روايات

رواية حلو الروح الفصل السادس عشر 16 بقلم نسمة نبيل

رواية حلو الروح الفصل السادس عشر 16 بقلم نسمة نبيل

رواية حلو الروح الجزء السادس عشر

رواية حلو الروح البارت السادس عشر

حلو الروح
حلو الروح

رواية حلو الروح الحلقة السادسة عشر

بمنزل ياسين…
يجلس ياسين ممسكا بذراع الألعاب الإلكترونية أمام شاشة العرض ، بينما تجلس نور بجواره مشغولة بهاتفها…
ياسين ( بهدوء) / ما تيجي تلعبي معايا جيم.
نور ( بعدم حماس) / ماليش أنا في الكلام ده… مش كنا رحنا النادي كنا إتسلينا.
ياسين ( بضيق) / ما إحنا كل يوم في النادي ، وقلتلك قبل ما تيجي إني مش رايح إنهارده وحابب أقضي اليوم مع أمي ، وإنتي إللي صممتي تيجي.
نور ( بعبوس) / كنت فاكراك هتزهق وهتغير رأيك.
ياسين ( بتهكم) / يعني مش جايه عشان حابه تكوني معايا بقى.
نور ( بدلال) / طبعا حابه أكون معاك كل دقيقه ، بس أنا زهقت مش لاقيه حاجه أعملها.
ياسين / وهو النادي في إيه تعمليه ؟
نور / بشوف ناس و بقعد مع أصحابي وبنتكلم مش بحس بالوقت.
ياسين / ما إنتي ممكن تتكلمي معايا أو مع ماما ، أو تساعديها في إللي بتعمله مش هتحسي بالوقت بردو.
نور / طنط مبتحبش حد يساعدها ، وكمان مش بلاقي حاجه نتكلم فيها.
ياسين / مفيش حد مبيحبش المساعده ، إنتي بس إللي معرضتيش عليها.
زفرت نور ببعض الضيق ، وأردفت محاولة تغيير مجرى الحديث…
نور ( بحماس) / هتلبس إيه في البرنامج ؟
ياسين ( بلا مبالاة) / أي حاجه مش هتفرق.
نور ( بحماس متشبسة بذراعه) / هو إيه إللي مش هتفرق ، البرنامج بعد بكره و ده أشهر برنامج حواري في الوطن العربي ، لازم كل حاجه تبقى بيرفكت… قوم معايا أنقيلك بدله ، ولا أقولك ننزل نشتري واحده جديده أحسن ، وأنا كمان أشتري حاجه مناسبه.
ياسين (عاقدا حاجبيه) / حاجه مناسبه لإيه ؟
نور / للبرنامج.
ياسين ( بعدم تصديق ) / إنتي جايه معايا ؟
نور ( بجدية) / وأنا من إمتى مببقاش معاك ؟
ياسين ( بصدمة) / طب وفرح مازن مش هتحضريه ؟
نور ( بإبتسامة غير مبالية) / إنت أهم طبعا… يالااا قوم هنتأخر.
لم يستطع إخفاء دهشته بها ، ليزفر ياسين بضيق ، وإضطر للإمتثال لها تجنبا لتذمرها المتواصل ، وخصوصا إذا كان الموضوع ذات صلة بطلته.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
باليوم التالي بالنادي …
عمرو ( بدهشة) / موافقتش! حد يجيله عقد إحتراف في أكبر نادي بره ويرفض!
ياسين ( بجدية) / ما إنت عارف مقدرش أسيب أمي ، مش بعد العمر ده كله أسيبها لوحدها ، وهي مش هتوافق تسيب هنا.
عمرو ( بتفكير) / ماشي يا ياسين ست الكل على عيني وراسي والله بس دي فرصه كبيره أوي لمستقبل أي لاعب ، من رأيي تفكر تاني ويمكن تلاقي حل.
ياسين ( بتصميم) / الموضوع مش محتاج تفكير يا عمرو ، أنا مش هسيب أمي.
عمرو ( بإبتسامة) / ربنا يخليهالك يا كابتن….. قوللي جميلة مقالتلكش رفضت عرض النادي ليه ؟
ياسين ( عاقدا حاجبيه) / جميلة! عرض إيه ؟
عمرو / النادي عرض عليها تبقى فرد من الفريق الطبي ، طبعا بعد إللي عملته معاك كانوا حابين شغلها معاهم ، حتى سمعت إن كذا نادي تاني عرض عليها الموضوع ده بس هي رفضت بردو.
ياسين (بإبتسامة حب ) / جميلة عمرها ما هتوافق ، مش هتقدر تستغنى عن شغلها في المستشفى الخيري.
عمرو ( بضحكة) / ده مش إنت لوحدك بقى إللي بترفض الفرص… بس أنا قلت بما إنكم قريبين من بعض وتبقى بنت عم خطيبتك أكيد عندك علم بالموضوع.
ياسين (بحزن) / لاء معرفش ، أنا معرفش حاجه عنها من بعد ما رجعنا من كاس العالم.
عمرو (عاقدا حاجبيه) / معقول ، إنتوا كنتوا قريبين أوي طول فترة علاجك ، ده إحنا قلنا إنكم حبيتوا بعض ، وبصراحه بقى رجوعك لنور صدمنا كلنا يا ساكا ، وخصوصا بعد إللي عملته معاك.
لاحظ عمرو لمعة عينه ياسين وتهربه الواضح من النظر بعينيه….
عمرو / ياسين إنت حبيت جميلة فعلا ؟
نظر ياسين له نظرة أبلغ من ألف حديث…
عمرو ( بصدمة) / طب ليه رجعت لنور ؟
ياسين (زافرا بحزن) / خفت أحس بالذنب من ناحيتها ، كان لازم أديها فرصه تانيه عشان أثبت لنفسي وليها إنها مش هتتغير …. مكنتش عايز أسيبها من غير مبررات زي ما هي عملت معايا ، كان لازم تحس أنا قد إيه إتغيرت عن الأول عشان تقدر تقرر إذا كانت هتستحمل تعيش معايا ولا لاء….. جميلة غيرتني كتير يا عمرو ، خلتني أحب وأشوف حاجات بسيطه مكنتش باخد بالي منها ولا أعرف إنها تتحب أصلا.
عمرو /طب لو نور فعلا إتغيرت وكملت معاك ، هتعيش معاها إزاي وإنت بتحب واحده تانيه ؟
ياسين ( بثقة) / نور عمرها ما هتتغير لو كانت إتغيرت فعلا كانت جت إعتذرت ع إللي عملته وبس ، مكنتش طلبت نرجع لبعض.
عمرو / ما يمكن رجعت عشان بتحبك.
ياسين ( بتأكيد) / محبتنيش يا عمرو ، إللي بيحب مش هيتخلى بالسهوله دي.
عمرو / طب ما إنت كده تبقى إتخليت عن جميلة يا صاحبي.
ياسين / عمري ، عمري ما تخليت ولا هتخلى عنها ، أنا كان لازم أقفل موضوع نور ده نهائي ، عشان ميسببش مشكله بين جميلة ونور بعد كده ، لإنهم في الأول والأخر إخوات.
عمرو / أنا مش عارف أقولك إيه بجد ، بس ربنا معاك.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فضل مازن وبسمة إقامة حفل الزفاف بالحارة كما كانت الخطبة ، دائما ما يفضلون مشاركة الجميع لسعادتهم وما كانت القاعة لتسع جميع الأحباء والأصدقاء ، فمن لا يريد مشاركة مازن وبسمة سعادتهم وهم لا يتوانون عن مساعدة الغريب قبل القريب منهم… لذلك فليسعدوا ويسعد الجميع…
وصلت العروس من صالون التجميل ، وتم عقد قران سميرة وعلي وسط مباركات الجميع وبدأ الإحتفال…
بعد بعض الوقت إقتربت سميرة من بسمة الجالسة بجانب مازن قائلة بصوت عالي بسبب الأصوات الصاخبة من حولهم …
سميرة / مازن مش هتقوم ترقص.
مازن ( بسعادة) / شويه كده.
سميرة ( ممسكة بيد بسمة) / طب أنا هاخد بسمة وأطلع فوق شويه.
مازن ( عاقدا حاجبيه) / ليه ؟
بسمة / هظبط مكياجي و أعدل الفستان وشوية حاجات كده.
مازن / طيب بس متتأخروش.
سميرة / مش هنتأخر.
صعدت بسمة وسميرة ، لتلحقهم مديحة التي قامت بسؤالهم عن مقصدهم لتهم بالذهاب معهم حرصا على عدم تأخرهم وحاجتها لجلب بعض الأشياء من الأعلى…
ما إن صعدوا حتى أسرعت سميرة بتشغيل التلفاز وجلست بسمة وسميرة على الأريكة أمامه ….
مديحة ( بدهشة) / بتعملي إيه يا بت منك ليها ؟ إنتوا سايبين فرحكوا عشان تتفرجوا ع التليفزيون.
بسمة / البرنامج هيبدأ ، علي الصوت شويه يا سميرة.
مديحة / ما تفهموني في إيه يا هبله منك ليها.
سميرة / إقعدي يا ماما ، إقعدي بس خلينا نسمع هيقول إيه.
بسمة ( موجهة حديثها لسميرة) / تفتكري هيجيب سيرتها ؟
سميرة / أكيد هيتسأل عن إللي حصله ، وأنا حاسه إنه هيتكلم عنها.
مديحة ( بعدم فهم) / مين إللي هيتكلم عن مين ؟
لم تكد نهرهم على لا مبالاتهم للرد عليها ، ليقطعها صوت مقدم البرنامج وهو يقدم أسطورة الملاعب الكابتن ياسين عبدالله…
بالإستوديو…
مقدم البرنامج / ولا نقول محقق المعجزات ؟
ياسين (بإبتسامة) / مش للدرجادي ، النجاح إللي وصلناله ده كان مجهود جماعي مش فردي ، مقدرش أخد الفضل فيه لوحدي.
مقدم البرنامج / أكيد طبعا نجاح الملعب كان مجهود جماعي ، بس رجوعك بعد الإصابه ده إللي يستحق التقدير… إصابه خطيره زي دي في وسط البطوله ، محدش كان متوقع رجوعك بالسرعه دي حتى الدكاتره نفسهم ، و الإشاعات إللي طلعت عن إعتزالك… بس إنت رجعت ، وأقوى من الأول و دلوقتي المنتخب المصري فاز ببطولة كاس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة المصريه ……. عملتها إزاي يا كابتن ؟
صمت ياسين للحظات بإبتسامة هادئة مليئة بالحب ليردف بعدها…
ياسين / الإجابه كلها في كلمتين… جميلة محمود.
تمسكت بسمة بيد سميرة بتوتر ، وإعتدلت مديحة بجلستها بإنتباه..
بينما عقدت نور الجالسة خلف الكاميرات بإنتظاره حاجبيها بإبتسامة بلهاء…
مقدم البرنامج / دي دكتورة العلاج الطبيعي إللي ساعدتك مش كده ؟
ياسين ( بإقرار ) / الحقيقه هي عملت إللي أكبر من المساعده…. شافت فيا حاجات أنا مكنتش شايفها …. كانت واثقه فيا ومؤمنه بنجاحي حتى أكتر من نفسي … لحظات الألم كانت طويله وصعبه ، ولما قررت أستسلم مسمحتليش بده…. قدرت تحول كل لحظة ألم عدت عليا لأمل…
دمعت عينا بسمة وسميرة ، ووضعت مديحة يدها على موضع قلبها بذهول…
بينما تسمرت نور بنظراتها المندهشة على وجهه أثناء حديثه ،الذي إستطرده قائلا بإبتسامة مليئة بالإمتنان ….
ياسين / قدرت تخليني أضحك في أصعب أوقات عدت عليا…. ببساطه قدرت تحول أسوء ٦ شهور لأفضل ٦ شهور في عمري كله…. لولاها مكنتش هوصل للي وصلتله ولا كنت هبقى قاعد قدامك دلوقتي.
المقدم ( بتأثر) / من الواضح إنها إنسانه مميزه.
ياسين ( بشرود) / فعلا مميزه.
إنتفض ياسين من مقعده مزيلا الأجهزة الخاصة بالإستوديو المتعلقة بملابسه…
ياسين / أنا أسف مش هقدر أكمل الحلقه ، لازم أكون في مكان تاني دلوقتي.
ساد الهرج والمرج بالإستوديو ، محاولين إدراك الموقف…
كاد أن يتخطاها لتتمسك بذراعه منادية بإسمه….
ياسين ( بأسف) / أنا أسف يا نور مش هينفع نكمل مع بعض.
نور (بإبتسامة متوترة) / أنا فاهمه.. فاهمه… أنا دلوقتي فهمت…. خلينا نلحق الفرح.
_____________________________________________________
تحولت رؤوس الجالسين أمام شاشة التلفاز للخلف على إثر شهقات تلك الباكية المتسمرة على الباب والتي إستمعت لحديث ياسين بأكمله…
ركضت جميلة صعودا لسطح المنزل ، بينما همت بسمة للحاق بها لتوقفها سميرة..
سميرة / سيبيها لوحدها يا بسمة ، هي محتاجه تكون لوحدها ، خلينا نلحق نظبط مكياجك إللي باظ من عياطك وننزل ، زمان مازن فكر إنك هربتي من الفرح.
ما إن لامس ظهرها الحائط حتى خارت قواها وجلست مخبئة وجهها بكفي يديها جاهشة بالبكاء…. لترفع وجهها ضاحكة من بين شهقاتها… لتعود مرة أخرى للبكاء… لتصل بعدها بسمتها لأذنيها…. ثم تعود لتكملة ما بدأت به…… حسنا يبدو أنها إنضمت لقائمة العشاق الفاقدين لعقلهم ، بجوار مجنون ليلى وروميو وغيرهم الكثير …. ماذا فعلت أيها الياسين بهذه المسكينة لتفقد الذرة الباقية بعقلها…
وصل ياسين أخيرا ، دلف مع نور ووالدته التي سبق أن هاتفها للإستعداد للذهاب معه…
رأته بسمة وتركت مازن راكضة بإتجاهه بإبتسامة لينتبه لها مازن وسميرة ومديحة وبعض من الحاضرين …
بسمة / هتلاقيها فوق السطوح.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلو الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى