رواية حزن بين أحضان الفرح الفصل التاسع 9 بقلم حازم الباشا
رواية حزن بين أحضان الفرح الجزء التاسع
رواية حزن بين أحضان الفرح البارت التاسع

رواية حزن بين أحضان الفرح الحلقة التاسعة
من داخل غرفة الرعايه المركزه
في المستشفى التي يرقد بها نزار
بدأ نزار يستعيد وعيه بصعوبه ، ويتفقد المكان من حوله ، وهو يادي بصوت مبحوح :
باسل
باااسل
وينك باسل
جاءه رد بلهجه حاده :
اهدا يا نزار
الانفعال مش كويس عليك
حاول نزار ان يتطلع الى وجه المتحدث ، وهو يقول بنفس الصوت الواهن :
مين انت
وشو بتعمل بغرفتي
ووينه باسل
اقترب المتحدث من اذن نزار ، وقال بصوت اكثر حده :
باسل هو وباقي المقاطيع بتوعك
بياكلوا رز مع الملايكه بره
في تلك اللحظه …
كان عقل نزار قد بدا في استيعاب الموقف ، وتذكر ملامح وصوت ذلك المتحدث ، وقال باندهاش واضح :
شو اللي رماك علينا
يا …. روسيا
ما بظنك تاعب حالك
وجاي من مصر
حتى تطمن على صحتي
رد روسيا بتهكم واضح :
هو انا عندي اعز منك يا نزار
ده احنا اخوات يا راجل
لو ما اطمنتش عليك
وانت راقد كده
لا حول ولا قوه
يبقى ايه لزمه الاخوه يعني
رمقه نزار بنظره فاحصه ، وقال بكل هدوء :
خلي هالمجاملات لوقت تاني
وادخل بالموضوع
شو جابك لعندي بهالطريقه
واتعشم يكون باسل والرجال بخير
وما تكون سويت اي تصرف غبي معهم
رد روسيا بسخريه :
من امتى الزعيم نزار بجلاله قدره
بقى يخاف اوي كده على رجالته
عموما اطمن
رجالتك بخير كلهم
هنا بس كانوا على لحم بطنهم
وانا بعتلهم وجبات
وحطيت فيها مخدر
عشان يناموا شويه
لحد ما نخلص كلامنا
قاطعه نزار بنفس التهكم :
والله فيك الخير يا روسيا
يسلم لي هالقلب الحنون
لساك ما خبرتني شو سبب
هالزياره السعيده
خصوصا انا وقفنا
اي تعامل بيناتنا من وقت
ما رفضت تنقل لي السلاح من مصر
رد روسيا وقد تبدلت نبره صوته الساخره ، الى نبره حاسمه :
انسى بقا حوارات البيزنس دي كلها
وركز معايا في اللي
هاقولهولك دلوقتي
وديت “جوري” فين ؟؟؟
البنت دي بقت خلاص في حمايتي
ولو حصلها اي حاجه
فانا هدفعك التمن غالي اوي يا نزار
في تلك اللحظه …
اندفعت الدماء في عروق نزار فجأه ، فانتزع كل المحاليل الموصوله بأوردته ، ووثب واقفا كالليث الغاضب ، وقد احكم قبضته على ستره روسيا ، وصاح بصوت هادر :
انت شو خصك بجوري
شو علاقتك بيها
انطق قبل ما انتزع روحك الان بيدي
هالمره راح تصير زوجتي
اوعاك تنطق اسمها مره تانيه على لسانك
والا برجعك على بلدك في تابوت خشب
اندهش روسيا من تلك القوه التي ظهرت فجأه على نزار ، فامسك بزراع نزار ، ازاح يده من فوق سترته بالقوه ، وقال بهدوء :
لولا اني مقدر حالتك الصحيه
لكنت حاسبتك على المسكه دي
وبطل البلطجه اللي انت فيها دي
الجواز مش بالعافيه
البلد كلها عارفه قصتك مع جوري
هي مش بتطيقك
خللي عند دم بقا
وسيبها في حالها بالذوق
بدل ما اخليك تسيبها غصب عنك
ارخى نزار قبضته وخر جالسا على سريره الطبي ، وقد اعتلت الحسره ملامحه ، وقد بدا الاعياء يتمكن منه ، وتقطعت انفاسه وهو يقول لاهثا :
انت خلاص حكمت على نفسك بالموت
ما راح اتركك تاخد جوري مني
راح ادمرك انت والحيوانه صديقتك
صفاء علوان
واجعل منكم عبره لاي حدا
يتوهم انه يمد يده على شيء
يخص نزار الصباغ
انهى نزار كلماته ، وسقط في غيبوبه ، وقد حاول روسيا استفاقته ، ومعرفه مكان جوري ، لكن دون جدى
وفي لحظات ، كان روسيا قد غادر غرفه نزار ، وقد اربكه رد فعل نزار الغير متوقع !!!
وما ان خرج روسيا من محيط المستشفى ، واستقل سيارته ، حتى اتصل بصفاء ، وقد دار بينهما ذلك الحوار …
روسيا مخاطبا صفاء ، بارتباك واضح :
صفاء
انتي فين دلوقتي
لازم ….
قبل ان يتم عباراته ، كانت صفاء قد قاطعته وقالت بلهفه شديده :
روسيا !!!
انت اللي فين
انت كويس ؟؟؟
صحيح الكلام ده
انت سافرت سوريا
طمني ….
قاطعها روسيا بإنفعال كبير:
ينفع تسكتي شويه
وما تقاطعنيش لحد ما اخلص كلامي
الزفت اللي اسمه نزار هيبعت ناس تقتتلك
وده كله بسبب العمله السودا اللي عملتيها
مع جوري اللي من حظك الهباب
انها هي نفس البنت اللي بيحبها
وكان بيدور عليها
ردت صفاء بذعر :
ابوس ايدك يا روسيا
ارجع مصر وابعد عن الواد ده
انت هناك مالكش ضهر
دي بلده هو
وانت عزوتك كلها هنا في بلدك
بطل غباءك ده وارجع حالا
رد روسيا بغضب وانفعال حاد :
ممكن تبطي رغي
وتسمعي الكلام اللي هاقولهولك دلوقتي
وتنفذيه بالحرف الواحد
ردت صفاء باستسلام :
حااااضر يا روسيا
روسيا بلهجه حازمه :
تلمي هدومك حالا
وتروحي الفيلا عندي ليه
وما تخرجيش منها
لحد ما ارجع مصر
كادت صفاء تبكي من الفرح ، وقد شعرت بمدى خوف روسيا عليها !!!
فقالت بخبث :
اشمعنا يعني !!!
ممكن افهم انتي ليه عاوزني
اروح اقعد مع الحاجه انتصار
رد روسيا ، وقال بهدوء :
انا مش هابقى مطمن عليكي
الا جوا الفيلا عندي
ده المكان الوحيد اللي مستحيل
رجالة نزار يعرفوا يوصلو لك فيه
وجاء رد صفاء ، مبهرا وصادما :
عارف يا روسيا
انا النهارده اسعد واحده في العالم
حتى لو رجاله نزار قتتلوني
مش فارق معايا
يكفيني بس اني احس
اني كنت فارقه معاك
شعر روسيا بارتباك ، الا انه رد بتماسك:
انتي بجد هبله اوي يا صفاء
ازاي يعني ممكن تتصوري
انك مش فارقه معايا
يلا بقا انجزي وطمنيني اول
ما تبقي في الامان جوا حضن
خالتك انتصار
ونا تقلقيش عليا
انا لازم انقذ البت الغلبانه
اللى انتي بهدلتيها معاكي
بسبب غباءك وحموريتك
ختم روسيا عبارته ، ثم اغلق الخط ، وهو متعجب من كل شيء يحدث حوله
فقد اندهش من لهفة نزار البالغه على جوري
الا ان ما اثار ارتباكه بشكل اكبر
هو لهفته العميقه خوفا على صفاء !!!
برغم انها كانت السبب في كل تلك المشاكل التي يعاني منها هو … وتلك الفتاه المذهله … التي تدعى “جوري” !!!!
——————–ء
الان نعود الى جوري …
وقد استفاقت في ساعات الصبح الاولى ، لتجد باسل يجرق ابواب منزلها ، وبصحبته العديد من الرجال المسلحين ، وقد دار بينهما هذا الحوار …
باسل بتوتر :
صباح الخير دكتوره
بدي اتأسف على هذا الازعاج
لكن هيك تعليمات الزعيم
قاطعته جوري بلهفه لم تستطع منع ظهورها :
شو حال نزار الان ؟
رجاء طمني عنه
اندهش باسل من رده فعل جوري ، الا انه ابتسم ابتسامه عريضه ، وقال :
والله لو حقيقي بدك تطمنى عالزعيم
كنت حملتي حالك
ورحتي زرتيه بالمستشفى
ولا تواخذيني دكتوره
انا ما عندي اوامر
اني اخبرك عن حالته الصحيه
هو فقط طلب مني احرسك
انت وكل عيلتك وما اسمح
لاي احد يقرب من هالبيت تبعكم
قطبت جوري حاجبيها ، وقالت بكل حده :
هلا رجعنا للمضايقات والحصار
وهلا رجع نزار لسخافاته القديمه
استدرك باسل بسرعه وقال:
لا يخيب ظنك بالزعيم
هو بس طلب تأمينك
لكن ما يمنع انك تتحركي
كيف ما بدك وين تروحي
احنا هون لاجل امانك وراحتك
ردت جوري بهدوء :
طيب ما راح اعترض
ولو اني ما شايفه اني احتاج اي حراسه
وانا وسط ناسي وعيلتي
لكن خلينا بالمهم
في مجال توديني اطمن على نزار الان ؟
رد باسل ، وهو يفتح باب سيارته لجوري ، وقد تهللت اساريره :
تكرم عينك دكتوره
الزعيم راح يفرح كتير بشوفتك
وبالفعل انطلق باسل وبصحبته جوري صوب المستشفى ، يتبعهم ثلاث سيارات دفع رباعي مكتظه بالرجال المسلحين
——————ء
في تلك الاثناء عاد روسيا الى منزل ابو عدنان ، وهو في حاله من الضيق واليأس ، بعد ان فشل في معرفة مكان احتجاز جوري
وبمجرد دخوله الى المنزل ، صاح فيه زاهر بغضب :
بقا ده اسمه كلام يا روسيا
كنت فين كل الوقت ده
وليه خرجت لوحدك من الاساس
انت مش عارف ان في الف واحد هنا
يتمنوا يخلصوا منك !!!
رد روسيا بضيق واضح :
بالله عليك يا زاهر سبني في حالي
الدنيا عماله تتعقد
وواضح ان البغل اللي اسمه نزار ده
مش ناوي على خير
وانا حاسس اني تايه
ومش عارف اتصرف
لا عارف جوري فين اصلا
ولا عارف اوصلها ازاي
ولا هارجعها مصر ازاي !!!
استشعر زاهر معاناه صديقه ، فاقترب من روسيا ، وربت على كتفه ، ثم قال بصوت هاديء :
طب صلي عالنبي كده
وقوم استحمى واهدا
وبعد كده احكيلي
كنت فين وعملت ايه ؟؟؟
وخلينا نفكر بالعقل
ونشوف هانرجع البت دي ازاي
وبالفعل ، استراح روسيا قليلا ، ثم اخبر زاهر وابو عدنان بنا حدث بينه وبين نزار
وقد اتفق ثلاثتهم ، على ضروره ان يختفي روسيا عن الانظار لبعض الوقت
وبنفس الوقت ، يبدأ رجال ابو عدنان في مراقبه وتتبع نزار ورجاله ، حتى يتمكنوا من معرفه مكان احتجاز جوري
بعدها يضعوا خطتهم لتحريرها ، ثم إعادتها الى القاهره
———————ء
بنفس التوقيت …
كانت جوري قد وصلت الى غرفه نزار ، وبداخل عقلها سوال واحد … لماذا تقوم بتلك الزياره !!!
لم يكن الهدف الحقيقي من قيامها بتلك الزياره هو الاطمئنان على صحه نزار
انما كان هدفها ان يساعدها هذا اللقاء ، على فهم ذلك الشعور المتناقض الذي اصبحت تحمله لنزار !!!!
فهي مازالت تبغضه من اعماقها ، وبنفس الوقت اصبحت تخاف على حياته !!!
عقلها لا يزال يراه في صورة المجرم القاسي !!!
بينما قلبه يخبرها بأن نزار قد احبها بصدق ، وان ذلك الحب قد تسبب في ان ينبض قلبه مجددا بالدفء والحنان !!!
استفاقت جوري من دوامه افكارها ، على صوت نزار الدافيء وهو ينظر اليها بكل حب ويقول بلهفه تغمرها سعاده واضحه :
اهلا وسهلا
نورتي الحياه كلها بوجودك جوري
طمنيني عنك
كيف صارت امورك مع اهلك
قاطعه باسل وهو يقول :
العفو منك زعيم
بدي اترككم لحالكم الان
واروح انفذ شغله مهمه
خرج باسل من الغرفه ، واقتربت جوري من فراش نزار ، وهي تقول بصوت مرتبك :
الحمد لله انا منيحه
لا تحمل همي
انا جيت اتشكرك على رعايتك لاهلي
واتشكرك على المنزل الجديد
وباذن الله برد لك ثمنه باقرب وقت
والحمد لله انك صرت منيح الان
رد عليها نزار معاتبا :
اي ثمن تحكي عنه
هذا اقل تعويض لك انت واهلك
عالعذاب والاذى اللي تسببت لكم فيه
وكل همي الان
انك تسامحيني
وتعرفي اني اتغيرت
وهذا بفضلك انت
انتهزت جوري الفرصه ، وقالت بحماس :
معناة كلامك
انك راح تساعدني افل من سوريا
وارجع من تاني لمصر
قفزت ملامح الضيق والغضب على وجه نزار وقال بصوت مختنق :
لشو بدك تفلي من سوريا
بدم ترجعي لهالحيوان روسيا
هالحيوان اللي فشل انه يحميكي
وترك صديقته تشحنك مثل النعجه عالسوريا
خفق قلب جوري بقوه ، وقد ادركت بأن نزار قد علم بكل تفاصيل قصتها مع احمد !!!
فقالت بارتباك شديد :
انت من وين عرفت بقصه احمد
اقصد روسيا !!!
ومن هي صديقته اللي عم تحكي عنها
تمالك نزار غضبه ، ثم اخبر جوري بكل تفاصيل ما حدث ، بدايه من علمه بخطف اعوان صفاء لها ، ونهايه بما دار بينه وبين روسيا داخل هذه الغرفه منذ ساعات معدوده
خفق قلب جوري بشده ، وقالت :
فيك تفرجيني صوره لهالبنت صفاء علوان ؟
وشو خصها فيني ؟؟؟
رد نزار وهو يتناول هاتفه ويبحث عن صوره لصفاء :
هالمره بتكون صديقه لروسيا
والموضوع واضح وضوح الشمس
هي بتحب الشاب
ولما عرفت بعلاقتكم
قررت تزيحك من طريقها
حتى يخلى لها الجو مع هالحيوان روسيا
قاطعته جوري بكل صرامه :
علاقه شو !!!
انا ما بيني وبين رفيقها اي علاقه
وما خصني انه اجى عالسوريا بسببي
هو يصطفل لحاله
وفجأه تسمرت جوري في مكانها ، بعد ان ناولها نزار هاتفه وقد ظهرت عليه صوره تجمع بين صفاء وروسيا
اجتهدت جوري لتمنع دموعها من الانهمار ، وقالت بصوت مرتعب :
انا بعرف هالحيوانه الحقيره
اتعاركنا بيوم وكان بدها تقتلني
وما استغرب انها تكون سبب كل العذاب
اللي عشته الايام الماضيه
وفجأه انفجرت دموع جوري وهي تصيح بانفعال :
ليش يا ربي يصير معي هيك
انا شو سويت بحياتي
حتى اعيش بعذاب وخوف طول عمري
ما بين حفنه قتله ومجرمين
اذا كان انت ولا روسيا ولا هالحيوانه صفاء
انا اكرهكم كلكم
قالت جوري تلك الكلمات ، ثم اندفعت تخرج من غرفه نزار ، بينما ظل يحاول نزار تهدأتها دون فائده
فما كان منه الا ان امر رجاله بان يصحبوها الى منزلها ، وهو يقول بلهجه حاده:
ما تغفلوا عنها
اذا صار فيها اي شيء
راح اقبض ارواحكم كلكم بيدي
رد الرجال بصوت واثق :
لا تعتل هم يا زعيم
ما راح نغفل عنها بنوب
وخرجت جوري وهي تشعر بالمراره والرعب ، فقد ساقتها الاقدار ، لان تكون طرفا في صراع بين حفنه من القتله
وقد شعرت انها اصبحت دميه يتنازع عليها اثنان من اعتى المجرمين !!!
———————-ء
وفي المساء من نفس اليوم
بينما كان روسيا يخطط للنيل من نزار ، فوجيء بإتصال من رقم غريب
وما ان رد على الاتصال ، حتى سمع صوت صفاء وهي تنتحب وتقول بصوت يغمره الرعب :
احمد …
انا عاوزاك تعرف …
اني حبيتك من كل قلبي
وكنت اتمنى انك تحبني زي ما حبيتك
بس مفيش نصيب
انا بس كنت عاوزها تكون
اخر كلمه انطقها
قبل ما اموووت
بحبك يا احمد …
صرخ روسيا بكل انفعال :
في ايه يا صفاء
انتي فين
ردي عليا
جاء الرد بصوت غليظ :
الزعيم نزار الصباغ بيوصلك رساله
وبيقولك
الدور عليك يا روسيا
وفجأه دوى صوت طلقه ناريه هزت الارجاء ، ثم انقطع الخط !!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حزن بين أحضان الفرح)