رواية جريمة في العلن الفصل العاشر 10 بقلم هنا عادل
رواية جريمة في العلن الجزء العاشر
رواية جريمة في العلن البارت العاشر

رواية جريمة في العلن الحلقة العاشرة
ولا حس ولو للحظة واحدة بس بالذنب ناحية اي واحدة من البنات اللى بيأذيها ويستغلها، حتى لو متعود يعمل علاقات مع ستات مش كويسة، لكن برضو بيأذي بنات مالهمش ذنب فى اي حاجة معاه، لو كانت سهام سلمت لأنها ضعفت معاه وحبيته، واحدة زي حواء ويمكن غيرها كتير كمان هو قرر يفترسهم غصب عنهم، دي حتى سهام مجبرة على اللى بتعمله معاه وذاللها وبيهددها، مفيش مبرر للغلط، لكن على قد غلطهم هو يستاهل يتدبح مليون مرة، اي بنت رخصت نفسها تستاهل تتعاقب، لكن عقابه هو المفروض يكون اضعاف مضاعفة نتيجة افعاله المبالغ فيها، فى الوقت ده كانت حواء ماشية وراه من غير ما يحس بخطواتها، صوت دندنته مغطي على صوت خطواتها فى الطين لكن هو مكانش عارف ان فى الطريق اللى ماشي فيه، ومع دماغه العالية وعنيه اللي ضباب الدخان مغطيها فيه بركة مياه رجليه هتغرس فيها فجأة، وكل ديل جلابيته يغرق جوة المياه والطين، بقى واقف متنرفذ وهو بيحاول يخرج من البركة دي، فجأة ومن حوالين البركة لفيت حواء وراحت وقفت قصاده بعد ما كانت وراه وبتضحك الضحكة اللى ثبتت على وشها طول الشهور الطويلة اللى فاتت، اتخض خاطر لما شافها قصادها وهو بيقول بأنفعال:
– يحرق ابو اللى جابك، انتي طلعتيلي منين انتي كمان؟ ناقص قرف انا؟!
حواء مبتسمة وباصة لخاطر وساكتة، كل ما يطلع رجل من جوة الطين ويحاول يطلع خطوة قدام، يحمّل على رجليه التانيه جوة الطين ورجليه تغرس اكتر، ومع عصبيته اللى مش وقتها بقى مش بيعمل حاجة غير انه عمّال يهين فى حواء:
– قفلتي الليلة بوش اهلك الفقر ده، انتي ايه اللى جابك هنا يا خرفانة انتي كمان؟
حواء بثبات بتضحك وبتبص بتركيز وقالت بعقل لاول مرة من فترة طوووويلة جدا:
– مش هتطلع من هنا يا خاطر، شايف بركة الطين دي؟! نهايتك هتكون فيها، اذيتك ليا انت وصحابك اللى خلتني مش عارفة ابني مين ابوه، اذتني وانا مش هسيب حقي، وبلوم على كل واحدة انت ضحكت عليها ومقدرتش تنفذ فيك حُكم الاعدام.
كان واقف خاطر عنيه هتخرج من مكانها وهو بيتعصب اكتر وبيحاول يخرج اكتر من البركة اللى ابتدا يركز فيها ويقول بخوف:
– انتي عرفتي منين اني هنا؟ هو انتي اللى ناصبة الفخ ده يا مجنونة انتي؟
وطلعت حواء من جيب جلابيتها علبة كبريت و ابتديت تفتح العلبة وتطلع شوية عيدان كبريت مع بعض، صرخ فيها خاطر وهو بيقول:
– انتي بتعملي ايه يا مجنونة؟ انتي عايزة ايه مني؟ انتي فاكرة اللى بتعمليه ده هيأذيني؟
ضحكت حواء على استخفافه بيها وهو فاكر انها هتولع عيدان الكبريت وترميها فى بركة المياه، لكن هي ردت بمنتهى العقل وقالت:
– انا مبطلتش اراقبك يوم يا خاطر، مش انت لواحدك، انت واصحابك اللى هتحصلوا بعض واحد ورا التاني، انا مستنياك من بدري، شوفت قرفك وسمعت رمامتك يا رمة، ومجهزالك البركة الحلوة دي اللى هتولع جواها من اكتر من ساعتين تلاتة، اصل انا رايحة جاية على هنا علشان مينفعش اسيب ابني الوقت ده كله لواحده، ولسه نارك فى الدنيا اللى هتحس بيها دلوقتي…صدقني اكيد اهون من النار اللى هتقضي فيها باقي عمرك يوم الموقف العظيم.
عنيه خرجت من مكانها تقريبا وهو بيبدأ يستوعب اللى ان اللى واقف فيه ده وغرقان فيه بجلابيته مش مياه زي ما كان فاكر، ده جاز قادت فيه النار مجرد ما جمعت حواء العيدان بتاعت الكبريت وولعتها مرة واحدة علشان تعمل شعلة ترميها وسط البركة، منها اللى الهوا طفاه، ومنها اللى ولع فى الجاز مجرد ما لمسه، وابتدا يصرخ خاطر صرخات ريحت قلب حواء اللى كان عندها مجال اقوى من المرة اللى فاتت فى انها تقف تتفرج عليه وهو بيتعذب، واقفة مبتسمة وفرحانة وبتطبطب على قلبها وبتقول:
– حقي، هاخد حقي بأيدي، مش هرتاح غير لما اخلص منهم كلهم.
وعنيها على خاطر لحد ما تقريبا مبقاش فيه اثر لجسمه تماما، جلده داب مع النار اللى مكانش ينفع تلفت انتباه حد بسبب بُعدها عن البلد وسُكّانها، صوت صرخاته موصلش بسبب الوقت المتأخر بالنسبة لأهل القرية اللى فيه بيكون كل واحد فى بيته مع اهله، وحتى اللى لسه مرجعش من برة بيكون على القهوة او بيرجع من مكان عمار، وكأن خاطر مكتوب له ان نهايته تكون بشعة بالشكل ده ومحدش يسمع صوت استغاثته لأنه حتى ميستاهلش محاولة من حد فى انه يتقدم له ولو خطوة مساعدة واحدة.
رجعت حواء بنفس الطريقة وجواها سلام نفسي رهيب، دخلت اوضتها بنفس هدوء المرة اللى فاتت وقالت لقادِر نفس الجملة اللى قالتها برضو لكن باختلاف الرقم:
– جيبتلك حقك من التاني يا قادِر.
خدت ابنها فى حضنها وراحت فى سابع نومة، ويعدي يوم كامل وييجي اليوم التاني وكعادة حواء تصرفاتها مفيش فيها اي اختلاف، البلد مقلوبة علشان خاطر مختفي، الكل بيسأل، اهله بيدوروا وقالبين الدنيا، حتى رجب وعابد اللى كانوا مرعوبين بجد المرة دي بيدوروا وجواهم خوف بيقول:
– الدور علينا ولا ايه؟
ورغم خوفهم الا انهم كانوا بيتمنوا لو يلاقوه حتى مصاب ولو اصابة هتعمله عاهة ولا اعاقة، بس المهم يكون موجود وينصحهم ويعملوا حسابهم من اللى جاي، ما هو معنى ان اتنين منهم فى يوم وليلة حياتهم تتشقلب، يبقى الدور عليهم، ما هما مربوطين فى حبل واحد وكل افعالهم سوا، بس المرة دي اخد رجب عابد وراحوا على المكان بتاعهم عند الترعة، عابد وهو فى الطريق:
– احنا ايه اللى جايبنا هنا دلوقتي يا جدع انت؟ احنا فى ايه ولا فى ايه؟
رد رجب بقلق:
– قلبنا البلد كلها، مجيناش هنا، مشوفناهوش فى المكان بتاعنا اللى لما بنحب نعمل اي مصيبة بنيجي عليه، خلينا نشوف احنا قبل ما حد تاني ييجي يشوف، مش عايزين نتحط فى حاجة احنا مش عاملين حسابها.
عابد:
– هيكون هنا ومش هيرجع يعني يا رجب؟
رجب:
– لو عايش كان رجع يا عابد، خاطر حصّل شديد، انا متأكد ان ده اللى حصل.
عابد بخوف:
– ياجدع ما تقولش كده، طيب يلا خلينا نقلب المكان عليه، يمكن نلاقي حاجة توصلنا، اصل هو مقالش انه طلع برة البلد يومها، يعني كنا عرفنا لو هو برة البلد مكُناش تعبنا نفسنا هنا ودورنا فى المكان اللى هو فيه.
رجب:
– خلينا ندور، يمكن نوصل لحاجة.
فعلا ابتدوا يدوروا مع بعض، قلبوا طريق الترعة كله تقريبا، مفيش اثر لحد…لكن…لكن وقف عابد مصدوم:
– رجب، الحق، تعالى شوف اللى شوفته!
رجب قرب شوية ووقف جنب عابد اللى باصص على الارض بتركيز وقال:
– فى ايه؟ لقيت حاجة؟
بص رجب على الارض اكتر وبيبص مكان ما عابد مركز، لكن رجب مكانش واخد باله ورد قال لعابد:
– بتبص على ايه ياض انت؟ انا مش واخد بالي من اللى انت متنّح عليه، شاورلي.
عابد بيشاور وبيتكلم بصوت هادي وهو بيقول:
– واد يا رجب مش دي الكوفية بتاعتك؟
بص رجب كويس، اخد باله من طرف كوفية شابك فى جذوع شجرة من تحت، وطى وسحب الكوفية وهو بيبص فيها بتركيز وبص لعابد:
– دي الكوفية بتاعتي، اه دي امي شغلاهالي بأيديها، ايه اللى جابها هنا دي؟
رد عابد بخوف وهو باصص لرجب:
– انت بتسألني انا؟ انا اللى عايز افهم منك انت عملت ايه؟ ما هو كل اللي حصل ده يقول ان انت عملت مصيبة، وعايز تغرس رجلي معاك فيها.
رجب:
– انت بتقول ايه يا جدع؟
عابد:
– قررت تجيبنا هنا من غير ما حد يحس وعند اقتناع بأننا هنلاقي حاجة تخص خاطر، وفعلا لقينا، لقينا الكوفية بتاعتك يا رجب بيه.
رجب بأنفعال:
– انت قصدك ايه؟
عابد قبل ما يتكلم عنيه راحت لقدام شوية وشاف بركة وورق شجر بيطير ناحيتها، شاور عليها وقال لرجب:
– تعالى وانا هقولك ايه هو قصدي.
وفعلا اتحركوا شوية ناحية البركة اللى تفاصيلها مكانتش واضحىة، حتى ورق الشجر اللى كان بيطير ناحيتها مكانش واضح انه محروق، وقفوا قصادها رجب وعابد وهما مصدومين وقال رجب:
– كان فيه حريقة هنا يا عابد! ايه اللى حصل هنا يا عابد؟
عابد بخوف وقلق من رجب:
– انت اللى تجاوبني، انت ولعت فى صاحبك يا رجب؟ انت عرفت موضوع سهام علشان كده قتلته؟!
هنا خرجت عين رجب من مكانها وهو بيصرخ فى عابد وبيقول:
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)