رواية حين عاد إلي الفصل الأول 1 بقلم نوري
رواية حين عاد إلي الجزء الأول
رواية حين عاد إلي البارت الأول
رواية حين عاد إلي الحلقة الأولى
يعني اية يا بابا اتجوز ريان، ازاي يعني
جمال: زي الناس يا بنتي
_ لا طبعاً، مين قال كدة اصلا
جمال: انا وعمك
_ واحنا ملناش رأي
جمال: إذا كان عليه هو موافق
_ موافق ازاي وهو مشفنيش غير مرة من بعد غيبة سنين، دنا كنت نسيته
جمال: مسيرك تفتكريه
_ يا بابا لا انا اعرفه ولا هو يعرفني
جمال: ما انتوا يا حبيبة بابا هتتعرفوا على بعض في الخطوبة براحتكم
غمضت عيوني بشك وانا ببصله
_ بابا .. انت متحمس للجوازة دي اوي كدة ليه
جمال: عايز الم الشمل مع عمك من تاني
_ فا تجوزني ابنه؟؟
جمال: فكرة هايلة مش كدة
_ يا بابا ارحمني هايلة اية بس، انا مستحيل اتجوز البني ادم دة
جمال: طب اقعدي معاه
_ لا
جمال: اتكلموا
_ لا
جمال: ناقشيه
_ نوو
جمال: اخبطيه بحاجة حتى
_ لا … اذا كان كدة ماشي
جمال: انتي هبلة يا بت
_ مهو شوف بقا يا حاج جواز من البني ادم دة مش هيحصل
جمال: ولو قولتلك عشان خاطري
_ خاطرك على راسي وانت عارف، لكن دة جواز يا بابا، وانت عمرك ما غصبتني على حاجة
اتنهد ومسك ايدي في محاولة منه إنه يقنعني
جمال: عمري ما عملتها ولا هعملها، انا عايز اطمن عليكي، مش عايز اموت واسيبك لوحدك في الدنيا، عمك اول ما طلب ايدك لابنه مترددتش و وافقت، حسيت إن ربنا بعتهم في الوقت دة بالذات عشانك انتي، عشان ممشيش واسيبك في الدنيا لوحدك
_ اية اللي بتقوله دة يا حبيبي الف بعد الشر عليك
جمال: دي الحقيقة، انا مش هعيشلك العمر كله يا ريم، عشان خاطري خليني اكون مطمن عليكي
_ هتطمن عليا مع ريان
جمال: مفيش غير ريان اقدر آمن عليكي معاه
_ ايوا يا بابا بس…
جمال: اقعدي معاه ولو مش مرتاحة مش هغصبك، انا ميهمنيش غير راحتك يا حبيبة ابوكي
هزيتله راسي ف طبطب على أيدي وخرج، قعدت على السرير وانا بفكر في حل، يعز عليا ارفض لبابا طلب، لكن دة مش اي طلب دة جواز، دة حياتي ومستقبلي الجاي، ازاي عايزني اوافق بسهولة على واحد معرفوش، لكن في نفس الوقت مش قادرة أقوله لا بعد اللي قاله، انا وعيت على الدنيا شايفة بابا قدامي، امي اتوفت وهي بتولدني ومن بعدها بابا حرم على نفسه الستات وقرر إنه يهتم ويعيش ليا، عمره ما حرمني من حاجة وكان مغرقني دلع وحنية، وكأنه حالف في كل يوم يعدي عليا من غير امي يعوضني هو عنه بكل الطرق وميبخلش عليا بأي مشاعر من ناحيته، بابا هو حبيبي الأول وسندي في الدنيا دي، بقا يوم ما يطلب مني طلب ارفضه؟
سرحت بعيني لضلفة الدولاب الأخيرة، معظم البنات مالية دولابها هدوم من كل شكل ولون ومش سايبة فيه حتة فاضية الا أنا، الضلفة دي بالذات من وانا صغيرة وانا بحط فيها أي ذكرى بتبقالي من حد عزيز عليا سواء لسة موجود او الدنيا بعدتنا عن بعض، قومت واتجهت ليها افتحها، شيلت الصندوق الصغير اللي متفتحش من ساعة ما افترقنا، كنت بخاف افتحه افتكر كل الذكريات الجميلة اللي جمعتنا سوا في طفولتنا واللي مش هتجمعنا تاني واعيش انا على الأطلال، لكن يشاء ربنا إن سنين الجفا والخصام بين الاخوات تنتهي ويرجعوا من تاني يعيشوا هنا، فتحته وأول حاجة شوفتها كانت وردة چوري لونها ابيض، جت على بالي ذكراها يوم ما كنا كلنا بنتفسح في جنينة بعد ما نتيجتنا طلعت وجيبنا أعلى الدرجات، كان بابا وعمو حسن وطنط نبيلة مراته قاعدين وانا وريان وروان أخته كنا بنلعب ونجري في كل مكان، وفي وسط ما احنا بنجري شوفنا مكان كله ورود بألوان مختلفة وجميلة، قرب ريان واخدت وردتين ليا ولريم وقالنا أنه بيحبنا اوي وأننا احلى أختين في الدنيا، بعد ما خلصنا لعب ورجعنا البيت طنط نبيلة اخدتهم مننا تجففهم، وقتها مكنتش فاهمة انا وريم هي هتعمل اية وليه، لكنها قالتلنا إن بالشكل دة نقدر نحتفظ بيها وبذكراها بدل ما تدبل خالص، ومن وقتها وهي معايا في الصندوق، فوقت من سرحاني وانا على وشي ابتسامة اترسمت تلقائي بمجرد ما افتكرت اليوم دة، نقلت عيني على باقي الحاجات اللي في الصندوق لحد ما لمحت جواب ريان قبل ما يمشوا واللي كان سبب عياطي لأسبوع كامل مش مستوعبة فيه إن خلاص مش هشوفه تاني
” اختي ريم
بكتبلك الجواب دة انا وروان واحنا بنعيط عشان هنمشي ونسيبك، بابا قال إننا هنسافر مكان بعيد من غيرك وهنقعد فيه لحد ما نكبر، قالنا هيجبلنا هناك لعب كتير اوي احسن من اللي عندنا، انا قولتله لا، وروان كمان قالت إنها مش عايزة تمشي، بس هو زعقلنا وقال إنه زعلان مع عمو وإننا هنمشي ومش هنشوفك تاني، بس ماما قالت إنها هتخلينا نسلم عليكي قبل ما نمشي من غير بابا وعمو ما يعرفوا، وكمان قالتلي إني لما هكبر هينفع اجي هنا تاني واشوفك، انا عارف إن انتي كمان زعلانة وبتعيطي، متعيطيش، هجيبلك حاجة حلوة قبل ما امشي وأول ما اكبر هاجيلك على طول، مع السلامة ”
صدقت يا ريان ورجعتلي، لكن راجعلي بشكل جديد، راجع وانت إبن عمي اللي طالب أيدي مش اخويا اللي فضلت طول عمري استنى لُقاه
سندت ضهري على السرير وانا بفتكر اليوم اللي عرفت فيه بخبر رجوعه
جمال: ريم .. يا ريم
_ انا هنا يا بابا
كنت في المطبخ بحضر الغدا و وصلني صوت بابا لما رجع من شغله، نبرته حسيتها فيها حماس وفرحة ف التفت ليه
جمال: مش هتصدقي اللي حصل النهاردة
_ اية
جمال: عمك، عمك اتصل وقالي أنه رجع مصر
_ عمي؟
جمال: ايوا، انا فرحان اوي بجد، أخيراً هشوف اخويا تاني
_ لا دة الكلام دة عايز قاعدة بقا، ادخل غير هدومك ونتغدى ونقعد نحكي على رواقة
جمال: لا نحكي اية مفيش وقت، احنا يا دوب نتغدى وننزل نجيب طلبات عشان عزمتهم عندنا بكرا
_ اراك تدبسني يا حاج
جمال: قال يعني هما مش وحشينك
_ بالعكس وحشوني اوي ومش مصدقة إن انت وعمو رجعتوا تاني
جمال: الحمد لله والله، مين كان يصدق صحيح
_ طب يلا اطلع استريح في الصالة عقبال ما اجيب الاطباق
قرب عليهم وشال طبقين يخرج بيهم لبرا
جمال: من امتى وانا مش بساعد معاكي
_ حبيبيييي، يارب اللي يطلع من نصيبي يكون ايده بأيدي كدة
جمال: يارب يا حبيبة بابا واشوفك متهنية ومرتاحة
قعدنا ناكل وبعد ما خلصنا نزلنا نجيب اللي هحتاجه لعزومة بكرا، كان ماشي بيحكيلي مكالمة عمي ليه والفرحة على وشه، فضل متحمس اوي وبيشتري كل حاجة لأجل خاطرهم، كنت مبسوطة اوي عشانه، بابا بيحب عمي وروحه فيه، والسبب اللي خلاهم قاطعوا بعض السنين دي كلها إن عمي لقى فرصة شغل كويسة برا ليه ولبابا وفتح معاه الموضوع، لكن بابا رفض أنه يسيب هنا ويسافر، وعمي كان مصمم أنها فرصة كويسة لينا كلنا هتنقلنا نقلة تانية وقرر يسافروا هما، بابا زعل وقتها إنه عايز يسيبه ويمشي وساعتها الاتنين كل واحد فيهم شاف التاني أناني واتخانقوا وقاطعوا بعض لمدة 15 سنة، في كل يوم فيهم كان بابا بيبقى مفتقد عمي لدرجة كبيرة، سجادة الصلاة كانت تتغرق دموع ودعا إن ربنا يرجعه ليه تاني بالسلامة، واستجاب ربنا لدعائه وهيتلم الشمل من تاني
تاني يوم كنت واقفة في المطبخ من أول اليوم بحضر للعزومة وكل الحب اللي في الدنيا متجمع في قلبي، مش مصدقة اني هشوفهم تاني بعد كل دة، يا ترى شكلهم بقا عامل ازاي دلوقتي، ويا ترى فاكرني ولا نسيوني، خلصت كل حاجة وعملت الحلو وكله كان جاهز على التقديم، دخلت اخدت شاور وفتحت الدولاب طلعت منه فستان، كان ابيض متزين بحبات كريز وفيه من الجانبين تلت أربطة يتربطوا لورا، لبست عليه طرحة درجة لون الكريز وهيلز شفاف بكعب صغير، اكتفيت بتنت شفايف وردي و وقفت اتأمل نفسي في المرايا، كان شكلي جميل وبسيط في نفس الوقت، سمعت صوت الجرس ف خرجت بسرعة، وقفت ورا بابا قرب الباب عشان استقبلهم، وطبعاً أول ما شاف عمي تبت في حضنه يعوض السنين اللي فاتت، كانو الاتنين ماسكين في بعض ودموعهم على خدهم، شوفت من وراهم طنط نبيلة وروان ف جريت عليهم، كانت لحظة متتوصفش، كلنا كان متبتين في ايادي بعض ومش عايزين نبعد أبداً، لحظة اللُقا نستنا إن في فرد ناقص
جمال: اومال فين ريان
حسن: كان بيركن وطالع، اهو جيه اهو
بصيت ناحية الباب وشوفته، كان زي ما جيه في خيالي، طول بعرض، ملامح مزينها دقن خفيفة لكنها حادة، دخل سلم على بابا بحب واحترام وبعدها وقف قدامي، كنت مبسوطة اوي لوجوده وكل ذكرياتنا سوا زمان جت في دماغي ف ابتسمت
_ حمد لله على السلامة يا ريان
* الله يسلمك
كان سلام بارد، مكنتش متوقعة منه كدة ابداً، بقا دة سلامه بعد كل فترة البعد دي، هو ممكن يكون نسيني؟ بس ازاي وروان فكراني وأول واحدة نطت في حضني، معنى كدة إن اكيد هو كمان فاكرني، قطع شرودي صوت بابا وهو بيدخلهم الصالون، محطتش في بالي وقولت يمكن لسة مرتبط بوجوده هناك، بكرا يتعود اكيد
قعدت معاهم شوية وبعدها اتجهت بشويش للمطبخ انقل الاطباق للسفرة، بعد ما ظبطها شيلت ورق الفويل اللي كنت حطاه على الاكل عشان ميبردش ودخلت ناديتهم واتلمينا من تاني كلنا على سفرة واحدة
جمال: كل يا ريان انت مكسوف ولا اية
* باكل اهو يا حبيبي
روان: حلو اوي يا عمو المطعم اللي جايب منه الأكل، اسمه اية
جمال: لا احنا مش بتوع مطاعم، دة من ايد ست الحُسن حبيبة ابوها
حسن: ما شاء الله، انتي اللي عاملة كل دة
_ ايوا يا عمو
نبيلة: يسلموا ايديكي يا حببتي، ما شاء الله نفسك في الأكل جميل
_ حببتي يا طنط بألف هنا وشفا
روان: ريم بليز ابقي علميني
_ من عيوني
كل دة كان تحت نظراته المتوجهة ليا، كان ساكت وغريب، وحاسة إن نظراته بتديني بشيئ مش عارفة اية هو، جايز مكنش عايز يسيب هناك ويرجع، بقاله عمر برضو، خلصنا اكل وروان ساعدتني في شيل الأطباق للمطبخ و وقفت معايا
روان: متتخيليش كنتي وحشاني قد اية بجد، اول ما بابا قال إننا هنرجع مصر فرحت جداً وأول واحدة لميت هدومي
_ بجد، انا كنت فكراكم نسيتوني
روان: أبداً عمرنا ما نسيناكي، كنتي دايماً على بالي انا وريان
_ اومال مالو، حساه مش فرحان أنه رجع، وكمان سلامه عليا بعد المدة دي كلها كان غريب
روان بتوتر: ولا غريب ولا حاجة، هو بس ريان كان خلاص ارتبط بهناك وبنى حياته ف قرار بابا مكنش مُرضي ليه
_ طب وكان بالنسبة ليكي اية
روان: فرحت عشان لما فكرت في وجهة نظر بابا اقتنعت بإن مسيرنا نرجع ونكون هنا، هقولك حاجة ممكن تستغربيها، هنا احسن من هناك بكتير من ناحية الأمان، انتي وسط ناسك وأهلك ولو حصل اي حاجة الف مين هيقف جمبك لكن هناك لا، وبرغم إني عيشت هناك عمر لكن ولا مرة اعتبرت إن دة مكاني، حتى ماما من أول يوم لينا هناك كانت مرسخة الحتة دي جوانا، بأنها مش بتاعتنا ولا عايزنها تكون ومسيرنا نرجع
_ اومال ريان ارتبط بهناك ليه
روان: عشان لسة مبتدي حياته المهنية هناك من كام سنة، صحيح الشركة اللي هو فيها ليها فرع هنا هيشتغل فيه لكن من وجهة نظره إن هناك كان هيتعلم ويستفاد اكتر لحد ما يقف على أرض صلبة، المهم سيبك من كل دة احكيلي عنك
_ الحكاوي هتطول وعايزة قاعدة، انتو هتقعدوا فين صحيح
روان: ودي عايزة كلام، هنرجع شقتنا اللي جمبكم
اتكلمت بفرحة
_ بجد، يعني هتبقوا جمبنا، افتكرت ممكن تنقلوا
روان: لا بابا عايز يبقى جمب عمو
_ وهتفتحوها امتى
روان: يومين كدة إن شاء الله نكون جبنا حد يظبطها بس
_ سيبي الحوار دة عليا، انا عارفة ست وبنتها شاطرين اوي بيساعدوني كل عيد هكلمهم على شقتكم
روان: ياريت بجد طالما شاطرين
_ طب يلا تعالي نطلع لهم برا لحسن بقالنا كتير
خرجنا برا بالحلويات والعصاير اللي كنت عملاها، مكنش قاعد معاهم ولما سألت قالوا إنه في البلكونة، اخدتله كوباية عصير وقطعة حلو ودخلتله، كان واقف بيشرب سيجارة، اتفاجأت وفي نفس الوقت كنت مضايقة إنه بيضر صحته واكتسب عادة مش كويسة أبداً
_ ريان
التفت يبصلي وبعدها رجع يبص قدامه، يا برودك يا اخي، طب حتى كان ياخد من ايدي الحاجة اللي جيباهاله، قدمت خطوتين وحطيتهم على ترابيزة صغيرة موجودة
_ جيبتلك الحلو
* متشكر
ليه مش قاعد معاهم برا
* بشم هوا
_ هوا وسط الدخان
* وطي صوتك، ابويا ميعرفش
_ ليه بتشربها
* لما بكون مخنوق بس
_ مخنوق؟ انت مش مبسوط إنك رجعت
بصلي وضحك بسخرية
* كفاية انتي مبسوطة
_ اية الطريقة دي
* مالها طريقتي، انتي عايزة تحسسيني انك مش مبسوطة بالقرار اللي اخده بابا وعمي
_ قرار اية
* مش لايق عليكي الكدب
_ انا مش بكدب ومش فاهمة انت بتتكلم عن اية أصلاً
اتعصب واتكلم بحدة
* بطلي لف ودوران، يعني هو عمي مقالكيش
اتكلمت بفاذ صبر
_ قالي اية
فضل ساكت وباصصلي وانا مستنية رده، لغاية ما مامته ندهتلنا ف خرج وسابني، اية أسلوبه دة، وقرار اية اللي بابا وعمي اخدوه مخليه مش طايقني اوي كدة، مامته ندهت عليا ف خرجت وحاولت ابتسم، القعدة معاهم جميلة لكن مكنتش مستمتعة بيها بسبب كلامه اللي بيتعاد في دماغي، لازم اعرف اية الحكاية بالظبط
جمال: والله ما يحصل
حسن: يا سيدي هما يومين بس عقبال ما نظبط شقتنا
جمال: لا طبعاً، اومال انا روحت فين، هتباتو معانا هنا عقبال ما تخلصوا شقتكم
* ايوا يا عمي بس..
جمال: مبسش انا قولت كلمتي، هتباتوا هنا يعني هتباتوا هنا
* خلاص يا بابا، خليكم انتو هنا وانا هرجع الفندق
جمال: ليه يا ابني
* معلش يا عمي عشان ريم تكون براحتها
مردتش ابصله وتجاهلته، استأذن من بابا وعمي ومشي ودخلت انا اظبط الاوض ليهم، خلصت اوضة عمو ومراته ودخلت اوضتي
روان: اساعدك في حاجة
_ لا يا حببتي انا خلصت خلاص، بصي دي بيچامة متلبستش متقلقيش، غيري هدومك عقبال ما اعملنا كام سندوتش كدة لزوم السهرة واجيلك
روان: سندوتش اية يا ريم دنا بطني مليانة على اخرها
_ هو انتي كلتي حاجة اصلا، يلا غيري وانا هجيلك بسرعة
دخلت المطبخ وابتديت اعمل سندوتشات لينا كلنا وحطيت معاهم شوية سناكس ودخلت منهم لعمو وبابا في اوضهم وبعدها دخلت لروان وأول ما شوفتها ضحكت
روان: هي جميلة وكل حاجة بس بحر عليا
_ انتي اللي عاملة زي سنفورة
روان: ياه، انتي لسة فاكرة الكلمة دي
_ منستش اي حاجة تخصكم اصلا يا روان
روان: ولا احنا صدقيني ودايماً كنتي في بالنا، ريان كمان شايل حاجات ذكرى منك وكان على طول يطلعها ويفتكر بقا في ذكرياتكم سوا
_ اومال مالو غريب كدة
روان: ااا عادي يعني يا ريم متركزيش معاه.. ما توريني كدة عملالنا سندوتشات اية، جايبة بقا معايا فلاشة عليها افلام إنما اية تحفة، انا لمحت لاب هنا
اخدت سندوتش وقامت تدور على اللاب، تاني مرة احس انها بتتهرب من الكلام عنه، في حاجة أنا مش فهماها واجابتها عند بابا، قضينا السهرة سوا وبعدها نمنا الصبح
عدى يومين واحنا مشغولين بتنضيف الشقة وفرشها وشراء طلبات هيحتاجوها، وفي خلال اليومين دول كنت انا وريان بنتجنب نتعامل مع بعض تماماً، لحد ما استقروا في شقتهم وقدرت اقعد مع بابا واسأله على اللي ريان قاله
جمال: ريم، ريان برا عايز يقابلك
فوقت من شرودي على جملة بابا، ريان؟ غريبة، هيكون عايز مني اية، قفلت الصندوق ورجعته الدولاب و لبست وخرجت اقابله، كان قاعد في الصالة مع بابا بيتكلم وأول ما شافني وقف
_ مساء الخير
* مساء النور، عاملة اية
_ الحمد لله
* محتاج اتكلم معاكي شوية، ممكن؟
_ اتفضل
* بعد اذنك يا عمي ممكن اخدها نتمشى شوية، نص ساعة ومش هأخرها
_ ماشي يا حبيبي مفيش مشكلة
يا حاج عيب كدة بقا يا حاج خد رأيي الأول طيب
* يلا بينا
بصيت لبابا ف شاورلي برجاء إني انزل واسمعه، اتنهدت وسبقته على برا، نزلنا وفضلنا نتمشى قرب البيت وكنا ساكتين، لحد ما هو قطع الصمت دة واتكلم
* عمي قالك حاجة
_ زي
* جوازنا مثلاً
_ ايوا
* وطبعاً رفضتي
_ انا شيفاك أخويا وابن عمي وبس
* وانا كمان شايفك كدة
_ يبقى متفقين
* لا .. مش متفقين
وقفت والتفت ابصله
_ يعني اية
* يعني انا وانتي هنوافق على الجوازة دي
_ نعم، ودة ليه إن شاء الله
* عشان ببساطة كدة لا ابويا ولا ابوكي هيقبلوا قرارنا دة وهيجوزونا
_ لا طبعاً، بابا استحالة يغصبني على حاجة
* متسميهاش غصبانية، سميها إنه عايز يطمن عليكي معايا
_ هو انت واخد الموضوع بهدوء اوي كدة ليه، اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش وأنت بتتعامل معايا بلوم وتأنيب في أول يوم ليك هنا، وكأني انا اللي عايزة الجوازة دي
* لأني كنت فاكر إنك عارفة وعمي بلغك، لما لقيتك مبسوطة وبتتعاملي ولا كأن في حاجة افتكرت انك موافقة ودة اللي مشجعهم، وبعدين اوعي تفتكري إني مرفضتش قرار أبويا يوم ما جيه يقولي، بالعكس أنا كنت مصمم على رأيي و دة سبب مشاكل جامدة بيني وبينه لفترة طويلة واحنا هناك، لدرجة إنه تعب في مرة ودخل المستشفى من فرط عصبيته واحنا بنتخانق وكانت أيام ما يعلم بيها إلا ربنا، وانا معنديش إستعداد اعرضه تاني لحاجة زي دي
_ فا انت شايف الحل إننا نتجوز؟
* عندك حل تاني
سكت ومردتش، الفكرة إن فعلاً بابا وعمي مصممين على جوازنا، لكن برضو اكيد في حل
* قولتي اية
_ قولت اية في اية، دة جواز، ومينفعش يكون بالسرعة دي ولا قراراته تتاخد كدة
* انا مقدر وفاهم كل اللي بتقوليه، وعايزك تعرفي إن انا كمان مش عايز الجوازة دي، بس خلينا نسمع كلامهم وبعد كام شهر ننفصل
_ وليه ندخل حاجة عارفين نهايتها من الأول
اتنهد ومسح على وشه بأرهاق
* خدي وقتك في التفكير من ناحية كل حاجة، وانا مستني قرارك النهائي، يلا عشان اروحك
مشيت معاه وانا دماغي مش مبطلة تفكير، وصل كل واحد فينا قدام شقته ودخلنا، لقيت بابا مستنيني في الصالة واول ما شافني وقف وسألني بلهفة
جمال: ها .. اتكلمتوا
_ ايوا
جمال: وأية رأيك
_ اديني شوية وقت يا بابا
جمال: حاضر يا حبيبتي، ربنا يريح قلبك
دخلت اوضتي وقعدت على السرير، حطيت راسي بين أيديا وحاولت افكر في حل، مر عليا وقت وانا على نفس الوضع وموصلتش لأي حاجة، مفيش غير إني أرفض واقول إني مش عايزة الجوازة دي وبابا اكيد مش هيغصبني على حاجة، خرجت من الأوضة ادور عليه، لقيته في الصالة بيتكلم في التليفون
جمال: ريم الحمد لله بخير، ادعيلها بس ربنا ييسرلها الحال ومتنشفش دماغها
اصل ابن عمها رجع ومتقدملها وهي رافضة، مع إن الولد كويس ومتربي
نفسي افرح بيها يا عادل، دي بنتي الوحيدة، نفسي الحق اشوفها بالفستان الأبيض قبل ما اموت، وتكون متهنية في بيتها مع جوزها واطمن عليها، وتجيبلي احفاد افضل العب معاهم واحكيلهم عن جدتهم وعنها وهي صغيرة، حلم عيشت سنين على أمل إنه يتحقق في وجودي
فضلت واقفة مكاني بسمعه، نزلت دموعي وانا شايفة ابتسامته وعيونه اللي كلها امل وشوق لشوفة اليوم دة، مترددتش لحظة اني اخد القرار، معنديش اغلى من بابا احققله اللي بيتمناه واخليه مبسوط، قربت منه بعد ما قفل المكالمة وقعدت جمبه
جمال: لسة صاحية يا حبيبتي، بحسبك نمتي
_ بابا أنا .. انا فكرت في موضوع جوازي من ريان
جمال: مش قولتي محتاجة شوية وقت
_ لا منا .. منا لما اتكلمت معاه حسيت اني رسيت على قرار
جمال: وأية هو قرارك
بصيتله وانا ببتسم ومن جوايا راضية
_ موافقة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حين عاد إلي)