روايات

رواية حلو الروح الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة نبيل

رواية حلو الروح الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة نبيل

رواية حلو الروح الجزء الثاني عشر

رواية حلو الروح البارت الثاني عشر

حلو الروح
حلو الروح

رواية حلو الروح الحلقة الثانية عشر

حالته النفسية السيئة بلغت عنان السماء ، لم يكن من إدراة النادي أي رد فعل للشائعات ، إتصالاته بهم لإستشفاف حقيقة هذه الشائعات بائت بالفشل، دائما ما يتلقى نفس الرد ” متقلقش من أي حاجه دلوقتي ، ركز في برنامج العلاج وبس” ، لم يتخيل بأحلامه ما حدث له في هذه الشهور القليلة ، لقد فعل ما بإستطاعته للوصول لما هو عليه اليوم ، ساعد كل من لجأ إليه بصدق ، لعب بصدق ، أحب بصدق ، والأن هو غارق بمفرده ، ليس لديه أي أمل بالنجاة ، وحيد ليس لديه سوى الألم…..
حاولت والدته معه عدة مرات ، وحاول أصدقاءه الإتصال به ومقابلته ، ولكنه رفض أي تواصل بأي شكل ، ظل حبيس غرفته لعدة أيام لم يقرب من الزاد إلا القليل تحت إصرار والدته عليه…
لم يعطي أي إهتمام لجميلة ، وتوقف عن متابعة جلساته معها ، تركها تأتي يوميا بإنتظاره بدون فائدة ، فليذهب كل شيء للجحيم…
شعرت جميلة ببعض الذنب تجاهه ، فهي السبب بتعرفه عليها ، وحتى إن لم يكن لها دخل بما حدث له ، فلما لا يكون لها بإخراجه مما هو فيه ، يجب عليه الإستيقاظ من غيبوبته هذه.. والآن…
دلفت عليه غرفته بدون سابق إنذار ، ممسكة بدلو صغير من مكعبات الثلج ، لينتفض ياسين من نومه على بروده قارسه بسبب مكعبات الثلج التي سقطت على رأسه فجأة…
ياسين ( بصدمة) / إيه إللي عملتيه ده يا غبيه.
جميلة ( بجدية) / قوم معايا ، حالا.
ياسين ( بصوت عالي) / مش رايح في حته يا مجنونه إنتي.
قامت بإلقاء مكعبات الثلج عليه مرة أخرى…
جميلة ( بتصميم) / قوم معايا قولت.
ياسين ( بصراخ) / إنتي طرشه قلت مش….
لم تدعه يكمل جملته فكادت إغراقه مرة أخرى ، ليضع يده بحماية أمام وجهه قائلا بحده …
ياسين / خلاص…. حاضر ، حاضر.
جميلة ( محاولة كبت ضحكاتها) / عشر دقايق تكون قدامي ، هستناك في العربيه تحت.
غادرت جميلة تحت نظراته الحادة بإثرها ، ود تحطيم رأسها بذات الدلو الممسكة به ، ولكنه لا يريد قضاء أيامه بالحجز يكفي ما بها من سوء….
خرج ياسين من العقار بخطوات عارجة قليلا ، ينظر لتلك التي تنتظره بسيارتها الشاهين بكل تصميم ، ليجلس بالمقعد المجاور للسائق بضيق….
ياسين ( بتهكم ) / إبقى فكريني أشتريلك عربيه بدل الخرده إللي إنتي ركباها دي.
جميلة ( بمرح) / مش هقبل أقل من لامبو.
ياسين ( عاقدا حاجبيه) / لامبو!
جميلة ( بمزاح) / لامبورجيني يعني.
حرك رأسه بقلة حيله يشوبها التهكم على هذه العقلية العجيبة…
جميلة / حزام الأمان بعد إذنك.
ياسين ( بسخرية ) / هي الخرده دي فيها حزام أمان.
جميلة ( بمرح) / لو سمحت مبحبش حد يتريق ع الخرده بتاعتي.
ياسين ( بضيق) / رايحين فين ؟
جميلة ( بمرح و بغناء ) / رايحين ع البلد إللي تجمع شمل العشاق… حاسس بمصيبه جيالي ، يالطيف يا لطيف.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إصطحبت جميلة ياسين لإحدى ملاعب كرة القدم بالحي التي يستخدمها الأطفال والشباب بنظام الإستئجار لمدة محدده….
دلف ياسين متأملا إحدى المباريات المقامة بين بعض من شباب الحي…
جميلة ( بتأمل) / كل مرة بعدي من هنا ببقى مذهوله من مهارة لعب الشباب إللي قدامك دول ، وعلى الرغم من مهارتهم دي يمكن محدش فيهم يقدر يوصل للعب في المنتخب…. بس إنت قدرت ، ربنا وفقك ووصلت وحققت حلمك…. تخيل نفسك كده واحد من دول ، وحط كابتن ساكا جمبه…. قادر تتخيل الفرق…. فرق كبير إنت موصلتلوش بالساهل.. بس للأسف بتتخلى عنه بطريقه أسهل بكتير…
وقف يستمع لكلماتها متأملا بحقيقة حديثها فهؤلاء الشباب حقا مميزون وذو مهارات عالية….
لم تكد تكمل حديثها حتى هتف أحد اللاعبين بإسمه بعدما تعرف عليه ، ليلتف حوله الجميع آخذين بعض من الصور التذكارية معه بكل حب…
رأى حقا شعبيته بين هؤلاء الشباب بدون أي رياء ، رأى حقا كم هو مميز وذو حياة رائعة ليس من السهل التخلي عنها….
أحد الشباب / خلي بالكم يا جدعان من ركبته.
شاب أخر / ألف سلامه عليك يا كابتن.
شاب أخر / مستنينك في كاس العالم يا كابتن متتأخرش علينا.
ياسين ( بحماس ) / إن شاء الله مش هتأخر.
جلس ياسين متابعا للمباراة تلبية لطلب الشباب منه…
نظر تجاهها قائلا بجدية….
ياسين / هتقدري تعمليها ؟
جميلة ( بجدية) / إن شاء الله ، لسه قدامنا في البرنامج ١٠ أسابيع ، بس إنت تستحمل إللي هعمله ، علشان أول ما هنبدأ لا تراجع ولا إستسلام.
إبتسم ياسين متأملا لها لبضع ثواني ، ليكمل بعدها مشاهدة المباراة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كثفت جميلة جلساتها لتعويض الفترة التي توقف بها…
أخذت إستراحة من عملها بالمجمع الخيري مؤقتا لملازمته أكبر وقت ممكن ، سواء بالمنزل أو بالنادي….
عودته للنادي لممارسة بعض التمارين مع الفريق كانت لها أثارها النفسية الرائعة عليه ، وساهمت بخفض حدة الشائعات حول إعتزاله…
أصبحت جميلة أقرب للمساعدة الشخصية أكثر منها كطبيبته ، فأخذت على عاتقها الإهتمام بحميته الغذائية وتنظيم أوقات إستيقاظه ونومه ، ساعدته لتنظيم كل شيء بجدول أنشطته اليومية….
كان من الطبيعي التعرقل بالطريق ، فأحيانا كانت تخونه ركبته عند قيامه ببعض التمرينات ، ولكن جميلة لم تسمح له بالتفكير بالأمر لأكثر من ثانيتين….
جميلة / كل ده طبيعي ، متوقفش… إنت ماشي صح… إنت أحسن من الإسبوع إللي فات ، وإللي قبله ، وإن شاء الله بكره أحسن من انهارده… ركبتك بتتعافى متخذلهاش.
قست عليه جميلة في بعض الأحيان خلال التدريبات ، ولكن باءت جميع محاولاتها بالنجاح…
جميلة (بحماس) / الله عليك يا حبيب والديك ، هي دي الإراده ، برافو.
ياسين (لاهثا على إحدى الأجهزة الرياضية) / ممكن شوية مياه ، عطشان.
جميلة ( بتشجيع) / المياه دي من الرفاهيات يا كابتن ، أنا معنديش مياه عندي رجوله وقوة تحمل ، يالا خمسه كمان ، يااالا… واحد…
لفت إنتباه إدارة النادي له فتابعوه خلال تدريباته اليومية بالنادي ، لينال تصميمه وتعافيه السريع إعجابهم…
ياسين ( وهو يعدو حول الملعب) / بس إنتي شاطره جدا ومتمكنه من شغلك ، مبتفكريش تكملي في إصابات الملاعب ؟ أنا ممكن أساعدك في الموضوع ده وتكملي عقدك مع النادي.
جميلة ( بمرح وهي تشاركه بالعدو) / تصدق فكره بردو… أهو الواحد يبقى وسط شوية مزز من بتوع العضلات دول.
نظر ياسين لها بصدمة… لتضحك جميلة عليه وتسرع بخطواتها هاربة منه….
ياسين / مزز! … أنا هوريكي المزز دلوقتي.. قال مزز قال.
هرول خلفها محاولا الإمساك بها….
زاد تقارب جميلة وياسين ، أحب ياسين تناول الحديث معها فهي مرحة وذو عقل رزين ، وذات أفكار ومقترحات تستحق الإحترام..
ياسين (ممسكا إحدى أذراع الألعاب الإلكترونية) / إنتي متعددة المواهب بقى ، دكتوره ، وميكانيكا وكمان لعيبة بلاي ستيشن ، أنا بدأت أخاف منك.
جميلة ( ممسكة الذراع الأخر بإبتسامة) / إتعودت ألعب مع سيف و علاء ولاد عمتي إخوات مازن… مازن علطول يتخانق معاهم عشان قاعدتهم في السايبر ، فحليت المشكله وجبتلهم البلاي ستيشن في البيت مقابل يعلموني عليه.
صاحت جميلة بالفوز عليه ، ليضحك ياسين عليها…
ياسين / محسساني إنك أول مرة تغلبيني ، ده إنتي هرياني من ساعة ما قعدنا.
جميلة ( بمرح) / لو عايز ممكن أعلمك ، قول متتكسفش.
تعالت ضحكات ياسين عليها ، أصبح هذا حاله في الآونة الأخيرة بجانبها….
ياسين ( بمزاح ) / بس قوليلي يا جميلة ، أنا مشفتكيش ولا مرة بتتكلمي بشويش في الموبايل ولا بتاخدي جمب كل شويه وتقعدي ترغي بالساعات وكده يعني.
جميلة ( بإبتسامة هادئة ) / الحاجات دي للعيال التوتو.
ياسين / لا حقيقي ، إنتي مش مرتبطه ؟
جميلة / لاء.
ياسين / إيه السبب ؟ إنتي إنسانه جميلة ، ومرحه ومثقفه وذكيه.
جميلة ( بهدوء متهربة من نظراته ) / هي دي نفس الأسباب إللي مخلياني أنفع أكتر كصديقه… وبس.
ياسين / وإنتي ؟
جميلة / أنا إيه ؟
ياسين / بتدوري على إيه ؟
جميلة ( بإبتسامة) / بدور على إللي مقدرش أعيش من غيره.
تأملها ياسين للحظات ، لتقاطعهم والدته…
هناء / الأكل خلص من بدري ، جوعتونا.
جميلة ( واقفة) / تعالي إرتاحي يا ست الكل ، وأنا هروح أساعد أم هشام في تحضير السفره.
لينظر ياسين بإثرها بشرود….
هناء (بمكر ) / بنت حلال أوي ، مش كده.
ياسين ( بإنتباه) / ها… أه فعلا بنت حلال.
هناء (بإبتسامة) / ربنا يرزقها إبن الحلال إللي يستاهلها ، والله هتقطع بيا لما تمشي.
ياسين ( عاقدا حاجبيه) / تمشي ؟
هناء ( بمكر) / أيوه ، إنت ما شاء الله بقيت كويس ومدة عقدها قربت تخلص ، وأكيد هتمشي.
ياسين / بس هي أكيد مش هتسيبك ، وهتكلمك كل يوم زي ما كانت بتعمل.
هناء / يمكن ، بس بكره تلاقي إبن الحلال وتتجوز ، وهتبعد.. ربنا يوفقها يارب.
شرد ياسين بحديث والدته ، أحس بالحزن قليلا من فكرة إبتعادها ، وكأنها أصبحت من أساسيات الحياة التي يصعب الإستغناء عنها.
_________________________________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلو الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى