روايات

رواية أقنعة بشرية الفصل الثالث عشر 13 بقلم إسراء الشطوي

رواية أقنعة بشرية الفصل الثالث عشر 13 بقلم إسراء الشطوي

رواية أقنعة بشرية الجزء الثالث عشر

رواية أقنعة بشرية البارت الثالث عشر

رواية أقنعة بشرية
رواية أقنعة بشرية

رواية أقنعة بشرية الحلقة الثالثة عشر

━╃ القناع الثالث عشر ╄━
* عند شيرين في الصحراء..
كانت تَركُض إلي أن شَعرت بأحد خلفها ، زادت ضر بات قلبها من الخوف والهلع وهي تلتفت بَبُطء خلفها فجأة سَحبها أحد من معصمها علي الفور كورت يدها تد فعها بصدره..
ثَبت الشاب كفوف يدها بين يده ثُم قربها إلي جسده بقوة لير تطم صدرها بصدره..
تململت بحركتها تُحاول د فعه وهي تَصرُ خ عليه:
– أنت تبع همام مش كده؟ هو عايز مني إي مش شايف شكلي عامل إزاي يعني واضح أنِ عيلة…
قاطع حديثها عندما هَمس بالقُرب منها قائلًا بنبرة مُتعطشة للحديث معها:
– عيلة بس فرس.. أنا صحيح جاي من عند همام بس مش هو اللي بعتني بصراحة شوفتك وأنتي داخله علينا اتجننت عليكي عشان كده لما شوفتك بتجري جريت وراكِ
رَفعت حاجبها قائلة:
– والله!، شايفني عيلة بريالة مش كده عشان أصدقك!.. لو عقلك صورلك أنِ بنت ف هتقدر تاخُد مني حاجة مش برضاية تبقى عبيط ده أنا شيرين يعني يا حيلتها شيل حتة القُماشة اللي مخطي بيها وشك ده وفرجني جمالو.. وعشان تكون عارف أنت مش تبع همام صوتك وهيئتك غير
قالت حديثها الأخير وهي ترمي إليه نظرات من أسفل لأعلي علي ما يرتديه كان يرتدي ملابس شبابية للغاية ويضع غطاء من القُماش الخاص بالسفاري علي وجهه، نَفخ الشاب بضيق وهو يَسحب القُماشة من علي وجهه قائلًا بأفأفه:
– أرتحتي
توسعت حدقتيها من الدهشة مما رأت قائلة وفوها مفتوح من الصدمة:
– ماجد!.. أنت إيه اللي جابك هنا ؟!
تَنفس بغضـ ب وهو يُلقي القُماشة علي الأرضية قائلًا:
– جيت وراكم لَما لقيتك رايحة مع أميرة ومعاكُم علي قلقت عليكي ف طلعت وراكُم بس للأسف ضيعت السكة فضلت أدور عليكي لحد ما لقيت نفسي قُدام المكان اللي وصلتي ليه وبغبائك دخلتي جوه..
سَحبها من معصميها بقوة يَصرُخ عليها قائلًا:
– أنتِ مُـ تخلفة إزاي تَدخُلي برجلك لمكان زي ده؟!.. أنتي مَتعرفيش إيه اللي بيحصل جوه داخل ليهُم برجلك أفرض كان حصلك حاجة ده أنا حاولت أدخُل علشان أعرف إنتي بتعملي إيه جوه ولا إيه اللي حصل من خوفي عليكي! ، لولا ستر ربنا لقيت خارجة الحمد الله بس بتجري قُومت جريت وراكِ فورًا
دَ فعت يداه بعُنــ ف قائلة:
– متزعقش صوتك مَيترفعش عليا.. فاهم أنا مَضربتكش علي أيدك علشان تقلق عليا تقوم طالع ورايا مراقبني
رَجعت خطوة للخلف قائلة بنبرة مُرتفعة:
– أنت إيه اللي جابك ورانا من الأساس ؟!
ثَبت قدميه علي الأرضية قائلًا من بين أسنانه:
– مُتخلــ ف زي ما قولتي.. جريت ورا واحده زيك مَبتحسش ولا عندها دَ م أنا غلطان أنِ خوفت عليكي
قال حديثه ثُم ألتفت مُغادرًا المكان رَكضت شيرين خَلفه فورًا تَمسك يده توقفه عن السير قائلًا بنبرة تَكبُر وغرور مُصطتنع لا تُريد الخضوع هذه شخصيتها لا تُحب أن تَنحني لأحد مهما حدث حتي لو لعندها وغُرورها ستورط نفسها بشيء:
– ماجد.. أستنا نرجع سوا علشان مَتوهش
رَفع حاجبه لتردف قائلة بغرور:
– براحتك أرجع لوحدك
نَفخ بضيق ليمسك كف يدها بين راحة يده يسيرون سويًا قائلًا:
– هتفضلي عندية ومغرورة معندكيش دَ م
نَفخت بضيق وهو تَكبح إبتسامتها قائلة:
– خلصنا
ساروا سويًا حتي خرجوا علي الطريق يَنتظرون إي سيارة مارة يصعدون بها لتوصلهُم إلي المُخيم..
* أمام المُخيم..
تَوقفت سيارة شريف أمام المُخيم ليهبط منها هو وعلي فَتح علي باب السيارة الخلفية إلي نور وأميرة ليفتح شريف صندوق السيارة إلي سمير..
بعد أن هبط كلاهُم السيارة دَخل سمير فورًا تليه نور بدون أن يتفوهون بَكلمة واحده عَكس أميرة التي ظَلت واقفة بمكانها أمام علي تنظُر إليه بحُزن وندم بدموع تنساب علي وجنتيها لتردف قائلة بضعف:
– أسفه
كاد أن يَتحرك إلي السيارة ليقُف بمكانه يلتفت إليها بحركة بَطيئة إلي أن أصبح وجهه مُقابل لوجهها ليردف قائلًا بصدمة:
– أسفه!.. أسفه علي إيه يا أميرة علي أشتراك في لعبه زبا لة زي دي !، ولا علي تفكيرك الو سخ ولا علي إيه بالظبط !.. أنتي مشكتيش جايدة بدبوس أنتي خدعتيها أشتركتي في لعبه وجعت قلبها، كُل ده علشان بتحبيني يااه علي الحُب بجد برافو
خَتم حديثه بالتصفيق لها ساخرًا من حديثها..
أنسابت دموعها بغزارة علي خديها لتُغر ق دموعها علي ملامحها الرقيقة الذي أرهقها الحُزن والأرهاق رَفعت كفيها علي فمها تُحاول كَتم شهقاتها وهي تَقول:
– حقك عليا والله العظيم ما كُنت عارفة أنا بعمل إيه !.. أنا ندمت علي اللي عملته بس مَكنش في إيدي حل غير ده علشان تبُصلي.. أ.. أنت عُمرك ما كُنت هتبُصلي إلا لو كُنت بسهر وبشرب وتشوفني لابسة ومتشيكة زي البنات صح ولا لااا..
قالت حديثها بضعف شديد تحت شهقاتها لتصرُ خ بأخر حديثها عليه وهي تَد فعه بصدره تُحاول إيجاد مُبرر لفعلتها تلك
مَسك كفيها بقوة قائلًا بقسو ة و وجهه مُقترب من وجهها:
– متعلقيش نقصك وإحتياجج للفلوس والسهر عليا.. وعلشان تعرفي أنتي لو كُنتي في دماغي مَكونتش هفكر لا ف سهر ولا زفت
قال حديثه بكُل قسو ة وغضــ ب مما فعلته ليد فعها بأخر حديثه لتسقُط علي الأرض ألتفت يَبعد عينيه فورًا حتي لا يَشفق عليها أو يتحرك به إي مشاعر تجاها ليفتح باب السيارة ليدخُل أول قَدم بالسيارة لتتوقف قَدمه الأُخري خارج السيارة بسبب قولها:
– لا أنا فدماغك يا علي أنت بتحبني زي ما أنا بحبك أوعي تَنكر حُبك.. مُستحيل النظرات اللي ما بينا تَكون تمثيل كلام ليا اللي لمسني مُستحيل يَكون تمثيل يا علي.. بلاش تَكد ب علي نفسك يا علي
كانت لا تُزال مُلقاه علي الأرضية وهي تَقُل حديثها بنبرة صُرا خ يَملؤها البُكاء بانتحاب ، ضَغط علي باب السيارة حتي لا يلتفت إليها ليدلُف فورًا داخل السيارة قائلًا:
– أطلع يا شريف
نَظر شريف إليه ليتحرك بعدها بالسيارة.. طيلة الطريق كان الصمت هو رَفيق كُلًا منهُم كان شريف يُفكر بأمر جايدة وإيهاب مع قلقه علي حبيبته جَّنات، أما علي كان كلمات أميرة تتردد داخل ذهنه تكرارًا ومرارًا..
– بلاش تَكد ب علي نفسك يا علي.. بلاش تكد ب علي نفسك يا علي.. بلاش تَكد ب علي نفسك يا علي..
* داخل غُرفة جايدة في المُستشفي..
تَجلس علي الفراش شاردة ملامحها التي ولأول مرة يَخلوها من مُستحضرات التجميل التي أظهرت كَم هي طَفولية ورقيقة بدموعها التي تَلتمع داخل مقلتيها من كثرة الأمور التي تَدور برأسها لا تعلم كَيف تتوقف عن التفكير بما حدث في الماضي من خدا عها علي يد أصدقاءها لَكن بنفس التوقيت إيهاب بالفعل خا نها أندس بإ غواء شيرين له حتي لَو لَم يفعل شيئًا مُحرمًا مع شيرين لَكنه فَكر بالأمر.. أقترب معها نَظر إليها نظرات مُحر مة كُل هذا جعل ذهنها مُشتت لا تَعرف ما عليها أن تَفعل كُل ما تَعرفه أنها لَم تَظهر ضعفها إليه مرة أُخري لَم تَبكي لَن تَعود إلي هذه الشخصية مرةً أُخري كُل ما ستُفكر به الأن هو دراستها ومُستقبلها وهوايتها التي تَعشقها.. فلقد نَفت حياتها السابقة وضعفها دَ فنته في الماضي هي الأن شخصية أُخري قوية من وجهه نَظرها أنها إذا بَكت أو سامحته ستعود إلي شخصيتها السابقة سَتُضعف أمام من حولها، تَعلمت أن تَكون قوية فى جميع الأوقات خاصة عندما تكون فى موقف صعب مثل الأن.. خرجت تَنهيدة عَميقة منها تُعبر عما بداخلها لا تُريد التفكير بما حدث حتي أنها لا تُريد الشفقة من أحد عما حدث بالماضي كما قالت الماضي صَفحة وتوطتها لا تُريد العودة لها هي تُحب حياتها الأن حتي لَو لَم تَكُن مثالية لَكنها راضية عنها ولو بنسبة ضئيلة حتي لَو لَم يَكُن من حولها راضين عنها يُكفي أنها راضية لا تتأ لم..
نَهضت من الفراش تنظُر إلي جَّنات المُتسطحة علي الأريكة القابعة بالغُرفة تَغفو بالنوم لتتحرك بَخطوات بطيئة بعد أن سَحبت شرشف الفراش لتتوقف أمام الأريكة تَفرش الشرشف علي جسد جَّنات تُغطيها من لسعه برد الليل علي الرغم أنهُم بَفصل الرَبيع لَكن كان الجو به برودة..
سارت خارج الغُرفة لتهبط إلي حديقة المُستشفي بعد أن سألها الأمن إلي أين تتوجهه لتُخبرهُم بهدوء أنها سَتجلس في الحديقة تُريد أن تَشم أجواء الطبيعة، جَلست علي أحد المقاعد تَسند ظهرها علي مسندها رافعة قَدميها لأعلي تَضعهُم علي طرف المقعد تَضُم رُكبتيها معا تستند برأسها فوقهُم وعيونها الباكية تَتطلع أمامها بشرو، تُفكر بعيون ذابلة تَشعُر بشيء يَطبق علي صدرها أشبه بكتمان النفس تُريد أن تُريح عقلها من التفكير إلي أن شردت بنُقطة عائلتها علاقة أبويها الغير مُستقرة دائمًا تتهرب من التفكير بهم لَكن مع حُزنها أول شيء أتِ علي ذهنها بعد أن حاولت إخراج حُزنها من إيهاب وأصدقاءها جاء توتُر علاقة أبويها إلي هذه النُقطة ألتمعت عينيها بالدموع التي أجتمعت بمقلتيها..
وَقف إيهاب مَصدومًا يقُف أمامها بعد أن ظل يبحث عنها إلي أن سأل عليها الأمن وأخبروا بمكانها، ينظُر لها بحُزن يَشعُر كأن حَجر سَقط توا من مكان مُرتفع علي رأسه يُهشـــ مها بعد أن رآي حالتها بأعيُن لامعه عرف من خلالها أنها تَكتم دموعها ك عادتها يعرف أنها قوية لا تُحب أن يري أحد ضعفها، أقترب إليها جالسًا بجانبها ليرفع ذراعه يُحاوط كتفيها دون أن يَنطُق بكلمة واحدة كان الصمت حليف الجلسة كُلًا منهُم شاردًا بالتفكير كان إيهاب يُفكر بما حدث وأحداث الليلة ضميرة يُأنبه علي ما فعله بها يعلم أن بداخلها جرو ح المُتسبب بها هو ومع ذلك يُريد أن تَغفر إليه يُريد الراحة لكُل منهُم ينتظر جوابها بفارغ الصبر يعلم أنهُم بمرحلة تحديد مصير إلي كُل منهُم لَكن مشاعره تَغلبه هكذا الحُب أوقات يَكون خطأ عندما يَكُون بمرحلة إنتقالية يجب عليهُم أن يَعطوا إهتمام إلي دراستهُم حتي يَلتقحون إلي الجامعة لَكن وقعوا بفخ الحُب وما أدراك ما هو أشبه بالأد مان تُريد الأبتعاد حتي تُحقق ذاتك لَكن لَم تستطع لتعود حتي تأخُذ الجُرعة التي تُبقيك حيًا..
ضَيق عينيه ينظُر إليها بتركيز وهي تَتنفس بقوة ليهمس بالقُرب من أُذنيها قائلًا:
– إيه اللي نزلك بس وأنتي في الحالة دي؟
رَفعت رأسها بَبُطء لتتوقف عن رفعها بعدما تأ لمت من جر ح عُنقها لتردف قائلة بمُحاولة في الثبات:
– كُ.. كُنت مخنوقة ح.. حسيت أنِ همو ت لو فضلت فوق
أردف قائلًا بنبرة خوف وقلق نابعة من داخله بصوت مُحب:
– مَالك طيب حاسة بأيه؟.. تعالي نخلي الدُكتور يَكشف عليكي
نظرت إليه دون أن تُحرك رأسها قائلة بهدوء بأعيُن لامعة:
– خايف عليا ؟
تَنفس بقو ة بسبب نبرتها المُشككة بما يَكنه لها يَشعُر ببُكاء بداخله نشيج يَحرُ ق روحه ليردف قائلًا بمُحاولة في ثباته:
– مالك يا جايدة ؟
عضــ ت علي شفتها السُفلية بأ لم قائلة بخفو:
– صح كده.. دي الحقيقة دايما بتتهرب من سؤالي، تلاقيك يوم خيا نتك ليا كُنت قاصد علشان تهر ب مني كُنت خنقاك للدرجادي
نَهضت من المقعد قائلة دون أن تستدير إليه تُخفض رأسها لأسفل:
– مش دي الحقيقة اللي عاوزني أعرفها ؟!
نَهض خلفها فورًا يسحبها من معصمها لير تطم ظهرها بصدره لتأ ن بخفوت ليردف قائلًا بَصوت هادئ مثل نسمات الهواء في فصل الربيع عَكس البُر اكين الذي تَشتعــ ل بداخله بين عقله وقلبه:
– خايف عليكي دي كلمة قُوليله علي اللي أنا حاسس بيه يا جايدة أنا حسيت بروحي بتتسحب مني..
أبتلع حديثه فورًا بعد صُرا خها تَد فعه بكوعها علي صدره تبتعد عنه لتلتفت إليه صار خه بوجهه قائلة بنبرة غضـ ب:
– روحك إيه اللي بتتسحب منك ده أنا روحي اللي بتطلع معاك يا شيخ
تَغيرت نبرتها في دقيقة إلي نبرة أ لم قائلة:
– أسندني وطلعني فوق يلا جر ح رقبتي وجعني من الهوا.. يلاا أنت هتفضل مسهم كده !
قالت حديثها الأخير بعد أن رأته ينظُر إليها بصدمة بفوه مَفتوح.. أما هو رَفع ذراعيه لأعلي يُبسط كفيه للسماء قائلًا وهو ينظُر لأعلي:
– يااارب صبرني علي الإبتلاء ده !
رَفعت حاجبها إليه تتحرك داخل المُستشفي ليركُض إليها يصعد معها بملامح مُرتسم عليها شبــ ح الإبتسامة هذه شخصية جايدة تَكون هادئة لتتحول فجأة إلي الغضـــ ب ثُم إلي الجنو ن مُتقلبة المزاج ك بُرج الجوزاء..
~ مر هذا اليوم بنوعًا من السلام ليأتي اليوم التالي وها قَد عادوا من جديد ليذهب كُل منهُم إلي منزله..
داخل منزل عُمر ولُبني والدي جايدة وجنات..
– يعني إيه و قعتي علي صخره يا جايدة ؟!.. مش تاخدي بالك يا بابا !
نَفخت جايدة بضيق لتردف قائلة:
– حقيقي ماخدش بالي كُنا بنلعب وبنجري في و قعت
طَبعت لُبني قُبله علي رأس جايدة قائلة بنبرة خو ف:
– سلامتك يا روح قلبي.. مش تخلي بالك من أُختك يا جَّنات
قالت أخر حديثها موجهه حديثها إلي جنات وهي تنظُر إليها..
نَهضت جايدة من مقعدها بعد أن مَلت من حديثهُم أصبحت لا تُطيق جلستهُم بسبب نظرات الجفاء التي تَضح علي والدها تجاه والدتها لتردف قائلة ببرود:
– سوري علي المُقاطعة.. أنا تعبانة وعايزة أرتاح
نَهض والدها و والدتها خلفها يُحاوط عُمر كتفيها قائلًا:
– تحبي أكلم الدُكتور يجي يشوفك علشان نطمن
رَفعت لُبني يدها تَضعها علي كتف جايدة لتردف قائلة:
– إيه رأيك تدخُلي تاخدي شاور والفطار هيجيلك علي السرير كالأميرات وبعدها هاخدك أحكيلك قصة حلوة زيك كده وتنامي في حُضنك
حركت رأسها يمينًا ويسارًا بأتجاه كُلًاهُم تنظُر إليهُم ببرود مَسكت يداهُم تَبعدها عن جسدها لتتحرك داخل غُرفتها دون أن تَنظُق كلمة واحدة، تتركهُم تحت الصدمة بسبب طريقتها..
ألتفتت لُبني تنظُر إلي جَّنات قائلة:
– جَّنات هي أُختك مالها راجعه متغيرة هو في حاجة حصلت هناك ضايقتها ؟!
حركت جَّنات رأسها بالنفي قائلة:
– مَفيش حاجة حصلت.. هي بس تعبانة من الجر ح لأنها نز فت كتير
أومأت لُبني بالإيماء تَفرُك يدها بتوتر وقلق لتردف قائلة بعد أن غادرت جَّنات غُرفتها:
– عُمر جايدة مش كويسة في حاجة متغيرة فيها
حرك رأسه بإيماء قائلًا:
– أظاهر كده.. هستنا كام يوم تكون خفت وهتكلم معاها.. أنا دلوقتي هرجع للشغُل علشان زي ما أنتي عارفه ورايا شُغل كتير النهاردة أنا سبت كُل اللي ورايا أول ما كلمتيني وقلتيلي علي حالة جايدة
ضمت شفتها بضيق قائلة:
– هتتأخر ؟
حرك رأسه بعدم معرفة قائلًا:
– هخلص اللي ورايا وأجي فورًا.. لو حصل حاجة كلميني
أومأت إليه بالإيجاب ليُغادر المنزل تَحت نظراتها تَحركت إلي المطبخ تُحضر طعام اليوم وهي تُفكر بحياتها مع زوجها و بأمر إبنتها جايدة تَشعُر بإ نهيار جُدران حياتها التي حَلمت بها طيلة حياتها من كثرة تفكيرها د فعت الصحون التي بيدها علي الأرض بسبب فشل كُل شيء معها حاولت إرجاع عُمر بشتي الطُرق قد أستغلت غياب أولادها وأحضرت عشاء رومانسي تُحاول إصلاح الجفاء الذي أصبح يُحاوط حياتهُم ليقُابل عُمر الأمر ببرود قائلًا لها بكُل جمود وصرامه دون مُراعاه لمشاعرها أن ما تُحاول إصلاحه أنكـــ سر بداخله ف مهما حاولت إصلاح حياتهُم لَم تفلح ف مشاعره جفت تمامًا نحوها وما يَجعله يَتقبل حياتهُم سويًا من أجل أبناءه..
حينها شَعرت بالذنب بسبب تجاهُلها إليه وأهتمامها بذاتها كان أهم ما يُهمها الأموال دائما تَطلُب منه أموال حتي تتسوق وتُغير أثاث المنزل حتي رأيه لا يُهمها دائمًا كانت تَجبرُه علي الذهاب معها إلي شقيقها لا يُهمها إذا كان مَشغول كأنه ماكينة تُجلب لها الأموال لهذا تَغير معها وجفت مشاعره تجاها..
دَ فعت الصحون التي بيدها علي أرضية المطبخ ليسقُط جسدها علي الأرض تنتحب بأ نين خافت حتي لا تُصدر صوتًا ظَلت علي تلك الحالة إلي أن تَواصلت لحل نَهضت إلي غُرفتها تتصل بهانم تحتاج إلي مشورتها بما تفعل بالتأكيد ستتفهم أمرها وتُساعدها..
* داخل غُرفة فاطمة..
– لا يا حازم أنا مش هدخُل الأماكن دي تاني.. لو بتحبني تستنا لحد ما نكبر وتقدر تتقدملي غير كده أنا مش هقابلك تاني أنت زميل دراسة وبس
أردف حازم قائلًا بجمود:
– والله !.. ده مش كلامك طبعًا أكيد كلام البت الشــ مال..
قاطعت حديثه قائلة بدفاع:
– جايدة مش شـــ مال.. جايدة بنت خالتي وخايفة عليا هي أتكلمت معايا وقالتلي أنك لو بتحبني مش هتعمل معايا اللي عملته ده علي الأقل هتخاف علي منظري قُدام الناس والشلة
ضَحك حازم قائلًا:
– بنت خالتك دي محسساني أنها مابتقومش من علي سجادة الصلاة.. دي كانت موجودة في نفس المكان اللي هيا مُعترضة علي دخولك فيه، فاطمة أنا بحبك واللي عملته ده علشان بحبك ونفسي أعبرلك عن حُبي مش معقول بنت خالتك تمنعك من مكان هيا بتدخله طب جربي أساليها إيه اللي وداها مكان زي ده واراهنك أنها مش هتعرف تجاوبك.. بلاش تسمعي كلام حد مش عارف مصلحتك أنا أكتر واحد تهمني مصلحتك أنا بحبك يا فاطمة
قال حديثه بطريقة دس السم في العسل بكلماته المعسوله ك عادته يَعرف طُرق اللعب علي الفتيات حتي يَقعون بشباكه ليحصُل علي ما يُريد.. أما هي لا تُنكر أن كلماته لامست جُزءًا من مشاعرها، فاطمة فتاة حساسة للغاية لا يوجد تجارُب لها بالحياة ف حتي تَجرُبة أرتباطها بحازم تقليدًا لزُملائها بالمدرسة أرادت أن تفعل كما يفعلون لا أكثر..
أردفت قائلة بهدوء بعد أن لعبت كلماته علي أحاسيسها المُتعطشة لإي كلمة حُب:
– وأنا كمان بحبك يا حازم.. و واثقة فيك
قالت أخر كلماتها بتردُد لَكنها أرادت أن تُكمل قصتهُما دون تَفكير..
* داخل منزل لأول مرة سنزوره المنزل التي تَسكنه شيرين مع جدتها فَقط..
نَهضت شيرين من علي طاولة الطعام هي وجدتها لتبدأ الخادمة في تَوضيب الطاولة من الصحون..
جلست شيرين علي الأريكة بيدها الهاتف شاردة به ك عادتها بجانب جدتها الجالسة تُتابع التلفاز..
لتردف جدتها قائلة:
– شيري.. شيررين
سَحبت سماعة الأذن ( AirPods ) تتأفأف قائلة:
– نَعم يا تيتا
تحدثت قائلة بإعتراض من تصرُفات شيرين:
– باباكِ بيتصل بيكي مبترُديش ليه ؟
نّفخت بضيق قائلة من بين أسنانها:
– مليش مزاج.. زي ما هو بالظبط ما بيكونش ليه مزاج يجي يشوفني وبيكتفي أنه يملا رصيدي في البُنك بالفلوس زي الست هانم بالظبط
عبس وجه جدتها لتردف قائلة بمُحاولة في إصلاح الأمر:
– طَب أُعذريهُم مشاغل الحياة
ضَحكت بقوة تلك الضحكة كانت مليئة بالأ وجاع لتردف قائلة بعد أن هدأت ضحكاتها:
– أعذرهُم.. أعذُر أبويا اللي طلق أُمي ورماني ليها علشان يتجوز ومش بس كده مبيسألش فيا علشان مش فاضي طبعًا بيربي عيال مش عياله، ولا أعذُر أُمي اللي رميتني بعد ما أبويا طلقها وراحت تشوف حياتها واتجوزت واحد بتربيله عيالوا باردو والأتنين رموني عليكي وكُل شهر بيحطولي فلوس في رصيدي علشان ميحسوش بتأنيب ضمير.. طب وأنا فين حبهُم ليا خلفوني ليه يا تيته طالما هيرموني ويروحوا يربوا عيال ناس تانية ، هاا رُدي عليا يا تيته
نَهضت جدتها تَسحبها داخل أحضانها تُربط علي شعرها قائلة بحنان وحُب دافئ:
– أنا مش مكفياكي مش معوضاكي يا حبيبتي عن غيابهُم
أبتعدت عن أحضان جدتها قائلة بنبرة قسو ة وصوت حزين:
– لا يا تيته مش مكفياني ولا معوضاني عن حنان أبويا وأُمي اللي حرموني منه أنا عُمري ما هسامحهُم.. تيته أنتِ متعرفيش عني إي حاجة متعرفيش أنا بعمل إيه برا البيت أساسًا، وياريت تفهمي أبويا اللي هو أبنك لو شوفتيه أساسًا أنِ قُريب أوي هيوصلوا رسالة مني هو الست هانم علي كمية الفلوس اللي بيبعتوها ليا بصراحة ضميري بيأنبني فلازم أرُد ليهُم جزاءهُم في طيبة قلبهُم..
قالت حديثها وأندفعت داخل غُرفتها تَغلق الباب بقو ة.. ليسقُط جسد جدتها علي المقعد تَضر ب كفوف يدها علي فخذيها لا تعرف ما عليها أن تَفعل مع ولدها وزوجته في أهمالهُم لإبنتهُم الذي تركوها إليها بعامها العاشر..
*داخل غُرفة شيرين..
أغمضت عينيها التي تَزفُر منها الدموع بقسوة ك عادتها تَبكي في الليل بمُفردها داخل غُرفتها وتنهض في الصباح تواجه العالم بقوتها المُزيفة، تشعر بإ نهيار روحها ستجعلهُم يندمون علي تركها سنين عُمرها هي بالأساس تَفعل ما تفعله إنتقا مًا منهُم تُريد أن تُحسر قلبهُم عليها ف هي طفلتهُم الوحيدة التي أعطاهُم الله فَلم يُرزق إي منهُم بطفل أخر وكأن الله يُعاقبهُم علي تركها، لهذا تَخرُج وتُرافق الشباب لَكن في الحقيقة هي تَفعل كُل الأمور الفاسد ة علي أمل أن يصل إليهُم ليأتوا إليها حتي لو سيُعا قبوا بأقصي الطُرق هي راضية تُريد أن تَشعُر بخوفهُم عليها تُريد إرجاع عائلتها مهما كلفها الأمر..
* داخل منزل أيوب
جلست هانم تُنهي عملها علي الموقع بعد أن دخل الكثير من خلالها إلي الموقع و وضعوا الأموال ليزداد رصيدها في الموقع..
ليأتي إليها أتصال من لُبني وضعت يدها علي رآسها من الصُداع ف هي مُنذ خرُوج أيوب وهي تعمل دون أن تأكُل شيئًا سَحبت الهاتف لترُد علي أتصال لُبني..
– الحمد الله يا حبيبتي أنتي عاملة إي ؟.. وجايدة وجنات عاملين إيه ؟
أردفت لُبني قائلة:
– الحمد الله كُلهُم بخير يا هانم.. أنا اللي مش بخير ومحتاجة أتكلم معاكي
أغلقت هانم جهاز الحاسوب لتردف قائلة بقلق وهي تَنهض من مكانها تُخبأه في درج الفراش:
– مالك بس يا لُبني أحكيلي يا حبيبتي إيه اللي حصل بس ؟
أردفت لُبني قائلة بنبرة حُزن:
– مش هينفع الكلام علي الموبايل.. لو ينفع تجيلي يا هانم أنا تعبانة أوي ومحتاجة مُساعدتك
أردفت قائلة:
– امم.. مش عارفة يا لُبني أقولك إيه ؟.. خايفة أيوب مايوافقش أنتي عارفة علاقته مع عُمر مش قد كده !
اردفت لُبني قائلة بأصرار:
– أتصرفي يا هانم أنا مليش غيرك أنتي عارفاني من زمان مش برتاح في الكلام معاكي ولا بثق في حد غيرك
سَحبت هانم خُصل شعرها تَلويها بين إصبعها بتفكير لا تعرف ما تفعل لتردف قائلة:
– طَب خلاص أقفلي وأنا هتصرف يا لُبني
بعد أن أغلقت المُكالمة مع لُبني أردفت قائلة بتفكير:
– لازم أقنع أيوب.. لو خرجت من وراه وروحت ل لُبني مش بعيد يطلقني اه والله
سَحبت الهاتف تُهاتف أيوب.. ليرُد عليها كان في عمله في الشركة..
– خير يا حبيبتي في حاجة حصلت لخديجة
أردفت هانم قائلة بتوتر:
-لا.. لا يا حبيبي خديجة زي الفُل أنا اللي كُنت عايزة أطلُب منك طلب بس خايف ترفُض
ضيق حاجبيه قائلًا:
– احكي يا هانم اللي أنتي عايزاه ولو طلب أقدر أنفذهولك عينيا ليكي
أردف قائلة بتوتر خوفًا أن يَرفُض قائلة:
– أُختك عايزاني أروحلها أظاهر أنها في مُشكلة ومحتجاني.. وعُمر مش في البيت
فَكر أيوب قليلًا ليردف قائلًا:
– موافق يا هانم.. بس ترجعي البيت قبل ما أنا أوصل وقبل ما عُمر يرجع البيت سامعة
توسعت إبتسامتها لتردف قائلة:
– موافقة يا روحي.. متقلقش مش هتأخر سلام يا حبيبي
إبتسم بعد أن أغلق معها ليُعاود إلي عمله مرةً أُخري..
* داخل منزل عُمر ولُبني/ تحديدًا داخل غُرفة لُبني
بعد أن أستمعت هانم إلي حديث لُبني أردفت قائلة:
– يعني إيه استسلمتي يا لُبني ده جوزك حبيبك اللي عندك منه جَّنات وجَّايدة اللي جُم من زرعه حُبكُم بعد كُل ده هتستسلمي
حركت رأسها بالنفي قائلة:
-مش هستسلم بس عايزاكي تساعديني
حركت هانم رأسها بالإيجاب قائلة:
– أساعدك طبعًا.. بس قوليلي أزاي ؟!
تحدثت لُبني قائلة:
– تتكلمي معاه أنا مبثقش في حد غيرك يا هانم.. أتكلمي معاه أعرفي إيه اللي مضايقة مني حنني قلبه عليا.. وقوليلي أتعامل معاه إزاي أعمل إيه ؟!
رفعت هانم يدها تُربط علي وجهها بخفه قائلة:
– حاضر يا لُبني.. بس عايزاكي تستحملي كلامه مهما قال قولي حاضر وبس علشان نرجع جوزك وبعدها أتقلي براحتك أعملي اللي أنتي عايزاه فيه بس المهم نضمن أنه رجعلك، بس لازم تخليه يغير عليكي يعني لو في حد من عيلتك هو بيضايقك منه بيغير عليكي منه أعزمي الشخص ده مثلًا علي العشاء في مرة أو تتفقي معاه في مرة يطُب عليكُم وإنتوا بتتعشوا في مطعم كده أعملي حركات الستات دي يا لُبني فهماني
أومأت إليها بالإيجاب، ظَلوا يتحدثون إلي وقت كبير نَهضت لُبني تُجلب شيئًا لتظل هانم في الغُرفة ليأتي عُمر مُبكرًا من عمله ليدلُف الغُرفة لتقع أنظاره علي تلك الجالسة علي الفراش لتتحرك عينيه علي شعرها المرفوع لأعلي بخصُلاته الناعمه كالحرير يلفت بطوق يلمه يحلم أن يَفُك أوصاله بأنامله ليغرز أنفه يَشم عبيرها تحركت عينيه علي الجُزء البسيط الظاهر من قديمها عبر فُستانها المُنكمش لأعلي قليلًا بسبب جلستها..
ليردف قائلًا بهدوء شديد وشرود:
– هانم..
نَهضت هانم فورًا تسحب حجابها علي شعرها تُحكمه عليه قائلة بتلعثُم:
– عُمر.. أ..أنا
تقدم إليها قاطعًا حديثها قائلًا وهو يمسك كف يدها القابض علي حجابها قائلًا:
– أهدي.. مَكونتش أعرف أنك هنا !.. بس تعرفي أنا محظوظ أوي كُنت لسه عايز أقابلك علشان أقولك أنك شغاله كويس أوي وفي ظرف شهرين هتلعبي بالفلوس لعب
كانت تُحاول دَفع يده التي تُمسك يدها لتردف قائلة بنبرة مُرتفعة قليلة:
– أبعد أيدك يا عُمر
فَلت يدها علي الفور قائلًا بنبرة هادئة يَصطنع عدم القصد بأن يَمسك يدها:
– أسف يا هانم.. صدقيني مَخدتش بالي
سَحبت هانم حقيبتها لتحمل خديجة بين ذراعيها تَخرُج برا الغُرفة دون أن تردف كلمة لتُقابل لُبني لتقول لها أنها سترحل لأن عُمر وصل لتُغادر هانم تحت ضيقها مما حدث..
بَعد عودة هانم المنزل بدأت بإحضار طَعام الغذاء قبل أن يَصل أيوب لتُحضر الطعام الذي يُحبه أيوب كانت تُفكر بما حدث وطريقة عُمر لَكن أبعدت الأفكار التي راودتها وقالت أنه بالتأكيد غير قاصدًا..
عاد أيوب من عمله إلي المنزل ليتناول وجبة الغذاء مع هانم بأجواء هادئة لتنهض هانم إلي المطبخ تَقوم بغسل صحون الغذاء وعلي الوقود تَضع براد الشاي يَغلي علي ما تنتهي من الصحون..
أما أيوب بعد أن أطمئن علي خديجة و وَضعها في فراشها دَخل إلي المرحاض ينعش جسده بدُش دافئ استعدادًا إلي عمله الأخر بعد أن ترك عمله بالورشة ليعمل في مكانًا أخر..
خَرج أيوب من المرحاض عا ري الصدر يرتدي بنطال وحزامًا ويُجفف شَعره بالمنشفة، أتجه نَحوه المطبخ بعد أن سَمع صوت بالداخل ليراها تَقُف أمام حوض الغسيل وشعرها مُنساب علي ظهرها بنعومته وطوله بسواد كاحل خاطف لعيونه كانت أنتهت من غسل الصحون لتُغلق الصنبور تُحفف يدها..
تَحرك أيوب بخطوات بطيئة إلي أن وَقف خلفها و وضع المنشفة حول رقبته، يُحاوط خصرها بذراع واحد يلصق جسدها بجسده ويضع رأسه علي كتفها شَهقت هانم بفز ع لَكن بعد أن وصل إليها رائحته أستكانت بين ذراعه ترتمي برأسها علي صدره ليهمس قائلًا بالقُرب من عُنقها وهو يَرفع يدها اليُسري بَطبع قُبله عليها:
– تسلم أيدك علي الأكل اللي زي السُكر يا حبيبتي
إرتسمت إبتسامة علي شفتها بأعيُن تُتابع ما يفعله لتردف قائلة بنفس الهمس:
– عجبك
رَفع رأسه من علي كتفها وأعتدل بوقفته ليرفعها من خصرها بذراع واحد يَحتضن جسدها يسير إلي رُخامة المطبخ قائلًا:
– كُلك علي بعضك عجباني ومن زمان
بعد أن وضعها علي رُخامة المطبخ و وقف أمامها رَفعت ذراعيها تُحاىط عُنقه قائلة بَهمس ضَد شفته المُقابلة إليها بإبتسامة لعوبه:
– مش قصدي عليا.. قصدي علي الأكل
خفض رأسه يُقبل ذراعيها المُلتفته حول عُنقه قائلًا بهمس:
– طب ما أنتي والأكل واحد
ضيقت عينيها قائلة بعدم فهم مُعترضة علي حديثه:
– نعم!، يعني أنت شايفني أكل
رَفع يده يَمسح علي شعرها قائلًا:
– مين اللي عمل الأكل مش أنتي !، أنا من وقت ما أتجوزنا عُمري أكلت من ايد حد غير!، كُل الأكل اللي بتعمليه مش طري ومسكر زي كده !.. يبقي أنتي والأكل واحد
ضَحكت بقوة وهي ترمي رأسها علي صدره هامسة إليه بدلال:
– بقيت شقي أوي يا أيوب ، أنا كده هغير بسبب كلامك الحلو ده.. أوعي تَكون بتقول الكلام ده لحد غيري
رَفع حاجبه قائلًا بجدية لا يخلوها من نبرة الحُب ولا يُزال يَمسح علي شعرها:
– هو لساني يستجرأ ينطق الكلام ده لحد غيرك ولا عيني تستجرأ اشوف حد من بعدك أنا بحبك كُلك علي بعضك كُل حاجة فيكي بعشقها أنا لو أطول أقعُد معاكي ولا أروح شُغل ولا أشوف الشارع كُنت عملتها بس وقتها حالتنا المادية هتتدهور ومش هنلاقي ناكُل ودا ميرضكيش !
طَبعت قُبله علي صدره العا ري وهي تدس نفسها بين أحضانه تُفكر بما تفعله بدون علمه لتردف قائلة بنبرة مُرتجفه خوفًا من ردة فعله:
– طَب ما قُدامنا اللي يخلينا نعيش مرتاحين وبدون تَعب يا حبيبي
ضيق حاجبيه قائلًا بعدم فهم وهو يُربط علي شعرها:
– قصدك إيه ؟!
حمحمت حنجرتها لتردف قائلة بخوف:
– الشُغل اللي عُمر قالك عليه..
بمُجرد أن سَمع حديثها أنتفض يبتعد عنها وكأن كهرباء سارت بجسده لَم يجعلها تُكمل حديثها يَسحب ذراعيها من حول عُنقه يَمسكهُم بقوة قائلًا:
– وأنتي عرفتي منين ؟!
بلعت ريقها بخوف تُحاول التفكير في الحديث حتي تُخرج ذاتها من الموقف التي وضعت به بسبب غبا ءها لتردف قائلًا بنبرة خرجت مُتلعثمة من التوتر والخوف:
– أ.. أنا ع.. عرفت ممم..
جاء إليها حديث أيوب الغا ضب قائلًا:
– ممم.. إيه أنطقي
أردفت قائلة بعجله تحت خوفها:
– أ.. أنهاردة وأنا عند لُبني عُمر جه م.. من الشُغل بدري وأتكلم معايا بَخصُوص الشُغل ف عرفت عرضه ليك
ضغط علي يدها قائلًا بغضــ ب:
– هو أنا مش قايل مَفيش كلام مع عُمر ونبهت عليكي قبل ما تروحي عند لُبني أنك ترجعي قبل ما عُمر يجي
أردفت قائلة بمُحاولة التحكم في أعصابها التي إنهارت بسبب التوتر:
– قولت يا أيوب ، بس أنا إيه عرفني بمواعيده وبعدين أكيد مش همشي وأسيب الراجل وهو بيتكلم معايا مَيصحش
رفع حاجبه قائلًا بنفس النبرة:
– بس يصح تكسري كلامي
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لا بس مَكنش قُدامي حل غير أنِ أقعُد وأسمع كلامه عيب أوي أكون في بيته وأسيبه وأمشي
ترك يدها بعُنـــ ف ينظُر إليها بضيق يُحاول السيطرة علي غضـــ به ليمد يده يَمسك فكها بقوة يخرُج عن سيطرته قائلًا بغضـــ ب:
– أول وأخر مرة أسمع أنك أتكلمتي معاه، وبخصوص موضوع الشُغل ده برا عنك أنا عارف أنا بعمل إيه مَفهوم
أغمضت عينيها بضيق لتردف قائلة بأ لم:
– إبعد يا أيوب
صَك علي أسنانه ليترُك فكها بغضـــ ب خارجًا من المطبخ لتحتضر شيا طينه أمامه في الحال بسبب غيرته لا يرتاح إلي عُمر يَشعُر بنظراته تجاه هانم نظرات مليئة بالإعجاب لا يعرف هذا صحيح أم لا لَكن هكذا شَعوره..
بعدما خَرج تنهد هانم لتشم رائحة شيا ط لتهبط من علي الرُخامة تَركُض نحو الوقود تغلقه بعجله مع تصاعد بُخار الماء من البراد كادت أن تنتهي الماء بداخله بعد أن أغلقته وضعت مياه أخري لتُحضر الشاي ثُم توجهت تبحث عن أيوب بيدها تحمل صينية بها كوبان من الشاي بحثت عنه بغُرف المنزل ولَم تجده لتراه واقفًا بشُرفة المنزل يوليها ظَهره أنتشلت حجابها و وضعته علي رأسها لتدلُف إليه حمحمت لتُعطيه إشارة بانها خلفه أقتربت تَقُف بجانبه تَضع الصينية علي السور قائلة:
– عملت كوبايتين شاي علشان نحبس الأكل زي ما متعودين نشربها كُل يوم مع بعض ولا أنت لسه زعلان مني ومش عايز حاجة من أيدي
لَم ينظُر إليها ظلت نظراته موجهه في اللا شيء يخرُج غضبــــ ه بالتفكير أقتربت إليه تُحاوط ذراعه بكف يدها هامسة إليه بقول:
– مُمكن تهدأ مبحبش أشوفك مضايق مني، وخُد أشرب الشاي ومتكسفش أيدي
قالت أخر حديثها لتسحب كوب الشاي توجه نحوه ، نَظر إليها نظرات تأنيب جعلتها تتوتر ليأخُذ الكوب من بين يدها لتندفع تَخرُج من الشُرفة لتعود بيدها أحد قُمصانه تنظُر إليه قائلة بغيرة:
– أولآ خُد ألبس عشان متبردش ثانيًا أنا بغير من وقفتك بالمنظر ده وأنت عارف ستات الحارة عينيهُم تندب فيها رُصا صة مبيختشوش
حالت إبتسامة علي شفته ليترُك الكوب علي السور ويلتقط من يدها القميص يرتدي، أقتربت إليه تَغلق أزراره هامسة إليه بحُب بعد أن أغلقت أخر زر:
– حقك عليا يا أيوب، مَكنش قصدي أضايقك بس نفسي نعيش عيشة كويسة مرتاحة علشان نقدر نجيب كُل حاجة لخديجة
حاوط وجهها بكفوف يده طابعًا قُبله علي جبهتها قائلًا:
– وأحنا الحمد الله عيشتنا مرتاحة أنا مش هروح أرمي نفسي في الشُغل اللي عُمر عايزني فيه وأنا شايف أنه عُبارة عن قُما ر ولا كأني واحد من كبار الكبار يهات اللي ماورهُمش ولا شُغله ولا مشغله غير اللعب بالقُما ر وفأخر الصالة يلموا كبشة فلوس لا تعبوا فيها في جيبهُم، أه مش أغنيه وأه مش العيشة اللي تتمنيها بس من بداية جوازنا وأنا مفهمك ظروفي وعارفة عيشة أخواتي كان كُل خوفي من وقت جوازنا أنك تتمني عيشة غير العيشة اللي ربنا قسمهالنا وده اللي بيحصل يا هانم من وقت جوازنا وأنتِ عايزاني أكون زي منصور أخويا وزي عُمر جوز اُختي بس أنا أيوب وهفضل أيوب أنا يَستحيل أحُط أيدي في شُغل وأنا حاسس بنسبة حُر مانية فيه حتي هكسب ملايين يَكفينا أعيش مرتاح بفلوس قليلة ولا أعيش تعبان مرتاح الجيب..
رنين قاطع حديثهُم يَخرجهُم من حديثهُم الدائر ليسحب الهاتف ينظُر به ليردف قائلًا:
– ثواني يا حبيبي هرُد
فَتح الخط ليتحدث لتنظُر إليه هانم بشرود في حديثه لَم يُنال إعجابها هي تَطمع بعيشة بمُستوي أخر كما قال هي نظرت لاشقائه لَكنها تري أن هذا سعي لا تَنكر أنها تُحب أيوب وبشدة لَكن العيب الوحيد به كما تراه هي أنه يَضع عقائد سماوية كثيرة بكُل مسار حياته، كما قال أنه يري هذا العمل كالقُمار أما هي لا تري إي شيء سوا الأموال التي سَتجعلها تَعيش مثل لُبني وماجدة..
لَم تستفيق سوا علي صوت أيوب وهو يطبع قُبله علي خديها قائلًا:
– هنزل أنا دلوقتي علشان متأخرش علي الشُغل، ده أول يوم في الوردية الجديدة أستلمت أمين مصنع بمُرتب حلو أوي أول قبض من الشُغل هيكون في أيدك علشان تجيبي اللي عايزاه بيه..
حاولت رسم إبتسامة علي شفتها لتردف قائلة:
– ربنا يوفقك ويخليك لينا يا حبيبي
طبع قُبله علي كف يدها قائلًا:
– ويخليكي ليا يا وش السعد أقفلي الباب كويس ولو أحتجتي إي حاجة كلمي أم محمد أنا متفق معاها هتبعتلك الواد محمد يجبلك اللي تحتاجيه
تحركت خلفه تُغلق خلفه الباب وهي تودعه وتدعوا إليه بأن الله يحفظه ويسع رزقه، وَقفت بظهرها خلف الباب تُفكر بحيرة بأمر العمل مع عُمر تُغريها الأموال بشدة لكن بنفس التوقيت رفض أيوب يُقلقها..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقنعة بشرية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى