روايات

رواية شخص آخر الفصل الأول 1 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل الأول 1 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الجزء الأول

رواية شخص آخر البارت الأول

رواية شخص آخر الحلقة الأولى

* بيقولوا إن مراته السابقة خا*نته… و كمان شافها و هي في حضن عشـ,ـيقها…
‘ يلهوي… و هو عمل ايه ؟
* كان هيقـ,ـتلها و يقتـ,ـله… بس ابوه منعه و سجن مراته بس هربت من السجن و محدش يعرفلها طريق… اما عشـ,ـيقها هرب بره مصر…
‘ اعوذ بالله… صعب اوي…
* عشان كده مستر يحيي مضطرب حبتين… اللي مر بيه مش سهل… خصوصًا انه كان بيحب مراته أوي…
‘ الحوار ده من امتى ؟
* من 3 سنين… يعني هو لحد الآن مش قادر يبقى كويس… مستر يحيى ده كان شخصية مرحة جدا و هادي… اللي حصله ده طفاه من جوه و من بره… بقا عصبي و ملامح وشه ثابته… بقا عبارة عن جسم من غير روح… المهم لو زعق فيكي عديها…
‘ كويس انك قولتي… كنت لسه هتخانق معاه…
رن هاتفها و كان هو….
‘ امشي انا عشان بيتصل بيا… سلام يا حبيبة
* سلام يا رهف…
ذهبت رهف الى مكتبه… طرقت الباب و دخلت… وقفت أمامه و شبكت يداها الاثنتين ببعضمها و قالت
‘ حضرتك اتصلت عليا… تؤمر بإيه ؟
” طبعتي الملفات اللي بعتهملك ؟
‘ اه طبعتهم… عندي في المكتب… اجيبهم لحضرتك ؟
” اه هاتيهم…
اومأت له و ذهبت… و بعد دقيقة أتت و بيدها تلك الملفات… وضعتهم له على المكتب… امسك الورق و قال
” روحي اعمليلي قهوتي…
‘ حاضر يا مستر يحيى…
إلتفتت و ذهبت… اسند يحيى ضهره للخلف و راجع الملفات… و بعد دقائق جاءت رهف بالقهوة و وضعتها أمامه…
” شكرا…
‘ العفو… حضرتك تؤمر بحاجة تاني ؟
” لا… جهزي نفسك لان بالليل في اجتماع في الفندق…
‘ جاهزة…
” تقدري تمشي…
اومأت له و إلتفتت لتخرج… شعر يحيى بإنزعاج شديد من صوت كعب حذائها
” استني…
وقفت مكانها و قالت في سرها
‘ مش بيقول استني غير لما اكون عملت حاجة غلط… يا وقعتي السودة…
إلتفتت له و قالت مبتسمة
‘ في حاجة نسيتها ؟
” متلبسيش كعب تاني…
‘ نعم ؟!
” اظن انك سمعتي كلامي… ف مش محتاج اكرره كتير… فهمتي يا رهف ؟
‘ حضرتك ليه ملبسش كعب ؟
” اهو كده… في محل كوتشيات بعد الشركة بشارعين… اشتري منه كوتشي…
‘ بس حضرتك انا برتاح في الكعب اكتر من الكوتشي…
” ده أمر يا رهف… مش باخد رأيك… تمام ؟
‘ تمام…
” تقدري تمشي…
اومأت له و خرجت… و بمجرد ان دخلت مكتبها… ظهر الغضب على وجهها… و قالت و هي تقلد كلامه
‘ متلبسيش كعب تاني… نينينيني… فاكر نفسه مين ده… المشكلة اني مضطرة اسمع كلامه… لفيت على الشركات كلها محدش قِدر يديني ربع المرتب اللي بيدهولي هو… معلش يا رهف استحملي…
اخذت رهف بعض المال و ذهبت لمحل الكوتشيات و اشترت واحد أبيض مناسب لها… دخلت الشركة و هي تمسك في يدها حذائها ذو الكعب الطويل و الرفيع… رأتها صديقتها و قالت و هي تضحك
* ايه ده يا رهوف ؟
‘ بقيت قصيرة صح ؟
* لا انتي مش قصيرة و طولك حلو… بس حساكي غريبة بالكوتشي… كل الشركة اتعودت عليكي بالكعب… بس ليه التغيير ؟
‘ أوامر مستر يحيى… يارب صبرني عليه يارب…
* والله مستر يحيى ده ملهوش حل…
‘ يا عم اتلهي… ده حطني في مشكلة كبيرة… انا كل جزمي بكعب… مش بلبس الكوتشي غير لما اروح الجيم و لما اروح اشتري عيش من الفرن…
* معلش… هتتعودي عليه…
‘ اوووف… حاضر هتعود… اتغديتي ؟
* لا… كنت مستنياكي…
‘ يلا على الكڤاتيريا…
* يلاااا…
في مكتب مستر يحيى… كان يراجع بعض الورق و يمضي عليه… رن هاتفه… رد و فتح الاسبيكر و وضعه على المكتب ليكمل الكتابة
” نعم يا خالد ؟
* فينك انت ؟
” في الشركة…
* فاضي ؟
” لا… في ملفات كتير لازم اراجعها بنفسي…
* مفيش مجال نخرج شوية…
” نخرج نروح فين ؟
* اي با*ر… نروق على نفسنا كده…
” انت عارفني… مش بروح الاماكن دي…
* نروح النادي ؟
” عندي شغل كتير… و عندي اجتماع مع الاداريين النهاردة… ياوب اخلص… ارجع للبيت و انام…
* خلاص يا عم… كل مرة اقولك نتفسح بتقفلها في وشي…
” مش عايز اتفسح يا خالد… وصلت كده ؟
* يا يحيي بطل تقفل على نفسك بالطريقة دي… ماشي انا عارف انك مش قادر تنسى و حاسس بيك… بس ده مش معناه انك تبقى قافل على نفسك كده… هتد*مر حياتك عشان وحدة متستاهلش ؟
” خالد… اقفل السيرة دي…
* لا مش هقفلها… لانك اتغيرت… مش انت صاحبي اللي انا اعرفه… بقيت غريب أوي و كأني لسه عارفك من يومين…
” المفروض اعملك ايه ؟
* تنساها… ارجع يحيى بتاع زمان اللي كلنا بنحبه…
” مش عايز حد يحبني… و اقفل دلوقتي عشان عندي شغل…
* يحيى…
اغلق يحيي هاتفه… تأفف خالد و قال
* مش عارف زعلان ليه… هي الأميرة ديانا !! يارب احر*قها مكان ما هي قاعدة…
تذكر يحيى ذلك المشهد الذي لن ينساه أبداً…
من 3 سنين…
– متأكدة انه مش هيجي ؟
* اه متأكدة… قالي انه بايت في الشركة لان عنده شغل مهم لازم يخلصه…
– كويس… وحشتيني…
* انت أكتر…
نظر لها بخُبث و قرّبها منه… قَبلها بين شفتاها و يداه تملس جسدها بجرائة و هي مستسلمة له… بعد قليل فُتح باب الغرفة
” ريم انا جيت و جبتلك…
لم يكمل جملته حينا رآها شبه عا*رية مع رجل غريب… في غرفته و على سريره… اتسعت عيناه من الصدمة و احمرت بشدة… وقع برواز الصورة على الأرض و انكـ,ـسر الذي صممها خصيصًا لها و كان سيهديه لها الآن… ابتعدت ريم عنه و اتصدمت عندما وجدت يحيى أمامها و بلعت ريقها بخوف… تغلغت الدموع في عيناه و نظر لها و قال بإنكسار
” بتخو*نيني ؟ ليه ؟ انا عملتلك ايه ؟
خرج من تلك الذكرة السيئة التي دمر*ت حياته بالكامل… فهو احبها حُبًا صادق تتمناه أي مرأة… تعلق بها كثيرا… قدم لها كل مشاعره… اشمئز من نفسه لانه لمـ,ـسها و نامت في حضنه… احمرت عيناه غضبًا… جَزَ على أسنانه بغضب و ضغط بالقلم على الورق ف قُطعت الورقة… انتبه لِما فعله… و رجع بكرسيه للوراء…
” اوووف بقا انا زهقت… انا عمري ما جر*حتها… عمري ما قسيت عليها… ازاي هي تعمل كده ؟ في حين اني اول ما اتجوزتها احترمتها و مبصتش لأي وحدة غيرها… ازاي هي سمحت لحد غيري انه يلـ,ـمسها ؟ ازااي بجد انا هتجنن !! انا غلطت في ايه عشان تعمل فيا كده ؟
ظل يكرر لنفسه نفس تلك الأسئلة التي لم يحصل على اجابتها حتى تلك اللحظة… فلتت اعصابه و انهارت… فتح دُرج المكتب و اخذ حبة مُهدئة للاعصاب… تناولها و شرب المياة بعدها… فَك الكارڤات خاصته عندما احس انه اختنق… ظل يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليان حتى هدأ… نظر للورقة المقطوعة… امسك هاتفه و اتصل على رهف… و جاءت الى مكتبه…
‘ نعم يا مستر يحيى ؟
” ملف الـ Hg… ورقة رقم 67… اتقطت مني… اطبعيلي وحدة غيرها… ياريت بسرعة
‘ حاضر…
نظرت له و لعيناه الحمراء و حالته تلك… إلتفتت و ذهبت… ذهبت رهف الى المطبعة الخاصة بالشركة… فتحت اللاب توب الخاص بها و اوصلته بمكنة التصوير… بحثت عن تلك الورقة و ضغطت على زر الطباعة… وجدت من يمرر لها القهوة و يقول
* اتفضلي…
نظرت له… وجدته زميلها مروان…
‘ شكرا يا مروان… بس انا بشرب القهوة للضرورة بس… ساعات بتأثر عليا بطريقة وحشة…
* عادي ولا يهمك…
‘ بقولك… هو في اعشاب في الكڤاتيريا ؟
* اها… في كل المشاريب اللي تحتاجيها…
‘ تمام شكرا… عن اذنك…
اخذت الورقة من مكنة الطباعة و ذهبت… اخذ مروان رشفة من فنجان قهوته و قال
* ليهم حق كل رجالة الشركة تكراش عليكي… جامدة أوي…
طرقت رهف باب المكتب…
” ادخل…
دخلت رهف… وضعت له الورقة أمامه
‘ اتفضل حضرتك الورقة اهي…
” تمام…
اخذ الورقة و بدأ يقرأها من جديد… نظر لها وجدها مازالت موجودة
” مش لازم اقولك تمشي عشان تمشي… طالما متكلمتش يبقى مش عايز حاجة تاني…
وضعت رهف الكوب على المكتب بجانب يده… نظر للكوب و قال
” ضاقت الشركة بيكي عشان تيجي تشربي البتاع ده هنا ؟
‘ لا ده مش ليا… ده لحضرتك…
” و ايه ده ؟
‘ لمون بالنعناع و العسل الأبيض و الڤانيلا… بيهدي الأعصاب
” بيهدي الأعصاب !! شيفاني بشد في شعري زي المجانين ولا ايه ؟
‘ لا حضرتك انا مقولتش كده… انا شايفة ان حضرتك مضغوط حبتين الأيام دي و الشغل زاد شوية و بتقعد لحد الفجر في الشركة… فقولت اجيبلك حاجة تروق اعصابك…
” مش عايز…
‘ صدقني حضرتك ده كويس جدا… و طعمه حلو اوي
نظر يحيى للكوب ثم نظر لها
‘ دي كوباية جديدة… محدش شِرب فيها قبل كده… عارفة ان حضرتك قروف شوية و مبتحبش حد يشرب مكانك ولا تشرب مكان حد…
” تمام… يلا اخرجي…
اومأت له و ذهبت… نظر يحيى للكوب و قال
” شكله غريب… كأنها خالطة ملوخية في الخلاط…
امسك يحيى الكوب و شمّه… شدته رائحته و اخذ رشفة منه… اعجبه مذاقه كثيرا و شرب بقية الكوب… هذه اول مرة يعجبه مشروب غير القهوة…
رأت رهف الفتى صاحب الكڤاتيريا يخرج من مكتب مستر يحيى و يحمل كل الاكواب التي عنده
‘ احمد…
* نعم يا استاذة ؟
‘ هي الكوباية دي اخدتها من مكتب مستر يحيى مليانة و فضيتها في السلة ولا ايه ؟
* لا يا استاذة… اخدتها من عنده فاضية…
‘ اخدته من عنده بالشكل ده ؟
* ايوة…
‘ تمام… شكرا يا احمد…
ذهب احمد… ابتسمت رهف و قالت
‘ المشروب بتاعي عجبه… ده لحس الكوباية كلها !
* بخخخ…
‘ بسم الله الرحمن الرحيم… مالك يا حبيبة ؟
* لقيتك واقفة هنا و بتتكلمي مع نفسك… فجيت خضيتك…
‘ بطلي حركات العيال ده… احنا في شركة يا ماما…
* عارفة اننا في شركة… قوليلي صح… اجتماع الفندق ده الساعة كام ؟
‘ الساعة 9 بالليل…
* الساعة 7 دلوقتي… روحي اجهزي…
‘ اجهز ؟ هو فرح صحبتي ؟
* هتلبسي ايه ؟
‘ هروح بلبسي ده…
* ليه كده ؟ اسيستانت مستر يحيى اللي كانت قبلك… في الاجتماعات اللي زي دي… كانت بتبلس سواريه…
‘ ايه الاوڤرة دي… ده اجتماع مش حِنة شيماء…
* هتروحي كده يعني ؟
‘ ايوة هروح كده… مالها الجيبة الكافيه و البلوزة البيضة اللي انا لبساهم… ساعة كده هدخل الحمام اغسل وشي و اظبط الميكب بتاعي…
* يا بت خليكي ذكية… الاجتماعات اللي زي دي بيحضرها ناس نضيفة كده و عسولة… مفروض تبقي ذكية و تشقطي واحد…
‘ لا يا حبيبتي… انا مش جاية اشقط… انا جاية اشتغل و بس… و بركز في شغلي و بس… تعرفي ليه ؟
* ليه ؟
‘ لأن رهف اللي قدامك دي عدت على شركات كتير و اكبر مرتب اخدته 4000 بس و اخصمي منهم 2000 جنيه المواصلات بتاعتي طول الشهر و الألفين الباقيين كانوا مش بيشتروا طقم عِدل حتى… جيت هنا و اشتغلت الاسيستانت الخاصة بمستر يحيى و باخد 12 ألف… فتخيلي من 4000 الى 12 ألف… نقلة رهيبة في تاريخي… عشان كده همسك في الوظيفة دي بإيدي و أسناني… فحوارات الشقط و الحب دي انا صارفة النظر عنها… انا حاليا بحوش عشان اشتري عربية…
* اوعااا يا جامد…
‘ هنخرج بكره نشتري هدوم… اوعي تنسي…
* حاضر يا قمر… اسيبك انا عشان استراحتي خلصت…
اومأت لها و ذهبت… دخلت رهف مكتبها و اكملت شغلها المتبقي… رن المنبه… انها الساعة الثامنة… اغلقت الاب توب و ذهبت للحمام… غسلت وجهها بالماء و عادت لمكتبها… فتحت شنطتها و اخرجت منها مرآة صغيرة و بعض الميكب…
نظر يحيى لساعته… ترك الذي بيده و نهض… ارتدى جاكت بدلته و أزاح شعره للخلف… اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و خرج متوجهًا لمكتب رهف… وجد الباب مفتوحًا قليلا… نظر منه و جدها تنظر للمرآة و تقول
‘ قمر يا بت… لا بجد ايه الجمال ده ؟ ده انا يادوب خفيت الهالات السودة و رسمت ايلاينر و حطيت حبة روج… مش محتاجة فونديشن… بشرتي بتلمع وحدها… يخربيت جمالي…
وضعت يدها في شنطتها
‘ في ايه تاني احطه ؟ لينسيز ؟ لا انا بحب عيوني السود الجميلة دي… حتى رموشي مش محتاجة ماسكرا… يخربيت حلاوتي… اهو الامورة تستاهل ثري تركي كده…
اخرجت من حقيبتها ازازة عِطر و رشت منها عليها و ازاحت شعرها للخلف و نظرت للمرآة مجددا
‘ انفع موديل… يلهوي سكر كده يا انا… بموت فيكي… خدي بو*سة
اعجب يحيى بثقتها العالية بنفسها… فهي حقًا جميلة من غير اي مجهود… رجع خطوتين و طرق الباب… انتبهت رهف و اعادت كل شيء داخل حقيبتها
‘ ادخل…
فتح يحيى الباب و قال
” يلا تعالي… و هاتي اللي قولتلك عليه…
اومأت له و هو سبقها للخارج… اخذت حقيبة مستر يحيى و اخذت حقيبتها و استخدمت الاسانسير لتنزل للاسفل… وجدت مستر يحيى يقف بجانب سيارته… وضعت حقيبته في السيارة…
” امسكي…
قالها يحيى ثم ألقى لها مفتاح السيارة و هي إلتقطته…
‘ ايه ده حضرتك ؟
” مش واضح يعني ؟ انتي هتسوقي العربية…
‘ بس…
” بس ايه ؟ متعرفيش تسوقي ؟
‘ لا بعرف…
” يبقى تنجزي…
قالها ثم فتح باب السيارة و جلس…. جلست رهف في الكرسي المخصص للقيادة و شغلت السيارة و لكن لم تتحرك…
” واقفة ليه ؟
‘ ثواني بس…
نظر لها وجدها تخلع كوتشيها من رجلها
” انتي بتعملي ايه ؟
‘ الكعب بينفع عشان الفرامل… مش بعرف اسوق و انا لابسة كوتشي…
” بتتصرفي على مزاجك يعني ؟
‘ حضرتك انا مش شايفة ان دي مشكلة… بعدين شرابي نضيف… انا لسه مشترياه مع الكوتشي…
” بطلي كلام و اطلعي يلا…
‘ حاضر…
نظر من النافذة و ظل صامتًا كعادة… تحركت بالسيارة لوجهتهم… وقفت بالسيارة منتظرة إشارة المرور يتغير لونها… فتحت حقيبتها و اخرجت منها زجاجة مياة… مررتها ل يحيى
‘ اتفضل…
نظر لها و قال
” مش عايز…
‘ مقفولة بقفلتها يا مستر يحيى… الجو حر… خُد اشرب…
عرف انه لم يستطيع ان يُسكتها لانها كثيرة الكلام… اخذ الزجاجة و شرب منها القليل…
‘ ينفع افتح تكييف العربية ولا مينفعش ؟
” افتحيه…
فتحت تكييف السيارة و بعد دقائق فتحت إشارة المرور و اكلمت طريقها
‘ مستر يحيى…
” نعم ؟
‘ ممكن اسأل سؤال…
” سؤال واحد بس…
‘ ماشي… حضرتك ليه طردت الاسيستانت اللي كانت قبلي ؟
” كانت مستهترة… عايزة تاخد المرتب من غير ما تعمل اي مجهود… كان عندي اجتماع مهم… و بصفتها الاسيستانت الخاصة بيا مفروض هي تبلغني بمواعيد الاجتماعات… مقالتش و فاتني الاجتماع… خرجت بحجة قوية قال ايه نسيت ! فطردتها…
‘ اها… طب ايه رأيك فيا كـ اسيستانت ؟
” بالنسبة لسنة وحدة شغل معايا كويسة…
‘ كويسة بس !!
” هكتبلك قصيدة شعر ولا ايه ؟
‘ لا مقصدش…
” انتي كويسة… بس لو تبطلي كلام كتير هتبقي احسن…
‘ مقدرش… دي طبيعتي…
” طبيعية الشغل مفروض تبقى رقم واحد في البند بتاعك يا رهف…
‘ تمام يا مستر يحيى
ادخلت رهف يدها في حقيبتها و قبل ان تسحب منها شيء قال
” متاكليش في العربية…
‘ حضرتك عرفت ازاي اني هطلع سنداوتش اكله ؟
” متاكليش في العربية… احنا مش رايحين رحلة… و انتي راجعة ابقي كُلي…
‘ ماشي…
اغلقت رهف حقيبتها و اكملت قيادة… وصلوا للفندق… ركنت رهف السيارة في موقف السيارات… نزلوا منها… ركبوا الاسانسير… يحيى يضع يداه الاثنتان في جيوبه و ينظر للامام و وجه ثابت ولا يتكلم… اما رهف تنظر له بإستغراب… منذ ان بدأت العمل مع و هو غريب هكذا… لم تراه مرة واحدة حتى يبتسم بالخطأ !
‘ مستر يحيى…
” نعم ؟
قالها ثم نظر إليها… اقتربت منه و امسكت الكارڤات خاصته و ربطتها جيدا… تعجب يحيى من اقترابها منه… انتهت و ابتعدت عنه و قالت
‘ الكارڤاتة مكنتش مظبوطة… قولت اعدلها لحضرتك…
هز رأسه ثم عاد لنفس وضعه… وصل الاسانسير للدور ال 25 و فُتح… خرج يحيى و هي ذهبت ورائه… دخلا مكان واسع شبيه بالقاعة… وجدوا الكثير من الرجال التي بمجرد ما رأت مستر يحيى يدخل وقفوا جميعهم و رحبوا به… و بعد دقيقتين من الترحيب سمح لهم بالجلوس و هو جلس على كرسي في رأس الطاولة… و رهف تقف خلفه… شغلت رهف الشاشة كما طلب منها يحيى و بدأت الاجتماع و المناقشة على المشروع الجديد… و بعد 4 ساعات في ذلك الاجتماع
” و هكرر تاني عايز 3 سفن جديدة… و الشحنات تكون جاهزة… اي خطأ انا مش مسؤول عنه… لحد الدقيقة دي انا دوري خلص… الباقي عليكم… و بكده نكون وصلنا لنهاية اجتماعنا… و بشكرك كل واحد فيكم على حضوره و مشاركته في المناقشة… تقدروا تتفضلوا…
سقفوا له و خرج واحد تلو الآخر حتى القاعة اصبحت فارغة…
‘ العقود دي احطها فين ؟
” حطيها في الشنطة… و حطي الشنطة في الخزنة بتاعت الفندق…
‘ ازاي احطها في الخزنة بتاعت الفندق ؟ دي عقود مهمة و ممكن تتسرق…
” انا عندي خزنة في الفندق ده… محدش يقدر يقربلها…
‘ مستر يحيى انا مش بوافقك في كده… انت بتخاطر بورق مهم… ممكن اللي بيشتغلوا هنا يفتحوا الخزنة دي… ازاي محدش يقربلها و الفندق بيدخله مليون واحد ؟
” يمكن عشان انا صاحب الفندق ده ؟
قالها و هو يرخي ظهره على الكرسي و ينظر لها بحِدة… شعرت رهف بالحرج
‘ مكنتش اعرف ان الفندق ده مِلك حضرتك…
” قولتلك لو تبطلي كلام كتير هتبقي احسن…
‘ آسفة…
اومأ لها ببرود… اخذت رهف كل الورق وضعته في الحقيبة و توجهت للخزنة… لكن لم تكن خزنة عادية… بس انها غرفة على شكل خزنة و بابها من حديد و محصنة بتقنيات عالية… وضعت رهف كارت مستر يحيى على الباب و فُتح الباب… دخلت و وجدت رفوف كثيرة بداخلها دولات و سبائك ذهب و ألماظ… وجدت خزنة ضغيرة في رفٍ ما… فتحتها بالمفتاح الذي اعطاه لها مستر يحيى… وضعت الحقيبة و اغلقتها… وقفت في نصف الغرفة تنظر حولها… في كل اتجاه يوجد مال و ذهب و ألماظ… اقتربت من رف سبائك الذهب و امسكت بيدها سبيكة منهم…
كان مستر يحيى يراها من كاميرا المراقبة من هاتفه… و عندما رأى ان يدها تمسك احدى السبائك… غضب و كان سينهض و سيذهب لها… لكن وقف عندما وجدها تخرج هاتفها و تأخذ صورة سيلفي مع السبيكة الذهبية… وضعت السبيكة الذهبية مكانها و خرجت من الغرفة… و بمجرد ان قدمها خرجت من الغرفة… غُلق الباب الحديدي لوحده و شاشة الباب اصبحت حمراء
‘ يلهوي على التكنولوجيا…
قالتها رهف و هي تضحك… و رجعت لمستر يحيى… و لكن لم تجده في القاعة…
‘ راح فين ده ؟ معقول سابني و مشي ؟ ازاااي يمشي ده الساعة 12 يعني مستحيل الاقي مواصلات !! انا كنت حاسة ان اليوم ده هيتقفل قفلة سودة…
كانت تمشي في الفندق ولا تعرف اين هي و اين تذهب… صادفت الجرسون ف اوقفته و قالت
‘ بقولك لو سمحت… شوفت واحد كده طويل و لابس بدلة رمادي… هو امور بس وشه مكشر و عامل كده…
قالت آخر كلمة و هي تلقد تعابير وجهه العابسة… ضحك الجرسون و قال
* قصدك مستر يحيى ؟
‘ اها… فينه ؟
* في مطعم الفندق بيتعشى… الدور ال 16…
‘ اوك… شكرا…
صعدت رهف للاسانسير و وصلت لذلك الطابق… وجدته جالس في آخر طاولة بجانب الزجاج المطل على البحر… تقدمت منه و قالت
‘ طالما حضرتك هنا… مقولتش ليه ؟
” شششش… اسكتي…
اخفضت صوتها و قالت
‘ معلش نسيت ان حضرتك مبتحبش حد يضايقك أثناء الأكل…
” جعانة ؟
‘ اه… بس هو ايه اللي بتاكله ده ؟
” Tereen and An Papyout …
‘ ايه دول ؟
” أكلات اجنبية بحبها… تاكلي ؟
‘ لا شكرا… شكلهم غريب…
” براحتك…
‘ طب معلش آخر حاجة…
” قولي…
‘ لما روحت الخزنة من شوية… متوقعتش انها هتكون بالشكل الرهيب ده… المهم انا اتصوت سيلفي مع سيبكة الدهب… ينفع انزلها انستا ولا لا ؟ مش قصدي حاجة هي مجرد صورة ترفيه و بس… ده بعد اذن حضرتك يعني…
سعِد يحيى انها اخبرته بنفسها على تلك الصورة… فهو لم يخبرها بأنه رآها ليرى هل تكون صريحة معه او لا…
” نزليها…
سعدت رهف كثيرا و قالت
‘ شكرا جدا يا مستر يحيى… هروح الحمام و جاية…
اومأ لها و ذهبت… و اكمل هو طعامه و أثناء ما اهو يتناول عشائه… وصله إشعار على هاتفه… فتح الهاتف و وجد رهف نزلت صورة جديدة و كتبت عليها ” شفتوني و انا غنية و مسكت سبيكة دهب مرة وحدة “… اغلق يحيى هاتفه و وضع الشوكة في الطبق و اكل
” البنت دي مجنونة… عمري ما حسيتها طبيعية… المهم انها بتشتغل كويس…
عادت له رهف و هي تحمل في يدها طبقان… وضعت طبق امامه و طبق امامها و جلست…
” ايه ده ؟
‘ Baflofa
” يعني ؟
‘ تحلية روسية بحبها… حضرتك مش الوحيد اللي تعرف حاجات من بره… فيها كريمة و شوية فواكه… اتفضل… هتعجبك…
” مش عايز…
‘ بس انا عملت حساب حضرتك في طبق…
ترك الشو*كة و السكـ,ـين و مسح يديه بالمنديل…
” كُلي انتي…
قالها ثم نهض
” هغسل ايدي و هستناكي تحت في العربية… انجزي…
إلتفت و ذهب… قالت و هي تقلد كلامه
‘ انجزي نينيني… تصدق بالله انا غلطانة لاني بعزم عليك… و هاكل الطبقين لوحدي !!
نزل يحيى للاسفل و خرج من الفندق… ركب سيارته و ظل ينتظر رهف… ظل يتذكر ذكرياته الجميلة مع ريم… ابتسم و نزلت دمعة من عينه… تذكر خيا*نتها له ف مسح دموعه و غضب كثيرا و رجع يتظاهر بالثبات… طرقت رهف على زجاج السيارة… نظر لها و فتح الزجاج
‘ حضرتك هتسوق ولا انا اسوق ؟
” انتي هتسوقي… اركبي…
اومأت له و ركبت… شغلت السيارة و ذهبوا… و طوال الطريق كان يحيى صامتًا كـ عادته… وجد رهف تمرر له زجاجة المياة… عرف ان هذه الفتاة تُصر دائمًا… اخذ منها الزجاجة و شرب منها لكي لا يدخل معها في حديث جديد…
” بيتك فين ؟
‘ هو حضرتك متعرفش ؟
” ممكن تجاوبي على اد سؤالي ؟
‘ انا هوصل حضرتك للبيت الأول و بعد كده امشي انا…
” بتركبي مواصلة ايه ؟
‘ مترو و ساعات اتوبيس…
” لفي و ارجعي…
‘ ليه ؟
” مش هتعرفي تروحي في الوقت ده… محطة المترو فاضية دلوقتي و الاتوبيسات وقفت…
‘ عادي… ابقا اوقف تاكسي…
” في الوقت ده مينفعش ( نظر لساعته و اكمل ) الساعة 1 بالليل دلوقتي…
‘ عادي… مش اول مرة ارجع فيها مواصلات في الوقت ده… هاخد تاكسي…
” ضامنة سواق التاكسي ؟
‘ هو يعملي ايه يعني ؟ معايا الدولارات ولا ايه…
” انتي مفكرة ان طالما مش معاكي فلوس يسر*قها… يبقى كده هيسبك ؟! كلنا بندي الأمان لناس مستاهلش… كلنا بنثق في ناس مستاهلش ذرة ثقة… و من بناخد بالنا غير لما ناخد الطعـ,ـنة من الضهر… من اقرب شخص لينا… متثقيش في حد !!
شعرت رهف ان هذا الكلام ليس موجهًا لها… بل لنفسه… كأنه يعاتب نفسه لأنه وثق بزوجته السابقة… أدرك يحيى ما قاله الآن… مسح وجهه بيديه و اخذ نفسًا عميق و قال
” لفي و ارجعي… روحي على بيتك انتي الأول… و انا هاخد العربية و امشي… و قبل ما تعترضي ده أمر… متناقشنيش… تمام ؟
‘ تمام…
لفت رهف بالسيارة متوجهة الى بيتها… و بعد نصف ساعة اوقفت السيارة أمام أحد العمارات السكنية… اعطته المفتاح و اخذت حقيبتها
‘ شكرا يا مستر يحيي…
” العفو…
ابتسمت له و نزلت من السيارة… دخلت تلك العمارة و استخدمت الاسانسير… نزل يحيى من السيارة و ركب مكان كرسي القيادة و عاد لبيته…
كانت رهف تقف أمام المرآة في الحمام… تغسل أسنانها بالفرشاة… انتهت من غسيل أسنانها… بدأت في وضع كريم للبشرة و تغني في ذات الوقت… فهي صاحبة صوت جميل…
غسلت يداها و نظرت لنفسها في المرآة مجددا
‘ ايه الجمدان ده يا رهوف ؟ قمر بجد… اللي هيتجوزني يابخته بيا…
* فعلا اللي هيتجوزك يابخته بيكي… اقدر كده اقول يابختي بيكي…
آتاها هذا الصوت من خلفها… اتسعت عيناها بصدمة فهي تعرف صاحب هذا الصوت جيدا… إنه عمر ابن صديق والدها !
إلتفتت له و قالت
‘ أنت جيت هنا ازاي ؟ و دخلت ازاي ؟!
* مش مهم جيت ازاي… المهم انتي ( نظر لها من فوق و تحت بخُبث ) ايه القمر ده ؟
انكمشت رهف في نفسها و فهي ترتدي ملابس قصيرة بما انها في بيتها لكن لم تعرف انه سيأتي…
‘ اطلع بره… اطلع بره يا عمر بدل ما ألم اهل العمارة كلهم عليك !
* لا مش هطلع… انا طولت بالي كتير عليكي لاني بحبك… اما المرة دي مقدرش… خصوصًا و انا شيفاك كده و بالجمال ده…
‘ اياك تعمل القذا*رة اللي في دماغك… اياك يا عمر… انا بحذرك اهو…
* هتعملي ايه يعني ؟
قالها ثم بدأ يقترب منها… ظلت ترجع للوراء حتى وصلت للحائط… لم تعرف كيف تهرب منه… امسكت بإزازة العطر لتضر*به بها على رأسه لكن امسك يدها و اخذ منها الازازة و ألقاها بيعدا… حاوطها كي لا تهرب و اقترب من وجهها و قال
* المرة دي مش هتعرفي تفلتي مني… اسمعيني… انا بحبك و عايزك… تعالي نتجوز…
‘ مش هتجوز واحد حيو*ان زيك و كل هَمُه في الدنيا انه يلاقي وحدة تبسطه… عمري ما هبقى شبه الأشكال الز*بالة اللي تعرفها…
* ما انا عارف انك كويسة… عشان كده بقولك تعالي نتجوز… انا حابب اكون معاكي انتي وبس… و انتي هتكوني مِلكي انا وبس !!
‘ مستحيل اتجوز واحد زا*ني زيك و نام مع مليون وحدة… عمر ابعد عني !!
* حاولت ابعد مقدرتش… رفضك ليا بيشدني ليكي أكتر… انا عايزك و عايز تبقي قريبة مني… وافقي نتجوز و هحط العالم كله بين ايدك… كل طلباتك هتكون مُجابة… لو عايزة اكتبلك الشركة بتاعتي بإسمك هكتبها… تبقي المديرة بتاعتها بدل ما مديرك الز*فت ده تعابك في شركته و بيخليكي تشتغلي زي العبيد لوحدك… انا هخليكي ملكة…
‘ مديري اللي بتتكلم عنه ده انت متساويش ضُفر منه… على الأقل هو محترم… عمره ما بصلي بطريقة مش كويسة… اما على طول بتضايقني… مفكرني هستسلم ليك زي البنات العا*هرات اللي تعرفهم… عمري ما هخضع لرغباتك القذ*رة !!
* مش هاخدك بمزاجك… يبقى هاخدك غضب عنك… افتكري اني حاولت كتير معاكي اخدك بالطريقة اللي ترضيكي… بس انتي رفضتي… يبقى تستحملي نتيجة رفضك…
‘ عمر ارجوك متأ*ذنيش و ابعد عني…
* مش هقدر ابعد… أنا بحبك…
قالها ثم قَبلها في شفتاها رغمًا عنها… ظلت تقاومه و تبعده عنها لكن لم تستطع… يضمها إليه أكثر و يُقبلها بعُنـ,ـف و تملك… ابتعد عنها لتأخذ انفاسها… أزاح شعرها للخلف و ابتسم
* اديني فرصة… اثبتلك فيها اني بجد بحبك… استسلمي ليا احسن… محدش هيقدر يخلصك مني…
كانت رهف تبكي و جسدها كله يرتعش و شفتاها تتخبط في بعضهما من الخوف
‘ أرجوك سيبني…
قالتها و هي تبكي و تترجاه ان يبتعد عنها… و لكن لم يصغِ لترجيها له… قَبَل رقبتها بعنف و يضع علامات امتلاكه عليها… لم تتحمل رهف و يجب ان تنقذ نفسها… و بكل قوتها ضر*بته بركبتها تحت الحزام… ابتعد عنها متألمًا و دفعته للارض و ركضت للخارج… امسكت مقبض الباب لتفتحه و تخرج… لكن لم يفتح… اتضح ان عمر اغلقه بعد دخوله لكي لا تهرب منه…
* يا بنت ال ****… والله ما هسيبك النهاردة يا رهف !!
سمعت صوته آتٍ من الحمام… اخذت هاتفها و دخلت غرفتها بسرعة… اغلقت الباب عليها بالمفتاح… فتحت الهاتف لتطلب النجدة… يداها ترتعشان من الخوف ولا ترى جيدا بسبب دموعها… طُرق الباب بقوة و قال عمر بغضب
* افتحي يا رهف… افتحيييي
حاولت رهف تمالك اعصابها لكن لم تستطع و صوت طَرقِه على الباب يذعرها اكثر ولا تعرف بمن تتصل… صرخت و قالت
‘ أرجوك سيبني و امشي…
* مش همشي بعد اللي عملتيه ده… انتي و جسمـ,ـك مِلكي انا و بس !!
بدأ بضر*ب الباب بقوة بقدمه… تحرك اصبعها على رقم يحيى و اتصلت به و لكن لم يرد… اتصلت مجددا
من الناحية الآخرى كان يحيى نائمًا… أيقظه صوت هاتفه الذي يرن بإستمرار…. فتح عينه بتثاقل و رأى اسم المتصل
” الساعة 3 بالليل… بتتصل ليه دي ؟
رد عليها و قال
” نعم يا رهف ؟ بتتصلي ليه في الوقت ده ؟
‘ الحقني بسرعة…
قالتها بنبرة مرتجفة و هي تبكي بشدة
” مال صوتك ؟ في ايه ؟
كانت ستتكلم لكن سمع صوت خربشة كأن أحد اوقع الهاتف على الأرض بقوة… رن عليها مجددا لكن الهاتف قد اُغلق !
* قولتلك مفيش حد هينقذك مني !!
‘ ارجوك متعملش فيا حاجة…
* انا هعمل… و هعمل كتير اوي… انتي بس استحملي !!
قالها ثم خلع تيشيرته… اقترب منها و امسكها بشعرها بقوة و هي صرخت متألمة… ضر*بته في بطنه بقوة و ركضت للخارج و قبل ان تصل للباب امسكها من شعرها مجددا و ألقاها على الأرض… فقدت رهف قواها فقد اصطدمت بالأرض بقوة… نزل لمستواها و وضع يده على وجنتها
* يمكن قسيت عليكي شوية… معلش بس المرة دي مش هتقدري تمنعيني عنك…
كان صدرها يعلو و يهبط… حاولت أن تزحف على الأرض لكن منعها… اقترب منها و كانت ستصرخ لكن قَبلها مجددا… ظلت تضر*به على ظهره بيداها الضعيفتان التي انهالت قوتها منهما… لم تستطع ان تدافع عن نفسها…
– يا رهف… انتي كويسة ؟
قالت ذلك احدى الجيران من وراء باب الشقة.. ابتعد عمر عن رهف عندما سمع صوتها… طرقت على الباب و قالت
– ايه صوت الصراخ اللي عندك ده ؟ انتي كويسة ؟ في حاجة حصلت ؟
‘ الحـ..قـ..يني أنا…
قالتها رهف بتقطيع و قبل ان تكمل جملتها وضع عمر يده على فمه و اسكتها… ظلت جارتها تنادي عليها و عندما لم تجد ردًا منها ذهبت…
* اي نعم انا بحبك… بس ده مش معناه إن انا اروح في دا*هية بسببك…
قبلها مجددا ثم ابتعد عنها… بصقت رهف على الأرض و مسحت بيدها آثار شفاته من عليها… ظلت تلتقط انفاسها بصعوبة… ضحك و قال
* ايه يا مُزة دي مكنتش بو*سة و كام علامة عملتها في جسمك…
‘ هوديك في ستين دا*هية… اقسم بالله ما هسيبك و هسجنك يا عمر !
* اوووبااا… سجن مرة وحدة ؟ كده بدأت اخاف…
‘ لازم تخاف…
* و ايه اللي هيخوفني منك ؟
‘ هرفع عليك قضية… و مش كده و بس… فاكر البنت بتاعت الساحل اللي اغتـ,ـصبتها ؟ هجيبها و هفتح قضيتها من جديد… و ابقا شوف لو خليتك تشوف الشارع تاني يا و*سخ…
* و انتي اد التهديد ده ؟
‘ ايوة اده… و هتشوف بنفسك !!
* هشوف بنفسي !! كده اللي عملته فيكي دلوقتي جه بنتيجة عكسية… بس ماااشي… انا هربيكي !!
اقترب منها ثم….
وصل يحيى الى شقتها… و كان بملابس البيت… يرتدي ترينج بيتي… طرق على الباب كذا مرة و ظل ينادي عليها
” رهف… افتحي… في ايه حصل ؟
خرجت جارتها نرمين و قالت
* مين حضرتك ؟
” انا ابقا قريب صاحبة الشقة دي… تعرفيها ؟
* ايوة انا اعرف رهف… سمعت صوت صراخ من عندها و جيت خبطت بس الصوت اختفى… و رنيت على بوليس النجدة من دقيقة…
” حصلها حاجة… كان واضح من صوتها انها واقعة في مشكلة…
* طب هنعمل ايه ؟
نظر يحيى للباب ثم ظل يضر*به بكتفه بقوة حتى كُسـ,ـر القفل… دخل الشقة… وجدها على الأرض و ثيابها مـ,ـمزقة و غارقة بين دمـ,ـائها…
” رهف !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!