روايات

رواية حين عاد إلي الفصل الثاني 2 بقلم نوري

رواية حين عاد إلي الفصل الثاني 2 بقلم نوري

رواية حين عاد إلي الجزء الثاني

رواية حين عاد إلي البارت الثاني

حين عاد إلي
حين عاد إلي

رواية حين عاد إلي الحلقة الثانية

_ موافقة
بصلي وهو متفاجئ وعينيه دمعت، اخدني في حضنه وهو مش مصدق اللي قولته
جمال: بجد .. بجد يا ريم وافقتي
_ بجد يا حبيبي
جمال: يعني خلاص اكلم عمك حسن أبلغه
_ كلمه يا بابا
سيبته وهو فرحان و بيكلم عمي يبلغه بقراري، دخلت اوضتي ومسكت تليفوني اكلم المُعلمة اللي بتحفظني قرآن في المسجد، اكتر واحدة بثق فيها وبرتاح في الكلام معاها، حكيتلها الحوار كله واستنيت ردها
= شوفي يا ريم، انتي اتسرعتي لما اديتي رد في ساعتها، لكن أنا فاهمة إنك عملتي كدة عشان باباكي، وخلاص اللي حصل حصل، ف انا من رأيي انك تصلي استخارة وامشي في الموضوع، لقيتيه متيسر يبقى خير، لقيتيه عمال يتعطل وبتحصل لا قدر الله مشاكل يبقى مش خير ليكي، وادرسيه في الخطوبة يمكن يكون صالح ليكي برضو، وخليكي متأكدة إنكم لو من نصيب بعض هتكونوا ولو لا يبقى لو مين صمم على الجوازة عمره ما هيخالف إرادة ربنا
_ ونعم بالله، طب ولو بعد الاستخارة حسيت اني لا مرتاحة ولا مضايقة اعمل اية، أو لو مشوفتش رؤيا
= بصي يا حبيتي، في ثلاث علامات بعد الاستخارة، أولهم الرؤية، والطمأنينة أو النفور من ناحية الأمر اللي بتستخيري فيه، او إن الأمر يتيسر أو يتعرقل، متحطيش في دماغك إن لازم تشوفي رؤيا، مش شرط خالص، تاني حاجة الطمأنينة أو النفور دي علامة لكنها برضو ممكن متحصلش، الإحساس بالراحة النفسية بعد الاستخارة مش دليل على إن القرار اللي اخدتيه صح، لأن الراحة بعد أي صلاة هي ناتجة عن القرب من ربنا وملهاش علاقة بقرار معين، وكل دي علامات ممكن تحسي بالتلاتة وممكن لا لأنها بتختلف من شخص لشخص، الاستخارة هدفها الأساسي هو إننا نرضى بقضاء الله سواء جيه الأمر بالخير أو بغيره، وإننا لازم نستمر في سعينا للقرار المناسب بناءً على تسهيل الأمور مش على الشعور العابر، ف خليكي مركزة على إن هل الأمر دة بيتيسر ولا لأ، فهماني
_ ايوا فهمت حضرتك
= بس، وربنا يوفقك ويكتبلك الخير كله يا حبيبتي عاجله وآجله
_ آمين يارب، شكراً جداً واسفة على ازعاجك في الوقت دة
= ولا يهمك معاكي في اي وقت
قفلت معاها وفضلت قاعدة مكاني، خايفة من القرار اللي اخدته يكون غلط، لكن مش في أيدي غير الصلاة والدعاء لربنا يسترها معايا في اللي جاي، اتفتح الباب ودخلت منه روان
روان: اللي انا سمعته دة صح
_ ايوا
روان: يعني وافقتي تتجوزي ريان بجد
_ مستغربة ليه
روان: لا مش مستغربة هو بس عشان…
_ روان انتي كنتي عارفة بالموضوع مش كدة
روان: بصراحة بصراحة يعني، اة
_ مقولتليش ليه
روان: اصل .. حبيت ريان يعملهالك مفاجأة
_ روان .. اخوكي قالي على كل حاجة
روان: كل حاجة اللي هي اية
_ انتي عارفة، مفيش داعي إنك تخبي تاني
اتنهدت وقربت تقعد جمبي على السرير
روان: كنتي عيزاني اقولك اية، انا قبل ما اجي كنت فاكرة إن عمو قالك، لكن لما جيت حسيت انك مش عارفة حاجة واللي اكدلي إن بابا وعمو كانوا مبيتكلموش قدامك، ف معرفتش اقولك اية
_ ولو، كان لازم تعرفيني حاجة زي كدة
روان: حقك عليا، بس شكل الجميل واقع ولا اية
_ انا موافقتش عشان ريان، انا وافقت عشان خاطر بابا وإنه نفسه يفرح بيا، وريان حكالي على كل حاجة ومخدعنيش بل بالعكس سابني اخد القرار براحتي
روان: يعني انتي متأكدة من قرارك
_ مش عارفة، بس مفيش حل غير كدة
روان: وهتعيشوا سوا ازاي
_ زي ما احنا
روان: زي ما انتوا ازاي يعني
_ زي ما احنا يا روان زي ما احنا
روان: اية، يعني مش هبقى عمتو الحربوقة
_ لا يختي
روان: يا نهار، بابا وعمو جمال لو عرفوا هيبهدلوا الدنيا
_ روان، اوعي حد يعرف بالكلام اللي قولتهولك دة ولا حتى ريان، عشان طبيعي يبقى سر بيني وبينه
روان: انا حاسة اني في فيلم هندي، طب ما كنتو ترفضوا وخلاص، ولا لا لا، انا اصلا فرحانة انك هتبقي مرات اخويا
ضحكت_ انتي في عالم موازي بجد
روان: دي احلى حاجة، بس اقولك، هتحبوا بعض ومش هتطلقوا
_ لا
روان: هتشوفي وهتقولي روان قالت
_ مستحييييييييل، ويلا بقا من هنا كدة
روان: افتكري انك شوحتي بأيدك
_ يلا يا بت اجري على بيتك
خرجت وقفلت الباب وراها، كلام المُعلمة و وجود روان خفف عني شوية، حاسة اني هديت نوعاً ما من التفكير، قومت غيرت هدومي ودخلت اتوضيت وفضلت اصلي استخارة وادعي ربنا إن كان الموضوع خير ييسره ليا وإن كان شر يصرفه عني، غلبني النوم على السجادة وصحيت تاني يوم على خبط باب الاوضة، قومت بشويش وانا حاسة بوجع في جسمي من نومة الأرض، فتحت الباب ولقيتها روان
روان: صباح الفل يا مرات اخويا
_ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، انتي يا بنتي طلعالي في البخت، وآية مرات اخويا اللي فرحانة بيها دي
روان: طبعاً لازم افرح، وانا يفديني الساعة لما تبقى بنت عمي وصديقة طفولتي ومرات اخويا
_ روان
روان: نعم
_ روحي عند أمك
روان: ليه كدة بس، دنا حتى عملالك بروجرام النهاردة تحفة
_ خير
روان: بصي يا ستي، بما إن بابا وريان جايين النهاردة عشان يتقدمولك، ف انا بقا قررت اكون معاكي من اول اليوم واظبطك
_ تظبطيني ازاي
روان: اية هو اللي اظبطك ازاي، زي اي بنت بيتقدملها عريس
_ ملوش داعي، كل دة روتين مش اكتر، بابا وعمي اصلا متفقين على كل حاجة من الأول
قعدت جمبي وحطت ايديها على كتفي
روان: انا حاسة انك مضايقة، وحقك، بس ممكن تفضفضي وتقوليلي اية اللي مضايقك بالظبط
_ انا مش مضايقة يا روان، انا خايفة، حطي نفسك مكاني وتخيلي إن حياتك اتشقلبت في يوم وليلة ومطلوب منك تتجوزي حد متعرفيهوش، صحيح هو ابن عمي وكنا سوا واحنا صغيرين، لكن سافر وقعد سنين هناك لا يعرف عني حاجة ولا انا كمان اعرف عنه حاجة، وفجأة رجع وأهلنا مصممين يجوزونا واحنا بين نارين، نرفض ودة ابسط حقوقنا .. ولا نوافق ونحققلهم اللي بيتمنوه طول حياتهم ودة برضو ابسط شيئ نعمله معاهم، انا جوايا مشاعر كتير اوي متناقضة واسألة ملهاش اجابة، وكل شوية اقول لنفسي اية اللي انا بعمله دة، مفيش حد في الدنيا بيعمل كدة ولا بيضحي كدة وإن أسبابي دي تافهة، بس كل دة بيقف ويتبخر قصاد لمعة واحدة بشوفها في عيون بابا وفرحته بموافقتي، وفي النهاية بصبر نفسي وأقول فوضي أمرك لله، اكيد مش هيحصل إلا الخير
روان: ونعم بالله، انا مكنتش متخيلة إن جواكي كل الصراعات دي، امبارح كنتي بتكلميني وانتي هادية بطريقة خليتني احس إنك مفكرة كويس في الموضوع، لكن اتضح إنك طلعتي مخبية كتير اوي جواكي
_ مكنش في حل تاني يا روان، لعلمك لو كنت رفضت بابا مكنش هيغصبني على حاجة، لكن كنت كل يوم هشوف عيونه ساكنها الحزن حتى لو مبينش، ف ليه اعمل فيه كدة، وريان اكيد مش وحش، صحيح انا معرفوش لكن كفاية أنه تربية عمو وطنط نبيلة، هو بس الموضوع لما جيه فجأة خلاني اتخض
روان: تعرفي إن ريان كمان جواه نفس اللي انتي بتحكيه، هو كمان رغم موافقته إلا أنه بتيجي على لحظات بيبقى عايز يرفض الموضوع بس مبيقدرش
_ عشان تعب عمو مش كدة
روان: بابا متعبش تعب عادي يا ريم، بابا جاتله جلطة في القلب، قعد فترة هو وريان من بعد ما قاله عليكي في مشاكل كتير وخناقات وريان كان ساب البيت، لحد ما في مرة اتكلموا ومع تصميم ريان على رفضه بابا اتعصب جامد وفضل يزعق معاه ومرة واحدة لقيناه وقع من طوله ومسك دراعه بوجع، فضلت انا وماما نصرخ ومش عارفين نعمل اية لحد ما الجيران ساعدونا ونقلوه المستشفى وهناك الحمد لله لحقوه، ساعتها جيه ريان يجري علينا ودموعه على خده وزادت لما عرف باللي الدكتور قاله، فضل بابا كام يوم في المستشفى لحد ما صحته اتحسنت الحمد لله، كانت فترة صعبة اوي علينا ومن بعدها محدش فينا يقدر يرفضله طلب، وريان قاله إنه موافق يتجوزك وإنه مش هيلاقي احسن من بنت عمه تصون بيته واسمه
_ وازاي محدش يبلغنا بكل دة، بابا لو كان عرف كان سافرلكم على طول
روان: كنا في دوامة ما يعلم بيها إلا ربنا، بس الحمد لله إنه طلع وبقا كويس
_ الحمد لله، دي اهم حاجة
روان: متزعليش، يمكن نصيبكم تكونوا لبعض، واكيد اكيد هتحبوا بعض وتتفاهموا سوا، وتجيبولي حتة نونو صغنن العب معاه
_ كل همك انتي النونو
روان: طبعاً أومال
_ طب يلا يختي تعالي نطلع نفطر انا جعانة اوي
روان: هيا بنا
عدى اليوم وروان فضلت معايا بتحاول تفكني وتخفف عني التفكير، جيه الليل وعمي وريان كانوا عندنا وقاعدين مع بابا وانا وروان جوا
روان: بقولك اية، هو مش المفروض نكون معاهم، يعني الحكاية كلها معروفة أصلاً
_ يا ستي خلينا قاعدين هنا وخلاص، لو بابا نده نبقى نطلع
شوية وسمعته بيناديني فعلاً، خرجت انا وروان وقعدنا معاهم، نظراته كانت غير المرة اللي فاتت، هادية ومستسلمة، غير نظرات اللوم اللي كانت متوجهالي، بصيت لعمي اللي كان بيكلمني ومش واخدة بالي
حسن: اية قولك يا بنتي
_ ها .. ااا معلش يا عمو مسمعتش حضرتك
ضحك وبص لريان ورجع بصلي
حسن: كنت بقول اية رأيك كتب الكتاب والفرح يبقى بعد شهرين، يكون ريان خلص تجهيز شقته وفرشها وانتي كمان جهزتي الناقص من جهازك وتتجوزوا
_ شهرين مش قليلين يا عمو
حسن: وليه نطول يا حبيبتي، الشقة وموجودة وهتبقوا في الدور اللي فوقينا، تشطيبها وهيخلص بسرعة وكمان الاجهزة، وانتي كدة كدة مجهزة حاجتك يبقى ليه نطول
مردتش عليه وحاولت امسك دموعي، ليه كل حاجة عايزنها بسرعة كدة، انا مش قادرة اسيطر على خوفي من التجربة الجديدة دي ولا عايزاها تيجي بسرعة كدة
* بعد اذنك يا بابا انت وعمي، سيبونا احنا نقرر موضوع المُدة دة
صوته قطع حبل أفكاري ومخاوفي اللي كانت محاوطاني من ناحيته وناحية الموضوع كله، رفعت عيني ابصله لقيته بيهزلي راسه وكأنه بيقولي اطمني
حسن: هتقعدوا قد اية يعني
* زي ما ريم تحب
جمال: ايوا يا حبيبي بس انتو كدة كدة شبه جاهزين
* معلش يا عمي، خلي موضوع المُدة دة علينا احنا، ممكن نلبس دبل لفترة اكون انا جهزت الشقة براحتي وريم كمان تكون براحتها في اي حاجة، و وقت ما تكون مستعدة نتجوز
نبيلة: خلاص يا حسن اللي يريحهم، اية قولك يا ريم
كنت بصاله وانا ممتنة ليه إنه عمل كدة، لكني مستغربة في نفس الوقت، من ساعة ما جيه وانا كل شوية اكتشف فيه شيئ جديد لكنه مش مفهوم، والظاهر إني هشوف فيه كل حاجة وعكسها
جمال: ريم
_ ايوا يا بابا
جمال: مرات عمك بتكلمك، اية رأيك
_ اللي حضرتك تشوفه
جمال: اللي يريحك يا حبيبتي
_ موافقة
حسن: خلاص على بركة الله، الاسبوع الجاي إن شاء الله ننزل نجيب الدهب، ما تسمعينا زغروطة يا أم ريان
ابتدت تزغرط والفرحة كانت مالية عينيهم كلهم، استأذن من بابا يتكلم معايا شوية ف دخلنا البلكونة
_ شكراً على اللي عملته
* اللي هو
_ إنك اقنعتهم يدونا مهلة
* محبتش تكوني مضغوطة، هما مستعجلين عشان خايفين نيجي فجأة نقول لا ونسيب بعض بسهولة عكس ما نكون متجوزين، عايزين يضمنوا نكون سوا
_ انا مش فاهمة اية اللي طلع في دماغهم الموضوع دة فجأة
* بابا حب يلم الشمل ويرجع لحضن اخوه من تاني، وعمي وافق وشاف إننا اولى ببعض من الغريب، وفي نفس الوقت بابا يرجعله تاني ويكون جمبه بعد ما اتحرم منه السنين دي كلها، ف عشان كدة متمسكين بالموضوع اوي، بس قوليلي، اية اللي خلاكي توافقي بالسرعة دي
_ تفتكر غلاوة بابا عندي أقل من غلاوة عمي في قلبك
* بمعنى
_ بمعنى اني مكنتش متخيلة إن بابا مستني يوم جوازي اوي كدة، كان دايماً يقولي نفسي اشوفك في الفستان الأبيض يا ريم، كنت بحسبها مجرد أمنية ليه زي اي أب، لكن اللي اتضح إنها بالنسباله حلم .. حلم مستنيه يتحقق بفارغ الصبر مع بنته الوحيدة، ف مترددتش لحظة إني أوافق
* بس طبعاً من جواكي مش قادرة تقبلي اللي بيحصل
_ زي ما انت كمان مش قادر تقبله
* مش قصة مش قادر، لكني خلاص اديت كلمة مينفعش ارجع فيها، وبعدين ما شاء الله الأحداث بتطور بسرعة أهي
_ على رأيك
* بس متغيرتيش عن زمان
_ ازاي
* لسة زي ما انتي لما بتحبسي دموعك بتفضلي مكلبشة ايديكي في بعض وتضغطي عليهم، لسة نونو زي ما انتي
_ وانت كمان متغيرتش
* من ناحية
_ انك مستفز
رميت الكلمة في وشه وخرجت اقعد معاهم، طب مهو فاكرني اهو وحافظ تفاصيلي، وانا كمان بصراحة فكراله كل حاجة، لسة مستفز زي ما هو، كان دايماً زمان يقولي يا نونو لما اعيط أو ازعل من حاجة، كنت اضايق وافضل أقوله يبطل الكلمة دي لكنه كان دايماً يستفزني بيها، حاسة إنه لسة جواه ريان بتاع زمان، ودة شيئ يمكن يكون جميل .. ومُطمئن
عدى الأسبوع ونزلنا نجيب الشبكة، كنت وقتها بختار اللي بييجي قدامي وخلاص وهو كان متابعني بعينه، لحد ما الجواهرجي اخدهم يحطهم في علبة لكنه وقفه
* معلش ممكن ثواني
التفت وبصلي
* ممكن تيجي معايا برا
_ في حاجة ولا اية
* دقيقة بس
خرجت معاه لبرا المحل وانا مستغربة
_ في اية
* ليه بتختاري بالطريقة دي، ولا حاجة من اللي اخترتيهم كانوا عاجبينك
_ لا عادي انا .. انا بس اختارت اللي جيه قدامي وخلاص
* وليه، اختاري اللي يعجبك براحتك وميهمكيش، في النهاية دي شبكتك ومن حقك
_ ريان…
* ريم .. صحيح احنا متفقين إننا نفضل اخوات، لكن دة ميمنعش إن كل حاجة من حقك لازم تخديها كاملة
_ صدقني انا مش فارق معايا حاجة من كل دة
* بس فارق معايا انا، من فضلك ادخلي اختاري اللي تحبيه، وميهمكيش اي حاجة
فضلت بصاله وانا مش فاهمة ليه الحوار يهمه اوي كدة، لكني هزيتله راسي ودخلت لجوا تاني، والمرة دي وقفت اختار اللي عجبني فعلاً بدون تردد، خلصنا عند الجواهرجي وفضلنا نتمشى في المول بلا هدف واحنا ساكتين
* تاكلي ايس كريم
_ اكل ايس كريم
مشي من قبل ما يعرف بحب طعم أية، يارب ميجيبليش حاجة غريبة من الاختراعات اللي الموجودة هناك دي، فضلت مستنياه لحد ما رجع واداني بولة فيها ايس كريم شوكولاتة
* اتفضلي يا ستي
_ الحمد لله انك جبت شوكولاتة ومجبتش حاجة تانية
* لا منا عارف انك مش بتاكلي غيرها
_ وعرفت منين
* على ما افتكر يعني واحنا صغيرين كنت بتعشقي الايس كريم ودايماً بتجيبي شوكولاتة، كنا انا وروان نحب نغير إلا انتي
ابتسمتله وانا بفتكر ذكرى مرت علينا في موقف مشابه للي احنا فيه
* بتضحكي ليه
_ أبداً، بس افتكرت حاجة كدة
* طب ضحكيني معاكي
_ فاكر لما في مرة كنت بتشتري ايس كريم لينا احنا التلاتة بعد المدرسة وكان معانا حبيبة زميلتك، ساعتها جيبتلها شوكولاتة وجبتلي انا ڤانيليا ولما سألتك قولتلي بكل برود اصل حبيبة بتحب الشوكولاتة وكانت آخر بولة مع عمو
* ودة يوم يتنسي، دة انتي ساعتها رميتي بتاعتك في وشي ومشيتي، كنتي عنيفة اوي انتي برضو يا ريم
ضحكت: مش انت اللي فضلت ست حبيبة عليا
* البنت كانت مغششاني يومها في الامتحان وحبيت أوجب معاها الله، ثم إنك كنتي غيورة اوي
_ ايوا يعني اية تجيبلها هي وانا لا يعني
* خلاص يا ستي متزعليش، ليكي عندي كل يوم اجيبلك بولة ايس كريم تعوضك عن الموقف دة
_ وعد
* وعد
_ خلاص عفونا عنك
* اخيراً دنا مكنتش بنام الليل
_ بجد
* طبعاً
_ يا حرااام
* صعبت عليكي مش كدة
_ جداً
* عشان أنا غلبان أساساً
_ طب يلا يا عم الغلبان يلا
مشينا في اتجاهنا للبيت وطول الطريق مبنبطلش ضحك، اللي يشوفه معايا اول يوم ميشوفوش النهاردة، روحت وانا مبسوطة اوي وضحكتي من الودن للودن عشان شكلنا هنرجع صحاب تاني ونعوض السنين اللي فاتت دي، طبعاً بابا لما شاف ابتسامتي ضحك ضحكة خبيثة كدة، لكنه ميعرفش اللي فيها
مرت الأيام ولبسنا الدبل في البيت وسط جيراننا وأهلنا، اكتر حاجة كانت مريحاني يومها إن رغبتنا كانت مشتركة في إننا منشغلش اغاني ولا إنه يلبسني الشبكة، خلى طنط نبيلة هي اللي لبستهالي وهو لبس دبلته لوحده، خلصت الخطوبة والناس مشيت وقعدنا كلنا سوا لحد اخر الليل وبعد كدة راحوا شقتهم
* لسة صاحية؟
اتخضيت ولفيت لمصدر الصوت، كان واقف في البلكونة اللي جمبي وفي ايده فنجان قهوة
_ مش جايلي نوم، وانت كمان
* مممم
_ ليه
* بفكر
_ في اية
* تفتكري المفروض نحط لعلاقتنا وقت؟
_ هو مفيش حاجة في الدنيا بتمشي كدة، بس بما إن كدة كدة حياتنا اتشقلبت ف ليه لا، خلينا نتفق على…
سكت بعدها افكر وهو كان منتبهلي
_ ست شهور مثلاً، وبعدها نقول إننا متفقناش
* خليها سنة، بحيث ساعتها محدش يقولنا اتسرعتوا
هزيتله راسي بموافقة وسكت، وبعدها ابتديت اضحك، كان بيبصلي وهو مستغرب
_ اسفة بجد بس .. مقدرتش مضحكش بصراحة، عمري ما اتخيلت إني اتجوز بالطريقة دي، انت مستوعب احنا بنعمل اية
* لو مش عايزة احنا لسة فيها
_ بتضحك عليا ولا على نفسك يا ريان، محدش فينا قادر يواجه أبوه وش لوش ويرفض، احنا الاتنين اخدنا القرار واحنا مقتنعين بيه، وخلاص .. مفيهاش رجوع
فضل ساكت وانا متكلمتش تاني، بص لدبلته وملامحه باين عليها الغضب، لا انا ولا هو عايزين بعض، والاسوأ إن أهلنا عارفين كدة و فاكرين إننا ممكن نحب بعض قدام، لكن دة مستحيل يحصل
_ تصبحي على خير
قالها ودخل اوضته، دخلت انا كمان لما حسيت بالبرد، طفيت الانوار واتجهت ناحية السرير في محاولة للهروب، هروب من كل اللي بيحصل ومش عارفة اوقفه .. وهروب من التفكير في حياتي الجاية معاه
الأيام كانت بتمر بسرعة رهيبة والشقة مخدتش وقت في التجهيز، وكأن كل حاجة مُصرة تجمعنا سوا، حددوا ميعاد كتب الكتاب والفرح بعد ست شهور خطوبة، كان بيعاملني فيهم بكل احترام و ود و ولا مرة ضايقني بكلمة أو بفعل، صممنا يكون كتب كتاب بس ونطلع على شقتنا بعد كدة، بابا عزم اهلنا من البلد والكل كان عندنا من قبل الفرح بكام يوم، أول واحد وصل عندنا كان عمي إبراهيم ابن خال بابا وعمو، من اطيب الناس حرفياً ولسانه عمره ما نطق العيب والكل بيشهد بأخلاقه وحسن معاملته، لكن سبحان الله، ابنه طالع عكسه تماماً في كل شيئ
إبراهيم: مُبارك يا أبو ريم، ربنا يتمم بخير يارب، مُبارك يا بنتي
_ الله يبارك فيك يا عمو
إبراهيم: يا زين ما اخترت يا ريان والله، مش هتلاقي زيها ابداً
* طبعاً يا عمي، ريم زينة البنات
ابتسمتلهم واستأذنت عشان اقوم، دخلت المطبخ و وقفت اعمل شاي للكل، ثواني ولقيت اللي دخلي المطبخ
مصطفى: اذيك يا ريم
لفيت وبصيتله وانا مستغربة إنه دخل ورايا
_ الحمد لله
مصطفى: ممكن تناوليني كوباية ماية
_ اة طبعاً، بس اتفضل وانا هجيبهالك لحد برا
مصطفى: ومالو، اظبطي سكر كوباية الشاي بتاعتي بقا
_ عايز كام معلقة
مصطفى: والله انا في العادي باخد اربعة، إنما طالما من ايدك مش هيحتاج، هيبقى محلي لوحده
* هو اية دة يا حبيبي اللي هيبقى محلي لوحده
ارتبك أول ما شاف ريان خصوصاً لما حط ايده على كتفه، كان باين في عينيه الخوف عكس ريان اللي كانت عيونه حادة
مصطفى: الش..الشاي، اصل كلهم بيقولوا إن الشاي من ايديها بيبقى مظبوط يعني ف قولت اجربه
* اة، لا معلش يا مصطفى، هضطر احرمك من التجربة لأن مش من حق حد يدخل وراها هنا، المطبخ مش مفتوح للزيارات، وعلى ما اعتقد كنت بتدور من شوية على قهوة تقعد فيها، القهوة اللي تحتنا بيعملوا فيها شاي ممتاز، ودة المكان الوحيد اللي مسموحلك تجرب فيه اللي يعجبك، مش كدة ولا اية
مصطفى: اة .. انا أسف طبعاً، عن اذنكم
خرج وفضلت انا وريان، لف وبصلي بعصبية وقرب مني
* اية اللي جابه وراكي
_ كان عايز كوباية ماية
* ومطلبهاش منك ليه وانتي برا
_ معرفش، وبعدين انت بتزعقلي انا ليه
* عشان وقفته معاكي دي مكنتش تنفع
_ ممكن متتعصبش عليا
* انا مش متعصب
_ اومال اية دة يعني
* ريم، اعملي الشاي واخلصي
الكاتيل فصل ف مسكته وابتديت أصب الكوبايات، كان لسة واقف ومربع ايده وعيونه متابعاني
_ خلاص اتفضل انت وانا جاية
* مش خارج غير وانتي معايا
خلصت كله وشيلت الصينية وخرجت قدامه، كان طول القاعدة عينه عليا وانا بتحرك وعلى أي حد يكلمني، مصطفى مبنش تاني من ساعة اللي حصل غير بليل وريان مدلوش فرصة يدخل عندنا، اخده هو وباقي الشباب وبابا عنده في الشقة وانا وروان وباقي البنات كنا في الشقة عندي
” اياكي تطلعي البلكونة طول ما هو قاعد في اوضتي، المرة الجاية هقسمه نصين بسببك ”
كانت ماسدج منه على الواتساب، مالو دة بجد، غريب كدة ليه النهاردة
روان: بتكلمي نفسك ولا اية
_ مشوفتش اخوكي غير كام شهر وخلاني اكلم نفسي
ضحكت: ليه بس
_ لو تعرفي عمل اية في مصطفى النهاردة، كان هياكله عشان لقاه دخل ورايا المطبخ، ودلوقتي باعتلي ماسدج يقولي اياكي تخرجي البلكونة عشان مقسموش نصين بسببك
روان: بيغير، والله بيغير الواد
_ هو بيغير عليا بس كأخت، وبصراحة أنا اتبسط اوي
روان: عشان
_ عشان حسيت كدة إنه خايف عليا ولسة يهمه أمري، كنت خايفة يتغير من ناحيتي وميبقاش حابب يتعامل معايا، لكن اللي اكتشفته إنه مش محملني الذنب، بالعكس هو مقدر إننا في مركب واحدة
روان: عيونك بتلمع وانتي بتتكلمي عنه
_ متحاوليش، مش هيحصل اللي في دماغك
روان: افضلوا شوحوا انتوا الاتنين كدة لحد ما تقعوا في بعض
_ روان، امشي قدامي
روان: حاضر
جيه يوم كتب الكتاب وكلنا كنا في فندق، البنات وطنط نبيلة كانوا معايا في الأوضة بيساعدوني البس الفستان والفرحة مش سيعاهم وعمالين يدندنوا ويرقصوا، وانا كنت في عالم تاني، كلمة مرعوبة متجيش حاجة في اللي حاسة بيه، مش عايزة اكمل في اللي بيحصل دة، انا مش هنزل ومش هتجوز ريان ولما بابا ييجي هقف قصاده واقولهاله
روان: واااو، تحفة يا ريم مش ممكن
بصيت لشكلي في المرايا واتفاجأت، الفستان كان جميل اوي عليا، جميل لدرجة اني نسيت كل اللي بفكر فيه، فضلت اتأمل تفاصيله اللي شدتني من أول ما شوفته، كان منفوش بدرجة بسيطة، قماشه ستان وفيه طبقة من الدانتيل، رقبته ديكولتيه ومقفولة، اكمامه طويلة ومتطرز آخرها بشكل بسيط، كان طويل من ورا ومفرود على الأرض، طرحته كانت من التول وطويلة لأخره وفيها فصوص بشكل عشوائي مخلياه يهبل، معرفش ليه جيه على بالي إن أول حد لازم يشوفه هو ريان، الظاهر إني لسة الطفلة اللي كانت بتجري عليه زمان توريله اي حاجة جديدة جابتها، ابتسامتي تلاشت بالتدريج لما رجعت للواقع من تاني، كان نفسي اكون لابسة الفستان دة وانا مبسوطة وراضية، بس مش كل اللي بيتمناه الإنسان بيتحقق
نبيلة: باباكي وريان برا يا حبيبتي
فتحتلهم الباب ودخل بابا الأول، اول ما شافني وقف مكانه، كان بيبصلي وبيتأملني بسعادة واضحة على ملامحه، قرب مني و وقف قدامي، كنت بحاول اشجع نفسي واتكلم وارفض اللي بيحصل
_ بابا انا .. انا
سكت اول ما شوفت دموعه على خده، اخدني في حضنه بدون مقدمات وفضل يعيط، انا كمان دموعي نزلت بس مكنتش من الفرحة، كانت من شوفتي للهفته ولمعة عيونه وهو مش مصدق إن حلمه بيتحقق، كل الكلام اللي كان على لساني اختفى ومقدرتش اقول حاجة، خرجت من حضنه ومديت ايدي امسح دموعه
_ ليه الدموع دي بس
جمال: فرحان بيكي يا حبيبة ابوكي، مش مصدق اني بحضر فرحك، على عيني تفارقيني وتروحي بيت تاني، بس اعمل اية بقا سُنة الحياة كدة
نبيلة: وحد الله يا حاج جمال، بنتك اللهم بارك اجمل عروسة في الدنيا، افرح وخليها هي كمان تفرح
جمال: لا إله إلا الله، اومال ريان راح فين
* انا هنا يا عمي
دخل وفي ايده بوكيه ورد، بطئ خطواته اول ما لمحني، قرب عليا بهدوء وعيونه مركزة في عيوني لحد ما بقا قصادي، كنت ببصله وجوايا مشاعر كتير متناقضة، خوف، توتر، .. طمأنينة، كل دة بحس بيه مجرد ما ببصله
نبيلة: ربنا يحميكم يا حبايبي ويحفظكم يارب من كل شر
اداني البوكيه وفردلي دراعه امسك فيه ونزلنا تحت، اول ما وصلنا لمكان كتب الكتاب وشوفت المأذون وقفت مكاني، حسيت بضمته بيشدها على أيدي بشويش من فوق الفستان، بصيتله ولقيته بيطمني بعينيه قبل ما ينطقها
* متخافيش .. انا معاكي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حين عاد إلي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى