بها حتى زواجها وسفرها حكى وهما يتناولان الطعام وحكى وهما يسيران جنبا الى جنب فى بحرى وحكى وهما جالسان فى صالة منزله واستمعت ياسمين بدون تعليق حتى انتهى تماما ومسحت دمعة سقطت رغما عنها وقامت فى صمت لتصعد الى الغرفة التى اختارتها وتغلق الباب عليها حتى الصباح
………………….
تكررت زيارات منيع لداليا حتى صارت شبه يومية وللحق كان منيع كريما معها وكان يبدى حزنا عندما تطلب منه ان يكف عن احضار الهدايا فتضطر لقبولها وعند انصرافه كانت تلقى بها فى دولابها دون ان تنظر اليها او حتى تعرف ما بها .
كان منيع قد سافر كثيرا وجاب كثيرا من الاقطار ولديه خبرات وحكايات كثيرة وكان محدثا لبقا اضافة الى انه كان يحبها ويعاملها برقى شديد ولم تعد العلاقة الحميمة هى الاساس فكانا اغلب الاوقات يقضيانها فى غرفة المعيشة يتبادلان الحديث فى مختلف المجالات وفى النهاية يقبل جبهتها او حتى يدها ويخرج من عندها سعيدا اذا ما لمح فى عينيها ابتسامة رضا عند نهاية اللقاء
اما هى فكانت ترسم تلك الابتسامة غصبا احيانا وكانت فى احيان كثيرة تمنحه اياها راضية ممتنة ان اصبح انيس وحدتها وسمير جلستها .
ورغم تحسن حالة داليا النفسية الا انها اصبحت تنظر لنفسها باحتقار يزداد يوما بعد يوم حتى اصبحت ترى نفسها امراة سقطت فى الوحل ولم تعد تفكر فى العودة لمصر او رؤية حاتم بعد ان دنست شرفها للمرة الثانية بعد ان فكرت فى التوبة .
وخلال كل ذلك كان ما اسعد داليا حقا اكثر من اى شيء اخر هو غياب على بعد ان طردته اخر مرة حتى انها كادت تنسى وجوده تماما لولا ان عاد فجاة بعد شهرين وهو يتقافز فى انفعال
على : الحقى فيه مصيبه انا مش قادر اتكلم
داليا : مصيبه اكتر من دخلة امك عليا ؟ مصيبة ايه ما تنطق يا حيوان
على : امك قصدى والدتك مش قادر امسكى اعصابك
داليا : الله يخرب بيتك على بيتها فى يوم واحد فيه ايه انطق ؟
على : ماتت … البقيه فى حياتك كانت بتعمل عمليه و ….
داليا : الف نهار ابيض وهى دى مصيبه ؟ عقبالك انت واهلك يا بعيد اول مره تجيب خبر كويس عقبال ما تجيبلى خبر الحيوان حامد وجوده
نظر اليها بدهشة وظن انها فى حالة صدمة
على : انا باقول امك ماتت
داليا : سمعت وفى رايى ان ده اسعد خبر سمعته من يوم ما شفت خلقتك انا عمرى ما حسيت انها امى عمرى ما حبيتها ولا حسيت انها بتحبنى مش هى دى اللى بلتنى بالبلوه دى ؟ مش كفايه انها كانت السبب فى جوازتى السوده منك ؟ طب وعلى كده بقى جبتلى جواز سفرى علشان اروح اخد عزا الغاليه ؟
على : لا ما جبتهوش لسه شويه على الس…
قاطعته بحدة
داليا : اومال جاى تنيل ايه ؟ الهى تتشوى فى نار جهنم البعيده هى واخوها حامد الزفت
على : على فكره هو حاول يكلمك على تليفونى كتير طول السكه امسكى اهه بيتصل
لم تكن ترغب فى سماع صوته ولكن على فتح الخط واعطاها الهاتف فسمعت صوته يقول
حامد : البقيه فى حياتك يا داليا امك تعيشى انتى
داليا : فى ستين داهيه عقبال ما اسمع خبرك
حامد : انتى بتقولى ايه يا بت انتى ؟
داليا : ما سمعتش اسمعك تانى باقول فى ستين الف داهيه كلبه وراحت عقبال ما اسمع خبرك يا حامد يا هوارى
حامد : انتى شكلك اتجننتى يا بنت ال …
داليا : اوعى لسانك يغلط فى ابويا انت فاهم ؟
كانت تصيح بحدة وغضب ثم ضحكت باستهزاء قائلة
داليا : اتجننت ؟ دى اقل حاجه ممكن تحصل انت كنت عاوز ايه غير كده ؟
حامد : ماشى اتجننى كمان انا اعرف اعقلك لو ما بقيتيش خايفه على نفسك منى ايه ما بقيتيش خايفه على حبيب القلب ؟
داليا : قرب له وفكر بس تمس شعره واحده منه وانا ودينى اكون واكله مصارينك بسنانى اوعى تفكر انى لسه داليا الصغيره الجبانه المغلوبه على امرها اللى وطت على رجلك تبوسها زمان لا اصحى ودينى وما اعبد لو رجعت مصر حاوريك بنى ادمه تانيه خالص انت نفسك لازم تحس بالرعب لما تشوفنى او حتى تسمع عنى
حامد : حامد الهوارى ما يخافش يا بت حامد الهوارى الناس تخاف منه
داليا : طز وستين الف طز وحياتك حتكون نهايتك على ايدى واصبر عليا
اغلقت الخط والقت الهاتف ارضا ونظرت لعلى بغضب قائلة
داليا : فين فلوس الزفت القبض الشهر اللى فات والشهر ده ؟
على : انتى قلتى مش عاوزه فلوس
داليا : انت حتستعبط ؟ انا قلت مش عاوزه فلوس ومستعده ارجعلك فلوسك ورجعنى مصر انت رجعتنى ؟
على : انا كنت فاكر انك ….
داليا : فاكر انى ايه ؟ انا حافضل اخد كل مليم لحد ما ترجعنى ووقت ما تجيب جواز سفرى مستعده ارجعلك كل فلوسك وزياده
ثم نظرت اليه باحتقار قائلة
داليا : فلوس هى دى فلوس ؟ انت وفلوسك تحت جزمتى يا ابن الكلب انا باخد الفلوس غصب علشان اذلك واهين كرامتك لكن اوعى تفكر ان داليا شركس تهمها ملايين الدنيا كلها تروح دلوقت تجيب الفلوس وتغور مش عاوزه اشوف خلقتك الا ومعاك جواز السفر واعمل حسابك لو ما جبتش الفلوس حتلاقينى عندك فى الجنوب وافضحك

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى