رواية دماء على اوراق الورود الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آثر توفيق
رواية دماء على اوراق الورود الجزء التاسع والعشرون
رواية دماء على اوراق الورود البارت التاسع والعشرون

رواية دماء على اوراق الورود الحلقة التاسعة والعشرون
#الجزء_الثانى
الحلقة الثانية
باتت اول لياليها فى بيتها بعد العودة سعيدة بعد ان ختمت ليلتها الاولى بمكالمة مطولة مع خديجه التى اتصلت بها فور وصولها لتطمئن وعاودت الاتصال ليلا لتحكى لها داليا كل ما حدث طوال اليوم وتحكى لها عن التغير الذى طرا على على ولكن خديجه طمانتها قائلة
خديجه : ما تخافيش ده جبان وحيرجع للجبن تانى هو فى المملكه كان خوفه زايد لانه خايف يخسر حياته لانه كان شاذ ولو اتفضح واتحاكم حيتعدم وجاسم كان ممكن يبحث اكتر فى الموضوع ويقدمه للمحاكمه لكن كان اكثر همه يرجعك مصر باسرع وقت لكن بعد ما رجعتم وخسر عمله اكيد شايف انك السبب وده اللى خلاه يتجرا عليكى انما لو تهبى فيه حيكش
داليا م : تفتكرى ؟
خديجه : غالبا وعموما كل شيء حيبان ما تستعجليش وانا واثقه انه حيكشف اوراقه قريب وفى اى وقت تحتاجينى اتصلى بيا احجز واجى مصر اكون جنبك
داليا م : ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا خديجه
كان اكثر ما اسعدها وجعلها تنام قريرة العين انها تشعر انها ليست وحدها وان هناك من يدعمها ويقف خلفها كانت خديجه نعم العون والسند .
وفى الصباح كانت هناك مفاجأة اخرى اسعدتها حين زارتها سعديه لكم احبت تلك المراة الطببة التى لم تسيء الظن بها برغم لقائهما الاول فى وضع اخطأت فيه حقا ولكن تلك المراة حسنة النية كانت انقى من ان تنفر منها بل واحتضنتها بصورة اثرت فيها
كانت سعديه بصحبة ابنتها مديحه التى اصرت على اعداد الشاى وذهبت للمطبخ وتركتهما معا لتطمئن على اخبارها
داليا م : الحمد لله اتبهدلت هناك فى الغربه وفى الاخر ربنا كرمنى بناس طيبين حبونى وساعدونى لحد ما رجعت
سعديه : حمد الله على سلامتك نورتى بلدك على فكره حاتم بيسلم عليكى ونفسه يشوفك
تغير وجه داليا الى الحزن وقالت
داليا م : مش حينفع يا ابله خلاص دى قصه وانتهت قوليله يفتكرنى بالخير
سعديه : هو كل اللى عاوزه يتطمن عليكى ويستسمحك
داليا م : مش حينفع قلت مش حينفع خلاص
قالتها بهياج عصبى وبدات شفتها السفلى فى الاختلاج وبدات عينها اليسرى ترتعش وبدات تثور اكثر وتهذى بكلمات غير مفهومة كانت تشعر وقتها بان ثمرة الخطيئة تتحرك فى احشائها من جديد وانها دنست نفسها ولن تستطيع ان ترفع عينها فى اى مخلوق بعد فعلتها الشنعاء .
اسرعت اليها سعديه وجلست بجوارها تحتضنها وتربت على ظهرها وتهدهدها كطفل صغير حتى هدات وهى تتجاهل هاتفها الذى يدق باستمرار برقم امل حتى قالت اخيرا
سعديه : معلش يا داليا يا بنتى انا مش عاوزه اسيبك بس اصل جوز مديحه مستنينا تحت رايحين مشوار مهم لكن حارجعلك تانى
داليا م : طيب ضرورى نتغدى مع بعض النهارده
سعديه : لا مش النهارده بس حاجيلك يوم تانى
اسرعت بالنزول مع مديحه لتقابل امل وداليا طلال وتخبرهما بما حصل وتطلب منهما ارجاء الحديث فى امر حاتم
بعد قليل رن الجرس مجددا وفتحت الباب لتجد امامها مفاجأة اخرى اسعدتها صديقة الجامعة امل
امل : اخيرا لقيتك يا هرابه انتى كنتى فين ؟
داليا م : مش معقول اموله ؟ ادخلى
تعانقت المراتان ودخلتا لتجلسا فى غرفة المعيشة
امل : انا دورت عليكى كتير وكنت كل فتره اجى الاقى مافيش فايده والنهارده كنت جايه وحاسسه انى حالاقيكى واول ما ابراهيم بشرنى طلعت على طول
داليا م : فيكى الخير يا اموله اخبارك ايه ؟
امل : انا الحمد لله باشتغل فى بنك فى ايتاى واتجوزت وعندى بنت بس سيبك منى احكيلى اخبارك انتى الاول
داليا م : احكيلك ايه واقول ايه بس ؟ انا جوزونى لواحد وسافرت معاه السعوديه وسرق جواز سفرى وقعدت سنتين ونص مش لاقيه بنى ادم اكلمه نص كلمه لدرجة بقيت باكلم نفسى وفى الاواخر ربنا بعتلى ملاك واحده ست جميله من بره ومن جوه هى واهلها قدروا يساعدونى ويقفوا جنبى لحد ما رجعونى مصر وطول السنين دى مافيش حاجه تسر القلب الا خديجه صاحبتى دى هى واولادها المهم احكيلى انتى مبسوطه مع جوزك ؟
قالت امل وهى تبتسم بحرج
امل : انتى عارفه انا اتجوزت مين ؟ بس من غير زعل
داليا م : حد اعرفه ؟
هزت راسها بالايجاب وقالت
امل : نادر ابن عمك
ظهرت الفرحه على وجه داليا واحتضنتها قائلة
داليا م : مبروك الف مبروك طب ايه اللى يزعلنى فى كده نادر ابن عمى راجل محترم وطيب وابن ناس وانتى اعز صاحباتى
امل : يعنى انتى مش متضايقه انى اتجوزت من عيلة عمك ؟
داليا م : انا مشكلتى مع عمى بس انما ولاد عمى حيفضلوا ولاد عمى الغاليين انما مش عاوزه اشوفهم علشان ما يفتحوش مواضيع حتتعبنى بس برضه زعلانه انهم ما سالوش عنى
امل : لا هم كانوا بيسالوا ويتطمنوا على طول عن طريق الجاسوس بتاعهم
داليا م : جاسوس ؟ هم كانوا حاططين عليا جاسوس ؟ مين ده
امل : لا مش ده دى
واشارت الى نفسها وابتسمت بسذاجة
امل : انتى عارفه ان عمك حول ورقى من جامعه البحيره لجامعه اسكندريه وغصب عليا ادخل تجاره علشان ابقى معاكى ؟ انا ابويا راجل غلبان قوى والدكان بتاعنا يادوب يكفينا لكن الحاج هو اللى قعد يصرف عليا طول سنين الكليه علشان ابقى جنبك واطمنهم عليكى وكان واعدنى يشغلنى فى بنك بعد ما اخلص
داليا م : وايه كمان ؟
امل : انا اسفه يا داليا هو كان كل همه يتطمن عليكى وانا ما قدرتش اضيع الفرصه دى بس والله انا لما اتعرفت عليكى حبيتك قوى
صفقت داليا بيديها وقالت ساخرة
داليا م : برافو كنتى دخلتى معهد تمثيل كان حيبقى مستقبلك احسن من التجاره واللا ليه انتى اهه اخدتى مكافاة نهاية خدمتك بجوازك من نادر ووقعتى واقفه لا بجد برافو عليكى
نكست امل راسها قائلة
امل : انا اسفه يا داليا بجد اسفه انا لو قصدى امثل عليكى ما كنتش قلتلك كل حاجه من غير حتى ما تطلبى
داليا م : يا ستى هى جت عليكى ؟ انا ما قابلتش بنى ادم قاللى باحبك وطلع صادق حتى عمى
امل : يا داليا والله عمك …
داليا م : كفايه ما تجيبيش السيرة دى ابدا اسمعى يا امل لو عاوزانى انسى اللى عملتيه ونفضل اصحاب ما تجيبيش سيرة عمى ابدا
امل : يعنى انتى مسامحانى ؟
داليا م : اعمل ايه غصب عنى باحبك
وضعت امل ساقا فوق الاخرى وقالت بغرور
امل : اومال ايه لازمته الوش الخشب اللى عملتيه عليا وتقولى عليا ممثله شاطره ؟ وبعدين انا اتحب اصلا وماحدش يقدر يزعل منى
قذفتها داليا بوسادة خفيفة وقامت لتجذبها من شعرها فصاحت امل
امل : لالا خلاص حرمت علشان انا عاملالك مفاجاه حتبسطك قوى
داليا م : مفاجاة تانى ؟ امشى يا بت اطلعى بره
امل : هههههه لا صدقينى المره دى حتتبسطى فيه واحده بتحبك ونفسها تشوفك
داليا م : هو لسه فيه حد بيحبنى بجد ؟
امل : ناس كتير قوى بتحبك ونفسها تشوفك بس دى بقى اقرب واحده ليكى
داليا م : مين دى ؟
امل : حتشوفى
اخرجت هاتفها وطلبت رقما قائلة
امل : الدار امان تقدرى تطلعى
كانت قلبها يرتجف من اللهفة وتمنى نفسها ان تكون الحاجه عاليه فليس احب اليها ان تراها وبعد قليل دق الجرس
امل : استنى انتى انا حاقوم افتح
قامت الى الصالة وفتحت لداليا طلال وآيه وابقت داليا فى الصالة واصطحبت آيه اولا وعلى باب غرفة المعيشة وقفت داليا تنظر اليها بذهول
داليا م : مين دى ؟ انا مش مصدقه عينيا كأنى شايفه نفسى وانا صغيره
مدت آيه يدها الصغيرة وابتسمت ببراءة فامسكت داليا بيدها تقبلها واحتضنت الطفلة بحنان وامل تقول
امل : ايه رايك فى المفاجأة الجميله دى ؟ عارفه دى مين ؟ دى بنتك مش بنت اختك تبقى بنتك ؟ اهى دى بقى بنت اختك
داليا م : بس انا ما عنديش اخوات
داليا ط : لا عندك انا اختك بس انا كمان ما كنتش اعرف
كانت تقف خلفها على باب الغرفة وعلى وجهها ابتسامة جميلة وفى عينيها لمعة الدموع تعبر عن شوقها وسعادتها برؤية اختها بعد طول غياب فوقفت داليا محسن وهى تنظر اليها بذهول قائلة
داليا م : اختى ازاى ؟ مش فاهمه
امل : مش فاهمه ايه ؟ هو انتى مش واخده بالك من الشبه ؟ ازاى طول العمر ده ما شفتيش انكم كانكم توأم ايه مش شايفه آيه حتى ؟
داليا م : ما هى بنت عمى يعنى الشبه …… طيب فهمونى قولولى ازاى ؟
وقفت امام اختها تشعر بالحيرة فنظرت اليها داليا طلال بعتاب وقالت وهى تغالب شوقها
داليا ط : طيب مش تاخدينى فى حضنك الاول علشان احس انى بجد لقيتك ؟ معقول مش واحشاكى ؟ طيب بجد بجد انتى واحشانى ونفسى اخدك فى حضنى
لم تستطع ان تتمالك نفسها والقت نفسها فى حضن اختها وانخرطت الاثنتان فى البكاء بينما امل تعزف بفمها موسيقى تصويرية .
جلسوا جميعا وداليا محسن تضع آيه على ركبتها وهى سعيدة بها بينما داليا طلال تحكى لها ما عرفته مؤخرا عن حياتيهما التى كانتا تجهلان حقيقتها حتى قالت اخيرا
داليا ط : بس يا ستى يعنى احنا الاتنين ولاد ميساء الله يرحمها اخوات من ام واحده
داليا م : يا ساتر انتوا كانكم شلتوا هم تقيل من على قلبى احسن حاجه ان اللى اسمها رجاء دى ما طلعتش امى انا عمرى ما حبيتها ولا حسيت انها بتحبنى وكويس كمان اللى اسمه حامد ده ما طلعش خالى
امل : دى ست ما تنفعش ام اصلا ده ربنا له حكمه انه حرمها من الخلفه
داليا م : اهى ماتت الله لا يرحمها تصوروا الوليه الشايبه ماتت ازاى ؟ كانت بتعمل عملية تجميل واخدت جرعة بنج زياده وهى فوق الستين سنه
امل : يا لهوى تجميل ؟ شوفوا الوليه العايبه بتعمل تجميل فى سنها ده
داليا ط : ياللا اهى راحت للى خلقها سيبك منها بقى خلينا فى المهم
داليا م : خير يا حبيبتى فيه ايه ؟
داليا ط : بابا مهاب عاوز يشوفك
انتفضت داليا محسن ووضعت ايه جانبا وقامت بسخط
داليا : لا ارجوكم ماحدش يجيب السيره دى تانى كفايه
داليا ط : بس يا دوللى
غمزتها امل قائلة
امل : خلاص يا دودو مش وقته خلونا نحتفل الاول برجوع القمر بتاعنا بالسلامه هو فين جوزك صحيح
داليا م : خميرة عكننه يخرب بيتك ما تفتكرى سيره عدله اهو اتنيل خرج من بدرى الهى يفرمه اتوبيس قولى امين يا بت انتى وهى
داليا ط : امين ياختى امين ههههه
داليا م : قولولى صحيح هو محسن اتجوز ؟
امل : لا لسه مش راضى يتجوز لحد دلوقت
داليا م : ليه كده ؟ ده كبر وبعدين مش ناقصه حاجه طيب ايه السبب ؟
داليا ط : بصراحه مش عارفه حاجه غريبه
امل : انا بقى عارفه اصله عمره ما خبى حاجه على نادر وندورتى عمره ما يخبى عليا حاجه بس مش حاقدر اتكلم دلوقت
داليا م : ايه حب قديم ؟
امل : اه بس ربنا يسهل يمكن الحكايه تتجدد ونفرح بيه قريب باقول ايه ما تقعدوش تدحلبونى مش حاقول حاجه
………………….
استمرت النساء الثلاث فى التسامر واستعادة الذكريات الجميلة وتعمدت داليا طلال وامل عدم ذكر الحاج مهاب او حاتم مؤقتا وحل المساء وعاد على من الخارج فنبهت عليهم داليا محسن الا يتدخلن فى الحديث مطلقا ولا يعترضن على ما تفعله ونادت عليه بحدة فوقف على باب غرفة المعيشة حين فوجئ بوجود ضيوف
داليا م : باقول ايه انا عندى ضيوف حيباتوا عندى كام يوم روح شوف حته تتلقح فيها
على : طيب اروح فين ؟
داليا م : فى داهيه ما يخصنيش هو انت بعد ما تطلقنى حتروح فين ؟
على : طيب انام فى اى حته وانا كده كده حامشى الصبح بدرى
داليا م : هو كان بيت امك ؟ انا حتى لو ما عنديش ضيوف مش عاوزه اشوف خلقتك يا اخى فارقنى بقى وارحمنى من منظر اهلك
اشار بيده لتهدئتها وهو يتراجع للخلف
على : طيب اهدى اهدى انا ماشى
انصرف مسرعا فزفرت بعصبية ولاحظت داليا طلال اختلاج عينها اليسرى فاشارت لامل ان تقوم باعداد كوب من الليمون بسرعة وقامت لتجلس بجوارها وتضع راسها على صدرها تمسح على شعرها وتتلو عليها بعض ايات القران حتى هدات فقالت لها
داليا ط : عاوزه اقول لك على حاجه بس ما تزعليش انتى محتاجه تروحى لدكتور اعصاب
تجاهلتها داليا محسن ولم ترد عليها وهى تحيط خصرها بذراعيها وتدفن راسها فى حضنها وتزداد التصاقا بها حتى حضرت امل بالليمون فشربته وهدات اكثر فقالت اختها
داليا ط : تعرفى يا داليا ؟ زمان كنت باتضايق لما باشوفك بس عمرى ما كرهتك بالعكس كنت باحس انى باحبك لكن غصب عنى باتضايق من حاجات بيعملوها وحاجات بتحصل بسببك
داليا م : بسببى انا ؟ حاجات زى ايه ؟
داليا ط : انا حاقول علشان عاوزه اصفى اللى جوايا وابدا صفحه جديده معاكى . زمان لما كنتى تيجى العزبه مع الدكتور محسن كان الكل يتلفوا حواليكى وينسونى رغم انى كنت بابقى عامله زى البرنسيسه وانتى مش موجوده ماما عاليه كانت تقعدك على المرجيحه وتنسانى رغم ان المرجيحه كبيره وممكن تاخدنا مع بعض وبابا مهاب كان بركبك الحصان ويلففك البلد كلها رغم ان ممكن يركبنا الكارته مع بعض حتى الدكتور محسن اللى جايبك كان يادوب يبوسنى ويدينى الفستان او اللعبه اللى جابهالى وبعدها ولا كأنى موجوده حتى نادر ومحسن … لا الصراحه لا محسن لا كان الوحيد اللى عمره ما نسينى وكان فى الوقت ده بالذات الاقيه جنبى وكان بياخدنى عند عم دسوقى ويجيبلى شيكولاته ويفضل معايا كأنه حاسس باللى جوايا
امل : اصل محسن طول عمره حنين وبيحبك و …..
داليا م : لكن يا حبيبتى دى حاجات ماليش ذنب فيها
داليا ط : انا ما قلتش ان ليكى ذنب لكن كانت بسببك وعمرى ما اتمنيت انهم يهتموا بيا وينسوكى كل اللى كنت عاوزاه يفتكرونى جنبك
داليا م : فيه حاجه تانيه ؟
ترددت داليا طلال قليلا وقررت ان تحسم امرها وتبوح بكل ما بداخلها
داليا ط : اه فيه حاجه كمان غصب عنى مخى ربط بين ان يوم ما اتولدتى ماما ماتت خدى بالك انا ما كنتش اعرف انها امك ولا انها ماتت وهى بتولدك كل اللى اعرفه ان يوم ما جيتى الدنيا هى راحت ولقيت بابا محسن بقى عمو محسن وعمو مهاب بقى بابا مهاب بقيت عامله زى العبيطه ومش فاهمه حاجه خالص وكل اللى فهمته انك السبب فى اللخبطه دى
داليا م : ايوه يا داليا بس موت ماما ده قضاء وقدر ودى اعمار يعنى انا مش السبب وكمان ما تنسيش انى عشت عمرى كله ما اعرفش انها امى غير النهارده وعمرى ما شفتها لكن انتى كنتى عارفه امك وعشتى معاها فتره
داليا ط : يا حبيبتى ده كان تفكير طفله عمرها خمس سنين انا باصارحك باللى جوايا علشان اكون صافيه خالص من ناحيتك يا دوللى انتى الوحيده اللى من دمى صحيح انا باحب ماما عاليه وبابا مهاب قوى وباحس انهم اهلى وهم كمان عمرهم ما حسسونى انى مش بنتهم لكن الحقيقه انى ماليش اهل من دمى غيرك انتى وايه بنتى فاكره لما جيت اشوفك عند المدرسه بعد ما الدكتور مات وامك طردتنى ؟ يومها قابلتينى من غير نفس لكن اول ما عرفت انك اختى حسيت انى حاموت واشوفك واول ما عرفت انك رجعتى كنت عاوزه اجيلك ساعتها وفضلت طول الليل اعد الدقايق لحد ما النهار يطلع وقلت حاجى حتى لو طردتينى
داليا م : مش ممكن اطردك ابدا انا يوم المدرسه كنت متضايقه من عمى مهاب مش منك وكنت عارفه انك بنته لكن حتى لو جيتى البيت مستحيل اطردك ابدا لانى ما اتربيتش على كده انا من عيلة شركس وعمرى ما اقصر مع ضيوفى حتى وانا مش عارفه انك اختى بس انا مش عاوزه الكلام ده يكون سكه علشان تفتحى سيرة عمى مهاب
امل : ليه يا دوللى والله عمك
قاطعتها داليا محسن بغضب قائلة
داليا م : امل وبعدين قلت مش عاوزه السيره دى كفايه بقى
داليا ط : خلاص خلاص اهدى مش حنجيب السيره دى تانى
داليا م : انا اسفه يا اموله مش قصدى ازعقلك بس … ما تزعليش منى
امل : مش زعلانه انتى عارفه انى عمرى ما زعلت منك وبعدين انا ما عنديش دم اصلا هههههه
ضحكوا جميعا وقالت امل بمرح
امل : طيب ايه مش كنا ناويين نخرج واللا الوقت اتاخر ؟
داليا م : لا ما اتاخرش ولا حاجه ايه رايكم ناجر عربيه ونتفسح بيها وحتى نتعشى بره ؟
…………………..
قبيل الفجر وصل حاتم عند النقطة الامنية التى يقف فيها مصطفى ونزل اليه قائلا
حاتم : ازيك يا مصطفى
مصطفى : الحمد لله يا حاتم بيه
حاتم : يا مصطفى انا عاوز اطلب منك تقوم بمهمه صعبه جدا قدها واللا ….
مصطفى : رقبتى يا حاتم بيه مصطفى الصعيدى راجل وقدها وقدود
حاتم : عاوزك ترجع البلد
جذب مصطفى نفسا عميقا من سيجارته واطلق الدخان فى الهواء وقال
مصطفى : قول يا حاتم بيه انا سامعك
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الثانى
حاتم : عاوزك تروح البلد وتراقب اللى اسمه حامد وتجيبلى معلومات كامله عنه وعن كل حاجه تخصه رجالته والمغارات اللى بيخزن فيها بضاعته كل حاجه
مصطفى : تفتكر ان اللى بتطلبه ده سهل ؟
حاتم : لا طبعا ده يكاد يكون مستحيل لكن لازم تقدر علشان نقدر نخلص منه وناخد تارنا
مصطفى : طيب حاروح اقول ايه ؟
حاتم : قوللى الاول هو يعرف انك رحت تشتغل فى الساحل ؟
مصطفى : لا انا قلتله حاروح اشتغل بواب فى القاهره اصل القاهره كبيره وزحمه وماحدش بيعرف يلاقى حد فيها
حاتم : طيب كويس قوى عاوزك تفهمه انك اتمرمطت فى القاهره وراجع يائس وبايع الدنيا وتطلب منه يشغلك معاه
مصطفى : هاهاها يشغلنى معاه ؟ ده مش بعيد يقتلنى ده بيشك فى صوابعه اكيد حيفهم ان حد زاققنى ومش حيسيبنى الا لما اعترف
حاتم : تمام وعلشان يجبرك تعترف حيعمل ايه ؟ لازم يخليك تحت عينه ليل نهار ويمكن يشغلك معاه علشان ما تقدرش تفلت منه
مصطفى : يا بيه عمره ما حيشغلنى معاه ده كبيره يشغلنى خدام فى بيته او فى الاسطبل ويمرمط فيا قدام كل اهل البلد لحد ما اعترف
حاتم : وانت حتعترف ؟
مصطفى : لو قطعنى حتت مش حانطق بس حابقى مرمطون ؟
حاتم : شايف حل تانى علشان نقدر ندخل جوه بيته ونراقبه ونخليه فاكر نفسه بيراقبك ؟
فكر مصطفى قليلا وقال
مصطفى : صح يا بيه مالهاش حل تانى حاسافر وحاستحمل كل اللى حيعمله بس اخواتى وعيالى اللى فى البلد حنعمل فيهم ايه ؟
حاتم : انا حادبر لهم مكان هنا يعيشوا فيه تحت حمايتى وقبل ما نعمل اى حاجه حاخليك تخرجهم بره البلد
مصطفى : يا بيه المشكله الكبيره اختى فاطمه دى تقريبا محبوسه فى بيت المخفى جوز بنته فى البندر والبيت عليه حراسه شديده
اطرق حاتم براسه وفكر قليلا وقال
حاتم : هى فعلا مشكله كبيره لكن انا ضرورى الاقى حل ولو ما لقيتش حل حالغى اى حاجه ممكن اعملها انا مش ممكن اضحى بانسانه بريئه علشان خاطر انتقام شخصى
مصطفى : انا متاكد ان واحد زى حضرتك ضرورى يلاقى حل للمشكله دى بس انا ليا عندك طلب عاوزك تشوف شغلانه كويسه لاخويا محمد علشان يقدر يصرف بيها على الجيش ده كله اصلى مش حارجع معاهم
حاتم : يعنى ايه اومال حتروح فين ؟
مصطفى : حاخد بتارى يا بيه حامد الهوارى لازم يموت على ايدى ولما يبقى فى وسط رجالته معناها ان انا كمان حاموت معاه بس انا عاوز اطمنك ان محمد اخويا راجل ويقدر يشيل الحمل كله وكمان مراتى ونسوان اخواتى ممكن يشتغلوا ولو خدامين فى البيوت علشان خاطر العيال
حاتم : سيبها على الله يا مصطفى واحنا مش حنقصر مع العيال بس لو تسيب التار للحكومه ؟
مصطفى : الا دى يا بيه الا دى . انا مش باخد بتار احمد ولا مسعود يا بيه انا باخد بتار فاطمه اللى جرجرها من شعرها وجوزها لسه مدفون ودمه ما بردش ورماها خدامه تحت رجلين بنته ويا عالم بيعملوا فيها ايه . انا باخد بتار كرامتنا اللى داسها بجزمته وجبرنا نوطى على ايده نبوسها قدام كل اهل البلد لو انا فى اخر نفس موته لازم يبقى على ايدى
تنهد مصطفى باسى وهو يتذكر واضاف
مصطفى : تعرف يا بيه حامد لو مات موتة ربنا واللا بايد حد غيرى حاعيش طول عمرى ما اقدرش ارفع راسى واحس انى مش راجل
حاتم : طيب يا مصطفى انا عارف ان اللى شفتوه كتير قوى ومن حقك تعمل اكتر من كده ربنا يقويك بس انا مش عاوزك تحلق دقنك من هنا لحد السفر وياريت تقلل اكلك علشان تخس انا عاوزك تبان قدامه متبهدل عاوزه يلاقيك قدامه واقع وبايع الدنيا واللى فيها
مصطفى : على البركه يا بيه ادعيلى ربنا يسترها معايا واقدر انفذ اللى طلبته
………………….
وفى اليوم التالى اتصل محسن بداليا طلال مبكرا ليطمئن عليها فاجابته
داليا ط : معلش يا محسن مش قادره اسيبها اصلها شبطانه فيا مش عاوزه تسيبنى وكمان انا ما صدقت لقيتها ومش هاين عليا اسيبها لوحدها
محسن : ايوه بس اصل يعنى اصلك وحشتينى قصدى عاوز اتطمن عليكى قصدى كلنا يعنى عاوزين نتطمن عليكى يعنى انا ما صدقت انك رجعتى تانى قصدى كلنا يعنى ما صدقنا وكمان كنا عاوزين نتطمن منك على اخبارها
داليا ط : مالك يا محسن مش مجمع ليه ؟ هو فيه حاجه حصلت فى البلد ؟
محسن : لالا طبعا والله كلهم بخير انا بس اللى …. معلش براحتك بس طمنينى عليكى انتى كويسه ؟ مبسوطه مع داليا يعنى اتقبلتك وعرفت انك اختها ؟
داليا ط : ايوه عرفت واحنا فتحنا صفحه جديده مع بعض بس هى يا عينى اللى تعبانه ومش مبسوطه مع جوزها ده وانا باحاول اكون جنبها
محسن : طيب على راحتك طيب انا ممكن اجى اسلم عليها واللا هى مش عاوزه تشوف اى حد مننا ؟
داليا ط : هى حتموت وتشوف ماما عاليه بس مش وقته واحده واحده يا محسن المهم ان امل حترجع النهارده بس متاخر حد يستناها فى ايتاى فى المحطه
محسن : خلاص ماشى وانتى ابقى كلمينى وعلى فكره ماما حتتجنن على ايه
داليا ط : ايه نايمه فى حضن داليا مش عاوزين يسيبوا بعض وكمان احنا سهرانين لوش الصبح ومش حيقدروا يصحوا دلوقت لما يصحوا اخلى ايه تكلم ماما
…………………
وقررت امل العودة الى ايتاى البارود وكانت داليا محسن فى غاية الضيق
داليا م : يعنى يا امل بقالنا تلات سنين ما شفناش بعد ومش هاين عليكى تفضلى معايا يوم كمان ؟
امل : معلش يا حبيبتى انا عندى شغل مهم فى البنك وبعدين بنتى وحشتنى
داليا ط : بنتك بس اللى وحشتك ؟ طيب وندوره ؟
مطت امل شفتيها وابتسمت قائلة بسعادة
امل : جوزى حبيبى ومن حقى يوحشنى فيها حاجه دى ؟ وبعدين اللى تتجوز واحد زى نادر ما تقدرش تبعد عنه دى اول ليله اباتها بعيد عنه من ليلة جوازنا وبعدين انا حارجع يوم الخميس وافضل معاكى لحد السبت واجيب بنتى معايا
داليا م : طيب خلاص ما نضيعش وقت ياللا نروح نتفسح فى محطة الرمل وبعدين نوصلك لمحطة القطر
داليا ط : طيب استنوا اكلم الحاجه علشان حتتجنن على آيه
طلبت رقم عاليه وقالت
داليا ط : ايوه يا ماما وحشتينى يا قمر اخبارك ايه ؟
عاليه : وانتى كمان وحشتينى انتى حتيجى امتى ؟
داليا ط : مش عارفه والله بس يومين كده اسمعى خدى كلمى ايه علشان حتتجنن عليكى وبتشد التليفون من ايدى
ايه : ايوه يا تيته عامله ايه وحشتينى
عاليه : انتى كمان وحشتينى يا روحى حتيجى امتى ؟
ايه : مش عارفه اصلى باتفسح عند تانت داليا اصلها حلوه قوى وطيبه وبتودينى حتت حلوه وتخلينى انام فى حضنها
عاليه : يا روحى يعنى انتى مبسوطه ؟.
ايه : قوى قوى يا تيته
عاليه : طيب يا روحى طالما انتى مبسوطه بس وحشتى تيته وجدو قوى ادينى ماما
داليا ط : ايوه يا ست الكل
عاليه : هى عامله ايه يا داليا ؟ طمنينى
كانت تقصد بسؤالها داليا محسن وكان صوتها متهدجا قلقا
داليا ط : كويسه يا ماما بخير وان شاء الله حتكون احسن
عاليه : ما سالتش عليا ؟
قامت داليا طلال تمشى بالهاتف حتى خرجت الى البلكون وقالت
داليا ط : بصراحه يا ماما هى نفسها تشوفك بس المشكله انها مش عاوزه تشوف بابا مهاب ومش قابله تسمع كلمه واحده عنه
عاليه : ياااااه للدرجه دى كارهاه ؟
داليا ط : قولى للدرجه دى بتحبه دى بتحبه اكتر من روحها علشان كده صعبان عليها ومش قادره تسامحه
عاليه : طيب ما تفهميها يا بنتى ان الموضوع مش كده وكان علشان خاطرها
داليا ط : مش عاوزه تسمع وبعدين بصراحه لاحظت ان اعصابها مش تمام زى ما يكون عندها بوادر العصب السابع ومش عاوزه اضغط عليها
عاليه : يا لهوى طيب حاولى توديها لدكتور
داليا ط : اتطمنى يا ماما انا معاها ومش حاسيبها غير لما افهمها كل حاجه بس واحده واحده وضرورى نروح لدكتور ما تخافيش
صمتت عاليه قليلا وقالت برجاء وحزن
عاليه : طيب يا حبيبتى سلميلى عليها وقوليلها …. قوليلها انها وحشتنى قوى
استدارت لتجد اختها على باب البلكون فمدت يدها بالتليفون فترددت داليا محسن ثم مدت يدها وسحبتها ثانية ثم فجاة اختطفت الهاتف من يد اختها ووضعته على اذنها فسمعت عاليه تقول
عاليه : قوليلها انى انا امها اللى رضعتها لبنى وحبى وانى نفسى اشوفها قبل ما اموت . قوليلها ان روحى بتتعذب علشانها وكل ليله ابات ودموعى على خدى وانى باحبها زى ما اكون جبتها من بطنى وانى
داليا م : ماما
قالتها داليا محسن وهى تبكى شوقا وصمتت عاليه وهى لا تصدق انها تسمع صوتها الحبيب وتنهدت بحرارة حتى سمعت داليا تنهداتها عبر الهاتف واخيرا قالت
عاليه : داليا ؟ بنتى داليا ااااااه يا حبيبتى
انخرطت فى البكاء فقالت داليا وهى تبكى
داليا م : لا يا ماما ارجوكى بلاش دموع دموعك دى غاليه عليا قوى دموعك بتعذبنى
كفكفت عاليه دموعها وتماسكت قائلة
عاليه : خلاص خلاص يا حبيبتى خلاص يا نور عيون ماما مش حاعيط كفايه عليا اسمعك بتقولى ماما دى عندى بالدنيا وحشتينى يا قلبى
داليا م : وانتى كمان وحشتينى يا امى يا اغلى ام فى الدنيا
عاليه : طيب وبعدين يا بنتى حافضل محرومه منك كده ؟ دول عشر سنين يا بنتى انا ذنبى ايه مهما حصل انا ذنبى ايه ؟
داليا م : انا يا ماما اللى محرومه منك انا ماليش ام غيرك وما اعرفش ام غيرك طول عمرى بس غصب عنى مش بايدى انما لازم الاقى طريقه اشوفك بيها
عاليه : طيب وبابا مهاب ما وحشكيش ؟
داليا م : ارجوكى با ماما بلاش كلام فى الموضوع ده
عاليه : والله مظلوم يا بنتى صدقينى
بكت داليا واحتد صوتها وصاحت بغضب
داليا م : كفايه كفايه ارجوكى ما تعذبينيش انا باتحرق من جوايا كل ما اسمع السيره دى كفايه حرام عليكم
قالت عاليه وهى تعتذر بصوت خفيض حزين
عاليه : خلاص خلاص يا حبيبتى انا حاسكت مش حاجيب السيره دى تانى
داليا م : انا اسفه يا ماما مش قصدى اعلى صوتى عليكى ارجوكى سامحينى
عاليه : يا حبيبتى انا عارفه اللى جواكى وعمرى ما زعلت منك انا حاصبر لحد ما ربنا يهديكى وينور بصيرتك اصبر شويه كمان انا صابره على بعدك بقالى عشر سنين
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دماء على اوراق الورود)