رواية حبيبتي القوية الفصل الثاني 2 بقلم آلاء الواقع
رواية حبيبتي القوية الجزء الثاني
رواية حبيبتي القوية البارت الثاني

رواية حبيبتي القوية الحلقة الثانية
_لو عملتي الحركة دي تاني… هكسر إيدك بجد، سامعة؟
قالها إياد بغضب وهو بيبعد عنها بياخد نفسه، وهي فضلت تبص له وراحت ناحية السلم وقالت:
_إياد
رد من غير ما يبص لها:
= إيه؟
_بكرهك.
—
ليلي فتحت عينيها ببطء على صوت عبد الوهاب، وهي لسه بتحاول تستوعب الحلم اللي كانت فيه. اتنهّدت بزهق واضح.
_قومي، بقينا في المغرب.
قالها عبد الوهاب وهو بيبص لها من عند باب الأوضة.
حطت إيدها على عينها وقالت:
= وفيها إيه؟ سيبني شوية…
_انجزي يا ليلي، محتاجينك في الشغل.
قامت من على السرير، وهي بتتمطع وقالت بنبرة خالية من الحماس:
= حاضر.
عبد الوهاب بصّ لها بنظرة فيها تساؤل:
_كنتي بتحلمي بمين؟ وبتقولي له “بكرهك” كده؟
ردّت وهي بتفتح الدولاب:
= مكنتش بحلم بحد…
_مش إياد يعني؟
ضحكت ضحكة كلها سخرية، وقالت:
= مين إياد ده أصلًا علشان أحلم بيه!
عبد الوهاب قال بهدوء:
= بصي لنفسك وهتعرفي مين إياد… إنتي زيه.
نبرتها ازدادت حدة، وقالت:
= أنا مش زي حد… وحفيدك ده أكتر واحد في الدنيا أنا بكرهه.
عبد الوهاب بصّ لها بأسف ما عرفش يخبيه، وساب الأوضة.
الباب اتفتح تاني، وليلي نزلت كم تيشيرت بسرعة، خدت هدومها وطلعت من الأوضة من غير ما تبص لحد. رشا كانت واقفة في الصالة، وقالت بضيق:
_شايف البت مش طايقاني إزاي يا عمي؟
عبد الوهاب قالها بحدة:
= بقولك إيه يا رشا، خفّي على ليلي شوية.
_هو أنا عملت إيه يعني؟ أنا بس عايزاها تتعدل وتبقى زي البنات، علشان حازم ابن أخويا يرضى يخطبها.
وقف عبد الوهاب، ونبرته علت فجأة:
= يرضى!!!
بنت أحمد علام تقعد تتشرّط على أجدع شنب في البلد هي شوية!!
واسمعي، ابن أخوكي ده عمره ما هيبقى نسيبنا أبدًا.
سابها ومشي، في اللحظة اللي كانت ليلي داخلة فيها وهي بتنشف شعرها القصير.
رشا بصّت لها:
_إنتي خارجة؟
ردّت وهي داخلة أوضتها:
= آه، رايحة الشركة.
_متتأخريش… علشان عايزة أتكلم معاكي.
= ماشي.
رشا بصّت لها بتفتيش وقالت:
_إنتي لابسة بكم ليه في الحر ده؟
ليلي اتوترت، خدت شنطتها وقالت وهي بتطلع من الأوضة:
= عادي أنا مرتاحة كده.
تمتّت على شكلها في المرايا وخدت الموبايل وشنطتها وطلعت جري.
يونس: خفاشة العيلة صاحية بدري النهارده يعني؟
ابتسمت بهدوء وقالت:
= عامل إيه؟
_عامل كويس، وإنتي؟
= زي الفل يا ابن عمي، سلام بقى علشان متأخرة جامد.
وقف قصادها وقال بسرعة:
_تحبي أوصلك؟
= تبقى عملت خير.
—
“في فرنسا”
_متعمليش كده تاني.
قربت منه وحوطت وشه بإيديها الاتنين:
= ليه يا إياد، أنا بحبك.
بعد إيديها وقعد على كنبة بضيق.
_إياد!
بص لها بلوم، فقربت قعدت جنبه وهمست:
= ليه بتبعد عني؟
_علشان مينفعش يا إيڤا.
عينها دمعت:
= ليه مينفعش؟
_علشان إنتي صغيرة وبعدين إنتي بس علشان مش عارفة حد هنا غيري بعد وفاة جدتك.
بكرة هنرجع مصر وتروحي عند أهل أبوكي.
= لا إياد، أنا عايزة أفضل معاك.
_مينفعش، هقول لأهلي إيه؟
= أي حاجة بس تخليني جنبك.
_قومي طيب جهزي شنطتك.
“في شركة علام للسياحة”
ليلي بجدية: مستر عز كده الديل واقف على توقيع العقود.
= جاهزة.
سلمها الفايل وقعدت تترجم لصحاب الشركة الألمانية نصوص العقد لحد ما مضى وطلعت بره المكتب.
يونس بإعجاب: إنتي كنتي شاطرة أوي جوا.
= شكراً.
_العفو، طب ليه مبتدخليش في كلية؟؟
= مش عايزة، سلام.
_رايحة فين أوصلك؟
= طريقي غير طريقك.
_معنديش مانع أوصلك برضو.
= مش هينفع أنا رايحة لصحابي اللي محدش فيكم بيحبهم.
_بتوع الباركور؟
_أيوة، باي.
رد عليها بسرعة:
_ما تاخديني معاكي؟
بصّت له باستغراب وهي بتقول:
= واد يا يونس أوعى لتكون هترشد عليا!!
_عيب عليك يا عم، ده يونس اللي كان بيلم مصايبك في المدرسة زمان، كل الحكاية إني فاضي وعايز أشوف الأجواء الجديدة.
ها ينفع؟
قلعت الشنطة رمتهاله وقالت:
= ينفع، بينا.
ركبوا سوا العربية وادته اللوكيشن وحطت الإيربودز طول الطريق، ويونس كان بيخطف نظرات من فترة للتانية لحد ما وصلوا…
أنس: مش تعرفينا؟
= يونس ابن عمي، يونس ده إنس.
_أهلاً.
= ودي زينة، دي يارا.
_وأنا نادر.
يونس: اتشرفت بيكم كلكم.
يارا همست لزينة: ده شكله محترم وهيقرفنا.
= معلش علشان خاطر ليلي.
أنس: وانت بقى يا يونس بتدرس إيه؟
= سياحة وفنادق.
يارا: ضامن شغلك من قبل ما تخلص يعني.
ابتسم بخفة وقال:
= يعني حاجة زي كده.
نادر: يلا شباب.
كلهم بدوا يجهزوا، وليلي قربت من يونس وقالت:
= هتفضل هنا بقى معلش.
= ما أجي معاكم؟
قلبت عينها بزهق:
= مش هينفع.
_أنا ممكن أقعد معاه.
ليلي بصّت لها من فوق لتحت.
_ما إنتي عارفة يا ليلي رجلي مجزوعة من امبارح.
طبطبت على كتفها وقالت:
= لا ألف سلامة على رجلك يا يورا.
أنس: يلا يا ليلي.
سابتهم ومشيت ويونس قعد هو ويارا يتكلموا…..
نادر بتعب: عالية دي.
ابتسمت بحماس وقالت:
= سهلة.
زينة: ليلي بلاش جنان، المسافة بعيدة.
ابتسمت بعند:
= خليكم أنتم، أنا هعملها.
أنس مسك إيدها وقال بنبرة كلها ضيق:
= ممكن يجرالك حاجة.
بصّت على إيده فبعد.
= مالكش دعوة، اتفرجوا بس.
ابتسمت وهي بتفكر في كلام إياد ليها:
“طول ما إنتي خايفة هتبصي تلاقي كل حاجة صعبة عليكي، الحل إنك متخافيش وتجربي.”
خدت نفسها بقوة وطلعت على طرف السور ونطت.
سمعوا صوت تكسير.
بينادوا عليها مردتش.
نادر: لتكون ماتت.
زينة بخوف: متقولش كده.
فجأة طلعت وقفت قدامهم من الناحية التانية وهي مبتسمة وقالت:
= سهلة أهي.
زينة بفرحة: علشان إنتِ ليلي علام.
= أكيد، يلا تعالي يا زنون.
_لا، روحي، العمر مش بعزقه.
بصّت لانس ونادر وقالت:
= جايين ولا زيها؟
زينة مسكت إيد نادر وقالت له:
= سيبك منهم ويلا نرجع.
= ماشي.
إنس: ماشي!! أخييي على الرجالة لما تحب.
نادر غمز له وقال:
= مش أحسن من اللي بيحب ومش طايل.
زينة ضحكت، أنس بصّ لهم بضيق وطلع على السور ونط…
_ركبتك بتجيب دم.
ابتسم بوجع:
= خايفة عليا؟
_أكيد، مش صاحبي.
= لا أنا أقصد…
قاطعتُه وهي بتنفخ بضيق:
= أنت صاحبي زيك زي زينة ونادر وبس، وبس يا أنس.
بعد إيديها وقال:
= بس أنا بحبك يا ليلي.
= أنا لازم أرجع، زمان يونس زهق من رغي يارا.
فضل باصص عليها لحد ما اختفى أثرها…
_إنت دمك خفيف أوي يا يونس.
= شكراً.
ليلي بضيق: يلا يا أبو دم خفيف، ولا عجبتك القعدة؟
مشي معاها بهدوء، وأول ما ركبوا العربية…
يونس بضيق: ينفع أسلوبك ده!!
= ينفع، ماله؟
_بارد.
ابتسمت بسخافة:
= سخن.
_يخفة، ليلي، أسلوبك يكون أحسن من كده معايا بعد كده.
جت تفتح باب العربية قفله تاني وقال:
= رايحة فين؟
= في داهية، وسّع.
= لا، يلا هنروح.
= مش عايزة أروح دلوقتي.
سكتت ثواني وبعدين بصّت له ببراءة مصطنعة وقالت:
= يونس، تيجي نطلب أكل؟
= اشطا.
= بس على مزاجي.
= يبقى هنعمل غسيل معدة.
= بينا على حامد بكتيريا بقى…
—
تاني يوم الصبح في بيت علام، كل العيلة متجمعة وفرحانة برجوع إياد.
إبراهيم: وحشتني يا ض.
قام حضنه وهو بيقول:
= وانت كمان يا هيما.
“فارس كان واقف في جنب بيبص عليهم بحسرة، بيتمنى لو كان أبوه حضنه نفس الحضن ده لما رجع.”
سهير: وانتي زميلة إياد يعني ولا إيه؟
إيڤا بإحراج: لا.
إياد: كانت جارتي في السكن هناك، إيڤا نصها مصري ونص فرنسي، بعد إذنك يا جدي، بس هتقعد معانا كام يوم لحد ما ترتب أمورها وتروح لأهلها.
= بيتها يا حبيبي، وادخلها أي أوضة جوا تستريح، وإنت كمان اطلع استريح علشان نتغدى معانا.
إياد خد شنطة إيڤا وهي مشيت وراه ودخلوا.
أحمد: إنتم كنتوا فين؟
ليلي همست ليونس:
_أنا هخلع وانت اتصرف.
= انت مبيجيش من وراكي غير قلة القيمة كده.
_انت عيل خرع، أومال لو بتسمع المشرح اللي بسمعه كل يوم هتعمل إيه؟
سهير بشك: انتم بتوشوشوا بتقولوا إيه؟
= رد على أمك، متنحنحش لتفتكرني بتحرش بيك.
يونس ضحك بصوت عالي وبعدين قال:
= كنا في الشركة، وبعدين ليلي كانت بتلعب فروحت معاها.
ليلي اتسحبت بهدوء، سمعت صوت حد في أوضتها.
إيڤا بخضة: إنت مين؟؟
إياد انتبه لها وبص على الباب.
ليلي: إنت اللي مين؟ وبتعملي إيه في أوضتي؟
إيڤا بصّت لإياد بتوتر، همس لها:
_اطلعي اقعدي بره ثواني.
طلعت إيڤا، وليلي ثابتة مكانها.
إياد: مش هتقوليلي حمد الله على السلامة؟
= حمد الله على السلامة، اتفضل بره عايزة أنام.
قعد على طرف المكتب وقال:
_كنتي فين؟
رمت الشنطة على الأرض بضيق ودخلت قعدت على طرف السرير وقلعت الشوز وهي بتقول:
= وإنت مالك، اطلع بره أوضتي، وتاني مرة متدخلش لا إنت ولا حد معاك هنا.
_ده بيت جدي.
= ودي أوضتي، اطلع بره.
قام قرب منها وقال:
_لسه لسانك طويل؟
ابتسمت باستفزاز:
= وإيدي كمان، ولا نسيت!!
همس لها بهدوء:
_منستش، عمري ما نسيت يا ليلو.
= إسمي ليلي.
_هتفضلي ليلو بالنسبالي.
“إياد”
_قوم شوف الحلوة مراتك، قوم.
قام وقف وقال:
= إيڤا مش مراتي.
قالها وطلع، قامت رزعت الباب جامد وقفلت المفتاح، واترمت على السرير وهي بتعيط وبتفكر في ذكرى…
… وهي بتفكر في ذكرى:
_صحيح اللي بيقولوه تحت ده!
إياد
بعد عينه عنها
اتجمعت الدموع في عينها:
_إياد، بص لي، أنا بكلمك، عمو عز قال إنك مسافر كمان أسبوعين!
= أيوة
_أيوة!!
= طب بتعيطي ليه دلوقتي؟
_علشان إنت بتكدب عليا
= أنا؟!
_أيوة، إنت قلت عمرك ما هتسبني، ودلوقتي خلاص
= أنا مسافر أدرس، وبعدين هاجي في الإجازة، أوعدك كل الإجازة هقضيها معاكي
_لا، خليك فيها، إيه لو دخلت كلية هنا؟
= بس أنا حابب أسافر يا ليلو، عايز أحس إني بقيت كبير وأعرف أعتمد على نفسي
_بس هتبعد عني ومش هتبقى موجود تدافع عني لما أغلط، ولا هتقعد معايا على السطح هنا تاني… تفاصيل كتير مش هتبقى موجودة في غيابك
مسح دموعها بأطراف صوابعه وقال:
_ممكن كفاية عياط؟ علشان نعرف نتكلم بهدوء
سكتت دقيقة، وقال:
_مش إنتي بتحبيني؟
= بحبك أوي أوي
_طيب، يبقى هتفرحي لما تشوفيني مبسوط وبحقق حاجة عايزاها
= ما تحققها وإنت هنا
_مش هينفع
= خلاص، تاخدني معاك
ضحك وقال:
= برضو مش هينفع، إنتي عندك مدرسة… حياتك كلها هنا، مينفعش
قربت منه حضنته
_إنت حياتي كلها يا إياد
بعدها عنه بسرعة وقال بنبرة كلها ضيق:
_ليلي!
بصّت له بأسف وقالت:
= خلاص!
_ليلو، أنا هسافر، مش عايز أشوفك زعلانة كده
_لو مشيت مش هترجع تلاقيني ليلو
= هتتغيري يعني؟
_هبقى قاسية، ومش هحبك خالص
= عمرك ما هتكوني قاسية، إنتي أحن بنت في الدنيا
فاقت من ذكريتها، وقامت وقفت قدام المرايا، وقلعت التيشيرت، وفضلت بالتيشيرت النص كم، وبصّت لجسمها وقالت:
= هو سبب في كل ده؟ ولا حبي الزيادة له هو اللي كان السبب!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حبيبتي القوية)