روايات

رواية جريمة في العلن الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الجزء الخامس

رواية جريمة في العلن البارت الخامس

جريمة في العلن
جريمة في العلن

رواية جريمة في العلن الحلقة الخامسة

الايام ابتديت تعدي وابتديت حواء تحاول ترجع لطبيعتها، كسرة نفسها واللى حصل فيها مش قادرة تنساه لكن جواها محدش حاسس بيه غيرها هي بس، لكن مع الناس وفى شغلها رجعت لطبيعتها، اللى حاسة انها متغيرة كانت الست جميلة اللى فى مرة من المرات راحت لها حواء ورفضت تدخل البيت وطلبت من الست جميلة:
– خلينا نقعد على الباب احسن يا ست جميلة، الجو حلو النهاردة.
جميلة بأبتسامة:
– مالك انتي يا حوا؟ كل ما اقولك تعالى اشربي معايا شاي ولا افطري معايا بقيتي مش بتوافقي، حتى كل ما اقولك تساعديني فى حاجة تتحججي وتمشي! مالك انتي زعلانة مني؟
قعدت حوا على السلمتين اللى قصاد باب بيت جميلة وابتسمت ابتسامة باهتة وهي بتقول:
– انتي غالية عندي يا ست جميلة، بس متأخذنيش انا بقيت بتكسف من نفسي لما ادخل البيوت واتضايف فيها، بحس اني مش قد المقام، وبتصعب عليا نفسي بحسكم بتعملوا كده علشان شايفين اني غلبانة وبتعطفوا عليا.
جميلة قربت من حوا وقعدت جنبها على السلم وطبطبت على ايديها:
– ليه بتقولي كده يا حوا؟ انا عملت ايه يخليكي تقولي كده؟
مكسوفة حوا من طريقة جميلة معاها، ردت عليها وكأنها مقتنعة بأنها غلطت فى حق ست بتعاملها وكأنها اخت ليها، مش قادرة تصدق ان الغلط كان فى الحيوان اللى اعتدى عليها:
– العفو يا ست الستات، انتي فيكي حنية وخير يكفوا الدنيا بحالها، الحنية اللى بشوفها منك دي اللي زيي ميستاهلهاش.
استغربت جميلة جدا من الرد:
– ايه اللى بتقوليه ده يا حوا؟ انا بتعامل معاكي وكأنك بنتي ولا اختي، انا والله برتاح فى الكلام معاكي، بحب اقعد معاكي، اوعي تفتكري انك فيكي اللى يخليني اعمل كده لمجرد انك صعبانة عليا….
سكتت جميلة لحظات وهي مركزة مع دموع حوا اللى ثابتة فى عنيها، رجعت اتكلمت تاني لما شافت حوا لسة ساكتة:
– انتي جميلة، ربنا بس حكم عليكي باللي كان ممكن يحكم بيه عليا او على غيري بأن اهلي يموتوا وملاقيش حد يحتويني، ويبقى مكاني هو نفس المكان اللى انتي قضيتي عمرك فيه، ساعتها لو كنت انا وقفت على بابك كنتي هتتعاملي معايا بس لأني صعبانة عليكي؟ ولا علشان انا اتحب يا بت يا عبيطة انتي؟
ابتسمت حواء ودمعتها نزلت، حضنتها جميلة وقالت لها بحنان:
– انتي جميلة وشاطرة وبنت مؤدبة وجدعة كل دي حاجات تخلي اي حد يعرفك يحبك ويحب يتعامل معاكي، ظروفك اللى ربنا كتبها عليكي دي مش بتاعت حد يا حوا علشان هي اللى تحدد طريقة تعامل الناس معاكي….
حوا فى حضن جميلة:
– هو انتي يا ست جميلة طلعتي بجد اسم على مُسمى، انتي اسمك الست جميلة وانتى جميلة، وجميلة خالص خالص كمان، ربنا يراضيكي ويطبطب على قلبك زي ما عملتي معايا، سامحيني يا ست جميلة.
بصيت الست جميلة لحواء:
– اسامحك؟! انتي هبلة يا بت انتي صح؟ بلاش بقى كلام عبيط، بقولك بعتبرك بنتي.
فى اللحظة دي وقبل ما ترد حواء بأبتسامة هادية على جميلة شافته جاي من ورا جميلة بيبص لها بنظرته اللي بتأذيها، قلبها اتقبض وخافت، بان على عنيها التوتر، استغربتها حوا وبصيت وراها وشافت سعد، بصيت لحواء:
– مالك يا حوا وشك اتخطف كده ليه؟ وانتي يعني اول مرة تشوفي الدكتور؟
قامت بسرعة حواء من على السلم وهي بتبص لجميلة وبتقول:
– على راسي يا ست جميلة، انتم على راسي، بالإذن بقى.
سابتهم حوا ومشيت بسرعة والخوف والتوتر على وشها، اتكلمت جميلة مع سعد اللى واقف ولا كأنه عامل مصيبة وقالت:
– مش عارفة ايه اللى غير حال البنت دي؟ بقالها فترة كده تايهة وعلطول خايفة وعيونها مدمعة، صعبانة عليا اوي يا سعد، انا بحبها وزعلانة عليها.
سعد بيحط ايديه على كتف جميلة وبياخدها يدخل بيها البيت وبيقول:
– محدش عارف ظروف الناس يا جميلة، وبعدين انتي قلبك نضيف وطيب علشان كده واخدة الموضوع بحساسية زيادة، يمكن بتعمل كده مخصوص علشان تراضيها وتشوفيها بقرشين زيادة.
جميلة وكتير بتقتنع بكلام سعد:
– تفتكر بجد تكون بتعمل كده وده قصدها؟! بس البت دي بريئة عن انها تعمل كده يا سعد؟ ولو عايزة حاجة انا هديهالها من غير ما تستعطفني بالطريقة دي.
سعد:
– ياستي خلينا فى حياتنا احنا، بلاش قلبك اللى يحركك كده طول الوقت، اعملي معاها اللى فيه النصيب بس ومدام هي مش مصارحاكي باللي فيها، يبقى بلاش تضغطي عليها، حافظي برضو على الفرق اللى بينك وبينها علشان متتجرأش عليكي.
كانت بتسمع جميلة لجوزها بمنتهى الهدوء والامان، متعرفش ان ورا كلامه كارثة، بالعكس هي شايفاه طول عمره عقلاني ومُقنع ودايما كلامه بيريحها، وعلشان كده قفلوا حوار حواء وشافوا حياتهم، وحياة حوا ماشية زي ما هي، مكانتش تعرف انها تاني يوم لما تروح لجميلة هتلاقي باب بيتها مفتوح من قبل ما تخبط عليها، قربت حوا من الباب وابتديت تنادي:
– ست جميلة، يا ست جميلة.
مفيش رد، استغربت لكن برضو معتبتش باب البيت، كل ده واقفة على الباب من برة وخايفة احسن الست تكون لواحدها جوة وجرالها حاجة، اصل مش من العادة ان الباب يبقى مفتوح كده ومحدش باين، حاولت تشوف اي حاجة من بين فتحة الباب لكن مفيش اثر، قربت وشها شوية وهي ماسكة الباب بحيث انه ميتفتحش وهي مقربة كده علشان متبقاش دخلت البيت من غير اذن وابتديت تنادي تاني:
– يا اهل الله يا اللي هنا، يا ست جميلة، انتي فين يا ست؟ الباب مفتوح ليه كده؟
مفيش رد لكن ايد مسكت كف ايد حوا اللى على الباب وبسرعة البرق كان سحبها جوة البيت، اتخضت واترعبت حواء لما شافته واتخضت من قبضة ايديه على ايديها، دخلها البيت وقفل الباب وراها وقال قبل ما هي تنطق من صدمتها:
– اووووعي اسمع صوتك.
هزيت رأسها وهي بتتوسل له من غير كلام وبتطبطب بأيديها على صدرها وكأنها بتستحلفه، لكن هو بمنتهى البرود قال:
– ستك مسافرة النهاردة، يلا خشي على الاوضة.
هزيت رأسها بنفي وبصوت وااااطي وكأنها خايفة تتفضح قالت:
– الله لا يسيئك يا دكتور بلاش، سيبني لحال سبيلي، الله يخليك سيبني فى حالي انا غلبانة.
رد عليها ببرود:
– خايفة من ايه يا بت يا حوا؟ انتي يعني فيه حد هيفكر يتجوزك فخايفة تتفضحي قدامه؟ يلا يلا متضيعيش وقت قبل ما عابد يرجع، خلينا نتبسط شوية علشان تلحقي تمشي قبل ما ييجي.
لسه هتتكلم وتحاول تستعطفه كان هو مسك ايديها وسحبها وراه، كانت بتثبت رجليها فى الارض علشان متتحركش معاه، لكن هو بقى كان اقذر من انه يتصنف حيوان، مهتمش بيها لدرجة انها وقعت على الارض وكان بيجرها وراه على اوضته، وزي ما حصل المرة الاولى حصل للمرة التانية، نفس الوحشية ونفس الافتراس ونفس القذارة، نفس الخوف ونفس الدموع ونفس الكسرة ومعاهم زاد اقتناع بأن هي دي قيمتها، وزي ما عمل المرة اللى فاتت عمل المرة دي كمان لما سابها مرمية منهارة وبتتألم وبتصرخ ووشها جوة المخدة من خوفها احسن حد يسمعها، غير هدومه وهو سامع صوت عياطها المكتوم لكن قال ببرود:
– يلا قومي كملي اللى بتعمليه ده فى الشارع، ابني زمانه جاي ومينفعش يشوفك هنا.
كانت حواء مقتنعة بانها اقل من ان حد يحميها من اللى بيحصل معاها ده، عارفة انها مش هتلاقي اللى يصدقها، سمعت كلامه وكأنها تستحق فعلا يتعمل فيها كده، سابت بيته ومشيت، ورجعت زي المرة اللى فاتت فى نفس الحالة تقريبا، لكن المرة دي كانت بتكلم نفسها، بتتكلم كلام مش مفهوم ويمكن هي كمان مش فاهمة بتقول ايه، طول الطريق بتتكلم كلام متلخبط، لما دخلت اوضتها وقفلت عليها الباب راحت تبص قدام مرايا صغيرة معلقاها على الحيط وكأنها اول مرة تشوف ملامح وشها، بتلمس كل جزء فى وشها وبتتكلم بهلوسة، كانت فى حالة صدمة مخلياها مش مستوعبة ولا عارفة ايه اللى بيتقال ولا ايه اللى بيحصل ولا ايه اللى اتعمل ولا اللى بيتعمل فيها، قضيت اكتر من ساعتين واقفة قصاد المرايا على نفس الحال، لحد ما حسيت بهبوط ودوخة ووقعت على الارض، متعرفش فات وقت قد ايه؟ مش معروف مغم عليها، مش مفهوم هي نايمة، محدش اصلا حاسس بيها ولا عارف انها مرمية رامية زي دي حتى، وعلشان حظها الوحش الحاج حسين فى اليوم ده كان مسافر عزا حد من قرايبه فى بلد تانية، وعلشان كده طلع النهار والشمس مليت الدنيا وحوا على نفس الحال لحد ما فتحت عنيها وبتتوجّع، بصيت حواليها شافت نفسها على الارض، حاسة بوجع فى جسمها وشايفة نفسها لسه بنفس الجلابية اللى كانت بيها فى الشغل وحتى الشبشب بتاعها لسه فى رجليها، قامت من مكانها بصعوبة وهي بتحاول تفتكر ايه اللى نيمها كده؟! لكن هي مش قادرة تجمع، صدمتها المرة دي كانت اصعب من صدمتها اول مرة، متكلمتش ومفتكرتش، كل اللى عملته انها قررت تغير هدومها، وخرجت من البيت لكن ولا راحت للحاج حسين، ولا راحت تشوف الشغل، ولا راحت لحد من اللى بتروح لهم كل يوم، خرجت من اوضتها وابتديت تمشي فى البلد زي التايهة، بتكلم نفسها وبس، ولأنها ماشية وعارفة هي رايحة على فين فكانت مختارة طريق هادي علطول وقليل لما بيكون حد ماشي منه، ورغم ان النهار لسه فى بدايته الا ان الطريق كان فاضي فعلا، واختارت حوا شجرة وقعدت تحتها وبتتكلم، لكن المرة دي اتكلمت كلام هي فهمته:
– هو انا جاية هنا اعمل ايه؟
سكتت لحظات وبصيت حوالها، شافت الطريق فاضي من الناس لكن مليان اشجار وترعة على جنب الطريق ومفيش بني ادمين حواليها، رجعت سألت نفسها تاني:
– الله! انا جيت هنا ليه؟ ايه المكان ده؟
رجعت سكتت تاني وبصيت ناحية الترعة وهنا ركزت اوي واتكلمت وقالت:
– ااااااه، انا جاية هنا علشان ارمي نفسي فى الترعة، انا جاية هنا علشان استاهل اني اموت، انا لازم اموت.
وقامت حواء واخدت قرارها بالأنتحار وفعلا……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى