رواية حياتي الفصل الثاني 2 بقلم منال كريم
رواية حياتي الجزء الثاني
رواية حياتي البارت الثاني

رواية حياتي الحلقة الثانية
بمجرد أن دلفت إلى غرفتها، سمعت صرخات نور العالية، ركضت مسرعاً إلى الخارج بخوف.
سألت بفزع: في ايه يا ماما.
جلست على الأريكة بحزن و قالت: وصلني رسالة من البنك أن الحساب من غير رصيد.
تنهدت بغضب شديد و قالت: ايه الكلام الفارغ ده كل ده علشان شوية فلوس.
لتردف بعصبية شديدة: أنتِ ازاي بالغباء ده ، هي العيشة من غير فلوس تكون اسمها عيشة.
أبتسمت باستهزاء و قلبها يعتصر من الحزن قالت: الابشع من الفلوس هي العيشة من غير اهل يحسوا بجرحك.
صرخت بصوت عالي: امشي يا حياة من قدمي و بطلي كلامك الاهبل ده.
أومأت رأسها بالموافقة و ذهبت الى غرفتها بحزن شديد و فقدان الأمل أن هذه نور تصبح يوما ما أم مثل الأمهات.
كانت تدلف إلى الحمام ، لكن رن الهاتف، نظرت إلى الاسم بابتسامة، و أجابت : ازيك يا علي.
جاء الرد من الجهة الأخرى: ازيك يا حياة ، اخبار المقابلة ايه؟
مجرد السؤال ذكرها بنظرات هذا الوقح ، تنهدت بحزن ثم قالت: عادي.
ظن أنها لم يتم قبولها في العمل ، لذا تحدث بهدوء: مش مشكلة، اتكلم مع مدير الشركة اللي شاغل فيها علشان يشغلك معانا.
لتردف بسعادة: ياريت و الله ، بس أنا تقبلت في الوظيفة ، بس حاسة بعدم الارتياح.
أخذ نفس عميق و قال: عايز أخذ معاد.
تتلألأت الدموع في عيونها، لأنها متأكدة سوف يكون الرفض من نصيبه أيضا كالعادة.
أخرجها من شرودها و سأل: ساكتة ليه ؟
لتجيب بهدوء: مفيش حاجة ، اكلم معهم النهاردة ، و أن شاء الله خير.
أغلقت الهاتف،و جلست تفكر بحزن، لماذا عائلتها تفعل معها ذلك؟
في المساء
عاد محمد و يجلسون لتناول وجبة العشاء ، أخذت نفس عميق و قالت: بابا علي عايز يقابل حضرتك.
لم يسمح لها بالحديث ، دق على الطاولة بغضب، انتفضت من الخوف ، ليردف بصوت عالي: مش نخلص من الموضوع ده ، أنا لا يمكن أقبل أن المتشرد ده يكون جوز بنتي، نقفل الموضوع بقا فاهمة.
لتجيب نور بعصبية: أنتِ تكلمي معه ليه يا شيخة حياة؟ اظن أن الكلام مع شاب قبل الجواز حرام.
لتجيب بدموع: أنا مش بكلم معه، الا علشان يطلب تحديد معاد معاكم.
ليجيب بهدوء: أنا مش موفق، و قومي ادخلي جوة.
تدلف إلى غرفتها بحزن ، و لا تعلم كيف تتصرف؟
علي: من أسره بسيطة يعيش في منطقه شعبية بسيطة تشبه بيوتنا المصرية:
الأب موظف حكومي بسيط و على المعاش.
الأم ربة منزل.
لديه أخ وأخت توأم في الثانوية العامة.
خريج هذا العام من كلية الهندسة و التحق بوظيفة في أحدي الشركات.
طويل جداً
عيون سمراء
شعر أسمر قصير مموج
تعرفوا على بعض في الجامعة
والحقيقة كان الحديث بينهما قليل جداً لان علي يقول حرام الارتباط ،قبل الزواج
كان كل حديثه معها عن الحجاب
لأنها كانت ليست محجبة و ثيابها كانت لا تستر بل تفضح و تضع الكثير من مساحيق التجميل .
منذ عام اقتنعت بالحجاب و كان الفضل لله ثم علي ، لذلك متمسك به لأنها ترى أن هذا هو الشخص الصالح،والذي يأخذ بيدها إلى الجنة.
لكن بالنسبة لعائلتها يرون أنه ليس مناسب لانه ليس يستطيع أن يعطي لهم ثمنها ، من يتزوج بها يجب يقدم مال كثيرة لعائلتها .
اول مرة تقدم لطلب الزواج منها ،في العام الدراسي الثالث ، و بالتأكيد كان الرفض من نصيبهم ، مازالوا على أمل يوماً ما يقلبون زواجهم.
كرر الطلب أكثر من مرة و دائما كان الرفض.
التقطت هاتفها و قامت بالاتصال عليه، ليجيب هو : زي كل مرة .
أجابت بعصبية : طلبت منك أكثر من مرة نتزوج من غير رأيهم احنا مش أطفال.
أجاب باعتراض: و أنا قولت لا ، عمري ما اعمل كده، اللي مش أقبل أختي تعمله ،مش أقبلوا على بنات الناس، نحاول معاهم و أن شاء الله خير.
أغلقت الهاتف دون الإجابة ، هي ترى أن حديثه بلا فائدة ، و تظن أن هذا ضعف منه.
في اليوم التالي :
ذهبت مع محمد الشركة و هي تشعر بالتوتر ، لكن لا تستطيع الاعتراض على قرر محمد.
زاد التوتر عندما علمت أنها أصبحت مساعدة سامر الشخصية.
تدلف المكتب بعصبية شديدة جداً دون طرق الباب.
و تصرخ بصوت عالي : ممكن شرح للتصرف ده ، ازاي أكون مهندسة و أكتشف أني مساعدة شخصية لحضرتك؟
نظر لها بغضب من الاعلي الى الاسفل، ثم أجاب بهدوء شديد:
عايزة تقولي حاجة تاني؟
توترت من نظرته ، و أومأت رأسها اعتراضا.
هو ارد يزيد من توترها و أصبح ينظر نظرات غامضة ، و سأل بهدوء شديد:
هو انا شاغل ايه في الشركة؟
أجابت بهدوء : صاحب الشركة.
سأل مرة أخرى: مؤهلي ايه؟
مازالت لا تفهم و تجيب تلقائيا: خريج هندسة
نهض من مكتبه و كان يقترب منها بخطوات بطيئة، تشعرها بالتوتر و الخوف، ثم جلس على طاولة المكتب و وضع قدمه على كرسي و ضع يديه تحت ذقنه و سأل و هو ينظر لها باعجاب شديد: يبقي يا مهندسة حياة لم تكوني مساعدتي، تكوني مساعدة مهندس صح .
أومأت رأسها بالموافقة و قالت بهدوء: آسفة ممكن أخرج.
لم يجيب و ظل ينظر لها و هي توترت لدرجة العرق الشديد.
أعادت السؤال مرة أخرى، لم يجيب لكن اشار لها بالخروج.
غادرت سريعاً و هي دقات قلبها سريعة.
جلست على مكتبها الجديد ، في انتظار أحد يخبرها ماذا تفعل؟ لكن لم يعير أحد اهتماماً بها.
و انتهى اليوم ؛وهي لم تفعل اي شي إلا التصفح على الهاتف.
_____________________
تجلس العائلة بالاسم و ليس بالفعل يتناولون الطعام بصمت ، حتي بدأت نور الحديث.
لتردف بأمر :: اسمعي احنا عاملين حفله بكره شيلي الطرحة دي و البسي فستان شيك و شوفي شاب يكون غني واقعي في حبك.
قالت بدموع : انتوا بجد اهلي ولا لقيني على باب جامع
في حد يطلب من بنته كده.
محمد بعصبية :يعني زي كل مره برضو تقفلي على نفسك ومش تخرجي
نهضت من مقعدها و قالت بدموع : ايوه أنا عمري ما أقبل أخرج في الجو الحرام ده شرب ورقص
__________________
دلفت إلى الغرفة
و طلبت علي، و هي تتمني يقبل الزواج بها حتي ينقذها من هذه الحياة.
مجرد أن فتح الخط قالت بدموع : لو سمحتي يا علي أنا بجد مش أقدر أتحمل الحياة دي، أنا متأكدة أن محمد و نور مش ابوي و امي، خلينا نتجوز يا علي علشان ارتاح.
هو ليس من نوع الشباب الذي يلعب بالفتاة، هو يعشقها حد الجنون، لكن لم يستطيع أن يتزوجها دون موافقة عائلتها، حتي المكالمات الهاتفية بينهم لا يحبذ ذلك، يتمني لو يملك مال حتي تصبح له.
تنهد بحزن و قال: صدقني يا حياة الجواز من غير موافقة اهلك غلط كبير.
لم تجيب عليه ، أغلقت حياه الهاتف.
__________________
اليوم التالي
لم تذهب الي الشركة و جلست في غرفتها طول اليوم
وعند حلول المساء
كان المنزل عبارة عن فوضى عارمة ، و أصوات الموسيقى الصاخبة، مع الضحكات الخالية من اي احترام.
وضعت حياة سماعة الاذان وشغلت سوره يوسف بصوت الشيخ مشاري راشد لأنها من عشاق صوته و خصوصاً في سورة يوسف.
و جلست ترسم مناظر طبيعية لأنها تحب الرسم جداً
ترسم مناظر طبيعية فقط، لم ترسم أشخاص .
هذه الأشياء تجعلها اسعد إنسانة في الدنيا.
___________
في الخارج
ولأول مره يحضر سامر حفلة محمد.
في محمد و نور يقيمون حفلات متكرر حتي يتعرفوا على أشخاص من الطبقات العالية و المرموقة في المجتمع.
هيا نتعرف على سامر
سامر مهندس معماري و يملك أكبر شركة معمار في القاهرة
على درجة عالية من حسن المظهر.
توفي أبيها و أمها منذ سنوات ليس لديه أخوات
يعيش في منزل أشبه بقصر من كثرت جماله
__________
قال محمد بسعادة :منور يا فندم.
سامر بهدوء :بنورك يا محمد اومال فين حياة
وكمان مش جت الشركة النهارده.
لتردف نور سريعا:تعبانة شويه.
أجاب بخوف ملحوظ : مالها ممكن اجيب لها أحسن دكتور
محمد بسعادة: لا يا فندم ده دور برد عادي.
عاد إلى هدوئه خوفا على هيبته و قال بهدوء : تمام ممكن اشوفها.
نور : طبعا
___________
في غرفه حياة
كانت تجلس و هي سعيدة، لكن دائما نور تخرب كل شيء عليها.
جذبت سماعة الاذان بقوة
و قالت بعصبية : قومي يا بنتي البس واخرجي.
أجابت بهدوء :قولت مش خارجة.
صرخت بعصبية: ها تقومي غصب عنك يلا
نهضت من مقعدها و قالت بدموع :قولت لا.
جذبتها من شعرها بعنف و قالت بعصبية :قومي سامر عايزك.
لتردف بألم و دموع: وأنا مش عايزه اشوف حد.
ضغطت على شعرها بقوة و قالت : خمس دقائق و تكوني برة إلا أخرج أقوله حياة بتقول ادخلها أنت.
لم تجد حديث يقال، كيف لهذه أنت تكون أم؟
غادرت نور و حياة لم تجد حل إلا أنها تنفذ الامر.
_________
ذهبت حياة إلى الشرفة ، حيث كان ينتظرها سامر .
دلفت وهي تنظر إلى الارض
و قالت بصوت ضعيف : نعم.
بدون انذار قال :تجوزني.
رفعت عيونها من الأرض و نظرت له و سألت بعدم فهم: ايه.
أجاب بحب : تجوزني يا حياة أنا حبيتك من أول نظره ومش قادر أعيش من غيرك
حياه قولي موافقة وعمرك ما تندمي.
أجابت بدون تفكير ، فهي ليست بحاجة إلى تفكير ، قلبها لم يكن خالي، لتردف بهدوء
: أنا مش موافقة
تحول سامر من شخص هادي الي شخص عصبي جدا.
و صرخ بغضب شديد: أنتِ مجنونه ،مش عارفة أنتِ ترفضي مين، أنا اي بنت في العالم تتمني اشاره مني مش حته بنت زيك.
لتصرخ بعصبية: وأنا مش موافقه وبعدين فين الهدوء اللي كنت بتكلم بي دلوقتي.
و كادت تغادر لكن مسك يديها و قال بغضب شديد
:وأنا بكلمك أوعي تفكري تخرجي وتمشي.
حاولت أن تفلت يديها من قبضته لكن لا محال، قالت بصوت عالى: أنت مجنون أزاي تمسك أيدي سيب أيدي.
ليردف بلا مبالاة: لا
صرخت بعصبية: سبب أيدي يا مجنون عيب كده.
جذبها الي حضنه دون خجل أو حياء
رفعت يدها الأخرى و صفعته بقوة، ترك يديها و هو مصدوم و ينظر لها بغضب شديد.
و كانت تغادر لكن المحزن في الموضوع أن محمد و نور كانوا يشاهدون بصمت ولم يخطر في بالهم أن يفعلوا شيئا.
نظر إلى طيفها بغضب و قال بأمر : أنا عايز اتجوز بنتك يا محمد وإلا بسبب كل الديون اللي عليك تدخل السجن .
أومأ رأسه اعتراضاً و خوفاً: لا طبعا أحنا موافقين.
لتردف نور بطمع : والمقابل.
أبتسم باستهزاء و قال :كل الديون تسدد و كمان بدل الشقة فيلا.
أجاب بطمع :موافقين طبعا
و أكملت هي بطمع :جهز الفرح
و الان أحلامهم أصبحت حقيقة زواج حياة من شخص يملك الكثير من الاموال.
________________
أما هي مجرد دخوله إلى غرفتها ، هرولت إلى الصلاة حتي تطلب التوبة من الله.
كانت خائفة أن يعاقبها الله بسبب أن سامر لمسها.
بعد انتهاء الحفلة
دلف محمد و نور الى غرفتها
محمد بأمر: حضري نفسك فرحك الاسبوع الجاي.
لتسأل باستغراب: أزاي يعنى.
قالت بسعادة :زي الناس فرحك على سامر بيه الاسبوع الجاي.
صرخت بصوت عالى : أنا مش موافقة طبعا،
انتوا عارفين إني بحب علي.
لم تكمل الحديث بسب صفعة محمد التي كانت بالنسبة لها مثل الخنجر في قلبها.
و قال بغضب : أنتِ أزاي تقولى أنك تحبي واحد قدم أبوكي.
لتردف ببرود : فعلا قليه الادب.
اجابت حياه بحسرة و ندم و صرخة من القلب
: صح قلية الادب علشان بحب واحد بكل احترام لكن لما واحد يحضني ويمسك أيدي وانتوا واقفين أكون كده محترمة صح.
محمد ببرود :هيكون جوازك
بدموع : مش موافقة
نور بصوت عالى : خلاص أبوكي يدخل السجن بسب الديون.
جلست على الأريكة و قالت بدموع :ماليش دعوه أنا قولت لكم اعملوا حفلات واشتروا حاجات كتير طول الوقت.
و كأنها لم تقول شيء تحدث بكل ببرود و ليس مبالي بدموعها : فرحك الاسبوع الجاي
و غادروا الغرفة ، و هي لا تعلم
ماذا تفعل ؟
رفعت حياه يده إلى السماء و تحدث نفسها
ماذا أفعل؟
أبكي على حالي ؛ أكيد هما ليس عائلتي
ما هذه الحياة؟ التي بلا حياة
بعد تفكير عميق وصلت إلى فكرة و هي الهروب من المنزل و الذهاب الى علي.
بعدما تأكدت أنهما خلدوا الى النوم غادرت المنزل بحذر شديد.
“حياتي بلا لون”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حياتي)