رواية حبيبي أعمى الفصل الأول 1 بقلم وردة رضا
رواية حبيبي أعمى الجزء الأول
رواية حبيبي أعمى البارت الأول
رواية حبيبي أعمى الحلقة الأولى
– اتجوز أعمى؟!
– عيب يا تسنيم إللى بتقوليه دا وبعدين ماله الأعمى يابنتى أحسن بكتير من الناس إللى بتشوف
“أردفت بغضب وصوتآ عالى”
– ماليش دعوه ،أنا اتجوز ليه واحد أعمى وأنا ممكن أتجوز واحد بيشوف ،أنا عايزه أخرج واتبسط وأسافر مش اخد واحد يقعدني جمبه واشتغل خدامه ليه
– لا حول ولا قول الا بالله يابنتى هى خلاص الست
لما تخدم جوزها تبقى خدامه
“قاطعتها بسخريه”
– بس دا لما يكون بيشوف مش أعمى
“بصتلها والدتها بقرف وقالت بعصبيه”
– أخص عليكى وعلى تربيتك هى دى أخرتها بتسخرى من الابتلاء ،هو يعنى كان أختار انه يبقى مبيشوفش ما هى كانت حادثه وعلى يدك وهى إللى خليته فقد بصره دا كان ياحبه قلبى كله روح وطاقه بس لولا إللى حصله اتشقلب حاله دا بدل ما تقفى جمبه عايزه تسبيه يابنتى
“تجاهلت حديث والدتها وهى بتقول بملل”
– أنا قولت إللى عندى أنا مش هتجوزه والحمدلله أوى ان محصلش اى حاجه ويادوب كانت قرايه فاتحه يعنى ولا خطوبه ولا جوازه اتقيد بيها طول العمر،أنا مش هورط نفسى فى جوازه عشان يتقال عليا بنت الأصول
– انتى لا يمكن تكونى بنتى ،أستحاله بنتى تكون بالجحود دا ….”قاطعتها بسخريه”
– هو اساسآ لو عنده دم مكانش طلب انه يتجوزنى بعد إللى حصله ،كان المفروض يتكسف على دمه ويخلى فى عينه حصوه ملح ويدور على واحده شبهه
“قاطعتها والدتها بغضب”
– بس كفايه مش عايزه أسمع منك ولا كلمه انتى ازاى بالقسوه دى أومال لو مكونتيش بتحبيه كنت قولتى ايه؟!
– الحب مبقاش مهم وبصراحه ميسواش عندى حاجه وبالذات وهو بنى أدم عاجز ،أنا لما حبيته كان دكتور وناجح وشكله شيك وراجل بتبهى بيه
“أردفت والدتها بعدم بهدوء ”
– يابنتى استهدى بالله وفكرى دا أدهم حب عمرك
– كان لكن دلوقتى لا وياريت تقفلي على الموضوع دا ياماما عشان جوازى منه أمر مرفوض ومنتهى
” كان واقف ورا الباب بيسمع كلامها ودموعه على خده ولما حس بخطوات رجليها بعد بسرعه عن الباب وهو بيدخل أوضته وبعدها خد المفاتيح بتاعت البيت ونزل بسرعه الشارع ،مكانش عارف يروح فين ولا يعمل ايه خصوصآ انها أول مره ينزل لوحده من ساعه الحادثه
وقبل ما يخطى اى خطوه سمع صوت كلاكسات العربيات وكان خايف بس فجأه حس بأيد بتتلف حوالين ايده وبتسنده وقبل ما يسأل عن صاحب
الأيد كان بيسمع صوتها الهادى وهى بتقول بحنان”
– أنا يقين يا أدهم
– وايه إللى نزلك ورايا؟!
– شوفتك وانت نازل ومحبتش اسيبك لوحدك
– قصدك خوفتى يحصلى حاجه عشان عاجز
– انت مش عاجز يا أدهم
– لا عاجز يايقين أنا خلاص بقيت عاجز وحمل تقيل على الكل سواء انتى او خالتى وحتى تسنيم
– انت عمرك ما كنت تقيل ولا عمرك هتكون يا أدهم
وبعدين كلام ايه دا بقى يعنى أنا نازله متسحبه من ورا ماما عشان نخرج سوا وفى الاخر موقفنا نتكلم هنا
جرا ايه يا دكتور هنفضل واقفين هنا كتير ولا هتاخدنى وتأكلنى آيس كريم بس على حسابك وياريت قبلها كشرى اصلى بصراحه كده أنا ناويه اكلفك كتير فى الخروجه دى لو عندك مانع قولى من أولها”
” أردف بسخريه”
– ناويه تكلفينى قد ايه؟؟
-مش كتير حاسبه ٢٠٠ جنيه ،ها معاك فلوس ولا هنغسل أطباق المحل فى الاخر؟؟
– معايا يا أختى معايا كفايه هتفضحينا
“أردفت بغرور”
-ما أنا قولت الكلام دا من ألاول بس انت إللى مسمعتش كان لأزم يعنى اقول الكلمتين دول عشان تجيب ورا
– والأستاذة عايزه تروح فين؟؟
“قالت بسرعه”
– محل ابو طارق
– يلا بينا على كشرى ابو طارق
“داخل المطعم كانت قاعده قدامه بعد ما طلبوا الأكل وبعد شويه جه العامل وحط الأطباق قدامهم فبدأت يقين تحط الشطه والخل وهى بتدوق أول معلقه من الطبق بأستمتاع فبصت لأدهم عشان تلاقيه مبيأكلش وسايب الطبق قدامه ففهمت انه مكسوف يبهدل نفسه قدام الناس فسابت طبقها وقربت تقعد جمبه وخدت أول معلقه من طبقه وهى بتقوله بحنان”
– أفتح بوقك
– انتى هتعملى ايه يايقين؟!
– أفتح بوقك بس ….”قاطعها بتوتر”
– الناس هتتفرج علينا يايقين وبعدين أنا مش عيل صغير
– سيبك من كلام الناس احنا مالنا ومالهم وبعدين ياسيدى اعتبرنى انى مراتك وبأكلك ومفهاش حاجه لما ست تأكل جوزها ….”أردفت بها ببساطه”
– مش عايز اكل يايقين
– لو ماكلتش يبقى أنا كمان مش هأكل
“فتح بوقه بحرج وهى بدأت تأكله وكل ما يبصلهم حد تبتسم وتقول جوزى فمنهم كان إللى بيبتسم ومنهم إللى بيبصلهم بتعجب وهو كل مايسمعها بتقول جوزى كان بيضحك بغلب فلاحظت يقين ضحكته فضحكت هى كمان”
– مبسوط أوى انت ها بس ايه رأيك زوجه مطيعه وانفع مش كده؟؟
– تنفعى أوى بأماره الرز المحروق
– انت لسه فاكر ما خلاص مبقاش محروقه
– لا ياشيخه؟!
– اه والله ما محسوبتك بقيت طباخه شاطره ما انتى عارف أمى خايفه جوزى يرمينى فى وشها من تانى يوم
” ضحك أدهم بصوت عالى على حديثها وهو بيقول بتأكيد”
– خالتى برضو أكلها لا يعلى عليه
– فى دى معاك حق
– انتى مبتأكليش ليه؟!
– ادينى بأكل
“نهت كلامها وهى بتاخد معلقه من طبقه لتصرخ بعدها وهى بتاخد ازازه المياه وبتشربها على بوق واحد”
– دا شطه أوى، انت ليه مقولتليش انه شطه؟!
– يمكن عشان بحب الشطه
– بس أنا مبحبهاش
– يابنتى وانتى ايه إللى أكلك من طبقى بس؟!
– حبيت أعمل زى ما كنا صغيرين كنت بحب أكل من طبقك ،فاكر لما كنت بعمل كده وانت مكونتش بتحب حد يأكل من طبقك وكنت بتقعد تزعقلى مع انك كنت بتسيب تسنيم تأكل من طبقك عادى ….”سكتت وهى بتعض على شفايفها بعد ما استوعبت إللى قالته اما هو ظهر على وشه ابتسامه حزينه والحزن بان فى عينه وأفتكر كل كلامها”
– اما دى بجاحه بصحيح!!
– فى ايه؟!
– البت إللى قدامنا نازله تسبيل ليك مع انها عارفه انى مراتك والله أقوم اجيبها من شعرها قليله الأدب دى
“أمسك يديها سريعآ وهو يجلسها بجانبه”
– اقعدى هنا رايحه فين هى ناقصه فضايح
– ما هو كله من عينك الزرقا دى ياعم
– ما هى متعرفش الا فيها ما لو كانت تعرف مكانتش بصت البصه إللى انتى شيفاها دى
– حد يبقى عنده العيون الزرقا دى ويقول كده؟! دا أنا لو منك اتغر فى نفسى
– وايه فايده العيون الملونه يا يقين طالما مش هقدر أشوف بيها؟؟
– وحد الله ياتميم دا قدر ومكتوب وخليك فاكر ان
وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ودا ابتلاء وربنا بيبتلى العبد المؤمن وانت مؤمن يا أدهم ولأزم ترضى باللى مكتوبلك فعسى ان تكرهوا شيئآ وهو خيرآ لكم وعسى ان تحبوا شيئآ وهو شرآ لكم ايآ كان دا قدر ومكتوب فتعايش وأحتسب دا عند ربنا
– ونعمه بالله “أردف بها بحزن”
– البت دى مش ناويه تجيبها لبر النهارده،ما تخبى عينك دى ياعم ،وبعدين أنا نفسى أعرف هى العيله دى كلها ورثت العيون الملونه وجت عند قرمط الغلبان ومورثش حاجه خالص ،تصدق أنا ساعات بحس ان الممرضه بدلتنى مع بنت تانيه ما مش معقول أكون من العيله
” أبتسم على حديثها وقال بتساؤل”
– يخرب عقلك يايقين انتى للدرجادى بتحبى العيون الملونه؟؟
– ومش اى عيون دى العيون الزرقا بس
– طيب ما تقولى انك بتحبى عيونى أسهل
– شاطر وبتفهم
“أردف بعد تصديق”
– يابت دا انا سايبك مبتتكلميش كلمتين على بعض ازاى بقيتى كده؟!
– كنت أيامها عيله بقى اما دلوقتى أنا انسه
– طيب يلا يا أنسه ندفع الحساب وبعدين نروح نجيب ألايس كريم “خارج المحل كانت تقف منتظره أدهم وأثناء ذلك لمحت راجل يحمل العديد من البلالين فى يديه وأول ما شافت أدهم صرخت بفرحه”
– الله بلالين يا أدهم لو سمحت هاتلى
– واخد بنت أختى معايا؟!
– أخلص بقى يا أدهم متبقاش غلس
– أمرى لله ،لو سمحت هات البلالين ….”قاطعته بفرحه طفله”
– عايزاهم الحمر
– هاتلها الحمر
“تناولت البلالين من يديه بسعاده وهى تنظر لهم بفرحه”
– شكرآ يا أدهم دى أول حاجه تجبيهالى من وقت ما كنا أطفال ،أنت متتصورش أنا فرحانه ازاى بالبلالين دول
“أبتسم على كلماتها وقال بصوت هادى ”
– الانسه يقين عايزه حاجه تانى؟؟
– آيس كريم يا دكتور ولا عايزه تسهينى بالبلالين
– اسهيكى؟! طيب يلا يا أختى قال اسهيكى
” وأمام بائع الايس كريم كان يقف كلاهما فسألها أدهم”
– عايزاه بطعم ايه؟؟
– الفراوله والفانيليا
– ادينى واحده بالفراولة الفانيليا
– وانت مش هتجيب؟!
– مبحبوش “أردف بها بكذب”
-الأيس كريم يا أستاذ
” ابتلع ريقه بتوتر وقبل أن يمد يديه كانت يد يقين تسبقه وهى تقول بشكر ”
– شكرآ ياعمو
“وبعدها اخذت يد أدهم فكانت تسير بجانبه وهى تضع يديها فى يديه وبتدندن أحدى الأغانى إللى بتحبها فقطع غناءها وهو يسألها بتعجب ”
– من أمتى بتحبى فيروز؟!
– من سنه كده بالظبط ابتديت أحبها
– انتى عارفه انى أنا كمان بحب فيروز
– عارفه
– عرفتى ازاى؟!
– من أغانيها إللى بتشيرها على صفحتك
– انتى عندى على الصفحه أول مره أعرف؟؟
– أنت كمان مش عارف انى عندك على الفيس ،دا عيبه والله فى حقى وأنا إللى طول اليوم بحطلك ريأكتات
طيب والله خساره فيك
– تشكرى ياستى والله ما عارف من غير ريأكتاتك كنت هعمل ايه ….
– أنا قولت كده برضو ،طعم الأيس كريم دا حلو أوى تاخد تدوق “حرك رأسه برفص”
– عشان خاطرى خد دوق هيعجبك انت بتحب الفراوله
“مستنتش رده وحطتها قدام شفايفه فأخد حته وهو بيفتكر ذكريات الطفوله لما كانت دايمآ بتعمل معاه نفس الحركه دى وبعد وقت ليس بالكثير فتحت يقين الباب ودخلت ومعاها أدهك وشافت والدتها قاعده مستنياها فى الصاله وأول ما شافت بنتها قالت بعتاب ”
– بقى كده يايقين تنزلى من غير ما تقوليلى وتخلينى أقلق عليكى ….”قاطعها أدهم بهدوء”
– معلش ياخالتى هى كانت معايا وأنا نسيت أتصل بيكى وأقولك حقك عليا
– ولا يهمك ياحبيبى طالما هى كانت معاك فأنا مطمنه
– والله ياماما بقى كده ،يعنى لو لوحدى انتى مش هتطمنى عليا؟! “أجابتها سماح بسخريه”
– أكيد لا يا أختى وهو انتى وش اطمئنان
– بقى كده وبتقوليها كمان قدام أبن أختك ماشى ياست الكل أنا داخله أوضتى بس لينا كلام مع بعض ياجميل
“ضربت سماح يديها ببعض وهى بتقول بعدم تصديق”
– بص البت الغلباويه بتقول ايه!!
– معلش يا خالتى دى يقين بقى هتعملى ايه
– سمعاك على فكره
– ادخلى ياجزمه أوضتك ذكريلك كلمتين ينفعوكى
– مبعرفش أذاكر على معده فاضيه وبالذات لو جعانه
” فتح أدهم فمه بصدمه وهو يبتسم بسخريه ليستمع إلى صوت خالته تقول بحنان ”
– أدخل اوضتك أنت ياحبيبى على بال ما أحضرلك العشا
– أستنى ياخالتى أنا عايز أتكلم معاكى فى موضوع
– قول ياحبيبى سمعاك فى ايه ؟!
– أنا عاوز أرجع شقتى فبستأذنك بكره ان شاء الله هنقل حاجتى وهمشى من هنا واروح بيتى ….”قاطعته بزعل”
-أخص عليك يا أدهم وبيتى وبيتك ايه يابنى مش واحد
– حقك عليا ياخالتى والله ما أقصد أنا بس وحشنى البيت وبرضو كفايه لحد كده أنا تقلت عليكى أوى
“أردفت بحب حقيقى”
– دا انت ابنى وهو فيه أبن بيكون تقيل على أمه؟!
– عارف والله ياخالتى دا كفايه انك كنتى جمبى فى أصعب وقت ومسبتنيش واهتمتى بيا وشيلتى كتير بسببى بس عشان خاطرى سبينى ارجع شقتى أنا كده هرتاح أكتر ….”قاطعته خالته بشك”
– انت سمعت كلامى مع تسنيم صح؟؟
– لا ….”حرك رأسه بتوتر هو ينفى حديثها”
– طول عمرك مبتعرفش تكذب يا أدهم
-يا خالتى أنا مش زعلان من كلامها هى معاها حق ومن حقها تتجوز واحد بيشوف وتبقى سعيده فى حياتها
– كسر حقها من أمتى كان ليها رأى وهى هتلاقى زيك فين يا أدهم حقك عليا يابنى على الكلام إللى سمعته منها ،هى تسنيم كده هبله ومبتعرفش هى بتقول ايه
“مسك ايديها وهو بيقول بأبتسامه مزيفه”
– أنا مش زعلان يا خالتى والجواز مش بالعافيه
– وهى تطول تاخد واحد زيك أدب وتعليم وابنى إللى مخلفتوش بس بكره بأذن الله ربنا يرزقك باللي أحسن منها مع انى هزعل لو خدت من بره ما أنا مش هيهون عليا أبنى يبعد عنى بس أقول ايه بنتى مش وش نعمه
“قبل يديها وهو بيقول بحب”
– ما عاشت ولا كانت إللى تبعدنى عنك ياخالتى
– تسلملي ياحبيبى ويخليك ليا
” احس بصوت أقدام قادمه يعرفها جيدآ فاوجعه قلبه وهو يقول بحزن يحاول الهرب من المكان سريعآ”
– طيب أنا داخل أوضتى تصبحى على خير ياخالتى
– وانت من أهل الخير ياحبيبى
” وفى وقت متأخر من الليل فتح باب غرفته ودخل المطبخ عشان يدور على الأشياء إللى هيعمل بيها القهوه وبعد ما لقاها حاول يقيد البوتاجاز أكتر من مره بس كل مره النار كانت بتلسعه ،وفى نفس الوقت صحيت يقين إللى كانت ماره من الصاله عشان تدخل الحمام وفجأه حست بحركه فى المطبخ فدخلت تشوف فى ايه شافت أدهم اللى متوتر وقريب من النار لدرجه ان ايد التيشيرت بتاعه كان على لحظه وهيتحرق ،فجريت عليه بسرعه وهى بتبعده ”
– حاسب أيدك هتتلسع
– مخدتش بالى
– قولى عايز تعمل ايه وأنا اعملهولك؟؟
– كنت بحاول أعمل قهوه بس فشلت كالعاده
– روح انت أقعد بره وأنا هعملها واجيبهالك
– مالوش لازوم تتعبي نفسك
– أدهم أطلع بره
“خرج من المطبخ ودخل البلكونه عشان يسرح بعدها فى الذكريات والماضى اللى قلب حاله وحياته وكل دا كان فى شهر بس ،بقى بنى أدم مختلف دايمآ ساكت وزعلان”
– القهوه وساده زى ما بتحبها
“فاق من تفكيره على صوت الصينيه إللى اتحطت على التربيزه الصغيره الموجوده فى المكان فأتناول الكوبايه بين ايديه وشرب أول بوق وقال بعدها بأبتسامه”
– طعمها حلو تسلم أيدك
– بالهنا والشفا
– أنت ايه إللى مسهرك لغايه دلوقتى؟!
– مبعرفش أنام بليل
– ودا ليه؟!
– عشان اتعودت وبما ان الشيفتات بتاعتى كانت بليل فبقيت أنام النهار وأسهر الليل ….”استكملت بتعجب”
– بس دا تعب عليك
– كان تعب بس زى ما انتى شايفه خلاص مبقاش فى شغل ولا غيره بس للأسف مش هعرف أغير العاده دا فيا
“زعلت يقين على حاله ونظره الحزن إللى باينه فى عينيه وعشان هى أكتر واحده عارفه هو قد ايه كان متعلق بشغله وزى ما خسر بصره هو خسر شغله كمان”
– ايه رأيك بما ان البيت كله نايم أعملك اندومى معايا
– اندومى؟! “أردف بها بتعجب”
– انت متعرفش الاندومى ؟!
– لا
– دا انت فايتك كتير أوى بقى فيه حد ميعرفش الاندومى؟!
– أنا ،وبعدين ايه الاندومى دا إللى وجعتى دماغى بيه؟!
– لا ما دا ميتشرحش بالكلام دا يتأكل ألاول ويتأكل حالآ
“نهت كلامها وهى بتجرى على أوضتها وبعدها المطبخ بعد ما خدت كيسين اندومى عشان تعملهم وبعد دقايق كانت واخده طبقين وداخله البلكونه وهى بتقول بفرحه”
– وأدى الاندومى لأحلى ابن خاله
– اممممم ريحته حلوه
-ولسه لما تدوق ،يلا كل قبل ما يبرد وقولى رأيك
“مسك الطبق بين ايديه وقربه من بوقه وداق أول معلقه”
– مش سئ بس برضو مش حلو
– أنا عن نفسى دا أكلتى المفضله بس بعد نص الليل والبيت كله نايم أصل خالتك من عدوين الأندومي ومانعه دخوله البيت فبضطر أجيبه بالسر والا هبقى
فى خبر كان لو شافتنى بأكله ،انت بقى بتحب ايه؟!
” ترك الطبق من ايديه وهو بيقول بتلذذ”
– قولتيلى بحب ايه؟؟ أنا بقى ياستى عن نفسى بحب الحمام ،المحشى،كوارع،صينيه مسقعه باللحمه،حله فته
باللحمه،طاجن باميه،طبق ملوخيه مش تقوليلى أندومى
– راجل تقليدى يعنى؟؟
– إللى انتى متعرفوش اننا الرجاله كلنا بنحب ألاكل دا
– أعمله كوارع فى حاله واحده بس
– وايه هى الحاله دى؟!
“ابتسمت وقالت وهى بتبص للسماء”
– أكون بحبه وساعتها لو طلب عينيا هديهله مش لو طلب كوارع ….”قاطعها بتساؤل”
– وحتى لو كان أعمى هتحبيه وهتعمليله برضو إللى عايزه؟؟
“عادت بنظرها إليه وهى تقول بتعجب من سؤاله”
– مش نظرهه إللى هيمنعنى انى أعمل واجباتى كزوجة
فيه حاجات أهم ممكن أدور عليها فى شريك حياتى وصعب الاقيها فى كل الرجاله زى الحنيه والاهتمام دول حاجات اهم عندى ما انى اقعد ادور على بنى أدم كامل
” صمت مطاولآ وهو يتمنى داخله لو كانت تسنيم مثل يقين بهذا التفهم ولو اختارته بدلآ من رفضها بسبب شئ هو لم يختاره فلم يكن بأيده ان يحصله حادث ويفقد عينه ويبقى طوال حياته شخص أعمى ”
– سرحت فى ايه؟!
– ولا حاجه ،أنا قايم أنام بقى تصبحى على خير
– وأنت من أهل الخير
” وفى صباح يوم جديد صحى أدهم عشان يدور على خالته بس مالقاش موجوده بس سمع صوت يقين”
– ماما نزلت السوق
– طيب متعرفيش هترجع أمتى؟!
– بصراحه معرفش بس هى مش هتتأخر ،كنت عايز حاجه؟؟
– ممكن تساعدينى أحضر شنطتى “قاطعته سريعآ”
– ليه؟! هو انت ماشى وهتسيبا؟!
– اه خلاص أظن كفايه أوى المده الطويله إللى قعدتها معاكم ….”استكملت بتعجب”
– وليه مستعجل ما تخليك قاعد هنا أحنا اتعودنا على وجودك
– ما أنا مش هسيبكم وهمشى خالص ،أنا هفصل أجى وازوركم وانتوا هتيجوا تزورنى “قال الاخيره بحزن”
– طيب أنا هدخل أحضرلك شنطتك ،عايز اى حاجه تانى؟؟
– شكرآ ،معلش هتعبك معايا يا يقين
– تعبك راحه
“نهت كلامها ودخلت أوضته إللى بالأصل كانت اوضتها وبدأت بترتيب الهدوم وتطيبقها وبعد كده حطتها فى الشنطه ولما خلصت هدومه حطت باقى حاجته من برفاناته وكتبه فى الشنطه وقفلتها وحطتها على السرير
وطلعت الصاله لقت والدتها رجعت من بره وقاعده مع أدهم بتعاتبه”
– برضو ياأدهم هتمشى؟؟
– معلش ياخالتى أنا لأزم أمشى بس أوعدك مش هغيب عليكى وهجى دايمآ ازورك يعنى مش هسيبك
“قالت عفاف بحزن ”
– ومين هيبقى معاك انت عايش لوحدك ولو عوزت اى حاجه مين هيساعدك؟!
– هجيب حد يساعدنى فى البيت متقلقيش عليا
– وأنا ميرصنيش دا وعشان كده أنا عندى حل
– حل ايه ياخالتى؟!
“انتبهت سماح إلى ابنتها التى تقف بالقرب منهم تستمع إلى حديثهم فأردفت بصوتآ عالى”
– بت يايقين واقفه عندك كده ليه؟! أنتى واقفه تتسمعى على كلامنا يابت؟!
– والله ابدآ ياماما دا انا كنت جايه اقولك حاجه لقيتكوا بتتكلموا قولت استناكى تخلصى كلامك
” أردفت والدتها بهدوء وهى بتشير ناحيه باب أوضتها”
– طيب ادخلى يا أختى أوضتك عايزه اتكلم مع ابن خالتك فى كلمتين لوحدينا
“امأت يقين برأسها ودخلت ألاوضه وعشان سماح عارفه بنتها وحركاتها خدت أدهم ودخلت أوضتها”
– خير ياخالتى عيزانى فى ايه؟! وليه دخلنا ألاوضه
– ايه رأيك تتجوز يقين يا أدهم؟؟
” تراجع أدهم إلى الخلف بصدمه وهو مش مصدق إللى بيسمعه ولا قادر يرد بأى حرف فتابعت سماح وهى بتقول بهدوء ”
– أنا عارفه يابنى انك بتحب تسنيم بس الحب مش كل حاجه واه صحيح يقين أنت مش بتحبها بس مع العشره هتحبها ويقين والله طيبه وغلبانه وأنا مش بقولك كده عشان هى بنتى بس هى فعلآ كويسه ،دا كفايه حنيتها إللى قادره تحبب اى حد فيها وأنا واثقه انك هتحبها ولو مكانش دلوقتى هيبقى بعدين وفى ألاول والأخر أنا مش بجبرك على حاجه انت حر يابنى
” قلبه وجعه للحظه وهو سامع كلام خالته وحزن على حاله بس أتكلم وقال بهدوء”
– يقين صغيره يا خالتى وبكره يجيلها ألاحسن منى حرام لما تديها لواحد زيى ….”قاطعته خالته بغضب”
– واحد زيك ايه ياواد أخص عليك وانت تتعيب ما بلاش الكلام دا إللى يزعلني منك يا أدهم ،وبعدين دا يابختها إللى هتبقى من نصيبك وأنا قولتهالك وهقولهالك تانى انت ابنى ومستكره واحد زيك تاخده واحده غير بنتى الا بقى لو انت رافض يقين نفسها
“قال بسرعه وثصدق”
– يقين دى الف واحد يتمناها ياخالتى دا كفايه ادبها وتربيتها إللى مشوفتهمش فى حد ولو كان عليا فأنا موافق ياخالتى بس ياترى هى هتوافق وتقبل بيا؟؟
-طبعآ توافق ومتوافقش ليه؟! “قاطعها بهدوء”
– رأيها ياخالتى قبل اى حاجه لأزم اسمع موافقتها بنفسى من غير ما أحس انها مجبوره عليا
“قالت سماح بسعاده ”
– حالآ هدخل أكلمها وأخد رأيها ياحبيبى
– معلش يا خالتى أنا عايز أقف بره اسمعها هتقول ايه
– ياحبيبى خليك انت هنا مرتاح وانا متأكده انها هتوافق
– أنا حابب أسمع ردها بنفسى
– إللى تشوفه يابنى “نهت كلامها بدخولها لأوضه بناتها وأول ما شافتها يقين أستغربت توتورها فقالت بقلق”
– مالك ياماما هو فيه حاجه؟!
– ايه رأيك فى أدهم يايقين؟؟
– ايه السؤال الغريب دا ياماما؟!
– ردى على سؤالى وبلاش لف ودوران؟؟
-مع انى مستغربه السؤال بس هجاوبك ،أدهم حد كويس ومتعلم وجدع يعنى شخص جميل من كله
“بالخارج أبتسم أدهم على حديثها وهو يسمعهاتستكمل”
– بس عنده عيب واحد “وقع قلب أدهم وهو شاعر بالحزن عشان عارف ايه العيب إللى تقصده ”
– عيب ايه يابت؟!
– انه طيب أوى وطيبته دا ميستهلهاش الكل
“اتنفست والدتها براحه عشان كانت خايفه من تأثير كلام بنتها على أدهم إللى واقف بره وسامع كل حاجه”
– يعنى لو طلب أيدك للجواز توافقى عليه؟؟
“برقت يقين بصدمه وهى لا تستوعب حديث والدتها هل هى تمزح معها الآن ،فمن هذا الذى يريد الزواج بها هل قالت للتو أدهم ،هل يعقل هذا”
– مين دا إللى عايز يتجوزنى؟؟
– أدهم
– أدهم مين؟! “أردفت بها بتعجب”
– أدهم يا أختى أبن خالتك هو فيه كام أدهم!!
– هو إللى قالك كده؟!
“صمتت والدتها وهى مش عارفه تقولها ايه فكررت يقين سؤالها للمره التانيه”
– هو إللى طلب أيدى ياماما؟؟
– بصراحه يابنتى الكدب خيبه أنا إللى قولتله يتجوزك
“صاحت يقين بغضب فى والدتها”
– ليه كده ياماما؟! ايه إللى خلاكى عملتى كده؟!
اما فى الخارج كان يستمع لصراخها فكان يعلم انها بالطبع ستغضب عند معرفتها انه سيتزوج بها”
– بتزعقى ليه يابت انتى ما تتكلمى عدل؟!
– أومال عيزانى أعمل ايه؟! دا انتى أكتر واحده عارفه انه مبيحبنيش وانه بيحب تسنيم تقومى تقوليله اتجوز بنتى ما طبيعى مش هيرفضلك طلب وهيقبل يتجوزنى
“شعر بالألم من كلماتها فالبطبع ستظن انه قبل بها لأن
اى فتاه لن تقبل به وكان سوف يدخل إلى غرفتها لكنه سمعها تستكمل ”
– وطبعآ قبل يتجوزنى عشان ميزعلكيش،يعنى بسببك هتخليه يتجوز واحده هو مش عايزها وعايز غيرها ،ليه ياماما تحطيه قدام الأمر الواقع؟!
“اردفت والدتها بصوتآ عالى”
– جرا ايه يابت حد كان قالك ان الواد مش عايزك؟!
” تجمعت الدموع فى عينيها وهى بتقول بحزن”
– أنا سمرا ومش عينى ملونه اما هو حلو ودكتور فأكيد عايز إللى شبهه وأنا لا يمكن أجبره عليا
” كان فى الخارج متعجب من حديثها فهو اللى كان خايف انها ترفضه بسبب عجزه لكن لقاها هى إللى شايفه إنها تستحق الرفض ،كان مستغرب ازاى فيه حد
كده فلو حد غيرها وفى مكانها كانت هى إللى هترفضه”
– انتى هتفصلى تعيطى ما تخلصى يابنتى وأستهدى بالله ووافقى ،دا أدهم هيخليكى مرتاحه ومبسوطه
“أردفت بحزم”
– مش موافقه ياماما
– يعنى ايه مش موافقه؟! أنا متأكده انك مش رافضه الجوازه بس انتى عنيديه ورأسك ناشفه لأبوكى الله يرحمه” قطع حديثهم ودلف إلى الداخل بعدما دق على الباب واذنت خالته له بالدخول”
– تعالى يابنى
– معلش يا خالتى ممكن تسبينى معاها لوحدنا شويه
– ماشى ….”قالتها وخرجت بره الاوضه وهى بتبص لبنتها بضيق”
– لو جاى تتكلم فى موضوع جوازك منى فأنا مش موافقه يا أدهم ….”قاطعها بهدوء”
– ممكن أعرف ايه سبب رفضك الا لو كان السبب انى مبشوفش ففى الحاله دى انتى ليكى الحق ترفضينى واوعدك مخليش خالتى تتكلم معاكى بس صارحينى
“أردفت بهدوء”
– أدهم انت اديلك كتير مشوفتنيش ولا تعرف حياتى ومظنش انك عايز واحده زيى تبقى مراتك عشان أنا ولا استايلك ولا أنا البنت إللى هتبقى عايز تكمل معاها باقى عمرك ….”أستكمل أدهم بتعجب”
– ومين قالك انى مش عايز واحده زيك ،انتى أحسن من اى واحده يايقين ،أنا عارف انى أعمى ودا صعب عليكى وانى كمان مش الراجل المناسب ليكى بس كل إللى اقدر اوعدك بيه انى عمرى ما هزعلك وهعيش حياتى كلها أحاول اخليكى اسعد واحده …..”قاطعته بهدوء”
– أنا موافقه اتجوزك
– قولتى ايه!!
– موافقه يا أدهم
– متأكده من قرارك دا يايقين؟؟
– متأكده
“خرج من غرفتها فى صمت وبعد وقت قليل دخلت والدتها غرفتها تناديها وهى بتقول بفرحه”
– يلا تعالى المأذون بره عشان كتب الكتاب وتمضى
– بالسرعه دى؟!
– مش بسرعه ولا حاجه دا عشان كمان تبقى جمب جوزك ما انتى مش معقول هتسيبيه يعيش لوحده
– يلا ياماما ….”قالتها بهدوء وخرجت قعدت جمب أدهم واتناولت القلم من ايديه ومضت عشان تسمع الجمله الشهيره ”
– بارك الله لكم وجمع بينكم فى خير
“وما أن أنهى الشيخ جملته حتى وجدت يقين والدتها تزغرط بسعاده ودا فى نفس الوقت التى دخلت فيه تسنيم إلى البيت تسأل بتعجب عن سبب الزغاريط لتجيبها والدتها بسعاده”
– باركى لأختك اتجوزت أبن خالتك
– اييييييييييه؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حبيبي أعمى)