روايات

رواية جريمة في العلن الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الجزء الثالث

رواية جريمة في العلن البارت الثالث

جريمة في العلن
جريمة في العلن

رواية جريمة في العلن الحلقة الثالثة

قهر، ظلم، قتل بالبطيء، جريمة محدش عارف هيتحاسب عليها الجاني ولا لاء؟! كل ده حصل فى دقايق فيهم كانت بتتمنى حواء ان روحها تطلع وتفارقها ولا انها تعيش موقف زي ده، مسمحش لصوتها انه يخرج ابدا، كل اللى كان شغله رغبته، اعتدى عليها بكل وحشية، كل دقيقة يرفع وشها من السرير علشان يساعدها انها متموتش رغم انها كانت بتتمنى لو نفسها يتقطع فعلا، ومهتمش بخوفها ولا دموعها ولا المها ولا حتى شغل باله بالحرمانية ولا الضمير، كل دي حاجات كانت بتقتل فى حواء اللى مش مستوعبة القسوة اللى بتعاني منها فى الوقت ده، فات الوقت بطيء وكأنه ساعات وايام وسنين على حواء رغم انه كان دقايق الا ان قُصر الوقت ده كان كفيل يخليها تتأكد انها هتعيش فى صدمة وكسرة نفس ورعب عمرها كله، سابها سعد مرمية على السرير وقام من معاها وهو بيقولها من غير ما يهتم بحالتها:
– يلا قومي البسي هدومك.
كانت مش قادرة تتحرك ولا حتى قادرة تتقلب على ضهرها، خوفها والرعب اللى عاشته كفيل يوجعها اكتر من الم جسمها، لكن هو بمنتهى الفُجر والبجاحة بعد ما لبس هدومه قرّب منها وبأيديه بمنتهى المهانة زقها من على السرير وهو بيقولها:
– يلا يابت قومي علشان تمشي قبل ما حد ييجي.
قامت حواء بعيون وارمة وكأنها بتعيط بقالها سنين، بتلم جلابيتها وترفعها على جسمها ولسه هتفتح بوئها وتتكلم وتقول:
– لي……
قاطعها وهو بيشاور بصباعه على شفايفه وقال:
– كلمة هتطلع من بين شفايفك الحلوة دي لأى مخلوق على وش الارض…محدش هيتفضح غيرك.
سكتت وعيطت اكتر واكتر وبتتألم وقلبها بيدق بسرعة وصوت عالي، اتكلم بمنتهى الجحود:
– انتي طبعا عارفة سُمعتي فى البلد، محدش هيكدب الدكتور سعد الطحان اللى عايش بينهم من سنين محدش قال عنه حرف يسيئُه…ويصدق بنت ملاجيء يعالم جيتي للدنيا ازاي؟!
ساكتة مش عارفة تصرخ خلاص، ومش عارفة تتكلم، ومش عارفة تفسر احساسها فى الوقت ده، كل اللى بتعمله هو نظرة تايهة فيها حقد وكُره وغضب لسانها مش قادر يعبّر عنهم، اتكلم تاني وقال:
– يلا بقى تمشي دلوقتي، وحذاري يا حوا…حذاري مليون مرة من ان حد يحس بحاجة ولا كلمة تنطقي بيها، هتتفضحي فى البلد كلها وهتترمي منها زي الكلاب ومش هتلاقي مكان يلمك، مشي امورك كده واعتبري اللى حصل محصلش ولما اعوزك الاقيكي.
قرب منها وزقها من كتفها بيطلعها برة الاوضة وكأنها هي اللى فارضة وجودها ونفسها عليه فى بيته، الغريب ان كلامه خوفها فعلا، خلاها تتأكد انها مالهاش حق، مالهاش حق تتكلم، مالهاش حق تفضحه، مالهاش حق تشتكيه حتى، مالهاش حق فى انها تلاقي اللى يطبطب عليها، خافت، يتيمة مالهاش اهل، مالهاش مكان، هي اللى هتتكدب فعلا، هو اللى هيتصدق، هو الاحق فى قانون البشر، لكن عند ربنا هو اللى شاهد واللى عارف ايه اللى حصل، خرجت من الاوضة وبتفتح باب البيت نطق وقال بصوت عالي وبنظرة سخيفة مهينة شهوانية:
– اوعي يفوت يوم متجيش لستك جميلة، هلبسك مصيبة واقول انك سرقتي حاجة من البيت فى غيابها.
لفيت وشها وكانت خارجة لكن صوته المؤذي رن فى ودنها وهو بيقول:
– سمعتيني ولا لاء؟ فهمتي اللى قولته؟
لفيت وشها تاني وبصيت ناحيته ومقدرتش تنطق، كل اللى عملته هزيت رأسها بالموافقة على كلامه وخلاص، خرجت من البيت، مش قادرة تمشي ولا تتحرك، ألم روحها اقوى من ألم جسمها، ماشية بهدوء وخطوات ميتة مش قادرة حتى تتكلم مع نفسها، مكتفية بدموعها وبنظراتها للسما وكأنها بتشتكي لله فى صمت من خوفها احسن سعد يسمعها، اصل فكرة ان البني ادم يبقى حاسس انه مش مسنود ولا له حد يقف فى ضهره ده احساس مؤذي، وهي مرمية ومطرودة من وهي لسه طفلة، ما بالكم بقى دلوقتي بعد ما بقيت عروسة جميلة والعين اللى تلمحها لازم تعشقها؟! مفاتتش اليوم ده على الحاج حسين وهي راجعة، كده كده هش مش بتحصل فلوس من الزباين، والكمية اللى بتخرج بيها هي اللى بتوزعها، رجعت على اوضتها وقفلت عليها الباب اخيرا وكأن روحها رجعت فى اللحظة اللى اتقفل عليها فيها باب اوضتها، قعدت على الارض وضميت رجليها لصدرها وحضنتها بأيديها وابتديت تعيط بصوت عالي، بتعيط بقهر وحُرقة، ابتديت تتكلم:
– ليه؟ عملت ايه انا علشان يحصل فيا كل ده؟ فيا ايه يخليه يعمل فيا كده؟ العيب فيا؟! انا اللى غلطانة، هو مش غلطان، لو اتكلمت هيرموني فى الشارع، هلاقي بدل سعد واحد سعد كتير، كله هيقول اني مكانش ينفع ادخل البيت وانا عارفة ان الست جميلة مش هناك، انتي اللي غلطتي يا حوا، انتي اللى ضيعتي نفسك اكتر ما انتي ضايعة من صُغرك.
انهارت عياط اكتر وابتديت تضرب وشها وتشد شعرها لدرجة انه كان بيتقطع خُصل فى ايديها، بتأذي نفسها وكأنها بتعاقب روحها لأن الغلط منها، حتى لو غلطت انها دخلت البيت وصاحبته مش فيه، لكن مُغتصب، اناني، متوحش زي ده هو اللى محتاج يتربط فى جذع شجرة ويتجلد بدل الجلدة مليون واتنين وتلاتة لحد ما روحه تطلع من التعذيب، من اطول الأيام اللى فاتت عليها فى حياتها، عاشت على قد ما عاشت فى الدار من سنين محسيتش فى يوم بطول ليلة زي الليلة دي، كانت عايشة كوابيس وهي صاحية ومفتحة عنيها، مش قادرة تتحرك من مكانها على الارض، فضلت على الحال ده لحد ما النهار طلع، بنفس الحالة، بنفس العيون اللى ورمت زيادة، بنفس الدموع اللى بتزيد مش بتقل، ووسط كل ده….سعد نساها اصلا وكأن اللى عمله ده مش اي حاجة تستاهل انه يفتكرها ولو للحظة، بالعكس يومه رايق وجميل ومزاجه عال العال، واللى اتدمرت حياتها دي ولا كأنها لها وجود فى الدنيا اصلا… صوت خبط على باب اوضة حواء، اترعبت وضميت نفسها بأيديها اكتر من الخوف، رغم ثقتها فى ان الحاج حسين الوحيد اللى بيخبط على بابها، الا انها مرعوبة وحاسة فى اي لحظة ان البلد هتتلم عليها وترميها فى الشارع بعد فضيحتها، كانت سلبية فى رد فعلها، بس اليُتم والرعب، والضياع يعملوا اكتر من كده، سمعت صوت الحاج حسين من برة الباب بيقول بصوت عالي:
– ايه يا حوا يابتي النوم ده كله؟! يلا الناس مستنية الفطور.
كانت مش قادرة تتكلم، لكن لما قال تاني:
– يا حوا، قومي يا بتي النهار مالي الدنيا، الضهر هيأذن.
ردت وهي بتحاول تطلع صوتها بصعوبة وبخوف قالت:
– صحيت، صحيت يا حاج.
رد الحاج حسين لما سمع صوتها:
– طيب يلا قومي، انا جهزتلك الحاجة.
ردت ومن جواها بتصرخ:
– حاضر يا حاج.
مكانتش عارفة المفروض تعمل ايه؟ مكانتش مقتنعة بأنها لازم تفضحه، الفكرةر مش فى بالها اصلا، كل اللى فى بالها وقالته لنفسها بصوت هي سامعاه:
– هما الناس هيعرفوا اللى جرالي لما يشوفوني ولا لاء؟
مش لاقية اجابة، ومعندهاش اختيارات تتيح لها فرصة رفض الخروج حتى من اوضتها، خافت من تهديد سعد لها فى انها يفوت عليها يوم من غير ما تروح لمراته، وكان لازم تستعد لأكل عيشها، اكل عيشها اللى حسيت انه سم هينزل جوفها من اليوم ده، دخلت الحمام قطّعت جلابيتها اللى عليها وهي بتقطّعها كانت بتخربش جسمها، ورغم ان جسمها ابتدى يجيب دم مكان الخرابيش الا انها مش حاسة بالوجع، ابتديت تقلب على نفسها المياه المركونة فى حلة على جنب فى الحمام الصغير بتاعها ورغم البرد والمياه المركونة اللى برودتها اكتر من اللى بتنزل من الحنفية الا انها برضو كانت مش حاسة بيها، كانت المياه بتنزل على جسمها كأنها بتطفى نار قايدة، خلصت وقررت تتوضى لكن…لكن مقدرتش تعمل ده، كلمت نفسها وقالت:
– ليكي عين ازاي تقفي قصادي بعد اللى عملتيه؟
كل رد فعل لها كان يصدم اكتر من اللى قبله، استسلامها، يأسها، ضعفها، خوفها، كلها حاجات مش المفروض هي اللى تحس بيها المفروض الجاني هو اللى يعيش كل الاحاسيس ده من خوفه ومدى وحشية جريمته، لكن هي اللى قررت تتحمل الغلطة كلها، خلصت وغيرت جلابيتها ولفيت شعرها بالإيشارب وطلعت من اوضتها، وشها بهتان، اعصابها سايبة، شفايفها بيضا، عيونها تايهة، شافها الحاج حسين بالحالة دي:
– الله الله الله، فى ايه يا بت يا حوا مالك؟
حوا بهدوء وثبات:
– مفيش حاجة يا حاج، فين اللبن؟
رد الحاج حسين اللى قام وقف من مكانه وقرب منها:
– مالك يا حوا؟ وشك اصفر كده ليه؟ انتي عيانة؟ حاسة بأيه؟
حوا:
– لاء، انا كويسة، فين الشغل؟
الحاج حسين مستغربها، اول مرة يشوف حوا بالحالة دي، وده خلاه سألها تاني:
– فى ايه يا بنتي مالك؟ احكيلي انا زي ابوكي؟ عاملة كده ليه انتي؟ فيكي ايه؟
حوا بهدوء للمرة التالتة:
– مفيش حاجة يا حاج، انا كويسة، فين الشغل؟ مش عايزة اتأخر.
الحاج حسين مش مقتنع، واصر عليها اكتر من خمس ست سبع مرات فى السؤال، لكن هي نفس الاجابة بنفس الثبات والهدوء والتوهة، شاف الحاج حسين ان مفيش فايدة من اللى بيكرره فقرر يخليها تاخد الشغل وتروح تعمل اللى بتعمله كل يوم، لكن كان مستغربها جدا وهو بيقول:
– حتى اللقمة مش هتاكليها يا حوا؟ انا غلطان يعني اني عملت حسابك؟
ردت:
– مش جعانة يا حاج، السلام عليكم.
سابته واتحركت من الدكان وراحت تعمل شغلها زي كل يوم، كل حاجة بتحصل زي ما بتحصل لكن هي اللى غير كل يوم، هي اللى باهتة، هي اللى ساكتة، هي اللى خايفة من نظرات كل الناس، كل ما تروح بيت يستغربوها فيه، تتسأل:
– مالك النهاردة يا حوا؟ فيكي حاجة متغيرة!
ترد وتقول بهدوء:
– انا كويسة، انا زي الفل.
ولأنها اصرت على اجابتها طول اليوم فكل حد من اللى سألوها جاوبوا على نفسهم ب إجابة معينة:
– يمكن عيانة ولا عندها عذر الحريم، هتعمل ايه؟ بتجري على لقمة عيشها.
لفيت على بيوت البلد كلها ومرعوبة تروح على بيت سعد وجميلة، رغم انها فاتت عليه اكتر من مرة لكن خايفة، قلبها هيطلع من مكانه بسبب خوفها، لكن فى النهاية لازم هتروح، وراحت، خبطت على الباب برعب وفى اللحظة دي حرفيا عنيها كانت حابسة الدموع وكأن السما مليانة مطر بيستعد للنزول، اتفتح الباب وعنيها فى الارض خايفة ترفع عنيها تشوفه قدامها، لكن جالها صوت هادي وحنين بيقول:
– صباح الخير يا حوا، اتفضلي تعالي.
فى اللحظة اللى سمعت فيها الجملة والصوت اترعبت اكتر وابتديت ترجع بضهرها لورا لدرجة انها كانت هتقع، لكن اللى حصل…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى