رواية حواديت رمضانية الفصل العاشر 10 بقلم مريم عثمان
رواية حواديت رمضانية الجزء العاشر
رواية حواديت رمضانية البارت العاشر

رواية حواديت رمضانية الحلقة العاشرة
الفصل: العاشر أبنائه ﷺ
في ظلال النبوة، وتحت سقف بيتٍ اختاره الله ليكون مصباحًا للهدى، نشأ الأبناء الذين حملوا دماء الطهر وسيروا نور الحق في أزقة الحياة.
هم ورثة النور، أبناء خير من وطئ الثرى، الذين سطّروا صفحاتهم في التاريخ بمداد التقوى والصبر، وأضاءوا دروب الأجيال بحكاياتهم الخالدة.
كانت مكة لا تزال تُرخي سدولها على صفحة الزمن، تسطّر فيها الأيام ملاحم النبوة، وتدون الأحداث بقلمٍ لا يعرف المهادنة. في هذا المشهد المهيب،
كان بيت النبي ﷺ ينبض بالحياة رغم الجراح، ويتلألأ بأنوار الأبناء الذين كانوا امتداد الرسالة، وحلقةً من حلقات النور المتصل بين الأرض والسماء.
لم يكن كلّ أبنائه قد امتدّ بهم العمر ليشهدوا اكتمال الرسالة، فقد كانوا كأنجمٍ ساطعة، بعضها أفل مبكرًا، وبعضها ظلّ يضيء حتى انقضت مهمته في هذه الدنيا.
في هذا البيت، عاشت القلوب مترعةً بحب المصطفى ﷺ، وامتلأت الأرواح بأنفاس النبوة، حيث تخلّدت الأسماء، وتحولت الأحزان إلى دروسٍ تُتلى، والدموع إلى جداول نورٍ تسقي تربة الإيمان.
في مكة، حيث كان النسيم يحمل عبق الوحي، ولد القاسم، الابن البكر لمحمد ﷺ، فكان قرة عين النبي وأول زهرة نبتت في بستان نبوته.
تحمله يداه الكريمتان، يضمّه إلى صدره فيزهر قلبه حبًا. لم يطل عهده بالحياة، إذ كان قد كُتب له أن يكون طيفًا مضيئًا مرّ سريعًا في الأفق، لكنه كان أول الوشاح المقدس الذي زين قلب النبوة بالأبوة.
حين تنفس بيت النبوة بأول مولودٍ ذكر، ارتفع الأذان في أرجاء القلب النبوي، كأنما السماء تُزفّ إليها بشرى الامتداد، وتُفتح بها أبواب الفرح. كان القاسم، وكان الفجر الذي لم يكتمل.
في ذلك الزمن، كان للأبناء الذكور شأنٌ في حياة العرب، فهم الامتداد، وهم القوة، وهم المجد الذي يُحفظ بالأنساب.
لكن حين شاء الله أن يكون ابن النبي ﷺ الأول ممن رحل مبكرًا، لم يكن ذلك إلا إشارة إلى أن هذا النور لا يحتاج إلى وريثٍ من صلبه ليبقى خالدًا.
ثم أتى عبد الله، الذي لُقّب بـ”الطاهر الطيب”، كأن النقاء تلبّسه من رأسه إلى قدميه.
لكن هذه الفرحة لم تعمّر طويلًا، إذ توفي وهو لا يزال رضيعًا، تاركًا في قلب النبي ﷺ جرحًا غائرًا، لكن هذا الجرح لم يكن إلا اختبارًا لصبر من جاء يحمل رسالة الصبر للناس.
زينب، زهرة النبي، ولدت في كنف بيتٍ ملؤه الإيمان. كبرت على أنغام ا
يتبع…….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواديت رمضانية)