روايات

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الرابع 4 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الرابع 4 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الجزء الرابع

رواية حواديت الطب الشرعي البارت الرابع

رواية حواديت الطب الشرعي
رواية حواديت الطب الشرعي

رواية حواديت الطب الشرعي الحلقة الرابعة

_جثة مين اللي الدنيا مقلوبة عليها دي؟
قولتها على أمل ان اللي شوفتُه دة يكون مجرد حلم، وان جثة مراد هتوصل فأي لحظة، لكن الدكتور رجعني للواقع بجُملتُه:
_دي جثة ست قالوا ان في حد تعدى عليها وهي قاعدة على البحر.
رددت جُملتُه بهمس وانا سرحانة:
_حد تعدّى عليها وهي قاعدة على البحر!
جريت على اوضة المشرحة، كنت بدعي من قلبي انها تكون نفس الست اللي فتحت علينا كل اللي بيحصل دة، كشفت عن وشها، كان منظرها بشع!
كان في آثار مخالب ضخمة على وشها لدرجة ان ملامحها مش باينة، شيلت الغطا وبدأت أكشف عن جسمها كله، جثتها مهرية، متدمرة، متقطعة من كل حتة وحتى الأعضاء مش كاملة، باين انها نزفت كتير جدًا لدرجة ان نسبة الدم في جسمها قليلة جدًا، ودة اللي بيأكدلي انها ضحيّة من ضحايا “المارد”
قلبت الجثة على ضهرها علشان أكمّل تحليل، لكن اللي شوفتُه خلّاني أترعش لدرجة ان المشرط وقع من أيدي!
كان موجود على ضهرها علامة غريبة، كإنها رمز أو إشارة لحاجة، تشبه موجة البحر اللي بلعت جثة مُراد و.. موبايلي!
_دكتور شريف
ندهت عليه وانا نظري لسة متعلق على الرمز، جه وقف جنبي، بص للرمز ورجع وجه نظرُه عليا، لاحظ توتُري وخوفي ودة اللي أكدلُه ان الوضع مش طبيعي
_رمز ايه دة؟
قولت وانا لسة موجهة نظري عليه ودموعي على خدي:
_معرفش، بس لازم أعرف، انا لازم اعرف ايه اللي بيحصل دة
مسك المشرط علشان يفتح منطقة الرمز، لكن انا وقفتُه قبل ما يلمس الجثة وقولت:
_لأ، مش هينفع نفتحها بالمشرط
رجعت بصيتلها وقولت:
_طلع موبايلك
مدلي ايدُه بيه ففتحت الكاميرا وصورت الرمز دة، اللي كان كل لحظة يبرز أكتر ويكبر على ضهرها
الوضع مريب، صعب انا مُدركة دة، لكن أنا محتاجة أرمي الخوف على جنب، لازم أخلص الناس من أذى المارد حتى لو على حساب نفسي..
_هتعملي ايه؟
_كمل تشريح الحالة، واديهم التقرير المطلوب، وإياك تذكُر الرمز اللي شوفناه، ومتجربش تلمسُه بالمشرط
كان هيعارض لكن قولت بمقاطعة:
_حاول تنفذ وبس، أنت متعرفش انا شوفت وعيشت إيه أرجوك ساعدني!
أتنفس بهدوء وهو بيهز راسُه بالموافقة، سيبتلُه الموبايل بعد تحذيرات كتيرة من انه ميضيعش الصورة، ورجعت على مكتبي، كملت يومي وشغلي عادي كإن مفيش أي حاجة بتحصل، لكن دماغي موقفتش تفكير، هعمل ايه وهتصرف ازاي، كُل حاجة دلوقتي متوقفة عليا وعلى خطواتي الجاية، يا العهد.. يا إما النهاية.
يومي انتهى في المستشفى ورجعت البيت، كل اللي فضل معايا هو اللابتوب، خدتُه وقعدت في مكتبة بابا، كُنت محتاجة لكُتبُه ومراجعُه علشان أقدر أفسر اللي بيحصل دة..
_”يُمكن أن تعبر الصورة عن وجود قوى أو كائنات خارقة تظهر من خلال دوامات الماء، مثل الأرواح أو الكائنات الغامضة التي قد تظهر وتختفي في اللحظة التي لا نتوقعها، أو تمثل الانجراف نحو شيء مظلم أو خطر، حيث تُجذب الشخص أو الكائن إلى مركز الدوامة، مما يرمز إلى الفوضى والدمار.”
كُنت بقرأ بصوت عالي، مش مصدقة اللي بقرأُه، بفكر ايه علاقة المارد بالرمز، وليه دايمًا جرايمُه بتكون على البحر، لكن قاطع تفكيري ظهور إعلان لموقع غريب على اللابتوب، مكُنتش ههتم لولا الجُملة اللي مكتوبة عليه “لا تبحث عن المعنى، فكلاهما سيّان”
وتحتها بخط رفيع جدًا “أسرار قاع البحر كما لم تعرف من قبل”
اتحركت بالسهم تجاه الموقع، ومع ضغطتي عليه أتضغط على ضهري، حسيت بإيد محاوطة رقبتي وبتخنُقني، نفسي أتكتم وحتى صوتي مش خارج من قوة الضغط على أحبالي الصوتية!
الدنيا ضلمت حواليا لدرجة اني قفلت عيوني من الرعب، لكن ريحة التُراب المبلول، وصوت أمواج المايّة، وحركتي اللي كانت مقيدة، جرّأتني إني أفتح عيوني
كُنت موجودة على شط، مربوطة من كل حتة على كُرسي أسود مليان دم، وقدامي البحر، اللي بيتحول للون الأسود فجأة، وبتظهر دوامة كبيرة في نصُه، بتبلع كل حاجة حواليا إلا أنا!
انا الوحيدة اللي قدرت أنجى من الدوامة، شايفة جُثث كتير بتتشد لتحت، حتى كل الدلايل وكل الأدوات اللي كانت في ايدي واختفت فجأة، كإنه بيقولي “مش هتعرفي توصلي لحاجة، أنت أضعف من انك تقفي قدامي”
الدوامة بدأت تقوى أكتر، والبحر عِلِي جدًا اثر قوتها، غمضت عيني وانا ببكي زي الأطفال، حاسة ان الماية بتقرب مني وحتى الدم اللي على الكُرسي والحبل، ومع أول نفس دخل لصدري، كل حاجة رجعت زي الأول، شهقت شهقة كبيرة كإني فارقت الحياة لثواني ورجعت مرة تانية، جسمي كان متغرق ماية، وايديا عليها آثار الحبل بالدم، بدأت اهدي من نفسي، بصيت حواليا علشان اتأكد ان كل حاجة أختفت، قعدت في كورنر بعيد، وعيطت وقتها عياط عمري ما عيطتُه قبل كدة..
كُنت ضامة رجلي في حُضني ودافنة راسي فيها، وصوت بُكايا مُسيطر على الأجواء مع صوت مطر خفيف في الخلفية
وكوني عايشة لوحدي، معناه ان مفيش حد الجألُه علشان يطمنّي ويدفيني دلوقتي..
_دكتور مريم، افتحي أرجوكِ
كان صوت دكتور شريف خارج من اللابتوب، جريت على المكتب وفتحت الشات، أكتر من عشر مسدجات بيقولي فيهم انُه وصل لخبير آثار، وورّاه الصورة وقالُه انه عارف عنها حاجة، لكن مش هيقدر يقولهالُه في الموبايل، وطلب اننا نتقابل عند البحر
معرفش ليه طلب اننا نتقابل هناك، لكن أكيد تفسيرُه هيساعدنا
خدت حاجتي وروحت المكان، ومعايا كل حاجة قدرت اوصلها عن الرمز دة
_بوابة كونية؟
رد عليا الدكتور “فريد” خبير الآثار اللي جابُه دكتور شريف بعد ما هز راسُه بمعنى “آه” وقال:
_رمز الموجة في بعض الأساطير، بيعبر عن أبواب بتؤدي لعوالم التانية، أو مثلا مخاطر موجودة في اعماق المايّة، حتى انه بيتقال ان اللي بيتسحب في الدوامات دي بيختفي للأبد، زي الأسطورة النوردية اللي بتعتقد إن المحاربين اللي بيموتوا بيتسحبوا لقاع البحر علشان يعيشوا في عوالم مظلمة، والأسطورة الإسكندنافية، أسطورة “الدوامة السوداء” ودي بتقول ان الدوامة هي بوابة للعالم السُفلي في قاع البحر وبتسحب كل اللي يأذي حُراسها “المَرَدة”
كنت بسمع الكلام ومفيش في بالي غير الأحداث اللي حصلت في الفترة الاخيرة، كل حاجة كانت بتوضح واحدة واحدة، وبعد ما حكيتلُه كل اللي مريت بيه قالي تفسيرُه الشخصي للأحداث:
_المارد نزل الأرض علشان يفتح بوابة، والبوابة دي مكانتش هتتفتح إلا بدم واحد غلبان وملوش في الدنيا، حد بيخاف حتى من ضلُه، والاختيار وقع عليكي أنتِ بعد ما حاول يدور أكتر من مرة، من أول جثة جاتلك غرقانة من شهرين، لحد الست اللي حاولت تصورُه على الشط واستفزتُه بتصرُفها، وبسبب انك خوفتي يوم ما جثة المارد “الوهمية” جاتلك المشرحة، المارد أصر عليكي أصرار غريب، لدرجة إن مُراد لما عرف دة، قرر يفديكي بدمُه، وبدل ما يفتحوها بدمك فتحوها بدم مُراد، لكن تصرفاتك وشجاعتك ضد المارد وعالمُه، خلتُه يحطك في دماغُه أكتر، ويفضل يطاردك في الأحلام والحقيقة كمان
بلعت ريقي بصعوبة، نفسي كان بيزيد غمضت عيني في محاولة اني أهدّي نفسي، لكن كل ما أغمضها أسمع صوت الموجه، اللي بالنسبالي بقى صوت مُرعب متحملش اني أسمعُه، لكن الصوت كان بيزيد، بيعلى واحدة واحدة، حسيت ان الدنيا ضلمت ففتحت عيوني بخوف، لقيت الدكتور فريد والدكتور شريف بيتسحبوا للموجة، البحر كان عالي زي اللي حصل الصبح بالظبط، لونه أسود والدنيا مغيّمة بشكل يرعب، كُنت براقب من بعيد، حسيت اني اقوى، لأول مرة محسش اني مخنوقة، مش خايفة، غمضت عيني اللي اتحولت لشكل الموجة اللي قدامي بالظبط، وبدأت تشبه عيون المارد، فتحتها وبصيتلهم بابتسامة وانا بتنفس بهدوء نظراتي كان كلها ثقة، الابتسامة اتحولت لضحك، وصوت الضحك بدأ يعلى، المارد قدامي، مبتسم بنفس ابتسامتي بعد ما همس في ودني “أنتِ عهدُنا، ودماؤك بوابتنا” كل الجثث بتطير وتتشد للموجة، وانا واقفة، ثابتة في الأرض
وقفت ضحك، وثبتّ عيوني في عيون المارد الجاحظة، ووقتها كشفت عن ضهري، وظهرت العلامة منوّرة وبارزة، علامة الموجة..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي (الجزء الثاني) : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواديت الطب الشرعي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى