روايات

رواية جانبي الأيسر الفصل السابع عشر 17 بقلم نسمة نبيل

رواية جانبي الأيسر الفصل السابع عشر 17 بقلم نسمة نبيل

رواية جانبي الأيسر الجزء السابع عشر

رواية جانبي الأيسر البارت السابع عشر

جانبي الأيسر
جانبي الأيسر

رواية جانبي الأيسر الحلقة السابعة عشر

بمنزل عبد الفتاح…

* يجلس عبد الفتاح وزوجته كريمة ومعهم وفاء وسارة على طاولة الطعام الصغيرة ( الطبلية) يتناولون العشاء….
سارة ( بتردد) / عمي أنا لقيت شغل كويس ، وكنت حابه أستأذن حضرتك علشان أروح بكره أقدم عليه.

عبد الفتاح ( بحزن) / طب وأنا كنت قصرت معاكي في إيه يا بنتي ، علشان تشتغلي وإنتي في الحاله دي.

سارة ( ببعض الحزن) / حضرتك مقصرتش معايا ، إللي حضرتك عملته معايا مكنش هيعمله أبويا…. بس أنا يعني حاسه إني تقلت عليك أوي ، بقالي أكتر من شهرين وحضرتك شايل مصاريف الدكتور ومتابعة الحمل والعلاج… الشغل هيخليني أقدر أساعد حضرتك وكمان يعني هيخليني أخرج ومش هبقى مخنوقة من قاعدة البيت.

عبد الفتاح / لو الشغل هيحسن نفسيتك ومش هتحسي إنك محبوسة معنديش مانع ، بس تنسي خالص حكاية تساعديني دي ، أنا مطلبتش منك مساعدة وعمرك ما هتبقي تقيلة عليا علشان إنتي زيك زي وفاء بالظبط وربنا يعلم معزتك عندي.

سارة ( بتردد) / ربنا يخليك يا عمي …. هو أنا ممكن أطلب من حضرتك طلب تاني.

عبد الفتاح / قولي يا بنتي متتكسفيش.

سارة ( وهي تنظر بإتجاه وفاء) / ممكن أخد وفاء معايا ، مش عايزه أبقى لوحدي.

عبد الفتاح ( وهو ينظر لوفاء ثم لها ) / لو هي موافقة يا بنتي معنديش مانع ، أهو أبقى متطمن عليكي.

* نظرت وفاء بصدمه لسارة ، ونظر عبد الفتاح وكريمة لإبنتهم بحزن…. فهم على علم بما حدث لها بالسابق وكان إعتزالها بالمنزل قرارها هي ولم يرد والداها الضغط عليها بعد ما حدث حتى لا تسوء حالتها النفسية التي حمدوا الله كثيرا على تحسنها ، فلطالما راودتها الكوابيس و تزايد عندها الخوف من الناس وتحديدا من الرجال.

***********************************

بغرفة وفاء….

* تتسطح كلا من وفاء وسارة على الفراش الخاص بها مجاورين بعضهم البعض لا يفصل بينهم سوى الكومود ، ناظرين لسقف الغرفة….
وفاء ( بقلق) / أشتغل ؟… مفكرتش في الموضوع ده يا سارة… تفتكري هقدر أتغلب على خوفي… أكيد الشغل هيبقى في إختلاط بالرجالة …. ده غير مين هيشغلني من غير شهادة.

سارة ( بثقة) / إنتي مجربتيش علشان تعرفي ، لازم تتغلبي على خوفك يا وفاء مش هتفضلي حابسه نفسك كده لأخر العمر… وبالنسبة للشهادة متقلقيش الشركة إللي رايحه أقدم فيها بكرة بتاعه واحد من إللي كانوا شغالين مع أبيه زين ويعرفني وإن شاء الله أشوفلك شغل معايا إنتي كمان.

وفاء ( بدهشه وهي تنظر بإتجاهها ) / يعرفك ؟… يعني ممكن يبلغ زين أو سليم ، مش خايفة.

سارة (بقلق وهي تنظر إليها بدورها) / مرعوبه… بس إنتي صح ، كده كده المقابلة هتحصل ، فمش هتفرق بكره من بعده.

وفاء ( بسخرية) / بس إنتي هتروحي تقولي للراجل إيه ؟ عايزه شغل ليا ولصاحبتي ؟

سارة (بإبتسامه) / لاء يا ناصحه ، أنا شفت إعلان للشركة بتاعتهم في الجرنال طالبين سكرتيرة ، وإن شاء الله أكلمه يلاقيلك شغل معايا.

وفاء / إن شاء الله….. صحيح هتعملي إيه في النقاب ؟ هيرضى يشغلك وإنتي منتقبة.

سارة / إيه إللي هيخليني ألبس النقاب في الشغل وأنا مش منتقبة ، أنا بلبسه بس في الحارة لما بنزل أروح متابعة الدكتور مع عمي…. هلبسه وانا خارجة وداخله الحاره بس … كده كده اللبس إللي جابهولي عمي كله دريسات فالنقاب مش هيبقى غريب عليهم… ربنا يخليهولكم يارب ويقدرني أردله جمايله عليا.

وفاء ( بحب) / إن شاء الله خير…. لولا بابا خايف عليكي من كلام الناس مكنش خبى وجودك هنا ولا كان جابلك النقاب ده ، بس هنعمل إيه في الناس إللي مبترحمش…. وبعدين جمايل إيه يا بنتي ماهو قالك زيك زيي بالظبط ولا إنتي عاملة فرق بينا.

سارة ( بإبتسامه) / إنتي جميلة أوي يا وفاء وتستاهلي كل خير ، وإن شاء الله ربنا هيراضيكي وقريب أوي.

* إبتسمت وفاء بسعادة وأمنت على دعائها ، وإستسلمت كل واحدة منهم للنوم… شاردين بما يحمله الغد لهم.

**************************************

بغرفة سليم….

* يتسطح سليم على الفراش شاردا بسقف الغرفة… طرق زين الباب وقام بالدلوف منه ، لينظر إلى هذا القابع بمكانه منذ عودته من المشفى ، ليشعر بالشفقة عليه ويتقدم ناحيته ويتناول شريط الدواء وكوب الماء المغطى من على الكومود بجانب سليم ، ويناوله إياهم…
زين ( بهدوء) /سليم ، قوم خد الدوا.

* تنهد سليم بحزن وهم بالنهوض جالسا على طرف الفراش بدون النظر لزين…. وتناول دواءه ووضع الكوب ع الكومود بجانبه.

* جلس زين بجانبه بدون النظر إليه ، دام الصمت لبضع لحظات ليكسره سليم بنبره حزينه…
سليم / متخفش عليا يا زين ، مش هعمل في نفسي حاجه… مش هضعف تاني وهقوم وأقف على رجلي علشان أقدر أرجع مراتي وإبني… ( أدمعت عيني سليم ليردف بحزن)… تفتكر لسه عايش ولا كنت السبب في موته زي أخوه ؟

زين ( مربتا على ظهره بحزن) / إن شاء الله عايش وسارة بخير ، إنت عارفها قوية قد إيه.

سليم (بقهر) / بس أنا كسرتها يا زين ، إللي قلتهولها ساعتها صعب… صعب أوي….أنا عايرتها بأصلها… تفتكر لو لقيتها هترضى تبص في وشي.

زين ( بثقة) / هتعتذر يا سليم وهتصلح إللي إنت عملته ، ومع الوقت هتنسوا كل ده ، بس إنت لازم متزهقش ولا تستسلم ، اللي عملته محتاج وقت علشان يتصلح ، هي مهما كانت بتحبك بس هتخاف منك لإنها أكيد فقدت إحساسها بالأمان معاك ، لازم تحاول كتير علشان الثقة مش سهل إنها ترجع.

* أومأ سليم رأسه بحزن وهو يغلق عينيه ، ليتركه زين ليستريح ويخرج من الغرفة غالقا الباب خلفه… ويعود سليم للتسطح على ظهره شاردا بسقف الغرفة بعيون مليئة بالدموع حتى جافاه النوم.

***********************************

* ذهبت سارة للتقدم للوظيفة وقابلت “فايز الاسيوطي” صاحب الشركة الذي تعرف عليها على الفور وفرح بها كثيرا لطالما كان معجب بأدائها بالعمل لدى زين ، وقام بتوظيفها لديه كسكرتيرة خاصة له……. إنتابه الشك كثيرا لدى مجيئها بالعمل لديه وهو يعرف إنها زوجة سليم العمري وأيضا رفض زين عملها غير معه بالماضي لكونها من عائلة العمري ، ولكن لكبر سنه وخبرته بالحياة شعر بوجود سبب ما وراء عملها بخارج العائلة لذلك لم يسألها على شيء ، ولكنه قرر إبلاغ زين بما حدث.

* طلبت سارة من فايز الأسيوطي عمل لوفاء بشركته… وعدها بالعثور لها على عمل مناسب في أقرب وقت…. لطالما شعرت سارة بحكمة الحاج فايز كما كان يطلق عليه زين ويعتبره بمثابه أبيه كلما جمعهم العمل بالسابق ، لذا كانت متأكده من أنه سيقوم بإبلاغ زين بقدومها للعمل بشركته وخصوصا إنه لم يسألها عن سبب قيامها بذلك ، هدأت نفسها وإستعدت للمواجهه فهي تشتاق لزين وليلى وعائلتها على أيه حال ، لذلك جاهدت نفسها لعدم التفكير بمقابلة سليم وتركتها لوقتها فهي إلى الآن لا تعرف ما يمكن أن يكون رد فعلها تجاهه عند رؤيته بعد ما حدث.

* حمد زين الله كثيرا لسلامة سارة ، وتحدث مع الجميع بما علمه ليتلهف الجميع للذهاب غدا لملاقاتها…. فضل الجميع عدم إخبار سليم بما يحدث حتى يتم اللقاء معها ومعرفة مدى إستعدادها للقائه ….. كان ذكاء زين أيضا يخبره بأن سارة من أرادت العثور عليها فهي أجادت الإختباء طوال هذة الفترة ولم يكن لأحد العثور عليها بسهولة إلا إذا أرادت هي ذلك ، لذلك إعتبر خطوتها للظهور بمثابة إستعدادها للرجوع.

**************************************

* كانوا يتراصون جميعا بمكتب الحاج فايز من الصباح الباكر منتظرين بلهفة وشوق لرؤيتها وخصوصا والدتها وليلى… كان اللقاء مليئا بالدموع والمعاتبات … ما إن دلفت سارة للمكتب ورؤيتها لهم حتى إرتمت بأحضان والدتها لتشهق بالبكاء فلقد إشتاقت لها كثيرا… لم يرد الجميع إطالة العتاب معها ومجادلتها في عدم تواصلها مع أي أحد منهم بعدما خرجت من الفيلا ، حتى لا يكونوا السبب في إصابتها بالتعب وخصوصا بعدما إطمأنوا على سلامة الجنين الأخر… قصت عليهم سارة كل ماحدث معها منذ خروجها من الفيلا ليزداد الجميع حزنا على ما مرت به…. حاول الجميع معها كثيرا وخصوصا كريم بإقناعها بالعمل معهم والذهاب للإقامة مع والدتها ، ولكن كان الرفض الإجابة عليهم…. إستسلم الجميع بعد وقت على مضض لما تريده سارة ، فيكفي ما مرت به حتى الآن ليتركوا لها فرصة لعمل ما يسعدها ويشعرها بالراحة ، ولكن مع عدم السماح لها بالتغيب عن رؤيتهم ومحادثتهم كل يوم…. كان لوالدتها أكبر نصيب من الحزن لعدم موافقتها ولكن ما باليد حيلة ، لا مجال للإجبار الآن فهي ليست بحاله تسمح لهم بذلك…. أمن لها زين هاتفا محمولا لسهولة التواصل معها بأي وقت والإطمئنان عليها.

* تحدثت سارة مع كريم بعد ما إنتبهت له وهو يعرض عليها العمل كسكرتيرته الخاصة لحاجته لواحده بالفعل…. فعرضت عليه وفاء للعمل لديه ، ليوافق على إختبارها بالعمل أولا.

* بالأخير أخبرها زين عما مر به سليم بغيابها ومعرفته للحقيقة ، لتنهار سارة من البكاء على ما وصل إليه الأمر بينهم لتخبرهم بمسامحتها له ونيتها لعدم إخفائها لإبنه عنه ، ولكن طلبت الوقت للإستعداد لذلك ، على وعد منها لهم بعدم التأخير.

****************************************

* مرت عدة أيام ، أثبتت سارة نفسها بعملها بوقت قصير كعادتها…. ولكن دائما لا يسود أي عمل الهدوء ، فكان غصتها في عملها هو المهندس مروان فايز الأسيوطي ، إبن الحاج فايز وخليفته الوحيد…شاب ليس بهذة الدرجة من الطيش ولكنه مغازل من الدرجة الأولى… يحاوطها بكل فرصة له بسيل من المغازلات بجمالها ورقتها و و و….لا ينكر إنجذابه لها…. أرادت سارة بالتخلص من مضايقاته فأخبرته بحالتها الإجتماعية وبخبر حملها الذي صعق به بعد سماعه ، فهي لا يظهر بروز بطنها الصغير بفضل ملابسها الواسعه الفضفاضه ، غير خلو أصابعها من أي حلي تدل على إرتباطها.

* لم تتغلب وفاء على خوفها بعد ولكنها تحاول…. بعدة أيام إستطاعت تيسير أمورها بالعمل وأصبحت على قدر المسئولية الملقاة على عاتقها بالعمل…. أعجب كريم بإصرارها الذي دأبت عليه لتعلم كل ما يخص العمل بسرعة ولكنه دائما ما ينتبه لتأتأتها ورعشتها وزيادة وتيرة أنفاسها كلما قلت المسافة بينهم أثناء العمل ، لم يستطع تفسير ذلك، يكاد يجزم بإنها تشعر بالإختناق بإقترابه ، ولكنه أرجح ذلك لخجلها الزائد عن الحد ، لذلك حرص على تجنب محادثتها عن قرب والحفاظ على المسافة الكافية لها حتى لا يسبب لها الحرج ، يكفيه إنها جيدة بعملها.

* كانت سعادة عبد الفتاح وكريمة بإبنتهم لا توصف… دائما ما كان يغمرهم القلق بشأن مستقبلها…. كانوا خير دعم لها عندما تعرضت لهذا الحادث الذي حمدوا الله كثيرا على سلامتها منه ، تم عتابها بالطبع على ما فعلت بنفسها وما كان يمكن أن تؤول أمورها إليه ، ولكن عزلتها بعد ذلك أثارت قلقهم عليها أكثر ، لذلك لم يبدوا أي إعتراض عند عرض سارة عليها العمل وخصوصا بعد موافقتها.

******************************

بمكتب مروان الأسيوطي…

* يجلس مروان الشاب الأنيق الوسيم كعادته خلف مكتبه يزفر بشدة من كم الأوراق الموضوعه أمامه والتي يكاد لا يفقه بها شيء كعادته أيضا…. ليسمع طرقات الباب ويسمح للطارق بالدخول… هب واقفا فجاءه عند رؤيته الشخص الذي دلف للتو ليتوجه ناحيته بذراعان مفتوحان ليتجاذب الإثنان الأحضان والسلامات بعد مدة طويلة من الفراق…. جلس الإثنان بعدها بمقابل بعضهم البعض أمام المكتب….
مروان ( بإبتسامه) / وحشني أوي يا Boss ، ووحشتني أيامك.

سليم ( بإبتسامه) / ياااه يا مروان محدش كان بيقولي الكلمة دي غيرك ، لسه زي ما إنت متغيرتش ، أنا قلت هلاقيك عقلت ، بس إظاهر لسه شويه.

مروان ( بمرح) / بعد الشر عليا ، إنت عايزني أبقى رب أسرة زيك ولا إيه ؟ عرفت إنك خفيت وإتجوزت من الأخبار إللي إتنشرت ع السوشيال ميديا وانا في انجلترا…. ألف مبروك فرحتلك كتير.

سليم ( بإبتسامة هادئه) / الله يبارك فيك … قوللي رجعت إمتى ، وشغل إيه إللي كلمتني علشانه ؟

مروان / رجعت من كام شهر… ومقولكش بقى أبويا مستلمني ، أنا جبتك علشان تقف جمبي وتساعدني ، إنت إللي هتبقى مسئول عن كل ده من بعدي ، أنا عايزك تعقل ، وهووب فتحلي شركة الهندسة دي ، ظبتلي الدورين دول في مبني شركته علشان أبقى تحت إيده ، ومش مخليني أخد نفسي ، وبعيد عنك حماااار ، مش فاهم حاجه حاولت مش عارف مع إنه جايبلي مهندسين كفء بيحاولوا يدربوني بس تقول إيه بقى… شكلي بقى وحش أوي قدامهم يا صاحبي.

سليم ( بإبتسامة) / إللي يسمعك يقول إنك خريج سياحة وفنادق ، يا إبني ما إنت خريج هندسة زيي.

مروان ( بتذمر) / إنت هتعمل زي أبويا يا سليم ، يا إبني إحنا متخرجين من سنين ، وبعدين ما إنت عارف كنت بنجح إزاي.

سليم ( بإبتسامه) / عارف ، بس بردو مش فاهم أنا جاي ليه ؟

مروان ( برجاء ) / عايزك تشاركني ، وتعلمني واحدة واحدة ، انت حبيبي وصاحبي وهتقف جمبي وهتصبر عليا ، وانا عندي أمل أتعلم على إيدك.

سليم ( وهو يحرك رأسه بيأس) / أشك ، بس هحاول علشان خاطرك.

مروان ( والسعادة بادية على وجهه) / كنت متأكد إنك مش هترفضلي طلب.

سليم ( بجدية) / بس خلي بالك أنا عندي شركاتي الخاصة يعني مش كل الوقت هقضيه معاك بس ممكن أفضيلك نفسي في الأول لحد ما تتمكن شويه وتقدر تتابع لوحدك ، تمام.

مروان /تحت أمر سليم باشا في أي شيء… قوللي بقى تشرب إيه ؟

سليم ( بإبتسامه ساخره) / لسه فاكر ، ده أنا قلت إنجلترا علمتك البخل.

مروان ( بهيام) /هو في زي إنجلترا و Ladies إنجلترا.

سليم ( بإبتسامه) / إنت لسه فيك الخصلة دي ، متبتش.

مروان / أعمل إيه في قلبي الضعيف الذي لا يتحمل…. حتى الشغل إللي إحترمت نفسي فيه أبويا راح جايبله سكرتيره إنما إيه تحل من على حبل المشنقة… مش عارف ليه حاسس إني شفتها قبل كده بس مش فاكر فين…. الشهادة لله محترمة مش مدياني فرصة أقربلها….جايه بتحور عليا قال إيه متجوزة وحامل علشان أبعد عنها بس على مين مش هحلها.

سليم (بدهشه) / يخرب عقلك متجوزة وحامل ، إنت بقى ليك في السكة دي.

مروان / ياعم بقولك بتحور عليا… مفيش في إيدها دبله أصلا.

سليم ( بتحذير) / بقولك يا مروان ، أنا ماليش في الكلام ده… لو عايزني صحيح أشاركك يبقى اللي بتعمله ده بره مش هنا.

مروان (بإبتسامه) / يا عم مالك قفشت كده ليه ، أوعدك مش هخليك تندم إنك شاركتني.

سليم / هنشوف….. إجمعلي بقى المهندسيين إللي عندك كلهم علشان أعرف الأمور هنا ماشية إزاي علشان أقيم الوضع.

مروان (بمرح) / ع الدوغري كده ؟

سليم ( بجدية) / بما إني هنا فنستفاد بالوقت.

مروان / تمام يا Boss ، ثواني أجمعهوملك في أوضة الإجتماعات.

**************************************

بداخل إحدى دورات المياة…..

* تقف فتاة ما أمام المرآة ، تقوم بوضع بعض مستحضرات التجميل التي لا حاجة لها بها ، فلون بشرتها يكاد يختفي وراء ما تضعه بالأساس…. ثم تقوم بالعبث قليلا بملابسها لتبدو أكثر إغراءا ، بالرغم من كرمها الواضح الظاهر بملابسها التي تكشف أكثر مما تستر…. لتتلقى مكالمة هاتفية وتقوم بالرد عليها….

الفتاة / أيوه يا شاهي….. أه خلاص وصلت بظبط نفسي…. لاء متقلقيش هجيبلك مناخيره الأرض….. صدقيني بعد الفضيحة إللي هفضحهاله دي سمعته هتتدمر…… إنتي بتشكي في قدراتي ولا إيه ما إنتي عارفه إنها مش أول مرة….. إحنا بس نخلص ولو حبيتي تكملي ممكن أرفعلك عليه قضية تحرش وأسجنهولك …. خلاص هخلص وأكلمك ، سلام.

* توجهت الفتاة للخارج بعدما وضعت أشيائها بحقيبتها… ليفتح باب من أبواب الحمامات الداخلية وتخرج وفاء ويبدوا على وجهها علامات الغضب الشديد ، لتتوجه للخارج لتلحق بتلك الفتاة لمعرفة وجهتها.

***************************************

بمكتب كريم…

* يجلس كريم على طاولة الإجتماعات الصغيرة بمكتبه مع بعض الموظفين ، يتناقشون فيما بينهم بالعمل…. ليقطع عليهم تركيزهم أصوات الصراخ القادمة من خارج المكتب.

* خرج كريم بخطوات غاضبة ، ليجد وفاء منكبه على إحدى الفتيات المسطحه على ظهرها بالأرض محاوطة إياها بواسطة ركبتيها ، صارخة بها بكلمات غير مفهومه ، وتشرف على إعادة نحت ملامح وجهها من جديد…. تقوم بتوجيه الصفعات واللكمات الغاضبة للفتاة التي لا حول لها ولا قوة….. جحظت عينا كريم مما يرى فهي تبدو كالمصارعة الحرة للسيدات ولكن مباراة من طرف واحد.

* توجه كريم بغضب ناحيتها ، يمسك ذراعها ويصرخ عليها لتتركها ، ولكن وفاء بعالم أخر ، فأضطر كريم لرفعها من عليها فحاوط خصرها من الخلف وقام برفعها إلى صدره بعيدا عن الفتاة ، وصرخ بباقي الموظفين….
كريم (بصوت عالي وحاد وهو ينظر للملقاه على الأرض ) / واقفين تتفرجوا ….حاولوا تفوقوها… وهاتوها على مكتبي.

* توجه كريم لمكتبه وهو مازال رافعا وفاء التي لم تكف عن الرفص بيديها وأرجلها محاولة الإنقضاض مرة أخرى على هذة الفتاة…..دلف من الباب وقام بغلقه بإحدى قدميه وقام بإنزال وفاء بغضب والصراخ عليها آمرا لها بالهدوء…. ولكن عيناها لاترى أمامها من شدة الغضب لتحاول تجاوزة عدة مرات للخروج وإكمال تفريغ باقي شحنة غضبها……. فإضطر كريم لمحاوطتها من جديد بذراعيه ضاغطا بشدة عليها محاولا تهدئتها
كريم ( بغضب) / إهدى بقى يا غبية ، إيه جاموسه مبتفهميش ، إهدي.

* سكنت حركاتها قليلا بين يديه ، لتلتقي عيناه بعيناها الشاردة التي تنتقل هنا وهناك من شدة الغضب وأنفاسها الساخنة التي تلفح وجهه… لتنتبه هي فجاءة لوضعها لتنتفض للخروج من أحضانه بذعر وهي تنظر حولها لتستوعب مكان تواجدها ثم نظرت إليه وهي ترتعش ….
وفاء ( بحده) / إنت عايز مني إيه ؟

كريم (بصدمه وبصوت عالي ) / إنتي هبلة…. مش واخده بالك من إللي عملتيه من شوية…. إنتي إزاي تعملي الحركات الزبالة دي هنا في شركتي…. فاكرة نفسك في حارتكم…. عايزه تقلبيلي الشركة سوق.

* إنتبهت وفاء وتذكرت ما حدث منذ لحظات بالخارج ، لتدمع أعينها من كلمات كريم الحاده لها.
وفاء (بقهر ) / أنا أسفة…. أنا أسفة بجد مكنتش في وعيي…. عن إذنك.

* تخطته وفاء متوجهه للخارج بدموع لتدلف لمكتبها وتأخذ حقيبتها وتخرج من الشركة ، لتظهر ملامح الدهشة على وجهه من ردة فعلها الغريبة….
كريم ( عاقدا حاجبيه) / البت دي مجنونة باين.

**************************************

بغرفة الإجتماعات بشركة مروان….

* جلس مروان على رأس الطاولة البيضاوية وسليم بإحدى جانبيها مواليا ظهره للباب….
سليم / إنت لازم تجيب سكرتيرة ، علشان هتحتاجها في الإجتماعات وتنظيم الأمور في الشغل ، مش هنفضل كل ما نحتاج حاجه نطلبها من سكرتيرة والدك ، هنضيع وقت ع الفاضي وممكن متقدرش تتابع شغلها كويس ما بينا.

مروان / هبقى أعمل إعلان ، ولو إنها ما شاء الله ذكية وممتازة في الشغل وبتقدر توفق عادي.

سليم / بردو الأفضل يبقى كل واحد مركز في شغله.

* أومأ له مروان ، ليتم طرق الباب بطرقات هادئة وتدلف منه سارة حاملة بعض الملفات بين يديها ، وتتوجه لوضعها أمام مروان غافلة عن من يجلس بجانبه مواليا لها ظهره…. لتقف سارة متوسطة إياهم وتضع الملفات أمام مروان ليتخلل بصدرها رائحة عطره المميزة التي تعرفها جيدا والتي إشتاقت لها حد الموت ، إستدارت برأسها بحركة لا إرادية لتتفاجأ بسليم الجالس بجوارها لا ينتبه إليها….
مروان (بإبتسامة) / شكرا يا سارة تعبناكي معانا.

* إنتبهت جميع حواس سليم لذكر إسمها ليلتفت بأقل من الثانية بلهفة ليلمحها وهي تستدير بإتجاه الباب ، لينتفض من مكانه مسرعا وراءها.

* إنتفضت هي الأخرى عند سماع إسمها من مروان ليدب الخوف بقلبها ، لتستدير بدون تفكير بإتجاه الباب هاربة منه.

* كان سليم أسرع منها ليضع يده على يدها الممسكة بمقبض الباب واقفا بينها وبينه مانعا لها من الخروج.. لترتعش سارة وتسحب يدها بسرعة وتتراجع للخلف بخطوات مرتعشة لا تقدر على النظر له.

* لينظر لها سليم بإشتياق سحب جميع الهواء من داخل صدره ، يكاد يموت من شوقه إليها… لتدمع عيناه لرؤيتها بعد هذة المدة مرتعشة غير راغبة بالنظر لوجهه…لحظات حاول فيها إستجماع رباطة جأشه ليردف….
سليم ( بحزن و بصوت ضعيف) / سارة ، بصيلي.

* نظرت سارة بإتجاه باب الخروج الثاني بآخر الغرفة لتخطو خطوات سريعة بإتجاهه.

* كان سليم أسرع منها للمرة الثانية ، يكاد يطير عقله برؤيتها ، لن يسمح لها بالإختفاء من أمام عينيه.

* وقفت سارة بمنتصف الطريق بعدما تخطاها سليم ووقف مرة أخرى بينها وبين باب الخروج.

سارة (متجنبة النظر إليه) / أرجوك سيبني أخرج.

سليم (برجاء) / أرجوكي تديني فرصة تانية.

* أغلقت سارة عينيها بحزن ووضعت وجهها بين كفي يديها وبدأت بالبكاء ، ليضمها سليم لصدره بعيون دامعه.

* شعرت سارة بنفسها بين يديه فرفعت وجهها من بين يديها و إنتفضت سريعا تحاول الخروج من بين يديه ليحاوطها سليم بإحكام محاولا تهدئتها…. ظلت لحظات تنتفض بين يديه وهي ترتعش قبل أن ينهكها التعب ويحاوطها الظلام بالكامل ، فتسقط مغشيا عليها بين يديه ، ليسقط معها سليم جالسا على الارض ضامما لها مربتا على وجهها الغارق بدموعها بخوف…
سليم (وهو يبكي) /سارة… سارة حبيبتي فوقي علشان خاطري… أنا أسف… والله العظيم أسف ، سامحيني يا قلب سليم.

* لفت نظره بروز بطنها الذي بات واضحا الآن بعدما حددت ملابسها الفضفاضة جسدها الملقى على الأرض ، ليغمض عينيه ببكاء بشعور لا يمكن تحديده ،إذا ما كان فرحا أم ندما.

* نظر تجاه الواقف ببلاهه مما حدث أمامه بلحظات…
سليم (بقوة) / واقف تتفرج عليا ، خد مفاتيح عربيتي وإسبقني على تحت ، لازم نلحقها دي حامل .

* حملها سليم بحرص شديد ضاممها لأحضانه بقوة ، مسرعا بها نحو الخارج.

🌹🌹🌹” جبر الله قلبك يا من جبرت بخاطري وقرأت روايتي” 🌹🌹🌹

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانبي الأيسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى