رواية جعلوني مجرما الفصل الثالث 3 بقلم زهرة عمر
رواية جعلوني مجرما الجزء الثالث
رواية جعلوني مجرما البارت الثالث

رواية جعلوني مجرما الحلقة الثالثة
وانهمرت الشتائم خالي اقترب مني يصرخ ويقول لماذا هربت ماذا أخبرتهم عنا وفي تلك الليلة عقبوني و تركوني جائعًا بلا عشاء و أدركت أنني عدت من جديد إلى الجحيم في الصباح عدت إلي الشوارع وعادت حياتي القديمة بيع ضرب جوع إهانة بدأت السنوات تمضي وكلما كبرت كلما ازدادت قسوتهم مرت السنوات حتى بلغت الثامنة و لم أعد أبيع المناديل كما في طفولتي أصبحت أعمل في تعبئة البضائع داخل الشاحنات أتنقل من مكان إلى آخر وفي المساء أعود لأُسلّم كل ما جمعته من مال إلى خالي بينما كنت أنا محرومًا من أبسط مقومات الحياة و في يوم من الأيام جلست مع أحد أصدقائي في العمل وكان التعب يسيطر على كل جزء في جسدي بدأنا نتحدث عن حياتنا و شكوة له همي وضيق حالي فقلت له لم أعد أحتمل ما أعيشه الوضع أصبح لا يطاق ولا أجد في حياتي ما يبعث على الأمل فنظر إليّ وقال أنت لم تعد الطفل الذي يمكن استغلاله أنت رجل الآن إذا لم يحسنوا معاملتك اترك المنزل وابحث عن حياة أفضل ثم وصلت شاحنة جديدة فنهضنا جميعًا لنقوم بتحميل البضاعة طلبت من صديقي سكينًا لفتح الصناديق وعندما انتهينا من العمل وضعت السكين في جيبي ناسيًا أمره تمامًا و بعد أن سلمونا النقود شعرت بأنني بحاجة للراحة فقلت لصديقي سأذهب إلى المنزل الآن فسألني هل ستعطيهم النقود أجبت بصوت منخفض لا أدري نصحني قائلاً احتفظ بالنقود لنفسك اشترِ بها ما تحتاجه فأنت بحاجة إليها إذا سألوا قل لهم إنك تحتاج إلى ملابس جديدة لكن لا أحد يفهم إنني لا أجرؤ على مواجهتهم أو عصيان أمرهم فما زال الخوف من خالي يطاردني كفوبيا لا علاج لها دخلت المنزل وقال خالي لماذا عدت الآن فقلت لقد تعبت اليوم سأذهب إلى غرفتي وأخلد للنوم لا أحد يوقظني و لم أخبرهم أنني حصلت على نقود لكن خالي أسرع نحوي وأوقفني بغضب وقال حقًا و ماذا ستفعل ثم دفعني بكل قسوة على الحائط ففقدت توازني وسقط السكين من جيبي انحنيت لأمسك به لم يكن في نيتي أن أستخدمه ولكن زوجته بدأت تصرخ بأعلى صوتها لقد أصبح مجرمًا أنقذوني توترت بشدة و لم أكن أفهم ما يحدث لكن فجأة هجم علي خالي سحب السكين من يدي ثم قيدني بعد أن ضربني ضربًا مبرحًا و اتصل بشرطة والجيران تجمعوا حولنا بسبب صراخ زوجته وكانت تبكي و تقول حاول قتل خاله و يهددنا بالسكين وصلت الشرطة بسرعة و كان المشهد واضحًا شاب يحمل سكينًا وزوجان مذعوران قال خالي هذا المجرم هددني بسلاح وحاول قتلي أخذوني إلى مركز الشرطة وحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات و أصبحت مجرمًا في نظر الجميع رغم أنني لم أكن سوى ضحية للظروف التي فرضت علي لم يهتم أحد بالقصة التي أوصلتني إلى هذا المصير ولم يهتم أحد بالحقيقة لكنني كنت أعرف جيدًا أنني لم أولد مجرمًا ولكنهم جعلوني ذلك بعد خروجي من السجن عدت إلى الشارع مكسورًا ومع اسم تطاردني أينما ذهبت مجرم لم يقبل أحد أن أعمل لديه الجميع ينفر من مجرم صاحب سوابق وعشت على هامش الحياة لا منزل لا نقود حتى قررت مغادرة الحي هناك وجدت رجلًا مسنًا كان قد رآني يومًا في زيارة لدار الأيتام فتذكرني وقرر أن يمنحني فرصة و أعطاني امل في الحياة وظفني في متجره أعمل نهارًا وأنام في المساء في غرفة داخل المتجر لكن حتى هنا لم يتركوني بسلام كلما وقع حادث سرقة أو جريمة كانت الشرطة تطرق بابه تبحث عني وتحقق معي بصفتي مجرم السابق و صاحب محاولة قتل لكن رغم كل ذلك لم يتخلَّ عني الرجل المسن وقال لي لا تخف لن أطردك أنا أثق بك اليوم لم أعد أحلم بأن أصبح شرطيًا كما كنت يومًا كل ما أريده الآن أن أعيش كإنسان عادي بسلام فقط
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعلوني مجرما)