روايات

رواية حتى اقتل بسمة تمردك الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مريم محمد غريب

رواية حتى اقتل بسمة تمردك الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مريم محمد غريب

رواية حتى اقتل بسمة تمردك الجزء السادس والثلاثون

رواية حتى اقتل بسمة تمردك البارت السادس والثلاثون

حتى اقتل بسمة تمردك
حتى اقتل بسمة تمردك

رواية حتى اقتل بسمة تمردك الحلقة السادسة والثلاثون

تجمد”خالد”بمكانه ، كما تسمرت نظراته المصوبة تجاه عيني”أمجد”الباسمتين في إضطراب بسيط ، و لكنه حرك رأسه قبل أن يسأله في هدوء مستنكرا:
-قلت ايه ؟؟
إزدرد”أمجد”ريقه في توتر قائلا و هو لا يزال محتفظا ببسمته:
-قلت ان يشرفني جدا جدا اني اطلب ايد عبير للجواز.
ثم إنتفض فجأة حين قفز”خالد”واقفا علي قدميه بعنف شديد جعل بعض الأشياء تسقط أرضا من فوق المكتب ، و تتحطم ، فيما جذبه”خالد”من ثيابه حتي أوقفه أمامه ، ثم راح يهزه في عنف و هو يزأر من بين أسنانه:
-انت جاي تستظرف و لا تصيع عليا بروح امك ؟؟
تفاجأ”أمجد”من رد الفعل الذي تلقاه ، فإتسعت حدقتيه في ذهول بالغ ، ثم قال و هو يحاول إزالة يدي”خالد”عنه:
-الزم حدودك يا استاذ و اتكلم بأدب ، انا داخل البيت من بابه زي ما بيقولوا ، يعني اتصرفت بأحترام ، انما حضرتك اللي بتتصرف دلوقتي بغير احترام ، و انا بصراحة مندهش و مش عارف ايه سبب انفعالك و رد فعلك العنيف ده !!
-انت هتستعبط عليا ؟؟
هتف”خالد”في عنف ، ثم تابع:
-جاي تطلب مني ايد مراتي و بتسألني ايه سبب انفعالي ؟ ده انا هدفنك هنا.
-مراتك !!
هتف”أمجد”مشدوها ، ثم تابع في إضطراب متلعثما:
-هي قالت انها اتطلقت ، و بعدين مراتك ! مراتك ازاي هو انت مش اخوها ؟؟
قطب”خالد”حاجبيه ، و صمت للحظات يستوعب ما قاله”أمجد”ثم عاد يسأله مزمجرا:
-هي قالت انها اتطلقت ؟؟
-ايوه.
أجابه”أمجد”في حزم و هو ينزع يديه عنه بقوة ، بينما صر”خالد”علي أسنانه في غضب كما إشتعلت عينيه كجمرتي نار و هو يتأمل الصورة التي أوضحها له ذلك الزائر الذي يقف أمامه …
******************************************************************************
كان الغلاف الأسود الفضي لتلك المجلة مبعث أرق”داليا”منذ صباح اليوم الماضي ، كما أصبحت كل تفاصيل الصورة المنشورة في الصفحة الثانية و الثلاثين محفورة في ذهنها ، و كانت مصممة أن تواجه”عز الدين”لدي عودته بشكوكها ، و لكن فجأة تحطمت إرادتها ، إذ تذكرت أنهما علي خلاف أساسا ، و ليس من الحكمة أن تضرم النار بينهما أكثر ، لن تكون النتائج صالحة إذا فعلت ..
لذا أخفت المجلة بخزانة ملابسها ، و حاولت أن تنسي الأمر مؤقتا ، بينما أكد لها إحساسها أنه ليس لديها مبرر أن تشك بـ”عز الدين”و أنها ستكون حمقاء إذا سمحت للشكوك أن تسمم حياتها و زواجها ، وإضافة إلي ذلك أن الأقاويل و الإشاعات عادة لا تحوي واحدا في المائة من الحقيقة ..
لكن رغم كل هذه المحاولات ، أحست بإن شيئا ما بدأ يذبل في العلاقة بينها و بين”عز الدين”كما أحست أيضا أن شبح”جومانة”بات شيء ملموس يجثم في طريقها ، و فجأة إنتابها الذعر بعد أن تراءت لها كل الإحتمالات السيئة فربما إستطاعت”جومانة”أن تسلبها زوجها و حياتها بأي وسيلة ..
شعرت”داليا”بوهن شديد ، و أغمضت عينيها بقوة متمنية أن يكون كل هذا كابوس مزعج و تستيقظ منه عما قريب ، فتتابع حياتها من جديد
أفاقت”داليا”من شرودها فجأة حين إنفتح باب الغرفة ، و دلفت”ياسمين”صائحة في مرح و هي تقترب من شقيقتها:
-ايه يا دودو ، وحشتيني.
ثم أضافت بعد أن جلست علي حافة الفراش إلي جانبها:
-مش باينة من امبارح يعني !ده انا قلت انك آاا..
و توقفت فجأة عندما لاحظلت تعبير وجه شقيقتها المتيبس غير المبتسم علي غير عادتها ، فإندفعت تسألها في هدوء:
-داليا ! ايه مالك ؟ في حاجة ؟؟
رمشت”داليا”في إضطراب ، ثم قضمت شفتيها الجافتين ، وبدت كمن يوشك أن ينخرط في البكاء ، فحدقت”ياسمين”بها تبحث عن تفسير ،و لكنها عجزت عن سبر أغوار تعابير وجهها ، فعادت تسألها في إلحاح:
-داليا ! مالك في ايه ؟؟
شل جليد الخوف”داليا”مجددا ، فتطلعت إلي شقيقتها ، و صمتت لثوان ، ثم إستجمعت قواها ، و راحت تفضي إليها بكل شيء …
*******************************************************************************
طوال الطريق إلي القصر ، قاد”خالد”سيارته بسرعة جنونية حتي وصل بعد ما كاد يفعل أكثر من حادث ..
أنفتحت إليه الأبواب سريعا تحت تآثير بوق سيارته المرتفع و المستمر ، فإندفع إلي الداخل ، و صف السيارة بساحة القصر في عشوائية ، ثم ترجل راكضا صوب باب المنزل ، و ضغط زر الجرس في عصبية ، و ما هي إلا لحظات و إنفتح الباب ، لتظهر”فاطمة”من خلفه بوجه مذعور ، بينما تخطاها”خالد”مندفعا نحو الدرج ، قاصدا غرفة”عبير” …
وصل أمام الغرفة ، و دفع الباب بعنف ، أنتفضت”عبير”التي كانت تقف أمام خزانتها علي آثره ، بدت و كأنها عادت للتو من الخارج ، فيما تقدم”خالد”نحوها بخطي واسعة ، غاضبة حتي وصل إليها ، فأطبق يديه علي كتفيها النحيلتين بقوة ، ثم صاح بنبرة مرتفعة ، و قد إشتعل صوته بعنف حارق:
-بعتالي واحد يطلب ايدك مني ؟ بقي انا طلقتك ؟؟
تطلعت إليه في خوف من فرط عصبيته ، لم تتوقع أنه سوف يصل إلي تلك الدرجة ، بينما تابع في عنف و هو يهزها بلا رحمة:
-انتي ايه ؟ ما تعلمتيش حاجة من اللي حصلك ؟ معقول ! ماتغيرتيش ؟ لسا زي ما انتي ؟؟
جفلت”عبير”مضطربة ، ثم خرج صوتها خائفا مبحوحا:
-انت .. انت بتقول ايه يا خالد انا مـ ..
-انتي تخرسي خالص.
قاطعها بقوة ، ثم تابع يقول غاضبا:
-شكلي كنت غلطان لما صدقت انك فعلا اتغيرتي و اتعلمتي من اللي حصلك.
ثم أضاف في مرارة ساخرة:
-لما سبتيلي البيت و رجعتي تعيشي هنا ، كنت انا بندم كل يوم اني فضلت بعيد عنك لحد ما خليتك توصلي لكده و تسيبيني ، كنت ناوي اجي لحد عندك اعتذرلك و اترجاكي كمان عشان ترجعي معايا البيت ، بس اللي حصل بقي اني اتفاجئت ، اتفاجئت انهاردة لما اكتشفت انك لسا زي ما انتي ماتغيرتيش ، و كنتي طول الوقت ده بتمثلي عليا .. كنتي ساكتة عليا بس عشان توصلي لكل ده و تخلصي مني بإرادتي و تبقي انتي الضحية في الاخر.
حديثه أوجعها أكثر مما أوجعتها أصابعه المنغرزة في كتفيها ، فكادت تتكلم لتدافع عن نفسها أو تعزز موقفها ، و لكن أسرع هو قائلا:
-للاسف يا عبير صدقتك .. و بجد انتي ماتستحقيش ابدا الحب اللي كنت شايهولك في قلبي طول السنين اللي فاتت دي كلها ، ماتستحقيش صبري عليكي من و انتي لسا بنت صغيرة ، ربيتك علي ايدي و استنيتك كتير لحد ما كبرتي ، و في الاخر تكون دي مكافأتي !!
أحسها تجفل داخليا كما لو أنه صفعها بكفه ، لكنه لم يآبه لأحاسيسها المنجرحة ، بل سدد إليها ضربة قاسية أخري طعنت قلبها:
-انا فعلا ندمان اني حبيتك.
ثم إحتد صوته ، و إكتسب نبرة حقد مكثفة و هو يتابع:
– بس ايا كان اللي حصل .. انتي بردو ليا انا وبس ، مستحيل اسمح لحد ياخدك مني تاني ، المرة دي هتبقي ليا لوحدي يا عبير.
ثم قبض علي رسغها ، وجرها خلفه في عنف متجها صوب باب الغرفة ، بينما لم تدرك ما يحدث إلا عندما رأته يتجه بها نحو الدرج ، فناضلت من أجل إبعاده عنها دون جدوي ، فصرخت به:
-سيبني يا خالد .. هتوديني فين ؟ بقولك سيبني .. سيبني.
لم يبالي بصراخها ، و لكنه إلتفت إليها و طوق خصرها النحيل بإحدي ذراعيه ، ثم رفعها عن الأرض ، وهبط بها الدرج في خفة مسرعا ، بينما راح يعلو صوت صياحها و نواحها و هي تهتف مستغيثة بإسم شقيقها:
– يا عمـــــــــــر ، يا عمــــــــر ، يا عمـــــــر.
****************************************************************************
علي الطرف الأخر ..
فرغت”داليا”من حديثها ، فبدت اللحظات دهرا ، و”ياسمين”تحدق في عبس بوجه شقيقتها المليء بالتعاسة ، و أخيرا إستطاعت بشق النفس أن تقول:
-انتي اتأكدتي من الكلام ده ؟؟
هزت”داليا”رأسها نفيا و هي تحدق أمامها في اللاشيء ، فصاحت”ياسمين”في جمود قائلة:
-يبقي تتصلي بيه دلوقتي حالا و تتأكدي.
رمقتها”داليا”في إستنكار متخاذل ، ثم قالت:
-ما بيردش عليا.
-يعني ايه ما بيردش عليكي ؟؟
هتفتف”ياسمين”في عصبية بالغة ، و لكنها سيطرت علي إنفعالها ،و غضبها حيث تنفست بعمق ، ثم عادت تقول بنبرة أقل حدة:
-طب خلاص .. لما يرجع تبقي تواجيه بالكلام ده و تشوفي هيقولك ايه.
قطبت”داليا”حاجبيها ، ثم قالت واهنة:
-مش هاينفع اعمل كده يا ياسمين علي الاقل دلوقتي ، احنا لسا بينا مشاكل من ساعة ما جبناله امه لحد هنا.
تنهدت”ياسمين”مغتاظة من رد فعل شقيقتها ، بينما سمعا صوت صراخ يزداد إرتفاعا آت من الخارج … :
-ايه الصوت ده ؟؟
هتفت”داليا”في تساؤل ، ثم هبت واقفة ، و إتجهت نحو باب الغرفة لتستكشف الأمر بنفسها ، فتبعتها”ياسممين”عابسة … :
-في ايه يا فاطمة ؟ ايه اللي بيحصل هنا ؟؟
قالت”داليا”ذلك متسائلة و هي تقف مستندة إلي درابزين الدرج بالطابق العلوي ، فرفعت”فاطمة”رأسها عاليا ، و أجابتها:
-ده خالد بيه ، جه اخد الست عبير و مشي.
-اخد عبير و مشي !!
رددت”داليا”مقطبة ، ثم عادت تسألها:
-طب مين اللي كان بيصرخ ؟؟
– الست عبير هي اللي كانت بتصرخ.
-كانت بتصرخ ليه ؟؟
هزت الفتاة كتفيها قائلة:
-ماعرفش.
بينما تبادلت”داليا”نظرات التساؤل و الإستغراب هي و شقيقتها …
**************************************************************************
عندما وصلا إلي المنزل ، حملها بين ذراعيه ، و توجه بها نحو الدرج ، بينما لم تكف عن مقاومته بشراسة محاولة الفكاك منه ، و لكن كل محاولاتها باءت بالفشل ، إذ كان مصمما علي موقفه مهما كلف الأمر ..
فيما كانت يداه تحرقان جسدها ، كما كان وجهه صارم للغاية و هو يصعد بها درجات السلم المؤدي إلي الطابق العلوي حيث توجد الغرف
لم يتجه بها إلي غرفتها هذه المرة ، بل توجه نحو غرفته هو ، فجف حلقها و راحت ترتجف في كل أنحاء جسدها ، و من دون أن يلفظ كلمة ، دخل إلي الغرفة ، و أغلق الباب خلفهما بركلة من قدمه ، ثم وضع”عبير”علي قدميها أمامه في هدوء ..
فتخلصت هي من ذراعيه في عصبية بالغة ، ثم إشتبك نظرها بنظره ، و إلتقت عيناه السوداوان كقعر بئر ، بعينيها الرماديتين المذعورتين ، فيما إنفرج ثغره بإبتسامة ساخرة لدي رؤيته نظرات الرعب تتقافز من عينيها ، و أخيرا نطق فقال في جمود خبيث:
-و اخيرا .. بقينا لوحدنا.
ثم شرع في فك أزرار قميصه مؤكدا عزمه علي نيل ما يريد ، فإتسعت عينا”عبير”في توجس حذر عندما رأته عاري الصدر بعد ما نزع قميصه و ألقاه بإهمال علي الفراش ، فيما تابع في تهكم متسائلا:
-مالك يا عبير ؟ خايفة من ايه ؟؟
-انت عايز ايه يا خالد ؟؟
سألته في إرتياب ، فأجابها بنظرة ثاقبة ، و لهجة مصممة:
– عايزك انتي يا عبير.
و في عنف ، جذبها إلي صدره ، و شدد ذراعيه حولها ، فلم تكن قادرة علي التخلص من قبضته الفولاذية ، بينما راح يعانقها بقوة شديدة و كأنه يريد إهانتها ، لم تستسلم”عبير”إليه ، بل ظلت تغالبه و هي تتمتم بعبارات الرفض ، فأبعد”خالد”وجهه عنها قليلا كي يواجهها ، ثم سألها ساخرا ، بينما لا زالت مسجونة بين ذراعيه:
-ليه الخوف ده كله يا عبير ؟ اظن الحكاية مش جديدة عليكي ، خايفة كده ليه ؟ دي مش اول مرة بالنسبة لك يعني.
إرتسم علي وجهها وشاح مرير أعتم قلبها ، فقد أصاب منها وترا حساسا للغاية ، و أحيا جروحا كان قد إلتئمت ..
فتشنجت عضلاتها ، كما راحت تتخبط بين ذراعيه طالبة إطلاق سراحها ، فأفلتها”خالد”فجأة و معالم الإزدراء تكسو وجهه ، بينما صوبت نظرها تجاه باب الغرفة ، فحذر رغبتها في الهرب ، و قبل أن تخطو خطوة واحدة ، قبض علي رسغها بقوة ، و في اللحظة التالية كانت تتآرجح بدوامة غريبة ، إذ شعرت بسحابة فستانها الربيعي تنسحب ، عندما أمسك”خالد”بالقماش الناعم و مزقه علي طوله ، ثم ألقاه أرضا في إشمئزاز ، ثم راح يجردها من باقي ملابسها ..
كانت”عبير”مصدومة من هذا العنف الرهيب ، حتي أنها لم تحاول إخفاء عريها ، لم تقدر علي أكثر من إصدار صرخة مخنوقة ، فيما أطبقتا يدا”خالد”علي كتفيها العاريتين كمخالب حيوان مفترس ، ثم قال بلهجة قاتمة حازمة ، و نظرة تملك في عينيه:
-هتكوني ليا المرة دي يا عبير مش لحد غيري ، مهما عملتي هتكوني ليا و بالطريقة اللي انا عايزها.
ثم دني بوجهه من وجهها ، و إلتهم شفتيها بوحشية …
و بالفعل ، كانت له هذه المرة كما قال ، دون مقاومة أو رفض من قبلها ، إنتزع منها ما لم يكن من الممكن أن تمنحه إياه برضاها ، كما إعتبرها مجرد آلة لآشباع رغباته !
و الأن ، و بعد أن إنتهي منها ، لم تشعر بإنسحابه ، فقط ظلت ممدة علي الفراش في صمت ،دون حركة ، كأنها تمثال من مرمر ، فقد عراها روحا و جسدا ، و لم تتخيل أن الأمر سيصل بها إلي تلك الحالة ..
أغمضت عينيها بقوة محاولة الهرب من واقعها المرير ، بينما كانت دموعها تنساب غزيرة في منتهي الهدوء …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حتى اقتل بسمة تمردك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى