رواية حرب الأسود الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد
رواية حرب الأسود الجزء الأول
رواية حرب الأسود البارت الأول
رواية حرب الأسود الحلقة الأولى
عودة)
هيا بنا لنعود مره أخرى لأشخاص افتقدناهم حقا… وأشخاص جدد ستفتقدونهم لاحقا…. داخل إحدى الفلل الضخمة التي تتميز بالجمال والأناقة… من الخارج تبدو كقصر لأحد أولئك ذوي السلطات.. ولما لا فهي فيلا (رحيم الصياد) وأولاده… من سمع صيتاهم في أرجاء البلاد… معروفون هم كأحد أبرز معالم البلدة.. خصوصا منطقه التجمع الخامس حيث يقيمون.. تدلف لهذه الفيلا لتجد انها علي مستوي عالي من الفخامة حيث الأثاث الرائع وألوان الحوائط المتناسقة والتصميم الهندسي الجذاب.. تجد بهذا الطابق غرفة طعام وغرفة معيشة وغرفة للمكتب الخاص برحيم وغرفة أخرى للمكتبة الخاصه ب حور ومن ثم علي الجانب الآخر المستقل تجد المطبخ وحمام الضيوف وغرفتان للخدم … ثم تجد سلمين يؤدي كلاهما للطابق العلوي حيث غرف النوم.. لتتجه بنظرك يمينا لتجد غرفة معيشة مستقلة بها تلفاز ومجلس رائع… تخطها لتصل إلى رواق طويل به ستة غرف متتالية ثلاث على كل جانب وغرفة أخرى بعيده قليلا مستقلة عنهما… لنفتح هذه الغرفة معا…. هي غرفة كباقي الغرف تتميز بالأناقة والروعة ملحق بها غرفه تبديل ملابس وحمام خاص وشرفه كبيره… لنجد بها رحيم وحور… لتخرج لنا حور بهيئتها التي لم تتغير رغم تقدم العمر بها.. بعدما أنهت ارتداء ملابسها والتي عبارة عن فستان بسيط من اللون الأسود به بعض الورود الحمراء عند منطقه الصدر واخر الاكمام وبه حزام بالمنتصف وتركت العنان لشعرها لتتجه الي رحيم كي توقظه….. حور : رحيم… رحيم
رحيم:همممممم
-همم اي يلا قوم بقي بطل كسل الساعه ٩
_سبيني شويه يا حور
_مفيش الكلام ده انت هتقوم حالا.. يا إما انت عارف هجيب مين يصحيك
-رحيم منتفضا : لا خلاص قومت اهو
حور ضاحكة : يا خرابي نفسي اعرف الواد ده عامل لكوا اي…
رحيم باستهزاء :والنبي قال يعني انتي مش عارفه عمايله… ده كفاية زنه
حور وهي تنهض وتستعد للخروج من الغرفه :
طب يلا قوم خد الشاور علي ما اصحى الولاد
رحيم بغضب مصطنع:
استنى هنا رايحه فين انتي!؟
حور بدهشه بعد أن توقفت :
ايه.. رايحه اصحيهم.
كده ببساطه هصحيهم!!… مش لم تصحى ابوهم الأول .
حور بعدم استيعاب :
رحيم انا فعلا صحيتك ولا انت بتكلمني وانت نايم!!!!
رحيم بخبث :
اه صحتيني بس مصبحتيش عليا
حور وقد فهمت :
اااه… انت فظيع والله.. ثم اقتربت منه لتقبله من شفتيه قبلة خاطفة .
قائلة بابتسامه مشرقه :
صباح الخير يا روحي .
رحيم مبتسما بدوره :
صباح كل حاجه حلوه يا حوريتي
_ممكن بقى اروح اصحي الولاد
-روحي يا حياتي
حور وهي تخرج من الغرفه لتعود إليه برأسها محذرة :
رحيم انت هتقوم صح
رحيم مبتسما :
عيب عليكي طبعا هقوم.. انا قومت اصلا
حور بشك :
ربنا يستر
انتظر رحيم قليلا بعد أن ذهبت حور ليعود للنوم مره اخري ساحبا الغطاء معه وكأن شئ لم يكن..
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
اما حور فخرجت لتتجه لتمر على أقرب غرفة لها يمينا وهي غرفة الأجهزة الرياضية والتي لا يدخلها إلا اثنان فقط رحيم – وابنه (آدم).. ثم مرت بعدها في نفس الصف علي غرفه أخرى لتفتحها وتدلف للداخل لتجدها فارغة.. فتنهدت بضيق.. فها هو آدم مره اخري خرج من المنزل دون علم احد… لطالما أخبرته أن يخبرها اولا كي لا تقلق عليه ولكن من متى وأدم يهتم لأمر احد.. فدوما يفعل ما يريد.. عادت وأغلقت الغرفة.. واتجهت للغرفة الاخيره بهذا الصف وهي الأقرب للسلم.. لتفتحها وتدخل لتجدها مظلمه… اتجهت نحو الستار وفتحته ثم الشرفة.. وعادت لتوقظ ذاك الغافل لا يشعر بشئ… حور :حمزه.. حمزه حبيبي قوم عشان شغلك..
ليتململ هو في نومه ثم يشعر بها ليعتدل في جلسته باعين نصف مفتوحة قائلا :
صباح الخير يا أمي (حمزه رحيم الصياد. الابن الأكبر لرحيم.. الآن صار شاب في الثلاثين من عمره.. بعيونه البنية الموروثة عن امه وشعره الأسود الغزير وبشرته القمحية و رموشه الكثيفة وملامحه الرجولية البحتة وطوله المتوسط وجسده المتناسق هو غير مواظب على الرياضه يوميا ك آدم أو رحيم لكن يذهب ثلاث مرات في الأسبوع لجيم خاص.. ويركض في بعض الأحيان صباحا…. وهو قد درس في كلية الهندسة المعمارية.. والآن يعمل بشركة والده في قسم تخطيط القرى السياحية والنوادي والفنادق وغيرها من مشروعات المجموعة….)…
حور بابتسامة :
صباح القمر علي عيونك… حمزه ضاحكا :مش خايفه رحيم باشا يسمعك ويطخنا عيارين
حور ضاحكة :
لا مانا عارفه انه لسه مخرجش من الاوضه… يلا قوم اجهز وانزل عشان تفطر وتروح الشركه
حمزه بأدب :
حاضر…. ذهبت حور باتجاه الباب لتعود مره اخرى سائلة حمزه :
حمزه متعرفش آدم فين؟
حمزه بيأس :
ماما انتى عارفه اني هقولك لأ.. من أمتي أدام بيعرف حد هو رايح فين.. ثم انك المفروض تكوني اتعودتي أنك تصحى مش تلاقيه
حور بسخرية وحزن :
اتعود!!… اتعود على وجع القلب يا حمزه… انا مبطلبش منه غير اني اعرف هو رايح فين عشان اطمن عليه.. بس حتى دي مستكترها علينا
حمزه وهو يقترب منها مقبلا يداها :
ادعيله ربنا يهديه
حور بابتسامة :
يارب يا حبيبي
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
خرجت حور من عند حمزة للتتجه للصف المقابل لها الذي يضم ثلاث غرف أيضا غرفه للضيوف وغرفة أخري والغرفة المقابلة لغرفه حمزة هي غرفة الابن الأصغر لرحيم الصياد… دلفت حور للداخل وهي تتنهد لما ينتظرها بهذه الغرفه…. فتحت باب الغرفه بحذر وأخذت تجول بعينها بحثا عنه لم تجده امتدت قدماها حتى تخطت الباب.. لتنطلق منها صرخه عاليه وهي تضع يدها على قلبها وتهدأ نفسها من ابنها المشاكس هذا
_ماااااااما
حور : ااااااااااايه
– أي اتخضيت يا جميل
– والله والله يا مروان لو مت مخضوضة في يوم لتكون انت السبب
مروان :
بعد الشر عليكي يا عسل جمدي قلبك كده اومال ده انتي حرم رحيم باشا الصياد
(مروان رحيم الصياد الابن الأصغر للعائلة يبلغ من العمر الثامن عشر عاما في الصف الثالث الثانوي.. مشاكس لأبعد حد.. مثير للمشاكل… دائم اللهو والضحك لأ يعرف للحزن طريق… يعشق حمزه ومتفاهم معه كثيرا. لكن آدم بينهم حروب القوم… دائما ما يتقاتلون سويا.. يعشقه رحيم وكذلك حور لأنه دائما خفيف الظل.. ذو عيون بنيه وشعر بني غامق غزير وانف صغيرة وبشره بيضاء وطول مناسب)
حور :
برية منك يا مارو والله
مروان :
اموت فيك وانت تقوليلي مارو يحلو يا ابيض انت
حور بضحك :
يلا خلي رحيم يسمعك عشان ينفخك
مروان بذعر :
لالا خلاص.. اسفين يا صلاح
حور :
امشي يالا بقيت صلاح خلاص… يلا مادام جاهز انزل تحت وانا هصحي اللي جمبك واحصلك
مروان :
استنى هاجي اصحيها معاكي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
خرجت حور مع مروان واتجهت للغرفة المجاورة لغرفتهم والمقابله لغرفة الأجهزة الرياضة… دلفت للدخل لتجد الغرفه معتمه ماعدا نور خافت مضئ.. فتحت الستائر لتظهر هذه الحوريه الصغيره نائمه على الفراش.. اتجهت حور لها لتوقظها فتفتح عيناها ببطئ لتقابل ضوء الطبيعه… قائلة :
صباح الخير مامي
مارون بسخرية :
عيشي عيشه اهلك يا ختي اسمها ماما مش مامي
_ وانت مالك يا بارد انت
حور بغضب :
وبعدين معاكوا علي الصبح.. بس يا مارو وانتي يا جنه قومي يلا
جنة :
حاضر
(جنه رحيم الصياد تؤام مراد ولكن بملامح مختلفه تماما فهي تشبه حور كثيرا بشعرها الكستنائي وعيونها البنيه وبشرتها البيضاء وملامحها الرقيقة… هادئه ومطيعه تماما.. ولكن أيضا عنيده لأبعد حد.. تحب آدم كثيرا وكذالك هو وتحب حمزه ومروان أيضا لكن آدم هو الأقرب لها)
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ذهبت حور ومعها مروان لغرفتها مره اخرى هي تعلم جيدا أن رحيم مازال نائما.. وقفت على باب الغرفه بضيق ونظرت لمروان :
يلا شوف شغلك
مروان بنظره إجرامية :
انت تؤمر يا ريس.. واتجه الي رحيم مقتربا من الفراش ثم بصراخ .. بااابا الحق يابابا حريقة حريقه….
رحيم بذعر وهو ينتفض : فين.. فين
مروان بهدؤ:
صباح الخير يا حبيبي…..
رحيم بغيظ :
في اي يابن الهبلة انت…
. حور منبه :
احم… الهبلة هنا..
رحيم بابتسامة :
حبيبتي… حور بالله عليكي ما تدخلي الواد ده تاني ليا
حور :
قوم من اول مره وانا مش هدخله
رحيم بضيق :
خلاص قمت
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
في احد المباني الضخمة التابعة لوزاره الداخليه المصريه
وخاصه في احد أروقة المبني يسير أحدهم بهيبه طاغية وعيون حاده وظهر مفرود وخطوات واثقه لا تخشى أحد ولكن ملابس متراكم عليها بعض التراب وهذا الجرح المتواجد على جانب جبينه مع شق بسيط في شفتيه وجرح صغير في يده ليحييه الجميع ثم يتجه لمكتب اللواء ويدق الباب حتى يسمع إذن الدخول فيدلف ليؤدي التحيه العسكرية
اللواء :
تعالي يا آدم أقعد… ها طمني
آدم بعد أن جلس قال بثقته المعهوده: تمام يا فندم كله تمام والباشا شرف الحبس..
( آدم رحيم الصياد الابن الثاني لرحيم ذو سبعة وعشرون عاما… يشبه رحيم كثيرا خاصة في الصفات والشخصية بشعره الأسود الغزير وعيون السوداء الحاده ورموشه الكثيفة وانفه المستقيم وبشرته القمحية وطوله الفارع وعضلاته الضخمة… عنيد جدا.. لا يخشى احد… مغرور لأبعد حد… يتميز ببرود الأعصاب.. مع العصبية الشديدة وقت التعصب… يخشاه الجميع واثق بنفسه… يحب عمله ويخلص فيه. فهو يعمل ك رائد بالمخابرات المصرية. ولا تجد أحد لم يسمع عنه أو لم يعرف بعد من هو الرائد آدم الصياد )
اللواء باندهاش :
بالبساطة دي…. أدم القضيه دي كانت مع مقدم قبلك وفضلت معاه ٤ شهور ومعملش خطوه وانت في شهر ونص قدرت تدينه وكمان تقبض عليه من اول طلعه
آدم بغرور يليق به:
سيادة اللواء.. انا الرائد آدم الصياد.. مش اي حد.. ولا اي!؟
اللواء بتأكيد :
طبعا وعشان كده اديتك القضيه دي وانا واثق
آدم يهب واقفا :
متشكر لثقتك يا فندم… ممكن استأدن
اللواء بتأكيد :
طبعا اتفضل روح استريح وخد بكره اجازة
آدم :
لا شكرا انا هاجي بكره عادي.. بس همشي لانى منمتش
اللواء متعحب ف آدم لا يأخذ إجازات أبدا.. : ماشي اتفضل
أدى التحيه مره ثانيه وخرج ليقابل في الرواق صديقه حسام :
اي يا آدم هتشمي ( حسام الدمنهوري ضابط بجهاز المخابرات برتبة نقيب ذو تسعه وعشرين عاما.. زميل آدم بالعمل وكان معه بالكليه ولكن تخرج قبله بعامان وحين انتهى ادم جمعهم القدر للعمل بجهاز واحد فتحولت زمالتهم لصداقه جيدة… شاب طويل بجسد متناسق وشعر اسود وعيون بنيه وبشره قمحيه… والداه متوفين ويسكن بمفرده مع زوجته وابنه ..
مجد في عمله ولكن يعشق اللهو والخروجات)
آدم : اممم همشي.. وانت؟
حسام : ياعم انا لسه جاي… بس اي ده عيني عليك بارده العمليه اللي انت كنت رايحها مش سهله ابدا ده انا كنت مجهز ٢ كيلو برتقال عشان ازورك في المستشفي.. تقوم اللي قدرت عليه جرح صغير في وشك وفي ايدك بس
آدم ببرود وهو يذهب :
خلي البرتقال… هينفعني لما اجي ازورك العمليه الجايه ليك
حسام بعد أن ذهب : مستفز
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
في فيلا رحيم
كانوا جميعا يتناولون الإفطار حول السفره ورحيم يترأسها وبجانبه حور وجانبها مروان والجانب الآخر حمزه وجنه حين دخل عليهم آدم قائلا :
السلام عليكم
ردوا جميعا……. لترفع حور عيناها لتراه بحالته تلك لتنهض مسرعة إليه وتمسك وجهه بقلق :
آدم حبيبي اي اللي حصل انت كويس في حاجه تانيه مجروحة.. روحت لدكتور.. انت كنت في مأمورية صح.. مترد يا آدم
جنه بابتسامه :
ماما اديله فرصة يرد
آدم وهو ينظر لحور ويمسك يدها بحب : انا زي الفل يا روحي متقلقيش.. هي أول مره… انا آدم يا ماما يعني اكيد كويس
حور بضيق من غروره :
مش عشان انت آدم يبقي انت ضد الألم.. بعدين لي مش قلتلي انك عندك شغل
آدم :
محبتش اقلقك
حور :
كلامنا بعدين… تعالي افطر
آدم :
لا شكرا… انا جعان نوم.. مش شايف هطلع انام احسن
تقدم بضع خطوات ليقف علي صوت رحيم الحاد : لو فاكر ان البيت ده فندق.. تيجي تنام وتاكل وتمشي… تبقى غلطان… البيت ده له قوانينه اللي حضرتك ملتزمتش بولا واحد منهم… وأولهم اننا نعرف بخروجك منصحاش نتفاجئ انك مشيت وترجع بحجتك المعتاده محبتش اقلقكوا..
آدم التفت ببرود قائلا :
انا مش فاكر ان ده فندق… لأن الفندق اول قوانينه اني ادفع فلوس… وهنا مبدفعش.. يبقى ببساطه ده مش فندق
نظر له رحيم بحده فكثيرا ما يرد له آدم الصاع صاعين دون أن يتعدى حدوده ولا يجد رحيم ما يرد به
نطق آدم بابتسامه :
بعد اذن حضرتك.. لما اصحى هاخد جنة أخرجها لاني وعدتها لو في يوم رجعت بدري من الشغل هخرجها
جنه بسعادة :
بجد يا آدم .. هتخرجني
آدم بابتسامه :
ده بعد اذن بابا طبعا…… نظر له رحيم فابنه يشبه كثيرا دائما ما يفعل ما يريد دون أن يدان.. هو يعترف أن آدم نسخه منه وربما هذا ما يجعلهم لا يتفقون
رحيم :
معنديش مانع
ركضت جنة باتجاه آدم وحضنته بقوة كي تشكره ليصرخ آدم متالما ويظهر على وجه الألم والامتعاض :
اااااااه
لتبتعد جنه مذعوره وتذهب حور إليه بسرعه ويترك الجميع ما بيده…. جنه بخوف :
آدم.. انت كويس.. انا اسفه
حور بذعر وهي تضع يدها على ذراعه :
آدم انت كويس
آدم وهو يتغلب على وجعه :
ايوه يا حبيبتي كويس انا بس اتفاجات بيها وو… وجسمي واجعني شوية من الشغل يعني وكدة
حور وهي لم تصدقه لأنها تعلم أنه لا يحب اخافتها :
طب اقلع الجاكيت ده وريني… يلا
آدم :
ماما في اي انا كويس… وسعى ياجنه اطلع انام ولما اصحي هنخرج
حور معترضه طريقة وبحده:
اقلع الجاكيت يا آدم
__ياماما انا.. لم يستطع الأكمل لتقترب منه تنزع سترته بالقوة وهو يحاول إيقافها.. لتصرخ حينما رأت قميصه الأبيض ملطخ بالدماء من الظهر.. حور بدموع وذعر :
اي ده يا آدم… أي الدم ده…. ليقف رحيم وحمزة ومروان متجهين لهم…. ليهتف رحيم بغضب ناتج عن خوفه.. أي اللي حصل انت اتعورت من اي… وازاي ماشي كده اي الاستهتار ده.. انت هتفضل بارد كده لأمتي
آدم وهو يغمض عيناه بتعب :
متقلقوش ده جرح بسيط
هتف حمزة وهو يتفحصه :
بسيط اي يا آدم.. باين انك نزفت كتير
آدم :
عادي يعني.. دي مطوه فلازم انزف
لتشهق حور مردده:
مطوه
ليقول رحيم بغضب كأنه يعلم الاجابه :
خيط الجرح؟
آدم بزهق:
لأ… مش مستاهل هطلع انا اعمله شويه اسعافات
رحيم وهو يتمالك أعصابه :
حمزه كلم الدكتور
آدم :
بابا مفيش داعي…. رحيم بصوت عالي :
تعرف تخرص خالص
آدم سكت بضيق……. وأخذ يطمئن حور وجنه اللتان لما يتوقفا عن البكاء والقلق
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
في فيلا سليم الصياد
يجلس كلا من سليم وليندا لتناول الإفطار
سليم :
حبيبتي هتروحي لحور النهارده؟
_اه يا روحي بقالي كتير مش شفتها
_اوك.. اومال نغم و أسر فين
_ليأتي صوت من خلفهم:
انا اهو
-صباح الخير يا أسر
_صباح النور يا ماما
( أسر سليم الصياد.. الابن الأكبر لسليم.. في الثالث والثلاثين من عمره… بشعره الأسود وعيونه البنية القاتمة ولحيته الخفيفة وبشرته القمحية وأنفه المستقيم و طويل الي حد ما… و عضلاته الضخمة الناتجة من تدريباته الشاقة.. لتناسب عمله ك مقدم بالمخابرات المصريه)
_صباح الخير يا عائلتي….
_سليم بضحك :
عائلتي… ده انت لو طالعه من قناه الحدث اليوم مش هتقوليها كده
-لا يابابا اصل نغم بتعتز باللغه العربيه شويه
لتقول نغم بحنق:
ما بلاش انت يا ابيه أسر.. مش احسن ما اقول كلمات مش في القاموس
ليرد أسر بعجرفه:
بس ياماما انتي اصلا متعرفيش تقولي كلماتي اللي مش في القاموس دي
(نغم سليم الصياد…. فتاه في السابع عشر من عمرها.. الابنة الصغرى لسليم الصياد…. بشعر بني مموج طويل وعيون خضراء و بشرة بيضاء ورموش طويله. وقصيره قليلا بجسد ممشوق.. في الصف الثاني الثانوي..)
نغم وهي ترفع يدها:
شكرا.. مش عاوزه اعرف اقولهم انا كده كويسه اوي
سليم :
ممكن تأكلوا بقي
أسر :
صح يا سليم فكك منى في حوار الشركة ده دلوقتي لاني عندي مشاغل كتير
ليندا بعدم رضا :
مش هتبطل تقوله يا سليم وتقوله بابا بقي
أسر وهو ينظر لسليم :
رد انت
سليم بضحك :
خلاص يا ليندا… بعدين مين قالك اني أبوه انا صاحبه… قولي يا أسر وبصراحه.. تعرف كام واحده بقى وماشي توزع نفس الكلام يمين وشمال؟!
أسر بتمثيل وهو يضع يده على صدره :
انا يا بني… ولا واحده طبعا. انا محترم وفي حالي من البيت للشغل ومن الشغل للبيت
سليم بأسف مصطنع :
خساره فكرتك تعرف حد كنت هقولك عرفني عليهم
أسر بضحك :
لا إذا كان كده يبقي اشطا.. ده في كتير اووووووي بس انا كنت ناسي وافتكرت اهو
سليم :
اه يا واطي
أسر بضحك وهو ينهض :
هو انا وش ذلك برضو
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
في فيلا رحيم
حضر الطبيب ودلف للغرفة الموجود بها آدم ورحيم وحمزة وطلب رحيم من الجميع الانتظار في الخارج… وبعد معاناه مع حور وافقت على مضض
جلس آدم علي الفراش ونزع القميص الخاص به.. منتظر الطبيب لكي يقوم بمهمته…. اقترب الطبيب ليفحص الجرح وأردف : الجرح عميق.. ولو كنت استنيتوا شويه كان هيغم عليه اكيد من كمية الدم اللي نزفها وكان..
آدم مقاطعا بنفاذ صبر :
كان وكان وكان… احنا في دلوقتي يا.. يا دكتور… ممكن تخلصني
بلع الطبيب ريقه من طريقته الفظه وجلب حقنة مخدر موضعي ليخدر المكان المحيط بالجرح.. ليوقفه آدم متسائلا : اي ده!
_بينج موضعي
_لي!؟
عشان الخياطة.. دول ٢٠ غرزه.. وهتوجعك جدا لأن الجرح عميق
_ آدم باستنكار :
انت بتخيط جرح ابن اختك….. بينج اي! يلا يا دكتور الله يكرمك مش عاوز اتغابي عليك
رحيم بحده :
آدم.. كلم الدكتور كويس.. وهتاخد البنج
آدم بتهكم :
واشرب اللبن قبل مانام
رحيم بغموض كبير وهدوء:
اخرج بره يا دكتور.. حمزه وصل الدكتور… خلاص اخوك كبير كفاية وهو مش عاوز يتعالج.. يبقى براحته
حمزه برفض:
بابا… حضرتك بتقول اي.. آدم تعبان وممكن حالته تتضاعف.. و..
رحيم نظر له نظره اخرصته تماما :
قلتلك وصل الدكتور
حمزه بغضب مكتوم من عند كليهما الذي لا حد له… حاضر اتفضل يا دكتور
رحيم بغموض :
اقفل الباب وراك يا حمزة
حمزة بخوف بدء يتسلل الي قلبه :
لي؟
رحيم بحده :
مش هعيد كلامي انا
ليرد:
حاضر… ويغلق الباب ويذهب… تاركا كلاهما في مواجهة محتومه
رحيم بهدوء :
براحه كده ومن غير ما تعصب.. قولي انت بتفكر ازاي؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حرب الأسود)