روايات

رواية جريمة في العلن الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الجزء الرابع

رواية جريمة في العلن البارت الرابع

جريمة في العلن
جريمة في العلن

رواية جريمة في العلن الحلقة الرابعة

مسكها عابد بسرعة قبل ما تقع وهو بيقولها:
– خلي بالك يا حوا، كنت هتقعي على ضهرك.
خافت منه رغم انها متعرفهوش او مشافتهوش مرتين تلاتة على بعض، بس بقى عندها رعب من اي راجل يقرب منها، بعدت ايديه عنها وبصت بنظرة خوف وهي بتقول بتوتر:
– انا…انا كويسة، سيبني بس.
ابتسم عابد وبعد بضهره لورا وهو بيقولها:
– انا بعيد على فكرة، انتي جايبة اللبن صح؟
هزيت رأسها وهي ماسكة الازازة بتاعتهم في ايديها، مد ايديه عابد اخدها وهو بيقولها:
– معلش بقى امي مش موجودة، علشان كده حظك وقعك فيا انا.
كلام عابد رعبها اكتر، وعنيها زاغت لما شافت سعد جاي من ورا عابد وبيبص لحوا بنظرة شهوانية وابتسامة خبيثة، استغرب عابد نظرتها اللى مش له والتفت وراه يشوفها بتبص على ايه، ومجرد ما بدأ يلف رقبته اتكلم سعد علشان ابنه مياخدش باله من حاجة:
– ايه يا حوا؟ عاملة ايه النهاردة؟ لسه عيانة؟
اتخضت من صوته وابتدت تحرك رقبتها وتميلها لكتفها وكأن صوته المها فى ودنها، كان مستغرب عابد جدا اللى هي بتعمله، لكن سعد بخبثه اتكلم وقال لعابد:
– لاحول ولا قوة الا بالله، من امبارح وهي عيانة كده، وقولتلها ترتاح فى البيت يومين لكن هتعمل ايه بقى؟ بتجري على لقمة عيشها.
عابد بص لحوا وقال:
– عايزة تدخلي ترتاحي جوة شوية طيب؟
اتنفضت وبعدت عن باب البيت وبتحرك رأسها يمين وشمال:
– انا ماشية، انا كويسة، انا ماشية.
واقف سعد وكأنه ملاك بجناحات وبيبين انها صعبانة عليه وهو بيقول:
– مسكينة البنت دي، امك يا عابد بتعمل معاها خير كتير، بس برضو اجرة اليوم هتفرق معاها فى عيشتها، ماهي مسؤولة عن نفسها ومحدش معاها غير ربنا.
عابد باصص ناحية حوا اللى اخدت العجلة واتحركت وهي بتجري تقريبا وكأنها بتهرب منهم، كان مستغربها، لكن سعد خطفه فى الكلام وهو بيقوله:
– يلا بقى ربنا معاها، تعالى ندخل ناكل لقمة سوا، مع اني مبعرفش افطر من غير جميلة، لكن ماشي يا سيدي انت حتة منها هتصبّر بيك بقى.
ضحك عابد وضحك سعد ودخلوا وقفلوا عليهم بابهم، قعدوا يفطروا سوا ويتكلموا ويضحكوا ولا كأنه عامل جريمة، ولا حاسس بذرة ذنب ناحيتها، هو فى بيته وفى شغله وفى حياته بمنتهى الاريحية والاطمئنان، بيضحك وبيتكلم وبياكل ويشرب ويهزر، وهي مرعوبة وخايفة ومكسوفة وكارهة حتى نفسها، رجعت على اوضتها من غير ما تفوت على الحاج حسين برضو، دخلت وقفلت وراها وراحت قعدت على الكنبة بتاعتها، سرحانة وساكتة ومستنية اي حد يتكلم معاها ولو بكلمة واحدة تريح قلبها وتهدي النار اللى هي حاسة بيها قايدة في جسمها، لكن للأسف هي فعلا مالهاش غير ربنا، هو شايفها وعالم باللي حاصل لها، لكن كلامه هي مش قادرة تسمعه، مش عايزة تسمح لنفسها تسمعه لأنها شايفة نفسها مذنبة، فضلت قاعدة على الكنبة سرحانة كده وقت طويل لحد ما سمعت صوت خبط على الباب، خافت واترعبت، لكن اطمنت لما سمعت صوت الحاج حسين وهو بيقول:
– بت يا حوا، انتي رجعتي يا بت؟ انتي جوة ؟
قامت من مكانها واتحركت ناحية الباب وفتحت وهي بتجر رجليها من على الارض بصعوبة، فتحت الباب ووقفت تبص للحاج حسين من غير ما تتكلم، اتكلم هو وقال:
– انتي فيكي ايه يا بت يا حوا؟ مالك؟ من صباحة ربنا وانتي حالك مقلوب، والنهاردة معرفتش انتي رجعتي ولا لاء علشان مفوتيش عليا، وامبارح برضو عملتي نفس العملة، مالك يابنتي اتكلمي معايا فى ايه؟
مقدرتش تنطق لكن لقيت نفسها ومن غير ارادة ولا تفكير بترمي نفسي فى حضن الحاج حسين وبتعيط بأنهيار وحُرقة، استغرب الحاج حسين وبقى مش عارف يتحرك من مكانه، لحظات سابها على الحال ده من غير ما ينطق، لكن لقاها بتزيد فى عياطها وبتتوجع وهي بتقول:
– اااااااه يابا، اااااااه.
اتوجع من كلمتها، رفع ايديه من مكانها وابتدا يطبطب عليها، عياطها كان بيزيد وهو مش عارف يقولها ايه؟ سابها تعيط وتطلع كل العياط اللى جواها، كانت مش حاسة بنفسها، فى اللحظة دي اتكلمت وقالت:
– ليه اخد الاتنين يا حاج؟ ليه امي وابويا مع بعض؟ ليه مسابش ليا حد منهم؟ ليا خلاني لواحدي فى الدنيا ماليش ضهر ولا سند؟ ليه خلاني رخيصة ورمية وماليش لازمة؟ لييييييييييييييه يا حاج ليييييييه؟ عملت ايه انا استاهل عليه ابقى بالحال اللى لا يرضي رب ولا عبد ده؟
رد هنا الحاج حسين وهو لازم بيبطبطب عليه بلمسة اب:
– استغفر الله العظيم يا بنتي، ايه اللى بتقوليه ده بس؟ انتي جرالك ايه؟ ايه اللى جد عليكي يخليكي تقولي كده؟ انتي جاية بعد ما بقيتي عروسة كده وتقولي كلمتين زي دول؟ يعني سنين الملجأ كلها اللى فاتت عليكي مقولتيش فيها الكلام ده، جاية تقولي كده لما بقيتي واقفة على رجلك وشايلة نفسك بنفسك؟
طلعت حوا من حضن الحاج حسين وبصيت فى عنيه وهي بتقول ووشها غرقان دموع:
– علشان صبرت والله يا حاج، انا صبرت على كل اللى عيشته وبعيشه، بس اللى انا فيه ده مش متحملاه ولا عارفة اتحمله.
الحاج حسين طبطب على كتفها وهو بيقولها:
– طيب يابنتي هو انا قصّرت معاكي فى حاجة؟ كلميني وقولي ليا ايه اللى جرالك.
فى اللحظة دي رن فى ودن حوا صوت سعد وهو بيحذرها، سمعت صوت كلامه وهو بيرن بصوت بيرعبها وبيقولها:
– محدش هيصدق واحدة جايالنا من الملاجأ ويكدب الدكتور اللى عاش وسطهم سنين طويلة.
صوته خوفها وخلاها تقول للحاج حسين:
– مقصرتش يا حاج حسين، مقصرتش ربنا يكرمك زي ما اكرمتني، انا بس اليومين دول مهدود حيلي وعيانة، بقول لنفسي لو ليا اهل مكنتش احتاجت اني اتمرمط واشقى علشان اعرف اعيش.
رد عليها الحاج حسين وقال:
– بقى كل اللى انتي فيه ده بسبب الشغل يا ست حوا؟
بعدت عن الباب وقالت وهي بتشاورله بأيديها يدخل الاوضة:
– اه يا حاج حسين، ادخل يا حاج عيب فى حقي تفضل واقف على الباب كده، متأخذنيش.
الحاج حسين وهو على الباب رد عليها وقال:
– لاء انا مش هينفع ادخل دلوقتي، انتي روقي كده وتعالي اشربي معايا فى الدكان كوباية شاي، وانا هتكلم معاكي واللى يريحك هعملهولك.
ردت بأرهاق:
– معلش يا حاج خلينا الصبح بقى، انا مهدود حيلي وعايزة انام محسش بالدنيا.
حسين بابتسامة:
– نامي يا بنتي وارتاحي، ومتشغليش رأسك انتي بالتوزيع بكرة، ريحي بكرة كده وترجعلك صحتك ولما اقعد انا وانتي نتكلم نبقى نشوف موضوع الشغل ده.
ردت بهدوء:
– حاضر يا حاج…
قبل ما تكمل كلامها افتكرت تحذير سعد لها بأنها متتأخرش يوم عن بيتهم ولا بأي سبب، سرحت حوا لكن الحاج حسين فوقها:
– لا ده انتي حالتك حالة، يلا اقفلي عليكي بابك وادخلي صلي ركعتين لله كده ونامي، هتصحي بكرة زي الفل،ط هستناكي نفطر مع بعض.
سابها الحاج حسين ومشي وقفلت وراه الباب، دخلت تاني اوضتها وهي بتكلم نفسها وتقول:
– طيب هعمل ايه؟ اخدني بالغصب؟ وانا يعني كان فيه حد هياخدني بالرضا؟ ما انا كده كده هعيش العُمر كله لواحدي، مين يعني هياخد واحدة زيي مقطوعة لا لها اب ولا ام ولا عم ولا خال؟ ربنا اللى عالم وعارف هو اللى قادر يسامحني، لكن هخاف من الناس ليه؟ ولا ابقى موجوعة من اني اتفضح ليه؟ محدش هيعرف حاجة لا بالقصد ولا من غير قصد، ما انا كده كده ماليش جواز.
يأسها واحساسها بأنها مالهاش لازم صور لها انها مش مكتوب لها تتجوز وتعيش زيها زي اي بنت، شافت ان كده كده مستحيل حد يعرف اللى حصل لها ولا ممكن ييجي وقت وتتفضح لأن محدش ممكن يلمسها ويعرف انها مش بنت بنوت، شافت انها كتير عليها تعيش زي اي بنت وتفرح فرحة اي بنت، لكن للأسف من الليلة اللى حصل فيها اللى حصل قررت حوا انها متلجأش للصلاة تاني، شافت انها مش نضيفة لدرجة انها تقف بين ايدين ربنا…وفاتت الليلة ونامت حوا وطلع عليها النهار، صحيت من نومها وفاقت وغيرت هدومها وطلعت من اوضتها، راحت على الحاج حسين وراسمة على وشها ضحكة باهتة، شاف ضحكتها فقال:
– مع انها مش من قلبك بس ماشي يا ست البنات، تعالي انا جايب شوية شندوتشات فول انما عجب.
دخلت الدكان وهي بترد عليه:
– سلام عليكم يا حاج حسين، متأخذنيش يا حاج على البوقين بتوع امبارح….
قاطعها وهو بيقول:
– وايه اللى حصل يعني علشان تقولي متأخذنيش؟ بنتي واتفكيت معايا بكلمتين، تعالي بس احكيلي بقى فيكي ايه؟
قعدت قصاده وسحبت ساندوتش وهي بتقوله:
– ولا حاجة يا حاج، انا بس العيا كان مخلي دماغي مش فيا، صعبت عليا نفسي علشان ملقيتش اللى يطبطب عليا.
رد عليها بحنان:
– يابنتي انا ابوكي، والست سعاد بتعاملك زي بنتها، وحدي الله كده وبلاش الكلام اللى قولتيه ده يتقال تاني، ربك له حكمة فى كل اللى بيجرى، وربك مبيأذيش حد ولا بيعمل حاجة وحشة لحد.
ضحكت ضحكة صفرا وهي بتقول:
– صح يا حاج، عندك حق، ولا يُتمي، ولا رميتي فى الملجأ، ولا اهلي اللى اتخلوا عني وسابوني، ولا رميتي من الملجأ بعد ما اتعلمت اني متعاملش مع حد براه، وشقايا فى الشارع ودخولي بيوت خلق الله علشان حد يديني قرش ولا قرشين زيادة، وحتى اللى حصل…..كل اللى حصل فى حياتي يا حاج لحد امبارح ولا اول امبارح كله مش وحش وكله مش اذى…ههههههن وكله حلو وخير.
صعبت حوا على الحاج حسين، مقدرش يرد عليها، هي حياتها بائسة من طفولتها، اكيد ربنا له حكمة طبعا، لكن اكتفى بأنه يبتسم ويقولها:
– العوض فى اللى جاي، محدش عارف ايه المستخبي؟
ابتسمت وهي بتبلع الاكل ورجعت قالت:
– انا عرفته يا حاج، يلا فين اللبن؟ خليني اطلع اتوكل على الله.
الحاج حسين بأستغراب:
– يابت انتي مش انتي قولتي انك عيانة؟
حوا:
– هفضل قاعدة فى الاوضة بوزي فى بوز الحيط يعني يا حاج؟ ما انا كده هعيا بزيادة.
ضحك الحاج حسين وقال:
– دماغكم ناشفة انتم يا عيال الزمن ده، يلا قومي خدي الازايز من المخزن وروحي شوفي اللى وراكي.
وفعلا من اليوم ده ابتديت حوا تحاول تتأقلم وتعمل نفسها ناسية اللى جرالها وتشوف شغلها وبعد كده ما تدخلش بيت الست بتاعته مش موجودة فيه…حتى لو على رقبتها، هي بتوزع الحليب على اهل البلد وبس، لا بتطبخ ولا بتنضف ولا لها تتساير وتتسامر فى بيوت الناس، وابتديت تنفذ قرارها ده يمكن تعرف تحس بالراحة شوية…لكن للأسف الراحة دي لها ناسها، وحوا مش منهم.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى