رواية جريمة في العلن الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل
رواية جريمة في العلن الجزء الثاني
رواية جريمة في العلن البارت الثاني

رواية جريمة في العلن الحلقة الثانية
ابتديت تتعود حواء على المكان، وعلى الناس، وعلى الشغل وحتى تعب الشغل اللى مش هننكر انه موجود، اه هي القرية مش كبيرة، لكن برضو اللف على الرجلين على بيوت قرية بحالها يتعب مش محتاجة كلام، خاصة فى الصيف وعز الحر..او حتى الشتا وفى عز البرد والمطر والطين، لكن كل ده اتعودت عليه حواء اللى كل الناس حبوها واخدوا عليها، بيمر الوقت وابتديت تحس بقيمة الفلوس اللى بتكسبها، اه البلد صغيرة وسكانها مش كتير، لكن برضو السكان اللى فيها ميسورين الحال، علشان عددهم مش كبير فتقريبا كلهم يا اصحاب اراضي، يا قهاوي، يا حكومة فى المركز بتاع القرية، او حتى غفرا وشيخ بلد، وفى الاخر هتلاقي كل القرية بيربطهم غير الجيرة علاقات اسرية، البيت ده مناسب من البيت ده، يعني كله يعرف بعضه وكلهم فى بعض قرايب، وكلهم فيهم طبع السخاء، علشان كده حواء ابتديت تفصل بدل الجلابيتين اللى عندها تلاتة واربعه جداد، ابتديت تغير ستارة الحمام اللى كانت ملايا وفصلتها ستارة بقماش جديد، استغنيت عن لمبةب الجاز وعلقت فى سقف الاوضة لمبة بالكهربا، حتى وابور الجاز استغنت عنه وبدلته بالبوتجاز ابو عين واحدة اللى شبه الانبوبة ده، جابت حصيرة جديدة، احلوت وراحة البال واعتمادها على نفسها خلاها تحس بقيمتها وبأهميتها، لحد هنا كل ده كويس وزي الفل، علاقاتها بالناس، مراعية الحاج حسين لها، حتى الست سعاد المربية اللى كانت من فترة للتانية تزورها وتطمن عليها كل ده كان مطمنها، لكن فى وسط كل اللى بيحصل كان لازم يكون فيه مشكلة، اصل مفيش حاجة بتمشي صح ولا حلوة على طول الخط، وابتديت اول مرة لما كانت كعادتها بتلف حواء على بيوت القرية توزع اللبن، راحت على بيت من بيوت القرية وخبطت على باب البيت، وزي كل يوم اتفتح الباب بس المرة دي مش الست هي اللى فتحت، فتح صاحب البيت واللى كان شغال دكتور فى الوحدة الصحية بتاعت القرية، راجل له اسمه وسمعته ومكانته، ابتسمت حواء كعادتها:
– صباح الفل يا دكتور، انا جيبت طلبات الست جميلة.
الدكتور بأبتسامة:
– طيب يا حوا، ادخلي حُطي الحاجة فى المطبخ، انا مستعجل وعايز وبجهز علشان اخرج.
حواء:
– هي الست جميلة فين اومال؟ مش العادة انها متفتحش هي الباب!
الدكتورسعد:
– انتي لسه هتسألى يا حوا، ادخلي يا بنتي حطي الحاجة، البيت بيتك.
سابها سعد ودخل يكمل لبسه، كانت قلقانة حواء من دخولها البيت من غير ما تشوف الست صاحبة البيت، لكن لان الدكتور معروف بأحترامه واخلاقه وسمعته الطيبة..حاولت تطمن نفسها، دخلت فعلا على المطبخ اللى كتير دخلته مع الست صاحبة البيت اللى دايما تقعد مع حواء وتتسامر معاها وتفطرها وتشربها الشاي كمان، جريت حواء وحطيت الحاجة فى المطبخ بسرعة وخرجت من البيت، وقفت على باب البيت وهي بتقول بصوت عالي:
– انا خلصت يا دكتور، الحاجة فى اوضة الطبيخ.
رد عليها الدكتور سعد من جوة البيت وهو بيقول:
– ماشي يا حوا، ابقي تعالي بكرة بقى الست هتكون موجودة.
ابتسمت وهي بتتنهد براحة وقالت:
– وانا بفوت يوم يعني يا دكتور؟ جايالها بمشيئة الله، يلا انا همشي بقى بالإذن.
مردش سعد وقفلت حوا الباب ومشيت من قصاد البيت جنب العجلة بتاعتها وهي بتكلم نفسها:
– خوفتي انتي يا حوا من الراجل، بطلي خوف بقى انتي بقيتي واحدة منهم، محدش منهم ممكن يأذيكي.
فات اليوم زي كل يوم، اتعودت حوا ان حتى لو الست مش فى البيت هي بتدخل تحط الحاجة فى المطبخ وتخرج، وحالها بيتحسن فى كل اسبوع عن اللى قبله، اعتبرت اهل القرية كلهم اهلها، لحد فى يوم من ايام الشتا، وزي ما بيحصل كل فترة، فاتت حواء على بيت الست جميلة، وكالعادة فتحت الست جميلة واستقبلت حوا بأبتسامتها، ابتسمت جميلة اللى كان الشتا مغرق هدومها عليها وهي بتجري على جوة البيت عند جميلة وبتقول:
– المطرة مش مبطلة، غرقت عقبال ما طلعت من بيت شيخ البلد لحد ما وصلت عندكم.
جميلة بتحاول تمسح بأيديها المياه من على وش حواء وهي بتقولها:
– ادخلي طيب ادخلي اقعدي جنب الدفاية، مش هتخرجي غير لما الدنيا تبطل مطر.
حوا سمعت كلامها، دخلت مع جميلة وقعدت حوا ودخلت جميلة جابتلها حاجة تانية غير الجلابية اللى عليها، قالت جميلة بحب:
– خدي يا حوا الجلابية دي ادخلي البسيها بدل الغرقانة اللى عليكي دي، هعملك كوباية شاي بحليب تدفيكي.
حوا وهي بترتجف:
– لالا يا ست جميلة، انا هخلص الكام ازازة اللى معايا دول وارجع على البيت اغير علطول.
جميلة:
– يابت بلاش معاندة، مش هتمشي فى الشارع الجلابية لازقة على جسمك كده، وبعدين تاخدي لطشة برد..مين يجيبلي طلباتي بقى لو تعبتي؟
قالتها جميلة وضحكت، وقبل ما ترد حواء كان خارج الدكتور سعد من اوضته جاهز علشان يخرج، ابتسمت جميلة وهي بتقول:
– اهو الدكتور بنفسه هيقولك بقى هدومك المبلولة عليكي دي ممكن تعمل فيكي ايه؟ هدخل اعمل الشاي بلبن لحد ما تدخلي تغيري الجلابية، قولها يا دكتور سعد احسن مكسوفة.
كانت جميلة بتتكلم بأريحية وثقة، هي عارفة جوزها ازاي راجل محترم، غير ان حواء بنت صغيرة من دور ابنهم ويمكن اصغر كمان من ابنهم، دخلت تعمل الشاي من غير ما يوسوس لها الشيطان للحظة ان منظر حواء بالنسبة لسعد فى اللحظة دي كان قمة الاغراء، وقف قدامها سعد بيبص لكل مكان فى جسمها بنظرة حسستها بالكسوف والخوف فى نفس الوقت، لاحظ هو ده فقرر ميخوفهاش منه وهو بيقولها:
– اسمعي كلام الست يا حوا، مينفعش تمشي فى البلد كده، وبعدين تمرضي ومينفعش الحلاوة دي كلها تتعب.
خدودها احمرت وعلشان تخلص من نظراته هزيت رأسها بالموافقة واتحركت ناحية الاوضة اللى كانت جميلة مشاورة عليها، سابت سعد واقف وراحت تغير الجلابية، مكانتش تعرف ان سعد بيتفرج عليها بعد ما فتح الباب بهدوء وبص منه عليها وهي مش واخدة بالها، مكانتش حاطة فى دماغها اي حاجة، مش مخونة الدكتور سعد، جوز الست جميلة، ابو الباشمهندس عابد، دول ناس اكابر ومحترمين وولاد حلال بالنسبالها، لكن فى اللحظة دي كان سعد فى قمة رغبته ناحيتها، حس انه مش قادر يتحكم فى نفسه لكن سمع صوت خطوات جميلة، بعد بسرعة عن الباب ناحية باب البيت وعمل نفسه بيلبس الجزمة بتاعته واول ما طلعت جميلةل قدامه قال لها:
– طيب يا جميلة انا هخرج بقى علشان متأخرش، لو هتروحي لأختك ابقى خلي عابد يوصلك، ولو وصلك بلاش تخليه يرجع بليل، خليه بالنهار احسن، النهار له عنين والجو مش بتاع مرواح ومجي بليل.
جميلة بثقة:
– انا يعني مش هعرف اروح لأختي لواحدي يا سعد؟ انت مش هتصدق بقى اني كبرت خلاص وبقيت اعرف اتحرك من غير ما حد يوصلني.
عدل نفسه ووقف بعد ما ربط باط جزمته وقال سعد بطريقة فيها استغلال لسذاجة جميلة:
– هتفضلي طول عمرك فى عيني الشابة الحلوة اللى خطفت عيني من اول ما شوفتها، مينفعش اسيبك تمشي لواحدك فى طريق، مش هبقى مطمن عليكي.
ضحكت جميلة بسعادة من كلام جوزها، لكن ردت عليها برضا تام بعد ما قدر ياكل عقلها بكلامه:
– انت كلامك حلو طول عمرك يا سعد، ماشي هقول لعابد بقى يوصلني، بس على اللى ميطلعش جنانه عليا.
سعد بيضحك:
– قوليله ابوك اللى بيقولك وهو هيوافق من غير كلام، انتي بس اللى مدلعاه.
فى اللحظة دي خرجت حوا من الاوضة وهي لابسة جلابية من بتوع جميلة، ولأن جميلة جسمها ارفع شوية من جسم حوا، فكانت الجلابية مجسمة عليها بشكل ملفت، بص لها سعد للحظة وبعد عنيه عنها علشان جميلة متاخدش بالها، استأذن وخرج، بصيت جميلة لحواء وقالت:
– تعالي اشربي الشاي بتاعك، هجيبلك شال من عندي علشان الجلابية ماسكة عليكي، هخاف عليكي تمشي كده لواحدك.
قعدت حواء تشرب الشاي بتاعها، دخلت جميلة جابتلها شال فعلا، قعدوا اتكلموا شوية لحد ما الجو راق، قالت جميلة لحوا:
– هطلب منك خدمة صغيرة يا حوا وياريت تعمليهالي.
حوا برضا تام وموافقة من قبل ما تعرف الطلب:
– اعتبري طلبك امر يا ست الستات.
جميلة:
– ميؤمرش عليكي ظالم، بس انا بكرة هبقى مش هنا، رايحة لاختي وهرجع بعد بكرة بأمر الله، بس متقلقيش الدكتور هيبقى هنا يعني هاتي الطلبات عادي.
ولأن حوا متعودة تعمل ده ومطمنة لأن ده اتكرر اكتر من مرة ردت وقالت:
– وماله يا ست جميلة، ما انا كتير باجي اجيب الطلبات وحضرتك مش موجودة.
جميلة:
– لاء بس المرة دي هطلب منك تحضري للدكتور وللباشمهندس الغدا، مش هينفع اعملهم الاكل من النهاردة علشان مش بيحبوا ياكلوا الاكل بايت، فهتعبك معلش فى انك تعمليلهم اكلة كده طازة علشان مبيعرفوش ياكلوا غير اكل البيت.
حوا بتشاور بأيديها على عيونها الاتنين وهي بتقول:
– بس كده يا ست جميلة؟! عيوني، قوليلي بس ايه الاكلة اللى عايزاني اعملها وهخليهم ياكلوا صوابعهم وراها.
ضحكت جميلة وقالت لحوا على الاكلة، بطلت الدنيا شتا، خرجت حوا، فاتت على بيوت البلد زي كل يوم، وطبعا جميلة مش الوحيدة اللى بتحب حوا، لكن مش كل الستات جميلة، ومش كل الستات عندهم ثقة فى اجوازهم، علشان كده مرات الحاج جابر عين اعيان البلد قالت لحوا:
– ايه يا حوا اللبس المحزق اللى انتي لابساه ده؟ هتطمعي الرجالة فيكي يابت، اوعي اشوفك لابسة كده تاني.
حوا بكسوف:
– مش جلابيتي والله يا ست رئيسة، دي الست جميلة ربنا يسترها عطيتهالي علشان كنت غرقانة من المطرة.
رئيسة بتحاول تداري غيرتها من جمال حوا:
– كتر الف خيرها، انا بس بقولك علشان خايفة عليكي، انتي وحدانية ولبس زي ده يخلي الرجالة عنيهم تزوغ عليكي، وساعتها محدش فى البلد هيسمي عليكي لو راجل من الرجالة مال ناحيتك.
حوا بتداري جسمها بالشال:
– لالا ياست رئيسة انا ماليش فى الحاجات البطالة دي، والجلابية دي مش هحطها على جتتي تاني.
خلص اليوم، وتاني يوم ابتدا زي كل يوم، كانت غسلت حوا جلابية الست جميلة واخدتها معاها، راحت على بيت جميلة وهي عارفة انها مش موجودة، وزي كل الايام اللى مبتبقاش جميلة موجودة فيها استقبلها سعد وسمحلها تدخل تشيل الحاجة فى المطبخ، لكن المرة دي البيت اتقفل عليهم، دي لسه هتطبخ طبخة، وعلشان كده كانت سايبة بيت جميلة للأخر خالص علشان متتأخرش على زباينها، ولأن سعد كان عارف انها هتيجي قبل انه يأخر نفسه، وقفت حوا فى المطبخ وابتديت تجهز اللى طلبته منها جميلة، مكانتش تعرف ان سعد واقف وراها على باب المطبخ بيتفرج عليها غير لما سمعت صوته وخضها وهو بيقولها:
– ما تيجي يا بت يا حوا تخيطيلي زرار القميص بتاعي احسن اتشبك مني وانا بلبس، مفيش غيره مكوي.
بصيت ناحيته حوا، وشهقت وحطيت عنيها فى الارض وكسوفها خلاها مكملتش سماع الجملة اللى قالها، لكن هو قرب منها اكتر وهو واقف من غير قميص وبيبص لها بطمع وبيقولها:
– يلا تعالي معايا.
مسك ايديها وسحبها، كانت بترتجف ومكسوفة، مش قادرة ترفع عنيها فيه، ولا عارفة تمنعه، لكن رغم كل ده هي مش مستنية اي حاجة وحشة تحصل، سذاجتها خليتها اتحركت معاه وقلبها بيرتجف من الكسوف من شكله وهو عريان من فوق، دخلها الاوضة وقال:
– القميص على السرير اهو، ركبي الزرار بقى، هتلاقي عندك.
مرفعتش عنيها من الارض واتحركت ناحية السرير وسحبت القميص والزرار وكانت خارجة من الاوضة وعنيها فى الارض وهي بتسأله:
– الخيط والابرة فين يا دكتور؟
قرب منها سعد برغبة وهو بيقولها:
– معايا، مخبيهم، تعالي اوريلك مكانهم.
وضمها سعد بقوة واتحرك بيها ناحية السرير ورماها على وشها علشان يكتم صوت صرختها اللى لو كانت مش مكتومة كانت القرية كلها سمعتها….وقرر ميسيبهاش الا لما ياخد اللى هوا عايزه منها
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)