رواية حرب غير مرغوب بها الفصل الثالث 3 بقلم مريم السيد
رواية حرب غير مرغوب بها الجزء الثالث
رواية حرب غير مرغوب بها البارت الثالث

رواية حرب غير مرغوب بها الحلقة الثالثة
خرجت مرعوبة من صوتها وهي بتصرخ، خرجت لقيته مرمي على الأنتريه وقاطع نفس، قربت منها وضغطت على صدره وأنا بقولها بغضب:
-إبعدي شوية، وأدخلي أوضته هتلاقي كيس إسود على المكتب بتاعه هاتيه.
لما جابت الحاجة وهو بدأ يفوق أديته علاجه وأتعدل على جلسته قلبي وجعني لما كان متمسك بيها، أديته العلاج وقلتله:
-ألف سلامه عليك، من حيث خبرتي إنّك مخدتش علاجك ليك أسبوع، أتمنّى تواظب على علاجك.
دخلت أوضتي ولبست الدريس والطرحة وقلت أتمشى شوية قبل ما أطلع من باب الشقة لقيته وقف من الأنتريه وبيقول ببرود متعب:
-إيه أنا كيس جوافه نازلة من غير ما تقولي؟
أبتسمت ببرود وقلت:
-لسمح الله مين قال كده؟ أنا بـس لقيت جو رومانسيك هنا قلت أنا أسيبكم شوية!
مسك معصم إيدي بتهكم وقال:
-أستظراف مش عاوز وأدخلي جوة غيري.
بعدت إيديا بعصبية وقلت:
-وأنا قلت نازلة يعني نازلة ملكش حكم عليا بعد كده أنتَ فاهم ولا لأ!!
شدني لجوّة وانا فضلت أقاومه لحد ما وقفت مذهولة من ضربة القلم اللي ضربه على وشي، مسح وشه بضيق وقال ببرود:
-أدخلي جوة يلا!
ضربته على صدره وأنا بزقه وقلت:
-وأنا مـش داخلة وإرحم أهلي بقى!!
نزلت وسبته واقف مكانه، قربت ريم منّه بدلع مصطنع قالت:
-متزعلش نفسك يا مودي، سيبك منها دي نكدية!
كـنت ماشية في الشارع تايهه مـش عارفة ملجئي فين، كنت بعيط وبمسح دموعي بعشوائيه زي الطفل الصغير اللي تايه من أمه وباباه، رنيت على ماما علشان تيجي تاخدني لقيتها بتقول:
“قلتلك مليون مره إحنا مبنحبكيش غوري مترنيش تاني”
رميت التليفون من إيدي بذهول كنت ماشيه مليون سؤال جوا قلبي م لاقيه إجابه ليه، كنت ماشية صرخت بخضة لما خبطت في ضهر شخص، كنت بعتذر وأنا مدياله ضهري وماشيه، وقفت لما لقيته بيقول:
-مريم؟!!
كان هو، صوته نفس نبرة صوته بالظبط، هو دوكشا!! مشيت ومردتش عليه، جري ورايا ومسك معصم إيدي وهو بيقول:
-أأستني أنتِ رايحة فين، أنتِ عارفة الشارع ده؟؟
بصيت حواليا مفهمتش، لقيته كمل وقال:
-ده شارع ميصلحش لواحده بريئه زيك يا مريم فهمتي؟
هزيت رأسي بإيجاب ومشيت من شارع تاني، فضل ماشي ورايا وقفت وقلت بعصبيه:
-عاوز إيه ماشي ورايا ليه؟
لقيته هز كتافه ببراءة مصطنعه وقال:
-عادي ماشي في شارع عامي عندك مشكلة…
“أه عندها مشكله في إنّك مش راجل يا دوكشا لما تحاول تحتك بواحده متجوزه!”
بصيت على مصدر الصوت، كان أحمد واقف بغل لدوكشا، سبتهم ومشيت، بعد نص ساعه وصلت قدام العمارة، لقيته قاعد على عتبة العماره وهو ساند بإيديه على رأسه، اول ما شافني قام ومسك ايديا بضيق وقال:
-نزولك بره البيت تاني مفيش أنتِ فاهمه!
سبني وأداني ضهره، وقف لما قلت ببكاء:
-عنـدك حق لما قلت إنّـي متحبش!
بصلي بعدم فهم فكملت بعياط هيستيري وأنا بقعد على عتبة العمارة:
-تخيّـل لجئت لأهلي منك ومن الدنيا حتّـى هما هزموني.
شاورت على قلبي زي طفل بيتوجع من ألم مش عارف يحدده:
-في ألم هنا يا أحمد منكم كلكم، مش عارفه أداويه.
شاورت على دماغي وأنا بضغط عليها بتعب:
-ودوشة هنا مبتفصلش!
أنا تعبت مبقتش قادره أكمل مبقتش قد إنّي أخد حقي منك، مبقتش قادره أحارب تاني ضدك، مبقاش عندي طـاقة لنفسي ولا لأي شخص.
وقف قصادي ونزل لمستوايا وهو بيقول بندم:
-حـقك عليا!
-كلمة ملهاش معنى يا أحمد، مليون شخص ومليون عزيز إتقالت منه بس إيه المقابل عمل؟، محدش بقى عارف الحرب اللي جوايا، محدش بقى عارف إنّي بتالم من جوّة… حتّى أنتَ بعد ما كنت من أكبر أمان ليّـا طلعت أكبر مخاوفي.
محستش بنفسي وغير أيدين بتشدني لحضنه، معرفتش ابعد ومكتفتش غير وأنا بمسك قميصه وبشهق من البكاء:
-والله محبتش غيرك، ومعرفتش أنسـاك، حاربت الكل علشانك بس أنتَ محاولتش ولا مره علشاني، مفكرتش في كلام الناس وهما شايفينك وحش،أنا تعبت، وقلبي بقى وجعني أوي يا أحمد، مبقاش عندي قدره خلاص، أنا.. أنا بنسحب مـن الحرب دي.
•معرفش وقتها عدى قد إيه وهي قاعده في حضني نفس الوضعيه قدّام العماره، حسيت نفسها قل وجسمها بدأ يتلج، ببعد عنها شوية لقيتها إترمت، بقيت جسد بلا روح، باصص ليها مذهول إزّاي تنسحب بسهولة، وإزاي تستسلم كده؟ إحنا لسه في البداية، ملامحها تحفه بس باهته، بهز فيها مبتردش.
أحمد كان بيتكلم بهيستيريه وهو بيقول:
-مر.. مريم قومي بالله عليكي.. أنا عارف إني جيت عليكي كتير.. بس قومي بالله عليكي… طيب بصي أنا هصالحك وهحارب علشانك، طيّب طيّب قومي إضربيني زعقيلي أنا ظلمتك كتير بس ببقى تايهه من غيرك.
شدّها ليه وهو بيصرخ بأسمها:
-يا ستي قومي بقى متهزرييش.
“هكذا الحياة، تعطيك ما تريد، وحينما تفقد الشغف بالشئ الذي تريده، ستفقده بسهولة ما، وحينها ستفتقد وجوده، من أحبّـك اليوم، سيرحل غدًا، ومن كانت القسوة بينكم اليوم، ربّما تتصافى قلوبكم غدًا، القول هنا يا عزيزي، عليك بحفظ الذي تحبه أو يحبك، فالحياة فانية لا تزول”
خرجت الدكتورة وهي بتقول بطريقة عمليّة:
-مـبروك يا أستاذ أحمد أخـتك ولدت جابت بنوته عسل.
دخل أحمد لأخته بعد خروجها من العملية بربع ساعه، باس جبينها وقال بحب:
-حمدلله على سلامتك يا حبيبتي.
أومأت اخته بحب ونظرت لبنتها اللي جمبها وقالت بأبتسامه:
-شبهها أوي يا أحمد.
أحمد بصلها بعدم فهم فكمّلت أخته بحب وقالت:
-هسميها مريم على أسمها.
أبتسم أحمد ليها فكمّلت هي بطريقة جديه لكن متعبة قليلا:
-مش نـاوي يا حبيبي تفكر في الجواز، ده حتّـى مريم م هتكون مبسوطة بحالك ده، بطلت تخرج ولا تروح أفراح وكل يوم في شقتك يا بتشتغل يا قاعد بتقرأ كتب، العمر بيجري يا حبيبي مـش بيرجع!؟
ربّت أحمد على كتف أخته وباس جبينها:
-لو متأكد إنه في حد هيعوض حنانها عليا حتى في وقت غضبي عليها كنت إتجوزت، مريم مقدرتش أنولها دلوقتي بس هنولها بمشيئه ربنا في الجنة.
كمّل وهو باصص على الطفلة بحنان:
-لمـا تكبر هعلمها الحنية وإزّاي تحب صح زي ما علمتني مريم.
#تمّت.
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حرب غير مرغوب بها)