رواية حلو الروح الفصل السابع 7 بقلم نسمة نبيل
رواية حلو الروح الجزء السابع
رواية حلو الروح البارت السابع

رواية حلو الروح الحلقة السابعة
على الهاتف…
بسمة ( بلهفة) / ها ، إيه الأخبار ؟
جميلة ( بإبتسامة) / أخبار إيه.
بسمة / بت متستعبطيش ، ده أنا سهرانه لحد دلوقتي علشان أعرف كل حاجه ، قوليلي شافك ؟
جميلة ( بسخرية) / أيوه ، وبعدين شاف نور ونسي وجودي بعدها.
بسمة / يادي الزفته ، هي مش هتعتقنا بقى.
جميلة ( بإبتسامة) / عنده حق يا بسمة ما هي جميلة متنكريش ، يمكن ربنا يهديها على إيده .
بسمة ( بحب ) / إنتي أحلى منها مليون مرة ، وإن شاء الله هتلاقي الإنسان إللي يحبك ويعرف قيمتك.
جميلة ( بإبتسامة هادئة) / تصبحي على خير يا بسمة.
بسمة ( بتنهيدة قصيرة) / وإنتي من أهل الخير.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بيوم جديد…
أخذت جميلة تصارع خطواتها بضراوة ، كادت الإصطدام عدة مرات بالمارة بالطريق ، لم تهتم إلا بالإطمئنان على شقيقتها…
هاتفتها بسمة منذ بضع دقائق وهي بعملها ، هاتفة بقلق عن رؤيتها لسميرة البادي على وجهها آثار الضرب العنيف وهي تتوجه كالمغيبة تجاه منزل أبيها ….
تدعو من الله ألا تصاب شقيقتها بسوء…
دلفت لغرفتها التي تتسطح سميرة بها ، بوجه باكي ملقية بجسدها بين ذراعي شقيقتها الجالسة على الفراش مستندة بجذعها العلوي للخلف ، والتي ما إن رأت جميلة حتى فرقت بين ذراعيها داعية لها ببكاء لداخل أحضانها…
جميلة ( مبتعدة عن سميرة بمواساة ) / متفكريش في أي حاجه ومتزعليش نفسك ، أنا مش هسمحلك ترجعيله تاني ، ومش هسمح لحد إنه يغصبك على حاجه تاني.
أومأت لها سميرة ببكاء وإرتموا بين يدي بعضهم البعض مرة أخرى…
تتذكر سميرة كيف نجاها الله من بين يديه ، أذاقها العذاب بألوانه بيومين ، لم تتخيل بأحلامها قط ، القهر والمذلة والمعاملة السيئة والإتهامات البشعة التي وجهها لها زوجها…
لم تحلم بمثل هذه الحياة الزوجية المهلكة لروحها ، تتذكر كيف بكى أمامها وطلب منها بأسف مسامحته على ما بدر منه بحقها ، ملقيا عليها كلمات حبه لها ، ليأتي متغيرا حاله باليوم التالي مذيقها العذاب طالبا منها الإعتراف بخيانتها الخيالية له ، ليوقفها بالأخير ويطالبها بالإختفاء من أمامه ساببا لها بأبشع الألفاظ ، دافعا لها خارج المنزل طاردا لها من حياته ، لتترك لساقيها العنان تجاه منزل والدها ، غير آبهة لآلامها وجروحها ونظرات الناس لها وهي بالملابس المنزلية وبدون غطاء للرأس راكضة بلا وعي ، حتى فتحت والدتها باب المنزل لتخر قدماها بوهن و تخطو أولى خطواتها به تاركة حالها للظلام ليبتلعها …
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أمام الورشة…
ترجل ياسين من سيارته خافيا معظم ملامحه أسفل قبعته و نظارته الشمسية….
دلف للورشة ملقيا التحية ، ليعقد مازن بين حاجبيه محاولا التأكد من شكوكه بمعرفته لهوية هذا الشخص ، الذي تأكد منه عندما قام بالسؤال عن الأسطى جيمي ، فلقد سبق وأخبرته جميلة عن مساعدتها له من قبل وأيضا دعوته لها لحفل الزفاف…..
مازن ( بإبتسامة) / أهلا بيك يا كابتن ساكا ، شرفتنا.
ياسين ( بإبتسامة) / الشرف ليا.
مازن / أنا مازن أخو جميلة ، إتفضل إقعد ، تحب تشرب إيه ؟
ياسين ( متوجها للمقعد) / مافيش داعي تتعب نفسك ، أنا جاي للأسطى جيمي تبصلي ع العربيه زي ما وعدتني.
مازن / ده إنت تأمر ، لحد ما تشرب حاجه هكون بصتلك عليها ، أنا وجميلة واحد.
ياسين / هي جميلة مش موجوده ؟
مازن ( بإبتسامة) / مش مأمنلي على عربيتك ولا إيه ؟
ياسين ( بحرج) / لاء طبعا مقصدش ، أنا بس مشوفتهاش غير مرة واحده بعد مساعدتها ليا وملحقتش أشكرها.
مازن / لا شكر على واجب ، جميلة دايما بتحب المساعده بدون شكر أو مقابل فمتقلقش من الموضوع ده ، ع العموم هي زمانها جايه.
دلفت جميلة بعد بعض الوقت ، صدمت من وجوده ببادئ الأمر ، ولكنها تذكرت ما حدث بيوم الزفاف ، ففطنت سريعا لسبب تواجده هنا ….
جميلة ( بشبه إبتسامة) / منورنا يا كابتن.
ياسين ( بإبتسامة) / شكلك متضايقه إني جيت.
جميلة / ليه بتقول كده ؟ تشرفنا في الوقت إللي يعجبك ، حتى مجيتك دي سمعه كويسه لينا.
ياسين / بس مش متعود عليكي مبوزه كده ، مع إني مشفتكيش غير مرتين ، بس حاسك متغيره ، فخايف يكون بسببي.
جميلة ( بإبتسامة هادئة) / أبدا والله ، عندي بس شوية مشاكل ملهاش علاقه بحضرتك.
ياسين / حضرتك إيه بس ، إحنا بقينا إخوات.
جميلة / أكيد طبعا ، متقلقش مازن زمانه خلص العربيه.
ياسين / براحته خالص ، أنا ممكن أسيبهالك مش محتاجها .
إبتسمت جميلة إبتسامة هادئة تحمل بطياتها بعضا من السخرية…
جميلة / خير يا كابتن ، أؤمرني.
إبتسم ياسين بتوتر ، لم يشك بذكائها لحظة رؤيتها ، فهي من الأشخاص الشفافة ، لذلك قرر جعلها همزة الوصل له بنور…
ياسين ( بجدية ) / كنت عايز أقابل الأنسه نور ، أنا أعجبت بيها من أول ما شفتها ، و عايز أعرف لو ليا فرصه عندها عشان أتقدملها .
لم تسع الفرصة لجميلة للرد ، حين دلفت عليهم نور بأناقتها ، منادية بإسم جميلة ، و متصنعة الدهشة لرؤيته ، كأنها لم تعرف بوجوده منذ قليل بواسطة إحدى صديقاتها بالمنطقة التي هاتفتها للإستفسار منها بلهفة مبالغ فيها عن هوية ” نجم السيما” كما وصفته والذي حضر منذ قليل للورشة…
نور / أستاذ ياسين أهلا بيك.
ياسين ( بإبتسامة) / إزيك يا أنسه نور.
نور ( موجهة حديثها لجميلة ) / أنا كنت جيالك علشان نروح الدار سوا.
كانت تلتصق بها باليومين الماضيين منذ عودتهما من حفل الزفاف كظلها عند ذهابها لدار الأيتام القريبة من الحي ، دائما ما تقوم جميلة بزيارتهم ولكن قررت نور الذهاب معها لتجعل وجهها مألوفا لديهم لحاجة في نفسها….
ياسين ( بإبتسامة) / ده أنا حظي حلو أوي ، إيه رأيكم نروح سوا.
جميلة ( بضيق) / بس أنا مش هقدر إنهارده ورايا شغل في الورشة.
نور ( بتلقائية) / ما مازن موجود.
جميلة ( ببعض الحدة) / نسيتي سميرة ، لو إحنا الإتنين خرجنا مين هيقعد معاها ؟ إنتي إزاي أصلا تسيبيها وتنزلي كان المفروض تكلميني الأول.
نور ( متصنعة الحزن) / على فكره بسمة معاها فوق ، أنا هخاف عليها زيك بالظبط ، وأسفه لو كنت ضايقتك بس أنا كنت حابه نروح سوا بجد.
ياسين / بسيطه مافيش داعي للزعل ، لو هي مش فاضيه أنا موجود.
دلف مازن ممسحا يده بخرقة متسخة ، ملاحظا حزن نور ومنصتا لكلماتها الأخيرة …
مازن / في إيه ؟ مالك يا نور ؟
جميلة ( زافرة بضيق) / مفيش يا مازن ، معلش مضطره أخرج مشوار مع نور ، مش هتأخر.
مازن / براحتك ، متقلقيش خالص ، أنا تقريبا خلصت عربية الكابتن ساكا ، مش هأخره.
جميلة / لا براحتك ، هو أصلا جاي معانا.
مازن ( بتعجب) / جاي معاكم فين ؟
جميلة (بهدوء) / لما أجي هقولك كل حاجه ، إحنا هنمشي عشان منتأخرش.
غادروا الورشة ، وقامت جميلة بإستدعاء إحدى جيرانهم من أصحاب سيارات الأجرة ( تاكسي) لإيصالهم لمكان الدار ، وعلى الرغم من أن المسافة ليست بالبعيدة والتي يمكن تجاوزها بالسير لمدة قصيرة إلا أنه كان الحل المناسب لعدة أسباب أولها شهرة ياسين التي ستسبب لهم المضايقات من المشجعين والمعجبين ، وأيضا إصرار ياسين على شراء الكثير من الإحتياجات الغذائية للدار والتي لم تكن مناسبة لحملها ….
لاحظ ياسين الإبتسامة على وجوه من بالدار عند رؤيتهم لجميلة ، وبالأخص إلتفاف الأولاد حولها بحب كبير…
نور ( بإبتسامة موجهة حديثها لياسين ) / جميلة علطول بتيجي الدار هنا علشان كده تلاقيهم واخدين عليها أكتر مني.
ياسين ( بإبتسامة) / وإنتي ؟
نور ( برقة مصطنعة) / باجي بردو بس مرات قليله ، لإن في دور أيتام ومسنين كتير محتاجين مساعده أكتر من هنا فأنا بحب أساعد أماكن أكتر على قد ما أقدر.
عرفت جميلة الأطفال على ياسين الذي تعرفوا عليه سريعا عند تركه للقبعة والنضارة الشمسية ، محاوطين له بكل حب ، داعين له للعب كرة القدم في ساحة الدار ، ليقضي ياسين يوما من أجمل أيام حياته…
مهما بلغت شهرته فهو من داخله إنسان بسيط للغاية ، يعشق الأطفال ، يرى نفسه دائما بمكانهم لولا والدته وكفاحها عليه بظروفها المعيشية الضيقة التي لم تمنعها من المعافرة لتحقيق حلم وحيدها بلعب كرة القدم.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلو الروح)